-2 دليل دراسة الكتاب المقدس - الربع الأول 2019 - سفر الرؤيا
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رؤيا ١٢؛ تكوين ٣: ١٥؛ إشعياء ١٤: ١٢-١٥؛ دانيال ٧: ٢٣-٢٥؛ ٢تسالونيكي ٢: ٨-١٢؛ رؤيا ١٣: ١٣، ١٤؛ ١٩: ٢٠.
آية الحفظ: « ‹وَهُمْ غَلَبُوهُ بِدَمِ الْخَرُوفِ وَبِكَلِمَةِ شَهَادَتِهِمْ، وَلَمْ يُحِبُّوا حَيَاتَهُمْ حَتَّى الْمَوْتِ› » (رؤيا ١٢: ١١).
تُعِدُّنا الأصحاحات رؤيا ١٢-١٤ لأحداث اليوم الأخير من السفر (رؤيا ١٥: ١ – ٢٢: ٢١). بينما النصف الأول من السّفر (رؤيا ١: ١ – ١١: ١٩) يصِف الصراعات الروحية للكنيسة في عالم عدواني خلال العصر المسيحي، ويركِّز الباقي على أحداثٍ رئيسةٍ تسبق المجيء الثاني ومملكة الله.
والغرض من الإصحاح الثاني عشر هو إعطاؤنا صورة مكبرة للأزمة الأخيرة من تاريخ العالم. فهو يبين لنا التطور خلال تاريخ الصراع العظيم بين المسيح والشيطان.
والشيطان في سفر الرؤيا هو رئيس أعداء الله وشعبه. فوجوده حقيقي، وهو المسئول عن كل الشرور والتمرد في الكون. وهو يعلم أن فرصته الأخيرة في الانتصار على الله قبل المجيء الثاني هي في ربح معركة هرمجدون. ولذلك، فهو يوجه كافة جهوده نحو الإعداد لذلك الحدث.
يُقصَد من رؤيا ١٢ التأكيد لشعب الله على أن الشيطان لن ينتصر. وهو أيضًا تحذيرٌ بأن الشيطان كله عزيمة، وبأنه سوف يشن حربًا شاملةً على كنيسة الله الباقية في الأيام الأخيرة وأن رجاءهم الوحيد وقوتهم الوحيدة للغلبة هما في المسيح.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢٣ شباط (فبراير).
الأحد ١٧ شباط (فبراير)
المرأة والتنين
اقرأ رؤيا ١٢: ١-٥. رأى يوحنا آيتين عظيمتين: الأولى هي امرأة حبلى بطفل، والثانية هي تنين. مَن الذين تمثّلهم هاتان الآيتان (أو الرمزان)؟ وماذا تعلّمه هذه الآيات الكتابية؟
تُستخدم المرأة في الكتاب المقدس رمزًا لشعب الله (٢كورنثوس ١١: ٢): إذ ترمز العذراء العفيفة للمؤمنين المخلصين، بينما ترمز الزانية للمسيحيين المرتدين. وترمز المرأة أولًا في رؤيا ١٢ إلى إسرائيل، التي جاء المسيا إليها (رؤيا ١٢: ١-٥)؛ بينما ترمز في الأعداد ١٣-١٧ إلى الكنيسة الحقيقية التي تلد البقية.
تُصوَّر هذه المرأة بأنها متسربلة بالشمس والقمر تحت قدميها. تمثل الشمس في الكتاب المقدس مجد شخص المسيح، وبره (ملاخي ٤: ٢). فهو «نُورُ الْعَالَمِ» (يوحنا ٨: ١٢)، ويتعين على شعبه أن يعكسوا للعالم نور شخص الله المحب (متى ٥: ١٤-١٦). ويشير القمر بصفته «النُّورَ الأَصْغَرَ» (تكوين ١: ١٦) إلى وعود العهد القديم المنبئة بعمل المسيح في عهد البشارة.
الشيء التالي الذي رآه يوحنا في الرؤية هو «تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ» (رؤيا ١٢: ٣). ويعرَّف التنين فيما بعد بأنه إبليس والشيطان، الحية القديمة (رؤيا ١٢: ٩). و «ذَنَبُهُ» الذي يرمز إلى الوسائل التي يستخدمها الشيطان للخداع (إشعياء ٩: ١٤، ١٥؛ رؤيا ٩: ١٠)، جرَّ ثلث نجوم السماء وطرحها إلى الأرض (رؤيا ١٢: ٤). ويُظْهِر هذا السلوك إنَّه بمجرد سقوطه من مكانته السامية في السماء (إشعياء ١٤: ١٢- ١٥) استطاع الشيطان أن يخدع ثلث الملائكة. وهذه الملائكة الساقطة هي الشياطين التي تساعد إبليس في معارضة الله وعمله الخلاصي. (انظر ١تيموثاوس ٤: ١).
كما يستخدم سفر الرؤيا التنين، الموصوف بأن « لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ»، رمزًا لتلك الوسائل في العالم التي تستخدمها روما الوثنية الشيطانية (رؤيا ١٢: ٤) والروحانية (رؤيا ١٦: ١٣). «والتنين يقال عنه أنه الشيطان (رؤيا ١٢: ٩). فهو الذي حرّض هيرودس على قتل المخلّص. لكنّ وسيلة الشيطان العظمى في محاربته للمسيح وشعبه في غضون القرون الأولى من التاريخ المسيحي كانت هي الإمبراطورية الرومانية التي كانت الوثنية فيها هي الديانة السادة. وهكذا ففي حين أن التنين يرمز مبدئيًا إلى الشيطان فإنه بالمعنى الثاني رمز إلى روما الوثنية» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٣٩٩).
اقرأ رؤيا ١٢: ٩. يُدعى الشيطان «الْحَيَّةُ الْقَدِيمَةُ». أي ارتباط يوجد بين تكوين ٣: ١٥ ومحاولة التنين لإهلاك نسل المرأة «مَتَى وَلَدَتْ» (رؤيا ١٢: ٤)؟
منذ البدء كان الشيطان ينتظر المسيا — الطفل المولود — حتى يهلكه. ولمّا ولد المسيا أخيرًا، استخدم الشيطان روما الوثنية (المرموز إليها أيضًا بالتنين في رؤيا ١٢: ٤) محاولةً لإهلاكه (انظر متى ٢: ١٣-١٦). ولكن «اخْتُطِفَ» الطفل «إِلَى اللهِ وَإِلَى عَرْشِهِ» (رؤيا ١٢: ٥).
الاثنين ١٨ شباط (فبراير)
سقوط الشيطان إلى الأرض
اقرأ رؤيا ١٢: ٧-٩، التي تتكلم عن حربٍ في السماء. ما هي طبيعة تلك الحرب التي نجمت عن طرد الشيطان من السماء؟
طُرِدَ الشيطان من السماء في بداية الصراع العظيم عندما تمرد على حكم الله. إذ أراد أن يستولي على العرش في السماء وأن يصير «مِثْلَ الْعَلِيِّ» (إشعياء ١٤: ١٢-١٥). فوقف في ثورة علنية ضد الله، ولكنه هُزِم ونُفِي إلى الأرض. ومع ذلك، بخداعه لآدم وحواء اغتصب الشيطان سلطة آدم على هذا العالم (لوقا ٤: ٦). وبصفته حاكم هذا العالم الذي نصّب نفسه بنفسه (يوحنا ١٢: ٣١)، اكتسب حق الدخول إلى السماء لحضور المجلس السماوي بصفته ممثلًا عن الأرض (أيوب ١: ٦-١٢). ومع ذلك، منذ هزيمته عند الصليب، لا يزال الشيطان وملائكته الساقطة محجوزين في الأرض كسجن، إلى أن ينالوا عقابهم (٢بطرس ٢: ٤؛ يهوذا ٦).
بموته استرد يسوع ما قد فُقِد، فانكشفت شخصية الشيطان الحقيقية أمام المسكونة. «رأى الشيطان أن القناع الذي كان يخفي تحته حقيقته قد تمزق، فانكشفت سياسته الخادعة أمام الملائكة غير الساقطين وأمام مسكونة السماء، وأعلن عن نفسه كقاتل. فإذ أهرق دم ابن الله فقد حرم نفسه من عطف الكائنات السماوية ومحبتهم. ومنذ ذلك الحين صار عمله محصورًا» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٧٢٣). فانتقل حكم الأرض أمام المسكونة كلها من الشيطان إلى يسوع وأُعلِن حاكمًا شرعيًا للأرض (أفسس ١: ٢٠-٢٢؛ فيلبي ٢: ٩-١١).
تنبأ يسوع عن هذا الحدث قائلًا: «اَلآنَ دَيْنُونَةُ هذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هذَا الْعَالَمِ خَارِجًا» (يوحنا ١٢: ٣١).
وبصدور هذا الحكم على الشيطان، « ‹صَارَ خَلاَصُ إِلهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمُلْكُهُ وَسُلْطَانُ مَسِيحِهِ› » (رؤيا ١٢: ١٠). ولكن لا يزال للشيطان قوة محدودة ليؤذي شعب الله على الأرض ولكن مُدركًا أن «لَهُ زَمَانًا قَلِيلاً» (رؤيا ١٢: ١٢). ولكن على الرغم من أن زمانه «قليل» حقًا، فهو يفعل كل ما في وسعه ليسبب ألمًا ومعاناةً وفسادًا هنا.
ماذا تعلمنا رؤيا ١٢: ١١ عن كيفية هزيمة إبليس؟ (انظر أيضًا أفسس ٦: ١٠-١٨).
الثلاثاء ١٩ شباط (فبراير)
الحرب على الأرض
اقرأ رؤيا ١٢: ١٣، ١٤. بعدما حُظِرَ عليه دخول السماء، يواصل الشيطان هجومه على الكنيسة خلال الألف ومئتين وستين يومًا نبويًا/سنةً. كيف تدخَّل الله في شؤون الكنيسة خلال تلك الفترة؟
«تحقق طرح الشيطان بصفته المشتكي على الأخوة في السماء عن طريق عمل المسيح الفدائي العظيم. فبالرغم من معارضة الشيطان المُلحة، نُفّذِت خطة الخلاص....عالمًا أن الإمبراطورية التي اغتصبها ستُنتزع منه في النهاية، صمم الشيطان ألّا يدخر أي جهد في تدمير أكبر عدد ممكن من المخلوقات التي خلقها الله على صورته. فكَرِهَ الإنسان لأن المسيح أظهر له محبة وشفقة غافرة كهذه، وتهيأ الآن ليمارس عليه كل نوع من أنواع الخداع التي يمكن أن تضله؛ وواصل سعيه بِهِمة أشد بسبب حالته اليائسة» (روح النبوة، The Spirit of Prophecy، مجلد ٣، صفحة ١٩٤، ١٩٥).
بلا شك، يستمر الشيطان في ممارسة أنشطته على الأرض عن طريق سكب سخطه على الموضوع العظيم لمحبة المسيح على الأرض، الذي هو الكنيسة. ومع ذلك، تجد الكنيسة حماية إلهية في براري الأرض الخالية خلال الفترة النبوية المكونة من ١٢٦٠ يومًا/سنةً.
ذُكِرت فترة اضطهاد الشيطان للكنيسة مرتين في رؤيا ١٢ استخدامًا لعبارة ألف ومئتين وستين يومًا/سنةً (رؤيا ١٢: ٦) وعبارة «زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ» (رؤيا ١٢: ١٤). وتشير كلا الفترتان الزمنيتان لفترة اضطهاد القرن الصغير المذكورة في دانيال ٧: ٢٣-٢٥. وترمز الأيام النبوية في الكتاب المقدس لسنينٍ. وعليه فإن الحقبة التاريخية التي تناسب هذه الفترة النبوية هي ٥٣٨-١٧٩٨ ب.م، التي سيطرت خلالها كنيسة روما الكاثوليكية، بصفتها سلطة كنسية دولية، على العالم الغربي حتى عام ١٧٩٨ عندما وضع برشيه قائد جيش نابليون حدًا لسلطة روما الطاغية، على الأقل مؤقتًا.
وخلال فترة الاضطهاد الطويلة هذه، ينفث التنين من فمه مياه غامرة حتى يهلك المرأة. وتمثل المياه شعوب وأمم (رؤيا ١٧: ١٥). حيث أرسلت روما جيوشًا وأممًا لمحاربة شعب الله الأمين خلال هذه الفترة. وقُرب نهاية هذه الفترة النبوية تبتلع أرضٌ ودودة المياه وتنقذ المرأة، مقدمة لها ملاذًا. ويشير هذا العون إلى الملجأ الذي قدمته أمريكا بحريتها الدينية (رؤيا ١٢: ١٦).
فكّر في طول فترة الاضطهاد هنا: ١٢٦٠ عامًا. ماذا يجب أن يخبرنا هذا عن مدى محدودية فهمنا لسبب تباطؤ الأمور كما تبدو، مثل مجيء المسيح، وإن كان ذلك من منظورنا نحن؟
الأربعاء ٢٠ شباط (فبراير)
حربٌ ضد البقية
اقرأ رؤيا ١٢: ١٧. في نهاية الزمان، مَنْ سيحاربه الشيطانُ حربًا شاملة؟
تصف كلمة «بقية» أولئك الذين ظلوا أمناء لله بينما ترتد الأغلبية (١ملوك ١٩: ١٨؛ رؤيا ٢: ٢٤). فبينما تعضد أغلبية سكان العالم الشيطان في نهاية الزمان، ستبقى مجموعة من الناس أقامها الله بعد ١٧٩٨ أمينةً للمسيح مواجِهةً سخط الشيطان.
ما هما صفتا البقية في رؤيا ١٢: ١٧؟ كيف يمكن أن تتأكد أنكَ أو إنكِ تنتمي لبقية الله الأخيرة؟
تحفظ البقية الأخيرة وصايا الله. ويوضح رؤيا ١٣ أن اللوح الأول من الوصايا سيكون محور صراع نهاية الزمان، وأن العبادة هي أساس الوصايا الأربعة الأولى. والقضية الرئيسة في الأزمة الأخيرة هي مَن يجب أن يُعبد. ففي حين أن سكان العالم سيختارون السجود لصورة الوحش، ستسجد البقية لله الخالق (رؤيا ١٤: ٧). وتشير الوصية الرابعة، وصية السبت، إشارة خاصة لله بصفته خالقنا، وهذا هو أحد الأسباب وراء أنها ستلعب دورًا حيويًا جدًا في الأزمة الأخيرة في النهاية.
علاوة على ذلك، الصفة الثانية للبقية الأخيرة هي أن «عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ»، التي تفسرها رؤيا ١٩: ١٠ بأنها « ‹روحُ النُّبُوَّةِ› ». بمقارنة هذا العدد مع رؤيا ٢٢: ٩، نرى أن «اخوة» يوحنا الذين لهم شهادة يسوع هم أنبياء. وهكذا، فإن عبارة «شهادة يسوع» تشير إلى إدلاء يسوع بشهادة للحق من خلال أنبيائه، كما فعل بالمثل من خلال يوحنا (رؤيا ١: ٢). حيث يعلن سفر الرؤيا أنه في زمن النهاية سوف تسكن «روح النبوة» في وسط شعب الله، لترشدهم في أثناء تلك الأوقات الصعبة، إذ سيبذل الشيطان قصارى جهده ليخدعهم ويهلكهم. ونحن، الأدفنتست، وُهِب لنا عطية الوحي النبوي تلك من خلال خدمة الن ج. هوايت وكتاباتها.
برأيك، ما هي بعض أكثر الرؤى قوةً التي أعطيت لنا من خلال «روح النبوة»؟ أي التزامات تضع هذه العطية على عاتقنا، كأفراد وككنيسة؟
الخميس ٢١ شباط (فبراير)
استراتيجية الشيطان الأخيرة
تبرز رؤيا ١٢: ١٧ تغيرًا في استراتيجية الشيطان إذ يحاول أن يربح شعوب الأرض بل ويسعى إلى أن يخدع حتى أتباع المسيح الأمناء. ففي عبر التاريخ المسيحي عارض عملَ الله الخلاصي مستخدمًا بصورة أساسية وسيلة المساومة داخل الكنيسة، وأيضًا من خلال الإكراه والاضطهاد من الخارج. وبينما نجحت هذه الاستراتيجية لقرون عديدة، يكشف التاريخ أن الإصلاح تصدى لها وأعاد اكتشاف شعب الله للحق الكتابي تدريجيًا. على الرغم من ذلك، وإذ يدرك الشيطان أن وقته سينتهي، يكثف مجهوداته ويذهب « لِيَصْنَعَ حَرْبًا» ضد بقية الله في نهاية الزمان (رؤيا ١٢: ١٧). وستشمل هجماته على البقية عامل خداع كبير، حيث ستظهر شياطين صانعة معجزات وإعلانات روحية (رؤيا ١٦: ١٤). وهذا التغيير في استراتيجية الشيطان يتماشى مع الانتقال من منظور تاريخي إلى منظور نهاية الزمان (انظر متى ٢٤: ٢٤).
من الملاحظ أن كلمة «يضل» مستخدمة بانتظام في رؤيا ١٢-٢٠ لوصف أنشطة الشيطان في نهاية الزمان. حيث تستهل كلمة «يضل» (رؤيا ١٢: ٩) وتختم وصف أنشطة الشيطان الأخيرة الموجودة في سفر الرؤيا (رؤيا ٢٠: ٧-١٠).
اقرأ ٢تسالونيكي ٢: ٨-١٢ في ظل رؤيا ١٣: ١٣، ١٤ و١٩: ٢٠. ما هي طبيعة خداع الشيطان في نهاية الزمان؟
تصور رؤيا ١٢-٢٠ الشيطان ساعيًا لخداع العالم. فيستخدم، بدوره، قوى سياسية ودينية لتنفيذ عمله: روما الوثنية، ويُرمَز لها بالتنين (رؤيا ١٢: ٤، ٥)؛ يتبعها قوةٌ يُرمز لها بوحش البحر (رؤيا ١٢: ٦، ١٥؛ رؤيا ١٣: ١-٨)؛ وأخيرًا، قوةٌ يُرمَز لها بوحش الأرض (رؤيا ١٣: ١١). وخلال بقية السفر، يتحد أعضاء هذا الثلاثي الشيطاني – الوثنية/الروحانية كما يُرمز لها بالتنين؛ الكاثوليكية الرومانية، المرموز لها بوحش البحر؛ والبروتستانتية المرتدة، المرموز لها بشبه الخروف، أو وحش الأرض – اتحادًا لا تنفصم عُراه من أجل معارضة أعمال الله في العالم. ويعملون معًا لخداع الناس كي يبعدوهم عن الله ويقنعوهم بالانحياز إلى الشيطان في «ِقِتَالِ ذلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ» (رؤيا ١٦: ١٣: ١٤). هذه الأنظمة الدينية الكاذبة ستدمّر عند المجيء الثاني (رؤيا ١٩: ٢٠)، بينما سيُدمَر التنين، الذي يرمز لإبليس الذي عمل من خلال هذه القوات الأرضية (رؤيا ١٢: ٩)، عند نهاية الألف سنة (رؤيا ٢٠: ١٠). ويوضح سفر الرؤيا أن الضلالة في زمن النهاية ستكون عظيمة جدًا لدرجة أن معظم الناس ستُقاد إلى اختيار طريق الهلاك (متى ٧: ١٣).
مرتين تُقدَم دعوةً في سفر الرؤيا لطلب الحكمة والتمييز الروحي من أجل معرفة طبيعة أعمال الشيطان الأخيرة المضللة وصدّها (رؤيا ١٣: ١٨؛ ١٧: ٩). أي نوع من الحكمة مقصود هنا؟ وفقًا ليعقوب ١: ٥، كيف يمكننا اكتساب تلك الحكمة؟
الجمعة ٢٢ شباط (فبراير)
لمزيد من الدرس: اقرأ من روح النبوة «مكايد العدو»، صفحة ٥٦٤-٥٧٧، من كتاب الصراع العظيم.
الهدف من رؤيا ١٢ هو، أولًا، إخبار شعب الله أن أحداث النهاية هي جزء من الصراع العظيم بين المسيح والشيطان. كما يحذر السِّفر شعب الله بشأن ما يواجهونه اليوم وما هم عتيدون أن يواجهونه في المستقبل بشكل أكثر خطورة — عدو محنك وساخط. ويحذرنا بولس من عمل الشيطان في نهاية الزمان «بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ، وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا» (٢تسالونيكي ٢: ٩، ١٠).
كما يحثنا سفر الرؤيا على أن نأخذ المستقبل على محمل الجد وأن نجعل اتكالنا على الله أولويتنا. ومن ناحية أخرى، يؤكد لنا سِفر الرؤيا أنه على الرغم من أن الشيطان عدو قوي ومحنك، فهو لا يقوى على هزيمة المسيح (انظر رؤيا ١٢: ٨). فلا رجاء لشعب الله إلا في الواحد الذي ظفر بهزيمة الشيطان وقواته الشريرة في الماضي ظفرةً باهرةً. وهو وعد بأن يكون مع أتباعه الأمناء « ‹كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ› » (متى ٢٨: ٢٠).
أسئلة للنقاش
١. نحن نرى سمات البقية الأخيرة مستوفاة فينا لكوننا أدفنتست سبتيين. يا له من امتياز! وكذلك، يالها من مسئولية أيضًا (انظر لوقا ١٢: ٤٨). ومع ذلك، لماذا يتعين علينا الحذر من التفكير في أن هذا الدور يضمن لنا خلاصنا الشخصي؟
٢. «نتحدث جميعًا كثيرًا جدًا عن قوة الشيطان. صحيح أن الشيطان مخلوقٌ قوي؛ ولكنني أشكر الله من أجل مخلص قادر، الذي طرح الشرير من السماء. نحن نتكلم عن عدونا، ونصلي بشأنه، ونفكر فيه؛ فيبدو أضخم وأضخم في مخيلتنا. ولكن لِما لا نتكلم عن يسوع؟ لِما لا نفكر في قوته ومحبته؟ فالشيطان مسرور لأنه يجعلنا نضخم قوته. تمسك بيسوع، تأمل فيه، وبمعاينته ستتغير إلى صورته» (روح النبوة، Andvent Review and Sabbath Herald، مارس ١٩، ١٨٨٩). بأية طرق يضخم المسيحيون قوة الشيطان؟ ومن الناحية الأخرى، أية مخاطر تكمن في عدم إنكار حقيقة قوة الشيطان وحسب بل وحقيقة وجوده الفعلي أيضًا؟
الدرس التاسع *٢٣ شباط (فبراير) - ١ آذار (مارس)
الشيطان وحليفاه
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رؤيا ١٣؛ رؤيا ١٧: ٨؛ دانيال ٧: ٢٤؛ ٢تسالونيكي ٢: ٢-١٢؛ رؤيا ١٢: ١٤-١٦؛ ١ملوك ١٨: ٣٨.
آية الحفظ: «فَاغْتَاظَ التِّنِّينُ مِنَ الْمَرْأَةِ وَشَنَّ حَرْباً عَلَى بَاقِي أَوْلاَدِهَا الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِوَصَايَا اللهِ وَعِنْدَهُمُ الشَّهَادَةُ لِيَسُوعَ» (رؤيا ١٢: ١٧؛ ترجمة كتاب الحياة).
يصف رؤيا ١٢ هجمات الشيطان على شعب المسيح الأمين — التي تشمل اضطهاد روما الوثنية ومن ثم روما البابوية خلال الألف ومئتين وستين يوم/ سنة (٥٣٨ – ١٧٩٨ ق. م؛ انظر رؤيا ١٢: ٦، ١٣، ١٤، ويوم الثلاثاء من الدرس السابع). ويصف الإصحاح ١٣ بتفصيل أكثر هجمات الشيطان خلال التاريخ المسيحي، بمساعدة حليفين، كلاهما مصوران كأنهما وحشين. وبتوجيه من الشيطان، سوف يتحد التنين وهذان الوحشان عند نهاية الزمان لمعارضة أعمال الله الفدائية وللسعي لكسب ولاء العالم.
يجدر بنا الاحتراس، إذ يسهل تفسير نبوات تمت بالفعل في الماضي، ولكن عندما نتعامل مع نبوات لم تتم بعد، كما في دراسة يوم الثلاثاء، يجب أن نحترس أكثر. يبين لنا الله ما سيحدث عند زمن النهاية كي لا نفاجأ، ولكنه لا يخبرنا بكل تفصيل نود معرفته.
لابد أن نتذكر دائمًا أنه في حين أن هذه النبوات تخبرنا ما سيحدث في النهاية، إلا أنها لا تخبرنا متى وكيف ستنكشف الأحداث الأخيرة بالتحديد. وعليه، لابد من الاحتراس كيلا نُخَمِّنْ أبعد مما تخبرنا به النبوة. ليتنا لا ننسى أن لنبوات الرؤيا أهداف عملية: لتعلمنا كيفية العيش في الحاضر ولتعدنا للمستقبل.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢آذار(مارس).
الأحد ٢٤ شباط (فبراير)
وحش البحر
اقرأ رؤيا ١٣: ١-٤، ٨ ورؤيا ١٧: ٨. ما هي صفات هذا الوحش؟ وما هي مراحل وجوده؟
يشاهد يوحنا وإذ وحشٌ ضاريٌ يصعد من البحر. في حين أن الوحوش تمثل القوى السياسية، إلا أن وصف وحش البحر يشير إلى قوة سياسية ذات طابع ديني مُسيطر. ويرمز البحر إلى المنطقة الأوربية ذات الكثافة السكانية العالية التي يخرج منها وحش البحر لتولي السلطة بعد سقوط إمبراطورية روما (انظر رؤيا ١٧: ١٥).
ويصف يوحنا الوحش وهو خارجًا من المياه. للوحش سبعة رؤوس وعشرة قرون، على غرار التنين في رؤيا ١٢: ٣، ٤، مما يوضح العلاقة الوثيقة مع روما الوثنية. وعلى رؤوس الوحش اسم تجديف، وعلى قرونه تيجان ملكية. رؤوس الوحش هي ممالك استخدمها الشيطان لكي يضطهد شعب الله عبر التاريخ (انظر رؤيا ١٧: ٩-١١). ويشير اسم التجديف إلى اللقب الإلهي الذي يدّعيه الوحش. وتشير القرون العشرة إلى دانيال ٧: ٢٤، التي ترمز إلى الأمم التي نشأت عن الإمبراطورية الرومانية بعد سقوطها. وعليه، تشير جميع صفات وحش البحر هذه إلى البابوية التي نشأت من الإمبراطورية الرومانية.
يشبه الوحش الخارج من البحر نمر وله قوائم دب وفم أسد. وبذلك، يجمع الوحش صفات الوحوش الأربعة (رموز لإمبراطوريات العالم) في دانيال ٧: ٢-٧: بابل، ومادي وفارس، واليونان، وروما. إلا أن يوحنا يدرجهم في ترتيب معاكس مما يبرهن، حسب منظوره (منظور القرن الأول)، على أن وحش البحر مرتبط بالوحش الرابع المذكور في دانيال ٧ — الإمبراطورية الرومانية.
أعطى التنين للوحش قدرته وعرشه وسلطانًا عظيمًا. مثلما أعطى الآب عرشه وسلطانه للمسيح (رؤيا ٢: ٢٧)، فوض الشيطان الوحش ليكون شريكه وممثله على الأرض.
تذكر رؤيا ١٣: ٥ - ٧ أن فترة أعمال الوحش الاضطهادية خلال التاريخ المسيحي هي ٤٢ «شهرًا». وكما رأينا أن اضطهاد المرأة الطاهرة استمر «زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ»، أي ثلاثة «أزمنة» ونصف أو «سنوات» نبوية (رؤيا ١٢: ١، ١٤؛ قارن دانيال ٧: ٢٥). واثنان وأربعون «شهرًا» نبويًا تساوي ٣٠ يومًا مضروبًا في ٤٢، أو ١٢٦٠ يومًا/ سنة (رؤيا ١٢: ٦). وهكذا، «زمان وزمانين ونصف زمان» و٤٢ «شهر» و ١٢٦٠ «يوم» تشير جميعها إلى الفترة الزمنية ذاتها المكونة من ١٢٦٠ سنة. وتنتهي هذه المرحلة عندما يرى يوحنا «وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ [رؤوس الوحش] كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ.» والشفاءُ الذي تلى هذا «الجرح المميت» يشير إلى الفترة الزمنية اللاحقة للعام ١٧٩٨حين يتم انتعاش الوحش وتُسْتَرد قوته. ويعمل شفاء الجُرح المميت على جذب إعجاب العالم، فيسجدون لكلٍ مِن التنين والوحش.
الاثنين ٢٥ شباط (فبراير)
أعمال وحش البحر
تحدد رؤيا ١٣: ٥ فترة زمنية معينة من الاضطهاد كما تحدثنا في درس البارحة. الاثنان وأربعون شهرًا من أعمال الوحش هي ذات الفترة الزمنية المكونة من ١٢٦٠ يومًا/سنةً من اضطهاد المرأة/الكنيسة في رؤيا ١٢: ٦، ١٤. ويرمز اليوم النبوي إلى سنة [عدد ١٤: ٣٤؛ حزقيال ٤: ٦]. انظر دراسة يوم الثلاثاء من الدرس السابع. ويُبرِز عام ٥٣٨ ب.م بداية هذه الفترة النبوية إبرازًا مناسبًا، حينما وطدت الكنيسة الرومانية، والبابا لكونه رأسها، دعائمها بصفتها سلطة كنسية دولية سادت العالم الغربي خلال العصور الوسطى. ثم أصابت أحداث الثورة الفرنسية الوحش بجرح مميت في عام ١٧٨٩ ب.م، مما أنهى، بصورة مؤقتة، حكم الكنيسة القمعي وكذلك الدّيانة المخوّلة مِن قَبَل الدولة.
قارن رؤيا ١٣ :٥-٨ ودانيال ٧: ٢٤، ٢٥، و٢تسالونيكي ٢: ٢-١٢. بأي طريقة تعكس أعمال وحش البحر أوصاف القرن الصغير وإنسان الخطية؟
توصف أعمال وحش البحر خلال فترة الألف ومئتين وستين يومًا نبويًا/سنةً بأنها تجاديف. وقد يدل التجديف في العهد الجديد على ادّعاء المساواة مع الله (يوحنا ١٠: ٣٣؛ متى ٢٦ : ٦٣-٦٥) واغتصاب سلطته (مرقس ٢: ٧). حيث يجدّف وحش البحر على «اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ، وَعَلَى مَسْكَنِهِ، وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ» (رؤيا ١٣: ٦). ومسكن الله هو المقدس السماوي حيث يخدم المسيح من أجل خلاصنا. يسعى وحش البحر إلى إبطال عمل المسيح الشفاعي من خلال محاولة استبداله بكهنوت بشري يدّعي تقديم الخلاص وغفران الخطايا. وتولي مقاليد هذه السلطات، التي هي خاصة الله وحده، هو روح التجديف.
تشير رؤيا ١٣ إلى زمن ارتداد عظيم في المسيحية، وهو الأمر الذي تحقق عندما ادّعت الكاثوليكية الرومانية، والبابا على رأسها، منصب الله وسلطانه. فواجه أولئك الذين رفضوا الإنصياع لروما الاضطهاد والاستشهاد. مع أن اليوم تعتبر مثل هذه التصريحات قاسية، بل ومتزمته، لا يستطيع الحاضر أن يمحي المستقبل، بغض النظر عن مدى رغبة بعض الناس في حدوث ذلك.
كيف يمكننا البقاء على أمانتنا للنبوة عن تاريخ الكنيسة، ولكن في ذات الوقت نكون لطفاء وحذرين عند تقديم هذه الحقائق للآخرين؟
الثلاثاء ٢٦ شباط (فبراير)
الوحش الصاعد من الأرض
يصف النصف الأول من رؤيا ١٣ نشاط السلطة الكاثوليكية الرومانية خلال الفترة النبوية المكونة من ألف ومئتين وستين يومًا/سنة. وبوقوع أحداث الثورة الفرنسية أصيب هذا النظام الديني السياسي بجرحٍ مميت. ومع ذلك سيلتئم الجرح المميت في النهاية، معيدًا هذا النظام للحياة. ويصف النصف الثاني من الإصحاح الكيفية الفعلية لالتئام جرح الوحش المميت.
اقرأ رؤيا ١٣: ١١. ما هي سمات الوحش الثاني؟ في ضوء رؤيا ١٢: ١٤-١٦، ما هي أهمية حقيقة صعود هذا الوحش من الأرض؟
يرى يوحنا طلوع وحش آخر. وعلى النقيض من الوحش الأول، يصعد الوحش الثاني من الأرض. وهذا الوحش الثاني هو قوة عالمية ذات تأثير يساوي في نفوذه تأثير الوحش الأول. ومع ذلك، على نقيض وحش البحر الذي كان له مظهرًا مخيفًا، يبدو وحش الأرض مسالمًا، على الأقل في البداية. فله «قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ» (رؤيا ١٣: ١١). هذا الخروف هو رمز للمسيح. وعليه، فهذه السلطة الأخيرة تبدو كالمسيح.
وتنشأ هذه السلطة في أرضٍ حمت المرأة، التي هي رمز لكنيسة الله الحقيقية، من فيضان التنين الاضطهادي في نهاية الألف ومئتين وستين يومًا نبويًا/سنةً (رؤيا ١٢: ١٤-١٦). من الواضح أنه لاعب جديد على المسرح، ظهر كسلطة عالمية بعدما أصيب وحش البحر بجرحٍ مميت في أثناء أحداث الثورة الفرنسية، مما يعني أن وحش الأرض، حصريًا، أحد لاعبي النهاية.
«فما هي تلك الأمة التي في الدنيا الجديدة أخذت في عام ١٧٩٨ تتقوى وتحصل على سلطان وتبشر بالقوة والعظمة وتجتذب انتباه العالم؟ إن تطبيق الرموز لا يعطي مجالًا للتساؤل. إن أمة واحدة من دون سواها هي التي تنطبق عليها تحديدات هذه النبوة التي تشير إشارة صائبة لا تخطئ إلى الولايات المتحدة الأمريكية» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٤٠١).
ومع ذلك، يوضح رؤيا ١٣: ١١ أن أمريكا، بأغلبيتها البروتستانتية، تدريجيًا ستتحدث في النهاية مثل التنين، مثل الشرير نفسه، وبنفوذ عالمي مشابه لإمبراطورية روما. وستكون سلطة النهاية هذه فعالة في جعل العالم أجمع يعبد الوحش الأول، الذي أصيب بجرح مميت. وبكلمات أخرى، الولايات المتحدة، التي في وقت ما وفرت الحماية والمأمن للكنيسة، ستلعب دور الاضطهاد عند نقطة ما خلال أحداث الأيام الأخيرة.
عندما ثَبُتَ لأول مرة أن الوحش الثاني في رؤيا ١٣ هو الولايات المتحدة، لم يكن لها على الإطلاق أي شيء من القوة والنفوذ اللذين لها الآن. كيف تساهم هذه الحقيقة في تأكيد إثبات أن الولايات المتحدة هي السلطة المصورة في هذه النبوة؟
الأربعاء ٢٧ شباط (فبراير)
صورة الوحش
اقرأ رؤيا ١٣: ١٢، ١٣. كيف تساعدنا ١ملوك ١٨: ٣٨ وأعمال ٢: ٣ على فهم طبيعة الأعمال المضللة للوحش الشبيه بالخروف — التي أعظمها إنزال نارًا من السماء؟
بعمل المعجزات، سيُقنع الوحش الشبيه بالخروف العديدين بأن كلماته هي حق بغض النظر عن كونها غير منسجمة تمامًا مع الكتاب المقدس. «وعن طريق وسيلة مناجاة الأرواح ستجرى آيات، فالمرضى سيُشفون وستجرى عجائب لا مجال لإنكارها» (روح لانبوة، الصراع العظيم، صفحة ٥٣٦). وهذه المعجزات ستساعد الوحش الشبيه بالخروف على إقناع سكان الأرض بصنع صورة لوحش البحر الذي جُرِح جرحًا مميتًا.
يشير شفاء جرح وحش البحر المميت إلى استعادة البابوية الرومانية بصفتها قوة دينية سياسية. كما سيبدأ الوحش الشبيه بالخروف بالتكلُّم مثل تنين وممارسة صلاحيات وحش البحر، مما يبين أنه سيصبح متعصبًا مثل الأمم الممثلة في هذه الرموز.
«مثل هذا العمل سيناقض مناقضة مباشرة هذه الحكومة، ويتناقض مع عبقرية نظُمها الحرة ومع اعترافات إعلان الاستقلال المباشرة الحازمة ومع الدستور أيضًا. . . . لكنّ تناقض عمل كهذا ليس أعظم مما هو مصور في الرمز. إن الوحش الذي له قرنا خروف مع مجاهرته بإيمان طاهر ورقيق وعديم الأذى – هو الذي يتكلم كتنين. . . .
« ‹قائلًا للساكنين على الأرض أن يصنعوا صورة للوحش›. هنا تُصَوَّر بكل وضوح هيئة حكومة فيها تستند السلطة التشريعية على الشعب، وهذا برهان مدهش على أن الولايات المتحدة هي الأمة المقصودة بالذات في النبوة.
«ولكن ما هي ‹صورة الوحش› وكيف تُصوَّر؟ الصورة يصنعها الوحش ذو القرنين وهي صورة للوحش الأول. وتدعى أيضًا صورة الوحش. لكي نعلم ماذا تشبه الصورة وكيف تصوَّر، علينا أن ندرس صفات الوحش نفسه: البابوية.
«عندما فسدت الكنيسة الأولى بانحرافها عن بساطة الإنجيل وقبولها الطقوس والعادات الوثنية خسرت وأضاعت روح الله وقوته. فلكي تتحكم في ضمائر الناس طلبت مساندة السلطة الدنيوية. فنتج عن ذلك البابوية، أي كنيسة تحت يدها سلطة الدولة التي تستخدمها لتنفيذ أغراضها وتحقيق أهدافها وعلى الخصوص إيقاع القصاص بمعتنقي ‹الهرطقة›. . . .
«عندما تتحد أمهات الكنائس في الولايات المتحدة في اتفاقها على مواد العقيدة التي تشترك كلها فيها فهي تؤثرعلى الدولة لتنفذ قراراتها وتسند وتدعم أنظمتها وقوانينها فتكون أمريكا البروتستانتية قد عملت بذلك صورة لحكومة روما البابوية، وسيكون من نتائج ذلك حتمًا أنها توقع عقوبات دنيوية على المنشقين. . . .
« ‹صورة الوحش› ترمز إلى صورة البروتستانتية المرتدة التي ستتكون عندما تطلب الكنائس البروتستانتية معونة السلطة المدنية لأجل إكراه الناس على قبول عقائدها» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٤٠٢-٤٠٥).
الخميس ٢٨ شباط (فبراير)
سمة الوحش
يوضح رؤيا ١٣ أن الوحش الشبيه بالخروف سيكون له الدور الرائد في الأزمة الأخيرة. وستؤسس هذه السلطة العالمية نظامًا عالميًا محاولةً التحكم في معتقدات الناس. وهذا النظام سيعكس المسيحية في العصور الوسطى تحت السيطرة البابوية.
اقرأ رؤيا ١٣: ١٦، ١٧ في ظل تثنية ٦: ٤-٨. ما هي علاقة وضع السمة على اليد اليمنى أو الجبهة بوصايا الله؟
سوف يُضْغَطْ على الناس من جميع الطبقات الإجتماعية لتلقي سمة الوحش على أيديهم اليمنى أو جباههم. ومثلما يميز الختم على الجبهة أولئك الذين يتعبرهم الله خاصته (رؤيا ٧: ٣، ٤؛ ١٤: ١)، تميز سمة الوحش الساجدين للوحش.
وسمة الوحش هي ليست أي نوع من أنواع العلامات المرئية. ولكن وضعها على اليد اليمنى أو على الجبهة هو تزييف للتعليمات التي أعطاها موسى للإسرائيليين بربط ناموس الرب على أيديهم وعلى جباههم (تثنية ٦: ٨). تتعلق اليد اليمنى بالتصرفات، بينما تتعلق الجبهة بالذهن أو الموافقة الذهنية. حيث سيختار البعض تسلٌّم سمة الوحش للهروب من خطر الموت، بينما سيكون آخرون مكرسين تمامًا ذهنيًا وروحيّا لنظام العبادة المرتد هذا.
سيكون المحك في الأزمة الأخيرة السجود لله وطاعته من خلال حفظ وصاياه (رؤيا ١٤: ١٢). وستكون وصية السبت بالأخص بمثابة اختبار الولاء لله وطاعته. وكما أن السبت هو علامة مميزة لطاعة شعب الله الأمين (حزقيال ٢٠: ١٢، ٢٠)، هكذا ستكون سمة الوحش هي علامة الولاء للوحش.
وتتضمن سمة الوحش استبدال وصية الله بوصية البشر. والدليل القاطع على هذه الحقيقة هو التأسيس البشري ليوم الأحد (انظر دانيال ٧: ٢٥) يومًا للعبادة عوضًا عن سبت اليوم السابع — اليوم الذي يوصي به خالقنا في الكتاب المقدس. ومحاولة تغيير علامة سلطة الله إلى يومٍ آخر هي محاولة لاغتصاب دور الله نفسه وسلطته. «علامة الوحش هي السبت البابوي. ... عندما يُصدَر المرسوم فارضًا السبت المزيف، وتحذر صرخة الملاك الثالث من عبادة الوحش وصورته، ... حينئذ أولئك الذين لا يزالون في المعصية سيتلقون سمة الوحش» (روح النبوة، Evangelism، صفحة ٢٣٤، ٢٣٥).
تقول رؤيا ١٣: ١٨: «هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ». من هو هذا الرجل؟ يصفه بولس بأنه «إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ» (٢تسالونيكي ٢: ٣). يشير هذا الوصف إلى القوة البابوية المرموز لها بوحش البحر، الذي يشير اسمه التجديفي الذي على رؤوسه إلى اللقب الإلهي الذي يدعيه لنفسه، مفترضًا الوقوف في مكان ابن الله على الأرض.
الجمعة ١ آذار (مارس)
لمزيد من الدرس: يوضح سفر الرؤيا أن السبت سيكون علامة الطاعة في نهاية التاريخ. إلا أننا لابد أن نتذكر أن حفظ شخصٍ ما ليوم الأحد الآن لا يعني في حد ذاته أن له/لها سمة الوحش. حيث لن يصبح حفظ يوم الأحد «سمة الوحش» إلا عندما يقرر الناس، على الرغم من الضلالات الموجودة، ومن فهمهم المتعمق للمشاكل المتضمَنة في اختيار يوم العبادة، الوقوف في صف الله أو ضده. ولكن لن يأتي هذا الوقت إلا في المستقبل.
«لم يتلقَ أحدٌ سمة الوحش بعد. ولم يأتِ زمن الاختبار بعد. هناك مسيحيون حقيقيون في كل كنيسة، دون استثناء الكنيسة الكاثوليكية الرومانية. لن يُدن أحد حتى يرى النور ويدرك إلزامية الوصية الرابعة. ولكن عندما يُصدر المرسوم بفرض السبت الزائف، وتحذر الناس صرخة الملاك الثالث المدوية الناس من السجود للوحش وصورته، سيُرسَم خطًا واضحًا بين الحق والباطل. ثم يتلقى أولئك الذين يواصلون تعديهم سمةَ الوحش» (روح النبوة، Evangelism، صفحة ٢٣٤، ٢٣٥).
ليتنا نتذكر أن حفظ يوم الأحد الآن لا يجعل أي شخص هالكًا، مثلما لا يجعل حفظ السبت أي شخص مخلصًا. ومع ذلك، سوف يأتي الوقت الذي ستصبح فيه «سمة الوحش» القضية الرئيسة وفيه سيصبح اختيار يوم العبادة اختبارًا للولاء. يترجى سفر الرؤيا شعب الله ليدرس الكلمة النبوية في الكتاب المقدس لنفسه بروح فاحصة للقلوب، وأن يبذل قصارى جهده في الكرازة بالإنجيل لأولئك الذين لا يعرفون المسيح اليوم.
أسئلة للنقاش:
١. إذ تلاحظ الأوضاع في العالم اليوم، أي وجهات تراها في الصعيدين الديني والسياسي تبدو وكأنها تؤدي إلى إتمام النبوة في رؤيا ١٣؟
٢. إذ ننتظر النهاية، كيف ينبغي أن نتصرف إزاء المسيحيين في الطوائف الأخرى؟ فكّر في النصيحة التالية: «يجب على خدامنا أن يسعوا في التقرّب من خدام الطوائف الأخرى. صلوا من أجل هؤلاء الرجال والذين معهم، الذين يشفع المسيح لأجلهم. مسئوليتهم مسئولية جادة. فلكوننا رسل المسيح يتعين علينا أن نبدي اهتمامًا عميقًا وجادًا بهؤلاء الرعاة» (روح النبوة، Testimonies for the Church، مجلد ٦، صفحة ٧٨). كيف يمكننا تجنب إبداء طبعًا متعاليًا أو روحًا غير مسيحية في أثناء تصرفنا حيال المسيحيين في الطوائف الأخرى؟ كيف يمكننا إبداء الاحترام لهم ولإيمانهم الشخصي دون المساومة بمعتقداتنا؟
الدرس العاشر *٢-٨ آذار (مارس)
بشارة الله الأبدية
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رؤيا ١٤: ٦-١٢؛ متى ٢٤: ١٤؛ جامعة ١٢: ١٣، ١٤؛ خروج ٢٠: ٢-١١؛ إشعياء ٢١: ٩؛ ٣٤: ٨-١٠.
آية الحفظ: «هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ. هُنَا الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ» (رؤيا ١٤: ١٢).
يوضح سفر الرؤيا أن خديعة الشيطان الأخيرة ستكون ناجحة نجاحًا باهرًا لدرجة أن العالم سيختار السجود للوحش وتلقي سمته. ومع ذلك، تخبرنا رؤيا ١٤: ١-٥ بأنه سيكون لله بقيته — أولئك الذين سيقفون في صف الله عندما لم يقف في صفه معظم العالم.
وفي النهاية سَيُعْطى الناس الاختيار، ليس بين العبادة وعدمها (فالكل يتعبد دومًا لشيءٍ ما)، بل اختيار مَن يعبدون. فسيتلقى الساجدون للوحش السمة على أيديهم اليمنى أو جباههم، رمزًا لاختيارهم لخدمة النظام المرتد بأعمالهم و/أو أفكارهم.
وفي ذات الوقت، سيشهد العالم كرازة عظيمة للبشارة، لم تُرَ قط منذ يوم الخمسين. وقبل انسكاب دينونة الله على البشرية المتمردة، سيرسل الله رسائله المنذرة إلى «كُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ» (رؤيا ١٤: ٦). فالله لا يريد أن يهلك أحد بل أن يخلص الجميع، ولهذا السبب كان موت المسيح من أجل البشرية جمعاء. فالقضية هي: من سيقبل هذه العطية ومن لن يقبلها؟
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٩ آذار (مارس).
الأحد ٣ آذار (مارس)
رسائل الملائكة الثلاثة
يرسل الله قبيل النهاية رسائله المنذرة مصورةً رمزيًا في هيئة ثلاثة ملائكة طائرة في السماء مُنادية. والكلمة اليونانية للملاك (angelos) تعني رسول. وتوضح الأدلة من سفر الرؤيا أن الملائكة الثلاثة تمثل شعب الله الذي أؤتمن على رسالة نهاية الزمان كي يشاركها مع العالم.
اقرأ رؤيا ١٤: ٦ في ظل متى ٢٤: ١٤. يشار إلى رسالة الملاك الأولى بأنها «بشارة أبدية» (رؤيا ١٤: ٦). ماذا يخبرنا وصف هذا الإعلان بأنه «بشارة أبدية» عن محتوى رسالة الملاك الأول وغايتها؟ لماذا تعتبر هذه الرسالة محور إيماننا؟
رسالة نهاية الزمان الأولى هذه هي إعلان للبشارة يتعلق بساعة دينونة الله التي حلت على العالم. والبشارة هي أخبار سارة عن الله الذي يخلّص البشر، استنادًا إلى الإيمان بيسوع المسيح وما فعله لأجلهم. والبشارة «أبدية»، لأن الله لا يتغير أبدًا. ووضعت خطته قبلما وُجدنا (٢تيموثاوس ١: ٩؛ تيطس١: ٢). وتحتوي رسالة الملاك الأول على كل من الخلاص والدينونة. فهي أخبار سارة لأولئك الذين يعطون مجدًا لله ويسجدون له لكونه خالقهم، ولكنها أيضًا تحذير بالدينونة لأولئك الذين يرفضون الخالق وعلامة السجود الحقيقي الذي أعطاها: سبت اليوم السابع.
يُوصف الملائكة الثلاثة بأنهم يعلنون الرسائل «بِصَوْتٍ عَظِيمٍ» (رؤيا ١٤: ٧، ٩). حيث أن هذه الرسائل هي مُلحّة ومهمة؛ ولابد أن يسمعها الجميع لأنها تخص مصيرهم الأبدي. وعليه، فيجب أن تُعلَن لكل أمة وقبيلة ولسان وشعب. ولهذا الإعلان أهمية خاصة لأن في زمن النهاية سوف يتسلط الوحش على «كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ» (رؤيا ١٣: ٧). وسيُقابلِ أعمال الشيطان المضللة ذات النطاق العالمي إعلانٌ عالميٌ لبشارة نهاية الزمان.
يعلن شعب الله رسائل الملائكة الثلاثة ليتصدى للشيطان وحليفيه في نهاية الزمان – التنين، رمز الوثنية/الروحانية؛ وحش البحر، الذي يشير إلى الكاثوليكية الرومانية؛ والنبي الكذاب، أو الوحش الشبيه بالخروف، الذي يمثّل البروتستانتية المرتدة (رؤيا ١٣). وستعمل هذه القوى خلال فترة الضربة السادسة (رؤيا ١٦: ١٣، ١٤). وعليه، يتلقى العالم رسالتين متضادتين، هدف كل منهما ربح ولاء شعوب الأرض.
نحن مدعون بصفتنا أدفنتست سبتيين لأن نكرز للعالم بحقائق زمن النهاية المتضمنة في رسائل الملائكة الثلاثة. ماذا تفعل لتساعد في عمل ذلك؟ ماذا يمكنك أيضًا فعله أكثر من ذلك؟
الاثنين ٤ آذار (مارس)
رسالة الملاك الأول، الجزء الأول
اقرأ رؤيا ١٤: ٧ في ظل الجامعة ١٢: ١٣، ١٤. ما معنى «خافوا الله»؟ ما هي علاقة مبدأ مخافة الله بالبشارة؟ وما علاقة البشارة بحفظ وصايا الله؟ (انظر أيضًا رومية ٧: ٧-١٣). ما هي العلاقة بين مخافة الله وتمجيده؟
تُعلَن الدعوة « ‹خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْدًا› » (رؤيا ١٤: ٧) في سياق «البشارة الأبدية». حيث ينتج عن إدراك ما فعله المسيح لأجل خلاصنا استجابةً إيجابية له.
مخافة الله وإعطاء المجد له هما فعلان مرتبطان ارتباطًا وثيقًا في الكتاب المقدس (مزمور ٢٢: ٢٣؛ رؤيا ١٥: ٤). ومعًا يشكلان العلاقة الصحيحة مع الله (أيوب ١: ٨)، وطاعته.
ومخافة الله لا تعني الخوف منه، بل أن نأخذه على محمل الجد ونسمح بحضوره في حياتنا. وشعب الله في نهاية الزمان هم مَن يخافون الله (انظر رؤيا ١١: ١٨؛ ١٩: ٥). فالله يرغب في أن يحبه شعبه (تثنيه ١١: ١٣؛ متى ٢٢: ٣٧)، ويطيعوه (تثنية ٥: ٢٩؛ الجامعة ١٢: ١٣) ويعكسون شخصيته (تكوين ٢٢: ١٢).
من المهم أن يخاف اللهَ شعبُه لأن « ‹قَدْ جَاءَتْ سَاعَةُ دَيْنُونَتِهِ› » (رؤيا ١٤: ٧). والدينونة المعروضة هنا هي دينونة ما قبل المجيء التحقيقية، والتي تحدث قبل المجيء الثاني. والهدف من هذه الدينونة هو كشف سواء كنا نخدم الله حقًا أم لا، وهو قرارٌ يتجلى في أعمالنا (انظر ٢كورنثوس ٥: ١٠). وفي نهاية هذه الدينونة يُحسم مصير كل شخص (رؤيا ٢٢: ١١)، وسيأتي يسوع ليحضر أجرته لكل شخص حسب أعماله أو أعمالها (رؤيا ٢٢: ١٢).
والدينونة في رؤيا ١٤ هي جزءٌ من البشارة. فالدينونة هي بمثابة أخبار سارة لأولئك الذين هم في علاقة صحيحة بالله؛ فهي تعني تبرير، وخلاص، وحرية، وحياة أبدية. إلا أنها أخبار سيئة للعصاة، ما لم يتوبوا ويرجعوا لله عن طريق قبول رسالة نهاية الزمان وساعة الدينونة. فالله لا يشاء أن يهلك أحدٌ بل أن يقبل الجميع إلى التوبة (٢بطرس ٣: ٩).
كيف يمكنك أن تقف بمفردك في يوم الدينونة؟ أي حُكْم تكشفه حياتك؟ ماذا تخبرك إجابتك عن الحاجة للبشارة وعن سبب ارتباطها الوثيق بالدينونة في رسالة الملاك الأول؟
الثلاثاء ٥ آذار (مارس)
رسالة الملاك الأول، الجزء الثاني
يوضح سفر الرؤيا أن المسألتين الرئيسيتين في الأزمة الأخيرة من تاريخ الأرض ستكونان السجود لله وطاعته، كما هو معلن في حفظ وصاياه (رؤيا ١٤: ١٢). وستنقسم شعوب العالم إلى مجموعتين: أولئك الذين يخافوا الله ويسجدون له، وأولئك الذين يخافوا الوحش ويسجدون له.
راجع الوصايا الأربعة الأولى من الوصايا العشر (خروج ٢٠: ٢-١١). ثم إلقِ نظرة عابرة على رؤيا ١٣. كيف يشير أمر الوحش بالسجود (رؤيا ١٣: ٧، ٨)، وبصنع صورةً للوحش للسجود لها (رؤيا ١٣: ١٤، ١٥)، وبالتجديف على الله واسمه (رؤيا ١٣: ٥، ٦)، وبتلقي سمة الوحش (رؤيا ١٣: ١٦، ١٧) إلى هجمات الشيطان على الوصايا الأربعة الأولى من الوصايا العشر خلال الأزمة الأخيرة؟
المبدأ الرئيس للوصايا الأربعة الأولى من الوصايا العشر هو السجود. ويوضح سفر الرؤيا أن هذه الوصايا ستكون معيار الولاء لله في الأزمة الأخيرة. وعليه سيدور الصراع الأخير بين المسيح والشيطان بوضوح حول السجود والوصايا الأربعة الأولى.
ويؤكد التحذير الثاني في رسالة الملاك الأول على القضية الرئيسة للأزمة الأخيرة. فالدعوة « ‹اسْجُدُوا لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ› » (رؤيا ١٤: ٧) هي اقتباس طبق الأصل تقريبًا من الوصية الرابعة من الوصايا العشر (خروج ٢٠: ١١). وهذه الحقيقة توضح أن الدعوة إلى عبادة الله الخالق هي دعوة لحفظ يوم السبت.
الراحة والعبادة في اليوم السابع – يوم السبت – هما بمثابة علامة مميزة لعلاقتنا بالله (خروج ٣١: ١٣؛ حزقيال ٢٠: ١٢). ورسالة الملاك الأول هي دعوة لعبادة الخالق.
«ففي حين أن حفظ السبت الزائف إطاعة لشريعة الدولة خلافًا لما تأمر به الوصية الرابعة هو مجاهرة بالولاء لسلطان مضاد لسلطان الله، فإن حفظ السبت الحقيقي إطاعة لشريعة الله هو برهان الولاء للخالق. وفي حين أن فريقًا بقبوله رمز الخضوع للسلطات الأرضية يقبل سمة الوحش، فالفريق الآخر إذ يختار علامة الولاء لسلطان الله يقبل ختم الله» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٦٥٦).
ما هي علاقة الخلق والفداء حسب وجهة نظرنا؟ لماذا تُغير عَدْ الراحة في يوم السبت مثلما فعل الله أمرًا مهمًا؟
الأربعاء ٦ آذار (مارس)
رسالة الملاك الثاني
تعلن رسالة الملاك الثاني سقوط بابل أو ارتدادها، وتعرفها بأنها نظام ديني زائف. وفي رؤيا ١٧: ٥ «قيل عن بابل أنها ‹أم الزواني›. وبناتها ترمز إلى الكنائس التي تتمسك بتعاليمها وتقاليدها وتتبع مثالها في التضحية بالحق ورضى الله واستحسانه في سبيل إبرام تحالف غير مشروع مع العلام» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٣٥١).
اقرأ رؤيا ١٤ :١٨ في ظل رؤيا ١٨: ٢، وإشعياء ٢١: ٩. يشير التكرار الثنائي لكلمة «سقطت» إلى ارتداد بابل التدريجي ويشير إلى حتمية انهيارها الأخلاقي الشامل. وُصِفَت بابل بأنها سقطت بالفعل، لكن سقوطها وُصِف أيضًا بأنّه مستقبلي. لماذا؟
«بابل نهاية الزمان» في سفر الرؤيا هو اتحاد بين أنظمة دينية زائفة يضم الكاثوليكية الرومانية والبروستانتينية المرتدة. سيضع هؤلاء أنفسَهم في خدمة الشيطان لمحاربة شعب الله (انظر رؤيا ١٣: ١١-١٨؛ رؤيا ١٦: ١٣؛ رؤيا ١٧: ٥). وسيُظْهِر هذا الاتحاد الديني المرتد تكبُّر بابل القديمة من خلال تعاليه على الله وسعيه لأخذ مكانته في هذا العالم. وتحذر رسالة الملاك الثاني شعب الله بأن هذا النظام الشرير سوف يبتعد عن الحق أكثر وأكثر نتيجة رفضها لنور رسالة البشارة في زمن النهاية. «ولن يكون سقوط بابل كاملًا حتى يتم الوصول إلى هذه الحالة ويتم ويبرم الاتحاد بين الكنيسة والعالم» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٣٥٨).
اقرأ مجددًا رؤيا ١٤: ٨ في ظل رؤيا ١٧: ٢ ورؤيا ١٨: ٣. كيف تجعل بابل العالم يشرب من خمر زناها؟ إلامَ يرمز هذا الخمر؟
يصور رؤيا ١٤ بابل الأخيرة وكأنها زانية تجعل شعوب الأرض تسكر بخمر زناها (انظر رؤيا ١٧: ٢). ويشير خمر بابل إلى التعاليم الكاذبة والبشارة الكاذبة التي يقدمهما هذا النظام الديني المرتد. واليوم، إذ تمحي العديد من الكنائس البروتستانتينية، تحقيقًا لنبوة الكتاب المقدس، الاختلافات التي فصلتهم مرةً عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية محيًا سريعًا وإذ تلتفت بعيدًا عن الحق الكتابي، نشهد تأثير خمر بابل المُفسِد بين المدعوين بجسد المسيح: التطور الإلهي، الذي يناهض تمامًا إشارة الملاك الأول إلى الخليقة؛ حل التقاليد اللاهوتية محل عقيدة سولا اسكربتورا؛ هجر القيم المُنقحة للتعاريف الكتابية عن الجنس والزواج وما إلى ذلك. والسكران لا يستطيع التفكير بذهن صافٍ. ولذلك عندما تصبح الشعوب ثملة روحيًا بخمر بابل، ستغرر بهم بابل إلى السجود لوحش البحر وتلقّي سمة الوحش.
الخميس ٧ آذار (مارس)
رسالة الملاك الثالث
كيف تصور رؤيا ١٤: ١٢ شعب الله الأمين؟
على النقيض من شعب الله الأمين، تنذر رؤيا ١٤: ٩، ١٠ بمصير أولئك الذين يواجهون غضب الله. ويُوصَف انسكاب غضب الله في العهد القديم وصفًا رمزيًا وكأنه شرب من كأس خمرٍ (إرميا ٢٥: ١٥، ١٦).
وتشبَّه حدة الدينونة الواقعة على الساجدين للوحش بشرب خمر غضب الله الذي هو يصب «صِرْفًا فِي كَأْسِ غَضَبِهِ» (رؤيا ١٤: ١٠). في العصور القديمة، غالبًا ما كان الناس يخففون الخمر بالماء للتقليل من قوته المُسْكِرة. لكن خمر غضب الله يوصف بأنّه «صِرْفٌ» أي غير ممزوج. يمثّل الخمر غير الممزوج وغير المخفّف انسكاب ملء غضب الله في كامل شدته، بلا رحمة.
اقرأ رؤيا ١٤: ١٠، ١١ في ظل رؤيا ٢٠: ١٠-١٥. كيف يلقي إشعياء ٣٤: ٨-١٠ ويهوذا ٧ ضوءً على العبارة: « ‹وَيَصْعَدُ دُخَانُ عَذَابِهِمْ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ› »؟
تشير عبارة العذاب بالنار والكبريت إلى الدمار الشامل. والنار والكبريت هي وسيلة الدينونة (تكوين ١٩: ٢٤؛ إشعياء ٣٤: ٨-١٠). وصورة صعود دخان الدمار هي صورة معروفة في الكتاب المقدس. حيث تنبأ إشعياء عن هلاك أدوم المستقبلي بالنار والكبريت: ستصير زفتًا مشتعلًا؛ «لَيْلاً وَنَهَارًا لاَ تَنْطَفِئُ. إِلَى الأَبَدِ يَصْعَدُ دُخَانُهَا» (إشعياء ٣٤: ١٠). وكذلك يصف يهوذا مصير سدوم وعمورة بأنه عقاب «نار أبدية» (يهوذا ٧). لا تتحدث هذه النصوص عن احتراق لا نهاية له، إذ أن ولا واحدة من هذه المدن مشتعلة اليوم. فالعواقب أبدية، وليس الاحتراق في حد ذاته. وعليه تشير «النار الأبدية» في الرؤيا إلى الإبادة؛ إذ سيكون الاحتراق طويلًا بالقدر الكافي لإتمام التآكل حتى لا يبقى شيئًا ليحترق.
مع أنه يمكننا أن نكون شاكرين من أجل الحقيقة العظيمة التي مفادها أن نيران الهاوية لن تعذب الضال إلى الأبد، إلا أن العقاب لا يزال فظيع جدًا. ماذا يجبُ لدوام وشدة العقوبة، أن يخبرانا عن المهمة المقدسة التي أعطيت لنا لكي نحذر الآخرين بشأن ما هو آتٍ؟
الجمعة ٨ كانون الأول (ديسمبر)
لمزيد من الدرس: اقرأ من روح النبوة «الإنذار الأخير»، صفحة ٦٥٤-٦٦٣، من كتاب الصراع العظيم.
يوضح الرؤيا أنه في زمن النهاية يُكلف شعب الله بإعلان بشارة نهاية الزمان إلى العالم. يبدو العمل أمامنا أنه مرهق، إلا أنه غير مستحيل بالمرة. وعلى الرغم من ذلك، فنحن لنا الوعد بنوال قوة من الله.
«لن تظهر بشارة الإنجيل العظيمة في ختامها قدرة الله على نحو أقل مما أظهرته في بدايتها. ...
«ثم أن الرسالة لا تُحمل بالحجة بقدر ما تحمل بإقناع روح الله العميق في القلب. لقد قُدمت الحجج. وألقي البذار والآن هو سينبت ويحمل ثمرًا» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٦٦٢-٦٦٣).
سوف ينتج عن ختام إعلان رسالة الله الأخيرة انفصالًا عظيمًا يُقَسِّم شعوب العالم إلى مجموعتين: أولئك الذين يحبون الله ويطيعوه وأولئك الذين يتبعون الوحش ويطيعوه. ويصوَّر هذا الانفصال في شكل حصادين: جمع القمح إلى المخازن (رؤيا ١٤: ١٤-١٦) وعناقيد العنب لتلقى في المعاصر (رؤيا ١٤: ١٧-٢٠). وهذا الانفصال النهائي هو موضوع رؤيا ١٧-١٨.
أسئلة للنقاش
١. تأمل في هذا الفِكْر: من يكرز برسائل الملائكة الثلاثة غير الأدفنتست السبتيين؟ ماذا يجب أن تخبرنا هذه الحقيقة عن مدى أهمية عملنا ومدى الجدية التي يجب أن نأخذه بها؟
٢. لماذا تفكر في أن الدينونة هي مبدأ غير معروف لدى الكثير من المسيحيين؟ ما هي أهمية مفهوم دينونة ما قبل المجيء للمسيحيين اليوم؟ كيف يمكنك مساعدة إخوتك المؤمنين على أن يفهموا المعنى الحقيقي لدينونة ما قبل المجيء فهمًا أفضل؟
٣. فكر في قضية السبت في سياق الأحداث الأخيرة. القضية هي: مَن سنعبد، خالق «السَّمَاءِ وَالأَرْضِ» (رؤيا ١٤: ٧) أَمْ قوة الوحش؟ يُعلِّم الكتاب المقدس أنّ سبت اليوم السابع هو العلامة الأقدم (تكوين ٢: ٢، ٣)، العلامة الأكثر تأكيدًا وترسيخًا لحقيقة أنَّ الله هو خالق «السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.» ماذا تعلمنا تلك الحقيقة عن السبب في أنّ السّبت، بوصفه أحد وصايا الله، (رؤيا ١٤: ١٢) يلعب السبت دورًا رئيسًا في الأزمة الأخيرة؟
الدرس الحادي عشر *٩-١٥ آذار (مارس)
الضربات السبعة الأخيرة
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رؤيا ١٥: ١؛ ٧: ١-٣؛ ١٤: ٩، ١٠؛ ١٦: ١-١٢؛ ١٧: ١؛ دانيال ٥؛ رؤيا ١٦: ١٦؛ ٢تسالونيكي ٢: ٩-١٢.
آية الحفظ: « ‹مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟ لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ، لأَنَّ جَمِيعَ الأُمَمِ سَيَأْتُونَ وَيَسْجُدُونَ أَمَامَكَ، لأَنَّ أَحْكَامَكَ قَدْ أُظْهِرَتْ› » (رؤيا ١٥: ٤).
هكذا تلخص رؤيا ١١: ١٨ الأحداث التي ستدور على الأرض قبيل معركة هرمجدون الأخيرة: « ‹كانت الأمم غاضبة› ». يتوافق هذا الوضع على الأرض مع وصف يسوع للأيام الأخيرة (لوقا ٢١: ٢٥) ويتبعه سخط الله، الذي هو دينونته في شكل الضربات السبعة الأخيرة على غير التائبين (رؤيا ١٥: ١).
يفتتح رؤيا ١٥ بصورة سبعة ملائكة معهم سبع جامات مملوءة بهذا الغضب الإلهي. ولكن قبل أن تُسكب، نرى لمحة مستقبلية عن شعب الله الأمين (رؤيا ١٥ :١-٤). فيوصفون بأنهم منتصرين «عَلَى الْوَحْشِ وَصُورَتِهِ وَعَلَى سِمَتِهِ وَعَدَدِ اسْمِهِ» (رؤيا ١٥: ٢)، بينما هم يقفون على شيءٍ أشبه ببحر من زجاج، ويرتلون ترنيمة موسى وترنيمة الخروف — تُذَكِّرنا جميع الصور، بالعبرانيين على شواطئ البحر الأحمر محتفلين بنصرتهم الإلهية على المصريين (خروج ١٥).
هؤلاء القديسون المنتصرون هم ذاتهم المشار لهم بالمئة وأربعة وأربعين ألفًا في رؤيا ١٤: ١-٥. بعد رفضهم لسمة الوحش، نالوا الحماية من الضربات السبعة الأخيرة. ثم، عند المجيء الثاني، تتغير أجسادهم المائتة وتلبس عدم موت (١كورنثوس ١٥: ٥١-٥٤)، وسينضمون للقديسين المقامين عندما يأتي يسوع في قوةٍ ومجدٍ (١تسالونيكي ٤: ١٧).
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٦ آذار (مارس).
الأحد ١٠ آذار (مارس)
معنى الضربات السبعة الأخيرة
ستكون الناس قد اختارت بالفعل إما الله أو بابل. ومع ذلك، قبل أن يجيء المسيح، يُطلَق العنان لرياح سخط الشيطان المدمرة التي كانت ممسَكة (رؤيا ٧: ١-٣)، ويتلوها الضربات السبعة الأخيرة.
اقرأ رؤيا ١٥ :١ في ظل خروج ٧ - ١١. ما مدى الفائدة التي نتعلمها من ضربات المصريين، هدفًا ومعنًى، باعتبارها الخلفية للضربات السبعة الأخيرة؟
يُشار للضربات السبعة الأخيرة باسم «الضربات الأخيرة» لأنها تأتي في أقصى نهاية تاريخ الأرض. وعلى النقيض، تستغرق ضربات الأبواق السبعة الفترة الزمنية التي تتضمن العصر المسيحي بأكمله، وهي محدودة النطاق. وتُبوق في الوقت الذي لا يزال يُكرز فيه بالإنجيل (رؤيا ١٠: ٨ - ١١: ١٤) وتُجرَى فيه الشفاعة (رؤيا ٨: ٢-٥). وهي ممزوجة بالرحمة، وهدفها هو أن تأتي بأعداء شعب الله إلى التوبة.
من الناحية الأخرى، تسكب الضربات السبعة الأخيرة قُبيْل المجيء الثاني. وهي تسكب على أولئك الذين، مثل فرعون، قسّوا قلوبهم كي لا يقبلوا محبة الله الفادية، ورفضوا التوبة (انظر رؤيا ١٦: ١١). فالغضب الإلهي هو دينونة الله الصائبة على القرارات التي اتخذها الناس (انظر رومية ١: ٢٦-٢٨)، فيحصد الضالون الآن عواقب اختياراتهم الشخصية.
اقرأ رؤيا ١٥ :٥-٨ في ظل خروج ٤٠: ٣٤، ٣٥، و١ملوك ٨: ١٠، ١١. ماذا تقترح عبارة «وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ الْهَيْكَلَ» (رؤيا ١٥: ٨) بشأن توقيت الضربات السبعة الأخيرة؟
يشير التعبير «وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ الْهَيْكَلَ» إلى انتهاء فترة الاختبار. إذ عندما تنتهي خدمة المسيح الشفاعية في السماء، يُغلق باب التوبة إلى الأبد. ولذلك، لن تأتِي الضربات الأخيرة بأي شخص إلى التوبة، بل ستكشف فقط عن قساوة قلوب أولئك الذين اختاروا تعضيد بابل، مما يدفعهم ليكرهوا الرب أكثر (رؤيا ١٦: ٩، ١١).
أنظر حولك إلى العالم اليوم، الذي سيكون أسوأ. ماذا تعلمنا حقيقة تأخر الضربات كل هذا الوقت، عن رحمة الله وصبره؟
الاثنين ١١ آذار (مارس)
انسكاب الضربات الأخيرة
بعد توقف شفاعة المسيح في المقدس السماوي يُحدِّد مصير كل فرد إلى الأبد. حان الوقت الذي يختبر فيه أولئك الذين احتقروا البشارة، ملء غضب الله.
تعكس الضربات السبعة الأخيرة الضربات التي انسكبت على مصر (خروج ٧-١١). مثلما أصابت ضربات مصر المصريين، بينما اُنقذوا الإسرائيليين، هكذا سيحظى شعب الله بالحماية خلال وقت الضيقة هذا (مزمور ٩١: ٣-١٠؛ انظر الصراع العظيم صفحة ٥٧٢، ٥٧٣). كشفت ضربات مصر عن قساوة قلب فرعون وكشفت للمصريين عن عدم قدرة آلهتهم عن حمايتهم. وبالمثل، تقسي الضربات الأخيرة قلوب الساجدين لوحش البحر أكثر وأكثر وتكشف عن عدم قدرة بابل على حمايتهم من الدينونة الإلهية.
اقرأ رؤيا ١٦: ١-١١. ماذا يحدث هنا وكيف تُصوَّر الأحداث؟
الأربع ضربات الأولى «لا تشمل العالم بأسره وإلا لكان كل سكان الأرض يبادون تمامًا» (الصراع العظيم، صفحة ٥٧٢). حيث تُنْزِل الأولى بدمامل مؤلمة وردية على الساجدين للوحش حصريًا. وتصيب الثانية والثالثة البحر والأنهار وينابيع المياه، فتتحول إلى دمٍ. وبدون توافر ماء الشرب، لا تستطيع البشرية المتمردة البقاء على قيد الحياة. وتصيب الضربة الرابعة الشمس حتى تحرق الناس، مسببة لهم ألم لا يُحتمل.
ولكن الألم غير المحتمل الذي تحل به الضربات لا يُلين قلوب البشرية الآثمة بغية تغيير طباعهم المتمردة. بل يلعنوا الله، الذي يجري هذه الضربات، ويجدفوا عليه. ولا يتوب أيٌ منهم.
يمكننا أن نرى في رؤيا ١٦: ١٠، ١١ (انظر أيضًا خروج ١٠: ٢١-٢٣) أن الضربة الخامسة تضرب عرش الوحش. إن الشيطان هو من أوكل العرش للوحش (رؤيا ١٣ :٢). ولكن، الآن، حتى كرسي حُكم الشيطان لا يستطيع تحمل قوة هذه الضربات. وإذ يعانون الناس في إلمٍ يدركون عدم قدرة بابل عن حمايتهم. إلا أنهم عزموا على محاربة الله؛ حتى رهبة الضربات لا تُغيِّر قلوبهم.
كيف يمكننا المواظبة على السير عن كثب مع الرب، حتى متى أصابتنا مأساةٌ يكون لنا معرفة كافية عن محبة الله كي نثق فيه حتى في وسط المعاناة؟
الثلاثاء ١٢ آذار (مارس)
جفاف نهر الفرات
اقرأ رؤيا ١٦ :١٢ في ظل رؤيا ١٧: ١ و ١٥. إلام يرمز نهر الفرات؟ ما هي أهمية جفاف الفرات في سياق الضربات السبعة الأخيرة؟
كان الفرات في العهد القديم وسيلة دعم مهمة جدًا لأعداء إسرائيل — أشور وبابل. حيث جرى النهر عبر بابل وكان مهمًا للمدينة لأنه غذى المحاصيل وروى الشعب. ولولا الفرات لما بقيت بابل على قيد الحياة.
تصف رؤيا ١٧: ١ بابل الأخيرة بأنها جالسة على مياه كثيرة، التي قد تشير إلى الفرات (انظر إرميا ٥١: ١٣). وتوضح رؤيا ١٧: ١٥ أن المياه التي تجلس عليها بابل الأخيرة تمثل الشعوب التي تعضدها: القوات العالمية المدنية والعلمانية والسياسية التي هي وراء النظام. ومع ذلك، سوف تسحب هذه القوات دعمها في النهاية.
يعكس مشهد الضربة السادسة استيلاء كورش الفارسي على بابل القديمة (انظر دانيال ٥). فوفقًا للمؤرخ القديم هيرودتس، في الليلة التي أقام فيها الملك بيلشاصر ورؤساؤه وليمةً، حوّل الفُرس مجرى الفرات ودخلوا بابل بطول مجرى النهر، مستولين على المدينة بغتةً.
ينجم عن الجفاف الرمزي للفرات في رؤيا ١٦: ١٢ انهيار بابل في نهاية الزمان. لأن الفرات في الرؤيا يمثل تدعيم القوات العالمية المدنية والعلمانية والسياسية لبابل، يرمز جفاف الفرات لسحب دعمهم ثم هجومهم على بابل، مما أدى إلى سقوطها.
عندما يشهد سكان العالم ثورة الطبيعة (انظر رؤيا ١٦: ٣-٩)، يتجهون إلى بابل للاحتماء بها. ولكن عندما تصيب الضربة الخامسة كرسي حُكم بابل، يدركون عدم جدوى طلب المساعدة هناك. ولشعورهم بالخيانة يحاربون بابل، مما يؤدي إلى سقوطها (انظر رؤيا ١٧: ١٦). ومع ذلك، وكما رأينا، تظل قلوبهم قاسية نحو الله وشعبه. وهكذا يصبحون تربة خصبة للضلالة الأخيرة التي يجذب بها الشيطان العالم للاتحاد ضد شعب الله بهدف محوهم من على وجه الأرض.
بأية طرق تعلمت مدى خطورة وضع ثقتك في البشر أو في المؤسسات البشرية؟
الأربعاء ١٣ آذار (مارس)
ضلالة الشيطان الأخيرة العظيمة
تخبرنا رؤيا ١٦: ١٢ أن الهدف من تجفيف الفرات هو إعداد طريق «الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ». وفي العهد القديم، «الْمُلُوكِ الَّذِينَ مِنْ مَشْرِقِ الشَّمْسِ» هم كورش وقواته القادمين من الشمال ومقتربين إلى بابل من الشرق (إشعياء ٤١: ٢٥)، الذي جعل غزوهم لبابل عودة شعب الله لوطنه ممكنًا (إشعياء ٤٤: ٢٧، ٢٨). وبالمثل، يُعِد الجفاف الرمزي للفرات الطريق لمجيء الملوك الذين من الشرق ليخلصوا شعب الله الأخير.
والملوك الذين من الشرق في رؤيا ١٦: ١٢ هم المسيح وجيشه من الملائكة السماوية. فعند مجيئه الثاني، سوف يظهر يسوع مع جنود الملائكة «لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا» (رؤيا ١٩: ١٤)، الذي هو لباس الملائكة عديمي الخطية (رؤيا ١٥: ٦). ومُصطحبًا بجند السماء، سيغلب المسيح، كما توضح رؤيا ١٧: ١٤، القوات الشيطانية التي تضطهد شعبه (قارن متى ٢٤: ٣٠، ٣١). إنَّ هذه المعركة الأخيرة ضد المسيح وشعبه، والتي تسبق المجيء الثاني، تُعْرف بمعركة هَرمَجَدّون.
اقرأ رؤيا ١٦: ١٣، ١٤. ما هو دور الأرواح النجسة الثلاث في الإعداد لمعركة هرمجدون؟ لماذا تُعَد هذه نسخة شيطانية مزيفة لرسائل الملائكة الثلاثة في رؤيا ١٤؟ (انظر ١تيموثاوس ٤: ١)
خلال الأحداث الأخيرة التي تسبق نهاية فترة الاختبار، سيكون لكل إنسان حرية اختيار على أي ناحية من الناحيتين سيقف أو ستقف في معركة هرمجدون. وتمهيدًا لهذه الحرب الروحية، يرى يوحنا ثلاثة أرواح شيطانية شبه ضفادع. حيث تشمل محاولة الشيطان المضللة الأخيرة أرواحًا شيطانية كاذبة.
ويتحد التنين (الوثنية والروحانية)، ووحش البحر (الكاثوليكية الرومانية)، والنبي الكذاب (البروتستانتية المرتدة) بأمر الشيطان (انظر رؤيا ١٣: ١١، ١٢). ويمكَّن الشيطانُ الوحشَ الشّبيه بالخروف من عمل آيات معجزية (انظر رؤيا ١٣: ١٣- ١٧)، والتي تشمل الروحانية. والآيات المعجزية هي جزء من إستراتيجية الشيطان الأخيرة المضللة ليقنع العالم باتباعه هو بدلًا من الإله الحقيقي.
مخدوعين بكراهيتهم لله وحقه، يصدق قادة العالم عن طيب خاطر أكاذيب الشيطان المتسربلة بزي ديني مُرْضِي (٢تسالونيكي ٢: ٢-١٩). وأخيرًا سيتحدون في المعركة الأخيرة التي ستؤدي إلى نهاية العالم.
الخميس ١٤ آذار (مارس)
التجمع لمعركة هرمجدون
اقرأ رؤيا ١٦: ١٦. إلى أي مدى ستنجح خدعة الشيطان في نهاية الزمان في جمع سكان العالم إلى معركة هرمجدون؟
سوف تحقق المعجزات الشيطانية المضللة نجاحًا عالميًا. إذ في احتقارهم لتعاليم الكتاب المقدس، سيصدق الناس أكذوبة سيصحبها معجزات مضللة (انظر ٢تسالونيكي ٢: ٩-١٢). وسيتحدون معًا قصدًا، ويرمز لذلك بالاجتماع في «موضع»، الذي يدعى بالعبرية هرمجدون، والذي معناه «جبل مَجدّو». لم تكن مجدو جبلًا، بل مدينة حصينة تقع في وادي يزرعيل (أو سهل يزرعيل) عند سفح أخدود جبل الكرمل، وكانت موقعًا استراتيجيًا مهمًا. وعُرِف سهل يزرعيل (المترجم: المعروف حاليًا باسم مرج ابن عامر) بمعارك حاسمة عديدة وقعت في تاريخ إسرائيل (انظر قضاة ٥: ١٩؛ ٦: ٣٣؛ ٢ملوك ٩: ٢٧؛ ٢ملوك ٢٣: ٢٩، ٣٠).
يستخدم سفر الرؤيا هذه الخلفية التاريخية ليصوّر صراع عظيم أخير، يسمى هرمجدون، بين المسيح وقوات الشر. وتُصَوَّر شعوب العالم بأنها جيش متحد تحت قيادة الحلف الشيطاني.
و»جبل مجدو» هو تلميح واضح لجبل الكرمل، الذي فاق ارتفاعه الوادي حيث كانت مدينة مجدو القديمة. وكان جبل الكرمل موقعًا لأحد أكثر النزاعات أهمية في تاريخ إسرائيل بين نبي الله الحقيقي (إيليا) وأنبياء البعل الكذبة (١ملوك ١٨). وأجابت هذه المواجهة عن السؤال: «من هو الإله الحقيقي؟». حيث برهنت النار التي نزلت من السماء على أن الرب هو الإله الحقيقي والوحيد الذي يستحق السجود. بينما تُحسم القضية الروحية في معركة هرمجدون – هل سنطيع الله أم الإنسان؟ — قبل سقوط الضربات، سوف يقع أولئك الذين ينحازون إلى التنين، والوحش، والنبي الكذاب (رؤيا ١٦: ١٣)، تحت سيطرة الشيطان تمامًا (كما كان يهوذا قبل صلب المسيح ]لوقا 22: 3[ ). ولاختيارهم الجانب الخاسر، سيكونون ضمن أولئك الذين يصرخون للجبال لتخبأهم (رؤيا ٦: ١٦؛ اقرأ أيضًا ٢تسالونيكي ١: ٧، ٨).
ومع ذلك، قبل سقوط الضربات، تصور رؤيا ١٣: ١٣، ١٤ وحش البحر وهو يُنزِل نارًا من السماء ليخدع العالم ويجعله يظن أن زيف الشيطان، الذي سيضم نهضات كاذبة تقودها روح أخرى، هو عمل الله.
هرمجدون ليست معركة حربية بين أممٍ ستقع في مكان ما في الشرق الأوسط، بل هي مبارزة روحية عالمية يواجه المسيح فيها قوات الظلام مواجهة حاسمة (انظر ٢كورنثوس ١٠: ٤). وستكون النتيجة مماثلة لتلك التي كانت عند الكرمل، ولكن على الصعيد العالمي: انتصار الله النهائي على قوات الظلام.
لسنوات عديدة اعتبر الناس الاضطرابات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط أنها علامات النهاية وعلامات هرمجدون. ولكن على الرغم من تنبؤات وتكهنات زمنية عديدة، لم تقع هرمجدون مثلما تخيلوا. كيف يمكننا أن نقي أنفسنا من الوقوع في أخطاء شبيهة تتعلق بتفسير هذه الأحداث المحلية وكأنها إتمام للنبوات الكتابية؟
الجمعة ١٥ آذار (مارس)
لمزيد مِن الدرس: «وليس غير الذين قد حصنوا عقولهم بحقائق الكتاب يثبتون في هذا الصراع الأخير العظيم. هذا الاختبار الفاحص ستمر به كل نفس: هل أطيع الله أكثر من الناس؟ . . . فالرسول بولس وهو ينظر إلى الأمام، إلى الأيام الأخيرة، يعلن قائلًا: ‹لأنه سيكون وقتٌ لا يحتملون فيه التعليم الصحيح› (٢تيموثاوس ٤: ٣). وها قد جاء ذلك الوقت. فجماهير الناس لا يريدون الحق الكتابي لأنه يتدخل في رغبات القلب الخاطئ المحب للعالم، والشيطان يقدم إليهم المخاتلات والمخادعات التي يحبونها.
« لكن الله سيكون له على الأرض شعب يحفظون الكتاب المقدس والكتاب المقدس وحده، كمقياس لكل التعاليم وأساس كل الإصلاحات. فلا آراء العلماء أو استنتاجات العلم ولا عقائد المجامع الكنسية أو قراراتها، التي هي كثيرة ومختلفة بنسبة الكنائس التي تمثلها، وصوت الأغلبية – كل هذه لا ينبغي اعتبارها، منفردة أو مجتمعة، برهانًا في جانب أي فقرة من العقيدة الدينية أو ضدها. فقبل قبول أي تعليم أو وصية ينبغي أن نسأل ما إذا كان مستندًا إلى قول الرب أم لا. وهل هو يتفق مع: ‹هكذا قال الرب› ».
«وآخر فصل من فصول رواية الخداع هو أن الشيطان نفسه سيظهر في شكل المسيح. لقد اعترفت الكنيسة طويلًا بأنها تنتظر مجيء المخلص كنهاية آمالها. فالآن سيجعل المخادع العظيم الأمر يبدو كما لو أن المسيح قد جاء. ففي جهات مختلفة من العالم سيظهر الشيطان نفسه بين الناس ككائن مهيب ينبعث منه نور يبهر الأبصار يشبه الوصف الذي أورده يوحنا في سفر الرؤيا عن ابن الله (رؤيا ١: ١٣-١٥). والمجد الذي يحيط بالشيطان لن يفوقه مجد مما قد رأته عين بشر. وسيدوي في الهواء هتاف الانتصار قائلًا: ‹قد أتى المسيح! قد أتى المسيح!› والناس سينطرحون ساجدين أمامه. . . . وبنغمات رقيقة مشفقة يقدم بعضًا من الحقائق الجميلة السماوية نفسها التي نطق بها المخلص، فهو يشفي أمراض الناس، وبما أنه قد اتخذ صفة المسيح وهيئته يدَّعي أنه قد أبدل السبت بالأحد ويأمر الجميع بتقديس اليوم الذي باركه. ثم يعلن أن كل من يصرون على تقديس اليوم السابع يجدفون على اسمه برفضهم الإصغاء إلى ملائكته الذين أرسلهم إليهم بالنور والحق. هذا هو الخداع القوي الذي يكاد يكون مسيطرًا» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٥٤٢، ٥٤٣، ٦٧٥، ٦٧٦).
أسئلة للنقاش
١. اقرأ إنذار يسوع في رؤيا ١٦: ١٥ المُدرَج في وصف الإعداد لمعركة هرمجدون. ولاحظ تشابه الكلمات مع التماس المسيح المقدم سابقًا لكنيسة لاودكية (رؤيا ٣: ١٨). كيف تُظْهِر كلمات المسيح أهمية رسالة لاودكية لشعب الله الذين يعيشون في زمن الإعداد للنزاع الأخير؟ بأية طريقة تنطبق هذه الرسالة عليك شخصيًا؟
٢. ترمز الثياب البيضاء في الرؤيا إلى بر المسيح (رؤيا ٣: ٤، ٥؛ ١٩: ٧-٩). ولن يصمد في الأزمة الأخيرة إلا أولئك الذين يسربلون أنفسهم بثياب بر المسيح. كيف يُبيِّض أحدهم ثوبه ويغسله بدم الحمل (رؤيا ٧: ١٤)؟
الدرس الثاني عشر *١٦-٢٢ آذار (مارس)
الدينونة على بابل
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رؤيا ١٧؛ إرميا ٥١: ١٣؛ خروج ٢٨: ٣٦-٣٨؛ رؤيا ١٣: ١-٨؛ رؤيا ١٣: ١٨؛ رؤيا ١٦: ٢ – ١٢.
آية الحفظ: «ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتًا آخَرَ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: ‹اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلاَّ تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلاَّ تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا. لأَنَّ خَطَايَاهَا لَحِقَتِ السَّمَاءَ، وَتَذَكَّرَ اللهُ آثَامَهَا›» (رؤيا ١٨: ٤، ٥).
تسبب الضربة السادسة الجفاف الرمزي لنهر الفرات عندما يسحب سكان العالم المخذولون دعمهم المعتاد من بابل الأخيرة. وكما رأينا في درس الأسبوع الماضي، سوف يسبق تحطيم سلطتها أنشطة شيطانية مكثفة مزيِّفة لأعمال الله (رؤيا ١٦: ١٣، ١٤). فينجح النشاط الشيطاني في توحيد الأشرار استعدادًا لمعركة هرمجدون.
في بداية المعركة الأخيرة يقع زلزال عظيم بصفته جزء من الضربة السابعة، فيهشم الزلزال وحدة بابل ويقسمها إلى ثلاثة أجزاء (رؤيا ١٦: ١٨، ١٩). وتصوَّر بابل الأخيرة وكأنها مدينة، مما يشير إلى الاتحاد قصير الأجل بين القوات السياسية والدينية في العالم ضد شعب الله. فتتلاشى هذه الوحدة، مما يؤدي إلى تفكك بابل الأخيرة.
لابد من أن نأخذ بعين الاعتبار أن رؤيا ١٦: ١٩ لا تعلن إلا السقوط السياسي لبابل الأخيرة. ولكن يُخبرنا الإصحاحين ١٧و ١٨ عن الكيفية الفعلية لحدوث هذا السقوط. وقبل وصف سقوط بابل الأخيرة وأسباب سقوطها (رؤيا ١٧: ١٢ - ١٨: ٢٤)، يصف رؤيا ١٧ هذا النظام الديني الأخير المرتد، مشبهه هذه المرة بزانية راكبة على الوحش القرمزي. وبالاشتراك مع بناتها، تقوم الزانية بابل، الراكبة على الوحش القِرْمِزي، بإغواء العالَم لمحاربة الله (رؤيا ١٧: ١-١١).
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢٣ آذار(مارس).
الأحد ١٧ آذار (مارس
الزانية بابل
اقرأ رؤيا ١٧: ١. يوضح إرميا ٥١: ١٣ أن «المياه الكثيرة» التي تجلس عليها بابل هي نهر الفرات. إلى ما ترمز المياه الكثيرة وفقًا لرؤيا ١٧: ١٥؟
تستخدم المرأة في الكتاب المقدس للرمز إلى شعب الله. وتصور كنيسة الله الحقيقية في سفر الرؤيا بأنها عذراء طاهرة (رؤيا ١٢: ١؛ ٢٢: ١٧). وعليه تمثل الزانية الكنيسة الكاذبة والمرتدة. وفي رؤيا ١٧: ٥ تعرّف هذه الزانية بأنها بابل العظيمة. ومثلما اعتمد بقاء بابل القديمة على نهر الفرات، هكذا ستعتمد بابل الأخيرة على دعم عامة الناس لتنفيذ خططها.
اقرأ رؤيا ١٧ :٢ في ظل رؤيا ١٤: ١٨، ورؤيا ١٨: ٢، ٣. أي مجموعتين من الناس أُشِير لتورطهما في علاقة محرمة مع بابل الأخيرة وإغوائهما بها؟
المجموعة الأولى هي ملوك الأرض — القوات السياسية الحاكمة. ويصورون كأنهم متورطين في علاقة نجسة مع الزانية بابل. تستخدم تعبيرات الزنا مرارًا وتكرارًا في العهد القديم لوصف كيف تحولت إسرائيل المرتدة عن عبادة الله إلى الأديان المزيفة (إشعياء ١: ٢١؛ إرميا ٣: ١-١٠). وترمز العلاقة النجسة بين ملوك الأرض والزانية إلى اتحاد محرم بين بابل الأخيرة والقوات السياسية الحاكمة — اتحاد الكنيسة والدولة.
أما المجموعة الثانية المتورطة في علاقة محرمة مع الزانية بابل هي سكان الأرض الخاضعين للحكم. حيث سَكَرَ هؤلاء روحيًا من خمر زنا بابل. فعلى النقيض من القوات السياسية الحاكمة، سكرت عامة الشعب بتعاليم وممارسات بابل الكاذبة، مغرر بهم إلى الظن أنها تقدر على حمايتهم، حيث لا يفكر السكران بذهنٍ صافٍ ويسهل التحكم فيه (انظر إشعياء ٢٨: ٧). فستُضِل بابلُ العالم أجمع باستثناء بقية أمينة.
في النهاية سوف تسيء عامة الناس الفهم، كما هو الحال اليوم وكل يوم. ماذا يجب أن يخبرنا ذلك عن خطر اتباع الآراء الشائعة، بغض النظر عن مدى شيوعها؟
الاثنين ١٨ آذار (مارس)
الزانية الراكبة على الوحش القرمزي
اقرأ رؤيا ١٧: ٣. واحدٌ من الملائكة السبعة الذين معهم السبع جامات المملوءة بالضربات السبع الأخيرة يُري يوحنا دينونة الزانية التي جلست على مياه كثيرة. عندما يراها يوحنا، يراها راكبة على الوحش القرمزي. ما مدى مناسبة استخدام رمزَيْ الماء والوحش وصفًا لمؤيدي بابل؟
إذ يُحمل يوحنا في الرؤية إلى بريةٍ، يرى إمرأة جالسة على وحش قرمزي. في حين أن الزانية تمثل كيان ديني، يرمز الوحش لقوة سياسية. وتشير صورة الدين الجالس على القوات العلمانية والسياسية إلى كيانين منفصلين، على خلاف ما كان عليه الحال في الماضي عندما كان الدين مندمجًا بالسياسة. ومع ذلك، توضح النبوة أن هذين الكيانين سيتحدان معًا في نهاية الزمان. ومفهوم الركوب على وحش يدل على السيادة؛ ومثل راكب الوحش، سوف يسود هذا النظام الديني الأخير على القوات العلمانية والسياسية.
أي من سمات الزانية تشير إلى التنين ووحش البحر والوحش الصاعد من الأرض في رؤيا ١٢ و ١٣؟
تُصوَّر الزانية بأنها متسربلة بأرجوانٍ وقرمزٍ مُبَالَغ فيهما ومُتَحّلِّية بحلي من ذهب وأحجار كريمة ولؤلؤ؛ حيث كان هذا التزين عادة الزواني في القديم بغرض تعزيز قدرتهم على الإغواء (إرميا ٤: ٣٠). نظيرًا للون الدم، يشير القرمز إلى الصفة الاستبدادية لهذا النظام الديني.
أما ثوب الزانية فهو تقليد لزي رئيس الكهنة في العهد القديم، الذي شمل على لون الأرجوان والقرمز والذهب (خروج ٢٨: ٥، ٦). وكلمات التجديف التي على جبين الزانية هي بديل للكتابة الكهنوتية «قُدْسٌ للرَّب» على عمامة رئيس الكهنة (خروج ٢٨: ٣٦-٣٨). وتذكرنا الكأس التي في يدها بآنية الهيكل التي شرب فيها خمرًا بيلشاصر، ملك بابل، وضيوفه (دانيال ٥: ٢-٤). وتلبس الكأس التي بيد الزانية مظهر الحق بهدف إخفاء الخمر — أكاذيب نظام الشيطان الديني في نهاية الزمان — لإغواء العالم بعيدًا عن الله.
كذلك توصف الزانية بابل بأنها سكرى من دم القديسين وشهداء يسوع الذين ماتوا جرّاء شهادتهم للمسيح. وذنب الدم هذا يربط بابل الأخيرة بمسيحية العصور الوسطى المرتدة التي ترأستها البابوية وكانت المسئولة عن موت الملايين من المسيحيين الذين ظلوا أمناء للإنجيل.
يعكس وصف بابل الزانية صورة إيزابل في كنيسة ثياتيرا (انظر رؤيا ٢: ٢٠-٢٣). كيف توضح أوجه الشبه بين هاتين السيدتين شخصية بابل الأخيرة؟
الثلاثاء ١٩ آذار (مارس)
الحفاظ على وحدة الكنيسة
اقرأ ٢تيموثاوس ٢: ١٥ وتيطس ١: ٩. حسب نصائح بولس إلى تيموثاوس وتيطس، ما المهام الأساسية التي هي من مسؤولية قائد وشيخ أمين ومُخلِص في الكنيسة؟
لاحظ مدى التشديد الذي يوليه بولس للحفاظ على نقاء وطهارة المباديء والتعاليم. هذا أمر حاسِم مِن أجل الوحدة، خاصة لأنَّ أي شخص يمكنه أن يُجادِل ويحاجج، أكثر من أي شيء آخر، بأنَّ تعاليمنا هي التي توحِّد كنيستنا. مُجدَّدًا، نحن كأدفنتست، كشعب مِن مُختلف نواحي الحياة، والحضارات، والخلفيات، فإنَّ وحدتنا في المسيح مُؤسسة في فهمنا للحق الذي أعطاه المسيح لنا. إذا اختلفنا حول هذه التعاليم، عند ذلك سيحل الانقسام والفوضى، خاصة ونحن نقترب مِن النهاية.
«أنا أناشدك إذًا أمام الله والرب يسوع المسيح، العتيد أن يدين الأحياء والأموات، عند ظهوره وملكوته: اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مُناسِب وغير مُناسِب. وبِّخ، انتهر، عِظ بكل أناة وتعليم. لأنَّه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصَّة يجمعون لهم مُعلِّمين مُستحكة مسامعهم، فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون إلى الخُرافات» (٢تيموثاوس ٤: ١-٤).
بهذه الكلمات، يُركِّز بولس أفكاره المُستوحاة على مجيء يسوع الثاني وعلى يوم الدينونة. يستخدم الرسول بولس كل سُلطته المُعطاة له مِن الله (انظر ١تيموثاوس ١: ١) لإسداء هذه النصيحة الهامَّة إلى تيموثاوس. في سياق الأيام الأخيرة، مع كل التعاليم الكاذبة المُنتشرة وازدياد الفجور، على تيموثاوس أن يَعِظَ بكلمة الله. هذه هي الخدمة التي دُعي إليها.
كجزء من خدمته التعليميَّة، كان على تيموثاوس أن يوبِّخ، وينتهر، ويعظ. هذه الأفعال هي تذكار لِما جاء في الإنجيل (٢تيموثاوس ٣: ١٦). من الواضح بأنَّ عمل تيموثاوس كان مُتابَعة، وتعليم، وتطبيق ما يجده في الإنجيل، وأن يفعل ذلك بصبر وأناة. إنَّ التوبيخ القاسي والعنيف نادِرًا ما يأتي بالخاطئ إلى المسيح. مِن خلال اتِّباع ما كتبه بولس، واتِّباعه تحت إرشاد الروح القدس، وبسلوك صفة القائد — الخادِم، سيُصبِح تيموثاوس قوَّة للوحدة في الكنيسة.
أيَّة طرق عملية يمكننا من خلالها أن نُساعد قادة كنيستنا ليُحافظوا على الوحدة في الكنيسة؟ كيف يُمكننا أن نكون دائمًا قوَّة للوحدة بدلًا مِن أن نكون قوة للانقسام، حتى وسط الخلافات؟
الأربعاء ٢٠ آذار (مارس
رؤوس الوحش السبعة
اقرأ رؤيا ١٧: ٩-١١ في ظل رؤيا ١٣: ١٨ فهم الرؤوس السبعة يتطلب حكمةً. أي نوع من الحكمة مقصود هنا؟ كيف لنا أن نحصل على هذه الحكمة الإلهية (انظر يعقوب ١: ٥)؟
يفسر الملاك أن الرؤوس السبعة هي سبعة جبال. ويعتقد بعض المترجمين أن هذه الجبال تُشير إلى التلال السبعة التي ترتكز عليها مدينة روما، ولهذا السبب يستخدمون كلمة «تلال» كترجمة للكلمة اليونانية oroi، التي تعني جبال. ولكن هناك سبعة ملوك يُرمز لهم أيضًا بسبعة جبال. وهذه الجبال متعاقبة وليست متزامنة.
لا ترمز هذه الجبال إلى سبعة ملوك كأفراد، لأن سفر الرؤيا لا يتعامل مع أفراد بل مع أنظمة. وفي الكتاب المقدس غالبًا ما ترمز الجبال إلى قوات العالم أو إمبراطورياته (إرميا ٥١: ٢٥؛ حزقيال ٣٥: ٢، ٣). وتمثل كلمة «ملوك» في النبوات الكتابية ممالك (انظر دانيال ٢: ٣٧-٣٩؛ ٧: ١٧). وعليه، ترمز الجبال السبعة إلى سبعة إمبراطوريات عظيمة متعاقبة هيمنت على العالم عبر التاريخ، عارض الشيطان الله من خلالها وأساء إلى شعبه.
ومن وجهة نظر يوحنا الزمنية، خمس من هذه الامبراطوريات سقطت، وواحدة موجودة، والأخرى لم تأتِ بعد. وفي حين أنه ليس هناك رأي واحد يتفق عليه جميع المفسرين الأدفنتست، يعتقد العديدون أن الخمس التي سقطت هي الممالك العظيمة التي هيمنت خلال أزمنة العهد القديم على شعب الله وأساءت إليه (أحيانًا): مصر، وأشور، وبابل، ومادي وفارس، واليونان. والمملكة الموجودة هي الإمبراطورية الرومانية التي وُجدت في زمن يوحنا.
أما المملكة السابعة التي لم تأتِ بعد هي الوحش الطالع مِن البحر في رؤيا ١٣ – البابوية، التي سيطرت على شعب الله وأساءت إليه، والتي أتت بعد زمن يوحنا وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الوثنية. ولقد شهد التاريخ وبقوة للحق الموجود في هذه النبوة التي كُتِبت قبل تجلي الاحداث بقرون عديدة.
ثم يُخبَر يوحنا أن الوحش القرمزي هو قوة عالمية ثامنة، مع أنه واحدٌ من السبعة رؤوس (قوات العالم). أيٌ من السبعة؟ لأن الرؤوس متعاقبة زمنيًا، فالرأس الثامنة لابد وأن تكون الرأس السابعة التي أصيبت بالجرح المميت. إن في زمن هذه القوة العالمية الثامنة يظهر الوحش القرمزي حاملًا الزانية بابل ومتمّمًا لأهدافها. واليوم، نحن نعاصر زمن التئام الجرح المميت. سوف تظهر القوة العالمية الثامنة على مسرح الأحداث قُبيل النهاية، ثم ستمضي للهلاك.
الخميس ٢١ آذار (مارس)
دينونة بابل
اقرأ رؤيا ١٧: ١٢-١٥ في ظل رؤيا ١٦: ١٤-١٦. ماذا تعلمت من هذه الآيات عن «العشرة ملوك»؟
قُدِمَت تفسيرات مختلفة لهوية الملوك العشرة. إلا أن سفر الرؤيا لا يخبرنا من هم. ولكن كل ما يمكننا استخلاصه من النص هو أنهم حلفٌ سياسيٌ قصير الأجل يظهر قُبيل النهاية ويدعم الزانية. ويشير عددهم إلى أن القوات العالمية سوف تقدم كامل ولائها للوحش.
يكرر رؤيا ١٧: ١٣، ١٤ بإيجاز معركة هرمجدون التي قُدِمت في رؤيا ١٦: ١٢-١٦. بدافعٍ من القوات الشيطانية الصانعة المعجزات ومع التنين، ووحش البحر، والنبي الكذاب معًأ، سيصنع الحِلف السياسي العالمي حربًا مع الخروف. وبمعنى آخر، معركة هرمجدون هي ليست معركة حربية في الشرق الأوسط، بل صراع أخير يسبق المجيء الثاني فيه يحارب الشيطان وحلفه ضد المسيح وجنوده الملائكة.
اقرأ رؤيا ١٧: ١٦-١٨. مما رأينا في رؤيا ١٦: ٢-١٢، ماذا يكمن وراء تغير موقف الملوك العشرة إزاء بابل؟ من يقف وراء ما يحدث لبابل؟
فجأةً تتحول القرون العشرة، التي هي القوات الخليفة لأمم أوربا المنقسمة، مملوءةً ببغضةٍ، ضد الزانية بابل (علامة الباوبوية في زمن النهاية)، وجعلوها خربة وعارية؛ ورمزيًا سيأكلون لحمها ويحرقونها بنارٍ. وفي كتابته عمّا سيحدث للزانية بابل، يوظف يوحنا لغةً شبيهة لما قال الله أنه سيحدث للزانية أورشليم (إرميا ٤: ٣٠). فكان الحرق بالنار عقابًا لبنت الكاهن متى تورطت في الزنى (لاويين ٢١: ٩). وخُذِلَت القوات السياسية المخدوعة بسبب عدم قدرة بابل على حمايتها من الضربات. فشعرت بالانخداع، وبعدوانية هاجمتها. فيختبر هذا النظام الديني المرتد الأخير، وكذلك كل أولئك الذين اختاروا الاقتران به، ملء الدينونة الإلهية.
لا يزال هناك كثير من الأسئلة بدون أجوبة عن أحداث النهاية، وعليه، قد تبدو مُحيرة لنا الآن. ما هو الوعد المحدد الذي يُعطى في رؤيا ١٧: ١٤؟ وما أهمية هذا الوعد بالنسبة لنا؟
الجمعة ٢٢ آذار (مارس)
لمزيد مِن الدرس: قبل الانهيار الأخلاقي الكامل لبابل، يحث صوتٌ من السماء شعب الله الباقين في بابل قائلًا: « ‹اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي› » (رؤيا ١٨: ٤). هناك العديد من الساجدين لله الذين لا يزالوا في بابل لأسباب مختلفة. ولذلك يستخدم الله كنيسته الأخيرة ليدعو هؤلاء الناس خارج هذا النظام الديني المرتد لئلا يشتركوا في خطاياه. لابد من أن يخرجوا منه كي يهربوا من مصيره. لا يشاء الله أن يهلك أي شخص (٢بطرس ٣: ٩). وتوضح رؤيا ١٩: ١-١٠ أن العديد ممن يخافون الله في بابل سوف يستجيبون للدعوة. فكَر، إذًا، في المسئولية الضخمة التي تقع على عاتقنا نحن بصفتنا كنيسة الله الباقية. ماذا يجب أن يخبرنا هذا عن حاجتنا لحق الله في قلوبنا وانسكاب الروح القدس في حياتنا؟
أسئلة للنقاش
١. كما توضح رؤيا ١٨: ١٤، هناك العديد ممن يخافون الله في بابل الذين يدعوهم الله «شعبي». تأمل في العبارات الآتية: «لابد من مشاركة هذه الرسالة، ولكن في حين أنه لابد من مشاركتها، يجب توخي الحذر لئلا نهاجم أو نزعج أو ندين أولئك الذين ليس لهم النور الذي لنا. فلا ينبغي أن نبذل جهدًا في مهاجمة الكاثوليك. حيث يوجد في وسط الكاثوليك العديد من المسيحين المجتهدين جدًا، الذين يسيرون في كامل النور الذي يشرق عليهم، وسيعمل الله بالنيابة عنهم. أما أولئك الذين نالوا امتيازات وفرصًا عظيمةً، والذين فشلوا في تعزيز قواهم الجسدية والفكرية والأخلاقية، . . . هم في خطر أفظع ودينونة أعظم أمام الله من أولئك الذين أساءوا فهم المفاهيم العقائدية، ومع ذلك يسعون للإحسان بالآخرين» (روح النبوة، Evangelism، صفحة ٥٧٥). ماذا يجب أن يخبرنا هذا الفكر عن كيفية معاملتنا للآخرين؟
٢. يصف رؤيا ١٧ زانية جالسة على وحش قرمزي. في حين أن المرأة في إصحاح ١٢ ترمز إلى كنيسة الله الأمينة، تشير تلك التي في إصحاح ١٧ إلى كنيسة مرتدة تغوي العالم بعيدًا عن الله. في رأيك، ما هي أوجه الشبه والخلاف بينهما؟ والأهم، ماذا يمكننا أن نتعلم من هذه المقارنة؟
٣. تصور نصوص هذا الأسبوع حالة كئيبة جدًا للعالم الديني والسياسي في أثناء المراحل الأخيرة قبل عودة المسيح الانتصارية. ماذا يجب أن يخبرنا هذا عن سبب الأهمية القصوى لبقائنا الآن أمناء وأوفياء للرسالة التي أعطاها لنا الله، ولها وحدها؟ اقرأ رؤيا ١٦: ١٥ — دعوة للولاء في وسط صورة لارتداد عالمي. كيف نتعظ نحن الآن من هذا النص؟
الدرس الثالث عشر *٢٣-٢٩ آذار (مارس)
«ها أنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا»
السبت بعد الظهر
المراجع الأسبوعية: رؤيا ١٩: ٦-٩؛ يوحنا ١٤: ١-٣؛ رؤيا ١٩: ١١-١٦؛ رؤيا ٢٠: ١-٣؛ إرميا ٤: ٢٣-٢٦؛ رؤيا ٢٠: ٤- ٦؛ رؤيا ٢١: ٢-٨.
آية الحفظ: «وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: ‹هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!› وَقَالَ لِيَ: ›اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ› » (رؤيا ٢١: ٥).
دمار بابل الأخيرة هو أخبار سيئة لأولئك الذين تحالفوا مع هذا النظام الديني المرتد، أما لشعب الله، فهو أخبارٌ مفرحةٌ (رؤيا ١٩: ١-٧). حيث كانت بابل مسئولة عن حث القوات العلمانية السياسية لاضطهادهم والإساءة إليهم (رؤيا ١٨: ٢٤). وعليه، فإن دمار هذا العدو الجبار يعني نجاة وخلاص لشعب الله الأمين.
ومن خلال دمار بابل تُستجاب أخيرًا صلاة شعب الله، التي هي في مشهد الختم الخامس. إذ تمثل صرختهم «حَتَّى مَتَى أَيُّهَا السَّيِّدُ؟» صراخ شعب الله المُستبَد والمتألم منذ هابيل وحتى الوقت الذي سيبررهم الله فيه أخيرًا (مزمور ٧٩: ٥؛ حبقوق ١: ٢؛ دانيال ١٢: ٦، ٧). يؤكد سفر الرؤيا لشعب الله على أن الشر والاضطهاد والمعاناة سوف ينتهون.
لقد حان الوقت ليعلن المسيح قدوم مملكته الأبدية. الإصحاحات المتبقية من سفر الرؤيا لا تصف دمار بابل الأخيرة وحسب، بل ودمار الشيطان وجميع قوى الشر أيضًا. ونرى أيضًا بعض اللمحات عن تأسيس مملكة الله الأبدية.
*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٣٠ آذار(مارس).
الأحد ٢٤ آذار (مارس)
عشاء عرس الخروف
اقرأ رؤيا ١٩: ٦-٩ في ظل يوحنا ١٤: ١-٣. ما مدى مناسبة استخدام عشاء العرس توضيحًا للاتحاد الذي طال انتظاره بين المسيح وشعبه؟
منذ ألفي سنةً، ترك المسيح منزله السماوي ليدعو أتباعه إلى عشاء الخروف (متى ٢٢: ١ -١٤) الذي سيقام بعد زواجه من عروسه. «الزواج يرمز إلى قبول المسيح ملكوته. المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة. . . تسمى ‹العروس امرأة الخروف›. . . يقول الكتاب في الرؤيا أنّ شعب الله هم المدعوون إلى عشاء العرس (رؤيا ١٩: ٩). فإن كانوا ضيوفًا مدعوين فلا يمكن أن يكونوا رمزًا إلى العروس كذلك. . . .
«وفي المثل الوارد في متى ٢٢ تمثِّل صورة العرس نفسها الدينونة الاستقصائية (التحقيقية) بكل وضوح على أنها تحدث قبل العرس. فقبل الزفاف يدخل الملك لينظر المدعوين وليرى هل كلهم لابسون ثوب العرس، ثوب الخُلق الذي بلا عيب المغتسل والمبيض في دم الخروف (متى ٢٢: ١١؛ رؤيا ٧: ١٤)» — روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٣٩٠، ٣٩١. وبعد موته وقيامته، عاد العريس لبيت أبيه ليعد «مكانًا» لشعبه، ضيوف العُرس (انظر يوحنا ١٤: ٢، ٣). وهم ظلوا على الأرض استعدادًا لعودته. وفي نهاية العالم، سيعود ويأخذهم لبيت أبيه.
يصرح رؤيا ١٩: ٨ أن المسيح أعطى العروس ثيابًا نقيةً بهيةً. ويوضح هذا أن ضيوف العرس الذين يدخلون المدينة لا يدَّعون أي فضل لأعمالهم. إذن، يمثل البز النقي البهي «تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ»، تبررات نتجت عن اتحادهم مع المسيح، الذي يعيش فيهم. وعليه، فترمز هذه الثياب إلى بره وأن شعبه «يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ وَإِيمَانَ يَسُوعَ» (رؤيا ١٤: ١٢). ولما كان على الأرض، روى يسوع مثلًا عن عرسٍ، حيث فضل أحد الضيوف ارتداء زيه الخاص به عوضًا عن ثياب العرس التي وفرها الملك، فأُلقي خارج العرس (متى ٢٢: ١-١٤).
توضح رؤيا ٣: ١٨ أن ثوب برّ المسيح، وذهب الإيمان والمحبة، ومسحة الروح القدس هي أعظم الاحتياجات لشعب الله الذين يعيشون في زمن النهاية. عَرْضْ يسوع للاودكيين «بشراء» هذه الهبات منه، يوضح لنا أنه يطلب شيئًا ما في مقابل ما يعرضه عليهم. حيث نتخلى عن الاكتفاء الذاتي والثقة بأنفسنا ونستعيض عنهما بحياة الطاعة الأمينة للمسيح والثقة فيه بصفته رجاءنا الوحيد للخلاص.
نحن لسنا مُخَلَّصِين بأعمالنا، ولكن أي «تبررات» تعملها تُعرِّف الحياة التي تحياها؟
الاثنين ٢٥ آذار (مارس)
نهاية هرمجدون
اقرأ رؤيا ١٩: ١١-١٦. ما هو اسم الراكب على الفرس الأبيض، وما معنى السيف الماضي الذي يخرج من فمه؟ وماذا يخبرنا ذلك عن كيفية الانحياز للجانب المنتصر في النهاية؟
ما نراه هنا هو صورة للمجيء الثاني للمسيح، الذي هو إتمام للوعد الذي طالما اشتاق إليه المؤمنون في جميع العصور. وعلى غرار يسوع، أسس شعبه إيمانهم على كلمة الله. رؤيا ١٩: ١١-١٦ هي ذروة انتصارات يسوع العديدة: حيث غلب يسوع الشيطان في السماء؛ وغلب الشيطان في البرية؛ وغلبه على الصليب؛ وسيغلبه عند مجيئه.
«وسرعان ما تظهر في الشرق سحابة صغيرة سوداء بقدر نصف كف إنسان. وهي السحابة التي تحيط بالمخلص وتبدو من بُعد كأنها مستترة في الظلام. وشعب الله يعرفون أن هذه هي علامة ابن الإنسان. فينظرون إليها في صمت مقدس وهي تقترب من الأرض وتزيد نورًا ومجدًا حتى تصير سحابة عظيمة بيضاء ويكون أسفلها مجيدًا كنار آكلة ومن فوقها قوس قزح الوعد، وفوقها يسوع كفاتح عظيم، فليس هو الآن «رجل أوجاع» ليشرب كأس العار والألم المرير، إنه يأتي كمنتصر في السماء وعلى الأرض ليدين الأحياء و الأموات، «أمينًا وصادقًا»، «بالعدل يحكم ويحارب»، «والأجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه» (رؤيا ١٩: ١١ و١٤). فيحف به جمع كبير من الملائكة القديسين وهم ينشدون أناشيد الفرح السماوي ويكتنفونه في الطريق. ويبدو كأن جلَد السماء قد غص بجموع لا تحصى من الخلائق النورانية: «ربوات ربوات وألوف ألوف». ولا يستطيع قلم إنسان أن يصور ذلك المشهد، ولا يمكن لعقل بشري أن يدرك بهاءه وروعته» (روح النبوة، الصراع العظيم، صفحة ٦٩٢، ٦٩٤).
وفي ٢تسالونيكي ١: ٨-١٠، يقدم بولس صورة أخرى لنصرة المسيح النهائية عند المجيء الثاني، عندما تُدمَر جميع القوات العلمانية والدينية التي تآمرت ضده، ويُحَرِّر شعبه إلى الآبد.
يصف رؤيا ١٩ عشاءَيْن: واحد في عدد ٩ وآخر في عددي ١٧ و١٨. تَأْكُل في واحد أو تُؤْكَل في آخر. من الصعب التفكير في تشبيه أوضح من ذلك لما هو على المحك لكل بشرٍ في الصراع العظيم بأكمله. ماذا يجب أن تعلمنا هذه الصورة عن مدى الجدية التي نحتاج أن نأخذ بها إيماننا والمهمة التي يدعونا إيماننا للاشتراك فيها؟
الثلاثاء ٢٦ آذار (مارس)
الألفية
اقرأ رؤيا ٢٠: ١-٣ في ظل إرميا ٤: ٢٣-٢٦. ما هي حالة الأرض أثناء الألفية؟ بأية طريقة سيكون الشيطان مكبلًا بسلاسلٍ؟
تبدأ الألف سنة (أو الألفية) بالمجيء الثاني للمسيح، وخلالها يكون الشيطان وملائكته الساقطون مقيّدين. ولكن قيود الشيطان رمزية، لأن الكائنات الروحية لا يمكن أن تُقيَد جسديًا. فيقيد الشيطان بظروفٍ. حيث جردت الضربات الأرض وقتلت سكانَها الأشرار، جاعلة إياها في حالة فوضوية تشبه حالة الأرض قبل الخلق (تكوين ١: ٢). وفي هذه الحالة، تعمل الأرض بمثابة سجنًا للشيطان خلال الألفية. ولأنه لن يكون هناك بشر ليجربهم أو يؤذيهم، سيكون كل ما للشيطان وشركائه الأشرار فعله، هو التأمل في عواقب تمردهم على الله.
اقرأ رؤيا ٢٠: ٤- ٦. أين يكون المفديون خلال الألفية؟
يوضح سفر الرؤيا أن شعب الله سيقضي الألفية في أماكن سماوية أعدها المسيح لهم (انظر يوحنا ١٤: ١- ٣). ويراهم يوحنا جالسين على عروشٍ كملوكٍ وكهنةٍ تدين العالم. وكذلك وعد يسوع تلاميذه بما يأتي: « ‹تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَر› » (متى ١٩: ٢٨). كما ذكر بولس أن القديسين سيدينون العالم (١كورنثوس ٦: ٢، ٣).
تتعلق هذه الدينونة بعدالة أعمال الله. إذ طالما أثار الشيطان عبر التاريخ شكوكًا تتعلق بشخصية الله وتعاملاته مع الكائنات التي خلقها. ولكن خلال الألفية يسمح الله للمفديين بفتح سجلات التاريخ كي يجدوا أجوبةً لجميع الأسئلة المتعلقة بعدالة قراراته الخاصة بأولئك الذين ضلوا، وكذلك للأسئلة المتعلقة بقيادته في حياتهم الشخصية. ومع حلول نهاية الألفية يُبَت إلى الأبد في كل سؤال شكك في عدل الله. ويتمكن شعب الله من أن يتيقنوا دون أدنى شك من أن اتهامات الشيطان لم يكن لها أساس من الصحة. وهم الآن جاهزون ليشهدوا لله وهو يجري عدله خلال دينونة الهالكين الأخيرة.
من منا ليس لديه أسئلة، أسئلة صعبة، تبدو الآن وكأن ليس لها أجوبة؟ ماذا يخبرنا إعطاء الله الأجوبة لنا يومًا ما عن صفاته؟
الأربعاء ٢٧ آذار(مارس)
«سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً»
بعد إبادة الخطية ستتحول الأرض لتصبح وطنًا للمفديين. كيف ستبدو؟
رأى يوحنا في رؤيا ٢١: ١ «سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً». يشير الكتاب المقدس إلى ثلاث سماوات: الجَلَد، وسماء النجوم، وسماء عرش الله (انظر ٢كورنثوس ١٢: ٢). ولكن تشير رؤيا ٢١: ١ إلى غلاف الأرض الجوي. حيث لا تستطيع الأرض والسماء الملوثتان احتمال حضور الله (رؤيا ٢٠: ١١). وتشير كلمة «جديدة» في اليونانية (Kainos) إلى شيءٍ جديدٍ من حيث النوع، وليس من حيث الأصل أو الزمن. إذ سيطهَّر هذا الكوكب بالنار ويُستعاد لحالته الأصلية (٢بطرس ٣: ١٠-١٣).
من المثير للاهتمام بصفة خاصة هو أن أول ما لاحظه يوحنا على الأرض الجديدة هو عدم وجود البحر. وحقيقة إشارة يوحنا للبحر (استخدامًا لأداة التعريف) توضح أنه ربما كان يقصد البحر الذي أحاط به في بطمس، الذي أصبح رمزًا للعزلة والمعاناة. وبالنسبة له، كان غياب ذلك البحر من الأرض الجديدة يعني غياب الألم الذي نجم عن انفصاله عن أولئك الذين أحبهم.
اقرأ رؤيا ٢١: ٢-٨؛ و٧: ١٥-١٧. ما هي أوجه التشابه التي توجد بين وصف الأرض الجديدة وجنة عدن في تكوين ٢؟
الحياة على الأرض المتجددة التي تخلو من الألم والموت هي مضمونة من خلال وجود الله وسط شعبه. ويستعلن هذا الوجود في أورشليم الجديدة و»مَسْكَنُ اللهِ» (رؤيا ٢١: ٣)، حيث سيسكن الله وسط شعبه. ويجعل وجود الله الحياة في الأرض المتجددة جنةً حقيقيةً.
كما يضمن وجود الله الحرية من المعاناة؛ فلن يوجد دموع، ولا موت، ولا حزن، ولا صراخ، ولا وجع، التي هي جميعًا عواقب الخطية. وبإبادة الخطية، تكون « ‹الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ› » (رؤيا ٢١: ٤).
عبَّرت مريم ومرثا عن هذه الفكرة أفضل تعبير عند موت أخيهما لعازر: « ‹يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي› » (يوحنا ١١: ٢١، ٢٣). حيث علمتا الأختان أن الموت لا يستطيع الوقوف في حضور المسيح. وبالمثل، سيضمن وجود الله الدائم على الأرض الجديدة الحرية من الألم والمعاناة اللذين نختبرهما الآن في هذه الحياة. وهذا هو الرجاء العظيم الذي وُعِدنا به في المسيح، رجاء مختوم بدمه.
لماذا يعد هذا الوعد بوجودٍ جديدٍ في عالم جديد أساسًا لكل معتقداتنا؟ وما منفعة إيماننا بدونه؟
الخميس ٢٨ آذار (مارس)
أورشليم الجديدة
يصف يوحنا الآن عاصمة الأرض الجديدة، أورشليم الجديدة. في حين أنها مكان حقيقي يسكنه أناس حقيقيون، أورشليم الجديدة والحياة فيها هما أبعد ما يكونا من أي وصفٍ أرضي (انظر ١كورنثوس ٢: ٩).
اقرأ رؤيا ٢١: ٩-٢١. ما هي المعالم الخارجية لأورشليم الجديدة؟
يشار لأورشليم الجديدة بالعروس، زوجة الحمل. فأورشليم الجديدة هي المكان الذي يعده المسيح لشعبه (يوحنا ١٤: ١-٣).
تحاط المدينة بسور عالٍ له اثنا عشر بابًا — ثلاثة أبواب على كل جهة من الجهات الأربعة، مما يسمح بدخولها من أي اتجاه. وتشير هذه الصفة للمدى العالمي لهذه المدينة. وفي أورشليم الجديدة سينعم كل واحد بحرية الاقتراب من حضرة الله.
كذلك تُصَوَّر المدينة بأنها مكعب مثالي؛ فهي ١٢,٠٠٠ غلوة، أو قصبة، في الطول والعرض والارتفاع. والمكعب يتكون من ١٢ وجه. وعليه، يصل إجمالي حجم المدينة إلى ١٤٤,٠٠٠ قصبة، الذي يعكس المئة والأربعة والأربعين ألفًا الذين تغيروا دون أن يروا الموت عند المجيء الثاني ليسوع. وكذلك في هيكل العهد القديم، كان قدس الأقداس مكعب مثالي (١ملوك ٦: ٢٠). وعليه، تعمل أورشليم الجديدة مركزًا لعبادة الله.
اقرأ رؤيا ٢١: ٢١ – ٢٢: ٥. أي صفات داخلية أخرى للمدينة تذكرك بجنة عدن؟ ما هي أهمية الوعد بأنه لن تكون هنالك لعنة في المدينة فيما بعد (رؤيا ٢٢: ٣)؟
أكثر المعالم بروزًا في أورشليم الجديدة هو نهر ماء الحياة النابع من عرش الله (انظر تكوين ٢: ١٠). على نقيض النهر في بابل، حيث جلس شعب الله أسيرًا متشوقًا لأورشليم (مزمور ١٣٧)، وجد شعب الله المتشرد من جميع العصور وطنهم على ضفاف نهر الحياة في أورشليم الجديدة.
وعلى كلٍ من ضفتي النهر شجرةُ الحياة التي أوراقها هي «لشفاء الأمم» (رؤيا ٢٢: ٢). ولا يشير هذا الشفاء لأي مرضٍ، حيث لن يكون هناك أمراض في الأرض الجديدة. بل يشير إلى شفاء كافة الجروح التي سببتها الحواجز التي قطعت أوصال البشر عبر التاريخ. والآن ينتمي المفديين من جميع العصور ومن جميع الأمم لعائلة الله الواحدة.
الجمعة ٢٩ آذار (مارس)
لمزيد مِن الدرس: اقرأ من روح النبوة «Without a Wedding Garment» صفحة ٣٠٧ – ٣١٩، من كتاب «Christ's Object Lessons»؛ وكذلك «النصرة النهائية»، صفحة ٧١٥-٧٣٢، من كتاب الصراع العظيم.
يُختَتَم سفر الرؤيا بما تقدم في البداية: المجيء الثاني للمسيح في قوةٍ ومجدٍ وتأسيس مملكة الله الأبدية. وعودة المسيح، عندما سيتحد أخيرًا بعروسه، هي أوَّج أحداث السفر.
ومع ذلك، لا يشاء السفر أن يضع هذه الأحداث في سياق غير منطقي. إن مجيء يسوع الوشيك هو أول حقيقة. والحقيقة الثانية هي أننا لا نزال هنا ننتظر مجيئه. وبينما ننتظر، لابد من أن نستوعب رسائل سفر الرؤيا أفضل استيعاب، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال قراءة السفر مرارًا وتكرارًا حتى تأتي نهاية كل شيء. بينما ننتظر، تذكرنا رسائل سفر الرؤيا دومًا، بأن لا ننظر للأمور العالمية، وأن نثبت أنظارنا على السماء وعليه الذي هو رجاؤنا الوحيد. ففي مسيح سفر الرؤيا تحقيقٌ لكل آمال البشر وأشواقهم في وسط ألغاز الحياة وشكوكها. وبيده مستقبل هذا العالم ومستقبلنا نحن أيضًا.
كما يذكرنا السفر بأنه قبل النهاية يوكل إلينا مهمة إعلان رسالة مجيئه الوشيك إلى جميع أنحاء العالم. فانتظارنا لمجيئه ليس خاملًا، بل نشيطًا. كلا من الروح والعروس يدعوان: « ‹تعال!› » (رؤيا ٢٢: ١٧). ولابد من أن نستجيب للدعوة. إنها الأخبار السارة، ولأنها سارة لابد من أن تُعلن لشعوب العالم.
أسئلة للنقاش
١. فكّر في الألفية ودينونة الأشرار الأموات التي تجرى فقط بعد الألفية. سيُمنح المخلصون ألف سنةٍ للإجابة على جميع أسئلتهم. وحينئذ فقط سوف يجلب الله العقاب الأخير على الضالين. ماذا يعلن لنا ذلك عن الله؟
٢. تَعِدُ رؤيا ١: ٣ بالبركات أولئك الذين يسمعون كلمات نبوات سفر الرؤيا ويقرأوها ويحفظوها وينتبهوا إليها. إذ نختم دراستنا لهذا السفر، ما هي الأمور التي اكتشفتَ أنك بحاجة لأن تنتبه لها وتحفظها؟
WHAT WE BELIEVE
المبادئ والمعتقدات الأساسية للأدڤنتست السبتيين
يقبل الأدڤنتست السبتيون الكتاب المقدس بوصفه قانون إيمانهم الوحيد، ويتمسكون بمبادئ ومعتقدات أساسية معينة على أنها ما يُعلّم به الكتاب المقدس. وهذه المبادئ والمعتقدات كما هي مدرجة هنا تشكّل مفهوم الكنيسة لتعاليم الكتاب المقدس وتعبيرها عن هذا المفهوم. يوجد أدناه إصدار مختصر للرجوع إليه. يمكن الحصول على نسخة كاملة باللغة الإنجليزية على الموقع التالي: (www.Adventist.org/beliefs).
وباللغة العربية على الموقع التالي:
(www.middle-east-publishers.com).
١. الكتاب المقدس
نؤمن أن الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، هو كلمة الله الموحى بها من خلال أناس الله القديسين الذين تحدثوا وكتبوا مسوقين من الروح القدس. في هذه الكلمة، سلّم الله للإنسان المعرفة اللازمة للخلاص. ونؤمن أن الأسفار المقدسة هي الإعلان المعصوم عن إرادة الله، وهي مقياس الصفات، ومحك الاختبار، والإعلان الرسمي الموثوق للمبادئ والتعاليم، والسجل المعتمد لأعمال الله في التاريخ. اقرأ (مزمور ١١٩: ١٠٥؛ أمثال ٣٠: ٥-٦؛ إشعياء ٨: ٢٠؛ يوحنا ١٧: ١٧؛ تسالونيكي الأولى ٢: ١٣؛ تيموثاوس الثانية ٣: ١٦-١٧؛ عبرانيين ٤: ١٢؛ بطرس الثانية ١: ٢٠-٢١).
٢. الثالوث الأقدس
نؤمن بإله واحد، الآب والابن والروح القدس، وحدة في ثلاثة أقانيم متساوين منذ الأزل. ونؤمن أن الله له صفة الخلود والبقاء والديمومة، وهو قادر على كل شيء، وكلي المعرفة والحضور، وهو فوق الجميع وغير محدود، ويتخطى الإدراك البشري، ومع ذلك فيمكن التعرف إليه من خلال إعلانه عن ذاته، وهو جدير بالعبادة والإجلال والخدمة إلى الأبد من قِبل الخليقة بأسرها. اقرأ (تكوين ١: ٢٦؛ تثنية ٦: ٤؛ إشعياء ٦: ٨؛ متى ٢٨: ١٩؛ يوحنا ٣: ١٦؛ كورنثوس الثانية ١: ٢١ و٢٢؛ ١٣: ١٤؛ أفسس ٤: ٤-٦؛ بطرس الأولى ١: ٢).
٣. الله الآب
نؤمن أن الله الآب الأبدي هو الخالق والمبدع والمهيمن والرّازق وسيد الخليقة بأسرها، ونؤمن أنه قدوس عادل ورحيم كريم، بطيء الغضب، كثير الإحسان والمحبة والوفاء، ونؤمن أن الصفات والقدرات والقوى المستبانة في الابن والروح القدس هي أيضًا إعلان للآب ومن مميزاته. اقرأ (تكوين ١: ١؛ تثنية ٤: ٣٥؛ مزمور ١١٠: ١ و٤؛ يوحنا ٣: ١٦؛ ١٤: ٩؛ كورنثوس الأولى ١٥: ٢٨؛ تيموثاوس الأولى ١: ١٧؛ يوحنا الأولى ٤: ٨؛ رؤيا ٤: ١١).
٤. الله الابن
نؤمن أن الله الابن السرمدي تجسّد في يسوع المسيح، وأن به كان كل شيء، ومن خلاله أُعلنت صفات الله، وبه تم خلاص الجنس البشري ودين العالم. وهو إلى الأبد إله حق، وصار أيضًا إنسانًا حقًا، يسوع المسيح، ونؤمن أنه حُبل به من الروح القدس ووُلد من مريم العذراء. عاش واختبر التجربة كإنسان، لكنه مثّل برّ الله ومحبته في حياته خير تمثيل. وعن طريق معجزاته أظهر قوة الله كما شُهِد له بأنه المسيا الموعود. ثم تألم ومات موتًا اختياريًا على الصليب من أجل خطايانا وعوضًا عنا، وقام من الأموات وصعد ليشفع فينا في المقدس السماوي، وسيأتي ثانية في المجد من أجل خلاص شعبه النهائي وتجديد كل الأشياء. اقرأ (إشعياء ٥٣: ٤ – ٦؛ دانيال ٩: ٢٥ – ٢٧؛ لوقا ١: ٣٥؛ يوحنا ١: ١ – ٣ و١٤؛ ٥: ٢٢؛ ١٠: ٣٠؛ ١٤: ١ – ٣ و٩ و١٣؛ رومية ٦: ٢٣؛ كورنثوس الأولى ١٥: ٣ و٤؛ كورنثوس الثانية ٣: ١٨؛ ٥: ١٧ – ١٩؛ فيلبي ٢: ٥ – ١١؛ كولوسي ١: ١٥ – ١٩؛ عبرانيين ٢: ٩ – ١٨؛ ٨: ١ و٢).
٥. الروح القدس
نؤمن أن الله الروح السرمدي كان ناشطًا ويعمل مع الآب والابن في الخليقة والتجسد والفداء.
وهو الذي أوحى لمدوني الأسفار المقدسة، وملأ حياة المسيح الأرضية بالقوة. وهو الذي يجذب البشر ويبكت حياتهم ويجدد الذين يستجيبون لتوسلاته ويغيرهم إلى صورة الله. وإذ قد أرسله الآب والابن ليكون دائمًا مع أولاده. وهو يمنح عطايا روحية للكنيسة ويقويها لتتمكن من الشهادة للمسيح، ويقودها إلى كل الحق انسجامًا مع الأسفار المقدسة. اقرأ (تكوين ١: ١ و٢؛ صموئيل الثاني ٢٣: ٢؛ مزمور ٥١: ١١؛ إشعياء ٦١: ١؛ لوقا ١: ٣٥؛ ٤: ١٨؛ يوحنا ١٤: ١٦-١٨ و٢٦؛ ١٥: ٢٦؛ ١٦: ٧ – ١٣؛ أعمال ١: ٨؛ ٥: ٣؛ ١٠: ٣٨؛ رومية ٥: ٥؛ كورنثوس الأولى ١٢: ٧ – ١١؛ كورنثوس الثانية ٣: ١٨؛ بطرس الثانية ١: ٢١).
٦. الخليقة
نؤمن أن الله هو خالق كل الأشياء. وقد أدرج في الكتاب المقدس سجلاً موثوقاُ به لنشاطه هذا. ونؤمن أنه في ستة أيام حرفية «صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا» واستراح في اليوم السابع. وهكذا أسّس الله يوم السبت كتذكار دائم وأبدي للعمل الذي قام به وأتمه خلال ستة أيام حرفية، ونؤمن أن هذه الأيام الستة تشكّل، جنبًا إلى جنب مع يوم السبت، نفس الوحدة الزمنية التي نسمّيها «أسبوعًا» اليوم. وأن الله خلق أبوينا الأولين على صورته وتوّجهما على كل خليقته، كما منحهما سلطانًا على كل المخلوقات وأوصاهما بأن يعتنيا بتلك المخلوقات. وعندما أكمل الله خليقته رأي أن كل ما خلقه أنه «حسن جدًا» وأن الخليقة بأكملها تعلن عن مجد الآب. اقرأ (تكوين ١-٢؛ ٥؛ ١١؛ خروج ٢٠: ٨ – ١١؛ مزمور ١٩: ١ – ٦؛ ٣٣: ٦ و٩؛ ١٠٤؛ إشعياء ٤٥: ١٢ و١٨؛ أعمال ١٧: ٢٤؛ كولوسي ١: ١٦؛ عبرانيين ١: ٢؛ ١١: ٣؛ رؤيا ١٠: ٦؛ ١٤: ٧).
٧. طبيعة الإنسان
خُلق الإنسان، ذكرًا وأنثى على صورة الله، ولكل منهما شخصيته المستقلة. وقد زُوّدا بالقدرة على التفكير وحرية التصرف. ومع أنهما مُنحا الحرية، إلا أن كل منهما يشكّل وحدة لا تتجزأ من الجسد والعقل والروح، ويعتمدان اعتمادًا تامًا على الله من أجل نسمة الحياة ومن أجل البركات الأخرى بأكملها. وإذ عصا أبوانا الأولان الله، فقد أنكرا اعتمادهما عليه وسقطا من مركزهما السامي تحت إدارة الله. وقد تشوهت صورة الله التي خُلقا عليها، وأصبحا عُرضة للموت، كما توارثت زريتهما تلك الطبيعة الساقطة وعواقبها، فأصبحوا يولدون بضعفات وميول إلى الشر. ولكن الله في المسيح يسوع قد صالح العالم لنفسه، وبواسطة روحه القدوس يعيد إلى البشر التائبين صورة خالقهم. لقد خُلق البشر لمجد الله وقُدمت إليهم الدعوة لأن يحبوا الله ويحبوا بعضهم بعضًا، وأن يعتنوا ببيئتهم ومحيطهم. اقرأ (تكوين ١: ٢٦-٢٨؛ ٢: ٧؛ ١٥: ٣؛ مزمور ٨: ٤-٨؛ ٥١: ٥ و١٠؛ ٥٨: ٣؛ إرميا ١٧: ٩؛ أعمال ١٧: ٢٤-٢٨؛ رومية ٥: ١٢-١٧؛ كورنثوس الثانية ٥: ١٩ و٢٠؛ أفسس ٢: ٣؛ تسالونيكي الأولى ٥: ٢٣؛ يوحنا الأولى ٣: ٤؛ ٤: ٧ و٨ و١١ و٢٠).
٨. الصراع العظيم
نؤمن أن الخليقة بأكملها هي في خضم صراع عظيم بين المسيح والشيطان حول صفات الله وشريعته وسلطانه على الكون. وقد بدأ هذا الصراع في السماء، إذ تحوّل أحد المخلوقات الذين وُهبوا حرية الاختيار إلى إبليس عدو الله بسبب كبريائه. وقد قاد إبليس بعضاً من الملائكة إلى التمرد على الله. كما زرع روح التمرد تلك في عالمنا حين أوقع آدم وحواء في الخطية. وقد تسببت خطية الإنسان تلك في تشويه صورة الله التي خلق الإنسان عليها، وفي انتشار الفوضى والاضطراب والشغب في العالم مما أدى في النهاية إلى تدميره بطوفان عام، كما جاء في السجل التاريخي لتكوين ١ – ١١. وقد أصبح هذا العالم، الذي تشاهده وتراقبه الخليقة بأسرها، مسرحًا للصراع الكوني، والذي سيحقق إله المحبة في نهايته انتصارًا تامًا. ويرسل المسيح الروح القدس والملائكة الأوفياء لمساندة شعبه في هذا الصراع وإرشادهم وحمايتهم وتعضيدهم في طريق الخلاص. اقرأ (تكوين ٣؛ ٦ – ٨؛ أيوب ١: ٦ – ١٢؛ إشعياء ١٤: ١٢ – ١٤؛ حزقيال ٢٨: ١٢ – ١٨؛ رومية ١: ١٩ – ٣٢؛ ٣: ٤؛ ٥: ١٢ – ٢١؛ ٨: ١٩ – ٢٢؛ كورنثوس الأولى ٤: ٩؛ عبرانيين ١: ١٤؛ بطرس الأولى ٥: ٨؛ بطرس الثانية ٣: ٦؛ رؤيا ١٢: ٤ – ٩).
٩. حياة وموت وقيامة المسيح
لقد تجلت في حياة المسيح الطاعة الكاملة لإرادة الآب، كما دبّر الله من خلال آلامه وموته وقيامته السبيل الوحيد لفداء البشرية من عقاب الخطية، حتى يمكن لكل مَن يقبل بالإيمان هذه الكفارة أن تكون له الحياة الأبدية، وحتى تُستعلن محبة الخالق غير المحدودة لكل الخليقة. فتلك الكفارة الكاملة تزكي صلاح الله وعدالة شريعته، كما تزكي صفاته ولطفه، لأنها بقدر ما تدين خطيتنا تزودنا وتمدنا بالغفران. وقد منح موت المسيح على عود الصليب كفارة عن الخطية وتصالحًا مع الآب وتجديدًا وتغييرًا في حياة الإنسان. كما أعلنت قيامة المسيح عن انتصار الله على قوى الشر، ومنحت اليقين لكل الذين قبلوا موت المسيح الكفاري عن خطاياهم يقينًا بنصرتهم على الخطية والموت. ومن خلال ذلك الفداء أستعلنت ألوهية وسيادة المسيح الذي ستجثو أمامه كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض. اقرأ (تكوين ٣: ١٥؛ مزمور ٢٢: ١؛ إشعياء ٥٣؛ يوحنا ٣: ١٦؛ ١٤: ٣٠؛ رومية ١: ٤؛ ٣: ٢٥؛ ٤: ٢٥؛ ٨: ٣ و٤؛ كورنثوس الأولى ١٥: ٣ و٤ و٢٠ – ٢٢؛ كورنثوس الثانية ٥: ١٤ و١٥ و١٩ – ٢١؛ فيلبي ٢: ٦ – ١١؛ كولوسي ٢: ١٥؛ بطرس الأولى ٢: ٢١ و٢٢؛ يوحنا الأولى ٢: ٢؛ ٤: ١٠).
١٠. اختبار الخلاص
إن الله في رحمته ومحبته اللا متناهيتين جعل المسيح الذي لم يعرف خطية، خطية من أجلنا لنصير نحن برّ الله فيه. فبواسطة إرشاد الروح القدس ندرك فاقتنا ونعترف بطبيعتنا الخاطئة ونتوب عن تعدياتنا ونمارس الإيمان بالمسيح بوصفه ربًا ومخلصًا وبديلاً عنا ومثالنا الأكمل. أما ذلك الإيمان المانح للخلاص فلا يأتي إلا بواسطة القوة الإلهية لكلمة الله، كما أنه عطية من الآب وتعبيرًا عن نعمته. ومن خلال المسيح ننال التبرير والتبني كأولاد وبنات الله ونُعتق من سلطان الخطية وعبوديتها. ومن خلال الروح القدس نختبر الولادة الثانية والقداسة، فالروح القدس يجدد أذهاننا ويكتب ناموس محبة الله على صفحات قلوبنا، ويمنحنا العون لكي نحيا حياة القداسة. وعندما نمتلئ به ونثبت فيه، نصبح شركاء في الطبيعة الإلهية وننال يقين الخلاص الآن وفي وقت الدينونة. اقرأ (تكوين ٣: ١٥؛ إشعياء ٤٥: ٢٢؛ ٥٣؛ إرميا ٣١: ٣١ – ٣٤؛ حزقيال ٣٣: ١١؛ ٣٦: ٢٥ – ٢٧؛ حبقوق ٢: ٤؛ مرقس ٩: ٢٣ و٢٤؛ يوحنا ٣: ٣ – ٨ و١٦؛ ١٦: ٨؛ رومية ٣: ٢١ – ٢٦؛ ٥: ٦ – ١٠؛ ٨: ١ – ٤ و١٤ – ١٧؛ ١٠: ١٧؛ ١٢: ٢؛ كورنثوس الثانية ٥: ١٧ – ٢١؛ غلاطية ١: ٤؛ ٣: ١٣ و١٤ و٢٦؛ ٤: ٤ – ٧؛ أفسس ٢: ٤ – ١٠؛ كولوسي ١: ١٣ و١٤؛ تيطس ٣: ٣ – ٧؛ عبرانيين ٨: ٧ – ١٢؛ بطرس الأولى ١: ٢٣؛ ٢: ٢١ و٢٢؛ بطرس الثانية ١: ٣ و٤؛ رؤيا ١٣: ٨).
١١. النمو في المسيح
لقد انتصر المسيح على كل قوى الشر من خلال موته الكفاري على عود الصليب. فذاك الذي أخضع الأرواح الشريرة تحت سلطته أثناء خدمته على الأرض، كسر أيضًا شوكتهم وضمن دمارهم الأبدي. ومن خلال انتصار المسيح ننال نحن أيضًا انتصارًا على قوى الشر التي لا زالت تسعى لإخضاعنا تحت سيطرتها، إذ نمضي معه (أي المسيح) بسلام، وسعادة ويقين في محبته. والآن يسكن الروح القدس بداخلنا ويمدنا بالقوة. وإذ نكرّس أنفسنا للمسيح باستمرار كمخلصنا وربنا، ننال العتق من حمل أعمالنا الماضية، ولا نعيش في الظلمة في ما بعد، ولا نخاف من قوى الشر والجهل ومن حياتنا الماضية الخالية من أي هدف أو معنى. ولقد دُعينا نحن، بفضل تلك الحرية الجديدة التي ننالها في المسيح، إلى أن ننمو إلى شبه صفات المسيح، وأن نتصل معه يوميًا بالصلاة، وأن ننال غذاءًا روحيًا من كلمته بالتأمل فيها وفي إحسان الله لنا، وأن نسبح بحمده، وأن نجتمع سويًا للعبادة، وأن نساهم في الخدمات الكنسية. ونحن أيضًا مدعوون للاقتداء بالمسيح في إظهار الرحمة والعطف تجاه إخوتنا في البشرية وتقديم المساعدة الجسدية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية لهم. وإذ نكرّس أنفسنا لخدمة اولئك الذين يحيطون بنا وللشهادة للخلاص بيسوع، فسيساعدنا حضوره الدائم معنا من خلال الروح القدس إلى تحويل كل لحظة من حياتنا وكل مهمة نقوم بها إلى اختبار روحي. اقرأ (أخبار الأيام الأول ٢٩: ١١؛ مزمور ١: ١ و٢؛ ٢٣: ٤؛ ٧٧: ١١ و١٢؛ متى ٢٠: ٢٥ – ٢٨؛ ٢٥: ٣١ – ٤٦؛ لوقا ١٠: ١٧ – ٢٠؛ يوحنا ٢٠: ٢١؛ رومية ٨: ٣٨ و٣٩؛ كورنثوس الثانية ٣: ١٧ و١٨؛ غلاطية ٥: ٢٢ – ٢٥؛ أفسس ٥: ١٩ و٢٠؛ ٦: ١٢ – ١٨؛ فيلبي ٣: ٧ – ١٤؛ كولوسي ١: ١٣ و١٤؛ ٢: ٦ و١٤ و١٥؛ تسالونيكي الأولى ٥: ١٦ – ١٨ و٢٣؛ عبرانيين ١٠: ٢٥؛ يعقوب ١: ٢٧؛ بطرس الثانية ٢: ٩؛ ٣: ١٨؛ يوحنا الأولى ٤: ٤).
١٢. الكنيسة
نؤمن أن الكنيسة هي مجتمع المؤمنين الذين يعترفون بيسوع المسيح ربًا ومخلصًا. وكإمتداد لشعب الله في العهد القديم، فقد دُعينا لكي ننفصل عن العالم ونجتمع سويًا للعبادة، والشركة، ولتلقي التعليم والإرشاد من كلمة الله، وللاحتفال بالعشاء الربّاني، ولخدمة كل بني البشر، ولنشر بشارة الإنجيل في كل أنحاء المسكونة. وتستمد الكنيسة سلطتها من المسيح، الكلمة المتجسد، الذي أعلنت عنه الأسفار المقدسة. والكنيسة هي عائلة الربّ، ويحيا أعضاؤها، الذين تبناهم الله كأبنائه وخاصته، على أساس وعود العهد الجديد. والكنيسة هي جسد المسيح، مجمع الإيمان الذي يرأسه المسيح نفسه. وهي العروس التي مات المسيح من أجلها لكي يطهرها ويقدسها. وبعودته الإنتصارية، سوف يحضرها إلى نفسه كنيسة مجيدة، تضم المؤمنين من كافة العصور والأجيال، والتي اقتناها بدمه، لا دنس فيها ولا غضن بل مقدسة وبلا عيب أو خطية. اقرأ (تكوين ١٢: ١ – ٣؛ خروج ١٩: ٣ – ٧؛ متى ١٦: ١٣ – ٢٠؛ ١٨: ١٨؛ ٢٨: ١٩ و٢٠؛ أعمال ٢: ٣٨ – ٤٢؛ ٧: ٣٨؛ كورنثوس الأولى ١: ٢؛ أفسس ١: ٢٢ و٢٣؛ ٢: ١٩ – ٢٢؛ ٣: ٨ – ١١؛ ٥: ٢٣ – ٢٧؛ كولوسي ١: ١٧ و١٨؛ بطرس الأولى ٢: ٩).
١٣. البقية ورسالتها
نؤمن أن الكنيسة الجامعة مؤلفة من كل الذين يؤمنون حقًا بالمسيح، ولكن في الأيام الأخيرة، عندما ينتشر الارتداد على نطاق واسع، دُعيت بقية لكي تحفظ وصايا الله وإيمان يسوع. هذه البقية تعلن حلول ساعة الدينونة وتنادي بالخلاص من خلال المسيح وتذيع اقتراب المجيء الثاني. وهذا الإعلان يُرمَز إليه بالملائكة الثلاثة الوارد ذكرهم في الأصحاح ١٤ من سفر الرؤيا؛ وهو يتزامن مع عمل الدينونة في السماء وينتج عنه توبة ونهضة روحية على الأرض. وكل مؤمن هو مدعو ليشارك شخصيًا في هذه الشهادة التي تعم العالم أجمع. اقرأ (دانيال ٧: ٩ – ١٤؛ إشعياء ١: ٩؛ ١١: ١١؛ إرميا ٢٣: ٣؛ ميخا ٢: ١٢؛ كورنثوس الثانية ٥: ١٠؛ بطرس الأولى ١: ١٦ – ١٩؛ ٤: ١٧؛ بطرس الثانية ٣: ١٠ – ١٤؛ يهوذا ٣ و١٤؛ رؤيا ١٢: ١٧؛ ١٤: ٦ – ١٢؛ ١٨: ١ – ٤).
١٤. الاتحاد في جسد المسيح
نؤمن أن الكنيسة وإن كانت جسدًا واحدًا، فهي تضم أعضاءً عديدين، دُعوُا من كل أمة وقبيلة ولسان وشعب. ونحن في المسيح خليقة جديدة، ولا بد أن تذوب بيننا أية اختلافات مبنية على الأعراق، أو الثقافات، أو نوعية التعليم، أو الجنسية، أو الاختلافات الطبقية بين الأغنياء والفقراء، أو الاختلافات بين الذكور والإناث. فنحن جميعنا متساوون في المسيح الذي جمعنا بروحٍ واحدٍ في شركة واحدة معه ومع واحدنا الأخر، وهكذا نَخدِم ونُخدَم بدون محاباة أو تحفظ. فمِن خلال إعلان المسيح يسوع في الأسفار المقدسة، نشترك جميعًا في ذات الإيمان والرجاء الواحد ونقدّم شهادة واحدة للجميع. وهذه الوحدة تجد مصدرها في وحدانية الله المثلث الأقانيم، الذي تبنانا كأولاده. اقرأ (مزمور ١٣٣: ١؛ متى ٢٨: ١٩ و٢٠؛ يوحنا ١٧: ٢٠ – ٢٣؛ أعمال ١٧: ٢٦ و٢٧؛ رومية ١٢: ٤ و٥؛ كورنثوس الأولى ١٢: ١٢ – ١٤؛ كورنثوس الثانية ٥: ١٦ و١٧؛ غلاطية ٣: ٢٧ – ٢٩؛ أفسس ٢: ١٣ – ١٦؛ ٤: ٣ – ٦ و١١ – ١٦؛ كولوسي ٣: ١٠ – ١٥).
١٥. المعمودية
بواسطة المعمودية نعترف بإيماننا بموت وقيامة المسيح يسوع، كما نعترف بموتنا عن الخطية وعن رغبتنا وعزمنا السير في جدّة الحياة. وبذلك نعترف بالمسيح ربًا ومخلصًا لنا ونُقبَل أعضاءًا في كنيسته. والمعمودية هي رمز لاتحادنا بالمسيح وغفران خطايانا وقبولنا للروح القدس. وتتم المعمودية بالتغطيس ويشترط فيها الإعلان عن قبول المسيح والرغبة في التوبة عن الخطية. والمعمودية تتبع دراسة الأسفار المقدسة وقبول ما تعلّم به كلمة الله. اقرأ (متى ٢٨: ١٩ و٢٠؛ أعمال ٢: ٣٨؛ ١٦: ٣٠ – ٣٣؛ ٢٢: ١٦؛ رومية ٦: ١ – ٦؛ غلاطية ٣: ٢٧؛ كولوسي ٢: ١٢ و١٣).
١٦. العشاء الربّاني
العشاء الربّاني هو الاشتراك في رمزيّ جسد المسيح ودمه كإعلان عن الإيمان به إلهًا ومخلصًا لنا. وفي فريضة الشركة هذه، يختبر الجميع وجود المسيح الذي يمد أبناءه بالقوة الروحية. وإذ نتقاسم العشاء الربّاني مع أعضاء الكنيسة، نعلن بفرح عن موت المسيح الكفاري إلى أن يجيء ثانيةً. وللاستعداد للعشاء الربّاني، على كل شخص أن يفحص ذاته، وأن يقدم التوبة عن خطاياه معترفًا بها أمام الآب السماوي. وقد أسس الرب يسوع فريضة غسل الأرجل كرمز تعبيري عن الطهارة بعد التجديد، وكإعلان عن الرغبة في خدمة بعضنا البعض متبعين مثال المسيح في التواضع ولكي تتوحد قلوبنا بالمحبة. وفريضة العشاء الربّاني متاحة لكل مسيحي مؤمن. اقرأ (متى ٢٦: ١٧ – ٣٠؛ يوحنا ٦: ٤٨ – ٦٣؛ ١٣: ١ – ١٧؛ كورنثوس الأولى ١٠: ١٦ و١٧؛ ١١: ٢٣ – ٣٠؛ رؤيا ٣: ٢٠).
١٧. المواهب والخدمات الروحية
يمنح الله أبناءه المؤمنين في الكنيسة على مدى العصور مواهب روحية لكي يوظّفوها بالمحبة في خدمة الكنيسة وفي خدمة البشرية جمعاء. وتُعطى هذه المواهب بواسطة الروح القدس الذي يقسّم لكل عضو حسب إرادته، وهي تزود الكنيسة بكافة القدرات والخدمات التي تحتاج إليها لكي تتمم واجباتها ومهامها المعينة لها من الله. ومن أمثلة الخدمات التي تشتمل عليها هذه المواهب، وفقًا لما جاء في الكتاب المقدس، نذكر الإيمان، والشفاء، والنبوة، والإعلان عن المسيح، والتعليم، والإدارة، والمصالحة، والرحمة (العطف)، والخدمة المُضحية، والإحسان لمساعدة الناس وتشجيعهم، كما أن هناك أشخاصًا تمت دعوتهم من قبل الله وبتوجيه الروح القدس لأداء مهام تعترف بها الكنيسة وتميزها في مجال الخدمة الرعوية والكرازة والتعليم وغيرها من الأعمال اللازمة لتجهيز أعضاء الكنيسة للخدمة، ولبناء الكنيسة للوصول إلى الكمال الروحي، ولتعزيز وحدانية الإيمان ومعرفة الله. وإذ يقوم أعضاء الكنيسة بتوظيف مواهبهم الروحية تلك كوكلاء أمناء لنعمة الله المتنوعة، تكون الكنيسة حينئذ محصنة ضد التأثير الفتاك للتعاليم الكاذبة، كما تنمو في معرفة الله وتتثبت قواعدها على الإيمان والمحبة. اقرأ (أعمال ٦: ١ – ٧؛ رومية ١٢: ٤ – ٨؛ كورنثوس الأولى ١٢: ٧ – ١١ و٢٧ و٢٨؛ أفسس ٤: ٨ و١١ – ١٦؛ تيموثاوس الأولى ٣: ١ – ١٣؛ بطرس الأولى ٤: ١٠ و١١).
١٨. موهبة النبوة
تشهد الأسفار المقدسة أن موهبة النبوة هي إحدى المواهب التي يمنحها الروح القدس، وتعتبر تلك الموهبة هي إحدى العلامات المميزة للكنيسة الباقية، ونحن نؤمن أن هذه الموهبة قد تجلت في عمل وخدمة السيدة إلن ج هوايت. فكتاباتها تتحدث بسلطة نبوية وتزوّد الكنيسة بالتشجيع والإرشاد والتعليم والتقويم، كما أنها أيضًا تؤكد على أن الكتاب المقدس هو المقياس الذي بموجبه ينبغي أن يُمتحن كل تعليم واختبار. اقرأ (عدد ١٢: ٦؛ أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٢٠؛ عاموس ٣: ٧؛ يوئيل ٢: ٢٨ و٢٩؛ أعمال ٢: ١٤ – ٢١؛ تيموثاوس الثانية ٣: ١٦ و١٧؛ عبرانيين ١: ١ – ٣؛ رؤيا ١٢: ١٧؛ ١٩: ١٠؛ ٢٢: ٨ و٩).
١٩. ناموس الله
لقد تجسدت مبادئ ناموس الله من خلال الوصايا العشر، وتمثلت في حياة المسيح. وتعتبر هذه الوصايا تعبيرًا عن محبة الله، وإرادته، وأهدافه فيما يختص بسلوك البشر وعلاقاتهم، وهي مُلزِمة لكل الناس في كل العصور. كما أن هذه الوصايا هي أساس عهد الله مع شعبه والمقياس لدينونته العادلة. وعن طريق إرشاد الروح القدس، فهي تشير إلى الخطية، كما تُظهر الحاجة الملحة إلى مُخلّص. والخلاص يكون بالنعمة وليس بالأعمال، لكن ثمار هذا الخلاص تتجلى في إطاعة الوصايا. وهذه الطاعة بدورها تنمّي وتطوّر الصفات المسيحية وتقود إلى الصلاح. كما أن حفظنا للوصايا العشر هو دليل على محبتنا لله واهتمامنا بإخوتنا في البشرية. وتعبر طاعة الإيمان تلك عن قوة المسيح القادرة على تغيير حياة الناس وتجديدها، وبالتالي فإنها تزود الشهادة المسيحية بالقوة. اقرأ (خروج ٢٠: ١ – ١٧؛ تثنية ٢٨: ١ – ١٤؛ مزمور ١٩: ٧ – ١٤؛ ٤٠: ٧ و٨؛ متى ٥: ١٧ – ٢٠؛ ٢٢: ٣٦ – ٤٠؛ يوحنا ١٤: ١٥؛ ١٥: ٧ – ١٠؛ رومية ٨: ٣ و٤؛ أفسس ٢: ٨ – ١٠؛ عبرانيين ٨: ٨ – ١٠؛ يوحنا الأولى ٢: ٣؛ ٥: ٣؛ رؤيا ١٢: ١٧؛ ١٤: ١٢).
٢٠. السبت
نؤمن أن الخالق الرحيم بعدما أنهى عمل خليقته في ستة أيام، استراح في اليوم السابع ومن ثم أسس فريضة حفظ يوم السبت لكل البشر كتذكار لخليقته. ولذلك فإن الوصية الرابعة من وصايا الله الأبدية التي لا تتغير، تحث على حفظ ذلك اليوم السابع، يوم السبت، كيوم مقدس للراحة والعبادة والخدمة المنسجمة مع مثال وتعاليم المسيح، ربّ السبت. ونؤمن أن السبت هو يوم شركة مبهجة مع الله ومع واحدنا الآخر. والسبت هو أيضًا رمز لفدائنا التام في المسيح، وعلامة لتقديسنا، ودليل على إخلاصنا، وتذوّق مبدئي لمستقبلنا الأبدي في ملكوت الله. كما يُعتبر السبت علامة أبدية لعهد الله مع شعبه. وحفظ ذلك اليوم، بروح الفرح والابتهاج، من المساء إلى المساء، من غروب الشمس في اليوم السادس (يوم الجمعة) إلى غروبها في اليوم السابع (يوم السبت)، هو احتفال بأعمال الله في الخلق والفداء. اقرأ (تكوين ٢: ١ – ٣؛ خروج ٢٠: ٨ – ١١؛ ٣١: ١٣ – ١٧؛ لاويين ٢٣: ٣٢؛ تثنية ٥: ١٢ – ١٥؛ إشعياء ٥٦: ٥ و٦؛ ٥٨: ١٣ و١٤؛ حزقيال ٢٠: ١٢ و٢٠؛ متى ١٢: ١ – ١٢؛ مرقس ١: ٣٢؛ لوقا ٤: ١٦؛ عبرانيين ٤: ١ – ١١).
٢١. الوكالة
إننا وكلاء عن الله، وقد إئتمنا الله على الوقت والفرص والقدرات والممتلكات، وعلى بركات الأرض ومواردها وثرواتها. ونحن مسؤولون أمام الله عن حسن استخدامها. كما أننا نعترف بملكية الله لتلك البركات بخدمتنا المخلصة له ولبني جنسنا، وكذلك بإرجاع عشورنا وتقديم عطايانا من أجل إذاعة بشارة إنجيله ومن أجل تعضيد الكنيسة ونموها. والوكالة هي امتياز منحه الله لنا لكي ننمو في المحبة وفي الانتصار على الأنانية والشهوة. كما أن الوكيل الأمين يبتهج حين يرى البركات التي تأتي للآخرين نتيجة أمانته. اقرأ (تكوين ١: ٢٦ – ٢٨؛ ٢: ١٥؛ أخبار الأيام الأول ٢٩: ١٤؛ حجّي ١: ٣ – ١١؛ ملاخي ٣: ٨ – ١٢؛ متى ٢٣: ٢٣؛ رومية ١٥: ٢٦ و٢٧؛ كورنثوس الأولى ٩: ٩ – ١٤؛ كورنثوس الثانية ٨: ١ – ١٥؛ ٩: ٧).
٢٢. السلوك المسيحي
لقد دُعينا لكي نكون أناساً أتقياء وورعين، قادرين على التفكير والشعور والتصرف بحسب مبادئ الكتاب في جميع جوانب الحياة الشخصية والاجتماعية. ولكي يتاح للروح القدس إعادة خلق صفات الله بداخلنا، يجب أن نقوم فقط بالأعمال التي تساعد على إتباع مثال المسيح في الطهارة والصحة والسعادة في حياتنا. وهذا يعني أن مسراتنا واحتفالاتنا تتفق وتلائم أعلى المقاييس المسيحية للذوق والجمال. وبينما نحن ندرك ونعترف بالاختلافات في العادات والتقاليد بين الشعوب المختلفة، علينا أن نرتدي لباس البساطة والحشمة والترتيب الذي يناسب أولئك الذين لا يتكوّن جمالهم الحقيقي من الزينة الخارجية بل من زينة الروح الوديع الهادئ، وهي زينة لا تفنى أبدًا. وهذا يعني أيضًا أن علينا الاعتناء بأجسادنا بطريقة عقلانية حكيمة، طالما هي هياكل للروح القدس. وإلى جانب ممارسة الرياضة والراحة بشكل كافٍ، علينا أن نتبنى أفضل الأنظمة الغذائية الصحية، وأن نبتعد عن الأطعمة غير الطاهرة كما يُعرّفها الكتاب المقدس. وما دامت المشروبات الكحولية والتبغ والاستخدام غير المسؤول للعقاقير والمخدرات مضرة لأجسادنا فعلينا الامتناع عنها أيضاً. وعوضًا عن ذلك، علينا أن ننشغل بكل ما يأسر أفكارنا وأجسادنا إلى التأديب والتهذيب وضبط النفس الذي في المسيح يسوع. فهو يرغب في صلاحنا وفي فرحنا الكامل. اقرأ (تكوين ٧: ٢؛ خروج ٢٠: ١٥؛ لاويين ١١: ١ – ٤٧؛ مزمور ١٠٦: ٣؛ رومية ١٢: ١ و٢؛ كورنثوس الأولى ٦: ١٩ و٢٠؛ ١٠: ٣١؛ كورنثوس الثانية ٦: ١٤- ٧: ١؛ ١٠: ٥؛ أفسس ٥: ١ – ٢١؛ فيلبي ٢: ٤؛ ٤: ٨؛ تيموثاوس الأولى ٢: ٩ و١٠؛ تيطس ٢: ١١ و١٢؛ بطرس الأولى ٣: ١ – ٤؛ يوحنا الأولى ٢: ٦؛ يوحنا الثالثة ٢).
٢٣. الزواج والعائلة
تأسست رابطة الزواج في عدن مِن قِبَل الله، وأُعيد تأكيدها وتثبيتها من قبل المسيح على أنها اتحاد وشركة محبة بين الرجل والمرأة يستمران مدى الحياة. وبالنسبة للمسيحي، فإن تعهد الزواج هو لله كما إلى شريك الحياة. ويتم الزواج فقط إذا كان الطرفان يشتركان في ذات الإيمان الواحد. ويُبنى الزواج على أساس المحبة والإحترام وتحمل المسؤولية بين الزوجين، وبذلك تنعكس المحبة، والقداسة، والتقارب والاستمرارية والتي تتسم بها علاقة المسيح بكنيسته. وأما بالنسبة للطلاق، فإن تعليم المسيح هو أن كل من طلق امرأته لغير علة الزنا، وتزوج من أخرى فهو يزني. ومع أن بعض العلاقات العائلية قد تقصر عن بلوغ المقياس الأمثل، إلا أن شريكا الحياة متى خضعا لبعضهما بالتمام، في تعهد مشترك، فإنهما يستيطعان، في المسيح يسوع، أن يحققا وحدة المحبة المطلوبة، بإرشاد الروح القدس ورعاية الكنيسة. لقد بارك الله رابطة العائلة وهو يريد لأفراد العائلة الواحدة أن يؤازر أحدهم الآخر للوصول إلى الإدارك الكامل. وعلى الوالدين أن يربوا أبناءهم على محبة وإطاعة الله. وعن طريق مثالهم وتعليمهم لا بد وأن يتعلم الأبناء من والديهم أن المسيح هو إله محب وعطوف وهو يعتني بأبنائه على الدوام، وأنه يريدهم أن يصيروا أعضاءًا في جسده، وفي عائلة الله التي تحتضن كلاً من المتزوجين وغير المتزوجين على حدٍ سواء. اقرأ (تكوين ٢: ١٨ – ٢٥؛ خروج ٢٠: ١٢؛ تثنية ٦: ٥ – ٩؛ أمثال ٢٢: ٦؛ ملاخي ٤: ٥ و٦؛ متى ٥: ٣١ و٣٢؛ ١٩: ٣ – ٩ و١٢؛ مرقس ١٠: ١١ و١٢؛ يوحنا ٢: ١ – ١١؛ كورنثوس الأولى ٧: ٧ و١٠ و١١؛ كورنثوس الثانية ٦: ١٤؛ أفسس ٥: ٢١ – ٣٣؛ ٦: ١ – ٤).
٢٤. خدمة المسيح في المقدس السماوي
نؤمن أنه يوجد مَقدِس في السماء، وهو المقْدِس الحقيقي الذي نصبه الله لا إنسان. وفي هذا المقدِس يكهن المسيح لأجلنا، جاعلاً في متناول المؤمنين الاستفادة من فوائد ذبيحته الكفارية التي قُدمت على الصليب مرة وإلى الأبد. وقد قُلِدَ المسيح السلطان كرئيس كهنتنا الأعظم وابتدأ خدمته الشفاعية عندما صعد إلى السماء. وهي الخدمة التي كان يُرمَز إليها بعمل رئيس الكهنة في القُدْس الموجود في المَقْدِس الأرضي. وفي عام ١٨٤٤، وهي السنة التي تمثّل نهاية الفترة النبوية المكوّنة من ٢٣٠٠ يومًا، ابتدأ المسيح في المرحلة الثانية والأخيرة من خدمته الكفارية. ويُسمّى ذلك العمل بالدينونة التحقيقية وهو جزء من خطة التخلّص النهائي من الخطية. وقد تمت الإشارة إلى ذلك العمل في العهد القديم عن طريق عملية تطهير المقدِس الأرضي في يوم الكفارة. وفي تلك الخدمة الرمزية، كان الهيكل يتطهر بدم الذبائح الحيوانية، وأما الأشياء السماوية فتتطهر بالذبيحة الكاملة لدم المسيح. وتُظهِر الدينونة التحقيقية لسكان السماء، مَن هم الذين ماتوا ورقدوا في المسيح وبالتالي فهم مستحقون به أن يكون لهم نصيب في القيامة الأولى. كما تظهر أيضاً، مَن بين الأحياء الذين قد ثبتوا في المسيح يسوع مستعدون للصعود إلى الملكوت الأبدي. وتزكّي هذه الدينونة عدالة الله في تخليص الذين يؤمنون بالمسيح، وتعلن أن الذين بقوا على ولائهم لله سينالون الملكوت. وتحدد نهاية خدمة المسيح هذه انتهاء زمن النعمة للبشر قبل المجيء الثاني. اقرأ (لاويين ١٦؛ عدد ١٤: ٣٤؛ حزقيال ٤: ٦؛ دانيال ٧: ٩ – ٢٧؛ ٨: ١٣ و١٤؛ ٩: ٢٤ – ٢٧؛ عبرانيين ١: ٣؛ ٢: ١٦ و١٧؛ ٤: ١٤ – ١٦؛ ٨: ١ – ٥؛ ٩: ١١ – ٢٨؛ ١٠: ١٩ – ٢٢؛ رؤيا ٨: ٣ – ٥؛ ١١: ١٩؛ ١٤: ٦ و٧ و١٢؛ ٢٠: ١٢؛ ٢٢: ١١ و١٢).
٢٥. المجيء الثاني للمسيح
نؤمن أن المجيء الثاني للمسيح هو رجاء الكنيسة المبارك، وهو الذروة الحاسمة لبشارة الإنجيل. سيكون مجيء المخلّص حرفيًا وشخصيًا ومنظوراً وعلى نطاق العالم بأسره. وعندما يجيء ربّ المجد، سوف يُقام الموتى الأبرار، ويصعدون مع الأبرار الأحياء في موكب عظيم إلى الأمجاد السماوية، أما الأشرار فسيموتون. ونظرًا لأن معظم مراحل النبوة أصبحت على وشك الإتمام الكامل، إضافة إلى الوضع الحالي للعالم، فهذا يدل على اقتراب مجيء المسيح. أما وقت هذا المجيء وتحقيق هذا الحدث العظيم، فلم يُعلن، ولذلك فعلينا أن نكون مستعدين دائماً. اقرأ (متى ٢٤؛ مرقس ١٣؛ لوقا ٢١؛ يوحنا ١٤: ١ – ٣؛ أعمال ١: ٩ – ١١؛ كورنثوس الأولى ١٥: ٥١ – ٥٤؛ تسالونيكي الأولى ٤: ١٣ – ١٨؛ ٥: ١ – ٦؛ تسالونيكي الثانية ١: ٧ – ١٠؛ ٢: ٨؛ تيموثاوس الثانية ٣: ١ – ٥؛ تيطس ٢: ١٣؛ عبرانيين ٩: ٢٨؛ رؤيا ١: ٧؛ ١٤: ١٤ – ٢٠؛ ١٩: ١١ – ٢١).
٢٦. الموت والقيامة
نؤمن أن أجرة الخطية هي موت، ولكن الله الذي له وحده الخلود سيهب الحياة الأبدية لكل المفديين. وحتى يأتي ذلك اليوم، فإنّ الموت هو مرحلة من فقدان كل إحساس وشعور لكافة الناس. وعندما يظهر المسيح، الذي هو حياتنا، فإن الأبرار المقامين مع الأحياء الأبرار سيُمجَّدون ويُختَفطون لمقابلة ربهم. أما القيامة الثانية، قيامة الأشرار، فتحدث بعد ذلك بألف سنة. اقرأ (أيوب ١٩: ٢٥ – ٢٧؛ مزمور ١٤٦: ٣ و٤؛ جامعة ٩: ٥ و٦ و١٠؛ دانيال ١٢: ٢ و١٣؛ إشعياء ٢٥: ٨؛ يوحنا ٥: ٢٨ و٢٩؛ ١١: ١١ – ١٤؛ رومية ٦: ٢٣؛ كورنثوس الأولى ١٥: ٥١ – ٥٤؛ كولوسي ٣: ٤؛ تسالونيكي الأولى ٤: ١٣ – ١٧؛ تيموثاوس الأولى ٦: ١٥ و١٦؛ رؤيا ٢٠: ١ – ١٠).
٢٧. العصر الألفي ونهاية الخطية
نؤمن أن العصر الألفي هو مُلْك المسيح لمدة ألف سنة مع قديسيه في السماء. وهذه الفترة تتوسط القيامة الأولى والقيامة الثانية، وفيها يُدان الأموات الأشرار، وتكون الأرض خربة وخالية تمامًا، وليس بها بها بشر أحياء، ولكن الشيطان وملائكته يبقون فيها. وفي نهاية الألف سنة سوف ينزل المسيح مع القديسين والمدينة المقدسة إلى الأرض. عندئذ يُقام الموتى الأشرار، فيشتركون مع الشيطان وملائكته في تطويق المدينة، ولكن نار الله تلتهمهم وتطهّر الأرض. وهكذا يتحرّر الكون إلى الأبد من الخطية والخطاة. اقرأ (إرميا ٤: ٢٣ – ٢٦؛ حزقيال ٢٨: ١٨ و١٩؛ ملاخي ٤: ١؛ كورنثوس الأولى ٦: ٢ و٣؛ رؤيا ٢٠: ١ – ٥).
٢٨. الأرض الجديدة
نؤمن أنه في الأرض الجديدة، التي يسكن فيها البِرّ، سوف يوفّر الله مسكنًا أبديًا للمفديين، وبيئية مثالية كاملة لحياة دائمة في حضرته تتسم بالمحبة والابتهاج والتعلّم إلى الأبد. لأنه هنا يسكن الله نفسه مع شعبه بعد أن يكون قد مضى الألم والموت، وانتهى الصراع العظيم وتلاشت الخطية ولم يعد لها وجود. وتعلن كل الاشياء من حي إلى جماد أن الله محبة؛ وهو سيملك إلى أبد الآبدين. آمين. اقرأ (إشعياء ٣٥؛ ٦٥: ١٧ – ٢٥؛ متى ٥: ٥؛ بطرس الثانية ٣: ١٣؛ رؤيا ١١: ١٥؛ ٢١: ١ – ٧؛ ٢٢: ١ – ٥).