Sabbath School Lesson 2019 - 1st Quarter: Revelation of Jesus

 DOWNLOAD PDF

المحتويات

Adult Bible Study Guide

1st Quarter 2019

مقدمة ٢

  1. الأخبار السارة من بَطْمُس — ٢٩ كانون الأول(ديسمبر)-٤ كانون الثاني (يناير) ٦
  2. في وسط المناير — ٥-١١ كانون الثاني (يناير) ١٣
  3. رسائل يسوع للكنائس السبعة — ١٢-١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠
  4. مُستحقٌ هو الخروف — ١٩-٢٥ كانون الثاني (يناير) ٢٨
  5. الأختام السبعة — ٢٦ كانون الثاني (يناير)-١ شباط (فبراير) ٣٥
  6. عبيد الله المختومين — ٢-٨ شباط (فبراير) ٤٣
  7. الأبواق السبعة — ٩-١٥ شباط (فبراير)٥٠
  8. الشيطان عدوٌ مهزومٌ — ١٦-٢٢ شباط (فبراير) ٥٨
  9. الشيطان وحليفاه — ٢٣ شباط (فبراير) - ١ آذار (مارس)٦٦
  10. بشارة الله الأبدية — ٢-٨ آذار (مارس) ٧٤
  11. الضربات السبعة الأخيرة — ٩-١٥ آذار (مارس)٨١
  12. الدينونة على بابل — ١٦-٢٢ آذار (مارس)٨٩
  13. «ها أنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا» — ٢٣-٢٩ آذار (مارس)٩٧

    المبادئ والمعتقدات الأساسية للأدڤنتست السبتيين١٠٤

Editorial Office: 12501 Old Columbia Pike, Silver Spring, MD 20904

Come visit us at our Website: http://www.absg.adventist.org

Principal Contributor
Ranko Stefanovic

Editor
Clifford R. Goldstein

Associate Editor
Soraya Homayouni

Publication Manager
Lea Alexander Greve

Middle East and North Africa Union

Publishing Coordinator
Michael Eckert

Translation to Arabic
Sylvia Safwat

Arabic Layout and Design
Marisa Ferreira

Editorial Assistant
Sharon Thomas-Crews

Pacific Press® Coordinator
Wendy Marcum

Art Director and Illustrator
Lars Justinen

Design
Justinen Creative Group

© ٢٠١٩ المجمع العام للأدفنتست السبتيين®. جميع الحقوق محفوظة. لا يجوز تعديل أو تغيير أو تبديل أو تحويل أو ترجمة أو إعادة إصدار أو نشر أي جزء من دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المُقدَّس للكبار دون الحصول على إذْن خطي سابق من المجمع العام للأدفنتست السبتيين®. ويُصرّح لمكاتب الأقسام التابعة للمجمع العام للأدفنتست السبتيين® العمل على التنسيق لترجمة دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المُقدَّس للكبار بموجب مبادئ توجيهية محددة. وتبقى ترجمات هذا الدليل ونشره حقًا محفوظًا للمجمع العام. اصطلاحات «الأدفنتست السبتيون»، و «الأدفنتست» وشعار الشعلة هي علامات تجارية مسجلة للمجمع العام للأدفنتست السبتيين®، ولا يجوز استخدامها دون الحصول على إذن سابق من المجمع العام.

دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المُقدَّس للكبار هو من إعداد مكتب دليل دراسة الكتاب المُقدَّس للكبار التابع للمجمع العام للأدفنتست السبتيين. ويخضع إعداد الدليل للإشراف العام من قِبَل لجنة مدرسة السبت للنشر، وهي إحدى اللجان التابعة للجنة الإدارية للمجمع العام، التي هي الناشر لدليل دراسة الكتاب المقدس. يعكس الدليل المنشور مساهمات لجنة عالمية تقويمية، ويحظى بموافقة لجنة مدرسة السبت للنشر، وعليه فهو لا يمثل بالضرورة وجهة نظر المؤلف (أو المؤلفين) منفردةً.

Sabbath School Personal Ministries

الأخبار
السارة من
بَطْمُس

منذ حوالي ألفي سنة، نُفي الرسول يوحنا إلى جزيرة صخرية صغيرة في بحر إيجة بسبب شهادته الأمينة للإنجيل. فعانى الرسول المُسّن من جميع مشقات الاعتقال الروماني. وفي أحد السبوت، جاءه يسوع المسيح في زيارة خاصة؛ جاءه ليشجع خادمه أثناء معاناته.
وفي سلسلة من الرؤى، أراه يسوع بانوراما تاريخ الكنيسة وما سيختبره شعب الله بينما ينتظرون عودة سيدهم.

فسجّل يوحنا ما رآه في الرؤى بأمانة في مخطوطة عنوَنَها باسم «إعلان يسوع المسيح» (رؤيا ١:١). ويعلن السفر الذي كتبه، عَمَلْ يسوع في السماء وعمله على الأرض منذ صعوده وما سيفعله عندما يجيء. وكان الهدف منه أن يؤكد للمسيحيين عبر الأجيال على وجود المسيح وأنه يحفظهم إذ يختبرون تجارب الحياة اليومية في عالمٍ ساقطٍ ومنغمس في الصراع العظيم.

هذا الربع سوف نتعمق في هذا السّفر. وسنركز بصفة عامة على أجزاء السفر ومواضيعه الرئيسة. فالفكرة هي أن نتعرف على مواضيع السفر الرئيسة وندرك أنه بالفعل يعلن يسوع المسيح، وحياته، وموته، وقيامته، وخدمته الكهنوتية العُظمى لأجل شعبه.

وإذ نفعل ذلك، سنمضي قُدمًا بالطرق التالية:

١. تعتمد دراستنا لسفر الرؤيا على مفهوم الوحي الكتابي: ففي حين أن رسائل السفر هي من الله، إلا أن اللغة التي نُقِلت بها تلك الرسائل هي بشرية. واستخدامًا للغةٍ وصورٍ مستوحاة من تاريخ شعب الله في العهد القديم، سنكتشف الكيفية التي نقل بها يوحنا تلك الرسائل.

٢. تُظهِر القراءة الدقيقة لنبوات سفر الرؤيا (مثل تلك التي في سفر دانيال) أن النهج التاريخي للتفسير النبوي هو النهج الصحيح لفهم تحقيق النبوات المقصود، لأنها تتبع مجرى التاريخ، منذ زمن النبي وحتى نهاية العالم. ويوضح هذا النهج كيف يجب أن نبذل قصارى جهدنا لكي نستنبط المعنى من النص ذاته، عوضًا عن فرض تفسير حُدّد للنص سلفًا.

٣. الهيكل التنظيمي لسفر الرؤيا هو جوهريٌ بطرق عدة للتطبيق المسؤول لنبوات السفر. ولذلك سيعتمد تحليلنا لسفر الرؤيا على هيكلية رباعية الجوانب:

أ. رؤيا ١: ١- ٣: ٢٢ توضّح وضع الكنائس في زمن يوحنا لتتناول وضع الكنيسة في حقب مختلفة من التاريخ تناولًا نبويًا.

ب. رؤيا ٤: ١ - ١١: ١٩ تعيد (أو تلخِّص) تاريخ الكنيسة هذا وتبني عليه استخدامًا لرموزٍ تخص سفر الرؤيا تدريجيًا تضفي تفاصيل أكثر.

ج. رؤيا ١٢: ١ - ١٤: ٢٠ هي المحور الموضوعي للسفر وتمتد عبر تاريخ الصراع العظيم منذ قبل زمن يسوع وحتى المجيء الثاني.

د. رؤيا ١٥: ١ – ٢٢: ٢١ تركز حصريًا على نهاية الزمان.

٤. التفسير المعقول لنبوات الرؤيا يجب يكون المسيح محوره. حيث كُتِب السفر بأكمله من منظور المسيح. وعليه، فمن خلال المسيح وحده تلقى رموز سفر الرؤيا وصوره معناها وأهميتها.

يَعِدُ سفر الرؤيا بالبركات أولئك الذين يقرأون كلماته ويسمعونها ومَن يحفظون تحذيراته. يفتتح سفر الرؤيا بتحذير مقدم لنا لنفهم التعليمات التي يحتويها. حيث يقول الرب: «طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ.» عندما نفهم نحن كأناس ما يعنيه هذا السِّفر لنا، سنرى في وسطنا نهضة عظيمة. ولكننا لا نفهم الدروس التي يجب أن نفهمها فهمًا كاملًا، غير مُدركين تمامًا التحذير المُعطى لنا لتفتيشه ودراسته» – روح النبوة،
Testimonies to Ministers and Gospel Workers, p. 113). بينما نحلل هذا السفر، ندعوكم لأن تكتشفوا لأنفسكم الأمور التي أنتم بحاجة لسماعها والانتباه إذ ننتظر مجيء ربنا يسوع المسيح.

رانكو ستيفانوفك، الحاصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة، هو أستاذ العهد الجديد في معهد اللاهوت الأدفنتستي بجامعة آندروز. وتخصصه هو سفر الرؤيا.

انخراط كافة الأعضاء

حان وقت انخراط كافة الأعضاء

ما هوانخراط كافة الأعضاء؟

  • « انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » هو تّوجُّه كرازي واسع النطاق على مستوى الكنيسة العالمية يشارك فيه كل عضو، كل كنيسة، كل كيان إداري، كل نوع من أنواع الخدمة العامة الإِيْصَالِيّة، وكذلك الخدمات الإِيْصَالِيّة الشخصية والمؤسساتية.
  • إنها خطة تعتمد على تواريخ محددة وتهدف إلى ربح النفوس المعني وتقف على احتياجات العائلات والأصدقاء والجيران. ثم تشارك كيف يلبّي الله كل حاجة، مما يؤدي إلى زرع كنائس جديدة ونمو الكنيسة ككل، مع التركيز على إبقاء الأعضاء، التبشير، المشاركة والتلمذة.

    كيفية تطبيق «انخراط كافة الأعضاء» في مدرسة السَّبت

    خصّص أول ١٥ دقيقة * من كل درس للتخطيط والصلاة والمشاركة:

  • « انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » في الوصول لمَن ينتمون للكنيسة: خطط لزيارة الأعضاء المتغيبين أو المتضررين وصلِّ من أجلهم واعتنِ بهم، وقم بتوزيع مهام لكل منطقة. صَلِّ وناقش الطرق التي يمكن من خلالها تلبية احتياجات العائلات الكنسيَّة، الأعضاء غير الفاعلين، الشبيبة، النّساء والرجال، وطرق مختلفة لجعل العائلة الكنسية منخرطة في الخدمة.
  • « انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » في الوصول لمَن لا ينتمون للكنيسة: صَلِّ وناقش الطرق التي مِن خلالها يمكن الوصول إلى مجتمعك، مدينتك، والعالم، بإتمام مهمة البشارة من خلال الزَّرع، الحصاد، والحفاظ على ما نجمعه. قم بإشراك جميع الخدمات الكنسيّة إذ تخطط لمشاريع ربح النفوس قصيرة المدى وبعيدة المدى. إنَّ مبادرة « انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » أساسها أعمال التّرفّق المكترث. فيما يلي بعض الطرق العملية لتصبح منخرطاً بشكل شخصي: ١. قم بتنمية عادة التعرّف على الاحتياجات في مجتمعك. ٢. ضع الخطط لتلبية هذه الاحتياجات. ٣. صَلِّ من أجل انسكاب الروح القدس.
  • « انخراط كافة الأعضاء ‹ TMI › » للتواصل مع الله: دراسة فصل الكتاب. شجِّع الأعضاء على الانخراط في الدراسة الفردية للكِتاب المُقدَّس – اجعل دراسة الكِتاب المُقَدَّس في مدرسة السبت دراسة تشاركية. ادرسوا من أجل التغيّر الإيجابي وليس من أجل الحصول على المعلومات.

    انخراط كافة الأعضاءTMI

    الوقت

    الشّرح

    التبشير بالمشاركة

    المرسلية العالمية

    ١٥ دقيقة.*

    صَلّ، خطِّط، نظّم للعمل. اهتم بالأعضاء المتغيبين. ضع جدولاً زمنياً للتواصل. العطاء المرسلي.

    درس دليل دراسة الكِتاب المُقَدَّس

    ٤٥ دقيقة.*

    قم بإشراك الجميع في درس الكِتاب المُقَدَّس. اطرح أسئلة. سلّط الضوء على النصوص الرئيسية.

    الغداء

    خطط للغداء مع أعضاء الصَّف بعد العبادة.

    ثم فليخرج كل واحد منكم ويتواصل مع شخص ما.

    *يمكن تعديل الوقت حسب الضرورة.

قم بزيارة الموقع الإلكتروني

الخاص بالشرق الأوسط للنشر

للحصول على المزيد من الموارد باللغة العربية

www.middle-east-publishers.com

اشترك في

رسالتنا الإخبارية

المجانية

تزوّد بآخر المعلومات المتعلقة بكل

إصداراتنا الجديدة!

+961 1 690290 | www.middle-east-publishers.com

شارع الفردوس، السبتية، جديدة المتن، بيروت، لبنان ١٢٠٢٢٠٤٠

الدرس الأول *٢٩ كانون الأول (ديسمبر) - ٤ كانون الثاني (يناير)

الأخبار السارة من بَطْمُس

السبت بعد الظهر

المراجع الأسبوعية: رؤيا ١: ١-٨؛ يوحنا ١٤: ١-٣؛ تثنية ٢٩:٢٩؛ يوحنا ١٤: ٢٩؛ رومية ١: ٧؛ فيلبي ٣: ٢٠؛ دانيال ٧: ١٣، ١٤.

آية الحفظ: «طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ» (رؤيا١: ٣).

أُعلنت نبوات سفر الرؤيا، من خلال رؤى للرسول يوحنا، لأكثر من تسعة عشر قرن مضى أثناء منفاه على جزيرة صخرية صغيرة في بحر إيجه تُعرَف باسم بَطْمُس (رؤيا ١: ٩). تبارك الآية في (رؤيا ١: ٣) أولئك الذين يقرأون السفر ويسمعونه ويطيعون تعاليمه (قارن لوقا ٦: ٤٧، ٤٨). ويشير هذا العدد إلى جماعة المؤمنين المجتمعة في الكنيسة لسماع الرسائل. ورغم ذلك، فهم ليسوا مباركين لأنهم يقرأون أو يسمعون فقط، بل لأنهم يطيعون كلمات السفر أيضًا (انظر رؤيا ٢٢: ٧).

نبوات سفر الرؤيا هي تعبير عن عناية الله بشعبه. فهي تشير إلى قِصَر هذه الحياة وهشاشتها، وتوجهنا إلى الخلاص بيسوع وإلى عمله، بوصفه رئيس كهنتنا السماوي ومَلِكُنَا، وتوجهنا كذلك لدعوتنا لنشر الإنجيل.

فالنبوات الكتابية تشبه سراج مضيء في مكان مظلم (٢بطرس ١: ١٩). وهدفها هو أن تعطينا إرشاد لحياتنا اليوم ورجاء لمستقبلنا. ونحن سنظل بحاجة لهذا الإرشاد النبوي حتى مجيء المسيح وتأسيس ملكوت الله الأبدي.

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٥ كانون الثاني (يناير).

الأحد ٣٠ كانون الأول (ديسمبر)

عنوان السفر

اقرأ رؤيا ١: ١، ٢. ما هي أهمية العنوان الكامل للسفر؟ ماذا يعلمنا العنوان عن مَن هو المحور الرئيس للسفر؟

تذكر رؤيا ١: ١ أن عنوان السفر هو «إعلان يسوع المسيح». وتأتي كلمة «إعلان» من الكلمة اليونانية «apokalupsis» (رؤيا)، والتي تعني «جَلَيان» أو «كشف». حيث تكشف الرؤيا شخص يسوع المسيح؛ فهي منه وعنه. ومع أنها جاءت من الله خلال يسوع المسيح (انظر رؤيا ٢٢: ١٦)، يشهد السفر أن يسوع هو محور محتواها. فالرؤيا هي إعلان ذاته لشعبه وتعبيرٌ عن اهتمامه بهم.

يسوع هو الشخصية الرئيسة في سفر الرؤيا. فيبدأ السفر به (رؤيا ١: ٥-٨) ويُختم به (رؤيا ٢٢: ١٢-١٦). «دع دانيال يتحدث، ودع الرؤيا تتحدث، ليخبرا بالحق. ولكن في أي مرحلة من مراحل الموضوع المُقدمة ارفع اسم يسوع واجعله محور كل رجاء، ‹أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِيرُ » (روح النبوة، Testimonies to Ministers and Gospel Workers، صفحة 118).

أيضًا، يسوع في الرؤيا هو ذاته يسوع في الأناجيل الأربعة. حيث يواصل سفر الرؤيا وصف يسوع وعمله الخلاصي بالنيابة عن شعبه كما صُوِرا في الأناجيل. إلا أن سفر الرُؤيا يركز على نواح مختلفة من حياته وخدمته. إذ يبدأ بصفة رئيسية من حيث انتهت الأناجيل — بقيامة يسوع وصعوده للسماء.

على غرار الرسالة إلى العبرانيين، يركز سفر الرؤيا على خدمة يسوع السماوية. ويوضح أنه بعد صعوده تولى يسوع خدمته المَلَكية والكهنوتية في المقدس السماوي. لولا سفر الرؤيا أو العبرانيين، لكانت معرفتنا عن خدمة المسيح الكهنوتية العُظمى في السماء لأجل شعبه، محدودة جدًا. ومع ذلك، حتى بالإضافة إلى سفر العبرانيين، يزودنا سفر الرؤيا بصورة فريدة عن خدمة يسوع المسيح لأجلنا.

اقرأ يوحنا ١٤: ١-٣. كيف يساعدنا الوعد المُوسّع الموجود هنا على فهم ما يفعله يسوع الآن من أجلنا في السماء فهمًا أفضل؟ أي رجاء يمكننا استخلاصه من هذا الوعد الرائع؟

الاثنين ٣١ كانون الأول (ديسمبر)

غاية السفر

تخبرنا الآية أيضًا في رؤيا ١:١ أن غاية السفر هي توضيح أحداث المستقبل، بداية من زمن كتابة السفر ذاته. وسيلاحظ مَن هو على دراية بسفر الرؤيا أن تنبؤات الأحداث — سواء تلك التي تحققت بالفعل (على الأقل من منظورنا اليوم) أو تلك الأحداث التي لا تزال مستقبلية (أيضًا، من منظورنا اليوم) — تشغل معظم محتوى السفر.

الغاية الرئيسة للنبوات الكتابية هي أن تؤكد لنا أنه بغض النظر عما يجلبه المستقبل، تظل السيادة في يد الله. وهذا ما يفعله سفر الرؤيا بالضبط: فهو يؤكد لنا أن يسوع المسيح واقفٌ مع شعبه خلال تاريخ هذا العالم وأحداثه الأخيرة المُنذرة.

وعليه، فإنّ لسفر الرؤيا غايتان عمليتان: ليعلمنا كيفية عيش الحاضر وليُعِدُّنا للمستقبل.

اقرأ تثنية ٢٩: ٢٩. كيف يساعدنا هذا النص على أن نفهم سبب كون بعض الأمور غير مُعلنة لنا؟ ووفقًا لهذا النص، ما هي الغاية من الأمور المعلنة لنا؟ بمعنى أخر، ما هو سبب إخبارنا بها؟ انظر أيضًا رؤيا ٢٢: ٧.

لم تُعلن نبوات زمن النهاية في سفر الرؤيا بغرض إشباع فضولنا المفرط عن المستقبل. فلا يكشف السفر إلا تلك الأمور المستقبلية التي تهمنا معرفتها. وكُشفت هذه لتقنعنا بجدية ما سيحدث كي نعتمد على الله، ونطيعه نتيجة لذلك.

لقرونٍ، فإنّ التخمين والإثارة لازمت الكثير من التعاليم الخاصة بأحداث زمن النهاية. وصُنعت الثروات من وراء أولئك الذين، في توقعهم للنهاية العاجلة، أرهبوا الناس بهدف دفع الأموال لخدمتهم، لأن النهاية كانت وشيكة. ولكن في كل مرة لم تأتِ النهاية، وتُركت الناس محبطة ويائسة. ففي وجود جميع الأمور الصالحة التي أعطاها الله إيانا، قد يُساء استخدام وتفسير النبوة.

اقرأ يوحنا ١٤: ٢٩. ما هو المبدأ ذات الأهمية الجوهرية الذي يمكننا أن نجده في هذه الآية فيما يتعلق بالقصد من النبوة؟

الثلاثاء ١ كانون الثاني (يناير)

لغة الرموز في الرؤيا

اقرأ رؤيا ١٣: ١، ودانيال ٧: ١-٣، وحزقيال ١: ١-١٤. ما هو الأمر الذي تشترك فيه جميع هذه الرؤى؟

يواصل رؤيا ١:١ ويقول: «وَبَيَّنَهُ مُرْسِلاً بِيَدِ مَلاَكِهِ لِعَبْدِهِ يُوحَنَّا». نجد هنا كلمة هامة جدًا بالسفر. كلمة «بَيَّنَهُ» هي ترجمة للكلمة اليونانية «semainō» التي تعني «التوضيح بعلامات رمزية». وتستخدم هذه الكلمة في الترجمة اليونانية للعهد القديم (الترجمة السبعينية)، حيث يفسر دانيال للملك نبوخذنصر أنه بالتمثال المصنوع من الذهب والفضة والنحاس والحديد عَرَّفَ اللهُ الْمَلِكَ «مَا سَيَأْتِي بَعْدَ هذَا» (دانيال ٢: ٤٥). وتوظيفًا للكلمة ذاتها، يخبرنا يوحنا أن مشاهد وأحداث الرؤيا أُظهرت له في رؤية بِشكل عروض رمزية. وبقيادة الروح القدس، سجّل يوحنا بأمانة هذه العروض الرمزية التي رآها في الرؤى (رؤيا ١: ٢).

وعليه، لا يجب أن تُفَسَّر اللغة التي كُتِبت بها أغلب نبوات الرؤيا حرفيًا. وكقاعدة، تفترض قراءة الكتاب المقدس، على وجه العموم، فهم النصوص حرفيًا (إلا إذا كان النص يشير إلى رمز مقصود). ولكن عندما نقرأ سفر الرؤيا علينا أن نفهمه رمزيًا — إلا إذا كان النص يشير إلى معنى حرفي. ففي حين أن المشاهد والأحداث المُتَنَبَّأ بها في حد ذاتها حقيقية، إلا أنها وُصفت غالبًا بلغة رمزية.

ولذلك فإن الأخذ بعين الاعتبار الصفة الرمزية المتجلية في سفر الرؤيا سيقينا من تحريف الرسالة النبوية. وفي محاولة تحديد معاني الرموز المستخدمة في السفر، لابد من توخي الحذر لئلا نفرض على النص معنًى نابع من مخيلة بشرية أو من المعاني الدارجة لتلك الرموز في ثقافتنا. بل عوضًا، لابد أن نتجه إلى الكتاب المقدس وللرموز الموجودة في صفحاته حتى نفهم الرموز الموجودة في سفر الرؤيا.

في الواقع، في أثناء محاولة الوصول لمعاني تلك الرموز الموجودة في الرؤيا، لابد أن نتذكر أن معظمها مستمدة من العهد القديم. إذ في تصوير المستقبل استخدامًا للغة الماضي، أراد الله أن يبرهن لنا على أن أعماله الخلاصية في المستقبل ستكون شبيهة جدًا بأعماله الخلاصية في الماضي. فما فعله لأجل شعبه في الماضي، سيفعله لأجلهم مجددًا في المستقبل. في سعينا لفك شفرات رموز وتشبيهات الرؤيا لابد من أن نبدأ بإعطاء الاهتمام إلى العهد القديم.

الأربعاء ٢ كانون الثاني (يناير)

الذات الإلهية

يبدأ سِفر الرؤيا بتحية شبيهة بتلك المذكورة في رسائل بولس. فظاهريًا يبدو أن السّفر أُرسلَ كرسالة للكنائس السبع في آسيا الصغرى في زمن يوحنا (انظر رؤيا ١: ١١). إلا أن سفر الرؤيا لم يُكتب لهم فقط، بل لجميع الأجيال المسيحية عبر التاريخ أيضًا.

اقرأ رؤيا ١: ٤، ٥ ورومية ١: ٧. ما هي التحية المشتركة الموجودة في النصين، وممن التحية مرسلة؟

يقدم كلا النصين تحية خطابية: «نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ». تحتوي هذه العبارة على التحية اليونانية charis (نعمة) والتحية العبرية shalom (سلام أو عافية). وكما نرى من هذين النصين، معطو النعمة والسلام هم الأقانيم الثلاثة للذات الإلهية.

فيُعرف الآب بالأقنوم «الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي» (انظر رؤيا ١: ٨؛ ورؤيا ٤: ٨). ويشير هذا للاسم الإلهي يهوه «أَهْيَهِ الَّذِي أَهْيَهْ» (خروج ٣: ١٤) مشيرًا لوجود الله الأبدي.

ويشار للروح القدس «بالسبعة أرواح» (قارن مع رؤيا ٤: ٥؛ ورؤيا ٥: ٦). وسبعة هو رقم الكمال. وتعني «السبعة أرواح» أن الروح القدس نشيطٌ في جميع الكنائس السبع. وتشير هذه الصورة إلى الروح القدس الكُلّي القدرة وعمله الدؤوب بين شعب الله عبر التاريخ ممكنًا إياهم من إتمام دعوتهم.

أما يسوع المسيح فيعرف بثلاثة ألقاب: «الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ» (رؤيا ١: ٥). وهي تشير لموته على الصليب وقيامته وعرشه في السماء. ثم يذكر يوحنا ما فعله يسوع: «الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ، وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ» (رؤيا ١: ٥، ٦).

تشير كلمة «أحبنا» في اللغة اليونانية الأصلية إلى محبة المسيح المستمرة التي تشمل الماضي والحاضر والمستقبل. من أحبنا قد غسلنا من خطايانا بدمه. وفي اليونانية، يشير الفعل «حرَّر» إلى فعل ماضي تام: عندما مات يسوع على الصليب قدم عن خطايانا كفارة كاملة متكاملة.

تصف الآيات في أفسس ٢: ٦ وفيلبي ٣: ٢٠ المفديين بكونهم مُقامين وجالسين مع يسوع في السماويات. ماذا يعني ذلك؟ وكيف لنا أن نستمتع حاليًا بهذه المنزلة المجيدة في المسيح «كملوك وكهنة» (رؤيا ١: ٦) في حين أننا لا نزال في هذا العالم الذي جلبت له الخطية اللعنة؟ كيف لهذه الحقيقة أن تؤثر على حياتنا؟

الخميس ٣ كانون الثاني (يناير)

الكلمة الرئيسة في سِفْر الرُؤيا

تشير خلاصة مقدمة سفر الرؤيا إلى المحور الحقيقي للسفر بأكمله: عودة المسيح في قوةٍ ومجدٍ. حيث تَكرَّر وعد المسيح بمجيئه الثاني ثلاثة مرات في ختام السفر (رؤيا ٢٢: ٧، ١٢، ٢٠).

اقرأ رؤيا ١: ٧، ٨. كلمات هذا النص مستمدة من نصوص نبوية عديدة: دانيال ٧: ١٣، ١٤؛ زكريا ١٢: ١٠؛ متى ٢٤: ٣٠. ماذا تخبرنا هذه النصوص عن يقينية المجيء الثاني؟

في الرؤيا، يمثل المجيء الثاني ليسوع نقطة النهاية التي يتجه إليها التاريخ. وسيكون المجيء الثاني علامة انقضاء تاريخ العالم وبداية ملكوت الله الأبدي، وكذلك علامة التحرر من كل شر وحزن وألم وموت.

على غرار بقية العهد الجديد، تشير رؤيا ١: ٧ إلى المجيء الحرفي والمرئي والشخصي للمسيح في عظمة ومجد. وسيشهد مجيئه كل إنسان سيكون على قيد الحياة في ذلك الوقت، بما في ذلك «الَّذِينَ طَعَنُوهُ». وتشير هذه الكلمات إلى حدوث قيامة خاصة لأناس معينة قبيل مجيء المسيح، والتي تشمل أولئك الذين صلبوه. ففي حين أن يسوع سوف يأتي، في مجيئه، بالخلاص لأولئك الذين ينتظرونه، إلا أنه سيجلب أيضًا الدينونة لأولئك الأحياء على الأرض الذين إزدروا برحمته ومحبته.

يقينية مجيء المسيح تؤكدها هذه الكلمات: «نَعَمْ آمِينَ» (رؤيا ١: ٧). إذ أن كلمة نعم هي ترجمة الكلمة اليونانية «nai»، وكلمة «amen» هي تأكيد عبري. ومعًا، تعبران هاتان الكلمتان عن اليقينية. وهما أيضًا يختمان السفر بتأكيدين شبيهين (انظر أيضًا رؤيا ٢٢: ٢٠).

« أكثر من ١٨٠٠ عامٍ مضى منذ أعطى المخلص الوعد بمجيئه. وعبر القرون ملأت كلماته قلوب عبيده الأمناء بالشجاعة. لم يتحقق الوعد بعد: صوت مانح الحياة لم يدعُ القديسين الراقدين من قبورهم بعد؛ ولكن، وعلى الرغم من ذلك، أكيدةٌ هي الكلمة التي قيلت. ففي وقته سيفي الله بكلمته. هل يجب أن يشعر أحدٌ بالملل الآن؟ هل يجب أن نفقد ثباتنا في الإيمان في حين أننا قريبون جدًا للعالم الأبدي؟ هل يجب أن يقول أحدٌ أن المدينة مفهوم بعيد جدًا؟ — كلا، كلا. بعد فترة وجيزة سوف نرى الملك في جماله. بعد فترة وجيزة سوف يمسح هو كل الدموع من عيوننا. بعد فترة وجيزة سوف يقدمنا ‹أَمَامَ مَجْدِهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي الابْتِهَاجِ »
Ellen G. White, The Advent Review and Sabbath Herald, Nov. 13, 1913.

لا تعتمد قوة أي وعد مُقدم إلا على قوة نزاهة مُعطي الوعد وقدرته أو قدرتها على الإيفاء به. كيف تؤكد لك حقيقة كون الله، الذي حفظ كافة وعوده في الماضي، هو من أعطى الوعد بالمجيء الثاني، على أن المسيح سيعود كما وعد؟

الجمعة ٤ تشرين الأول (أكتوبر)

لمزيد من الدرس: اقرأ من روح النبوة الفصل الذي عنوانه
«The Study of the Books of Daniel and the Revelation»، صفحة ١١٢-١١٩، من كتاب Testimonies to Ministers and Gospel Workers.

«لقد أعطيت هذه الرؤية لأجل إرشاد الكنيسة وتعزيتها خلال العهد المسيحي كله.... فالرؤيا شيءٌ يرى ويعلن. فالرب نفسه أعلن لعبده الأسرار المتضمنة في هذا السفر، وهو يقصد أنها تنكشف أمام عيون كل دارسيه. وحقائقه موجهة إلى مَن يعيشون في الأيام الأخيرة من تاريخ هذه الأرض، مثلما هي موجهة لمَن يعيشون في أيام يوحنا. وبعض المشاهد المصورة في هذه النبوة هي في الزمن الماضي، والبعض الآخر يتم الآن، والبعض يصور نهاية الصراع العظيم بين قوات الظلمة وبين ابن الله، أمير السماء. والبعض يكشف لنا عن الانتصارات والأفراح التي يتمتع بها المفديون في الأرض الجديدة.

«لا يَظُنَّن أحد أنه لكونه لا يستطيع أن يوضح معنى كل رمز في الرؤيا فإنه من العبث له أن يفتش هذا السفر محاولًا معرفة معنى الحق المتضمن فيه. فذاك الذي كشف هذه الأسرار ليوحنا سيعطي لمن يفتش عن الحق باجتهاد أن يتذوق شيئًا من الأمور السماوية. وأولئك الذين قلوبهم مفتوحة لقبول الحق ستمنح لهم القدرة على إدراك تعاليمه وسينالون البركة الموعود بها أولئك الذين ›يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا› » (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٥٢٩-٥٣٠).

أسئلة للنقاش

١. إذا كانت الرؤيا إعلان يسوع المسيح، لماذا تحمل كلمة apocalypse (الرؤيا) اليوم معنى سلبي؟ ماذا يخبرنا هذا عن الصورة الشائعة عن سفر الرؤيا بين المسيحيين؟ لماذا ترتبط غالبًا كلمة «خوف» بنبوات الرؤيا؟

٢. فكّر في بعض التنبؤات الفاشلة التي تنبأ بها بعض الناس في العشرين عامًا الماضية فقط عن أحداث نهاية الزمان والمجيء الثاني ليسوع. بغض النظر عن نية قلوب أولئك الذين يتنبأون بتلك التنبؤات أو دوافعهم (التي لا نستطيع أن نعلمها على أية حال)، ما هي النتائج السلبية لهذه التنبؤات الفاشلة؟ وما هو الشعور الذي تتركه تلك التنبؤات في أولئك الذين آمنوا بها؟ وكيف تجعل المسيحيين بصفة عامة يبدون لأولئك ممن في الخارج الذين يرون هذه التنبؤات الفاشلة؟ كيف لنا، بصفتنا شعب يؤمن بالنبوات ويبحث عن أحداث نهاية الزمان كعلامات في الطريق، نحقق التوازن بين كيفية فهمنا للنبوات وكيفية نعلّمها للآخرين؟

الدرس الثاني *٥-١١ كانون الثاني (يناير)

في وسط المناير

السبت بعد الظهر

المراجع الأسبوعية: رؤيا ١: ٩-١٨؛ أعمال ٧: ٥٤-٦٠؛ متى ١٢: ٨؛ خروج ٢٠: ١١؛ دانيال ١٠: ٥، ٦؛ رؤيا ١: ٢٠؛ رؤيا ٢: ١-٧.

آية الحفظ: « ‹مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ› » (رؤيا ٢: ٧).

يصف مزمور ٧٣ حيرة كاتب المزامير إذ لاحظ فخر الأشرار وكبريائهم. حيث عاشوا في رخاء ويسر، على نقيض معاناة الأبرار. فأتعبت حالة عدم العدل هذه كاتب المزامير (مزمور ٧٣: ٢-١٦)، الذي، في حيرته، اتجه إلى المقدس (مزمور ٧٣: ١٦، ١٧). وهناك، في محضر الله، أُعطِي فهمًا أعمق للأمر.

بعد ذلك بقرونٍ، وجد رسولٌ مسنٌ نفسه سجينًا على جزيرة صخرية بسبب شهادته الأمينة. وفي ضيقه، جاءه خبرٌ بأن الكنائس التي في رعايته كانت تتألم. ومع ذلك، في تلك اللحظة الحرجة، أُعطي رؤية رأى فيها المسيح المُقام في المقدس السماوي. وهنا، على غرار كاتب المزامير، كشف الرب ليوحنا بعض أسرار هذه الحياة والمعاناة التي تجلبها. فأكد له مشهد المقدس هذا على وجود المسيح ورعايته — تأكيدًا كان عليه أن يمرره لهذه الكنائس وللأجيال المقبلة من المسيحيين عبر القرون وحتى نهاية تاريخ هذا العالم.

بالإضافة إلى تقديم خدمة المسيح في المقدس السماوي، سوف نبدأ هذا الأسبوع بدراسة الرسالة الأولى من سبع رسائل مميزة لكنيسته، موجهة بالكامل لسبع كنائس في آسيا، والتي تحمل أيضًا معنى لنا اليوم. وفي الأسبوع القادم سوف ندرس رسائله للكنائس الست الأخرى.

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٢ كانون الثاني (يناير).

الأحد ٦ كانون الثاني (يناير)

على جزيرة بَطْمُس

اقرأ رؤيا ١: ٩. ماذا يخبرنا يوحنا الرائي عن الظروف التي تلقى فيها رؤى سفر الرؤيا؟

كانت بطمس جزيرة صخرية جدباء في بحر إيجه. وكان طولها عشرة أميال وعرض أوسع جزء فيها ستة أميال. واستخدمها الرومان، بالإضافة لجزر محيطة أخرى، لتكون معسكر جنائي للمجرمين السياسيين المنفيين. يذكر الكتّاب المسيحيون الأوائل الذين عاشوا تقريبًا في زمن كتابة سفر الرؤيا تقريبًا، مجمعين، أن السلطات الرومانية نفت يوحنا إلى بطمس بسبب أمانته للإنجيل. فاحتمل الرسول المُسّن بكل ثقة جميع مشقات الاعتقال الروماني في بطمس. إذ كان يُعامل على الأرجح كمجرم، مقيدًا بقيود، وكان يُعطى طعامًا غير كافي، وكان مجبرًا على أداء الأعمال الشاقة خضوعًا لجلدات سياط الحراس الرومان عديمي الرحمة.

«لقد اختيرت جزيرة بطمس الصخرية الجدباء الواقعة في بحر إيجه، من قِبل الحكومة الرومانية لتكون منفى للمجرمين، أما بالنسبة لخادم الله هذا، فقد صارت تلك البقعة الكئيبة باب السماء. ففي هذا المكان المنقطع عن مشاهد الحياة النشطة الصاخبة، وإذ كان هو بعيدًا عن حقل خدمته السابق، كان في صحبته الله والمسيح وملائكة السماء، وقد تلقى منهم التعليمات لأجل الكنيسة على مدى العصور المستقبلة» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٥١٧).

ما هي الشخصيات الكتابية الأخرى التي تحملت مشقات على الرغم من (أو حتى بسبب) أمانتهم لله؟ انظر دانيال ٣: ١٦-٢٣، أعمال ٧: ٥٤-٦٠.

يجب على أتباع المسيح أن لا ينسوا قط أنه متى وجدوا ذواتهم في ظروف شبيهة بتلك التي عاشها يوحنا، فهم ليسوا وحيدين. فيسوع ذاته، الذي جاء ليوحنا بكلمات الرجاء والتشجيع وسط ضيقاته في بطمس، لا يزال موجود مع شعبه ليحفظهم ويدعمهم في ظروفهم الصعبة.

كيف لنا أن نفهم الاختلاف بين المعاناة من أجل المسيح والمعاناة من أجل أسباب أخرى، بما في ذلك اختياراتنا الخاطئة؟ أو ماذا عن المعاناة من أجل أسباب يعسر علينا فهمها؟ كيف يمكننا تعلم الثقة بالرّب في كل الظروف؟

الاثنين ٧ كانون الثاني (يناير)

في يوم الرب

اقرأ رؤيا ١: ١٠ في ظل خروج ٣١: ١٣، وإشعياء ٥٨: ١٣، ومتى ١٢: ٨. وفقًا لهذه النصوص، أي يوم محدد بوضوح في الكتاب المقدس أنه يوم الرب؟ إلى أي مدى كان هذا اليوم مهمًا ليوحنا في وسط مشقاته؟

«في يوم السبت ظهر رب المجد للرسول المنفي. لقد كان يوحنا يحفظ السبت ويقدسه في بطمس كما كان يحفظه وهو يكرز للشعب في مدن اليهودية وقراها. وادعى لنفسه الحق في المواعيد الثمينة التي أعطيت بخصوص ذلك اليوم» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٥٢٨).

إن رؤيا ١: ١٠ تشير إشارة واضحة إلى أن الرسول يوحنا تلقى الرؤية في سبت اليوم السابع. وإنْ كان يتطلع للأحداث المستقبلية، وحتى للمجيء الثاني للمسيح (قارن مع رؤيا ١: ٧)، الذي دُعِي باسم «يوم الرب» (إشعياء ١٣: ٦-١٣، ٢بطرس ٣: ١٠)، إلا أن يوحنا كان يتكلم عن الوقت الذي فيه تلقى هو بذاته الرؤية الخاصة بهذه الأحداث المستقبلة، وكان ذلك في يوم السبت، «يوم الرب».

حتمًا وبلا شك أنه في وسط آلامه كان هذا السبت المملوء بالرؤى بالنسبة له بمثابة لمحة عن حياةٍ خالية من الألم، التي سيحياها هو والمؤمنون من جميع العصور، بعد المجيء الثاني. حقًا، يعتبر السبت، حسب التفكير اليهودي، لمحة عن «العالم الآتي» (olamhaba).

«كان السبت، الذي أسسه الله في عدن...عزيزًا على يوحنا في الجزيرة المنعزلة....

«يا له من سبت قضاه المنفي وحيدًا، الذي هو دومًا عزيز في عيني المسيح، ولكنه الآن كُرّم أكثر من أي وقت مضى! فهو لم يكن يعلم قط كل هذه الأمور عن يسوع. ولم يسمع قط هذه الحقائق السامية» (روح النبوة،
The SDA Bible Commentary، مجلد ٧، صفحة ٩٥٥).

قارن بين نسختي الوصية الرابعة في الوصايا العشر في خروج ٢٠: ١١ وتثنية ٥: ١٥. يشير النصان إلى سبت اليوم السابع بصفته ذكرى لكل من الخليقة والخلاص، مذكرًا إيانا بأن الله خلقنا وكذلك فدانا. كيف يمكننا أن نضع نصب أعيننا، كل سبت، حقيقة كون الله خالقنا وفادينا؟ فكّر في هذا أيضًا: بم سيفيدنا الأمر إذا كان هو خالقنا ولكنه ليس فادينا أيضًا؟

الثلاثاء ٨ كانون الثاني (يناير)

رؤية يوحنا للمسيح في بَطْمُس

اقرأ رؤيا ١: ١٢-١٨. قارن تصوير يوحنا للمسيح مع الذات الإلهية في دانيال ١٠: ٥، ٦. ما هي الصورة التي تجلى فيها المسيح في رؤية يوحنا؟ وماذا يفعل؟

يرى يوحنا يسوعَ متسربلًا بزي الكاهن الأعظم وسائرًا في وسط المناير.

وتشير صورة يسوع سائرًا في وسط المناير إلى وعد الله لإسرائيل القديمة بأنه سيسير في وسطهم بصفته إلههم (لاويين ٢٦: ١٢). وفي سفر الرؤيا، تُمثّل المناير الكنائس السبعة في آسيا التي أُرسلت إليها كتابات الرؤيا في بادئ الأمر (رؤيا ١: ٢٠)، (وكما سنرى في يوم الأربعاء) تمثل المنارة أيضًا كنيسته عبر التاريخ. فمن خلال الروح القدس تستمر رعاية يسوع لكنيسته على الأرض. وهو سيكون مع شعبه دائمًا حتى يأتي بهم إلى موطنهم الأبدي.

علاوة على ذلك، فإن صورة يسوع ككاهن أعظم في وسط المناير مُستمَدَة من الممارسة الطقسية في هيكل أورشليم. حيث كانت المهمة اليومية للكاهن الممسوح هي حفظ المناير مشتعلة وبراقة في المقدس. فكان يُشَذِّب فتيل المصابيح التي خفت ضوءها ويملؤها، ويستبدل الفتائل التي تضاءل نورها، ويملؤها بزيت جديد، ثم يعيد إضاءتهم. وهكذا أصبح الكاهن على دراية بحال كل مصباح. وعلى ذات المنوال، يسوع على دراية باحتياجات وظروف شعبه ويشفع فيهم شخصيًا.

اقرأ رؤيا ٢: ٢، ٩، ١٣، ١٩؛ ٣: ١، ٨، ١٥. ماذا تخبر عبارة «أنا عارفٌ» عن دراية يسوع بأوضاع شعب الله في تلك الكنائس وحاجاتهم؟

عرّف يسوع نفسه بألقاب الله بصفته «الأول . . . والآخر» (انظر إشعياء ٤٤: ٦؛ ٤٨: ١٢). والكلمة اليونانية لكلمة الآخر هي «eschatos»، وهي التي أخذت منها كلمة «eschatology» (دراسة أحداث زمن النهاية). ويوضح هذا أن محور الآخرة هو يسوع المسيح، الذي له الكلمة الأخيرة في الأحداث الأخيرة. فهو «الحي» وله «مفاتيح الهاوية والموت» (رؤيا ١: ١٨). فبموته وقيامته أُعطي يسوع سلطان فتح أبواب الهاوية (أيوب ١٧: ١٦؛ مزمور ٩: ١٣). وكل من يثق فيه سوف يقوم من القبر إلى حياة أبدية (١كورنثوس ١٥: ٢١-٢٣). فلا حاجة لأتباع يسوع المؤمنين لأن يخافوا، لأنه حتى الأموات هم في رعايته. وإذا كان الأمر هكذا مع الأموات، فكم بالأحرى مع الأحياء؟ (انظر ١تسالونيكي ٤: ١٦، ١٧).

الأربعاء ٩ كانون الثاني (يناير)

رسالة المسيح للماضي والحاضر

اقرأ رؤيا ١: ١١، ١٩، ٢٠. نطق يسوع أيضًا بسبع رسائل مميِزة للكنائس في آسيا. ماذا تخبرنا حقيقة وجود أكثر من سبعة كنائس في الولاية آنذاك، عن الأهمية الرمزية لهذه الرسائل للمسيحيين عامةً؟

الرسائل التي وجَّه يسوع يوحنا لإرسالها إلى الكنائس السبعة هي مسجلة في رؤيا ٢ و٣. ولمعانيها ثلاثة تطبيقات:

التطبيق التاريخي: أُرسلت تلك الرسائل في بادئ الأمر إلى سبع كنائس تقع في مدن مزدهرة في آسيا في القرن الأول، حيث واجه المسيحيون هناك تحديات جادة. إذ رسّخت عدة مدن عبادة الإمبراطور في هياكلهم رمزًا لولائهم لروما. وأصبحت عبادة الإمبراطور قسرية. وكان على المواطنين الاشتراك في المناسبات العامة والاحتفالات الدينية الوثنية. ولأن العديد من المسيحيين رفضوا الاشتراك في هذه الممارسات، واجهوا تجاربًا، بل والاستشهاد أحيانًا. فكتب يوحنا، حسب أمر المسيح له، السبع رسائل ليساعدهم أثناء هذه التحديات.

تطبيق نبوي: حقيقة كون الرؤيا سفرًا نبويًا، مع أن سبعة كنائس فقط أختيرت لتلقّي هذه الرسائل، يشير أيضًا إلى الصفة النبوية للرسائل. تتطابق الأحوال الروحية في السبع كنائس مع الأحوال الروحية لكنيسة الله في حقب تاريخية مختلفة. فالقصد من الرسائل السبع هو تقديم عرْض بانورامي للحالة الروحية للمسيحية منذ القرن الأول وحتى نهاية العالم.

تطبيق عالمي: مثلما أُرسل سفر الرؤيا بأكمله كرسالة واحدة، التي وجب قراءتها في كل كنيسة (رؤيا ١: ١١؛ رؤيا ٢٢: ١٦)، هكذا تحتوي الرسائل السبع على دروسٍ يمكن تطبيقها على المسيحيين في كل عصرٍ. وهكذا فهي تمثل أنواع مختلفة من المسيحيين في أماكن وأزمنة مختلفة. على سبيل المثال، في حين أن الصفة العامة للمسيحية اليوم هي اللاوديكية، إلا أنه قد يكون لبعض المسيحيين صفات بعض من الكنائس الأخرى. ولكن الأخبار السارة هي أنه بغض النظر عن حالتنا الروحية، فالرب «يتلاقى مع البشر الساقطين أينما كانوا» (روح النبوة، Selected Messages، مجلد ١، صفحة ٢٢).

تخيل وكأن الرب كتب خطابًا، له صيغة ذلك المكتوب للسبع كنائس، لكنيستك المحلية عن التحديات التي تواجهها وعن حالتها الروحية أيضًا. ماذا سيكون محتوى الخطاب؟

الخميس ١٠ كانون الثاني (يناير)

رسالة إلى الكنيسة في أفسس

كانت أفسس عاصمة الولاية الرومانية في آسيا وأكبر مدنها، وكانت تقع على الطرق التجارية الرئيسة. ولكونها الميناء البحري الرئيسي في آسيا، كانت مركزًا تجاريًا ودينيًا بالغ الأهمية. وكانت المدينة مملوءة بالأبنية الشعبية مثل الهياكل والمسارح وصالات الألعاب الرياضية والحمامات وبيوت الدعارة. كما عُرفت أيضًا بالممارسات السحرية وكذلك الفنون. واشتهرت أيضًا المدينة باللاأخلاقية والشعوذة. ومع كل ذلك، كانت الكنيسة الأكثر تأثيرًا في الولاية هي في أفسس.

اقرأ رؤيا ٢: ١-٤. كيف يعرّف يسوع نفسه للكنيسة في أفسس؟ ما هي المميزات العظيمة للكنيسة التي يمدحها يسوع؟ أي قلق يعرب يسوع عنه أيضًا؟

عُرف أهل أفسس في أيامهم الأولى بولائهم ومحبتهم (أفسس ١: ١٥). وعلى الرغم من مواجهتهم لضغوطات من كل من خارج الكنيسة وداخلها، إلا أن المسيحيين في أفسس ظلوا على ثباتهم وولائهم. فكانوا دؤوبين على عملهم ومطيعين للحق؛ حقًا، لم يتمكنوا من احتمال الرسل الكذبة في وسطهم. وعلى الرغم من ذلك، بدأت محبتهم للمسيح ولأخوتهم الأعضاء تنطفئ. مع أن الناس وقفت بثبات وأمانة، إلا أنه بدون محبة المسيح، فإنّ مصباحهم كان عرضةً للِانْطِفَاءِ.

اقرأ رؤيا ٢: ٥-٧. ما هي الأمور الثلاثة التي يحث المسيح الكنيسة على فعلها من أجل إنعاش محبتهم الأولى وتكريسهم للمسيح ولأخوتهم المؤمنين؟ ما هي علاقة الأمور التالية التي تربط هذه الأمور الثلاثة؟

من الناحية النبوية، كان حال الكنيسة في أفسس شبيهًا بالوضع العام والحالة الروحية للكنيسة منذ ٣١ ب.م ١٠٠ ب.م. حيث تميزت الكنيسة الرسولية بالمحبة والولاء للإنجيل. ولكن مع نهاية القرن الأول، بدأت الكنيسة تفقد أجيج محبتها الأولى، وعليه تركت بساطة الإنجيل ونقاءه.

تخيل كونك جزءًا من جماعة المؤمنين التي تتلاشى محبتها. قد لا يكون الأعضاء يمارسون أي خطية معروفة أو جهارية. على صعيد واحد، هم يفعلون ما هو صواب، ولكنهم يعانون من الشكلية والبرودة. كيف يمكن لنصيحة يسوع هنا أن تحرر الكنيسة من هذه الحالة؟

الجمعة ١١ كانون الثاني (يناير)

لمزيد من الدرس: اقرأ من روح النبوة فصل «جزيرة بطمس»، صفحة ٥١٥-٥٢٥، من كتاب أعمال الرسل.

«أصبح اضطهاد يوحنا وسيلة النعمة. حيث زهت بطمس بمجد المخلص المقام. ورأى يوحنا يسوع في هيئة بشرية، بعلامات المسامير في يديه ورجليه، التي ستبقى أبدًا فخرًا له. والآن سُمِح له مجددًا أن يبصر سيده المقام، متسربلًا بقدر من المجد يمكن للبشر البقاء على قيد الحياة بعد إبصاره.

«يجب أن يكون ظهور المسيح ليوحنا دليلٌ للجميع، مؤمنين وغير مؤمنين، أنه لنا مسيح مقام، ويجب أن يمنح قوة حية للكنيسة. أحيانًا تحيط سحب مظلمة بشعب الله، ويبدو وكأن الظلم والاضطهاد سيدمرانه. لكن في مثل هذه الأوقات تُعطَى أكثر الدروس توجيهًا. إذ غالبًا ما يدخل المسيح السجون، ويكشف عن نفسه لمختاريه. فهو في النار معهم على الخشبة. وكما تبرق النجوم بريقًا لا يفوقه بريق في أحلك الليالي، هكذا تُستعلن أشعة مجد الله الأكثر لمعانًا في أحلك الظلمات. فكلما زادت ظلمة السماء زاد وضوح وجاذبية أشعة شمس البر، المخلص المقام» (روح النبوة،
The Youth Instructor، ٥ نيسان (أبريل) ١٩٠٠).

أسئلة للنقاش

١. شارك يوحنا الرائي مع القراء ما رآه وسمعه في بطمس. بينما تقرأ رؤيا ١: ١٢-٢٠، ما الذي تراه وتسمعه؟ ما هي كلمات العزاء التي يمكن الحصول عليها مما أُعلن هنا؟

٢. يحث الملاك الأول في رؤيا ١٤: ٧ سكان الأرض في وقت النهاية على أن يسجدوا «لِصَانِعِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالْبَحْرِ وَيَنَابِيعِ الْمِيَاهِ». وهذه اللغة مأخوذة من خروج ٢٠: ١١. ماذا تخبرنا رسالة الملاك الأولى عن أهمية السبت في الأيام الأخيرة، كما استعلنت في سفر الرؤيا؟

٣. هناك مفارقة غريبة يواجهها العديد من المسيحيين. فكلما طال وجودهم بالكنيسة، خَفَتَ — أو حتى مات — إيمانهم بسهولة. إلا أن العكس هو ما يجب أن يحدث. ففي النهاية، كلما سرنا مع يسوع، زاد ما يجب تَعَلُّمُه عنه وعن محبته لنا. كيف لنا إذًا ألا نبقي أجيج الإيمان مشتعلًا وحسب، بل أكثر توهجًا؟

الدرس الثالث *١٢-١٨ كانون الثاني (يناير)

رسائل يسوع للكنائس السبع

السبت بعد الظهر

المراجع الأسبوعية: رؤيا ٢: ٨-١١؛ ٢: ١٢-١٧؛ ٢: ١٨-٢٩؛ ٣: ١-٦؛ ٣: ١٤-٢٢؛ إشعياء ٦١: ١٠.

آية الحفظ: « ‹مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ› » (رؤيا ٣: ٢١).

أرسل يسوع خطابًا به سبع رسائل إلى شعبه من خلال يوحنا في بطمس. في حين أن تلك الرسائل كانت تخص الكنائس في آسيا في زمن يوحنا، إلا أنها تمثل أيضًا رموز الكنيسة وحالتها عبر التاريخ بأكمله.

توضح لنا مقارنة هذه الرسائل جنبًا إلى جنب أن لها التكوين نفسه ذات الستة أجزاء. فتبدأ كل منها بمخاطبة يسوع للكنيسة المعنية باسمها. ويبدأ الجزء الثاني بجملة: « ‹هذَا يَقُولُهُ الَّذِي... »، وفيها يعرّف يسوع نفسه لكل كنيسة استخدامًا لأوصاف ورموز موجودة في إصحاح ١. وصفات يسوع تلك توافقت مع الاحتياجات الخاصة بكل كنيسة. ومن ثم أشار يسوع إلى قدرته على سد حاجاتهم في كفاحهم وأحوالهم المختلفة. ثم يقدم يسوع مديحًا للكنيسة وينصح الكنيسة بعد ذلك بكيفية الخروج من مآزقها. وأخيرًا، تختتم كل رسالة بدعوة لسماع رسالة الروح، وبوعودِ لمن يغلب.

وكما رأينا في درس الأسبوع الماضي في تحليلنا للرسالة إلى الكنيسة الأولى في أفسس، وكما سنرى هذا الأسبوع في دراستنا للرسائل الست المتبقية، سوف نرى أن يسوع يقدم رجاءً ويلبّي احتياجات كل كنيسة في كل ظرف. وعليه، فهو بالتأكيد يقدر أيضًا أن يلبّي حاجاتنا اليوم.

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعدادًا لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٩ كانون الثاني (يناير).

الأحد ١٣ كانون الثاني (يناير)

رسائل المسيح لسميرنا وبرغامس

كانت سميرنا مدينة جميلة وثرية ولكن مركزًا لعبادة الإمبراطور الفرضية أيضًا. وقد يؤدي رفض الإذعان لهذا الأمر إلى فقدان الوضع القانوني، والاضطهاد، وحتى الاستشهاد.

اقرأ رؤيا ٢: ٨-١١. ما هي الصلة بين الطريقة التي يقدم يسوع بها نفسه لهذه الكنيسة وحالة الكنيسة؟ ماذا كان وضع الكنيسة؟ أي تحذير يعطيه يسوع للكنيسة بشأن ما سيحدث؟

تنطبق الرسالة إلى سميرنا على الكنيسة في حقبة ما بعد الرسل انطباقًا نبويًا، عندما اضطهد الإمبراطور الروماني المسيحيين بضراوة. فأشارت عبارة «عشرة أيام» المذكورة في رؤيا ٢: ١٠ إلى عشر سنوات من الاضطهاد الدِيُوقليتي من ٣٠٣ ب.م وحتى ٣١٣ ب.م، عندما أصدر قسطنطين الكبير مرسوم ميلان الذي منح المسيحيين حرية دينية.

كانت برغامس مركزًا لعبادات وثنية مختلفة، بما في ذلك عبادة اسكليبيوس، إله الشفاء اليوناني، الذي دُعي باسم «المخلص» ورُمِز له بالحية. فجاءت الناس من جميع الأماكن إلى مقام اسكليبيوس كي يشفوا. وكان لبرغامس دور قيادي في ترويج عبادة الإمبراطور التي كانت قسرية، على غرار سميرنا. فلا عجب من قول يسوع أن المسيحيين في برغامس عاشوا في المدينة «حيث كرسي الشيطان» وحيث يوجد عرشه.

اقرأ رؤيا ٢: ١٢-١٥. كيف يعرّف يسوع نفسه لهذه الكنيسة؟ ماذا كان تقييمه لحالتها الروحية؟

واجه المسيحيون في برغامس تجاربًا من داخل الكنيسة وخارجها. وفي حين أن معظمهم ظل مخلصًا، أيد البعض، «النقولاويون»، المساومة مع الوثنية من أجل تجنب الاضطهاد. ومثل بلعام، الذي ارتدّ وغرر بالإسرائليين ليخطئوا إلى الله في طريقهم إلى أرض الموعد (عدد ٣١: ١٦)، وجدوا أن المساومة على إيمانهم أكثر ملائمةً بل ومجزية. ومع أن مجلس أورشليم قد أوصى بالامتناع «عمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَام» وكذلك «الزنا» (أعمال ١٥: ٢٩)، علمت عقيدة بلعام أعضاء الكنيسة رفض هذا القرار. فكان الحل الوحيد الذي يمكن أن يقدمه يسوع لبرغامس هو: « ‹ تُبْ » (رؤيا ٢: ١٦).

كنيسة برغامس هي صورة نبوية للكنيسة من حوالي ٣١٣ ب.م – ٥٣٨ ب. م. وعلى الرغم من أن بعضًا في الكنيسة ظل أمينًا للإنجيل، زاد الانحدار والارتداد الروحي زيادة سريعة.

ما معنى لم تنكر « ‹ إيماني › » (رؤيا ٢: ١٣؛ انظر أيضًا رؤيا ١٤: ١٢)؟ كيف يساعدنا رفضنا لإنكار إيماننا، على مقاومة المساومة وعلى البقاء أمناء « ‹ إِلَى الْمَوْتِ › » (رؤيا ٢: ١٠).

الاثنين ١٤ كانون الثاني (يناير)

رسالة المسيح إلى ثياتيرا

مقارنةً بالمدن الأخرى، لم يكن لثياتيرا أية أهمية سياسية أو ثقافية معروفة لنا في التاريخ القديم، وكانت الكنيسة غير معروفة. ولإدارة عمل ما أو الحصول على وظيفة ما، تعين على الشعب في الإمبراطورية الرومانية الانتماء لنقابة التجار. فكانت ثياتيرا تُعرف تحديدًا بالتشديد على هذا الشرط. ويتعيّن على أعضاء النقابة حضور مهرجانات النقابة والاشتراك في طقوس المعبد، التي تضمنت في أغلب الأحيان أنشطة لا أخلاقية. وأولئك الذين لم يتبعوا ذلك حُذِفَتْ عضويتهم وفُرِض عليهم عقوبات اقتصادية. فكان هذا يعني للمسيحيين في ذلك الوقت الاختيار بين المساومة تمامًا أو الحذف تمامًا من أجل الإنجيل.

اقرأ رؤيا ٢: ١٨-٢٩. كيف يُعَرِّف يسوع نفسه لهؤلاء الناس (انظر أيضًا دانيال ١٠: ٦)؟ ما هي الصفات التي مدح يسوع الكنيسة لأجلها، وأية مشكلة جابهتها؟

على غرار الكنيسة في برغامس، دُفِعت الكنيسة في ثياتيرا على المساومة مع المحيط الوثني. ويشير اسم «إيزابل» إلى زوجة الملك آخاب، الذي قاد إسرائيل إلى الارتداد (١ملوك ١٦: ٣١-٣٣). ويصورها يسوع كأنها فاسقة روحيًا، وأولئك الذين ساوموا على الحق وتبنوا أفكار وممارسات وثنية «غير طاهرة» كانوا يزنون معها روحيًا.

ترمز الكنيسة في ثياتيرا إلى حالة المسيحية من ٥٣٨ ب. م – ١٥٦٥ ب. م. حيث لم يصدر الخطر من خارج الكنيسة بل من الداخل. وحلت التقاليد محل الكتاب المقدس، وحل الكهنوت البشري والذخائر المقدسة محل كهنوت المسيح، واعتبرت الأعمال وكأنها وسيلة الخلاص. أما أولئك الذين لم يقبلوا التأثيرات المُفسِدة اُضطهدوا بل وقتلوا. ولقرونٍ وجدت الكنيسة الحقيقية ملجًا لها في البراري (انظر رؤيا ١٢: ٦، ١٣، ١٤). ولكن يمدح يسوع أيضًا الكنيسة في ثياتيرا على إيمانها ومحبتها، أعمالها وخدماتها المُوجِهة للإصلاح والرجوع مجددًا إلى الكتاب المقدس.

فكّر في كلمات رؤيا ٢: ٢٥: « ‹وَإِنَّمَا الَّذِي عِنْدَكُمْ تَمَسَّكُوا بِهِ إِلَى أَنْ أَجِيءَ› ».
ماذا تعني تلك الكلمات لنا، كأفراد وكمجموعة؟ وماذا حصلنا من يسوع ويجب علينا التمسك به؟

الثلاثاء ١٥ تشرين الأول (أكتوبر)

رسالة المسيح إلى ساردس

كان لساردس ماضٍ مجيد. ولكن مع حلول الحقبة الرومانية كانت المدينة قد فقدت مكانتها. عندما كانت المدينة لا تزال تستمتع بالثراء، كان مجدها مترسخًا في تاريخها الماضي، بدلًا من الواقع الحاضر. وكانت المدينة القديمة قد بُنيت على قمة تلة منحدرة، فكانت شبه حصينة. ولأن السكان شعروا بقدر كبير من الأمان، أُهمِلت حراسة أسوار المدينة.

اقرأ رؤيا ٣ :١-٦ في ظل متى ٢٤: ٤٢-٤٤، و١تسالونيكي ٥: ١-٨. ما هي الأمور الثلاثة التي يحث يسوع المسيحيين في ساردس على فعلها لكونها علاج لحالتهم الروحية؟ كيف يتوافق تحذير يسوع «كن ساهرًا» وتاريخ المدينة؟

في حين أن يسوع يُعرِّف مسيحيين قلائل في ساردس بأنهم أمناء، إلا أن أغلبيتهم أموات روحيًا. فالكنيسة ليست مدانة بأي خطية جهارية أو إرتداد (مثل أولئك في برغامس وثياتيرا)، بل بالخمول الروحي.

وتنطبق الرسالة إلى الكنيسة في ساردس انطباقًا نبويًا على الوضع الروحي للبروتستانت في حقبة ما بعد الإصلاح، من حوالي ١٥٦٥ – ١٧٤٠، حيث انحدرت الكنيسة إلى شكلية لا حياة فيها وحالة من القناعة الروحية. وتحت تأثير التيار المتصاعد للعقلانية والعلمانية، تلاشى التشديد على النعمة المُخَلِصَّة للإنجيل والتكريس الكُلّي ليسوع، مما فتح الباب أمام مجادلات فلسفية مذهبية ومضنية. فكانت الكنيسة في الواقع في هذه الفترة ميتة روحيًا، مع أنها حية ظاهريًا.

كما تنطبق الرسالة على كل جيل من المسيحيين. فهناك مسيحيون يتحدثون دومًا بكلمات جليلة عن أمانتهم السابقة للمسيح. ولكن للأسف، ليس لأمثالهم الكثير ليشاركوه عن تجربتهم الحالية مع المسيح. فديانتهم اسمية، وهم يفتقرون لديانة القلب الحقيقية والتكريس الصادق للإنجيل.

واضعين أمامنا دائمًا الحقيقة العظيمة للخلاص بالإيمان في المسيح وحده، بأية طرق يمكننا القول أن أعمالنا لم تُوجد «كاملة» أمام الله؟ ماذا يعني ذلك، وكيف لنا أن نجعل أعمالنا «كاملة» أمامه؟ انظر متى ٥: ٤٤-٤٨.

الأربعاء ١٦ (كانون الثاني) يناير

رسالة المسيح إلى فيلادلفيا

كانت الكنيسة السادسة التي خاطبها يسوع هي فيلادلفيا («المحبة الأخوية»). كانت المدينة تقع على طريق تجاري عظيم وكانت بمثابة البوابة «بابًا مفتوحًا» لصعيدٍ واسع وخصب. وتوضح الحفريات أنها كانت مركزًا أتى الناس إليه طلبًا للتعافي والشفاء. ولكونها ضُربت مرارًا بزلازلٍ، انتقل سكان المدينة إلى الريف ونزلوا في أكواخ متواضعة.

اقرأ رؤيا ٣: ٧-٩. ما هي الصلة بين الطريقة التي يقدم يسوع بها نفسه وحالة الكنيسة؟ ماذا يخبرنا قول يسوع «لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً» (رؤيا ٣: ٨) عن حالة الكنيسة؟

تنطبق الرسالة لهذه الكنيسة انطباقًا نبويًا على النهضة البروتستانتية العظيمة خلال الصحوتين الأولى والثانية اللتين حدثتا في بريطانيا العظمى وأمريكا تقريبًا في الفترة ١٧٤٠ – ١٨٤٤. حيث سعى شعب الله حقًا لحفظ «كلِمَتي» (رؤيا ٣: ٨) في ذلك الوقت، حسب النور المُعطى لهم. وكان هناك تشديد متزايد على إطاعة وصايا الله والحياة الطاهرة. فمن الواضح أن «الباب المفتوح» هو الطريق للمقدس السماوي، لأن «هَيْكَلِ إِلهِي» مذكورٌ أيضًا (رؤيا ٣: ١٢، قارن رؤيا ٤: ١، ٢). ويشير الباب المغلق والآخر المفتوح إلى التغيير الذي سيطرأ على خدمة المسيح الكهنوتية العظمى في ١٨٤٤.

اقرأ رؤيا ٣: ١٠-١٣. أي مؤشرات مقدمة تشير لأن الوقت قصير وأن مجيء يسوع يقترب؟ ما هي أهمية كتابة اسم الله على شعبه؟ (٢تيموثاوس ٢: ١٩)؟ إذا كان الاسم يمثل شخصية صاحبه، ماذا يخبرنا خروج ٣٤: ٦ عن أولئك اللذين يحملون اسم الله؟

حدَثت نهضات عظيمة في الكنائس في جانبي المحيط الأطلسي. ففي الأعوام السابقة لعام ١٨٤٤، أُعلنت رسالة مجيء المسيح الوشيك في أماكن عديدة من العالم. ويشير الوعد بكتابة اسم الله على أولئك الذين يغلبون إلى أن شخص الله سوف يُرى في شعبه. وبمثل مقدار أهمية الرسالة الخاصة بمجيء المسيح الوشيك هكذا الرسالة الخاصة بوعود المسيح لتهيئة شعبه لذلك الحدث العظيم عن طريق غفران خطاياهم وكتابة ناموسه على قلوبهم (انظر فيلبي ١: ٦؛ عبرانيين ١٠: ١٦، ١٧).

ماذا يعني لك رجاء المجيء الثاني للمسيح؟ كيف يمنحنا وعد المسيح، الثقة، بتكملة عمله الذي بدأه فينا؟

الخميس ١٧ كانون الثاني (يناير)

المسيحيون في لاودكية

كانت آخر كنيسة خاطبها يسوع تقع في لاودكية، مدينة ثرية واقعة على طريق تجاري رئيسي. واشتهرت بصناعة الصوف، وبضفافها (التي احتوت على كمية ضخمة من الذهب)، ومدرسة للطب المنتجة لكحل العيون. فملأ ازدهار لاودكية نفوس السكان بالاكتفاء الذاتي. وحوالي ٦٠ ب.م عندما ضرب زلزالٌ المدينة، رفض السكان عرضًا للمساعدة من روما، مدعين أمتلاكهم لكل ما احتاجوه لإنهاء المهمة. ولما افتقرت المدينة للماء، زُوِدت به من خلال قناة مصدرها الينابيع الساخنة في هيرابولس. ولكن لأن المصدر كان بعيدًا عن لاودكية، صار الماء فاترًا بمجرد وصوله إلى هناك.

اقرأ رؤيا ٣: ١٤-١٧ في ظل هوشع ١٢: ٨. كيف عَمَّ روح الاكتفاء الذاتي للمدينة المسيحيين اللاودكيين؟

لم يوبخ يسوع المسيحيين في لاودكية على خطية خطيرة أو هرطقة أو ارتداد. بل كانت مشكلتهم هي الاكتفاء الذاتي الذي أدى إلى خمول روحي. فعلى غرار الماء الذي وصل إلى المدينة، لم يكونوا منتعشين كونهم باردين أو حارين، بل فاترين. كما ادّعوا الثراء وعدم احتياجهم لأي شيء، مع أنهم كانوا فقراء وعراة وعمي روحيًا.

ترمز الكنيسة في لاودكية إلى الحالة الروحية لكنيسة الله قرب نهاية تاريخ هذه الأرض كما تُظْهِر روابطٌ معينةٌ مع الأجزاء الخاصة بزمن النهاية من سفر الرؤيا. أحد تلك الروابط، المقدمة في تحذير يسوع الاعتراضي في رؤيا ١٦: ١٥، تشير إلى « الثياب البيض » — بر المسيح الذي تحتاجه لاودكية العارية روحيًا (رؤيا ٣: ١٨). وهذا التحذير بحراسة كل واحد لثيابه وبألّا نمشي عراة، يظهر في وسط الإشارة إلى معركة هرمجدون الروحية. قد يبدو توقيت تحذير يسوع في البداية غريبًا إلى حدٍ ما، لأن استلام هذه الثياب ليس ممكنًا بعد. ففي النهاية، ستكون فترة الإنذار قد اٌغلقت بالفعل للجميع. ولكن يظهر تحذير حراسة كل واحد لثيابه متصلًا بالضربة السادسة وهرمجدون لأن يسوع يريد أن يذكِّر لاودكية بالاستعداد الآن قبل وقوع ذلك الصراع المهول — قبل أن يفوت الآوان إلى الأبد. ولهذا، تحذر رؤيا ١٦: ١٥ اللاودكيين بأنهم إذا فشلوا في الإصغاء لإرشاد يسوع وعوضًا اختاروا أن يظلوا عراة (رؤيا ٣: ١٧، ١٨)، سيهلكون ويُخْزَوْن عند مجيئه (انظر ١يوحنا ٢: ٢٨ – ٣: ٣).

أكد يسوع للاودكيين أنه يحبهم، ويتوسل إليهم ليتوبوا (رؤيا ٣: ١٩). ويختم التماسه بتشبيه ذاته بالحبيب في نشيد الأنشاد ٥: ٢-٦، الواقف على الباب قارعًا ومتوسلًا كي يُسمح له بالدخول (رؤيا ٣: ٢٠). وهو يَعِدْ كل من يفتح الباب ويدعوه للدخول بتناول عشاء وِدِّي معه، وفي النهاية، بأن يملك معه على عرشه (انظر رؤيا ٢٠: ٤).

اقرأ رؤيا ٣: ١٨-٢٢. أي نصيحة يقدمها يسوع للاودكيين؟ إلام يَرمزْ الذهب والثياب البيض وكحل العين (انظر ١بطرس ١: ٧؛ إشعياء ٦١: ١٠؛ أفسس ١: ١٧، ١٨)؟ ماذا تخبرنا هذه النصيحة بصفتنا أدفنتست سبتيين ونرى أنفسنا مثل كنيسة اللاودكيين؟

الجمعة ١٨ كانون الثاني (يناير)

لمزيد من الدرس: اقرأ من روح النبوة فصل «الرؤيا»، صفحة ٥٢٥-٥٣٧، من كتاب أعمال الرسل.

توضح رسائل الكنائس السبعة انحدار الكنائس السبعة روحيًا. حيث إن الكنيسة في أفسس لا زالت مخلصة، مع أنها خسرت محبتها الأولى. وكانت الكنائس في سميرنا وفيلادلفيا مخْلصة بوجه عام. أما برغامس وثياتيرا فساومتا أكثر فأكثر حتى ارتدت الأغلبية العُظمى تمامًا عن إيمان الرسل الكامل. وكانت الكنيسة في ساردس في حالة خطيرة جدًا. إذ كانت الأغلبية في هذه الكنيسة غير متوافقة مع الإنجيل، بينما مَثَّلت فيلادلفيا الأقلية الأمينة. أما الكنيسة في لاودكية فكانت في حالة من الخمول الروحي والرضا الذاتي لدرجة لم تجعل هناك أي شيء صالح يُذكر عن تلك الكنيسة.

ختامًا لكل رسالة يقدم يسوع وعودًا لأولئك الذين في الكنائس أن يقبلوا إرشاده. وقد نلاحظ، على الرغم من ذلك، أنه في ظل الانحدار الروحي الملحوظ في الكنائس، هناك زيادة طردية في عدد الوعود المقدمة. أفسس، التي يقدم لها يسوع الرسالة الأولى، تتلقى وعدًا واحدًا فقط. وإذ تتبع كل كنيسة الإتجاه الروحي المنحدر، تتلقى كل كنيسة وعودًا أكثر من سابقتها. وأخيرًا، كنيسة لاودكية، في حين أنها أعطيت وعدًا واحدًا فقط، إلا أنه أعظمهم: مشاركة يسوع في عرشه (رؤيا ٣: ٢١).

أسئلة للنقاش

١. كيف تعكس هذه الزيادة في الوعود، في ظل الانحدار الروحي في الكنائس، المقولة بأنه متى كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا (رومية ٥: ٢٠)؟ فكّر في ذلك في ضوء المقولة بأن «كنيسة المسيح رغم ضعفها ونقائصها، هي الهدف الوحيد على الأرض الذي يغدق عليه المسيح اعتباره الأسمى. وهو يحرسها دائمًا بعناية شديدة، ويقويها بروحه القدوس» (روح النبوة، Selected Messages، مجلد ٢، صفحة ٣٩٦).

٢. يقول المسيحيون غالبًا أنه من الصعب أن نكون مسيحيين في المدن الصناعية أو التجارية أو الحضرية. في المدن المزدهرة في آسيا وُجِد مسيحيون ظلوا مخلصين للإنجيل وثابتين في أمانتهم لله وسط الضغوطات الواقعة عليهم من بيئتهم الوثنية. ماذا يمكننا أن نتعلم من هذه الحقيقة؟ فكّر في أولئك المسيحيين في آسيا في ظل صلاة يسوع في يوحنا ١٧: ١٥-١٩. كيف ينطبق مفهوم «الوجود في العالم ولكن ليس من العالم»، على المسيحيين اليوم، وخاصة أولئك الذين يعيشون في مدنٍ حضرية؟

٣. كيف لنا بصفتنا أدفنتست سبتيين أن ننتبه أكثر إلى الكلمات المعطاة لنا في الرسالة إلى اللاودكيين؟