2- دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الثالث 2015 - المُرْسَلُون في الكتاب المقدس

أن نتعلم أن نتجاوز (بضمير خالص ومستريح) ما في وسعنا من الاختلافات الثقافية أياً كانت، وذلك من أجل الوصول إلى الآخرين وتبشيرهم؟


الثلاثاء


٨١آب (أغسطس)


التعامل مع الشياطين


اقرأ مرقس ٥: ١ـ ٢٠ ومتى ١٥: ٢١ـ ٢٨. كيف تساعدنا هاتان القصتان على أن نفهم كيف تعامل المسيح مع غير اليهود؟ كيف لنا أن نفهم كلمات المسيح إلى المرأة الكنعانية؟ أيضاً، ما هي الدروس التي لا بد وأن يكون التلاميذ قد تعلموها وهم يرون المسيح يكرز ويقدم خدماته لأولئك الذين لم يكونوا جزءاً من شعب العهد؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كانت كُورَة الْجَدَرِيِّينَ تقع على الشاطئ الشرقي من بحر الجليل. وكانت منطقة مُسيطرٌ عليها مِن قِبل اليونان في السابق، ولكنها قد أصبحت جزءاً من مقاطعة اليهودية الرومانية. وكان من الواضح أن الرجل الذي في كورة الجدريين مسكوناً بالأرواح الشريرة، وقد تجلى استحواذ الشيطان عليه بطرق مروعة. وقد كان حقاً بحاجة إلى العون الإلهي، وهو ما حصل عليه بالفعل.


وما يدل على أن هذا التحرير من الأرواح الشريرة قد حدث في منطقة غير يهودية هو وجود الخنازير. ومن المثير للاهتمام ملاحظة ردة فعل الأهالي على هذه الخسارة الاقتصادية وذلك عندما غرقت الخنازير؛ فلقد طلب أهالي البلدة من المسيح أن يغادر تُخُومِهِمْ. أما المسيح فقط طلب من الرجل الذي شفي أن يبقى في البلدة. فقد كان هذا الرجل شاهداً لشعبه عن يسوع؛ فمما لا شك فيه أيضاً هو أن حياة هذا الرجل التي تغيرت ستكون شهادة أقوى حتى من الكلام الذي ينطق به هذا الرجل.


وفي الحادث التالي، كانت هناك طفلة من صيدون تسكنها الأرواح الشريرة وكانت « ’ مَجْنُونَة جِدًّا ‘ « (متى ١٥: ٢٢). وقد كشفت أمها الكنعانية عن بوتقة الانصهار الثقافي في تلك المنطقة. فقد كان أسلافها الكنعانيون قد نزحوا من أراضيهم عندما ورثها بنو إسرائيل تحت قيادة يشوع. وهنا، مجدداً، نرى المسيح يتواصل مع أولئك الذين لم يكونوا من أصل يهودي.


وفي حديثه مع المرأة الكنعانية، استخدم المسيح لغة قاسية بعض الشيء، مشبِّهاً بني شعبها بالكلاب، لكن ذلك كان اختباراً لإيمانها وقد أظهر استعدادها المتواضع لأن تحصل على المساعدة التي كانت بحاجة إليها.


«اكتفى المخلص وشبعت نفسه . لقد امتحن إيمانها به . وبتصرفه معها برهن على أنها هي التي كانت معتبرة منبوذة من إسرائيل ما عادت غريبة بل صارت ابنة في بيت الله . وكابنة كان لها الامتياز أن تشترك في هبات الله . وها المسيح يمنحها الآن طلبها ويختتم الدرس المقدم لتلاميذه» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٣٧٧و ٣٧٨).


وكان الدرس هو أن البشارة، وخلافاً لمفهوم التلاميذ وغيرهم من اليهود، لم تكن لليهود فحسب وإنما كان ينبغي للبشارة أن تحمل للأمم الأخرى كذلك.


الأربعاء


٩١آب (أغسطس)


عَشَرَةُ رِجَال بُرْصٍ



اقرأ لوقا ١٧: ١١ـ ١٩. ما هي الدروس التي نتعلمها من هذه الفقرة الكتابية، بغض النظر عن جنسيتنا أو أصلنا؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أولاً، لاحظ أن جميع هؤلاء الرجال البائسين كانوا يعرفون المسيح. ولقد نادوه مستخدمين كلاً من اسمه ولقبه متوسلين إليه أن يتدخل ويشفيهم. والمدهش أيضاً هو أنهم لم يشفوا من مرضهم في نفس اللحظة، بل قيل لهم أن يذهبوا ويقدموا أنفسهم للكهنة، على النحو المحدد في لاويين ١٤: ٢. وحقيقة أنهم استداروا ومضوا تُظهر أنهم آمنوا بالمسيح وبقدرته على شفائهم.


ورغم ذلك، فإن السامري هو فقط الذي أعرب عن امتنانه لما فعله المسيح من أجله. لم ينس التسعة رجال الآخرين الذهاب إلى الكهنة، لكنهم أهملوا وتجاهلوا تقديم الشكر لشافيهم.


تذكر الفقرة الكتابية أن السامري قد استدار وعاد إلى المسيح حتى قبل أن يذهب إلى الكهنة. وعلى الرغم من أن النص الكتابي لا يذكر أن التسعة الآخرين كانوا يهوداً، إلا أن المكان الذي التقوا فيه بالمسيح يجعل أمر كونهم يهوداً أمراً محتملاً جداً؛ إلى جانب ذلك، فإن حقيقة أن لوقا قد ذكر، على وجه التحديد، أن هذا الرجل كان سامرياً وبأن يسوع قد دعاه « الْغَرِيبِ الْجِنْسِ» (لوقا ١٧: ١٨)، تجعل من المرجّح أن التسعة الآخرين كانوا في الواقع يهوداً. وعلى الرغم من أن اليهود لم يكن لهم في العادة أي تعاملات مع السامريين، إلا أن مرض أولئك الرجال العشرة قد تجاوز تلك الحواجز. إن المصيبة والمأساة المشتركة، والتي وصفها ألبرت شفايتزر بأنها «شراكة المعاناة» قد عملت على تحطيم المُفَرِّقَات العرقية. فإن حاجتهم المشتركة إلى التطهير والشفاء والخلاص قد أتت بهم، بشكل جماعي، إلى المسيح.


مع ذلك، لم يكن السامريون وغيرهم من الغرباء هم الهدف المباشر لخدمة يسوع، « لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ» (متى ١٥: ٢٤). فقد اعتزم المسيح أن يؤسس قاعدة مرسلية قوية بين اليهود أولاً. لكن المسيح، وطوال خدمته، قد أعطى أتباعه الدليل على أنه يجب لبشارة الإنجيل أن تذهب إلى العالم أجمع. وعلى الرغم من أن هذه النقطة لم تتضح لهم إلَّا بعد قيامته، إلَّا أن المسيح قد قام، حتى قبل ذلك بكثير، بعمل أمور كان من شأنها أن تفتح أذهان التلاميذ لفكرة أن التبشير إلى العالم كان سيصبح مهمتهم الرئيسية.


على الرغم من أن كل هؤلاء الرجال العشرة قد أظهروا إيماناً بالمسيح، إلا أن واحداً فقط هو الذي عاد وشكر الرب من أجل الشفاء الذي حصل عليه. ماذا يخبرنا هذا عن السبب الذي يجعل تقديم التسبيح والشكر لله أمرين هامين بالنسبة للإيمان؟ ما هي الأشياء والأمور التي يجب أن تكون شاكراً من أجلها؟ فكر في كم ستكون أكثر سعادة لو أنك أبقيت على هذه الأشياء والأمور دائماً نصب عينيك، وهل من طريقة أفضل من تقديم الشكر لله على كل ما لديك من نِعم وبركات ينبغي أن تكون ممتناً لحصولك عليها؟


الخميس


٠٢آب (أغسطس)


اليونانيون واليهود


«وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: ’يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ‘ فَأَتَى فِيلُبُّسُ وَقَالَ لأَنْدَرَاوُسَ، ثُمَّ قَالَ أَنْدَرَاوُسُ وَفِيلُبُّسُ لِيَسُوعَ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَأَجَابَهُمَا قِائِلاً: ’قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ لِيَتَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ» (يوحنا ١٢: ٢٠ـ ٢٣). كيف تساعدنا هذه الحادثة على تفهّم الصرخة القلبية الصادقة للبشر في كل مكان طلباً في الخلاص والرجاء والحصول على أجوبة لا يمكن إيجادها إلا في المسيح وحده؟ على الأرجح، كان هؤلاء اليونانيون مهتدين إلى اليهودية، حيث أنه سمح لهم بالدخول إلى منطقة الهيكل، على الأقل إلى الساحة المخصصة للأمم. وقد لاحظ المعلقون والمفسرون أن هؤلاء اليونانيين قد ذهبوا إلى فِيلُبُّسَ الذي، وعلى الرغم من أنه كان يهودياً، كان يحمل اسماً يونانياً، وهو الأمر الذي ربما يكون قد جذبهم إليه. وهكذا، فإنه في حين يمكن إنجاز العمل المسيحي الريادي بواسطة المرسلين الأجانب الذين لديهم حاسة ثقافية وتفهماً متعاطفاً للناس الذين يريدون ربحهم للمسيح، إلَّا أن العمل الريادي الأكثر فعالية هو العمل الذي يتم القيام به مِن قِبل أشخاص لديهم نفس الخلفية التي للناس الذين يُبْتَغَىَ تبشيرهم والكرازة إليهم.


لقد جاء اليونانيون فقط قبل أيام من صلب يسوع. ولا شك في أنهم اندهشوا من سماع كلام المسيح عن معاناته وموته ونصرته النهائية. (كما أن الصوت الذي سمعوه قادماً من السماء قد حيرهم كذلك). ولا بد وأن المسيح قد تشجع برغبتهم في أن «يروه». فقد كان مجيئهم إليه إيذاناً ببدء الكرازة إلى العالم. وقد لوحظ ذلك حتى مِن قِبل الفريسيين الذين تعجبوا قائلين، « ’ هُوَذَا الْعَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءَهُ! ‘ « (يوحنا ١٢: ١٩).


إن ما نراه هنا هم رجال، من خارج الديانة اليهودية، يريدون أن يأتوا إلى المسيح. يا لها من علامة على أن العالم كان مستعداً لموته الكفاري! إن هؤلاء اليونانيين، الذين يمثلون أمم وقبائل وشعوب العالم، قد انجذبوا إلى المسيح. وكان صليب المخلِّص على وشك أن يجذب شعوب كل الأرض في كل العصور اللاحقة إلى المسيح (عد ٣٢). وهكذا، فإنه عندما بدأ التلاميذ كرازتهم للعالم وجدوا الناس مستعدين لتسلُّم وقبول بشارة الإنجيل.


اقرأ يوحنا ١٢: ٢٠ـ ٣٢. ما الذي يقوله المسيح حول خسارة حياتك من أجل أن تربحها؟ لماذا قال المسيح ذلك في هذا السياق المباشر؟ كيف اختبرت ما كان يتحدث المسيح عنه في هذه الفقرة الكتابية؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الجمعة


١٢آب (أغسطس)


لمزيد من الدرس


« وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ‘ « (متى ٨: ١١و ١٢). رغم أن هذه الكلمات قد نُطِق بها في سياق معين، في إشارة إلى أشخاص معينين، إلّا أنه لا ينبغي أن يغيب المبدأ المتضمن فيها عن أذهاننا. فأولئك الذين أُعْطُوُا امتيازات عظيمة، مزايا عظيمة من حيث الحقائق الروحية واللاهوتية، هم بحاجة إلى أن يكونوا حذرين. فإنه من السهل أن نشعر بالرضا عن الذات بشأن ما قد أُعطينا إياه من حقائق هي، في بعض الحالات، حقائق لا يَعِظُ أو يعلِّمُ بها أحدٌ سوانا. أولاً، نحن بحاجة إلى التأكّد من أننا نُبقي أنفسنا راسخين ومتمسكين بهذه الحقائق؛ ثم، ثانياً، نحن نحتاج إلى أن نكون مستعدين لتعليم هذه الحقائق إلى أولئك الذين لا يعرفونها.


أسئلة للنقاش


١. لقد أظهر الصليب لنا أننا جميعاً بشرٌ خطاة، وأن جميعنا بحاجة إلى النعمة للخلاص. ومع ذلك، هناك العديد من المجموعات البشرية الذين غالباً ما يعتبرون أنفسهم متفوقين على غيرهم. هذا أمر شائع ويحدث على مر التاريخ. ماذا عنك أنت نفسك، وعن جماعتك العرقية، الاجتماعية، المالية، أو الثقافية؟ بأية طرق أنت تخفي (ولا تخدع نفسك، فأنت بالفعل تخفي) شعوراً بالتفوق على الآخرين المختلفين عنك؟ ما هو الخطأ في الاتسام بمثل هذا الموقف، وكيف يمكنك أن تتعلم تغييره عند أقدام الصليب؟


٢. عادت المرأة التي عند البئر إلى قريتها وشهدت لبني شعبها عن المسيح. ماذا يعلمنا هذا عن العمل المرسلي وأهمية استخدام أولئك الذين ينتمون لثقافة معينة في الوصول إلى بني شعبهم وتبشيرهم بأخبار الإنجيل السارة؟


٣. لقد أراد اليونانيون أن يروا المسيح. لا شك في أنهم قد سمعوا عنه أو أنهم هم أنفسهم قد رأوا أموراً قد صنعها. المسيح، بالطبع، هو الآن في السماء؛ والكنيسة، أي شعبه، تمثّله هنا على الأرض. ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لنا فيما يتعلق بنوعية الحياة التي نعيشها ونوع الشهادة التي نقدمها للآخرين؟


قصة الأسبوع


العروس الوفية: الجزء الثاني


بقلم رينا مورميو، بنغلادش


وبعد مرور عام على الوقت الذي أصبح فيه بوهدرو، زوج شانتي، سبتياً أدفنستي، مات أخوه الأكبر. ثم أصيبت شانتي بمرض الملاريا وكانت أصابتها خطيرة. ولم تستجب للأدوية وازداد مرضها شدة وخطورة. وعندما فارقتها الحمى، اتهمتها حماتها بأنها كانت تتدعي المرض. صلت شانتي متوسلة إلى الله وهي تقول، «لماذا تسمح لي بأن أعاني هكذا في هذه الأسرة؟ من فضلك، خلصني» كما أن زوجها شعر بالإحباط هو أيضاً وألقى باللوم على الله بسبب مشاكلهم.


سمعت والدة شانتي من أهل القرية عن المرض الخطير الذي أصاب ابنتها، لذا قررت الذهاب لزيارة ابنتها. وعندما التقت حماة شانتي بالأم قالت لها آمرة، «خذي ابنتك إلى البيت معك. إنها عديمة الجدوى بالنسبة لنا.» أخذت الأم ابنتها شانتي إلى البيت، لكنها تركت ابنة شانتي، رينا، مع زوج ابنتها والحماة.


أخذت الأم ابنتها شانتي إلى المستشفى، حيث يمكن للأطباء معالجتها بطريقة لائقة. وفي أثناء ذلك، كان حماة شانتي متأكدة من أن شانتي ستموت حتماً، وأخذت الحماة في البحث عن زوجة لابنها بوهدرو. لكن بوهدرو أخبرها بأنه لا يرغب في الزواج مرة أخرى.


ومع مرور الوقت، تعافت شانتي من مرضها ولكنها بدلاً من أن تعود لبيت حماتها، بقيت مع أمها.


وأثناء ذلك، مات أخو بوهدرو وطلبت أرملته أن تُعطى نصيب أولادها الثلاثة من أراضي العائلة. وفي حين أنه كان يحق لها الحصول على بعض الأراضي، إلا أن ذلك كان من شأنه أن يجعل الأسرة تمر بضائقة مالية لأنهم لا يستطيعون العيش بدون هذه الأرض. لقد أرادت هذه الأرملة الأنانية الحصول على كل ما يمكنها الحصول عليه لها ولأبنائها. وتدريجياً بدأت حماة شانتي تدرك أن شانتي كانت وفية وأمينة في حين كانت كنتها الأخرى أنانية وجشعة. طلبت الأم من بوهدرو أن يذهب ويحضر شانتي إلى البيت.


ذهب بوهدرو لزيارة شانتي. وأخبرها عن تغيِّر قلب أمه نحوها ودعاها للعودة إلى البيت معه. كانت شانتي شغوفة لرؤية ابنتها الصغيرة مجدداً. فقامت بحزم أمتعتها وعادت مع زوجها.


وقد غمرتها الفرحة عندما وجدت أن حماتها قد تغيرت كثيراً، للأفضل. وقد رحبت الحماة المتقدمة في السن بشانتي في البيت وعاملتها باحترام ولطف. وكانت شانتي عازمة على أن تكون مسيحية حقة متمنية أن تعطي حماتها، التي كانت قاسية، قلبها للمسيح. وبعد عدة سنوات، أعطت الحماة قلبها للمسيح قبل أن تموت.


وقد جدد بوهدرو أيضاً تكريسه للمسيح والآن تعيش الأسرة معاً في سلام وشركة مسيحية. لقد تحملت العروس الشابة المصاعب والتعنيف وقادت زوجها وحماها وحماتها إلى المسيح.


رينا مورمو هي الأبنة البكر لشانتي وبوهدرو. وهي تتمنى أن تصبح طبيبة.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www


الدرس التاسع


٢٢ـ ٨٢آب (أغسطس)


بطرس والأمم



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: أعمال ٢: ٥ـ ٢١؛ ١٠: ١ـ ٨و ٢٣ـ ٤٨؛ رومية ٢: ١٤ـ ١٦؛ أعمال الرسل ١٠: ٩ـ ٢٢؛ ١١: ١ـ ١٠؛ ١٥: ١ـ ٣٥.


آية الحفظ: « فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ : ’تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ، كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلهُنَا‘ « (أعمال الرسل ٢: ٣٨ـ ٣٩).


كان بطرس هو أول رسول يعلن الخلاص إلى الأمم. وقد واصل القيادة في الكنيسة لعدة سنوات بعد تأسيسها، حتى بعد أن أصبح بولس مرسلاً للأمم بامتياز. وقد ساعد بطرس، جنباً إلى جنب مع بولس، الكنيسة الأولى وقادتها، الذين كان معظمهم من اليهود، مدركاً عالمية وشمولية المأمورية العظيمة.


لقد عمل بطرس على أن تكون هناك كنيسة متكاملة تعمل على توحيد كل من المهتدين من الأمم، وهم الذين لم يكونوا على علم بالنقاط الدقيقة المتعلقة بالثقافة اليهودية، وكذلك المهتدين من اليهود والذين كانوا يميلون إلى الاعتقاد بأن عاداتهم كانت إلهية ثابتة لا ريب فيها. ومثل جميع المبشرين الرواد، فقد كان على بطرس التمييز بين الثوابت الإلهية غير القابلة للتغيير وبين تلك الممارسات التي هي نسبية وذات طابع ثقافي وليس لها عواقب هامة على حياة المؤمن، سواء اليهودي أو الأممي. وهكذا، فقد كان بطرس هو مَن أعلن، في مجمع أورشليم، أن الله، وفيما يتعلق بالأمم «لَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِشَيْءٍ» (أعمال الرسل ١٥: ٩). وكان بطرس أيضاً هو مَن عَمِل على التعامل مع الأمور التي كانت تهدد وحدة الكنيسة الأولى.


نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢٩آب (أغسطس).


الأحد


٣٢آب (أغسطس)


بطرس في «يوم الخمسين»


لقد كانت كلمات المسيح الأخيرة قبل صعوده تتسم بالطابع التبشيري: « لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ « (أعمال الرسل ١: ٨). ونجد هنا مرة أخرى التفويض بنشر بشارة الإنجيل في العالم أجمع. وبعد ذلك بخمسين يوماً فقط بدأت هذه الدعوة في النمو، وكان لبطرس الدور الرئيسي فيها.


اقرأ أعمال الرسل ٢: ٥ـ ٢١. كيف يُظهر هذا الحدث قصد الله في أن تذهب بشارة الإنجيل إلى العالم أجمع وما هو الدور الذي كان على اليهود أن يقوموا به في هذا الإعلان؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقد وجدت المأمورية العظيمة أول إتمام لها في يوم الخمسين. فقد كان هدف انسكاب الروح القدس هو الكرازة للعالم. وقد كان لهذا الانسكاب الأوَّلي للروح القدس نتائج عظيمة في يوم الخمسين. مع ذلك، فقد كان هذا هو مجرد عيِّنة لنتائج أعظم بكثير كانت ستأتي في السنوات التي تلت ذلك.


وقد اشتملت عظة بطرس على بضع نقاط رئيسية لا تزال ذات صلة ودلالة حتى اليوم:


أولاً، إن نبوءات ووعود العهد القديم قد وجدت إتماماً لها في المسيح (أعمال ٢: ١٧ـ ٢١)، وهي حقيقة تم إعلانها من خلال الأعمال العظيمة والعلامات التي صاحبت خدمة المسيح، وكذلك من خلال موته وقيامته (أعداد ٢٢ـ ٢٤).


ثانياً، لقد تمجّد المسيح وجلس عن يمين الله، وهو الآن المسيح (المسيا) رب الكل (أعداد ٣٣ـ ٣٦). وفي المسيح، يحصل كل مَن يتوبون ويعتمدون على غفران الخطايا (أعداد ٣٨و ٣٩).


هنا نرى بطرس، التلميذ النشيط المتكلِّم الجهوري، يقف لإيمانه بالمسيح. لقد دُعي من قِبل المسيح لأن يكون قائداً قوياً في الأيام الأولى للكنيسة. وعلى الرغم من أن بطرس كان أقل من الرسول بولس من حيث نظرته لعالمية البشارة ومن حيث كفاءته وقدرته على التكيف مع الثقافات والديانات الأخرى (انظر غلاطية ٢: ١١ـ ١٤)، إلا أن بطرس قد فتح الطريق أمام بشارة الإنجيل لتذهب إلى أكثر من ١٥ أمة، وذلك عندما بشّر ليهود الشتات في أورشليم. وبهذه الطريقة استخدم بطرس جسراً هاماً ليجلب الأخبار السارة إلى عالم الشرق الأوسط آنذاك.


ما الذي تكشفه قصة يوم الخمسين عن حاجتنا التامة إلى الروح القدس في حياتنا؟ ما هي الخيارات التي يمكننا الإقدام عليها لكي نكون أكثر تناغماً مع قيادة وتوجيه الروح القدس لنا؟


الاثنين


٤٢آب (أغسطس)


اهتداء كَرْنِيلِيُوس: الجزء الأول


اقرأ أعمال ١٠: ١ـ ٨؛ ٢٣ـ ٤٨. ماذا تخبرنا قصة هذا الأممي، الذي أصبح تابعاً للمسيح عن الخلاص والشهادة للآخرين؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقد أُطلق على حدث اهتداء كَرْنِيلِيُوس، ذلك الوثني الذي كان ضابطاً في الجيش الروماني، اسم «يوم الخمسين الأممي». وقصة كَرْنِيلِيُوس هي قصة هامة جداً في سفر أعمال الرسل، فقد تعاملت مع القضية الخلافية الكبرى التي واجهت الكنيسة الأولى: هل يمكن للشخص الأممي أن يصبح مسيحياً دون أن يصبح يهودياً أولاً؟


كانت قيصرية هي المقر الرئيسي للجيش الروماني في كل اليهودية، بما فيها أورشليم. وكان كَرْنِيلِيُوسُ واحداً من القادة الستة الذين كانوا يقودون الـ ٦٠٠ جندي الذين يتكون منهم «الفيلق الإيطالي» المتمركز هناك. ويشير اسمه إلى أنه كان ينتمي إلى عائلة عسكرية لامعة وهي التي انحدر منها في وقت سابق القائد الذي هزم «هنيبعل»، ذلك القائد الذي من قرطاج والذي خلف دماراً كبيراً للرومان على مدى سنوات. والأهم من ذلك هو أن كَرْنِيلِيُوس كان رجلاً يخاف الله ويستمتع بشركة روحية مع أسرته ويصلي بانتظام، وكان كريماً مع المحتاجين. وقد سمع الله لصلاته وأرسل إليه ملاكاً يحمل رسالة خاصة له.


«فإذ كان كرنيليوس يؤمن بالله على أنه خالق السماء والأرض كان يوقره ويعترف بسلطانه ويسأل مشورته في كل شؤون الحياة . لقد كان أميناً للرب في حياته البيتية وفي شؤون وظيفته وواجباتها . كما أنه أقام في بيته مذبحاً لله لأنه لم يكن يجرؤ على تنفيذ خططه أو الاضطلاع بمسؤولياته بدون معونة الله» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ١١٠).


لاحظ، أيضاً، ما حدث عندما التقى كرنيليوس ببطرس أخيراً. لقد ركع وسجد لبطرس، وهو عمل لا بد وأنه قد روَّع بطرس. وهكذا يمكننا أن نرى أن هذا الأممي، الذي وجد نعمة في عيني الرب، ذلك الرجل التقي، كان لا يزال أمامه الكثير من الحقائق ليتعلمها، حتى على أبسط المستويات؛ مع ذلك، فإنه لا شك أنه كان على وشك أن يتعلمها.


ما هي بعض الصفات التي كان يتسم بها كرنيليوس، حتى في جهله بالمبادئ المسيحية، والتي سنحسن جميعنا صنعاً إذا نحن اتسمنا بها في حياتنا الروحية الخاصة بنا؟


الثلاثاء


٥٢آب (أغسطس)


اهتداء كرنيليوس: الجزء الثاني


«فَفَتَحَ بُطْرُسُ فَاهُ وَقَالَ: ’بِالْحَقِّ أَنَا أَجِدُ أَنَّ اللهَ لاَ يَقْبَلُ الْوُجُوهَ. بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.‘ « (أعمال الرسل ١٠: ٣٤و ٣٥). وعلى الرغم من أن هذه الكلمات ليست غريبة، إلا أن كونها قد خرجت من فم بطرس فإن ذلك يعد اعترافاً مذهلاً. علينا أن نتذكر مَن كان بطرس ومِن أين أتى وما هي المواقف والسلوكيات التي كان، ولا يزال، يصارع معها. (انظر غلاطية ٢: ١١ـ ١٦). مع ذلك، فإن مما لا شك فيه هو أن اختباره مع كرنيليوس قد ساعده على أن يرى، حتى بوضوح أكثر، الخطأ الذي كان يشوب مواقفه، وساعده كذلك على أن يحصل على صورة أوضح لما كان الله يعتزم أن يفعله برسالة بشارة الإنجيل.


اقرأ أعمال الرسل ١٠: ٣٣. ما الذي قاله كرنيليوس لبطرس ويبين أن كرنيليوس قد أدرك، حتى على الرغم من جهله بالكثير من الأمور، أن إتِّباع الرب معناه أيضاً إطاعة الرب؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اقرأ أعمال الرسل ١١: ١٤. ما الذي تقوله هذه الآية ويبين لنا الحاجة إلى حمل بشارة الإنجيل حتى إلى شخص بنفس تقوى وورع كرنيليوس؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كيف تساعدنا الفقرة الكتابية في رومية ٢: ١٤ـ ١٦ على فهم ما كان يحدث مع كرنيليوس؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كما رأينا، كان كرنيليوس أممياً «خَائِفُ اللهِ « (أعمال ١٠: ٢)، على الرغم من أنه كان لا يزال لديه الكثير ليتعلمه (أولسنا جميعاً بحاجة إلى ذلك؟). مع ذلك، فإن صومه وصلاته، وما كان يصنعه من حسنات، كل ذلك قد أظهر أن كرنيليوس كان لديه قلباً مفتوحاً للرب؛ وهكذا، فإنه عندما كان الوقت مناسباً، عمل الرب بطريقة عجيبة في حياته.


والنقطة الهامة التي ينبغي أن نتذكرها في هذه القصة هي كيف أن الملاك، رغم ظهوره لكرنيليوس، لم يبشّره بالإنجيل. بدلاً من ذلك، مهّد الملاك الطريق أمام كرنيليوس لمقابلة بطرس، الذي أخبره عن المسيح (انظر أعمال ١٠: ٣٤ـ ٤٤). يمكننا أن نرى هناك مثالاً حول كيف يستخدم الرب البشر كرسل له إلى العالم.


الاربعاء


٦٢آب (أغسطس)


الرؤيا التي رآها بطرس


كما رأينا بالأمس، فإنه بحلول الوقت الذي تواصل فيه بطرس مع كرنيليوس كان بطرس قد اختبر تغيّراً في موقفه فيما يتعلق بالأمم، وهو تغيُّر لم يكن المؤمنون بالمسيح من اليهود قد أدركوه أو اختبروه بعد (أنظر أعمال ١٠: ٤٤و ٤٥). فما هو الشيء الذي حدث وغيَّر بطرس؟


اقرأ أعمال الرسل ١٠: ٩ـ ٢٢و ١١: ١ـ ١٠. ما الذي تقوله هاتان الفقرتان الكتابيتان حول مدى رسوخ المواقف الخاطئة في ذهن بطرس لدرجة أن الأمر قد تطلب حدوث شيء من هذا القبيل لفتح ذهنه وتغيير مواقفه؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن اهتداء كرنيليوس والدور الذي قام به بطرس في مهمة الشهادة كانا مهمين للغاية بالنسبة لمرسلية الكنيسة لدرجة أن الله قد تواصل بطريقة خارقة للطبيعة مع كل من المُرْسَل ومستضيفه: وفي حين قام ملاك بزيارة كرينليوس، فقد أُعطي بطرس رؤية.


أيضاً، بقي بطرس في «يافا» مع دباغ (انظر أعمال ٩: ٤٣؛ ١٠: ٦و ٣٢)، وهي تفاصيل لا نريد أن تغيب عن بالنا. فقد كان كل من الدباغة والدباغين مصدر اشمئزاز مِن قِبل اليهود لأن الدبّاغين كانوا يتعاملون مع الأجساد الميتة ويستخدمون الفضلات البشرية في عمليات الدّباغة. ولم يكن يُسمح للدبّاغين بدخول المدن؛ لاحظ أن بيت سمعان كان يقع « عِنْدَ الْبَحْرِ» (أعمال ١٠: ٦).


إن إقامة بطرس في بيت دبّاغ قد دلت على أن بطرس قد أدرك بالفعل، قبل الرؤيا التي رآها، أن بعضاً من مواقفه السابقة كانت متعارضة مع بشارة الإنجيل. وهكذا كان كل من بطرس وعائلة كرنيليوس بحاجة إلى التخلّي عن بعض العادات البالية لديهم. فإن كل الناس، المُمَثَلين بـ «كُلُّ دَوَابِّ الأَرْضِ» في رؤيا بطرس هم أبناء الله.


إن دعوة بطرس لأن يشهد لكرنيليوس تعني ضمنا أنه، بالرغم من أن كل الناس مقبولين عند الله، إلَّا أنَّه ليس كل الديانات مقبولة على حد سواء. لقد كان كرنيليوس بالفعل رجلاً «متديناً»، مثل أي شخص آخر تقريباً في المجتمع القديم. وكجندي، فلابد وأنه كان على إطلاع بعبادة « ميثرا «؛ وكضابط، فلا بد وأنه قد اشترك في عبادة الإمبراطور. لكن هذه الممارسات لم تكن مقبولة لدى الله.


إن في هذا درساً اليوم لأولئك الذين ينظرون إلى الأديان غير المسيحية على أساس مساواتها بالمسيحية. وعلى الرغم من أنهم يفعلون ذلك بروح من الصواب السياسي في بعض الأحيان، إلا أن موقفاً من هذا القبيل يؤدي إلى التقليل من شأن تأكيدات الكتاب المقدس على تفرد المسيحية وما تنادي به من حق.


كيف نظهر احترامنا للأشخاص الذين نعتقد أن إيمانهم خاطئ من دون أن نعطي الانطباع بأننا نحترم ونقدِّر تلك المعتقدات؟ ما هو الفرق بين احترامنا وتقديرنا للناس على نقيض احترامنا وتقديرنا لمعتقداتهم [الخاطئة]؟


الخميس


٧٢آب (أغسطس)


مرسوم أورشليم


إن النجاح المبكر للمرسلية إلى الأمم قد أثار مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للكنيسة الأولى وهي المسألة المتعلقة بموضوع الأشخاص الذين يصبحون مؤمنين بالمسيح من الأمم. فوفقاً للكتاب المقدس، الأمميون الذين يؤمنون بالمسيح يصبحون مطعَّمين في الإيمان (رومية ١١: ١٧). ودائماً ما تظهر حدة التوترات عندما ينضم أشخاص من ديانات وثقافات أخرى إلى مجتمع مُرسَّخٍ من المؤمنين. وفي مثل هذه الحالة، كان المسيحيون من اليهود، وفيما يختص بتقديرهم العظيم لمتطلبات قوانين وطقوس العهد القديم، يفترضون أن المهتدين مِن الأمم سيقبلون ويطيعون هذه القوانين والطقوس. وكان التركيز الرئيسي على الختان بوصفه الدلالة الأساسية على دخول الذكور المهتدين إلى المسيحية إلى المجتمع اليهودي؛ واعتبروا أن الختان يرمز إلى الامتثال لجميع متطلبات الديانة اليهودية. فهل ينبغي أن يُطلب من المهتدين إلى المسيحية من الأمم أن يخضعوا لعملية الختان؟ اعتقد بعض المسيحيين اليهود الذين في اليهودية اعتقاداً راسخاً أنه ينبغي للأممين الخضوع لعملية الختان وقد أعلنوا عن قناعتهم هذه بلغة لاهوتية صارمة: فبالنسبة لهم، كانت مسألة الختان ضرورية للخلاص.


ما الذي حدث في مجمع أورشليم وساعد في تسوية هذه المسألة الهامة؟ أعمال ١٥: ١ـ ٣٥.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


على الرغم من أن مسألة الختان كانت هي السبب الرئيسي لانعقاد مجمع أورشليم، إلا أن المجمع قد تعامل مع مجموعة من الممارسات الثقافية التي لم تتطلبها تعاليم الإنجيل من المهتدين إلى المسيحية. وقد قدم مرسوم المجمع (أعمال ١٥: ٢٣ـ ٢٩) أرضية مشتركة يمكن بموجبها للمسيحيين من اليهود والأمم التعايش في شركة مسيحية. فقد تم احترام القيم اليهودية الأساسية، ولكن سُمح للأمميين تجنب الخضوع لعملية الختان. وكان قرار المجلس عملياً ولاهوتياً. وقد وضع هذا القرار نمطاً للكنيسة يجعلها تعالج القضايا والمشاكل قبل أن تصبح خلافية ومثيرة للانقسام. إن المرسلين من ذوي الخبرة يتعلمون كيفية تحديد المسائل الأساسية للإيمان المسيحي ويركّزون عليها بدلاً من الغوص في أمور ليست ضرورية للإيمان.


ما هي الدروس التي يمكننا أن نستخلصها من مجمع أورشليم ويمكن أن تساعد الكنيسة اليوم إذ تتعامل مع قضايا خلافية مثيرة للجدل؟ ما الذي فعله مجمع أورشليم ويمكن أن يكون بمثابة نموذج بالنسبة لنا؟


الجمعة


٨٢آب (أغسطس)


لمزيد من الدرس


أقرأ لروح النبوة الفصل الذي بعنوان «اليهود والأمم»، صفحة ١٥٦- ١٦٧، في كتاب أعمال الرسل.


« وقد أخبرهم بطرس عن دهشته إذ فيما كان ينطق بكلام الحق هذا في مسامع أولئك الذين كانوا مجتمعين في بيت كرنيليوس شاهد الروح القدس يحل على سامعيه من الأممين واليهود سواء بسواء . فنفس النور والمجد اللذان أضاءا على اليهود المختونين أضاءا كذلك على وجوه الأمميين الغلف أي غير المختونين . وقد كان هذا إنذارا من الله لبطرس كي لا يعتبر إنسانا أقل شأنا من إنسان آخر ، لأن دم المسيح يستطيع أن يطهر من كل نجاسة ....


« وقد هيأ خطاب بطرس أعضاء المجمع كي يستمعوا بصبر إلى بولس وبرنابا اللذين قصا عليهم اختبارهما وهما يخدمان بين الأمم « (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ١٦٠و ١٦١).


أسئلة للنقاش


١. لقد تم تفسير رؤيا بطرس، مِن قِبل البعض، لدعم الحجة القائلة أن القوانين المتعلقة بالطعام في العهد القديم لم تعد سارية المفعول؛ وقد فُسِّرت رؤيا بطرس بهذه الطريقة تحديداً لتكون مبرراً لأكل اللحوم النجسة. أما معنى الرؤيا فقد تم شرحه بوضوح شديد مِن قِبل بطرس نفسه: « وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَرَانِي اللهُ أَنْ لاَ أَقُولَ عَنْ إِنْسَانٍ مَا إِنَّهُ دَنِسٌ أَوْ نَجِسٌ « (أعمال ١٠: ٢٨). لذلك، فإن الرؤيا لم تكن تتكلم عن الطعام وإنما عن قبول البشر الآخرين كأبناء لله، بغض النظر عن العِرق أو الجنسية أو المهنة أو الدين. لماذا، رغم ذلك، يستخدم الناس هذه الرؤيا كذريعة فيما يتعلق بما يجب تناوله من طعام؟ ماذا ينبغي لهذا أن يخبرنا عن مدى ما يجب أن نكون عليه من حذر فيما يتعلق بكيفية تعاملنا مع نصوص الكتاب المقدس وتفسيرنا لها؟


٢. أمعن التفكير أكثر في رومية ٢: ١٤ـ ١٦. كيف ينبغي لنا ككنيسة أن نتعامل مع هذه الفكرة فيما يتعلق بالعمل المرسلي؟ بمعنى، إذا كان أولئك الذين بلا ناموس لديهم الناموس مكتوباً على قلوبهم، فما الحاجة إلى تبشيرهم والكرازة إليهم؟


٣. في درس يوم الخميس، تحدثنا عن مجمع أورشليم باعتباره نموذجاً للكنيسة اليوم. اقرأ الفقرات الكتابية التالية التي تتحدث عن هذا المجمع (أعمال الرسل ١٥: ١ـ ٣٥). ما هي بعض الأمور المحددة التي قام بها المجمع وتقدم نموذجاً للكنيسة اليوم؟ على سبيل المثال، انظر إلى أمور مثل: (١) الشهادات الشخصية التي يقدمها الأفراد عن الشهادة للآخرين، (٢) دور بشارة الإنجيل، (٣) دور الكتاب المقدس، (٤) دور المرسليات، و (٥) كيف تعامل الناس مع بعضهم بعضاً في المجمع.


قصة الأسبوع


من اليأس إلى الرجاء: الجزء الأول


بقلم تشينجورن ثيان، كامبوديا


عاشت تشن في مخيم فقير للنازحين في «فوم بينه»، كامبودياً.


وفي أحد الأيام، وبينما كانت تشن تمر بالقرب من أحد المنازل سمعت أحدهم يتحدث إلى مجموعة من الناس. وقد دفعها فضولها إلى النظر من النافذة. هل هذه كنيسة؟ أرادت أن تدرس اللغة الإنجليزية، وكانت قد سمعت أن الكنائس في كثير من الأحيان تعلّم اللغة الإنجليزية. انتظرت بالخارج إلى أن انتهى البرنامج. خرج شخص من المنزل وقدّم نفسه على أنه القس هانغ.


قالت تشن، «أريد أن أتعلم اللغة الإنجليزية.» قال لها القس هانغ أن درس اللغة الإنجليزية ينعقد في المبنى يوم الأربعاء بعد الظهر.


وبعد ظهر يوم الأربعاء، عادت تشن لدرس اللغة الإنجليزية. بدأ المدرّس الدرس بصلاة، وعندما انتهى الدرس قدم الدعوة لتشن لزيارة الكنيسة في يوم السبت. وقد جاءت يوم السبت إلى خدمة العبادة ولكنها لم تكن تعرف شيئاً عن الله ولم تفهم العظة. ومع ذلك، أرادت العودة مرة أخرى. واصلت دراسة اللغة الإنجليزية كل يوم أربعاء. وبعد أسبوعين، قام القس هانغ بدعوة تشن لحضور دروس في الكتاب المقدس في يوم الجمعة بعد الظهر. واستمتعت تشن كثيراً بالتعلّم عن الله وفقاً للتعاليم المسيحية وقدمت الدعوة للقس هانغ بزيارة منزل أسرتها ليقوم بتعليمها المزيد عن الله.


أخبرت تشن القس هانغ بأنها كانت تعاني من بعض المشاكل الزوجية. وأوضحت بأن زواجها لم يكن زواجاً قانونياً وبأن حماتها كانت تحاول أن تفصلها عن زوجها من أجل أن يتزوج ابنها من فتاة صينية. انتقل الزوجان للعيش بمفردهما لكن حماة تشن أخذت ابنيهما الصغيرين ورفضت السماح لتشن برؤيتهما.


ثم رفض زوجها إعطائها نقوداً مما يكسبه لتشتري طعاماً. استمع القس بتعاطف إلى قصة تشن المحزنة؛ ثم قدم حلاً ممكناً. لاحظ القس أن تشن كانت مندوبة مبيعات بالفطرة. لذلك اقترح عليها أن تقوم ببيع الكتب الأدفنتستية لكسب بعض النقود. وافقت تشن على أن تحاول القيام بذلك. واصل القس دراسة الكتاب المقدس معها وأرشدها إلى المسيح.


علّمها القس كيف تبيع الكتب. وقد اتبعت تشين تعليماته لكنها لم تستطع بيع أي كتاب. وكانت المطاعم هي أفضل مكان لبيع الكتب في الصباح الباكر وفي أثناء وجبات المساء. لكنه كان موسم الشتاء ولم تتمكن تشن من الذهاب إلى هذه المطاعم بسهولة بسبب شدة الأمطار.


وعندما توقفت الأمطار، صلت تشن قائلة، «يارب، إذا كنت أنت الله الحقيقي، إذا كنت تريدني أن أتبعك، من فضلك اظهر قوتك من خلال مساعدتي على بيع بعض الكتب في هذا المساء.» ثم وضعت لنفسها هدفاً وهو بيع ما بين ٣ إلى ٤ كتب قيمة كل كتاب منها دولاراً واحداً.


تتمة القصة في الأسبوع القادم.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www


الدرس العاشر


٩٢آب (أغسطس)- ٤أيلول (سبتمبر)


فِيلُبُّسُ كمرسل



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: ٢كورنثوس ٤: ١٨؛ أعمال الرسل ٢: ٤٤ـ ٤٧؛ ٤: ٣٤ـ ٣٧؛ ٦: ١ـ ٧؛ أعمال الرسل ٨و ٢١: ٧ـ ١٠.


آية الحفظ: « ’ لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ ‘ « (أعمال ١: ٨).


لقد كانت مهمة الكرازة إلى العالم هي الشغل الشاغل للمسيح المُقام خلال فترة الأربعين يوماً الواقعة بين صلبه وصعوده إلى السماء. ويسجل العهد الجديد خمسة من هذه التصريحات التي فيها تحدث المسيح عن هذه المأمورية العظيمة المتعلقة بالكرازة إلى العالم أجمع: متى ٢٨: ١٨ـ ٢٠؛ مرقس ١٦: ١٥؛ لوقا ٢٤: ٤٧ـ ٤٩؛ يوحنا ٢٠: ٢١؛ أعمال الرسل ١: ٥ـ ٨. وتُشكِّل هذه التصريحات معاً أعظم مأمورية أُعطيت للمسيحيين. ومن بين ما اشتمل عليه هذا التفويض كانت الوصية الخاصة بوجوب وضع استراتيجية جغرافية للعمل المرسلي تبدأ من قاعدته التي في أورشليم وصولاً إلى اليهودية والسامرة، ثم إلى أقاصي الأرض. وقد أخذ المسيحيون هذه الوصية على محمل الجد حقاً، وعملوا على إتمامها.


وقد كانت هذه الاستراتيجية الجغرافية أمراً بارزاً في العمل المرسلي الذي قام به فِيلُبُّسُ المبشر. فإنه وفقاً لأعمال الرسل ٨، أمتد عمل فِيلُبُّس إلى خارج أورشليم في شكل دوائر أخذت في التوسع. معنى هذا أن تبشيره أخذ في الاتساع شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت.


مَن كان فِيلُبُّسُ المُبَشِّرِ هذا؟ ماذا تخبرنا كلمة الله عنه وعن العمل الذي قام به خلال الأيام الأولى للكنيسة؟ وأخيراً، ما هي الدروس التي يمكننا استخلاصها لأنفسنا من القصة الموحى بها عن أحد المرسلين الأوائل في تاريخ الكنيسة المسيحية؟


نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٥أيلول (سبتمبر).


الأحد


٠٣آب (أغسطس)


فِيلُبُّسُ الْمُبَشِّرُ


« وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ « (٢كورنثوس ٤: ١٨). فكر فيما يقوله بولس هنا، خصوصاً وإذ ندرس هذا الأسبوع عن فِيلُبُّسَ المبشِّر، الذي لا نعرف عنه شيئاً باستثناء القليل من الإشارات الواردة عنه في الكتاب المقدس. مع ذلك، وكما سنرى، فقد قام فِيلُبُّسُ بعمل ممتاز، على الرغم من أننا لا نعرف سوى القليل عن معظم ما حققه. مَن هم بعض الأشخاص الذين تعرفهم ممن قاموا بعمل أمور عظيمة في سبيل الله ولكنهم لم يحظوا سوى بالقليل من التقدير الظاهر. لماذا من المهم دائماً أن نُبقي على مبدأ كلمات بولس في أذهاننا، خصوصاً إذا كنا نقوم بعمل لا يحصل على كثير من الإشادة أو الاهتمام؟ انظر أيضاً ١كورنثوس ٤: ١٣.


كان الاسم « فِيلُبُّسُ» اسماً يونانياً شائعاً ومعناه «مُحِبُ الخيول». وهناك أربعة أشخاص في العهد الجديد يُدْعَوْنَ بهذا الاسم. اثنان منهما يحمل اسمهما اسماً إضافياً هو «هيرودس» وكلاهما كانا جزءاً من أسرة هيرودس الحاكمة، وهي الأسرة التي مارست حكماً قاسياً بشكل عام على بني إسرائيل في أزمنة العهد الجديد. أما الشخصان الآخران اللذان يحملان هذا الاسم وورد ذكرهما في العهد الجديد أيضاً فقد كان لهما أدواراً متميزة في العمل المرسلي والكرازي.


الأول ، فِيلُبُّسُ من بيت صيداً، وكان هو التلميذ الذي قام بدور فعال في جلب نَثَنَائِيلَ إلى يسوع (يوحنا ١: ٤٣ـ ٤٦). وفي وقت لاحق، أتى بيونانيين إلى يسوع (يوحنا ١٢: ٢٠و ٢١).


أما فِيلُبُّسُ الثاني فقد لُقب بـ « الْمُبَشِّرِ « في أعمال ٢١: ٨ وذلك للتمييز بينه وبين فِيلُبُّسَ الذي كان واحداً من تلاميذ المسيح. وقد كان أول ظهور لفِيلُبُّسَ الْمُبَشِّرِ في كنيسة أورشليم حيث كان يعمل «خادم موائد» (أعمال ٦: ٢ـ ٥) وتحوّل إلى مبشر ومرسل (أعمال الرسل ٨: ١٢). إن خدمة فيلبس المرسلية، والتي امتدت لأكثر من عشرين عاماً واُستكملت ببناته الأربع اللاتي كن يتنبأن، نجدها مدونة في سفر أعمال الرسل. وفيما عدا ذلك، نحن لا نعرف سوى القليل جداً عن خلفيته.


«لقد كان فيلبس هو مَن بشَّر بالإنجيل إلى السامريين؛ وكان فيلبس هو مَن كانت لديه الشجاعة ليُعمّد الخصي الحبشي. ولفترة من الزمان، كان تاريخ خادما الإنجيل هذين [فيلبس وبولس] متداخلا بشكل وثيق. لقد كان الاضطهاد العنيف الذي مارسه شاول الفريسي هو الذي قد شتت الكنيسة التي كانت في أورشليم ودمر فعالية منظمة الشمامسة السبعة. لقد أدى الهروب من أورشليم إلى أن يقوم فيلبس بتغيير نوعية عمله، وأفضى كذلك إلى أن يقوم بنفس الدعوة التي كرّس لها بولس حياته. وقد قضى كل من بولس وفيلبس ساعات مثمرة جداً في مجتمعهما؛ وقد استحضرا ذكريات اليوم الذي فيه أشرق نور على وجه استفانوس الشاخص نحو السماء وهو يعاني الاستشهاد، وكيف أن هذا المشهد قد أضاء في مجده على شاول المضطهِد وجاء به عند قدمي يسوع متوسلاً عاجزاً» (روح النبوة، ملامح من حياة بولس، صحفة ٢٠٤).


الاثنين


١٣آب (أغسطس)


خدمة الموائد


اقرأ أعمال ٢: ٤٤ـ ٤٧؛ ٤: ٣٤ـ ٣٧. ما هي الصورة المقدمة عن الكنيسة الأولى في هذه الآيات؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لا شك في أن الأمور، ولفترة من الزمان، كانت تسير على ما يرام بين المؤمنين الأوائل. وبطبيعة الحال، نحن جميعاً بشر ساقطون، ولهذا فإنه بعد فترة وجيزة بدأت بعض التوترات والخلافات في الظهور.


اقرأ أعمال الرسل ٦: ١ـ ٧. ما هي المشاكل التي نشأت، وكيف تعاملت الكنيسة مع هذه المشاكل؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن النمو السريع للكنيسة في أورشليم قد جلب معه بعض التوتر الاجتماعي. وقد تم اختيار فيلبس ليكون من ضمن فريق يتعامل مع هذه المسألة. وما حدث هو أن مِن بين المهتدين إلى المسيحية كان هناك أشخاص فقراء وبحاجة إلى أن يتم تزويدهم بالطعام بصفة يومية وهو الأمر الذي وضع ضغوطاً ومتطلبات متزايدة على قادة الكنيسة. وقد حدث تذمر حول التوزيع غير العادل للمواد الغذائية على الأرامل اليونانيات. وقد كانت هذه المسألة ذات حساسية خاصة نظراً لرسائل التذكير التي أعطاها الأنبياء العبرانيون حول وجوب عدم إهمال الأرامل والأيتام.


ولحل هذه المشكلة الخطيرة، قام الاثنا عشر رسولاً بجمع كل المؤمنين واقترحوا تعيين سبعة رجال «مَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ»، يقومون بشكل فعلي بخدمة» مَوَائِدَ « حتى يتمكن الاثنا عشر رسولاً من « خِدْمَةِ الْكَلِمَةِ « (انظر أعمال الرسل ٦: ٣و ٤). وكان السبعة الذين تم اختيارهم يحملون أسماء يونانية، ربما للدلالة على تحقيق التوازن في خدمة الرعاية المقدمة للأرامل اليونانيات اللاتي تم إهمالهن. ومن بين السبعة الذين تم اختيارهم كان هناك فيلبس، وهي المرة الأولى التي يذكر فيها في الكتاب المقدس اسم هذا الشخص الذي يُدعى «فيلبس» أيضاً. وقد أشار الرسل إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من القادة حتى كي يُرهق الرسل بالأمور المتعلقة بإدارة الموارد الضرورية للحياة المجتمعية. وقد أكدوا على أن دعوتهم كانت هي تكريس أنفسهم لكلمة الله والصلاة.


ما هي بعض القضايا التي يمكن أن تكون باعثة على الانقسامات في كنيستك المحلية وكيف يمكن أن تسمح لله بأن يستخدمك للمساعدة في التخفيف منها؟


الثلاثاء


١أيلول (سبتمبر)


فيلبس في السامرة


إنَّ أول ظهور لشاول- الذي صار رسولاً ومرسلاً في المستقبل- في الكتاب المقدس، كان عند رجم الشماس استفانوس، أول شهيد مسيحي. مع ذلك، فإن هذه الموجة من الاضطهاد لم تؤدي سوى إلى المزيد من انتشار بشارة الإنجيل.


اقرأ أعمال الرسل ٨: ١ـ ٦. ماذا كانت نتيجة الاضطهاد الذي لاقته الكنيسة في أورشليم؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كانت السامرة هي المحطة الأولى في الانتشار الجغرافي للمسيحية. كان السامريون يعتبرون أنفسهم نسل بني إسرائيل الذين تُرِكوا في إسرائيل عندما قامت أشور بسبي معظم الإسرائيليين في ٧٢٢ قبل الميلاد. مع ذلك، كان اليهود يعتبرون أن أهل السامرة هم مِن نسل الأجانب الذين أسكنهم الآشوريون قسراً في إسرائيل. وقد تميزت العلاقات بين اليهود والسامريين في حقبة العهد الجديد بحدة التوترات واندلاع حوادث العنف. مع ذلك، فإنه وكما رأينا في وقت سابق، كان المسيح قد مهد الطريق للعمل المرسلي في السامرة عندما تعامل مع المرأة السامرية عند البئر، والتي قامت بدورها «بالكرازة» إلى بني شعبها.


وقد أصبحت دعوة فيلبس لأن يكون «خادم موائد» بمثابة مبشر مرسل إلى أهل السامرة. وبوصفه لاجئ هارب من الاضطهاد الديني في أورشليم، فإن فيلبس لم يضيِّع وقته وأعلن أن المسيا، المنتظر من قبل كل من اليهود والسامريين، قد أتى بالفعل (أعمال ٨: ٥و ١٢).


اقرأ أعمال ٨: ٦ـ ١٥. ما مدى نجاح خدمة فيلبس الكرازية في السامرة؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقد اُستُخْدِم فيلبسَ بقوة مِن قِبل الرب في هذا الحقل المرسلي الأجنبي المبكر. وكان إعلان المرأة عند البئر بأن « الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ» (يوحنا ٤: ٩) قد أصبح الآن شيئاً من الماضي.


ما هي العداوات والأحقاد والتحيّزات والأحكام المسبقة التي سَمَّمَت نفسك وهي بحاجة إلى أن تكون «أشياء من الماضي»؟ ألم يحن الوقت للتخلي عن كل هذه الأمور السيئة؟


الأربعاء


٢أيلول (سبتمبر)


مع الخصي الحبشي


وفقاً لأعمال الرسل ٨: ٢٦ـ ٣٩، كان لقاء فيلبس بمسؤول الخزانة الإثيوبية هو الاتصال التالي الذي قام به، وهكذا انتقل فيلبس بالعمل المرسلي خطوة أخرى « ’ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ ‘ « (أعمال الرسل ١: ٨). وكان فيلبس هو حلقة الوصل بين السامرة ومرسلية غزة. فإن فيلبس قد دُعي من السامرة، شمال أورشليم، إلى غزة، الواقعة إلى الجنوب من المدينة. وكان عمله في الشمال يركِّز على مجموعة من الأشخاص؛ أما هنا فقد ركَّز على شخص واحد. وفي السامرة، كان بمقدور فيلبس أن يعلن المسيح من أسفار موسى الخمسة، لأن هذه الأسفار فقط كانت هي المقبولة من قِبل أهل السامرة؛ أما هنا فقد أمكنه استخدام سفر إشعياء فقط، وعلى الأرجح الترجمة اليونانية له.


اقرأ أعمال الرسل ٨: ٢٦ـ ٣٩. وبينما أنت تفعل ذلك، أجب على ما يلي من أسئلة:


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ما هي النصوص التي في سفر إشعياء (وتحديداً الأصحاح ٥٣) التي كان الخصي الحبشي يقرأها، ولماذا أتاحت لفيلبس فرصة مثالية للكرازة إلى الخصي الحبشي؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


على النقيض من عمل فيلبس في السامرة، حيث أجرى هناك معجزات (أعمال الرسل ٨: ٦)، كان كل ما فعله مع الخصي الحبشي هو أنه درس الكتاب المقدس معه. ما هي النقطة التي يمكننا استخلاصها من هذا لأنفسنا إذ نكرز للآخرين؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لقد اختطف روح الرب فيلبس بمجرد انتهائه من شرح وتفسير «الأخبار السارة عن يسوع» وتعميد الخصي الحبشي. لم تكن لدى فيلبس الفرصة لنقل معتقداته وتعاليمه لذلك الشخص الذي قام بهدايته حديثاً. لقد تُرك الخصي الحبشي لمزاولة إيمانه المسيحي في سياق ثقافته الأفريقية، مسترشداً بالعهد القديم وروح الله، الذي كان يعمل فيه بالفعل، لأن الخصي كان متعبداً للرب ومؤمناً بكلمته.


شرح فيلبس للخصي الحبشي نصوص العهد القديم الهامة حول موت المسيح. لماذا ينبغي أن يكون المسيح، وموته وقيامته، محور الرسالة التي نعطيها للعالم؟ ما هي أهمية رسالتنا بدون أن يكون المسيح محورها؟


الخميس


٣أيلول (سبتمبر)


فيلبس ككارز وأب ومضيف


من الواضح أن فيلبس قد مُسِحَ للقيام بعمل الرب. إن مفسري الكتاب المقدس منقسمين حول ما تعنيه عبارة «خَطِفَ رُوحُ الرَّبِّ فِيلُبُّسَ» (أعمال الرسل ٨: ٣٩). فهل تعني ببساطة أنه قد قيل له أن يذهب إلى أشدود (عد ٤٠) أَمْ أنه انتقل إلى هناك بطريقة خارقة؟ وفي كلتا الحالتين، فإن النقطة الحاسمة بالنسبة لنا هي أن فيلبس كان رجلاً خاضعاً للروح القدس؛ وهكذا كان الله قادراً على استخدام فيلبس للقيام بعمل عظيم من أجل الله.


اقرأ أعمال ٨: ٤٠. ماذا تخبرنا هذه الآية عن فيلبس ويساعدنا في أن نفهم لماذا سُميَّ «المُبَشِّر»؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


اقرأ أعمال الرسل ٢١: ٧ـ ١٠. ما الذي نتعلمه عن فيلبس من هذه الأعداد القليلة؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


نعرف في هذه المرحلة من القصة، أن فيلبس كان ربّ أسرة لديه أربع بنات غير متزوجات. وقد تطلب انتقال فيلبس من العمل كشماس إلى العمل كمبشر أن يسافر بكثرة. ونحن نعرف عن الرحلة من أورشليم إلى السامرة ثم إلى غزة، وقد تلى ذلك سَفَره إلى «كل المدن» الواقعة على الساحل الذي يبلغ طوله ٥٠ ميلاً (٨٠ كيلومتر) بين أشدود وقيصرية.


ومن المحتمل أن يكون فيلبس قد قام برحلات تبشيرية لم يَرِد ذكرها. وككل المبشرين الروّاد، فلا بد وأن يكون فيلبس قد تعرّض للمضايقة والإزعاج وتعرض أيضاً «للتقلبات» التي ينطوي عليها مثل هذا التكريس للعمل الكرازي. ومع هذا فقد تمكن من الاعتناء بأسرته لدرجة أن أربعاً من بناته قد اعتبرن، مِن قِبل الروح القدس، مهيئات لتسلّم هبة النبوة. وهذا شهادة على الأبوّة الصالحة والتقوى الحقيقية في عائلة هذا المبشر المسيحي الرائد.


وتشير الفقرة الكتابية إلى أن الرسول بولس قد أقام مع فيلبس « أَيَّامًا كَثِيرَةً» (أعمال الرسل٢١: ١٠). وقبل ذلك بخمس وعشرين سنة كان بولس، الذي كان اسمه حينها شاول، مُضْطهِداً عدوانيا شرسا للمسيحيين (أعمال ٩: ١و ٢). وقد عمل اضطهاده للمؤمنين في أورشليم على إجبار فيلبس على الهرب إلى السامرة (أعمال ٨: ١ـ ٥). والآن، وبعد عدة سنوات، التقى المُضْطَهَدُ والمُضْطَهِدْ في بيت فيلبس، الذي استضاف الزائر بولس. يا له من اجتماع شيِّق لأخوين ورفيقي عملٍ مع المسيح في الوصول ببشارة الإنجيل إلى العالم من غير اليهود!


في عملنا من أجل الآخرين، ما أهمية أن لا ننسى أبداً التزامنا الأول، ألا وهو أسرتنا؟


الجمعة


٤أيلول (سبتمبر)


لمزيد من الدرس


«دخول الإنجيل إلى السامرة»، أعمال الرسل، صفحة ٨٣ـ ٩٠).


« وعندما تشتتوا بسبب الاضطهاد خرجوا ممتلئين بالحماسة الكرازية ، وكانوا متحققين من مسؤولية كرازتهم والقيام بمأموريتهم . لقد عرفوا أنهم كانوا يمسكون بخبز الحياة بين أيديهم للعالم الذي يتضور جوعاً ، وقد كانت محبة المسيح تحصرهم لأن يكسروا هذا الخبز لكل من كانوا بحاجة اليه « (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٨٥).


« فعندما تشتت تلاميذ المسيح من أورشليم وجد بعضهم ملجأ لهم يلوذون به في السامرة . وقد رحب السامريون برسل الإنجيل هؤلاء . وجمع المهتدون من اليهود حصاداً ثميناً من بين أولئك الذين كانوا قبلاً ألد أعدائهم « (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٨٦).


أسئلة للنقاش



١. كما رأينا، يعمل الإنجيل على كسر الحواجز بين الناس. على الأقل، هذا هو الشيء المثالي الذي نرجو حدوثه؛ إلا أن الواقع كان في كثير من الأحيان مختلفاً عن ذلك اختلافاً جذرياً. ما الذي يجعل البشر، حتى المسيحيين الذين يدركون أن الصليب يساوي ويعادل بين البشر، يسمحون للحواجز الثقافية والاجتماعية وغيرها من حواجز أن تعمل على تقسيمنا والتفريق بيننا بالطريقة التي لا نزال نختبرها في العالم اليوم؟ كيف يمكن لكنيسة الأدفنتست السبتيين، والتي تتسم بأنها عالمية، حيث أن أعضاءها ينتمون إلى مختلف اللغات والجنسيات والثقافات، أن تعمل على تثبيط مثل هذا التحيزات والتعصبات؟


٢. كما رأينا، تسبب الاضطهاد الذي واجهته الكنيسة الأولى في إجبار المؤمنين على الفرار، وهكذا بدأت بشارة الإنجيل في الانتشار بطرق ربما لم يكن بإمكانهم القيام بها لو لم يكن هناك اضطهاد. وعلى الرغم من أن الله كان قادراً على جعل الاضطهاد الذي واجهته الكنيسة الأولى يعمل لما فيه صالح انتشار البشارة، يجب علينا أن نتذكر أن الاضطهاد الديني ليس أمراً جيداً على الإطلاق، كما أن اضطهاد الآخرين لا يصح وليس له ما يبرره. ماذا ينبغي أن يكون موقفنا تجاه أولئك الذي يواجهون اضطهاداً دينياً، حتى وإن كنا لا نتفق مع معتقداتهم الدينية؟ (انظر لوقا ٦: ٣١).


قصة الأسبوع


من اليأس إلى الرجاء: الجزء الثاني


بقلم تشينجورن ثيان، كامبوديا


وفي هذا المساء، باعت تشن خمسة كتب بخمسة دولارات. واقتنعت بأن الله هو الإله الحقيقي. ولكن بعد ذلك بشهر، طلب منها زوجها أن تتوقف عن بيع الكتب. وقال لها، «إن بيعك للكتب يجلب لي العار.»


وبالإضافة إلى ذلك، طلب منها زوجها أن تتوقف عن الإيمان بيسوع. فقالت له، «لا يمكنني عمل ذلك. أنا أؤمن بالمسيح ولقد رأيت قوته تعمل في حياتي. وأنا أبيع الكتب لأطعم نفسي لأنك ترفض أن تعطيني أي نقود.»


فقال لها، «إن رفضتي التخلي عن هذا الهراء، فأستركك.» لكن تشن رفضت التخلي عن إيمانها الجديد. وعندما اعتمدت بعد عدة أشهر، تركها زوجها للعيش مع امه وابنيه.


ولعدة سنوات، حاولت تشن زيارة ابنَيها لكنه لم يسمح لها برؤيتهما. وعلى الرغم من أن حياتها صعبة، إلا أن تشن لم تسمح لمشاكلها الشخصية بأن تحبطها. وهي تواصل بيع المطبوعات لتدعم نفسها مادياً ولتدعو الناس لحضور الكنيسة عندما ترى أنهم يبدون اهتماماً بالكتب التي تبيعها. وعندما يكون هناك أشخاص فقراء للغاية ولا يمكنهم شراء ما لديها من كتب فإنها تحثهم على المجيء إلى الكنيسة لملاقاة الله. وهي تشارك شهادتها معهم وتشهد لهم بأن الله أمين لأولئك الذين يثقون به.


سألت إحدى السيدات، التي كانت تطلب من تشن أن تطلي لها أظافرها، عن السبب الذي جعل تشن تصبح مسيحية. ابتسمت تشن وقالت للمرأة أن الله هو إله قوي وقدير وبأنه يستجيب الصلوات. وإذ وقفت السيدتان خارج البيت تتحدثان، لاحظت السيدة أن قرطها قد فقد. فقالت السيدة، «لا بد أن نجده، فقد ورثته عن أمي.» وأخذت الاثنان تبحثان عن القرط الذهبي في التراب.


وقد أدركت تشن إنه إن لم تجد السيدة القرط فربما تتهمها بسرقته، بل وربما تتهم الكنيسة كذلك. وأخيراً تم العثور على القرط. وقد تأثرت السيدة كثيراً من فكرة أن الله الذي تعبده تشن يمكنه المساعدة في العثور على القرط، لدرجة أنها طلبت من تشن أن تأخذها إلى الكنيسة التي تتعبد بها في يوم السبت.


صُدمت تشن عندما قال لها زوجها أنه لم يعد يريدها زوجة له. لكنها وضعت ثقتها في الله؛ ومؤخراً التقت برائد من رواد الكرازة حول العالم، ويخطط الاثنان للزواج. تقول تشن بابتسامة لطيفة، «حقاً، لقد عمل الله على تأمين كل احتياجاتي.»


تشنجورم (أو تشن) هي من أبرز الكارزين بالمطبوعات وربح النفوس في بنوم بنه، كمبوديا.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت: (gro.noissiMtsitnevdA.www)


الدرس الحادي عشر


٥- ١١ أيلول (سبتمبر)


بولس: خلفية حياته والدعوة للخدمة



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: أعمال الرسل ٩: ١؛ فيلبي ٣: ٦؛ ١كورنثوس ١٥: ١٠؛ أعمال ٩: ١ـ ٢٢؛ ٢٦: ١٨؛ غلاطية ٢: ١ـ ١٧.


آية الحفظ: « فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: ’اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ. لأَنِّي سَأُرِيهِ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ مِنْ أَجْلِ اسْمِي‘ « (أعمال الرسل ٩: ١٥و ١٦).


إن بولس، والذي كان اسمه في الأصل شاول الطرسوسي، هو واحد من أكثر الشخصيات المحورية في العهد الجديد. وقد كان بولس بالنسبة للكنيسة المسيحية الأولى بمثابة ما كان عليه موسى بالنسبة لبني إسرائيل قديماً. والفرق هو أنه بينما أخرج موسى شعب الله من بين الأمم الوثنية كي يتمكن بنو إسرائيل عمل مشيئة الله، أتى بولس بكلمة الله من إسرائيل إلى الأمم الوثنية كي يتمكن الناس فيها من عمل الشيء ذاته، أي عمل مشيئة الله.


إن ما نعرفه عن بولس يفوق بكثير ما نعرفه عن أي مسيحي آخر في القرن الميلادي الأول. وما يجعل بولس مُتَذَكّرٌ وحاضرٌ بصورة خاصة هو مساهماته الهامة في الكرازة المسيحية الهائلة خلال الألفي سنة الماضية. فقد عملت زياراته التبشيرية وأعماله بين الشعوب في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط على وضع مثال قوي للمرسليات التبشيرية المسيحية في الأجيال القادمة.


ويعود لبولس الفضل في استخلاص المبادئ الأساسية للكتاب المقدس وفرزها عن ثقافتها اليهودية. فقد كانت القوانين المدنية والطقسية والأدبية مندمجة جداً في نسيج الحياة اليهودية لدرجة أنه كان بالكاد هناك أي تمييز بين التقليد اليهودي وبين ما كانوا يعتقدون أنه رسالة الله الأبدية إلى الأمم.


وفي هذا الأسبوع، سنلقي أول نظرة على شخصية كانت، باستثناء المسيح نفسه، أهم شخصية في العهد الجديد.


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٢أيلول (سبتمبر).


الأحد


٦أيلول (سبتمبر)


شاول الطرسوسي


وُلد شاول في طرسوس، وهي مدينة هامة على الطريق التجاري بين سوريا وغرب آسيا (أعمال الرسل ٢٢: ٣). وكانت طرسوس مركزاً صناعياً وتعليمياً متعدد الثقافات كما كانت موطناً، لفترة قصيرة، لخطيب روما الأشهر وعضو مجلس الشيوخ «شيشرون».


كان والدا شاول من يهود الشتات (اليهود الذين لم يكونوا يعيشون في أرض إسرائيل) من سبط بنيامين. وكان اسمه منذ ولادته «شاول» (والذي يعني «مَطْلُوبٌ من الله» باللغة العبرية)؛ لكن بعد أن بدأ مرسليته إلى الأمم (أعمال الرسل ١٣: ٩)، حمل اسم بولس (بولوس باللغة اللاتينية، وهو اسم عائلة رومانية بارزة). وبما أنه كان فريسياً، فربما كان لبولس زوجة، رغم أننا لا نعرف شيئاً عنها. في الواقع، نحن لا نعرف الكثير عن عائلته، على الرغم من أنه ورد ذكر اسم شقيقة له وكذلك ابن اخت له (أعمال ٢٣: ١٦). وكان بولس مواطناً رومانياً أيضاً (أعمال الرسل ٢٢: ٢٥ـ ٢٨).


وربما تقلى شاول تعليمه في مدرسة تابعة للمجمع اليهودي في أورشليم إلى أن بلغ ١٢ عاماً من العمر، وربما يكون قد أعقب ذلك دراسة «حاخامية» في أورشليم على يد غمالائيل (أعمال الرسل ٢٢: ٣)، ذلك «الربَّان» الشهير (وكان هذا اللقب الفخري يعني «مُعَلِّمُنَا»). ومثل معظم اليهود الذكور، فقد تعلم بولس حرفة – وفي هذه الحالة كانت الحرفة هي صنع الخيام (أعمال الرسل ١٨: ٣).


وكما ذُكر مِن قَبل، كان بولس فريسياً (فيلبي ٣: ٥). وكان الفريسيون (الذين يعني اسمهم «المُفْرَزُون») معروفين بإصرارهم على أن كل قوانين الله، سواء تلك المكتوبة في أسفار موسى، أو تلك التي تم تناقلها شفهياً عبر أجيال الكتبة، كانت مُلْزِمة لجميع اليهود. وكانت قوميتهم الشديدة وإطاعتهم التفصيلية للقوانين اليهودية تجعلهم يبدون لبني جنسهم كما لو كانوا مرائين أو مُصْدِرين للأحكام الانتقادية. مع ذلك، فإن بولس لم يُخْف أنه هو ووالده كانا فريسيين (أعمال ٢٣: ٦).


وكانت خلفية بولس الفريسية عاملاً هاماً في عمله التبشيري الناجح لكل من اليهود والأمم. فقد زوّدته هذه الخلفية بمعرفة تفصيلية للعهد القديم، الذي كان هو الكتاب الوحيد المتاح للمسيحيين الأوائل آنذاك. كما جعلته أيضاً مطلعاً على الملحقات التفسيرية لقوانين العهد القديم. وهكذا كان بولس هو الرسول الأكثر أهلية للتمييز بين «الثوابت الإلهية الأبدية» وبين «الإضافات الثقافية اليهودية» التي جاءت في وقت لاحق، والتي لم تكن ملزِمة والتي يمكن بالتالي التغاضي عنها مِن قِبل أتباع المسيح من الأمم. وكما رأينا، فقد أصبحت هذه المسألة ذات أهمية بالغة في حياة الكنيسة الأولى. واليوم، أيضاً، لا يزال الدور الذي تلعبه الثقافة المحيطة بالكنيسة دوراً ذات أهمية.


أي معتقد، من معتقداتنا المسيحية، تبدو أنها تتعارض تعارضاً حاداً مع الثقافة المحيطة بنا؟ كيف تتعامل مع مثل هذا الاختلاف دون المساومة على ما لا يجب المساومة عليه أو التنازل عنه؟


الاثنين


٧أيلول (سبتمبر)


بولس، الإنسان


إن ما يُعرِّف شخصية الإنسان هو استجابته النموذجية للظروف المحيطة به، سواء كانت ظروفاً عائلية أو ثقافية أو تربوية. إن الشخصية هي مزيج من الصفات والمقدرات التي تجعل من كل واحد منا ما نحن عليه وما نتسم به من سجايا وميزات.


اقرأ أعمال ٩: ١؛ فيلبي ٣: ٦و ٨؛ ١كورنثوس ١٥: ٩و ١٠؛ ١تيموثاوس ١: ١٦؛ غلاطية ١: ١٤؛ ٢كورنثوس ١١: ٢٣- ٣٣. ما الذي تخبرنا عنه هذه الآيات عن صفات بولس وشخصيته؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


من الواضح أن بولس كان رجلاً ذات إيمان راسخ وَغَيْرَةً على الإيمان. فإنه قبل اختبار ولادته الجديدة، استخدم بولس غَيْرَتَهُ على الإيمان اليهودي في اضطهاد الكنيسة الأولى. وقد أيّد رجم استفانوس (أعمال الرسل ٧: ٥٨)، وأخذ زمام المبادرة في سَجن النساء المسيحيات وكذلك الرجال (أعمال ٨: ٣)، كما أطلق تهديدات قاتلة ضد التلاميذ (أعمال الرسل ٩: ١)، وقام بتنظيم هجوم على المسيحيين في بلد غريب (أعمال ٩: ٢؛ غلاطية ١: ١٣).


في الوقت نفسه أيضاً، يمكننا أن نرى كيف كانت غيرته وحماسته ستُستخدمَان للخير، وذلك عندما كرّس حياته للكرازة بالإنجيل على الرغم من المصاعب والتحديات المهولة. إن تكريس بولس التام هو ما جعله قادراً على القيام بما قام به. وعلى الرغم من أنه قد خسر كل شيء من أجل المسيح، إلا أنه اعتبر كل ما فقده «نفاية»، وهي الكلمة التي تأتي من اللغة اليونانية التي تعني الشيء الذي لا طائل منه ولا قيمة له، مثل القمامة. لقد كان بولس يدرك ما هو مهم في الحياة وما هو ليس كذلك.


وكان بولس إنساناً متواضعاً أيضاً. ومما لا شك فيه هو أن جزءاً من السبب الذي جعله يعتبر نفسه غير جدير بهذه الدعوة السامية المتعلقة بالكرازة بالإنجيل كان شعوره بالذنب إثر اضطهاده السابق للمسيحيين. وكإنسان، كان بولس يبشّر بِبرِّ المسيح بوصفه رجاؤنا الوحيد للخلاص، أدرك بولس ما كان عليه من إثم مقارنة بقداسة الله، وكان إدراك من هذا القبيل كافياً لأن يبقيه متواضعاً وخاضعاً وممتنناً.


« فإنّ النفس إذ يتخللها شعاع يسير من مجد الله، وقبس ضئيل من طهارة المسيح، يتضح لها في ألمٍ ما بها من لوثة ودنس، وتنكشف لها نقائص الصفات البشرية واعوجاجها، وتتبين ما هي عليه من فساد في الميول وجحود في القلب ونجاسة الشفاه، « (روح النبوة، طريق الحياة، صفحة ٢٤).


لا أحد منا محصن ضد الكبرياء. كيف ينبغي للتركيز على الصليب، وما يعنيه، أن يعالج أي شخص من خطية الكبرياء؟


الثلاثاء


٨أيلول (سبتمبر)


من شاول إلى بولس


اقرأ أعمال الرسل ٩: ١ـ ٢٢، حيث قصة اهتداء بولس. كيف كان هذا الاختبار، الذي اختبره بولس، مرتبطاً بدعوته المرسلية؟ أنظر أيضاً أعمال الرسل ٢٦: ١٦ـ ١٨.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


منذ البداية، كان واضحاً أن الرب كان يعتزم استخدام بولس لتبشير كلاً من اليهود والأمم. وليس هناك حدث آخر، من الأحداث المتعلقة بإعداد بولس لأن يكون مرسلاً ولاهوتياً، يضاهي في أهميته اختبار اهتدائه؛ في الواقع، لقد كان بولس يتحدث عن ذلك الاختبار في شهادته للآخرين.


« ’ وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِمًا وَشَاهِدًا بِمَا رَأَيْتَ وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ ‘ « (أعمال الرسل ٢٦: ١٦). لم يستطع بولس أن يبشّر أو يُعلّم بما لم يكن يعرفه. بدلاً من ذلك، كان يبشّر ويعلّم من واقع اختباراته ومعرفته بالرب، وكان كل ما يبشّر ويعلّم به في تناغم دائم مع كلمة الله. (انظر رومية ١: ١و ٢).


اقرأ أعمال ٢٦: ١٨. ماذا كانت نتائج عمل بولس؟ من خلال قراءتنا لهذه الآية نستطيع أن نرى خمس نتائج للعمل التبشيري الحقيقي الأصيل:


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


  • فتح أعين الناس. جعل الناس يعرفون محبة الله لهم ويدركون أن المسيح حاضر وعامل في وسطهم.

  • الانتقال بالناس من الظلمة إلى النور، من الجهل إلى المعرفة- وهو موضوع أساسي في الإنجيل. (انظر لوقا ١: ٧٨و ٧٩).

  • التحوُّل من الاعتماد على قوة الشيطان إلى الاعتماد على الله.

  • تعريف الناس بأن خطاياهم يمكن أن تغتفر وبأن معضلة الخطية لها حل. فإن رسالة المسيحيين إلى العالم هي أن الناس يمكنهم إيجاد الحياة والشفاء في المسيح.

  • حصول المهتدين على مكان بين المقدسين؛ هذا يعني الحصول على العضوية في كنيسة الله، بغض النظر عن العِرق أو الجنس أو الجنسية.

إذا حدث وسألك شخصاً ما السؤال التالي: «ماذا عن اختبارك أنت مع المسيح؟ ما الذي يمكنك أن تخبرني به عن المسيح؟» فما الذي ستقوله حينئذ؟


الأربعاء


٩أيلول (سبتمبر)


بولس في الحقل المرسلي


« بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. حَتَّى إِنِّي مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ، قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ» (رومية ١٥: ١٩). ما هو العنصر الهام لأي نوع من أنواع العمل المرسلي، والذي يمكننا إيجاده في هذه الفقرة الكتابية؟ انظر أيضاً ١كورنثوس ١: ٢٣؛ ٢: ٢؛ غلاطية ٦: ١٤؛ فيلبي ١: ١٥ـ ١٨.


هناك شيء واحد مؤكد بشأن كافة مساعي بولس التبشيرية وهو أنه بغض النظر عن المكان الذي كان يذهب إليه، كان التبشير عن المسيح وإياه مصلوباً أمراً محورياً في رسالته. ومن خلال القيام بذلك، كان بولس وفيّاً للدعوة التي كان المسيح قد أعطاها له في البداية، وهي أن يبشّر ويعظ عن المسيح. والرسالة التبشيرية اليوم واضحة: أياً كانت الأمور الأخرى التي نبشّر ونعلّم بها (ونحن كأدفنتست سبتيين قد أُعطينا الكثير جداً الذي نحتاج إلى مشاركته مع العالم) إلا أنه يجب علينا أن نُبقي حقيقة المسيح وإياه مصلوباً في مركز وفي صدارة كل نشاطاتنا المتعلقة بالتوعية والكرازة والتبشير.


مع ذلك، لم يُبشِّر بولس بالمسيح كما لو كان المسيح نوعاً من أنواع الحقائق المجردة التي ينتهي التعامل معها بمجرد الانتهاء من التبشير. لا، إن شيئاً من هذا القبيل لم يحدث، بل لقد عكف بولس على تأسيس كنائس وبدء مجتمعات مسيحية في منطقة تلو الأخرى وفي أي جزء من العالم أمكنه الذهاب إليه. وبالمعنى الأصح، كان عمل بولس هو «تأسيس كنائس.»


وثمة عنصر آخر أيضاً متعلق بالعمل التبشيري الذي كان يقوم به بولس.اقرأ كولوسي ١: ٢٨. ما الذي يبدو وكأن بولس يقوله هنا؟ بمعنى، هل هذه كرازة أَم تلْمذة؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لذلك نحن يمكننا أن نرى على الأقل ثلاثة عناصر أساسية متعلقة بنشاط بولس التبشيري: إعلان المسيح، إنشاء كنائس، والعناية بالكنائس القائمة والمؤسسة بالفعل.


فكر في آخر مرة شهدت فيها لشخص ما، وبأي صفة كانت. إلى أي مدى كان المسيح هو محور ما قلته؟ كيف يمكنك أن تتأكد من أنك تجعل المسيح محور حديثك دائماً عندما تشهد للآخرين؟


الخميس


٠١أيلول (سبتمبر)


المرسلية والتعددية الثقافية


إن «التعددية الثقافية» هو مصطلح حديث ظهر لأول مرة في الكتب المطبوعة في فترة الستينات من القرن العشرين، وذلك وفقاً لقاموس أوكسفورد باللغة الإنجليزية. أما بالنسبة لكثير من الشعوب القديمة، فلم يكن هناك سوى فئتان من البشر: نحن وهم، فإما أن تكون واحداً من «سبطنا « وإلَّا فأنت ليس مِنَّا. وبالنسبة لليونانيين، كان كل غير اليونانيين يعتبرون «برابرة» أو «همجيين». وبالنسبة لليهود، كان كل غير اليهود «أمماً وثنيين».


وكما رأينا سابقاً، فقد أجبر نجاح المرسلية إلى الأمم، الكنيسة الأولى وقادتها، على التعامل مع الانقسام الحاصل بين اليهود والأمم. وكان السؤال الجوهري هو ما إذا كان بمقدور الشخص الأممي أن يصبح مسيحياً دون أن يصبح يهودياً أولاً.


اقرأ غلاطية ٢: ١ـ ١٧. ماذا حدث هنا وكيف تساعد هذه القصة، بطريقتها الخاصة، في توضيح التحدي المتمثل في «التعددية الثقافية» فيما يتعلق بالكرازة والعمل المرسلي؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


« وعندما زار بطرس أنطاكية بعد ذلك ظفر بثقة كثيرين بتصرفه الحكيم نحو المهتدين من الأمم . فقد ظل لبعض الوقت يتصرف بموجب النور المعطى من السماء. وقد انتصر على تعصبه الفطري إلى حد أنه كان يأكل مع المهتدين من الأمم. ولكن عندما أتى من أورشليم بعض اليهود الغيورين على الناموس الطقسي ، تصرف بطرس تصرفاً غير حكيم حيال المهتدين من الوثنية.... إن إظهار هذا الضعف من جانب الذين كانوا موقرين ومحبوبين كقادة، ترك أثراً مؤلماً جداً في نفوس المؤمنين من الأمم. وهدد الكنيسة بالانقسام « (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ١٦٤و ١٦٥).


لقد ناقش بولس هذه المسألة مع بطرس وأخذ موقفاً حازماً حيال ما يمكن أن يسمى اليوم «الكنيسة متعددة الثقافات». فإن المهتدين إلى المسيحية من الأمم غير مرغمين أن يصيروا يهوداً من أجل أن يصبحوا مسيحيين. إن خلفية بولس المركّبة، بوصفه فريسي متدين وتلميذ للمعلم «غمالائيل» ومواطن روماني ومتعصب أصولي مُضطهِد، وأخيراً مهتدٍ ورسول ليسوع المسيح، كل هذا قد جعله قادراً وبجدارة على التمييز بين الثوابت الإلهية الأبدية التي لا تتغير، من جهة؛ وبين الوسائل والوسائط الدينية والثقافية المؤقتة الخاصة باليهود، من جهة أخرى.


كيف يمكنك التمييز بين الأمور اللازمة لإيماننا وبين الأمور التي هي مجرد تفضيلات ثقافية أو اجتماعية أو حتى شخصية؟


الجمعة


١١أيلول (سبتمبر)


لمزيد من الدرس


« صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ « (١كورنثوس ٩: ٢٢و ٢٣).


اقرأ ١كورنثوس ٩: ١٩ـ ٢٣. إن المؤسسة المرسلية الحديثة تشير إلى طرق بولس التبشيرية المذكورة هنا مستخدمة مصطلح «التبشير في سياقات مفهومة في الثقافات المراد التبشير فيها». ويتم تعريف «التبشير السياقي» على أنه «المساعي الرامية إلى توصيل بشارة الإنجيل من خلال القول والفعل والعمل على تأسيس الكنيسة بطرق تكون موضوعية وذات معنى بالنسبة للناس داخل سياقهم الثقافي المحلي وتقديم المسيحية بطريقة تلبي أعمق احتياجات الناس وتخترق نظرتهم للعالم، فتسمح لهم بالتالي بإتباع المسيح والبقاء ضمن ثقافتهم الخاصة بهم» [داريل ل. وايتمان، «السياق: النظرية، الفجوة، والتحدي» النشرة الدولية للبحوث التبشيرية، مجلد ٢١، (كانون الثاني/يناير، ١٩٩٧)، صفحة ٢].


«فالمسيحيون من اليهود الذين كانوا ساكنين على مرأى من الهيكل ارتدت عقولهم بالطبع إلى امتيازات اليهود الخاصة كأمة . وعندما رأوا الكنيسة المسيحية تترك الطقوس والتقاليد اليهودية ، وأدركوا أن القدسية الخاصة التي أضيفت إلى العادات اليهودية مزمعة أن تغيب عن الأنظار في نور الإيمان الجديد ، غضب كثيرون منهم على بولس على اعتبار أنه الشخص الذي أحدث هذا التغيير إلى حد كبير . بل حتى التلاميذ أنفسهم لم يكونوا مستعدين كلهم لقبول قرار المجمع بكل رضى . كان كثيرون غيورين على الناموس الطقسي وكانوا ينظرون إلى بولس بازدراء لظنهم أن مبادئه الخاصة بحقوق الشريعة اليهودية والارتباط بها كانت تميل إلى التهاون والتراخي» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ١٦٤).



أسئلة للنقاش


١. اقرأ ١كورنثوس ٩: ٠٢. ما هي الدروس التي يمكننا استخلاصها من هذه الكلمات ويمكن أن تساعدنا في أن نفهم كيفية القيام بالعمل المرسلي ووضعه في السياق المناسب، أو حتى كيف يمكننا القيام بالخدمات التبشيرية الشخصية والشهادة للآخرين؟



٢. على الرغم من خطية بولس، بل وحتى أعماله المُخْزية في الماضي، إلّا أن الله قد غفر له واستخدمه بطريقة قوية. كيف يمكننا أن نتعلم أن نغفر لأنفسنا ما قد نكون قد ارتكبناه ونطالب ببرّ المسيح كما لو كان برّنا نحن، وأن نسعى إلى أن نُسْتَخْدَم بقوة مِن قِبَلِه، أيضاً؟


قصة الأسبوع


العظات المسروقة: الجزء الأول


بقلم غاميني ميندز


أردت عقد اجتماع لجميع رجال الدين في بلدتي بسيريلانكا. فقد رأيت أننا بحاجة إلى الصلاة والشركة معاً. راجعت القائمة للتأكد من أنني لم أنس أي قس. كنت أعرف أن بعض رجال الدين لن تسعدهم فكرة أني قمت بدعوة قس أدفنتستي لحضور هذه الاجتماعات، لأنهم كان يعتقدون أن الأدفنتست السبتيين كانوا مجرد جزء من طائفة غير معروفة أو مرغوبة، لكني أردت أن أشمل كل قس.


لم أكن قد التقيت بالعديد من رجال الدين الذين حضروا من قبل، وكانت فرصة جيدة للحديث معهم. وكنت مهتماً بصفة خاصة لمعرفة المزيد عن كنيسة الأدفنتست السبتيين. وعندما أخبرني القس الأدفنتستي أن كنيسته كانت تتعبد في يوم السبت بدلاً من الأحد شعرت برغبة في سماع المزيد. لكن اهتمامي كان دافعه الأنانية البحتة. قررت زيارة الكنيسة الأدفنتستية في يوم السبت والاستماع إلى عظات القس. وكنت أنوى استخدام عظاته في كنيستي يوم الأحد. وبهذه الطريقة أوفر الوقت الذي أقضيه في تحضير العظات!


وفي السبت التالي قمت بزيارة الكنيسة الأدفنتستية وتم الترحيب بي بحفاوة من قبل القس وأعضاء كنيسته. أصغيت إلى العظة وكنت أدون بعض الملاحظات بدقة. وفي اليوم التالي، وعظت نفس العظة التي سمعتها في كنيسة الأدفنتست مع إجراء بعض التغييرات الطفيفة. وفكرت في أن ذلك من شأنه أن يجعل حياتي أسهل بكثير. وفي يوم السبت التالي، ذهب إلى كنيسة الأدفنتست مرة أخرى ودونت ملاحظات من العظة، واستخدمت تلك الملاحظات لأعظ أعضاء كنيسي في يوم الأحد. وفي الأسبوع التالي، فعلت الشيء ذاته. وفي مساء ذلك السبت ذهبت للنوم وأنا ابتسم من فكرتي العبقرية التي أمكنني من خلالها توفير بعض الوقت والجهد.


وأثناء الليل، استيقظت وأنا أشعر بألم حاد في كتفي. قفزت من فراشي وأضأت المصباح. لقد لدغني ثعبان. بحثت أنا وزوجتي عن الثعبان في الغرفة لكننا لم نتمكن من إيجاده. أخذتني زوجتي إلى المستشفى، لكننا لم نستطع إخبار الاطباء عن نوع الثعبان الذي لدغني لذا لم يتمكنوا من إعطائي مضاد السم المناسب. فقدت الوعي، واعتقد الأطباء أني توفيت.


تم نقلي إلى المشرحة، وأحضر أخي الأكفان والتابوت. وبدأ أفراد عائلتي وأصدقائي في البكاء فوق جسدي. وبعد مرور بعض الوقت، قام أحدهم بوضع يده على جسدي. وربما شعر أن جسدي دافئاً بينما كان ينبغي أن يكون بارداً لو أني كنت ميتاً. وهكذا فحصوا جسدي ووجدوا أنه كان هناك نبضاً ضعيفاً. وبكل تهليل وحماسة هرعوا بي إلى وحدة العناية المركزة بالمستشفى.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت: (gro.noissiMtsitnevdA.www)


الدرس الثاني عشر


٢١ـ ٨١ أيلول سبتمبر


بولس: المرسلية والرسالة



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: ١كورنثوس ١: ٢٢ـ ٢٤؛ ١تيموثاوس ٦: ١٢؛ ٢تيموثاوس ٤: ٧؛ ١كورنثوس ١٥: ١٢ـ ٢٢؛ أعمال الرسل ١٥: ٣٨ـ ٤١.


آية الحفظ: « أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنَا لَسْتُ أَحْسِبُ نَفْسِي أَنِّي قَدْ أَدْرَكْتُ. وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ « (فيلبي ٣: ١٣و ١٤).


استناداً إلى الرسائل النبوية التي للعهد القديم، وإلى التاريخ اليهودي، وكذلك إلى تعاليم المسيح، قام بولس بتوضيح المفهوم المسيحي لتاريخ الخلاص الذي يرتكز برمته على حياة وموت وقيامة المسيح. كان بولس، وبسبب خلفيته الثقافية في كل من المجتمعين اليهودي واليوناني/الروماني، يتمتع بفطنة كافية جعلته قادراً على أن يرقى بالبشارة بعيداً عن تعقيدات الممارسات المدنية والطقسية والأدبية التي للحياة اليهودية وجعل وصول البشارة إلى العالم متعدد الثقافات أكثر سهولة.


إن رسائل بولس الـ ١٣ إلى المؤمنين كانت تحثهم على وضع إيمانهم حيز العمل والتطبيق. وقد لمس بولس في رسائله موضوعات عقائدية وعملية كذلك. وقد نصح بولس وشجع وحذّر بشأن الأمور المتعلقة بالمسيحية على المستوى الشخصي والعلاقات وحياة الكنيسة. ومع ذلك، فإن الموضوع الرئيسي في كافة رسائله كان «المسيح وإياه مصلوباً» (١كورنثوس ٢: ٢).


لم يكن بولس يكتب رسائل فحسب، بل لقد عُرِف أيضاً على أنه مرسل بامتياز، وقد شهد للإنجيل من سوريا إلى إيطالياً، بل وربما حتى وصولاً إلى إسبانيا. وفي غضون عِقد من الزمان، أسس بولس كنائس في أربع مقاطعات من الإمبراطورية الرومانية.


سوف نلقي في هذا الأسبوع نظرة على كل من مرسلية بولس ورسالته.


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٩أيلول (سبتمبر).


الأحد


٣١ايلول (سبتمبر)


اليونانيون واليهود


اقرأ ١كورنثوس ١: ٢٢ـ ٢٤. كيف تساعدنا هذه الآيات الكتابية على أن نفهم الطرق المختلفة التي يتعامل به الناس مع الحق؟ ما الذي يمكننا أن نتعلمه هنا ويمكن أن يساعدنا في شهادتنا لجماعات الناس المختلفة؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عند الخروج من العبودية في مصر، عمل الله عجائب رائعة كان فيها إعلان للعناية الإلهية التي أحاط الله بها بني إسرائيل. وهكذا توقعت الأجيال اللاحقة من بني إسرائيل أن يقوم أي مرسل من الله بالتعريف عن نفسه من خلال آيات وعجائب ومعجزات.


وعلى النقيض من ذلك، وتمشياً مع تراثهم الفلسفي والعملي، كان اليونانيون يطلبون أساساً منطقياً لإيمانهم، وكان لا بد لهذا الأساس من إقناع وإرضاء متطلبات الحكمة البشرية. ولم يرفض بولس التراث الثقافي والروحي للشعوب التي كان يبشرها، لكنه استخدم هذا التراث كنقطة انطلاق وكمدخل لإعلان المسيح المصلوب. وكل الذين كانوا يرغبون العجائب والمعجزات وجدوها في حياة وخدمة المسيح وفي الكنيسة الأولى. وكان مَن يريدون الحُكم المنطقي والعقلاني يجدونه في حُجج بولس بشأن الإنجيل. وفي نهاية المطاف، كان لدى هذين النوعين من الأشخاص احتياج واحد وهو أن يعرفوا المسيح المقام « وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ « (فيلبي ٣: ١٠). وكانت طريقة بولس في تعريفهم لهذه الحقيقة تتوقف على الأشخاص الذين كان يشهد لهم.


فعندما كان بولس يبشر اليهود، كان يبني عظاته على تاريخ إسرائيل ويربط المسيح بداود، ويركّز على نبوءات العهد القديم التي تشير إلى المسيح وتتنبأ عن صلبه وقيامته (أعمال الرسل ١٣: ١٦ـ ٤١). معنى هذا أنه كان يبدأ بما كان مألوفاً لديهم، أي بما كانوا يقدسونه ويؤمنون به. ومن هذا المنطلق، كان يسعى إلى هدايتهم إلى المسيح.


وفيما يتعلق بالأمم، كانت رسالة بولس تتضمن: الحديث عن الله بوصفه الخالق والمُعِيل والديّان؛ دخول الخطية إلى العالم؛ الخلاص من خلال يسوع المسيح (أعمال ١٤: ١٥ـ ١٧؛ ١٧: ٢٢ـ ٣١). وكان على بولس أن ينطلق من نقاط بداية تختلف عن نقاط انطلاقه عند الحديث إلى اليهود (أو الأمم الذين يؤمنون بالإيمان اليهودي). مع ذلك، فإن هدف بولس هنا أيضاً هو أن يقود الجميع إلى المسيح.


فكر في إيمانك أنت. ما الذي يتأسس عليه إيمانك؟ ما هي الأسباب الوجيهة لإيمانك؟ كيف يمكن لأسبابك أن تكون مختلفة عن أسباب الآخرين، وما أهمية إدراك هذه الاختلافات؟


الاثنين


٤١أيلول (سبتمبر)


الجنود والرياضيون


إن بولس، بوصفه محاور ماهر، قد استخدم في عمله المرسلي ما هو مألوف لشرح وتفسير ما هو غير مألوف. وقد استغل كل ملامح الحياة اليومية في العالم اليوناني/ الروماني لتوضيح الواقع العملي للحياة الجديدة في المسيح. وقد استرعى انتباهه استعارتين بصفة خاصة في عالم مَن كان يعمل على هدايتهم إلى المسيح- الرياضيون بألعابهم والجندي الروماني المتأهب بصفة مستمرة.


إن الولع بإنجازات الرياضيين قد استحوذ على العالم في زمن بولس تماماً كما يستحوذ على عالمنا اليوم. وقد نقل اليونانيون حبهم للمنافسة من خلال تنظيمهم، على مدى قرون، لأربع دورات منفصلة من أنواع المسابقات الأولمبية التي تقع في أربع مناطق مختلفة من اليونان. وقد ورث الرومان المنافسات الرياضية وعملوا على تطويرها أكثر. وكانت سباقات الركض أكثر الألعاب شعبية، وقد كانت عبارة عن سباق للرجال وهم يرتدون زياً مدرعاً عسكرياً. كما كانت المصارعة تحظى بشعبية كبيرة أيضاً. كان الرياضيون يتدربون باجتهاد، وكان الفائزون يكافئون بوفرة. ولم يكن العِرق أو الجنسية أو الطبقة الاجتماعية ذات أهمية تُذْكر، حيث أن المثابرة والأداء كانا هما الهدفان المنشودان.


ما هي الدروس الأساسية المتعلقة بالحياة المسيحية والتي يمكن لمن يقرأون كتابات بولس أن يجدوها في الفقرات التالية: ١كورنثوس ٩: ٢٤ـ ٢٧؛ غلاطية ٥: ٧؛ ١تيموثاوس ٦: ١٢؛ ٢تيموثاوس ٢: ٥.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بدءاً من الإمبراطور الروماني «أوغسطس»، قام الأباطرة الرومان بالاستعاضة عن الجنود المؤقتين بمحاربين متفرغين يعملون بدوام كامل، وقد شُيدت لهم الثكنات في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وتم رفع كفاءتهم وتوحيد دروعهم وأسلحتهم. وبحلول زمن بولس، كان يتم تجنيد الجنود من مختلف الأعراق والمجموعات القومية، سواء كانوا مواطنين رومان أَمْ لا. وفي مقابل الحصول على مكافآت في نهاية فترة خدمتهم العسكرية، كان الجنود يتعهدون بالولاء التام للإمبراطور الحاكم، وهو الذي كان يقوم شخصياً بقيادهم في المعركة عندما ينشب صراعاً بين الإمبراطورية الرومانية ودول أخرى.


في الفقرات الكتابية التالية، ما هي المقارنات التي أعطاها بولس بين حياة الجندية وبين الحياة المسيحية؟ ٢كورنثوس ١٠: ٤و ٥؛ أفسس ٦: ١٠ـ ١٨؛ ١تيموثاوس ٦: ١٢؛ ٢تيموثاوس ٢: ٣و ٤.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


في رسالة تيموثاوس الثانية التي يُعتقد أنها آخر رسالة قام بولس بكتابتها، قام بتطبيق كل مِن حياة الجندية وألعاب القوى على وجهة نظره الخاصة فيما يتعلق بحياته هو بوصفه مرسل مسيحي. « قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ « (٢تيموثاوس ٤: ٧).


بأية طرق يُعتبر الإيمان معركة، وبأية طرق يعتبر الإيمان سباقاً، كذلك؟ كيف اختبرت حقيقة هاتين الاستعارتين في حياتك المسيحية؟ أي من هاتين الاستعارتين تقدم أفضل وصف لاختبارك المسيحي الخاص، ولماذا؟


الثلاثاء


٥١أيلول (سبتمبر)


بولس والناموس


« أَفَنُبْطِلُ النَّامُوسَ بِالإِيمَانِ؟ حَاشَا! بَلْ نُثَبِّتُ النَّامُوسَ « (رومية ٣: ٣١). ما هو الناموس الذي لا بد وأن بولس يتحدث عنه هنا؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تَظهر كلمة «ناموس» حوالي ١٣٠ مرة في رسائل بولس، وتَظهر حوالي ٢٠ مرة في سفر أعمال الرسل. وقد سعى بولس إلى أن يجعل مَن يسمعون له ويقرأون رسائله، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية، أن يدركوا أن كلمة «ناموس» تحمل عدة معاني، خاصة بالنسبة لليهود. فإن ناموس كالوصايا العشر هو ساري المفعول وملزِم لجميع الناس في كل الأزمنة والعصور. لكن كانت هناك أنواع أخرى من النواميس في العهد القديم وفي الثقافة اليهودية لم ينظر إليها بولس على أنها ملزِمة لكل المسيحيين.


وقد استخدم الرسول بولس في كتاباته كلمة «ناموس» على نطاق واسع ليشير إلى القوانين المتعلقة بالمراسم والطقوس الدينية، وإلى القانون المدني وإلى القوانين الصحية وقوانين التطهير. وقد كتب عن كوننا» فِي النَّامُوسِ[أي تحت حكم]» (رومية ٣: ١٩) وعن كوننا قد «تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ» (رومية ٧: ٦). وقد أشار إلى «نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ» (رومية ٧: ٢٥) ولكنه أشار أيضاً إلى أن « النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ « (رومية ٧: ١٢. وقد ذكر « نَامُوسِ مُوسَى « (١كورنثوس ٩: ٩) ولكنه ذكر أيضاً «نَامُوسَ اللهِ « (رومية ٧: ٢٥). وبقدر ما قد تبدو هذه العبارات محيِّرَة بالنسبة لغير اليهود؛ إلا أنه، وبالنسبة للمؤمن اليهودي الذي نما وترعرع في الثقافة العبرية، كان سياق الكلام الذي ترِد فيه هذه العبارات يوضح أي ناموس من النواميس المختلفة هو الذي تتم الإشارة إليه.


اقرأ رومية ١٣: ٨ـ ١٠؛ رومية ٢: ٢١ـ ٢٤؛ ١كورنثوس ٧: ١٩؛ أفسس ٤: ٢٥و ٢٨؛ ٥: ٣؛ ٦: ٢. كيف تساعدنا هذه الآيات على إدراك أن ناموس الله الأدبي، الوصايا العشر، لم يَبْطُلْ على الصليب؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أدرك بولس أن النواميس (الشرائع) الطقسية، التي كانت تشرح بالتفصيل كيف كان ينبغي للشخص الاقتراب من الله من خلال الخدمة الكهنوتية والمَقْدِس العبراني والذبائح، قد أُبْطِلَت ولم تعد سارية المفعول بعد صلب المسيح. إن هذه الشرائع قد أدت الهدف المقصود لها في حينه، لكنها لم تعد مطلوبة. (وقد اتضحت هذه النقطة بصورة خاصة بعد دمار الهيكل.)


أما فيما يتعلق بالناموس الأدبي، المتمثل في الوصايا العشر، فالأمر مختلف. فقد اقتبس بولس في رسائله بعضاً من الوصايا العشر، كما أشار إلى بعضها الآخر بوصفها متطلبات أخلاقية عالمية النطاق وملزِمة لكل الناس، اليهود والأمم كذلك. فإن بولس، وبعد أن كتب ضد ممارسة الخطية، ما كان بأي شكل من الأشكال ليقلل من شأن الناموس الذي يُعَرِّف ما هي الخطية. فلو أن بولس قد فعل هذا لبدا ذلك غير معقول تماماً كما لو أنك طلبت من شخص ما أن لا ينتهك الحد الاقصى للسرعة بينما تقوم في الوقت نفسه بإخباره أن إشارات الحد الأقصى للسرعة لم تعد سارية المفعول.


الأربعاء


٦١أيلول (سبتمبر)


الصليب والقيامة


« لأَنِّي لَمْ أَعْزِمْ أَنْ أَعْرِفَ شَيْئًا بَيْنَكُمْ إلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا « (١كورنثوس ٢: ٢).


لا شك في أن صليب المسيح كان مركزياً وأساسياً بالنسبة لكل ما عاشه بولس وعلَّمه. لكن بولس لم يعلِّم عن صليب المسيح سُداً؛ بدلاً من ذلك، علَّم بولس عن الصليب في سياق التعاليم الأخرى كذلك؛ وكان أحد هذه التعاليم، وربما أكثرها ارتباطاً بالصليب، هو القيامة التي بدونها يكون الصليب عبثاً وبلا جدوى.


اقرأ ١كورنثوس ١٥: ١٢ـ ٢٢. ما الذي تذكره هذه الآيات ويُظهر مدى أهمية موت وقيامة المسيح بالنسبة لبشارة الإنجيل؟ لماذا يُعد الفهم الصحيح للموت (بوصفه رقاد) أمراً ضرورياً وحاسماً لفهم هذه الآيات؟ بمعنى، إذا كان الأموات في المسيح هم بالفعل في السماء، فما الذي يتحدث عنه بولس هنا؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


المؤسف هو أن معظم التقاليد الكنسية المسيحية، وكذلك الديانات غير المسيحية، تؤمن بشدة بخلود النفس البشرية. مع ذلك، وخلافاً لهذا الاعتقاد، يؤكد بولس مراراً وتكراراً على أن:


  • الله هو الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ (١تيموثاوس ٦: ١٦)؛

  • إن الخلود هو هبة من الله للمخلّصين (١تسالونيكي ٤: ١٦)؛

  • الموت هو رقاد حتى يعود المسيح (١تسالونيكي ٤: ١٣ـ ١٥؛ ١كورنثوس ١٥: ٦و ١٨و ٢٠).

تشتمل العبادة في كل الأديان، تقريباً، على العديد من التعاليم الزائفة المستندة إلى مفهوم خلود النفس. وتتضمن هذه الأخطاء أموراً مثل التقمص، الصلاة للقديسين، تبجيل أرواح الأسلاف، نار الجحيم الأبدية، وكثيراً من ممارسات «العصر الجديد» مثل التوجيه أو الإسقاط النجمي. إن الفهم الصحيح لتعاليم الكتاب المقدس بشأن الموت هو الحماية الحقيقة الوحيدة ضد هذه المغالطات الكبيرة. كم هو مؤسف، أيضاً، أن أولئك الذين يُظهرون أقوى ميل لعدم قبول هذا الحق، المتعلق بزيف وبُهتان فكرة خلود النفس، هم مسيحيون من الطوائف الأخرى.


يغلق المؤمن عينيه عند الموت، وبعد ما يبدو أنه لحظة من الظلام والصمت، يستيقظ إلى حياة أبدية عند المجيء الثاني للمسيح. ما الذي يُظهره الحق المتعلق بحالة الموتى عن طبيعة وصِفات الله؟


الخميس


٧١أيلول (سبتمبر)


التَعايش


كان بولس عاملاً مجتهداً ذات شخصية قوية وهدف واضح لا يحيد عنه. ويمكن لأشخاص من هذا القبيل أن يكونوا منعزلين وأن يكون لديهم عدداً قليلاً من الأصدقاء، ولكن عادة ما يكون لديهم العديد من المعجبين. ومع ذلك، فغالباً ما كان يرافق بولس في رحلاته التبشيرية اثنان أو ثلاثة من رفقائه في العمل. وقد ورد ذكر أسماء ما لا يقل عن ثمانية من رفقاء العمل هؤلاء (أعمال ١٣: ٢؛ ١٥: ٢٢و ٣٧؛ ١٦: ١ـ ٣؛ ١٩: ٢٢؛ كولوسي ٤: ٧و ١٠و ١١؛ فيلمون ٢٤). ويجب أن يُضاف إلى هؤلاء التحيات الواردة في سفر رومية والتي وجهها بولس إلى ما بين ١٦- ٢٤ شخصاً، إضافة إلى التحيات العامة التي وجهها بولس للأُسَر التي كان قد تعامل معها.


لقد كان الرسول بولس يؤمن بالعمل الجماعي، خصوصاً في الحالات الريادية. مع ذلك، فقد كان بولس يختلف مع رفقائه في بعض الأوقات.


اقرأ أعمال الرسل ١٥: ٣٨ـ ٤١. ماذا حدث هنا، وماذا يخبرنا هذا عن الطبيعة البشرية حتى لأولئك العاملين العظماء من أجل الرب؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


« في هذا المكان ، إذ كان مرقس مكتنفاً بالخوف وخور العزيمة ، تردد بعض الوقت في عزمه على أن يكرس نفسه بقلب كامل لعمل الرب . فإذ لم يكن معتاداً على المشقات خار عزمه أمام مخاطر الطريق والضنك والحرمان . . . . فهذا الهجران جعل بولس يحكم على مرقس حكماً جائراً بل قاسياً لبعض الوقت . أما برنابا فكان يميل إلى مسامحته نظرا لقلة اختباره . وكان مهتما ألا يترك مرقس الخدمة ، لأنه كان يرى فيه مؤهلات يمكن أن تجعله خادماً نافعاً للمسيح « (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ١٤١و ١٤٢).


إن القصة الواردة في سفر أعمال الرسل تكشف عن أن بولس كان يَرْتَجَي أن يثابر رفقاؤه في خضم الكد والمخاطر المتضمنة في عملهم التبشيري. فبالنسبة لبولس، كان فريق التبشير المترابط يعد بمثابة كنيسة مصغرة. وقد أكد على أهمية أن يكون المبشر المرسلي قدوة تُحاكى ويُحتذى بها.


لقد أصبحت العلاقات المتسمة بالطاعة والمحبة بين أعضاء الفريق نمطاً تحتذي به الكنائس التي كانت في كثير من الأحيان تُعْقَد في البيوت. كما أدى العمل بروح الفريق إلى توفير بيئة مثالية لتدريب الكارزين والمبشرين الجُّدد. وبطبيعة الحال، لم تسر الأمور بسلاسة، في بعض الأحيان، كما في حالة يوحنا مرقس.


اقرأ ٢تيموثاوس ٤: ١١. ما الذي تعلنه هذه الفقرة عن النمو الروحي والمغفرة؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


جميعنا نرتكب الأخطاء. كيف يمكنك أن تتعلم أن تغفر لأولئك الذين عملت أخطاؤهم على أذيتك والإضرار بك؟ فكر أيضاً في أولئك الذين أذيتهم أنت بأخطائك. كيف سعيت إلى تحقيق الشفاء في هذه الحالات؟ وإذا لم تقم بذلك بعد، فَلِمَ لا تفعل هذا الآن؟


الجمعة


٨١أيلول (سبتمبر)


لمزيد من الدرس


لقد تم مقارنة أثر تعاليم وكتابات بولس بالأثر الذي للفراشة في نظرية «الفوضى أو الهرجلة» وهي النظرية التي ترى أن [ «رفرفة جناح فراشة في الصين قد يتسبب عنه فيضانات وأعاصير ورياح هادرة في أبعد الأماكن في أمريكا أو أوروبا أو أفريقيا.» وهذا التعبير المجازي يصف تلك الظواهر ذات الترابطات والتأثيرات المتبادلة والمتواترة التي تنجم عن حدث أول، قد يكون بسيطا في حد ذاته، لكنه يولد سلسلة متتابعة من النتائج والتطورات المتتالية والتي يفوق حجمها بمراحل حدث البداية، وبشكل قد لا يتوقعه أحد، وفى أماكن أبعد ما يكون عن التوقع: ويكيبيديا الموسوعة الحرة]. وهكذا، فقد ساعد عمل بولس، ككاتب ومبشر، في تحويل طائفة يهودية تقبع في زاوية محجوبة من الإمبراطورية الرومانية إلى ديانة عالمية. وربما كان للأفكار الواردة في الـ ١٣ رسالة التي كتبها بولس تأثير أكبر من أي مؤلفات يونانية قديمة ذات حجم مماثل.


أسئلة للنقاش


١. لقد تجنب بولس الاستشهاد وذلك بالفرار إلى أثينا، المركز الفكري الثقافي في العالم اليوناني/الروماني. فقد وفرت المدن المأوى للاجئين، بما في ذلك المسيحيين. ولم يضيع الرسول بولس أي وقت في أثينا؛ فإنه بمجرد أن لاحظ المعالم الدينية للمدينة، قام بمحاورة اليهود والوعظ في السوق. اقرأ أعمال الرسل ٧١: ٦١ـ ١٣. ما هو النهج الذي اتبعه بولس مع هؤلاء الناس، وكيف يساعدنا على فهم الحاجة إلى تكييف الرسالة لتتناسب ومختلف مجموعات الناس؟ في الوقت نفسه، لاحظ كيف أن بولس لم يتساهل أو يساوم على الحق من أجل أن يصل إلى هؤلاء الناس ويبشرهم. في محاولاتنا للوصول إلى الآخرين وتبشيرهم، كيف يمكننا أن نتأكد من أننا لا نساوم على المعتقدات الأساسية؟


٢. لماذا تعد التعاليم المتعلقة بحالة الموتى غاية في الأهمية؟ ما هي بعض أكثر الأخطاء والضلالات التي يمكن لفهمنا للحقائق المتعلقة بحالة الموتى أن تحمينا منها؟ ماذا عن ثقافتك أنت؟ ما هي بعض المتعقدات التي يمكن لهذه الحقائق المتعلقة بحالة الموتى أن تحميك منها وتحصِّنك ضدها؟فهو يرى أنه إذا كنت محبطاً أو مكتئبا فإن ما عليك عمله هو تعاطي المخدرات. قارن وجهة النظر هذه مع ما نؤمن به فيما يتعلق بيسوع المسيح وما فعله من أجلنا على الصليب. لماذا يعد اشتراكنا في فريضة العشاء الرباني دحضاً صريحاً وقوياً للعدمية واللامعنى اللذين يتم الترويج لهما من قِبل روزنبرغ وفكره الملحد؟



٣. أمعن التفكير أكثر في المسألة المتعلقة بدور العلامات والآيات والعجائب فيما يتعلق بالإيمان، وكذلك دور المنطق والعقل. في الصف، اسمح لمَن هم على استعداد لمشاركة اختبارهم أن يتحدثوا عن كيف آمنوا، وما هو الدور الذي لعبته عوامل مثل الآيات أو العجائب أو المنطق، أو غيرها، في اختبار الإيمان الخاص بهم. أيضاً، ما هو الدور الذي ينبغي لهذه الأمور أن تقوم به، ليس فقط فيما يتعلق بجعل الإنسان يؤمن بل بجعله يبقى متمسكاً بالإيمان؟


٤. ماذا عن غالبية الناس في مجتمعك؟ ما هي الخلفيات التي يأتون منها؟ ما هي المعتقدات الأكثر شيوعاً؟ وبناءً على فهمك لمعتقداتهم وخلفياتهم، فكّر بإمعان في أفضل وسيلة يمكن استخدامها للوصول إليهم وتبشيرهم؟ ما هي بعض السُبُل التي تسمح لك بالتواصل معهم بطريقة لا تسيء إليهم بمجرد البدء في التواصل معهم؟


قصة الأسبوع


العظات المسروقة: الجزء الثاني


بقلم غاميني ميندز


بقيت في المستشفى لمدة أسبوعين وأنا أشعر بألم شديد، لكنني بدأت أتحسن تدريجياً. جاء العديد من القساوسة لزيارتي. وقال لي بعضهم أن الله قد اصابني بهذا الشيء لأني قمت بزيارة كنيسة الأدفنتست السبتيين. قام القس الأدفنتستي بزيارتي عدة مرات واحضر لي كتاباً بعنوان «الصراع العظيم». كان لدي الكثير من الوقت للقراءة. ومع حلول الوقت لخروجي من المستشفى كنت قد انتهيت من قراءة الكتاب. وعندما جاء القس الأدفنتستي لزيارتي في البيت، كان لدى العديد من الأسئلة.


وعندما تعافيت بما فيه الكفاية لأعظ في كنيستي مجدداً. عاودت زيارتي إلى كنيسة الادفنتست لأستعير ملاحظات عظة القس. بالطبع لم أخبره بما كنت أفعله، كما لم أخبر أعضاء كنيستي بمصدر مواد عظاتي.


وفي أحد أيام السبوت، وعظ القس الأدفنتستي عظة عن السبت. وقمت باستعارة عظته في هذه المرة أيضاً. وبعد أن وعظت، سألني بعض أعضاء كنيستي عن السبب الذي يجعلنا نتعبد في يوم الأحد، إذا كان السبت هو اليوم الذي قدسه الله.


وفجأة أدركت أني وقعت فريسة لخداعي ومكري. كنت بحاجة إلى مزيد من المعلومات حتى أتمكن من الإجابة على أسئلة أعضاء كنيستي. قمت بزيارة قس الكنيسة الأدفنتستية وطلبت أن يدرس الكتاب المقدس معي بدءاً بموضوع السبت. وبعد دراستنا، سألته كل الأسئلة التي شعرت أن أعضاء كنيستي قد يسألونها. ثم دعوت أعضاء كنيستي جميعاً لأعطيهم نفس دروس الكتاب المقدس المتعلقة بيوم السبت. لم يكن الجميع مهتمين بمعرفة هذا الحق الجديد، لكن كثيرين أرادوا معرفة المزيد.


بلغ الخبر قادة الكنيسة في طائفتي بأنني كنت أعلّم بالمعتقدات الأدفنتستية. وقالوا لي أنه إن كنت سأصر على الوعظ كما لو كنت قساً سبتياً أدفنتستي، فإنه لا يمكنني الاستمرار في أن أكون قساً في كنيستي. وفي ذلك الوقت، كنت قد آمنت بعقيدة السبت وغيرها من حقائق الكتاب المقدس الأخرى التي تعلمتها من خلال استعارتي لعظات القس.


وقررت أن أصبح سبتياً أدفنتستي، وأن أحوّل كنيستي إلى كنيسة أدفنتستية، وأن أحضر أكبر عدد ممكن من أعضاء كنيستي ليصغوا إلى التعاليم المتعلقة بيوم السبت وغيره من معتقدات. وأصبحت أيام الآحاد أياماً لدراسة الكتاب المقدس في كنيستي، وجاء عدد من القساوسة الأدفنتست لمساعدتي في تعليم الناس. ولمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، درسنا الكتاب المقدس بكثافة وحاولنا فهم مشيئة الله لحياتنا ولكنيستنا. ثم أجرينا فريضة معمودية اعتمد فيها ٢٠ عضواً من كنيستي السابقة وانضموا لأسرة كنيسة الأدفنتست. وبعدها بفترة، اعتمد ١٣ عضواً آخرين. وانضم أكثر من نصف أعضاء كنيستي السابقة إلى كنيسة الأدفنتست السبتيين.


يواصل غاميني ميندز عمله كقس في نفس المنطقة بسريلانكا حيث كان ذات مرة يرعى كنيسة ضخمة. ولدى غاميني الآن ثلاث كنائس سبتية أدفنتستية.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت: (gro.noissiMtsitnevdA.www)


الدرس الثالث عشر


٩١ـ ٥٢ أيلول (سبتمبر)


أينبغي للعالم كله أن يسمع بشارة الإنجيل؟



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: أعمال الرسل ٤: ١٢؛ مزمور ٨٧: ٤ـ ٦؛ يوحنا ١٠: ١٦؛ رومية ٢: ١٢ـ ١٦؛ يوحنا ١٤: ٦؛ رومية ١: ١٨.


آية الحفظ: « وَلِلْقَادِرِ أَنْ يُثَبِّتَكُمْ، حَسَبَ إِنْجِيلِي وَالْكِرَازَةِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، حَسَبَ إِعْلاَنِ السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُومًا فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَلكِنْ ظَهَرَ الآنَ، وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بِالْكُتُبِ النَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ الإِلهِ الأَزَلِيِّ، لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ، للهِ الْحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ « (رومية ١٦: ٢٥ـ ٢٧).


كما رأينا، يستخدم الرب أناساً لتوصيل رسالة الإنجيل إلى الآخرين. مع ذلك، فإنه وعلى مر العصور، مات الملايين دون أن يعرفوا عن خطة الخلاص كما هي مُعلنة في الكتاب المقدس. والحقيقة هي أن غالبية أولئك الذين عاشوا لم يسمعوا قصة الفداء أو يعرفوا عن الأخبار السارة المتعلقة بنعمة الله كما هي معلنة في يسوع المسيح. وهذا يقود إلى سؤالين دائمين. الأول، كيف سيتعامل الله في يوم الدينونة مع أولئك البلايين من الأشخاص الذين لم يعرفوا المسيح؟ السؤال الثاني، هل هناك خلاص للأشخاص الذين لم يعرفوا خطة الخلاص كما هي في المسيح؟


قد يجيب البعض قائلين أن الخلاص متاح في طائفة مسيحية واحدة؛ وفي المقابل، يعتقد البعض الآخر أن كافة الأديان على حد سواء تقود إلى الله والحياة الأبدية.


وفي نهاية المطاف، فإن النقطة الحاسمة هي أن نتذكر بأن المسيح قد أعلن لنا طبيعة وصفات الله، وهذا يخبرنا بالكثير عن محبته للبشرية جمعاء وعن رغبته في خلاص أكبر عدد ممكن منهم. إن الله هو إله العدالة وأياً كانت طريقته في تحقيق هذه العدالة، فإن الهتاف سوف يسمع عبر السماء: « عَظِيمَةٌ وَعَجِيبَةٌ هِيَ أَعْمَالُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ! عَادِلَةٌ وَحَق هِيَ طُرُقُكَ يَا مَلِكَ الْقِدِّيسِينَ! « (رؤيا ١٥: ٣).


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢٦أيلول (سبتمبر)


الأحد


٠٢أيلول (سبتمبر)


لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ


لدى بعض المسيحيين القناعة بأنه فقط أولئك الذين يسمعون ويستجيبون بشكل إيجابي لبشارة الإنجيل هم الذين يمكنهم الخلاص. أما الأشخاص الذين يُطلق عليهم أحياناً اسم «الحصريون» فيعتبرون أن كل الديانات غير المسيحية هي بمثابة أنظمة من صنع البشرية الساقطة وتُعبِّر عن تمرد متعمد ضد الله. ولهذا السبب، يعتقد مثل هؤلاء الأشخاص أن غير المسيحيين هم خارج نطاق النعمة المُخَلِّصَة التي يقدمها يسوع المسيح.


ويتخذ بعض المسيحيين الآخرين خطوة إضافية أبعد فيزعمون أنه لا خلاص لمَن لا ينتمون إلى طائفتهم ومَن لا يؤمنون بمعتقداتهم، حتى وإن كانوا مسيحيين مجاهرين بإيمانهم. ويعتقد هؤلاء المسيحيين أن المعتقدات المختلفة للطوائف الأخرى قد وضعت أعضاءها خارج نطاق العناية الإلهية وأن لا فرصة لدى هؤلاء لدخول ملكوت السموات. في عام ١٣٠٢، على سبيل المثال، أعلن البابا بونيفاس الثامن في مرسومه البابوي «أنه من الضروري جداً، لكل مَن يبتغي الخلاص، أن يخضع كل مخلوق بشري للحبر الروماني [أي للبابا].» وقد علَّم البروتستانت بشيء من هذا القبيل فيما يتعلق بطوائفهم الخاصة كذلك، إذ يزعمون هم أيضاً أنه لا خلاص لمَن لا ينتمي إلى طائفتهم.



اقرأ أعمال الرسل ٤: ١٢. ما الذي تقوله هذه الآية، وكيف لنا أن نفهم هذه الكلمات؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن ما يقوله الكتاب المقدس هنا واضح جداً: الخلاص هو بيسوع المسيح وحده وليس بأي اسم آخر تحت السماء. مع ذلك، فإنه من المهم عدم تحميل القول ما لا يحمله تحديداً.


تخيّل وجود شخص في بناية تحترق وقد اختنق بالدخان وانهار فاقداً الوعي قبل أن يتم إخراجه من البناية. وتخيل رجل إطفاء يجد هذا الشخص ملقى على الأرض فيقوم بانتشاله وإخراجه من البناية حيث يتولى المسعفون المسؤولية، فيهرعون به إلى المستشفى وبعد بضع ساعات يستعيد الوعي.


والنقطة المراد توضيحها بهذا المثال هي أن هذا الشخص، الذي أُنْقِذ من المبنى المحترق، ليس لديه فكرةً عن مَن أنقذه. وبالطريقة نفسها، فإن أي شخص ينال الخلاص- سواء قبل مجيء المسيح بالجسد أو بعده- سيخلص بالمسيح وحده، سواء كان ذلك الشخص قد سمع عن اسم المسيح أو خطة الخلاص، أو لم يسمع.


«بل حتى بين الوثنيين يوجد بعض من يتصفون بالرفق والرحمة والحنان . فقبلما سمعوا كلام الحياة صاروا أصدقاء للكارزين وخدموهم مخاطرين بحياتهم . وبين الوثنيين يوجد من يعبدون الله بجهل . أولئك الذين لم يصل إليهم النور قط بواسطة أي إنسان ، ومع ذلك فإنهم لن يهلكوا . فمع جهلهم للناموس المكتوب بيد الله فقد سمعوا صوته يكلمهم في الطبيعة وتمموا مطاليب الناموس . وأعمالهم تدل على أن الروح القدس قد لمس قلوبهم فيعتبرون بأنهم أولاد الله» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٦٠٦).


الاثنين


١٢أيلول (سبتمبر)


ما مقدار ما يجب للمرء أن يعرفه؟


متابعة لما توقفنا عنده في درس يوم الأحد، يمكننا أن نرى أنه بالرغم من أن ما قام به المسيح هو وحده سبيلنا الوحيد للخلاص، إلا أن هناك البعض الذين يعتقدون أن معرفة المسيح معرفة واضحة صريحة ليست ضرورية لخلاص الانسان.


هذا لا يعني أن الخلاص متاح بدون المسيح وإنما يعني أن الله قادر ومستعد لتقديم استحقاقات عمل المسيح لمَن يشاء. ويعتقد البعض أن أولئك الذين لا يعرفون المسيح ولم يتعرفوا على البشارة سوف يخلصون لأنهم وتحت تأثير الروح القدس قد شعروا بالحاجة إلى الخلاص وسعوا إلى الحصول عليه. وهذا هو تماماً ما يعنيه ضمناً الاقتباس المأخوذ من روح النبوة بدرس الأمس (فكِّر في أيوب وَمَلْكِي صَادِق).


ما هو الضوء الذي تسلطه الآيات التالية على هذه الفكرة؟ مزمور ٨٧: ٤ـ ٦؛ يوحنا ١٠: ١٦؛ أعمال ١٤: ١٧؛ أعمال ١٧: ٢٦ـ ٢٨؛ رومية ٢: ١٢ـ ١٦.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


« الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ. أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ، فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ « (رومية ٢: ٦و ٧).


يبدو أن بولس يشير هنا إلى أن بعضاً ممِّن هم خارج المسيحية سوف يحصلون على الحياة الأبدية وذلك نتيجة لمبدأ «الطاعة للحياة». إن إطاعة ناموس الضمير، وطالما كانت في تناغم مع ناموس الله وطالما كانت مدركة للاختلاف الأساسي بين الخير والشر، سوف تُحْدِث فرقاً في يوم الدينونة بالنسبة لأولئك الذين لم يسمعوا عن خطة الخلاص قط. مع ذلك، فإن هؤلاء الناس يستجيبون لعمل الروح القدس في قلوبهم.


ولأننا لا نعرف قلوب الناس، لماذا يجب علينا في كل الحالات أن نحرص على عدم إصدار الأحكام بشأن خلاص نفوس الناس، سواء كانوا مسيحيين معترفين بإيمانهم أو غير مسيحيين؟


الثلاثاء


٢٢أيلول (سبتمبر)


الشمولية والتعددية


يُعَلِّمُ بعض الناس بأن الله في النهاية سوف يخلِّص جميع البشر بغض النظر عن ما كانوا يؤمنون به أو حتى الكيفية التي كانوا يعيشونها. إن «الشمولية» هي الاقتناع بأن جميع الأشخاص مرتبطون بالله لدرجة أنهم جميعاً سيخلَصون في نهاية المطاف، حتى لو لم يسمعوا أو يؤمنوا ببشارة الإنجيل أبداً. وتجد هؤلاء يقتبسون الآية في يوحنا ٣: ١٦ التي تقول: «لأنه هكذا أحب الله العالم». وهكذا فإنه إذا كان الله، وفقاً لهذا النوع من التفكير، قد أحب الجميع فكيف يمكن أن يهلك أي شخص، وخاصة إذا كان الهلاك يعني العذاب الأبدي في جهنم؟ كيف يمكن لله أن يحرق إنساناً هو يحبه؟ ومن هنا يمكننا أن نرى كيف أن عقيدة زائفة واحدة (العذاب الأبدي) تقود إلى عقيدة زائفة أخرى ألا وهي «شمولية الخلاص».


وما هو ذات صلة بالشمولية هو «التعددية»، وهي الاقتناع بأن جميع الديانات صحيحة بالتساوي، وبأنها جميعاً تقود بالتساوي إلى الله والخلاص. وهكذا فإنه، ووفقاً لهذا الفكر اللاهوتي على الأقل، ليس هناك ديانة تتفوق في جوهرها على أي ديانة أخرى. كتب قس إحدى الكنائس في ولاية كاليفورنيا على الموقع الإلكتروني للكنيسة أن أعضاء كنيسته «لا يؤمنون بأن المسيحية متفوقة بأي شكل من الأشكال على أي معتقدات دينية أخرى».


وفيما يتعلق «بالتعددين» فإن المجموعة الواسعة من الطقوس الدينية والمعتقدات والرموز والاستعارات هي مجرد اختلافات سطحية تخفي وراءها جوهراً مماثلاً في جميع الديانات. على سبيل المثال، يشير «التعدديون» إلى أن معظم الديانات تؤكد على وجوب أن يحب البشر الله وأن يحبوا إخوتهم وأخواتهم من بني البشر، وما هذا سوى شكل من أشكال القانون الذهبي، والرجاء في حياة مباركة في الحياة المستقبلية. ووفقاً للتعدديين، فإن كل الأديان في جوهرها تعلّم الشيء نفسه؛ وبالتالي، فهي جميعها سُبل صحيحة تقود إلى الله. وهم يرون أنه من التعصب والتغطرس أن نحاول فرض المعتقدات المسيحية على مَن هم مِن غير المسيحيين.


ما الذي لدى الكتاب المقدس ليقوله عن كل من الشمولية والتعددية؟ يوحنا ١٤: ٦؛ رؤيا ٢٠: ١٤؛ ٢١: ٨؛ دانيال ١٢: ٢؛ يوحنا ٣: ١٨؛ متى ٧: ١٣و ١٤؛ ٢تسالونيكي ٢: ١٠.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لا شك في أن كلاً من الشمولية والتعددية هما مفهومان يتعارضان مع الكتاب المقدس. فإنه ليس الجميع سيخصلون؛ كما أنه ليس كل الديانات تقود إلى الخلاص.


ما هي الإجابة التي كنت ستعطيها لشخص يقول أن ادعاء المسيحية بأنها الطريق الحقيقي الوحيد للخلاص (انظر يوحنا ١٤: ٦) هو ادعاء فيه غطرسة ومحاولة لحصر إمكانية الخلاص داخل نطاق الديانة المسيحية؟ شارك إجابتك مع صفك في يوم السبت.


الأربعاء


٣٢أيلول (سبتمبر)


خطاة بحاجة إلى النعمة


« لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ « (يوحنا ٣: ١٧). ما هو الرجاء العظيم المقدم للبشرية جمعاء، والذي نجده في هذه الآيات؟ كيف يمكننا أن نجعل من هذه الحقيقة الحاسمة حقيقة خاصة بنا؟ كيف يمكننا استخدام هذه الحقيقة لتحفيزنا على الوصول إلى الآخرين وتبشيرهم؟


وفقاً للكتاب المقدس، نحن جميعاً خطاة (رومية ٣: ٢٣)، ويريد الله أن يتوب الجميع (أعمال ١٧: ٣٠؛ ٢٦: ٢٠؛ ٢بطرس ٣: ٩) وأن يخلصوا (١تيموثاوس ٢: ٤). ومنذ عدن فصاعداً، كان هدف الله، ولا يزال، هو أن يخلّص البشرية من الدمار والموت الأبدي اللذين جلبتهما الخطية على البشرية. وهل نحتاج إلى دليل أكبر من الصليب ليُظْهِر محبة الله لنا ورغبته في خلاصنا؟ مع ذلك، فالكتاب المقدس واضح في أن الله لن يخلّص أولئك الذين يتمردون ضده بشكل صريح.


اقرأ تكوين ٦: ١١ـ ١٣؛ رومية ١: ١٨؛ ٢تسالونيكي ٢: ١٢؛ رؤيا ٢١: ٨؛ ٢٢: ١٥. ما هو التحذير الشديد الذي نجده في هذه الآيات؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن الله يحب جميع الناس، لكن جميع الناس خطاة وبحاجة إلى النعمة، وقد تجلّت هذه النعمة في المسيح. وقد دعا المسيح كنيسته إلى نشر هذه الأخبار السارة إلى العالم، وهي الأخبار المتعلقة بهذه النعمة.


«إن الكنيسة هي وسيلة الله التي يستخدمها لأجل خلاص الناس. لقد نُظِّمت لأجل الخدمة، ورسالتها هي حمل الإنجيل للعالم. ولقد كان تدبير الله منذ البدء أنه عن طريق كنيسته ينعكس على العالم ملؤه وكفايته. وأعضاء الكنيسة الذين دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب عليهم أن يعلنوا مجده. إن الكنيسة هي مستودع غنى نعمة المسيح وبواسطة الكنيسة سيظهر أخيرا عند ’الرؤساء والسلاطين في السماويات ‘ الإعلان الأخير الكامل لمحبة الله» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ١).


بأية طرق يمكنك أنت شخصياً (وليس القس، أو الشيخ، أو الشماس، وإنما أنت) أن تتعلم بطريقة أفضل عن «إعلان مجده» لعالم يحتضر؟ ما الذي يجب أن تغيّره في حياتك من أجل القيام بذلك؟


الخميس


٤٢أيلول (سبتمبر)


الدعوة المرسلية


« صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ « (١كورنثوس ٩: ٢٢و ٢٣). ما هو المبدأ الهام الذي يتبناه بولس هنا، وكيف يمكننا أن نعكس هذا المبدأ نفسه في حياتنا؟


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


إن الله، رب العمل المرسلي، قد اختار، في حكمته، أن يعمل من خلال البشر على جلب رسالة الغفران والخلاص إلى العالم. لقد اختار الله رجالاً ونساء، على الرغم من ضعفاتهم، للعمل مع الروح القدس والملائكة. لقد كان ينبغي أن يكون بنو إسرائيل «نور» الله المُتَواصِل في أزمنة العهد القديم، لكنهم في كثير من الأحيان كانوا يضعون نورهم « تَحْتَ الْمِكْيَالِ « (متى ٥: ١٥). وفي كثير من الأحيان كان يُحْتَفَظُ بالبركات التي يتم الحصول عليها داخل إسرائيل. فبدلاً من المخالطة والمشاركة، قاموا بالانغلاق على أنفسهم وتجنّب الاحتكاك بالأمم، هرباً من «التدنّس».


وقد استدعت خطة الله التالية، فيما يتعلق بالعمل المرسلي إلى العالم، استخدام طريقة الملح- أي أن تذهبوا «وتتلمذوا» (متى ٢٨: ١٩؛ مرقس ١٦: ١٥و ٢٠؛ أعمال الرسل ١: ٨). إن تاريخ العمل المرسلي المسيحي يتلألأ بقصص مرسلين ضحوا بنفوسهم وذهبوا ليكونوا بمثابة الملح إلى العالم، ولتوصيل بشارة الحياة إلى الأفراد والمجتمعات، وأحياناً إلى أمم بأكملها.


مع ذلك، وكما هو الحال مع الأمة العبرية قديماً، فإن نجاحات هذه المرسليات قد تعرقلت، في كثير من الأحيان، مِن خلال تقصير المرسلين أنفسهم، ومشاريعهم المرسلية عموماً. وتشتمل أوجه التقصير البشري على التالي: (١) سوء التخطيط للعمل التبشيري وفَهْمٌ غير كافٍ للمهمة المراد القيام بها؛ (٢) ضيق أفق العمل المرسلي الذي يتم القيام به، حيث يقتصر فقط على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة من الكوارث أو التنمية، وهي الأنشطة التي تطغي على الكرازة بالبشارة؛ (٣) ضُعف التمويل ونقص الموظفين المرسلين من قبل المنظمات المُرسِلة؛ (٤) مرسلون غير ملائمين للمهمة (٥) الدول التي تحظر الكرازة بالإنجيل على أراضيها.


وبطبيعة الحال، لم يقل أحد على الإطلاق أن العمل المرسلي هو مهمة سهلة. فنحن نعيش في خضم صراع عظيم، وسيعمل الشيطان بكل وسيلة في وسعه لإحباط جهودنا التبشيرية سواء في الأحياء المحيطة بنا أو في أقاصي الأرض». مع هذا، لا يجب أن نُحبط، وذلك لأننا قد أُعطينا العديد من الوعود الرائعة المتعلقة بحصولنا على القوة، ويمكننا أن نكون على يقين من أن الله سوف يتمم مقاصده على الأرض. وكما قيل لنا في الكتاب المقدس: « ’ هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ ‘ « (إشعياء ٥٥: ١١).


الجمعة


٢٥أيلول (سبتمبر)


لمزيد من الدرس


يستخدم العهد الجديد اسمين يونانيين مصحوبين بكلمة» كُلِّ « للتعبير عن النطاق العالمي للمرسلية المسيحية: فنجد عبارة « فِي كُلِّ الْعَالَمِ « في متى ٢٦: ١٣، مرقس ١٤:٩و ١٦: ١٥وعبارة « فِي كُلِّ الْمَسْكُونَةِ « في متى ٢٤: ١٤. وفي حين أن كلمة «العالم» هي مصطلح أكثر عمومية فيه إشارة إلى عالم من الوجود المنظم على كوكب الأرض (وقد وردت هذه العبارة ما يقرب من ١٥٠ مرة في العهد الجديد)، إلا أن الكلمة الأكثر تحديداً «المسكونة» ففيها تركيز على سكان الأرض في العالم.


ما مدى اتساع ما كان عليه « كُلِّ الْعَالَمِ « بالنسبة للمسيحيين الأوائل. في غضون بضع سنوات من صلب المسيح، كان المسيحيون الأوائل قد وصلوا إلى قبرص المعاصرة ولبنان وسوريا وتركيا ومقدونية واليونان وإيطاليا. وهناك أدلة على أنهم قد نشروا الإنجيل في جنوب روسيا (سيثيا القديمة) في الشمال، وإثيوبيا في الجنوب والهند في الشرق وإسبانيا في الغرب.


فهل كان المسيحيون الأوائل يعتقدون أنه كان عليهم الوصول بالبشارة إلى العالم أجمع؟ وفقاً لسفر أعمال الرسل، حدث في يوم الخمسين، الذي هو « تاريخ الميلاد « بالنسبة للكنيسة المسيحية، أن بدأ الروح القدس في إعلان «أعمال الله العظيمة» للزائرين من الأمم والمناطق الجغرافية والمجموعات العرقية المختلفة (أعمال الرسل ٢: ٥ـ ١١). منذ اليوم الأول لميلادها، كانت الكنيسة المسيحية مدركة للنطاق العالمي لمرسليتها. فإذا كان لديهم هذا الوعي آنذاك، فكم ينبغي أن يكون وعينا نحن، بالنطاق العالمي للعمل المرسلي، أكثر بكثير اليوم؟


أسئلة للنقاش


١. في الصف، عودوا إلى إجابتكم على السؤال الأخير الوارد بدرس يوم الثلاثاء الخاص بالمزاعم التي ترى أن المسيحية هي ديانة حصرية ومتغطرسة. هل بالضرورة أن يُتَرْجَم التفرّد على أنه غطرسة؟ إذا لم يكن كذلك، فلماذا لا؟


٢. إن مفهوم الكنيسة لحجم ونطاق « كُلِّ الْعَالَمِ « قد توسع منذ «يوم الخمسين». إن مأمورية المسيح لأتباعه بأن «يذهبوا للعالم أجمع ويتلمذوا جميع الأمم» (متى ٢٨: ١٩) ستظل حقاً حاضراً بالنسبة للكنيسة إلى أن يعود المسيح ثانية. كيف يمكن لإعلان رسائل الملائكة الثلاثة في رؤيا ١٤: ٦ـ ١٢ أن يتناسب مع المأمورية العظيمة؟


٣. كيف تجيب على هذا السؤال: إذا كان يمكن للناس أن يخلصوا دون أن يكونوا قد سمعوا عن بشارة الإنجيل، فما هي فائدة المعاناة والمخاطرة بالحياة من أجل أن نحمل بشارة الخلاص للآخرين؟


قصة الأسبوع


العناية الإلهية ترتب للقاء في الحافلة


بقلم كوصوماواثي بيريرا


في صباح أحد الأيام كنت استقل الحافلة المتوجهة إلى كولمبو، عاصمة سيريلانكا. وكان يجلس بالقرب مني فرانسيس، وهو صديق للعائلة منذ فترة طويلة. وأنا لم أكن قد رأيته منذ فترة طويلة وفوجئت عندما علمت أنه أصبح سبتياً أدفنتستي. وكنت أنا نفسي قد صرت مسيحية منذ عامين.


قلت لفرانسيس، «كنت مشلولة وغير قادرة على فعل أي شيء. ثم صلى بعض المسيحيين من أجلي، فشفاني الله. أنا أذهب إلى كنيستهم، لكن هناك بعض الأمور التي يقومون بها في عبادتهم وتجعلني أشعر بعدم الارتياح. فإنهم يقفزون ويصرخون ويتدحرجون على الأرض ويتحدثون بلغات غريبة. وفي الآونة الأخيرة، أنا لم أذهب إلى الكنيسة.»


عرض فرانسيس أن يطلب من قس كنيسته أن يقوم بزيارتي. وقال لي، «يمكننا دراسة الكتاب المقدس معاً. سأخبرك قليلاً عن الأدفنتست السبتيين وعن ما نؤمن به.»


وبعد بضعة أسابيع، جاء فرانسيس برفقة قس الكنيسة السبتية. وقد كانت زيارة رائعة حيث تحدث القس عن الله وعن المسيح بطريقة بسيطة ولغة سهلة الفهم لدرجة شعرت معها أني قريبة من الله. ثم صلى القس من أجل عائلتي ومن أجلي. وكانت صلاته كمحادثة جميلة مع صديق.


وكان فرانسيس والقس يزوراني في كثير من الأحيان ويشاركان الحقائق الإلهية معي. وكنت استمتع بدراسة الكتاب المقدس، لكن زوجي لم يرد لي أن أعرف عن الله.


وفي أحد الأيام عاد زوجي إلى البيت مخموراً بينما كان فرانسيس والقس لا يزالان بالبيت يفسران لي بعض آيات الكتاب المقدس. كان زوجي يكثر من شرب الكحول وأحياناً كان يصبح عنيفاً ويحطم الأثاث ويرعب الأطفال ويرعبني.


وعندما رأى القس حالة زوجي، صلى من أجله. أنا أعرف أن زوجي لن يتذكر أنه رأى حتى القس ولكني كنت سعيدة لأن القس كان مستعداً لأن يصلي من أجله.


وفي صباح اليوم التالي كان زوجي واعياً. لكنه لم يتذكر أي شيء تقريباً عن إفراطه في الشرب ليلة أمس، لكنه تذكر أن القس قد صلى من أجله. وبطريقة عجيبة لمست تلك الصلاة زوجي، وقال أنه شفي من إدمان الكحول. وجدت صعوبة في تصديقه، فقد وعد بأن يتوقف عن الشرب من قبل، لكنه لم يتمكن من حفظ وعده. لكن منذ ذلك اليوم فصاعداً، لم يلمس زوجي الكحول مرة أخرى.


وعندما قام كل من القس وفرانسيس بزيارتي مجدداً، أخبرتهما بما قد حدث لزوجي وفرحا معي. وعندما انتهيت من تلقي دروس الكتاب المقدس، اعتمدت وأصبحت سبتية أدفنتستية. وعلى الرغم من أن زوجي لم يعط حياته للرب بعد، إلا أني أعرف أنه يؤمن وبأنه سوف يأتي إلى المخلّص في يوم ما.


كوصوماواثي بيريرا هي زوجة أحد المزارعين في شمال وسط سيريلانكا.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت: (gro.noissiMtsitnevdA.www)


دليل دراسة الكتاب المقدس للربع الثالث، ٥١٠٢


تدور دراسة الربع التالي، للمؤلف إيمري توكيكس، حول «سفر إرميا». وهو السفر الذي فيه إعلان عن حقيقة توق الله إلى طاعة البشر له وعدم ميل البشر إلى القيام بذلك. ويسرد سِفْرُ إرميا الخدمة التي قام بها إرميا النبي بكل محبة وأمانة، حيث بَشَّر برسالة الله إلى أناس معظمهم لم يرغب سماعها.


بدءاً من الدعوة النبوية التي تلقاها إرميا، يأخذنا السفر عبر عقود من تاريخ الكتاب المقدس، حيث استخدم الله إرميا، هذا النبي الشاب (ثم المتقدم في العمر)، لإعلان الحقائق الجوهرية التي كانت هي الأساس لرسالة الكتاب المقدس منذ البداية.


ومن بين جميع الحقائق الروحية الواردة في سفر إرميا، نجد أن هذه الكلمات تشرح جوهر الكثير مما يطلبه الله من شعبه: « هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: لاَ يَفْتَخِرَنَّ الْحَكِيمُ بِحِكْمَتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْجَبَّارُ بِجَبَرُوتِهِ، وَلاَ يَفْتَخِرِ الْغَنِيُّ بِغِنَاهُ. بَلْ بِهذَا لِيَفْتَخِرَنَّ الْمُفْتَخِرُ: بِأَنَّهُ يَفْهَمُ وَيَعْرِفُنِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الصَّانِعُ رَحْمَةً وَقَضَاءً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ، لأَنِّي بِهذِهِ أُسَرُّ، يَقُولُ الرَّبُّ « (إرميا ٩: ٢٣و ٢٤).


إننا، ومن خلال قراءتنا لسفر إرميا، نسافر في رحلة روحية تأخذنا من أسفل أعماق الفساد الإنساني إلى عظمة وسمو وجلال الرب. إنه الرب الذي ينادينا من عُلاه، حتى في حالتنا الساقطة، قائلاً: يَا لَيْتَ فِيكم هكَذَا قَلْب!


الدرس الأوّل- الدعوة النبوية التي تلقاها إرميا


نظرة خاطفة إلى درس هذا الأسبوع:


الأحد: الأنبياء (إشعياء ١: ١٩؛ إرميا ١١: ٢ـ ٦؛ حزقيال ١٨: ٢٣).


الاثنين: خلفية عائلة إرميا (إرميا ١: ١)


الثلاثاء: الدعوة النبوية التي تلقاها إرميا (إرميا ١: ٤و ٥)


الأربعاء: الأنبياء المُقَاوِمون والمُعَارِضون (إرميا ١:٦)


الخميس: فرع اللوز (إرميا ١: ١١ـ ١٩)


آية الحفظ- إرميا ١: ٥.


خلاصة الدرس: رغم المعارضة التي لاقاها إرميا، إلا أنه ظل راسخاً مثل « مَدِينَةً حَصِينَةً وَعَمُودَ حَدِيدٍ وَأَسْوَارَ نُحَاسٍ» (إرميا ١: ١٨)، ولم يكن ذلك بقوته هو وإنما بقوة الرب.


  • الدرس الثاني- الأزمةٌ (في الداخل وفي الخارج)

نظرة خاطفة إلى درس هذا الأسبوع


الأحد: لمحة تاريخية سريعة (قضاة ٢: ١ـ ١٥)


الاثنين: المملكتان (١ملوك ١٢: ٢٦ـ ٣١)


الثلاثاء: الشَّرَّان (إرميا ٢: ١ـ ٢٨)


الأربعاء: التهديد البابلي (إرميا ٢٧: ٦)


الخميس: الحلفان بالكذب (إرميا ٧: ٤)


آية الحفظ- إرميا ٢: ٣.


خلاصة الدرس:لقد واجه شعب الله العديد من التحديات من الداخل والخارج على حد سواء. إلا أن أكبر الأزمات كانت تأتي، وبطرق عدة، من الداخل. وهو ما يعني أن الناس كانت قلوبهم قد تقسّت للغاية وأُفسِدت بالخطية والارتداد لدرجة أنهم رفضوا الإصغاء إلى التحذيرات التي كان يرسلها الله إليهم.