دليل‭ ‬دراسة‭ ‬الكتاب‭ ‬المُقدَّس- الربع‭ ‬الثاني ‭‬2019 - المواسم الأُسَرِية

دانلود PDF - راهنمای مطالعه کتاب مقدس - سه ماهه اول 2019 - کتاب مکاشفه

 

المحتويات

 

Adult Bible Study Guide

 

2nd Quarter 2019

 

مقدمة ٢

 

إيقاعات (تناغم) الحياة — ٣٠ آذار (مارس) - ٥ نيسان (أبريل) ٦

الخيارات التي نختارها — ٦-١٢ نيسان (أبريل) ١٣

الإعداد للتغيير — ١٣-١٩ نيسان (أبريل) ٢٠

أوقات الوَحدة — ٢٠-٢٦ نيسان (أبريل) ٢٨

كلمات حكيمة للأُسر — ٢٧ نيسان (أبريل)-٣ أيار (مايو) ٣٥

أُنْشُودة الحُب المُلوكية — ٤-١٠ أيار (مايو) ٤٢

مفاتيح الوَحدة الأسرية — ١١-١٧ أيار (مايو) ٥٩

موسم تربية الأبناء — ١٨-٢٤ أيار (مايو) ٥٦

أوقات الخسارة — ٢٥-٣١ أيار (مايو)٦٤

المشاكل العائلية الصغيرة — ١-٧ حزيران (يونيو) ٧٢

أُسَر الإيمان — ٨-١٤ حزيران (يونيو)٧٩

ماذا رأوا في بيتك؟ — ١٥-٢١ حزيران (يونيو)٨٦

رد القلوب في زمن النهاية — ٢٢-٢٨ حزيران (يونيو)٩٣

Editorial Office: 12501 Old Columbia Pike, Silver Spring, MD 20904

 

Come visit us at our Website: http://www.absg.adventist.org

 

Principal Contributors

Claudio and Pamela Consuegra

 

Editor

Clifford R. Goldstein

 

Associate Editor

Soraya Homayouni

 

Publication Manager

Lea Alexander Greve

 

Middle East and North Africa Union

 

Publishing Coordinator

Michael Eckert

 

Translation to Arabic

Sylvia Safwat

 

Arabic Layout and Design

Marisa Ferreira

 

Editorial Assistant

Sharon Thomas-Crews

 

Pacific Press® Coordinator

Wendy Marcum

 

Art Director and Illustrator

Lars Justinen

 

Design

Justinen Creative Group



© ٢٠١٩ المجمع العام للأدفنتست السبتيين®. جميع الحقوق محفوظة. لا يجوز تعديل أو تغيير أو تبديل أو تحويل أو ترجمة أو إعادة إصدار أو نشر أي جزء من دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المُقدَّس للكبار دون الحصول على إذْن خطي سابق من المجمع العام للأدفنتست السبتيين®. ويُصرّح لمكاتب الأقسام التابعة للمجمع العام للأدفنتست السبتيين® العمل على التنسيق لترجمة دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المُقدَّس للكبار بموجب مبادئ توجيهية محددة. وتبقى ترجمات هذا الدليل ونشره حقًا محفوظًا للمجمع العام. اصطلاحات «الأدفنتست السبتيون»، و «الأدفنتست» وشعار الشعلة هي علامات تجارية مسجلة للمجمع العام للأدفنتست السبتيين®، ولا يجوز استخدامها دون الحصول على إذن سابق من المجمع العام.

 

دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المُقدَّس للكبار هو من إعداد مكتب دليل دراسة الكتاب المُقدَّس للكبار التابع للمجمع العام للأدفنتست السبتيين. ويخضع إعداد الدليل للإشراف العام من قِبَل لجنة مدرسة السبت للنشر، وهي إحدى اللجان التابعة للجنة الإدارية للمجمع العام، التي هي الناشر لدليل دراسة الكتاب المقدس. يعكس الدليل المنشور مساهمات لجنة عالمية تقويمية، ويحظى بموافقة لجنة مدرسة السبت للنشر، وعليه فهو لا يمثل بالضرورة وجهة نظر المؤلف (أو المؤلفين) منفردةً.

 

Sabbath School Personal Ministries



مواسم

الحياة

 

انتهى اليوم السادس من الخليقة. خلال الأيام الخمسة الأولى تحول العالم من الفوضى إلى عالم كامل الجمال. فتبدلت الظلمة إلى نور. وتراجعت المياه كما أمرها الله. «إِلَى هُنَا تَأْتِي وَلاَ تَتَعَدَّى، وَهُنَا تُتْخَمُ كِبْرِيَاءُ لُجَجِكَ!» (أيوب ٣٨: ١١). وتحولت الأرض الجافة إلى لوحة من الألوان والعطور. وحلّقت الطيور بجميع أجناسها وأنواعها بينما سَبَحتْ الأسماك وثديات البحار في موطنها المائي. وركضت الحيوانات البرية بأنواعها وأجناسها أو قفزت أو تدلَّت من فروع الأشجار، حسبما خلقها الخالق. ثم، وأخيرًا، صُنع البشر على صورة الله نفسه، مخلوقات فريدة بين جميع الخليقة الأرضية.

 

وإذ كان الله يتهيأ لأول سبت اليوم السابع على الأرض، نظر إلى الخليقة وأعلن أن جميعها «حَسَنٌ جِدًّا» (تكوين ١: ٣١).

 

يا ليت تلك كانت نهاية القصة - عالم كامل خالد، به أناس كاملون. فقط تخيل أن آدم وحواء لهما عدة أطفال ثم أحفاد وأحفاد أحفاد، الذين يبصرونهم وهم يكبرون لعدد لا متناه من الأجيال، يجلب كل منها سرور أكثر للزوجين الأوليْن، ولله أيضًا. إنه سيناريو يصعب علينا تخيله نحن، مَن نعيش في عالم ساقط ولا نعرف سواه.

 

وهذا لأن مخيلاتنا شُكِلت في عالم مختلف كل الاختلاف عن ذلك الذي خلقه الله أولًا. ما مدى اختلاف العالميْن: العالم قبل الخطية والعالم بعدها؟ هنا مثالٌ: كتبت إلن هوايت: «إذ شاهدا (آدم وحواء) الزهور الذابلة والأوراق المتساقطة التي كانت أول علامات الانحلال والموت، ناحا آدم وامرأته وحزنا أعمق الحزن، أكثر مما يحزن الناس اليوم على موتاهم. كان موت الأزهار الرقيقة الضعيفة، مدعاة للحزن، ولكن عندما تساقطت أوراق الأشجار الجميلة بدت لدى أذهانهما بكل جلاء تلك الحقيقة المحزنة، وهي أن الموت هو نصيب كل حي» (الآباء والآنبياء، صفحة ٤٣). ليس لدينا ردة الفعل تلك نحو ورقة متساقطة لأننا، لكوننا لم نعيش إلا في عالم خاطئ، ننظر إلى الموت والمعاناة كأنهما جزءان حتميان من دورات الحياة.

 

وذلك هو موضوع درس هذا الربع: دورات الحياة، على الأقل بالنسبة لنا الآن في هذا العالم الساقط. وسوف ننظر إلى هذه الدورات في المكان الوحيد الذي يدور فيه معظمنا، وذلك خلال إطار الأسرة.

 

خُلق البشر في عدن في إطار عائلي؛ أولًا زوج وزوجة، ثم أطفال، الذين أنجبوا أطفالًا أكثر. وبالتالي نحن نعيش تاريخ عالمنا إلى اليوم الحاضر. حقًا، العديد من أقدم قصص الكتاب المقدس، منذ آدم وحواء، والآباء، وسلالة داود الحاكمة، بُسِط جميعها في سياق أُسَرِي وعلاقات عائلية. وَعَبْر الكتاب المقدس كله، وبطريقة أو بأخرى، تساعد الأُسَر في تشكيل إطار عمل الأحداث التي تنكشف، الأمر الذي لا يثير الدهشة، لأننا، كما ذُكر، إذ ندور في مواسم الحياة هذه، نفعل نحن أيضًا ذلك بدرجة أو بأخرى أمام الستار الأسري.

 

على الرغم من جميع القوى المضادة للأسرة، في هذا اليوم وفي الماضي (على سبيل المثال، ممارسة تعدد الزوجات في الأزمنة الكتابية لم يعزز استقرار الأسرة)، وعلى الرغم من محاولات إعادة تعريف الأسرة تعريفًا دقيقًا، لا يزال مفهوم الأسرة قائمًا. ويجب أن يظل هكذا. فهي النقطة التي نبدأ منها، وهي غالبًا أعظم قوة خير أو شر تعمل لتشكيل حياتنا والكيفية التي نستجيب بها للتحديات التي نواجهها إذ ندور في مراحل الحياة.

 

وكما أن كل فرد مختلف، هكذا كل أسرة أيضًا. وعليه، تشير دروس هذا الربع، استنادًا إلى الكتاب المقدس، إلى المبادئ التي يمكنها أن تساعد في بناء أُسر أقوى في كل مرحلةٍ من الحياة (هذا هو رجاؤنا وصلاتنا).

 

كلاوديو وباميلا كونسيغرا يخدمان بصفتهما رئيسيْن لخدمات الأسرة في قسم أمريكا الشمالية. خدما الكنيسة في خدمات متنوعة لأكثر من ٣٠ عامًا.

 

انخراط كافة الأعضاء

 

حان وقت انخراط كافة الأعضاء

 

ما هو “انخراط كافة الأعضاء”؟

 

« انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » هو تّوجُّه كرازي واسع النطاق على مستوى الكنيسة العالمية يشارك فيه كل عضو، كل كنيسة، كل كيان إداري، كل نوع من أنواع الخدمة العامة الإِيْصَالِيّة، وكذلك الخدمات الإِيْصَالِيّة الشخصية والمؤسساتية.

إنها خطة تعتمد على تواريخ محددة وتهدف إلى ربح النفوس المعني وتقف على احتياجات العائلات والأصدقاء والجيران. ثم تشارك كيف يلبّي الله كل حاجة، مما يؤدي إلى زرع كنائس جديدة ونمو الكنيسة ككل، مع التركيز على إبقاء الأعضاء، التبشير، المشاركة والتلمذة.

كيفية تطبيق «انخراط كافة الأعضاء» في مدرسة السَّبت

 

خصّص أول ١٥ دقيقة * من كل درس للتخطيط والصلاة والمشاركة:

 

« انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » في الوصول لمَن ينتمون للكنيسة: خطط لزيارة الأعضاء المتغيبين أو المتضررين وصلِّ من أجلهم واعتنِ بهم، وقم بتوزيع مهام لكل منطقة. صَلِّ وناقش الطرق التي يمكن من خلالها تلبية احتياجات العائلات الكنسيَّة، الأعضاء غير الفاعلين، الشبيبة، النّساء والرجال، وطرق مختلفة لجعل العائلة الكنسية منخرطة في الخدمة.

« انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » في الوصول لمَن لا ينتمون للكنيسة: صَلِّ وناقش الطرق التي مِن خلالها يمكن الوصول إلى مجتمعك، مدينتك، والعالم، بإتمام مهمة البشارة من خلال الزَّرع، الحصاد، والحفاظ على ما نجمعه. قم بإشراك جميع الخدمات الكنسيّة إذ تخطط لمشاريع ربح النفوس قصيرة المدى وبعيدة المدى. إنَّ مبادرة « انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » أساسها أعمال التّرفّق المكترث. فيما يلي بعض الطرق العملية لتصبح منخرطاً بشكل شخصي: ١. قم بتنمية عادة التعرّف على الاحتياجات في مجتمعك. ٢. ضع الخطط لتلبية هذه الاحتياجات. ٣. صَلِّ من أجل انسكاب الروح القدس.

« انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » للتواصل مع الله: دراسة فصل الكتاب. شجِّع الأعضاء على الانخراط في الدراسة الفردية للكِتاب المُقدَّس – اجعل دراسة الكِتاب المُقَدَّس في مدرسة السبت دراسة تشاركية. ادرسوا من أجل التغيّر الإيجابي وليس من أجل الحصول على المعلومات.

انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI ›

 

الوقت

 

الشّرح

 

التبشير بالمشاركة

 

المرسلية العالمية

 

١٥ دقيقة.*

 

صَلّ، خطِّط، نظّم للعمل. اهتم بالأعضاء المتغيبين. ضع جدولاً زمنياً للتواصل. العطاء المرسلي.

 

درس دليل دراسة الكِتاب المُقَدَّس

 

٤٥ دقيقة.*

 

قم بإشراك الجميع في درس الكِتاب المُقَدَّس. اطرح أسئلة. سلّط الضوء على النصوص الرئيسية.

 

الغداء

 

خطط للغداء مع أعضاء الصَّف بعد العبادة.

 

ثم فليخرج كل واحد منكم ويتواصل مع شخص ما.

 

*يمكن تعديل الوقت حسب الضرورة.

 

قم بزيارة الموقع الإلكتروني

 

الخاص بالشرق الأوسط للنشر

 

للحصول على المزيد من الموارد باللغة العربية

 

www.middle-east-publishers.com

 

 

اشترك في

 

رسالتنا الإخبارية

 

المجانية

 

تزوّد بآخر المعلومات المتعلقة بكل

 

إصداراتنا الجديدة!

 

+961 1 690290 | www.middle-east-publishers.com

 

شارع الفردوس، السبتية، جديدة المتن، بيروت، لبنان ١٢٠٢٢٠٤٠

 

الدرس الأول *٣٠ آذار (مارس)- ٥ نيسان (أبريل)

 

إيقاعات (تناغم) الحياة






السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: تكوين ١؛ تكوين ٨: ٢٢؛ مزمور ٩٠: ١٠؛ أيوب ١: ١٣-١٩؛ أعمال ٩: ١-٢٢؛ فيلبي ١: ٦؛ رومية ٨: ١.

 

آية الحفظ: «لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ» (جامعة ٣: ١).

 

بعضٌ من أجمل الأشعار التي خُطت قط، هي مِن الملك سليمان: «لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ: لِلْوِلاَدَةِ وَقْتٌ وَلِلْمَوْتِ وَقْتٌ. لِلْغَرْسِ وَقْتٌ وَلِقَلْعِ الْمَغْرُوسِ وَقْتٌ. لِلْقَتْلِ وَقْتٌ وَلِلشِّفَاءِ وَقْتٌ. لِلْهَدْمِ وَقْتٌ وَلِلْبِنَاءِ وَقْتٌ. لِلْبُكَاءِ وَقْتٌ وَلِلضَّحْكِ وَقْتٌ. لِلنَّوْحِ وَقْتٌ وَلِلرَّقْصِ وَقْتٌ. لِتَفْرِيقِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ وَلِجَمْعِ الْحِجَارَةِ وَقْتٌ. لِلْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ وَلِلانْفِصَالِ عَنِ الْمُعَانَقَةِ وَقْتٌ. لِلْكَسْبِ وَقْتٌ وَلِلْخَسَارَةِ وَقْتٌ. لِلصِّيَانَةِ وَقْتٌ وَلِلطَّرْحِ وَقْتٌ. لِلتَّمْزِيقِ وَقْتٌ وَلِلتَّخْيِيطِ وَقْتٌ. لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. لِلْحُبِّ وَقْتٌ وَلِلْبُغْضَةِ وَقْتٌ. لِلْحَرْبِ وَقْتٌ وَلِلصُّلْحِ وَقْتٌ» (جامعة ٣: ١-٨).

 

تصف تلك الكلمات الكثير من الوجود البشري - المواسم، وإيقاعات حياتنا. نعم، تخوض حياتنا في مراحل، في تغيرات، ويحدث ذلك منذ اللحظة التي نولد فيها. أحيانًا تكون التغيرات جيدة، وأحيانًا العكس؛ أحيانًا يكون لنا سيطرة عليها، وأحيانًا العكس. دعونا ننظر هذا الأسبوع إلى مواسم حياتنا وإيقاعاتها، خاصة إذ تؤثر علينا وعلى أُسَرْنا أيضًا.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٦ نيسان (أبريل).

 

الأحد ٣١ آذار (مارس)

 

في البدء

 

يبدأ الكتاب المقدس في البدء، وهذا بلا شك السبب وراء بدايته بكلمات «فِي الْبَدْءِ...» (في الواقع، يبدأ بكلمة واحدة في العبرية) (تكوين ١: ١). والتركيز الدقيق لهذا الإصحاح بالتأكيد هو تحويل الأرض من حالة كونها «خَرِبَةً وَخَالِيَةً» (تكوين ١: ٢) إلى عالم أعلن عنه الله نفسه في اليوم السادس أنه «حَسَنٌ جِدًّا» (تكوين 1: 31). بإيجاز، البداية هنا هي بداية عالمنا.

 

اقرأ تكوين ١. مع أن أمورًا كثيرة جدًا تجري، اسأل نفسك هذا السؤال: هل هناك أي إشارة للعشوائية أو الصدفة؟ أم عُمِل الكل بنظام تام وعُمِل كل شيء في وقته ومكانه المحددين؟ ماذا تخبر إجابتك عن شخصية الله؟

 

كتبت إلن هوايت أن «النظام هو قانون السماء الأول» (علامات الأزمنة، ٨ حزيران (يونيو) ١٩٠٨)، ومن الواضح أنه قانون الأرض الأول أيضًا. في حين أن الخطية أدخلت الفوضى، إلى درجة ما، إلى العالم الطبيعي، لا يزال النظام والإيقاع والانتظام موجودًا.

 

اقرأ تكوين ٨: ٢٢. كيف يتجلى النظام هنا أيضًا؟

 

حتى بعد السقوط تأتي المواسم وتذهب بنظام. وعليه، بجانب الأنوار في السماء، أي الشمس والقمر، التي هي « ‹لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ . . . لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ› » (تكوين ١: ١٤)، توجد أيضًا المواسم، وجميعها جزءٌ من الإيقاع الطبيعي للعالم الذي خلقه الله. وفي الواقع، في حين أننا لا نرى إلا لمحات الآن، إلا أن آية مثل إشعياء ٦٦: ٢٣ تشير إلى أنه في السموات الجديدة والأرض الجديدة سوف نشعر بالإيقاع آنذاك أيضًا.

 

فكر في كيفية تأثير السبت على حياتك تأثيرًا منتظمًا وقويًا، وخاصة على حياة أسرتك، كيفما كانت. ما هي المميزات الفريدة التي لا تميز السبت وحده، بل أيضًا حقيقة كونه يأتي بمثل هذا الانتظام؟

 

الاثنين ١ نيسان (أبريل)

 

إيقاعات الحياة

 

يتحدث العلماء عن شيءٍ يسمى بالإيقاعات اليومية، وهي فكرة وجود إيقاعات بيولوجية (تسمى أحيانًا «ساعات الجسد») التي تنظم العمل في أجسادنا. وبكلمات أخرى، يوجد درجة معينة من الانتظام حتى داخل أجسادنا نفسها. وعليه، وإلى حد ما، توجد إيقاعات حولنا وحتى في داخلنا.

 

ما هي مواسم الحياة المتوقعة المذكورة في النصوص الكتابية التالية؟ وكيف ترتبط مباشرة بالحياة الأُسَرِية؟

 

جامعة ٣: ٢

 

تكوين ٢١: ٨؛ قضاة ١٣: ٢٤

 

مزامير ٧١: ٥؛ أمثال ٥: ١٨

 

تكوين ١٥: ١٥؛ قضاة ٨: ٣٢

 

مزامير ٩٠: ١٠

 

بين بداية كتاب الحياة ونهايته، الميلاد والموت، يَعْبُر جميعنا في مواسم متنوعة ومختلفة لكل فرد. بعض الأطفال لا يعيشون طويلًا بعد مولدهم؛ وآخرون يكبرون ويصيرون بالغين ويعيشون حتى سن بالغة متقدمة. تكبر وتنمو الأطفال حسب معدلاتهم الخاصة. يمشي البعض أو يتكلم قبل آخرين. سيتمكن البعض من الإلتحاق بالمدرسة ويكبرون ليصيروا محترفين، بينما سيكرس آخرون وقتهم لأشكال مختلفة من العمل. سيكون للبعض أُسرٌ، بينما قد لا يتزوج آخرون أو ينجبوا أطفالًا قط.

 

هناك المليارات من الناس على الأرض، وعلى الرغم من أن أمورًا كثيرة تجمعنا جميعًا (انظر أعمال ١٧: ٢٦)، إلا أن كل واحد فينا هو فرد، وعليه، سوف توجد اختلافات في حياتنا جميعًا.

 

أيضًا، هذه الاختلافات، من ناحية، هي مهمة لأنها تجعل كلًا منا فريدًا، مما يعني أن كل واحد منا لديه شيئًا ليشاركه لا يمتلكه الآخرون. وباختصار، تسمح لنا اختلافاتنا أن نكون بركة للآخرين. على سبيل المثال، يمكن لكلٍ من الصغير والكبير الانتفاع مما يقدمه أحدهما للآخر: «فَخْرُ الشُّبَّانِ قُوَّتُهُمْ، وَبَهَاءُ الشُّيُوخِ الشَّيْبُ» (أمثال ٢٠: ٢٩). بغض النظر عن المرحلة التي نحن فيها، وبغض النظر عن اختلافاتنا، لدى جميعنا شيءٌ، لا لنقدمه للرب فقط، بل لواحدنا الآخر أيضًا.

 

بغض النظر عن ظروف حياتك الآن، ماذا يمكنك أن تقدم لتكون بركةً لشخص ما؟ لما لا تبذل جهدًا واعيًا لتكون تلك البركة، خاصة لأحد أفراد أسرتك؟

 

الثلاثاء ٢ نيسان (أبريل)

 

غير المُتَوَقَع

 

اقرأ أيوب ١: ١٣: ١٩؛ ٢: ٧-٩. ماذا حدث لأيوب؟ كيف تعكس تجربته ما يحدث لكل واحد، بطريقة أو بأخرى، أو في زمنٍ أو في آخر؟

 

صرّح الفيلسوف اليوناني هيراقليطوس أنه «لا دائم إلا التغيير». فعندما يبدو كل شيء على ما يرام، يقع ما هو غير مُتوقَع. قد يكون خسارةً وظيفة أو أحد الأطراف، أو مرضًا يجعلنا طريحي الفراش، أو موتًا مبكرًا، أو حريقًا في المنزل، أو حادثة سيارة، أو سقوطًا أثناء المشي مع حيوان الأسرة الأليف.

 

بالطبع ليس بالضرورة أن تكون جميع التغييرات سلبية. فقد تكون ترقية بالعمل تؤدي إلى أوضاع اقتصادية أفضل. أو ربما تقابل شخصًا ما سوف يصبح شريك حياتك - تغييرٌ قد يرحب به الكثيرون.

 

في كلتا الحالتين، قد نكون نَتْبَع إيقاع ما، حتى في شكل روتين، عندما يختل تمامًا فجأةً وبدون توقع.

 

بالتأكيد لم يكن أيوب متوقع موسم جديد في حياته. يصفه الكتاب المقدس بأنه رجل كان «كَامِلاً وَمُسْتَقِيمًا، يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ» (أيوب ١:١). وكما نعرف أيضًا أنه كان متزوج وكان له سبعة أبناء وثلاث بنات، وكان ثريًا جدًا (أيوب ١: ٢، ٣). وفي الوقت الذي نصل فيه إلى منتصف السفر، نجده قد عانى من ست خسائر جسيمة على الأقل: أملاكه، وعُمَّاله، وأبناؤه، وصحته، ودعم زوجته، وتشجيع أصدقائه. فانقلب عالمه رأسًا على عقب ودُمِرت حياة أسرته.

 

في حين أن ما حدث لأيوب كان بالغًا جدًا، من منا لم يختبر غير المتوقع بطريقة سلبية أيضًا؟ قد تكون الحياة سائرة على ما يرام وفجأةً وبدون إنذار يتغير كل شيء بالتمام، وربما لن تعُود حياتنا أو حياة أسرتنا أبدًا كما كانت.

 

هذا ليس جديدًا. ربما لم يتوقع هابيل أن يُقتَل، ولم يتوقع يوسف أن يباع عبدًا في مصر. في كلتا القصتين كانت أفراد العائلة هي الخائنة، وفي كلتا القصتين تأثرت العائلتان تأثرًا كبيرًا بما حدث للأفراد الآخرين. الكتاب المقدس مليء بالأمثلة لأناس تغيرت حياتهم وحياة عائلاتهم تغيرًا عظيمًا بما هو غير متوقع.

 

كيف ساعدك إيمانك في وسط التجارب التي، بدون توقع، اعترضت إيقاعات حياتك؟

 

الأربعاء ٣ نيسان (أبريل)

 

التغيرات

 

الحقيقة هي أن البشر في الغالب هم كائنات تحكمها العادة. وفي الواقع نحن نعتاد على طرقنا، وكلما كبرنا، صعُب علينا تغيير تلك الطرق.

 

حقًا، نحن لا نتغير بسهولة. كم من زوجة اشتكت على مدار السنوات: «حاولت تغيير زوجي، ولكن. . .»؟ ومع ذلك، يعمل الله على تغييرنا، وإن لم تتغير شخصياتنا بالكامل، ولكن بالتأكيد ستتغير طباعنا. ذلك هو فحوى خطة الخلاص: يصنع الله منا أناسًا جديدةً فيه.

 

أي تغيير عظيم حدث لشاول الطرسوسي؟ وكيف حدث؟ أعمال الرسل ٨: ١، ٣؛ ٩: ١-٢٢؛ غلاطية ١: ١٥-١٧.

 

«وإذ سلم شاول نفسه وخضع بالتمام لقوة تبكيت الروح القدس رأى أخطاء حياته واعترف بمطاليب شريعة الله البعيدة المدى. فذاك الذي كان فريسيًا متكبرًا واثقًا في التبرر بأعماله الصالحة انحنى وسجد الآن أمام الله باتضاع وبساطة، كطفل صغير، مقرًا بعدم استحقاقه وتوسل طالبًا أن يكون له نصيب في استحقاقات المخلص المصلوب والمقام. وقد تاق شاول لأن يدخل في شركة وتوافق كاملين مع الآب والابن، ثم قدم ابتهالات حارة. . . . لأنه كان مشتاقًا جدًا إلى الغفران والقبول لدى الله.

 

«لم تكن صلوات ذلك الفريسي التائب باطلة. لقد غيرت النعمة الإلهية أفكاره الخفية وبواعثه، وقد صارت قواه السامية في حالة وفاق مع مقاصد الله الأزلية.

 

لقد صار المسيح وبره أعظم وأسمى من كل العالم في نظر شاول» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٩٠).

 

حتى وإن لم تكن قصص تغيرنا الخاصة بنا مثيرة على الإطلاق مثل تلك الخاصة بشاول، لابد وأن يكون لنا جميعًا قصتنا الخاصة - اختبار عن الكيفية التي عمل الرب بها في حياتنا ليُغيرنا ويجعلنا نوع الشخص الذي نعلم أننا يجب أن نكونه. نعم، قد تكون العملية طويلة، وفي بعض الأوقات يسهل علينا التساؤل عما إذا كنا سنتغير أبدًا. وفي مثل هذه الأوقات، هناك نصان كتابيان جوهريان للتأمل والمطالبة بهما لنفسك.

 

اقرأ فيلبي ١: ٦ ورومية ٨: ١. أي وعدان عظيمان موجودان في تلك النصوص؟ وكيف ينسجمان معًا في اختبار الشخص المسيحي؟

 

الخميس ٤ نيسان (أبريل)

 

التفاعلات

 

الكتاب المقدس هو كتاب مليء بالعلاقات. خلقنا الله ليكون لنا علاقات مع الآخرين. حقًا، ليس من يعيش في عزلة تامة إلا القليلين. بادئ ذي بدء، لم يقدر أيٌ منا قط أن يأتي إلى الوجود إلا بمساعدة الآخرين. وحتى بعد الولادة، نحتاج للآخرين ليعتنوا بنا، على الأقل حتى سن معينة نقدر فيها، على وجه العموم على الأقل، أن نوجد منفصلين. وحتى لو كنا نقدر على فعل ذلك، من يريد ذلك؟ فمعظمنا يحتاج ويشتهي شركة وصحبة بشر آخرين. مع أن الحيوانات الأليفة، مثل الكلاب، يمكن أن تكون رفقاء مُفرحين، إلا أنه في النهاية تأتي أعمق التفاعلات وأكثرها معنى وتغييرًا للحياة من أناس آخرين. لا عجب إذًا من أن الأسرة والعلاقات الأسرية هي بالغة الأهمية لوجودنا.

 

لأن في أغلب الأحيان يتفاعل معظمنا دومًا مع الآخرين، تؤثر هذه التفاعلات في الغالب في تغيرات حياتنا وإيقاعاتها. فهي تعمل في إتجاهين: يؤثر الآخرون في حياتنا من خلال تفاعلاتهم معنا. وفي الوقت ذاته، نؤثر نحن في حياة الآخرين من خلال تفاعلاتنا معهم. وسواء كنا ندرك هذا أم لا (وفي الغالب لا ندركه)، تلك التفاعلات في أيٍ من الاتجاهين، قد تكون سواء للخير أو للشر. كم من الضروري إذن أن نستبق الأحداث دومًا حتى يكون تأثيرنا الحتمي على الآخرين للخير دومًا، خاصة أولئك الأقرب لنا، الذين هم، عادةً، أفراد عائلتنا.

 

اقرأ النصوص التالية. ماذا تخبرنا أن نفعل خلال تفاعلاتنا مع الآخرين؟ رومية ١٥: ٧؛ أفسس ٤: ٢، ٣٢؛ ١ تسالونيكي ٣: ١٢؛ يعقوب ٥: ١٦.

 

في طرق عديدة، المبدأ بسيط. إذا تصرفنا بلطف وعطف وشفقة تجاه الآخرين، سنؤثر عليهم إيجابيًا، حتى لدرجة يمكننا فيها تغيير حياتهم بطريقة إيجابية جدًا. وكما

 

غير يسوع حياة الناس بأسلوب إيجابي جدًا، يا له من امتياز لنا أن نفعل نظير ذلك تجاه الآخرين

 

أيضًا. أكرر، لابد أن نتذكر أن تأثيرنا سيكون إما للخير أم للشر، وإن كان بطرق غير ملحوظة. ولن يكون هذا التأثير، سواء ملحوظ أم لا، أقوى وضوحًا منه في أُسرنا.

 

انظر إلى قولي يسوع التاليين: لوقا ١١: ٣٤ ومرقس ٤: ٢٤، ٢٥. ماذا تقولان عن أهمية كيفية تفاعلنا مع الآخرين؟

 

الجمعة ٥ نيسان (أبريل)

 

لمزيد من الدرس: تخيل التغيرات التي حدثت في حياة تلاميذ المسيح إذ قضوا زمنًا معه. كانوا غير متعلمين تقريبًا، وأناسًا بسيطين معتادين على تعاليم إيمانهم اليهودي وتقاليده، ولكن الآن كان المعلم الجليلي يتحداهم. فاختبروا غيرةً (متى ٢٠: ٢٠-٢٤) وخصامًا (يوحنا ٣: ٢٥)؛ وأعوزهم إيمان (مرقس ٩: ٢٨، ٢٩)، بل وهجروا يسوع (متى ٢٦: ٥٦) وخانوه (متى ٢٦: ٦٩-٧٤). ولكن في الوقت ذاته، كانوا ينمون روحيًا لدرجة أن الشعب عرف أن بطرس كان مع يسوع (متى ٢٦: ٣٧)، وحتى أعضاء السنهدريم تعجبوا عندما وجدوا أن بطرس ويوحنا كانا «إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ»، «فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ» (أعمال ٤: ١٣). أيضًا فكِّر في التأثير الإيجابي المدهش الذي يمكننا أن نحدثه في عائلاتنا إذا عشنا بطريقة تجعل أفراد عائلتنا الآخرين، عندما يرونا، يعرفون أننا كنا «مَعَ يَسُوعَ».

 

ماذا تخبرنا هذه الكلمات المأخوذة من إلن هوايت عن التأثيرات في البيت؟ «قد يكون البيت بسيطًا، ولكن يمكن أن يكون دائمًا مكانًا حيث تقال الكلمات المفرحة وتقدم الأعمال الطيبة، وحيث يكون اللطف والمحبة ضيفين دائمين»

 

.(Ellen G. White, The Adventist Home, p. 18)

 

أسئلة للنقاش

 

١. اقرأ جامعة ٣: ١-٨. ماذا تقول هذه الأعداد؟ وكيف يمكنك أن تطبق المبدأ الموجود هناك على حياتك وتجاربك الخاصة؟

 

٢. تحدث في الصف عن بعضٍ من التجارب المُغيرة للحياة التي خضت فيها، وتحدث عن الدروس التي تعلمتها، وكذلك الدروس التي كان يجب عليك تعلمها ولكنك لم تتعلمها، إن وُجِدَت. أيضًا تحدث عن كيف أثّرت هذه التجارب المُغيرة للحياة على عائلتك؟ أيضًا، ما هي الدروس التي تعلمتها في هذه المواقف؟

 

٣. ما هي الطرق التي تحيا بها اليوم التي، إن لم يكن المسيح في حياتك، لكانت مختلفة تمام الاختلاف عمّا هي عليه الآن؟ ماذا يجب أن يخبرك ذلك عن قدرة المسيح على تغييرنا

 

الدرس الثاني *٦ -١٢ نيسان (أبريل)

 

الخيارات التي نختارها






السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أفسس ١: ١-٤; متى ٢٢: ٣٥-٣٧؛ متى ٧: ٢٤، ٢٥; أمثال ١٨: ٢٤؛ ١كورنثوس ٥: ٣٣؛ الجامعة ٢: ١-١١.

 

آية الحفظ: «وَإِنْ سَاءَ فِي أَعْيُنِكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا الرَّبَّ، فَاخْتَارُوا لأَنْفُسِكُمُ الْيَوْمَ مَنْ تَعْبُدُونَ: إِنْ كَانَ الآلِهَةَ الَّذِينَ عَبَدَهُمْ آبَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ، وَإِنْ كَانَ آلِهَةَ الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ أَنْتُمْ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِهِمْ. وَأَمَّا أَنَا وَبَيْتِي فَنَعْبُدُ الرَّبَّ» (يشوع ٢٤: ١٥).

 

هل لاحظت قط أن الحياة مليئة بالخيارات؟ في الواقع، قد تستطيع القول أن ما نفعله بطرق عديدة طوال اليوم، من لحظة استيقاظنا حتى الخلود للنوم، هو اختيار الخيارات. نحن نختار خيارات عديدة جدًا لدرجة أننا غالبًا لا نفكر بها. نحن نختارها وحسب.

 

بعض الخيارات تكون بسيطة بل وتصبح روتينية، في حين أن أخرى تكون مغيرة للحياة ولها عواقب أبدية، ليس لنا وحسب بل ولعائلاتنا أيضًا.

 

وعليه، كم هو ضروري أن نفكر في اختياراتنا، خاصة الكبيرة منها، الخيارات التي قد تؤثر علينا وعلى عائلاتنا، ليس لبقية حياتنا الخاصة فقط، بل لبقية حياة أفراد عائلاتنا أيضًا.

 

كم واحدٌ منا، إلى هذا اليوم، يندم على خيارات قد اخترناها؟ كم واحدٌ منا، إلى هذا اليوم، يعيش مع حطامٍ من خيارات خاطئة اخترناها ولو منذ وقت طويل؟ لحسن الحظ، هناك غفران، وهناك فداء، وهناك شفاء، ولو لأسوأ القرارات.

 

سوف ننظر هذا الأسبوع مجملًا على قضية الخيارات التي نختارها، وكيفية اختيارها، والتأثير الذي قد تتركه هذه الخيارات على ذواتنا وعائلاتنا.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٢ كانون الثاني (يناير).

 

الأحد ٧ نيسان (أبريل)

 

إرادة حرة، خيار حر

 

يؤمن بعض المسيحيين أن الله اختار، حتى قبل ولادة شخص ما، سواء كان ذاك الشخص سيُخَلَّص أم لا. أي أن أولئك الذين هم في النهاية هالكين للأبد هم هالكون لأن الله، في حكمته (حسبما يزعم هذا الاعتقاد اللاهوتي) اختار ذلك الاختيار لهذا الشخص لأن يهلك. مما يعني إذًا، أن ذلك الشخص سيُدان بغض النظر عن اختياراته.

 

لحسن الحظ، نحن بصفتنا أدفنتست سبتيين لا يُنسب إلينا ذلك الاعتقاد اللاهوتي، بل نحن نؤمن أن الله اختار لجميعنا أن نخلُص، وأنه حتى من قبل بدء العالم، اختارنا فيه ليكون لنا حياة أبدية.

 

اقرأ أفسس ١: ١-٤؛ تيطس ١: ١، ٢؛ ٢تيموثاوس ١: ٨. ماذا تخبرنا هذه الأعداد عن اختيار الله لنا وزمن اختيارنا؟

 

على الرغم من هذا الخبر السار، إلا أن بعض الناس ستهلك (متى ٢٥: ٤١). وذلك لأن الله، مع أنه اختارنا جميعًا، أعطى البشر أقدس هبة، وتلك هي الإرادة الحرة والاختيار الحر.

 

ماذا يعلمنا متى ٢٢: ٣٥-٣٧ عن الإرادة الحرة؟

 

لا يجبرنا الله على محبته. فلا بد أن تُقدَّم المحبة بحرية، حتى تُعد محبة. قد نبرهن بطرق عديدة على أن الكتاب المقدس هو قصة اتصال الله بالبشر الهالكين والسعي، دون إكراه، لكسب قلوبهم. وتُرى هذه الحقيقة بوضوح في حياة يسوع وخدمته وكيفية تفاعل الناس معه استخدامًا لإرادتهم الحرة. حيث انجذب البعض له؛ ورغب الآخرون في موته.

 

نعم، لقد اختارنا الله للخلاص، ولكن، في النهاية، علينا أن نختار قبول ذلك الخلاص. ليس هناك شك في أنه من بين جميع الخيارات التي علينا اختيارها، خيار خدمة الرب هو، إلى حدٍ بعيد، أكثرهم أهمية بالنسبة لنا ولأولئك الذين يتأثرون (مثل أفراد العائلة من درجة القرابة الأولى) بحياتنا والخيارات التي نختارها فيها.

 

الاثنين ٨ نيسان (أبريل)

 

اتخاذ الخيارات الصحيحة

 

جميعنا يعلم جيدًا أهمية الخيارات التي نختارها. وجميعنا يعلم أيضًا كيف يمكن للخيارات الخاطئة أن تؤثر تأثيرًا سلبيًا جدًا على حياتنا وحياة الآخرين. السؤال هو: كيف يمكننا معرفة كيفية اختيار الخيارات الصحيحة؟

 

تعطينا الأعداد التالية بعض الخطوات العامة التي يمكن أن تساعدنا على اتخاذ القرارات الصحيحة. ما هي هذه الخطوات؟

 

١. ١تسالونيكي ٥: ١٧؛ يعقوب ١: ٥

 

٢. إشعياء ١: ١٩؛ متى ٧: ٢٤، ٢٥

 

٣. مزامير ١١٩: ١٠٥؛ ٢تيموثاوس ٣: ١٦

 

٤. أمثال ٣: ٥؛ إشعياء ٥٨: ١١

 

٥. أمثال ١٥: ٢٢، ٢٤: ٦

 

في كل قرار مهم نتخذه، كم من الضروري أن نذهب إلى الرب في الصلاة، وأن نتأكد من أن اختيارنا لن يودي بنا إلى التعدي على ناموس الرب بأي طريقة، أو حتى المبادئ الموجودة في كلمته. فكم من الضروري أن نثق في الله، أن نسلم خيارنا له؛ أي لا بد من أن نصلي كي تكون الخيارات التي نختارها تمجده وأن نكون مستعدين للتنازل عن رغباتنا الخاصة إذا تعارضت مع خطته لحياتنا. أحيانًا كثيرة أيضًا يمكن للمشيرين الحكماء أن يكونوا عونًا عظيمًا خلال سعينا لاختيار الخيارات. وفي النهاية، يمكن أن ننعم بيقينة عظيمة عالمين أن الله يحبنا ويريد الأفضل لنا، وأنه إذا سلمنا حياتنا له في إيمانٍ وتواضع، يمكننا أن نتقدم للأمام في إيمان بشأن الخيارات التي نختارها.

 

كيف تختار الخيارات الكبيرة في حياتك؟ أي خطى روحية تتخذ، إنْ وجدت، سعيًا لاختيار الخيارات؟

 

الثلاثاء ٩ نيسان (أبريل)

 

اختيار الأصدقاء

 

أحد أكثر الخيارات أهمية التي سنختارها قط هو أصدقاؤنا. أحيانًا كثيرة لا نخطط لكسب الأصدقاء؛ غالبًا ما تتطور الصداقات بتلقائية عندما نقضي وقتًا مع الأشخاص الذين يستمتعون ببعضٍ من الأمور ذاتها التي نستمتع بها.

 

أي مبادئ تخص انتقاء الأصدقاء نجدها في الأعداد التالية؟ أمثال ١٢: ٢٦؛ ١٧: ١٧؛ ١٨: ٢٤؛ ٢٢: ٢٤، ٢٥.

 

تقول الآية في أمثال ١٨: ٢٤ أنه إذا أردنا أن نكسب أصدقاء، لابد أن نكون ودودين. أحيانًا يجد الناس أنفسهم وحيدين، ولكن أسلوبهم الحاد والسلبي هو ما يدفع الآخرين بعيدًا. «حتى أفضل واحد بيننا فيه تلك الخصال غير المحببة؛ وفي انتقائنا للأصدقاء علينا أن ننتقي أولئك الذين لن ينفروا منا عندما يعلمون أننا غير كاملين. طول الأناة المتبادلة ضرورية. حيث يجب أن نحب ونحترم أحدنا الآخر رغمًا عن الأخطاء والعيوب التي لا يسعنا إلا رؤيتها، لأن هذه هي روح المسيح. ويجب زرع تواضع، وعدم ثقة في الذات، وشفقة تجاه أخطاء الآخرين. وهذا سيقتل كل أنانية متعصبة وسيجعل قلوبنا متسعة وكريمة» (Ellen G. White, Pastoral Ministry, p. 95).

 

احد أفضل القصص المعروفة عن الصداقة هي تلك القصة بين داود ويوناثان. كان شاول، أول ملوك إسرائيل وأبو يوناثان، أمين ومطيع، لدامت مملكته لأجيال عديدة وكان يوناثان خليفة عرشه. ولكن عندما أثبت شاول عدم استحقاقه لدعوته، اختار الله داود ملكًا جديدًا لإسرائيل، وهكذا مُفقدًا يوناثان أهليته لِمَا كان يجب أن يكون من نصيبه شرعيًا في خلاف ذلك. وهنا لدينا مثال قوي عن كيف أثرت القرارت الخاطئة لفرد واحد من العائلة (شاول) في فرد آخر من العائلة (يوناثان).

 

ولكن لم يكن يوناثان غاضبًا من داود أو حاسدًا له. بل اختار أن يساعد داود بحمايته من غضب أبيه شاول. «نَفْسَ يُونَاثَانَ تَعَلَّقَتْ بِنَفْسِ دَاوُدَ، وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ» (1صموئيل 18: 1). يا له من مثال قوي عن الصداقة الحقيقية.

 

« لاَ تَضِلُّوا: ‹فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ› » (١كورنثوس ١٥: ٣٣). ماذا كانت تجربتك الخاصة مع أصدقائك، حتى أولئك الذين قد لم يقصدوا لك أذىً ولكن أذوك في نهاية المطاف على أية حال؟ كيف يمكن للخيارات الخاطئة في الصداقات أن تؤذي العلاقات العائلية؟

 

الأربعاء ١٠ نيسان (أبريل)

 

اختيار شريك الحياة

 

إذا كان يتعين عليك اختيار اصدقائك بحرص، لابد أن تكون أكثر حرصًا عندما يتعلق الأمر باختيار شريكك المستقبلي. كان آدم مباركًا جدًا لأن الله شكّل رفيق حياته بيديه ومن داخله. كان اختيار آدم سهلًا لأن حواء لم تكن المرأة الوحيدة وحسب، بل والمرأة الكاملة أيضًا. أمّا نحن الباقين فنواجه وقتًا أصعب قليلًا، لأن ليس منا مَن هو كامل، وكذلك لدينا خيارات كثيرة.

 

لأن هذا القرار مهم جدًا، لم يتركنا الله دون إرشاد في هذا المجال من حياتنا. بجانب جميع الخطوات المهمة التي عرضناها في درس يوم الاثنين، يوجد خطوات أكثر تفصيلًا يجب اتباعها في مسألة الزواج بالكامل (سوف نعرض مسألة الزواج بالكامل وبالتفصيل في الدرس السادس). حقًا، بعيدًا عن خيار خدمة الرب، ستبقى مسألة شريك الحياة بصفة دائمة تقريبًا أكثر خيار أهميةً يختاره أي فرد في حياته.

 

أي إرشاد عام يوجد في النصوص التالية ويمكن بل ويجب تطبيقه على مَن يطلب شريك الحياة المناسب؟ مزامير ٣٧: ٢٧؛ ١١٩: ٩٧؛ ١كورنثوس. ١٥: ٣٣؛ يعقوب ١: ٢٣-٢٥.

 

علاوة على طلب الشخص المناسب للزواج، كن الشخص المناسب أولًا. « ‹فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ› » (متى ٧: ١٢). قد يجد شخصٌ ما شريكَ حياة مستقبلي عظيم فيه جميع الصفات التي قد نريدها، ولكن إذا كان مَن يطلب صفات جيدة في الآخر تعوزه أو تعوزها تلك الصفات، ستنشأ المشاكل.

 

هذا ليس جديدًا، ولا يُرى في الزواج وحسب بل في الحياة عمومًا أيضًا. يقضي بولس وقتًا طويلًا في مقدمة رسالة رومية مخاطبًا أولئك الذين

 

يدينون الآخرين لفعل ما هم، مَن يدينون، مذنبين بفعله أيضًا. أو كما قال يسوع: « ‹وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟› » (متى ٧: ٣).

 

كم من مرة تجد نفسك تتمنى لو كان في الآخرين (قد يكون شريك حياتك) صفات، في الواقع، تعوزها أنت نفسك؟ فكر في ذلك.

 

الخميس ١١ نيسان (أبريل)

 

اختيار طريقًا

 

عند نقطة ما يتعين علينا أن نختار بشأن ما نريد أن نفعله بحياتنا فيما يتعلق بوظيفة أو عمل. باستثناء الغني المستقل أو العامل بدوام كامل في البيت معتنيًا بالمنزل والعائلة (أشرف جميع الوظائف)، على الكثيرين اختيار طريق ما، ما دام هناك حاجة لكسب العيش.

 

بالطبع جميعنا نوجد في ظروف معينة يمكنها، إلى درجة بعيدة، الحدّ مِن خياراتنا الخاصة بالعمل. ولكن في أي مجال نوجد فيه يمكننا اختيار خيارات خاصة بعملنا، خاصة في سياق معرفة أن لنا خلاص في يسوع المسيح، خيارات تقدر أن تضفي على حياتنا معنىً وهدفًا. وباختصار، أيًا كان ما نعمله، يمكننا عمله لأجل مجد الله.

 

أي خطأ اقترفه سليمان؟ وكيف نكون حريصين لئلا نقترف أمرًا مماثلًا؟ جامعة ٢: ١-١١.

 

لا نحتاج لأن نكون أغنياء لنقع في الفخ ذاته الذي وقع فيه سليمان. «لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ» (١تيموثاوس ٦: ١٠). فقد نكون فقراء ولكن نحب المال بنفس مقدار محبة الغني له.

 

نعم، علينا أن نكسب العيش، ولكن بغض النظر عما نعمله أو عن كم ما نكسبه من الأموال، لا يجب أن نُألِّه السعي وراء الثروة. حيث عانت عائلات عديدة أيضًا من أبٍ، مُتمَلكًا بصنع الثروة، أهمل عائلته لكي يحاول أن يصيرَ غنيًا. كم من طفل، أو زوج، أو زوجة، يفضل أسلوب حياة أكثر تواضعًا عن علاقة فقيرة مع أبيهم؟ في معظم الحالات، تفضل الأشخاص الأمر الأول عن الأخير.

 

منذ الخليقة خطط الله أن يكون العمل جزءًا من الحياة (تكوين ٢: ١٥). ولكن الخطر يكمن في جعل عملنا مركزًا لحياتنا، أو عندما يصبح وسيلة لكسب الثروات فقط لأنفسنا. وهذا هو الخطأ الذي اقترفه سليمان. فكان يبحث عن معنى في تلك الخطط، ومع أن كثيرًا من تلك الخطط جلبت له درجةً من الرضى، ولكن في النهاية اكتشف أنها بلا معنى.

 

قال أحدهم مرةً: «كم واحد، في نهاية حياته، سيتمنى لو كان قد قضى وقتًا أطول في المكتب ووقتًا أقل مع عائلته؟» ما هي الرسالة المهمة في هذه المقولة؟

 

الجمعة ١٢ نيسان (أبريل)

 

لمزيد من الدرس: خلال الكتاب المقدس بأكمله تواجهنا حقيقة الإرادة الحرة للإنسان. حتى آدم وحواء قبل السقوط (تكوين ٣) كان لهما إرادة حرة، ولكن للأسف اختاروا الخيار الخاطئ بها. إذا أساءت الكائنات غير الساقطة، الكاملة، استخدام الإرادة الحرة، كم بالأحرى تفعل كائنات مثلنا، انحدرت في الخطية؟

 

ونحن نحتاج أن نتذكر أن الإرادة الحرة هي حرة، مما يعني أنه بغض النظر عن الضغط الواقع علينا من الداخل والخارج، لا يجب أن نختار ما هو خطأ. فنحن نقدر، من خلال قوة الله فينا، أن نختار خيارات صحيحة بالإرادة الحرة التي أعطاها الله لنا. وعليه، كم من المهم أن نزن قراراتنا بحرص، آخذين في الاعتبار بالأخص كيفية تأثير تلك القرارات على حياة عائلاتنا. فالاختيار الحر لقايين لقتل أخيه بالتأكيد دمر عائلته. والقرار الحر لأخوة يوسف ببيعه للعبودية أفسد حياة أبيهم. «فَتَحَقَّقَهُ وَقَالَ: ‹قَمِيصُ ابْنِي! وَحْشٌ رَدِيءٌ أَكَلَهُ، افْتُرِسَ يُوسُفُ افْتِرَاسًا›. فَمَزَّقَ يَعْقُوبُ ثِيَابَهُ، وَوَضَعَ مِسْحًا عَلَى حَقَوَيْهِ، وَنَاحَ عَلَى ابْنِهِ أَيَّامًا كَثِيرَةً. فَقَامَ جَمِيعُ بَنِيهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: ‹إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحًا إِلَى الْهَاوِيَةِ›. وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ » (تكوين ٣٧: ٣٣-٣٥).

 

عبْر الكتاب المقدس كله، كما في الحياة، يمكننا أن نجد أمثلةً عن كيفية تأثير الاختيارات الحرة لأفراد العائلة، للصالح أو الطالح، على الآخرين، مثل اختيارات قورح وداثان وأبيرام (عدد ١٦: ١-٣٢؛ انظر أيضًا دانيال ٦: ٢٣، ٢٤؛ تكوين ١٨: ١٩).

 

أسئلة للنقاش

 

١. ما هي بعض الاختيارات الحرة التي اخترتها اليوم؟ ماذا تخبرك عن نفسك وعن علاقتك بالله وبالآخرين؟ أي مِن الاختيارات التي اخترتها، إن وُجِد، تتمنى لو كانت مختلفة؟

 

٢. أي الشخصيات الكتابية اختارت اختيارات خاطئة؟ وماذا يمكننا أن نتعلم من أخطائها؟ كيف أثرت اختياراتها الخاطئة سلبيًا على عائلاتها؟

 

٣. دون شك يندم جميعنا على اختيارات خاطئة اخترناها. لماذا يُعد الإنجيل بمثابة أخبار سارة في أوقات الندم تلك؟ أي الوعود الكتابية طالَبْت بها في أوقات الشدة والشعور بالذنب تجاه الاختيارات الخاطئة؟

 

٤. إذا جاءك بعض الناس ليتحدثون عن الزواج، أي نصيحة ستسدي إليهم؟ ولماذا؟ أي المبادئ ستشير إليها من كلمة الله لمساعدتهم على العمل الجاد لاتخاذ هذا القرار المهم؟

 

الدرس الثالث *١٣ -١٩ نيسان (أبريل)

 

الإعداد للتغيير






السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: ١كورنثوس ١٠: ١-١٣؛ تكوين ٢: ٢٤؛ ١كورنثوس ١٣: ٤-٨؛ ١صموئيل ١: ٢٧؛ مزامير ٧١؛ ١كورنثوس ١٥: ٢٤-٢٦.

 

آية الحفظ: «الْبِرُّ قُدَّامَهُ يَسْلُكُ، وَيَطَأُ فِي طَرِيقِ خَطَوَاتِهِ» (مزامير ٨٥: ١٣).

 

الحياة مليئة بالتغييرات. حيث تتغير الأشياء دائمًا. الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو واقع التغيير ذاته. في الحقيقة، إن التغيير هو جزءٌ من وجودنا. حتى قوانين الطبيعة تبدو وكأنها تعلم أن التغيير يوجد في النسيج الأساسي للواقع.

 

وغالبًا ما يأتي التغيير دون توقع. نحن نتبع روتينًا ما، ثم يتغير كل شيء فجأةً وفورًا فنُأخَذ على حينِ غِرَّةٍ.

 

ومن الناحية الأخرى قد نرى أحيانًا التغييرات قادمة. حيث نُعطَى إنذارات وعلامات ومؤشرات تُعْلِمنا بأن الأشياء ستتغير. وعندما يحدث ذلك، يكون من الحكمة أن نبدأ بالتهيأ، إلى أي درجة ممكنة، لما نراه قادمًا. الكثير من هذه التغييرات كبيرٌ: الزواج، والأطفال، والشيخوخة، وحتى الموت.

 

وبالتأكيد نحن لا نعيش في عزلةٍ، مما يعني إذًا أن التغييرات التي تطرأ علينا يمكن أن تؤثر في عائلاتنا أيضًا، بل وبطرق كبيرة. وفي الوقت ذاته، تقدر التغييرات الحادثة في عائلاتنا أن تؤثر على كل فرد من العائلة أيضًا.

 

دعونا ندرس هذا الأسبوع بعضًا من التغييرات التي، عاجلًا أم آجلًا، وبطريقة أو بأخرى، يواجهها معظمنا والكيفية التي تقدر بها هذه التغييرات أن تؤثر على حياة العائلة.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢٠ نيسان (أبريل).

 

الأحد ١٤ نيسان (أبريل)

 

غير مستعدين

 

هناك شيءٌ واحدٌ يميز كلمة الله هو أنها لا تتجنب الإمعان في حقائق حياة البشر، بل بالعكس، فهي تكشفها في كامل قسوتها، وأحيانًا في محض ألمها ويأسها. في الواقع، باستثناء بضع الصفحات الأولى من الكتاب المقدس وبضع الصفحات الأخيرة في النهاية، ترسم كلمة الله صورةً حزينةً عن الجنس البشري. حيث لم يكن بولس مبالغًا عندما كتب: « إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ » (رومية ٣: ٢٣).

 

اقرأ ١كورنثوس ١٠: ١–١٣. أي تحذيرات وكذلك وعود موجودة هناك؟

 

العديد من تصرفاتنا في الحياة هو ببساطة وبطرق عديدة كيفية تفاعلنا مع التغيير. ونحن نواجه تغييرات باستمرار، والتحدي الموضوع أمامنا بصفتنا مسيحيين هو أن نتعامل معها بالإيمان واثقين في الله ومعلنين ذلك الإيمان من خلال الطاعة، بغض النظر عن الإغواءات لفعل خلاف ذلك.

 

« إن حاجة العالم العظمى هي إلى الرجال — الرجال الذین لن يباعوا ولن یشتروا، الرجال الذین یضمرون في أعماق نفوسهم الإخلاص والأمانة، الرجال الذين لا يخشون من أن يدعوا الخطية باسمها الحقيقي، والذين ضمیرهم مخلص للواجب ومنجذب إلیه کإبرة البوصلة للقطب، الرجال الذين يقفون إلى جانب الحق ولو سقطت السموات » (روح النبوة، التربية، صفحة ٦٧). كانت تلك الكلمات حقيقية لشعب إسرئيل القديم مثلما كانت حقيقية في عهد إلن ج. هوايت، وكما هي حقيقية لنا الآن.

 

أية أخطاء ارتكبوها الناس الذين في النصوص التالية في وجه التغيير؟ وماذا يمكننا أن نتعلم من أخطائهم؟

 

أعمال ٥: ١-١٠

 

تكوين ١٦: ١، ٢، ٥، ٦

 

متى ٢٠: ٢٠-٢٢

 

تأتي التغييرات وغالبًا ما تجلب معها الإغواءات، والتحديات، وحتى الخوف أحيانًا. ولذلك، كم من الضروري أن نكون لابسين السلاح الروحي لنتعامل معها بالاسلوب الصحيح. أيضًا، بغض النظر عما إذا كانت التغييرات غير متوقعة أو سواء كانت مجرد جزءًا عاديًا من الحياة، نحتاج أن نتهيأ لما هو قادم - المنظور وغير المنظور.

 

الاثنين ١٥ نيسان (أبريل)

 

الإعداد للزواج

 

أحد أعظم التغييرات التي يواجهها الفرد هو الزواج.

 

بالتأكيد، ليس كل فرد يتزوج. فيسوع، مثالنا الأعظم، لم يتزوج أبدًا، وكذلك العديد من الشخصيات الكتابية الأخرى.

 

ومع ذك، يتزوج الكثير من الناس، ولذلك فالكتاب المقدس لا يقف صامتًا أمام الزواج، الذي هو بالتأكيد أعظم مُغَيِّرات الحياة.

 

أول نظام اجتماعي ذُكر في الكتاب المقدس هو الزواج. والزواج بالنسبة لله هو مهم جدًا لدرجة أن الكلمات ذاتها التي قالها لآدم وحواء في عدن عن الزواج تظهر في ثلاثة أماكن أخرى في الكتاب المقدس. «لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (تكوين ٢: ٢٤؛ انظر أيضًا متى ١٩: ٥؛ مرقس ١٠: ٧؛ أفسس ٥: ٣١). تخبرنا هذه النصوص أنه بمجرد أن يتزوج شخصٌ ما، يجب أن تكون العلاقة بينه وبين شريك حياته أكثر العلاقات أهميةً في حياته،

 

بل وأكثر أهمية من العلاقة بينه وبين والديه. أحد الأسباب التي تعلل أهمية الزواج بين الرجل والمرأة بالنسبة لله هو أنه يمثل العلاقة القائمة بين ابنه يسوع والكنيسة، العروس (أفسس ٥: ٣٢).

 

لبناء بيتٍ نحتاج أن نجلس ونحسب النفقة (لوقا ١٤: ٢٨-٣٠)؛ فكم بالأحرى عند تأسيس أُسْرةٍ؟ فالبيت يُبنى من حجارة، ومِلاط، وخشب، وحديد، وأسلاك، وزجاج، أما الأسرة فتُبنى من أشياءٍ ليست بالضرورة مادية.

 

ما هي بعض الصفات الأساسية والضرورية لجميع نواحي الحياة ولكن ضرورية بالأخص لأولئك الذين يستعدون للزواج؟ ١كورنثوس ١٣: ٤-٨؛ غلاطية ٥: ٢٢، ٢٣.

 

الإعداد للزواج لابد أن يبدأ بنا شخصيًا وفرديًا. وفي الوقت ذاته، علينا أن نفحص شريك حياتنا المستقبلي بحرص لمعرفة إذا كان هو/هي شريكًا مناسبًا لنا. هل هو/هي يعمل بجد؟ (أمثال ٢٤: ٣٠-٣٤). هل له/لها طبعٌ سيءٌ؟ (أمثال ٢٢: ٢٤). هل نؤمن بمعتقدات مشتركة؟ (٢كورنثوس ٦: ١٤، ١٥). ما هو رأي عائلتي وأصدقائي عن شريك حياتي المستقبلي؟ (أمثال ١١: ١٤). هل أنا معتمد على الإيمان أم على المشاعر فقط؟ (أمثال ٣: ٥، ٦). قد تعني الأجوبة على هذه الأسئلة مستقبل سعيد أو حياة تعيسة.

 

فكر في بعض الزيجات الصالحة. أية مبادئ تجدها هناك يمكن أن تطبق على الأشكال الأخرى من العلاقات الشخصية أيضًا؟

 

الثلاثاء ١٦ نيسان (أبريل)

 

الإعداد لتربية الأبناء

 

بضعة أشياء تقدر أن تغير حياتنا أكثر مما تفعل ولادة طفلٍ، حيث لا ولن يبقى أبدًا أي شيء في العائلة على حاله مجددًا.

 

« كَسِهَامٍ بِيَدِ جَبَّارٍ، هكَذَا أَبْنَاءُ الشَّبِيبَةِ. طُوبَى لِلَّذِي مَلأَ جَعْبَتَهُ مِنْهُمْ» (مزامير ١٢٧: ٤، ٥).

 

في ذات الوقت، لا يأتي مع الأبناء دليل المستخدم الذي يخبر آباءهم كل ما يحتاجون فعله ليعتنوا بهم، وكيفية تشخيص أية مشكلة قد تظهر. حتى الآباء ذو الخبرة أحيانًا يصطدمون بتصرفات أبنائهم أو كلماتهم أو طباعهم.

 

كما أن الإعداد للزواج مهمٌ، من المهم أيضًا لأولئك الذين يرجون أن يصبحوا آباءً وأمهات أن يستعدوا لهذه المسؤولية الرائعة.

 

مع أن قصص الميلاد التالية كانت فريدةً،أية مبادئ يمكن لأولئك الذين يستعدون للأبوة أو الأمومة أن يتعلموها من هذه القصص؟ ١صموئيل ١: ٢٧؛ قضاة ١٣: ٧؛ لوقا ١: ٦، ١٣-١٧، ٣٩-٤٥، ٤٦-٥٥، ٦٧-٧٩.

 

يا لها من مسؤوليةٍ وفرصةٍ رائعتين كانتا لهؤلاء الآباء والأمهات. ثلاثةٌ سيصبحون آباءً لأنبياء وقادة في إسرائيل، واحدٌ من أبنائهم سيكون العلامة للمسيا الموعود، وآخرٌ من الأبناء سيكون هو المسيح.

 

ومع ذلك، حتى لو لم يكن مكتوبًا لأبنائنا أن يصيروا أنبياءَ كتابيين، ينبغي على الآباء الإعداد لهذا التغيير الفريد في حياتهم.

 

حتى قبل ولادة الطفل، لابد أن يبدأ الاستعداد الذي سيمكنه من خوض معركة الشر بنجاح.

 

« فإذا كانت قبل ولادة طفلها منغمسة في الملذات وإذا كانت أنانية وضجرة ومتحكِّمة فهذه الصفات ستُرى في مزاج الطفل وطبعه. وهكذا قد أخذ كثيرون من الأطفال عن آبائهم أميالاً لفعل الشر من الصعب قهرها »

 

.(Ellen G. White, The Adventist Home, p. 256)

 

سواء كنّا نعتني بأطفالٍ أو كان لدينا مسؤوليات تجاه أناسٍ آخرين، ما هي الأمور التي يمكننا القيام بها لتنفيذ تلك المسؤوليات في أفضل طريقة ممكنة؟

 

الأربعاء ١٧ نيسان (أبريل)

 

الإعداد للشيخوخة

 

«أَيَّامُ سِنِينَا هِيَ سَبْعُونَ سَنَةً، وَإِنْ كَانَتْ مَعَ الْقُوَّةِ فَثَمَانُونَ سَنَةً، وَأَفْخَرُهَا تَعَبٌ وَبَلِيَّةٌ، لأَنَّهَا تُقْرَضُ سَرِيعًا فَنَطِيرُ» (مزامير ٩٠: ١٠). تذكرنا هذه الكلمات من موسى بأن الزمن يمر بلا هوادة. إذ تأتي السنون وتذهب، نرى ونشعر بالتغييرات الحاصلة في أبداننا. حيث يتحول شعرنا إلى اللون الرمادي أو يتساقط، وتتباطئ حركتنا، وتصبح الآلام والأوجاع رفقائنا اليوميين. وإذا كنا متزوجين ولدينا أطفال، قد يكون لأطفالنا أطفالهم، وحينئذ نقدر أن نستمتع بأحفادنا.

 

ساعدتنا المواسم السابقة من الحياة لأن نستعد للموسم الأخير.

 

اقرأ مزمور ٧١. ماذا يعلمنا هذا المزمور عن الإعداد للشيخوخة، وكذلك عن الحياة عامةً؟

 

مزمور ٧١ هو مزمور الشخص المُسِن الذي يختبر التحديات التي تأتي بها الحياة، ولكنه سعيد لأنه وضع ثقته في الله طوال الرحلة. حيث أن أفضل طريق للتقدم في السن هو وضع ثقتنا فيه منذ الصغر. وبشكل عام، يشارك كاتب هذا المزمور ثلاثة دروس مهمة تعلمها عندما سار في إتجاه هذا الموسم من حياته.

 

١. اكتسب معرفة عميقة وشخصية عن الله. منذ شبابه (مزمور ٧١: ١٧)، حيث كان الله ملجأه القوي (مزمور ٧١: ١، ٧) ومخلصه (مزمور ٧١: ٢). الرب صخرة وحصن (مزمور ٧١: ٣)، رجاءه ومتكله (مزمور ٧١: ٥). ثم يذكر أعمال الله القديرة (مزمور ٧١: ١٦، ١٧)، وقوته وسلطانه (مزمور ٧١: ١٨)، وجميع العظائم التي صنع (مزمور ٧١: ١٩). وأخيرًا يصرخ: « يَا اَللهُ، مَنْ مِثْلُكَ؟ » (مزمور ٧١: ١٩). تلك المحادثات اليومية مع الله، عندما ندرس كلمته وعندما نتوقف لنتأمل في كل ما يفعله من أجلنا، سوف تعمِّق اختبارنا معه.

 

٢. اكتسب عادات حسنة. التغذية السليمة، والتمارين الرياضية، والماء، وأشعة الشمس، والراحة، إلخ ستساعدنا على الاستمتاع بحياة أطول وأسعد. لاحظ كيف يشير كاتب المزمور إلى عادات الثقة (مزمور ٧١: ٣)، والتسبيح (مزمور ٧١: ٦)، والرجاء (مزمور ٧١: ١٤).

 

٣. اكتسب شغفًا لعمل الله. لم يكن الشخص في هذا المزمور يتطلع إلى أن يكون خاملًا في شيخوخته. وحتى خلال سن تقاعده، أراد أن يواصل التسبيح لله (مزمور ٧١: ٨) وإخبار الآخرين عنه (مزمور ٧١: ١٥-١٨).

 

بالنسبة لأولئك الأكبر سنًا، ما هي بعض مزايا التقدم في السن؟ ما الذي تعرفه الآن ولم تعرفه في صغرك ويمكنك مشاركته مع أولئك الأصغر سنًا؟

 

الخميس ١٨ نيسان (أبريل)

 

الإعداد للوفاة

 

مالم نكن أحياء عند المجيء الثاني، يظل التغيير الأوحد الذي يمكن جميعنا توقعه هو أعظم تغيير بين جميع التغييرات: الانتقال من الحياة إلى الموت. إضافة إلى الزواج والميلاد، أي تغيير له تأثير أكبر على العائلة من موت فرد من العائلة من درجة القرابة الأولى؟

 

اقرأ ١كورنثوس ١٥: ٢٤-٢٦. ماذا تعلمنا هذه الآيات عن الموت؟

 

بالتأكيد يأتي الموت في أحيانٍ كثيرة دون توقع، وبصورة مأسوية. كم من رجال ونساء بل وأطفال استيقظوا في صباح أحد الأيام ثم أغمضوا عينيهم، قبل غروب الشمس، لا للرقاد بل للموت؟ أو استيقظوا في صباح أحد الأيام وقبل غروب الشمس فقدوا أحد أفراد العائلة؟

 

بغير التأكد من أنك متصلٌ بالرب عن طريق الإيمان ومُغطى ببره لحظة بلحظة (انظر رومية ٣: ٢٢)، لا يمكنك الإعداد لموتٍ لا تراه قادمًا، سواء موتك أو موت شخصٍ عزيزٍ عليك.

 

ومن ناحية أخرى، ماذا تفعل إذا علمت أنه لم يتبقَ لك سوى بضعة أشهر من عمرك؟ قد لا نعرف حتمًا متى سيقهرنا الموت، ولكننا قد نعرف بالتأكيد متى نكون على وشك نهاية حياتنا. وعليه، كم هو من الضروري أن نُعِد أنفسنا وعائلتنا لما هو حتمي الحدوث.

 

اقرأ ١ملوك ٢: ١-٤، بعضًا من الكلمات الأخيرة التي قالها داود لابنه سليمان. أي دروس نستفادها من هذا النص عن الإعداد للوفاة، وفاتنا أو وفاة أفراد العائلة؟

 

قد نقول بعد النظرة الأولى، هذا ثَرِّي! داود، الذي قتل أوريا بعدما عاشر زوجته في علاقة زانية وجعلها حُبلى (انظر ٢صموئيل ١١)، يوصي ابنه بأن يسير في طريق الرب. ومن الناحية الأخرى، قد يكون بسبب خطيته بالتحديد والعواقب الوخيمة التي تبعتها، كانت كلمات داود قوية جدًا. فهو بلاشك كان يحاول بطريقته أن يحذر ابنه من الحماقة التي سببت له حزن عميق. تعلّم داود بقسوة بعض الدروس الصعبة عن أجرة الخطية، وبلا شك كان يأمل أن يقي ابنه من بعض الحزن الذي اختبره هو.

 

الجمعة ١٩ نيسان (أبريل)

 

لمزيد من الدرس: إذا قرأنا قصة شعب إسرائيل القديم في البرية، سنرى سلسلة من الأخطاء المتتالية المقترفة ردًا على تغييرات عظيمة، وذلك على الرغم من الإعلان المذهل عن محبة الله وقدرته. في الحقيقة، قبل أن قرر شعب إسرائيل أخيرًا دخول أرض الموعد ومواجهة تغييرًا آخرًا عظيمًا، قال موسى الكلمات التالية لشعب إسرائيل القديم: « ‹أَعْيُنُكُمْ قَدْ أَبْصَرَتْ مَا فَعَلَهُ الرَّبُّ بِبَعْلَ فَغُورَ. إِنَّ كُلَّ مَنْ ذَهَبَ وَرَاءَ بَعْلَ فَغُورَ أَبَادَهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ وَسَطِكُمْ، وَأَمَّا أَنْتُمُ الْمُلْتَصِقُونَ بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءٌ الْيَوْمَ. اُنْظُرْ. قَدْ عَلَّمْتُكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَامًا كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلهِي، لِكَيْ تَعْمَلُوا هكَذَا فِي الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمْ دَاخِلُونَ إِلَيْهَا لِكَيْ تَمْتَلِكُوهَا. فَاحْفَظُوا وَاعْمَلُوا. لأَنَّ ذلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّعُوبِ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ كُلَّ هذِهِ الْفَرَائِضِ، فَيَقُولُونَ: هذَا الشَّعْبُ الْعَظِيمُ إِنَّمَا هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَطِنٌ. لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِلَيْهِ؟ وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لَهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلَةٌ مِثْلُ كُلِّ هذِهِ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ الْيَوْمَ؟ إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحفَظْ نَفْسَكَ جِدًّا لِئَلاَّ تَنْسَى الأُمُورَ الَّتِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ، وَلِئَلاَّ تَزُولَ مِنْ قَلْبِكَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلاَدَكَ وَأَوْلاَدَ أَوْلاَدِكَ› » (تثنية ٤: ٣-٩). كم من الضروري ألّا ننسى ما صنعه الرب لأجلنا. وأي طريقة للتذكر أفضل من تعليمه للآخرين ولأولئك الذين من بعدنا؟ لاحظ أيضًا كيف كانت الأسرة مركزية في كل هذا، حيث تعيَّن عليهم تعليم هذه الأمور لأطفالهم. وكانت الخطية عند فغور شيئًا لا يسبب إلا دمار حياة العائلة. «إن الجريمة التي جلبت على إسرائيل دينونات الله كانت جريمة الخلاعة والدعارة. إنَّ جرأة النساء ووقاحتهن لاصطياد النفوس لم تنتهِ عند بعل نفور»

 

(Ellen G. White, The Adventist Home, p. 326).

 

أسئلة للنقاش

 

١. تحدث في الصف عن بعض الترتيبات التي قمت بها لمواجهة أيًا من المراحل الكبيرة في الحياة، مثل الزواج، أو تربية الأطفال، أو الشيخوخة، أو أي شيء آخر. كيف أثَّرت التغييرات على عائلتك؟ ماذا تعلمت مما قد يساعد الآخرين الذين يمرون بالمراحل ذاتها؟

 

٢. فكَّر في كلمات داود لسليمان، مجددًا في سياق خطيته مع بثشبع، مصيبة ألقت ظلًا على بقية حكم داود وأثَّرت تأثيرًا سيئًا وعظيمًا على عائلته. بأية طرق نرى، في وسط كل هذا، حقيقة نعمة الله العاملة؟

 

الدرس الرابع *٢٠ -٢٦ نيسان (أبريل)

 

أوقات الوَحدة






السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: جامعة ٤: ٩-١٢؛ فيلبي ٤: ١١–١٣؛ ١كورنثوس ٧: ٢٥-٣٤؛ متى ١٩: ٨؛ تكوين ٣٧: ٣٤؛ إشعياء ٥٤: ٥.

 

آية الحفظ: وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ» (تكوين ٢: ١٨).

 

قصة رائعة ولكن مؤلمة انتشرت في الأخبار منذ سنوات. سيدة شابة وُجِدت ميتة في منزلها. مع أن الموت ذاته كان حدثًا مأسويًا، إلا أن ما جعل القصة أسوأ هو أن السيدة كانت قد ماتت أكثر من ١٠ سنوات قبل العثور على الجثة. عشر سنوات! ولذلك، كان السؤال الذي طرحه الناس، وهم على حق في طرحه، هو: في مدينة كبيرة كهذه، وفي وجود أناس عديدين ووسائل عديدة للتواصل، كيف يمكن لسيدة، لم تكن متشردة، أن تموت لفترة طويلة دون معرفة أحد؟

 

على الرغم من تطرفها، إلا أن هذه القصة هي مثال للحقيقة: عديد من الناس يعانون من الوحدة. في عام ٢٠١٦ نشرت نيويورك تايمز مقالة عنوانها (الباحثون يواجهون مرض الوحدة - Researchers Confront an Epidemic of Loneliness). المشكلة حقيقية.

 

منذ البدء، نحن البشر لم نُخلَق لنعيش في عزلة. ومنذ زمن عدن فصاعدًا، وجب علينا بدرجة ما أو بأخرى أن نعيش في شركةٍ مع أناس آخرين. بالتأكيد، جاءت الخطية، ففسد كل شيء منذ ذلك الوقت. سوف ننظر هذا الأسبوع في قضية الرفقة والوَحدة في أوقات الحياة المختلفة، التي قد يكون جميعنا واجهها في وقتٍ ما. وإن لم تكن قد واجهتها، فأنت محظوظ.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢٧ نيسان (أبريل).

 

الأحد ٢١ نيسان(أبريل)

 

الصُحبة

 

اقرأ جامعة ٤: ٩-١٢. ما هي الفكرة الرئيسة هنا؟ ما هو مبدأ الحياة الذي يُشار إليه بصفة عامة؟

 

قليلٌ جدًا منا يستطيع العيش بمفرده. وحتى إذا كنا وحيدين ونحب الوحدة، عاجلًا أم آجلًا لن نحتاج إلى صحبةٍ وحسب، بل وقد نبحث عنها أيضًا، خاصة في أوقات الحاجة. حقًا، نحن خُلِقنا لنحيا في مجتمعات وفي صُحبة. ما أسعد حظ أولئك الذين لديهم أفرادًا من الأسرة قريبة منهم تقدر أن تمنحهم العزاء والدعم، خاصة في أوقات الحاجة.

 

ولسوء الحظ، هناك أناس في كنيستنا، وفي عملنا، وفي المجتمعات التي نعيش فيها، ليس لديهم أحدٌ يلجأون إليه، لا في وقت حاجتهم وحسب، بل ولو للحديث لبعض الوقت في نهاية اليوم. قد يأتي الإحساس

 

بالوحدة في أي وقت. قال رجل غير متزوج: «أصعب يوم بالنسبة لي هو يوم الأحد. ففي أثناء الأسبوع أنا محاطٌ بالناس في العمل. وفي يوم السبت أرى أناسًا في الكنيسة. ولكن في يوم الأحد أصير وحيدًا».

 

أية مبادئ يمكننا جميعًا أن نتعلمها من النصوص التالية، خاصة عندما نشعر بالوحدة؟ يوحنا ١٦: ٣٢، ٣٣؛ فيلبي ٤: ١١-١٣.

 

نعم، نحن بصفتنا مسيحيين لا نعرف حقيقة الله وحسب، بل وحقيقة كوننا قادرين على أن نجتمع معه. ونحن نقدر بالتأكيد أن نستمد عزاءً من قُرْب الله منا. ولكن، قُرْب الله من آدم في عدن لم يمنع الرب من قول: « ‹لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ› » (تكوين ٢: ١٨). وعليه، عَلِم الله أن آدم، مع أنه استمتع بالشركة مع الله في عالم لم تفسده الخطية، كان لا يزال في احتياج إلى صُحبة بشرية. فكم بالأحرى إذًا يحتاج الباقون أيضًا إلى صحبةٍ.

 

لابد أن نحترس أيضًا من افتراض أنه لمجرد وجود أناس كثيرين حولنا، إذًا ليس هناك مجال للشعور بالوحدة. حيث يعيش بعضٌ من أكثر الناس وحدةً في مدن كبيرة حيث يتفاعلون غالبًا مع الآخرين. فمجرد الوجود بين مجموعات أخرى من الناس لا يعني أنك لا تشعر بالوحدة والغربة وبالحاجة إلى الشركة.

 

ليس دائمًا من السهل تمييز مَن يشعر بالوحدة، أو الغربة، أو الرفض، أو بمجرد الألم، وفي حاجة إلى شخصٍ ليتكلم معه، إن لم يكن لغرض آخر. كيف يمكنك أن تسعى مستبقًا للأحداث لأن تصبح أكثر حساسية لأيٍ كانوا أولئك الناس؟

 

الاثنين ٢٢ نيسان (أبريل)

 

حياة العزوبية

 

قالت فتاة شابة عن مزايا العزوبية: «مرتان سُنحت لي الفرصة للخدمة في حقل الإرساليات، فاستجبت دون تردد». أما الشخص المتزوج الذي لديه عائلة قد يتخذ وقتًا أطول قليلًا لاتخاذ ذلك القرار، لأنه لا يعنيه هو وحده، بل أيضًا شريك حياته وأطفاله.

 

ما هي بعض الأسباب الوجيهة للامتناع عن الزواج وفقًا لبولس؟ ١كورنثوس ٧: ٢٥-٣٤.

 

يعتقد معظم الناس أن الزواج هو إرادة الله لهم. ألم يقل: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ»؟ ومع ذلك، لدينا العديد من الأمثلة في الكتاب المقدس عن أناس عُزَّب، بما في ذلك أعظم مثال، يسوع المسيح.

 

سُئِل إرميا ألّا يتزوج (إرميا ١٦: ١-٣) وكان ذلك عقابًا صدر على موضع تاريخي مُعيّن. لا نعلم إذا رُفِع ذلك القيد قط، ولكن من الواضح أن إرميا كان نبيًا عظيمًا بينما كان أعزبًا.

 

أيضًا، لم تَبدُ الحالة الاجتماعية لحزقيال وكأن لها أهمية عظيمة، مع أن زوجته ماتت فجأةً، بل ولم يكن مسموح له أن يندبها، بل تعين عليه مواصلة الخدمة التي عينها الرب له (حزقيال ٢٤: ١٥-١٨). كما كان زواج النبي هوشع أيضًا زواجًا محطمًا، ولكنه كان قادرًا على مواصلة الخدمة. في حين أن القصة تبدو غريبة لنا، طلب الله منه أن يتزوج بزانية عَلِم الله أنها ستترك هوشع من أجل رجالٍ آخرين (هوشع ١-٣).

 

بالنظر إلى الماضي، نرى أن الله يحاول توضيح المحبة الأحادية الطرف التي يكنُّها لشعب إسرائيل ولنا، ولكن بالتأكيد كان الأمر بالغ الصعوبة وشديد الألم على هوشع أن يصير هو العِبْرة. في كلٍ من هذه الأمثلة لم تشكل الحالة الاجتماعية أي مشكلة. حيث كان الله مهتمًا بأمانة الفرد، وطاعته، وقدرته على قول ما أراد الله منه أن يقوله. إذن علينا أن نتأكد من أن حياتنا لا تُعرَّف بحالتنا الاجتماعية. سوف تقول لنا أصواتٌ عديدة اليوم أنه إن لم نكن متزوجين، فنحن غير كاملين. ولكن يردّ بولس: «وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ»، بل «قَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ» (رومية ١٢: ١، ٢).

 

ما هي الطرق العملية التي يمكنك أن تخدم بها غير المتزوجين، سواء كانوا أعضاء في الكنيسة أو غير أعضاء؟

 

الثلاثاء ٢٣ نيسان (أبريل)

 

عندما ينتهي الزواج

 

من بين جميع الطرق التي دمرت الخطية بها البشرية، باستثناء الألم الجسدي والموت، ما الذي واجه عواقب مدمرة من جراء الخطية أكثر من العائلة؟ وكأن عبارة «عائلة مفككة» كثيرة التكرار على الأرجح. فأي عائلة غير مفككة لدرجة ما؟

 

إلى جانب الوفاة، الطلاق هو أحد أصعب الأمور التي قد تواجهها أي عائلة. فالأشخاص الذين يخوضون هذه التجربة المريرة يختبرون كافة أنواع المشاعر. ولعل أولها وأشهرها هو الحزن الشديد، الذي قد يدوم من عدة أشهر حتى عدة سنوات بدرجات تختلف باختلاف الأفراد. وقد يختبر البعض الخوف؛ الخوف من المجهول، ومن الأزمات المادية، والخوف من عدم القدرة على التكيف. وقد يمر البعض في فترة من الاكتئاب، والغضب، وبالتأكيد، الوحدة.

 

أية مبادئ عامة عن الطلاق يمكننا أن نستخلصها من الأعداد التالية؟ ملاخي ٢: ١٦؛ متى ٥: ٣١، ٣٢ ؛ ١٩: ٨؛ ١كورنثوس ٧: ١١-١٣.

 

«على الكنيسة بوصفها واسطة المسيح الافتدائية أن تخدم أعضاءها في كافة مجالات احتياجاتهم وأن تعمل على تنشئة كل فرد بحيث ينمو الجميع ويصِلُوا إلى الإدراك المتزايد في اختبارهم المسيحي. وهذا الأمر يصدق بوجه خاص عندما يواجه الأعضاء قرارات مصيرية تدوم معهم دوام الحياة، مثل الزواج والاختبارات المؤلمة والموجعة مثل الطلاق. عندما يواجه الزوجان خطر انهيار زواجهما، ينبغي أن يبذلا كل جهدٍ ممكن بالتعاون مع أولئك الذين يقدمون لهما الخدمة من الكنيسة أو العائلة، لجلب المصالحة والشفاء تماشيًا مع المبادئ الإلهية الخاصة باستعادة العلاقات التي تأذت وتضررت (هوشع ٣: ١-٣؛ ١كورنثوس ٧: ١٠، ١١؛ ١٣: ٤-٧؛ غلاطية ٦: ١).

 

وتتوفر المصادر، التي قد تساعد الأعضاء في تطوير وتقوية البيت المسيحي، من خلال الكنيسة المحلية أو منظمات كنسية أخرى. وتتضمن هذه المصادر ما يلي:(۱) برامج الإرشاد والتوجيه للخطيبين المزمعين أن يتزوجا، (۲) برامج إرشادية وتعليمية للزوجين مع عائلتيهما، (٣) برامج تعضيد ودعم للعائلات التي تفككت وللمطلقين» (الدليل الكنسي للأدفنتست السبتيين، الطبعة التاسعة عشر، صفحة ١٦١).

 

ما هي الطرق العملية والخالية من الدينونة التي يمكن استخدامها لمساعدة شخص ما يخوض تجربة الطلاق؟

 

الأربعاء ٢٤ نيسان (أبريل)

 

الموت والوَحدة

 

سأل أحدهم مرةً السؤال التالي: ما الفرق بين البشر والدجاج فيما يتعلق بمسألة الموت؟ والإجابة هي أنه، ليس كالدجاج الذي يموت، بل نحن البشر الذين نموت أيضًا، نعلم أننا سوف نموت. أما الدجاج فلا يعلم ذلك. وهذه المعرفة لموتنا الوشيك هي ما تؤثر تأثيرًا كبيرًا على كيفية معيشتنا اليوم.

 

كما نعلم، جميع العلاقات، بما في ذلك الزواج، تنتهي عاجلًا أو آجلًا عن طريق عدونا الأعظم: الموت. بغض النظر عن الاتحاد الشديد، وبغض النظر عن المحبة الشديدة والصحبة المقربة، والوقت الذي قُضِي معًا، نحن بصفتنا بشر (لسنا كالدجاج) نعلم أنه عاجلًا أو آجلًا سوف يأتي الموت (إلا إذا جاء يسوع قبل ذلك)، وعندما يأتي الموت، سوف تنفصم جميع علاقاتنا. طالما كان هذا هو مصيرنا منذ الخطية الأولى، وسوف يظل هكذا حتى مجيء المسيح.

 

لا يخبرنا الكتاب المقدس أيًا من الاثنين، آدم أم حواء، مات أولًا، ولكن بالتأكيد كان ذلك مؤلمًا ألمًا شديدًا للآخر، خاصة وأن الموت لم يُفترض أبدًا أن يكون جزءًا من الحياة في البدء. وإن جعلهم موتُ ورقة واحدة من الأشجار ينوحان، كما رأينا في درس سابق، مَن يتخيل ما اختبراه جراء موت أحدهما؟

 

المشكلة هي أننا معتادون تمامًا على الموت، فنحن نعتبره من المسلمات. ولكنه لم يُفترض أبدًا أن يكون شيئًا نختبره نحن البشر. وعليه، فنحن نصارع حتى هذا اليوم لنفهمه، وأحيانًا كثيرة نفشل في فهمه.

 

ماذا تعلمنا النصوص التالية عن الموت وعن كيفية صراع الناس معه؟ إشعياء ٥٧: ١؛ رؤيا ٢١، ١٤؛ ١تسالونيكي ٤: ١٧، ١٨؛ متى ٥: ٤؛ ٢صموئيل ١٨: ٣٣؛ تكوين ٣٧: ٣٤.

 

بلا شك أننا لا نواجه حقيقة موت أنفسنا جميعًا وحسب، بل ونواجه حقيقة موت الآخرين أيضًا، موت المحبوبين، وربما موت رفيقنا المقرب لنا. وعليه، عاجلًا أم آجلًا، سوف يواجه العديد منا وقتًا، أو فترةً، للوحدة يجلبه موت شخصٍ آخر. وهو صعبٌ ومؤلمٌ. وفي مثل هذه الأوقات يمكننا، بل يجب علينا أحيانًا، أن نطالب فقط بوعود الله. ففي النهاية، ماذا لنا أيضًا في هذا العالم، عالم الخطية والألم والموت؟

 

كيف يمكن لكنيستك أن تساعد أولئك الذين تعرف أنهم يعانون من الوحدة جراء موت شخصٍ عزيز عليهم؟

 

الخميس ٢٥ نيسان (أبريل)

 

العزوبية الروحية

 

سيدة شابة اسمها ناتالي كان قد مرّ على زواجها سبع سنوات عندما حضرت، بدعوة من صديق لها، سلسلة كرازية في كنيسة أدفنتستية سبتية محلية. واقتناعًا بما تعلمته، سلَمَّت قلبها للمسيح واختبرت اختبار الولادة الجديدة، وعلى الرغم من المعارضات العنيفة من زوجها، وأبويها، وحمويها، وحتى جارتها الساكنة بالمنزل المجاور، انضمت ناتالي لكنيسة الأدفنتست السبتيين. كما أنها غيَّرت أسلوب حياتها بكل درجة ممكنة ليتناسب وإيمانها الذي عثرت عليه مؤخرًا.

 

وكما يمكنك أن تتخيل، واجهتْ معارضة شديدة جدًا؛ فما جعل الأمر أصعب جدًا هو زوجها الذي كان على حقٍ يجادل: «لم يكن هذا ما وافقت عليه عندما تزوجنا. أنتِ إنسانة جديدة بالكامل، ولكنني أريد الإنسانة القديمة أن ترجع لي».

 

وما دامت تعاني لمدة سنوات كي تحيا حياة الإيمان. فعلى الرغم من أنها متزوجة، يمكن أن نطلق عليها «عزباء روحيًا».

 

أي كلمات تشجيعية نجدها في الأعداد التالية لأولئك الذين قد يشعرون أنهم عُزَّب روحيًا؟ إشعياء ٥٤: ٥؛ هوشع ٢: ١٩، ٢٠ ; مزمور ٧٢: ١٢.

 

توجد أمثال ناتالي في كنائسنا حول العالم أجمع. هؤلاء الناس، رجالًا أو نساءً، هم متزوجون ولكن يذهبون إلى الكنيسة بمفردهم أو مع أطفالهم فقط. قد يكونوا قد تزوجوا بشخصٍ من إيمانٍ مختلف. أو ربما يكونوا انضموا للكنيسة دون شريك حياتهم. أو كانا عضوين في الكنيسة عندما تزوجا، ولكن، لسبب ما، انسحب أحدهما وتوقف عن الحضور، بل وقد يصبح معاديًا للإيمان. هؤلاء الرجال والنساء يأتون بمفردهم إلى الكنيسة وإلى وجبة الغذاء بعد خدمة العبادة، أو يذهبون بمفردهم إلى أنشطة الكنيسة الكرازية أو الاجتماعية. ويحزنهم عدم قدرتهم على المساهمة المادية في خدمات الكنيسة بقدر ما يودون، لأن شريك حياتهم لا يوافق على فعل ذلك. فعلى الرغم من أنهم متزوجون، قد يشعرون روحيًا بأنهم أرامل.

 

لعل جميعنا، في وقت أو في آخر، قابلنا أناسًا مثل هؤلاء في الكنيسة، وهؤلاء هم في حاجةٍ لمحبتنا ودعمنا.

 

أية أشياء عملية يمكننا، بصفتنا عائلة كنسية، فعلها بغرض مساعدة العُزَّب روحيًا الموجدين في وسطنا؟

 

الجمعة ٢٦ نيسان (أبريل)

 

لمزيد من الدرس: «في وسط ظروف حياة الكد، حافظ أخنوخ بثبات على علاقته بالله. كما ازداد عمله حجمًا وإلحاحًا، زادت صلواته مثابرةً وإخلاصًا. حيث واظب على استثناء ذاته في فترات معينة من المجتمع ككل.

 

فبعد البقاء لبعض الوقت بين الناس، عاملًا لينفعهم بالتوجيه والعبرة، ينسحب ليقضي وقتًا في خلوةٍ، جائعًا ومتعطشًا لتلك المعرفة الإلهية التي يمنحها الله وحده. مناجيًا الله هكذا، كان أخنوخ يعكس صورة الله أكثر فأكثر. حيث كان وجهه يشع نورًا مقدسًا، بل يشع النور الذي يسطع من وجه يسوع. وعندما رجع من هذه المناجات الإلهية، حتى الأشرار رأوا برهبة مفعول السماء على مُحَيَّاه»

 

(Ellen G. White, Gospel Workers, p. 52).

 

على الرغم من أن قصة أخنوخ هنا مشجعةٌ وهي تعلمنا درسًا قويًا عن أولئك الذين يختارون التمتع بأوقات من العزلة، إلا أن العديد يختبرون عزلةً ليست من اختيارهم. فهم لا يريدون أن يكونوا بمفردهم. نكرر، نعم، يمكننا دومًا

 

الاستمتاع بشركة سعيدة مع الرب، الذي هو كلي الوجود، ولكن أحيانًا نشتاق لصحبة وشركة بشرية. كم من الضروري أن نكون، بصفتنا كنيسة، مستعدين أن نهتم بأولئك الذين قد يكونوا جالسين جوارنا في يوم السبت كل أسبوع، ولكنهم يجتازون في وقتٍ عصيبٍ من الوحدة. وفي الوقت ذاته، إذا كنت تجتاز في مثل ذلك الوقت، جِد شخصًا تشعر بأنه يمكنك الوثوق فيه، من الكنيسة (أو أي مكان آخر)، واعْلِمه بالأمر. مرات عديدة لا يستطيع البشر معرفة ما يجتاز به شخصٌ ما بمجرد النظر إليه. حيث يسهل على بعض الناس على الأقل الاختباء خلف قناعٍ.

 

أسئلة للنقاش

 

١. كيف يمكن لكنيستك أن تتعلم أن تصبح أكثر حساسيةً لاحتياجات مَن يشعرون بالوحدة في وسطكم؟

 

٢. «لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ، فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِيًا بِمَا أَنَا فِيهِ» (فيلبي ٤: ١١). اقرأ السياق الأشمل لكلمات بولس هنا. كيف نتعلم تطبيق هذه الكلمات على أنفسنا؟ وفي الوقت ذاته، لماذا يتعين علينا أن نكون حريصين جدًا فيما يتعلق بكيفية تطبيق هذه الفقرة على شخصٍ بالحقيقة مجروح؟

 

٣. تحدث في الصف عن وقتًا اختبرت فيه وحدة شديدة. ماذا ساعدك؟ وماذا جرَحَك؟ وما الذي تعلمته وقد يكون بمثابة عونًا للآخرين؟

 

الدرس الخامس *٢٧ نيسان (أبريل) - ٣ أيار (مايو)