دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الأول 2015 - سِفْرُ الأَمْثَالِ

تحميل قوات الدفاع الشعبي  -  دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الأول 2015 - سِفْرُ الأَمْثَالِ   

 

مقدمة

 

١. «نداء الحكمة»

 

٢. من الأذنين إلى القدمين

 

٣. مسألة حياة أو موت

 

٤. الحكمة الإلهية

 

٥. بركات الصِّدِّيقِ

 

٦. الطَرِيقُ وَعَاقِبَتُهَا

 

٧. التعامل مع النزاعات والخصومات

 

٨. كلام الحكمة

 

٩. جَوَابُ الْحَقِّ

 

٠١. ما وراء القناع

 

١١. العيش بالإيمان

 

٢١. تواضع الحكيم

 

٣١. النِّسَاءُ والْمُسْكِرُ

 

Editorial Office 12501 Old Columbia Pike, Silver Spring, MD 20904

 

Come visit us at our Web site: http://www.absg.adventist.org



Principal Contributor

 

Martin Pröbstle

 

Editor

 

Clifford R. Goldstein

 

Associate Editor

 

Soraya Homayouni

 

Publication Manager

 

Lea Alexander Greve

 

إن دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المقدس هو من إعداد مكتب دليل دراسة الكتاب المقدس للكبار التابع للمجمع العام للأدفنتست السبتيين. والناشر والمشرف العام على إعداد هذا الدليل هو لجنة مدرسة السبت، وهي إحدى اللجان الفرعية المنبثقة عن اللجنة الإدارية للمجمع العام للأدفنتست السبتيين. إن دليل مدرسة السبت لدراسة الكتاب المقدس المطبوع هو انعكاس لمساهمات اللجنة العالمية للتقييم، ويحظى بموافقة لجنة مدرسة السبت للنشر، وبالتالي فهو لا يعكس بالضرورة وجهة النظر المنفردة للمؤلف(أو المؤلفين).

 

Editorial Assistant

 

Sharon Thomas-Crews

 

Pacific Press® Coordinator

 

Wendy Marcum

 

Art Director and Illustrator

 

Lars Justinen

 

Design

 

Justinen Creative Group

 

Middle East and North Africa Union

 

Publishing Coordinator

 

Marshall Mckenzie

 

Translation to Arabic

 

Ashraf Fawzi

 

Art Director and Design

 

Rafaela Medeiros

 

Arabic Layout and Design

 

Rahil Girgis



Sabbath School Personal Ministries



مقدمة

 

كلمات الحكيم

 

في حين تمتلئ العديد من أسفار الكتاب المقدس بالحقائق الروحية واللاهوتية العميقة، يمتلئ سفر الأمثال بنصائح عملية وواقعية تتعلق بالحياة اليومية.

 

إن ما يتسم به سفر الأمثال من إيجاز وتوازن وطابع شعري لاذع أحياناً، ومفعم بروح الدعابة في أغلب الأحيان، يجعله سفراً عالمياً وسهل الحفظ وقادرا على توضيح النقاط بصورة تكون، في بعض الأحيان، أكثر فعالية من الخُطب البليغة والجدل العنيف.

 

على سبيل المثال: «اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا» (أمثال ٦: ٦). أو «اَلسُّكْنَى فِي أَرْضٍ بَرِّيَّةٍ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ مُخَاصِمَةٍ حَرِدَةٍ» (أمثال ٢١: ١٩). أو «إِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ خُبْزًا، وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ مَاءً، فَإِنَّكَ تَجْمَعُ جَمْرًا عَلَى رَأْسِهِ، وَالرَّبُّ يُجَازِيكَ» (أمثال ٢٥: ٢١و ٢٢). مَن يمكنه أن ينسى صوراً وصفية من هذا القبيل؟

 

إن سفر الأمثال هو شاهد على الحكمة التي تجمعت على مَر العصور. وقد كُتبت هذه الأمثال مِن قِبل كل من الملك سليمان (أمثال ١: ١ـ ٩: ١٨و ١٠: ١ـ ٢٢: ١٦؛ أمثال ٢٥ـ ٢٩)؛ وبعض «رجال حكماء» غير معروفة أسماءهم من عالم الشرق الأدنى القديم (أمثال ٢٢: ١٧ـ ٢٤: ٢٢و ٢٤: ٢٣ـ ٣٤)؛ وكذلك أَجُورٍ الذي ليس من بني إسرائيل (أمثال ٣٠: ١ـ ٣٣). بل إن سِفْر الأمثال يذكر المساهمات التي قام بها الملك حَزَقِيَّا، وهي المتعلقة بنقل وصياغة هذه الأمثال (أمثال ٢٥: ١). وفي بعض الحالات، يعكس السفر أيضاً نصوصاً وفقرات من الشرق الأدنى القديم، خاصة تلك التي من مصر القديمة.

 

مع ذلك، فسفر الأمثال هو كلمة الله لأن مَن قاموا بكتابته فعلوا ذلك بإلهام إلهي. وعلى الرغم من أن الله نادراً ما يُذكر بصيغة مباشرة في سفر الأمثال، إلاَّ أنه حاضر دائماً: فالله موجود في كل مكان وفي ظل أي ظرف: سواء كنا في السوق أو بينما نحن نتكلم أو نأكل أو نشرب أو نعمل أو نشتري أو نبيع أو نجتمع مع بعضنا البعض أو نحب. فإن الله، إله سفر الأمثال، ليس مجرد إله لشخص متدين، سواء كان ذلك الشخص كاهناً أو متعبداً يجلس على مقاعد الكنيسة. إن التديُّن، في سفر الأمثال، موضوعٌ حيِّز التنفيذ.

 

يعلِّمنا سفر الأمثال ما معنى مخافة الله (أمثال ١: ٧و ٣١: ٣٠)، ليس فقط في الكنيسة ولكن أيضاً من خلال حياتنا اليومية. فالطريقة التي نعيش بها تتحدث بصوت أعلى من الطريقة التي بها نعظ ونصلي، بل وحتى نُضَحي (أمثال ٢٨: ٩؛ ١٥: ٨).

 

وفقاً لسفر الأمثال، تتجلى الحكمة في حياتك عندما تعرفُ الربَ «فِي كُلِّ طُرُقِكَ» (أمثال ٣: ٦)؛ معنى ذلك هو أن الحكمة هي العيش بالإيمان والطاعة؛ إن الحكمة هي إدراك أنك إنسان يقف أمام الله الخالق.

 

سنتعلم من سفر الأمثال كيف نكون حكماء، ولكن بطرق عملية. يجيب السفر على أسئلة مثل: ماذا وكيف ينبغي أن أعلِّم أبنائي؟ كيف يمكن أن أكون سعيداً وناجحاً؟ لماذا أواجه مشاكل مالية؟ كيف احصل على ترقية في العمل؟ كيف يمكنني مقاومة الإغراءات الجنسية؟ كيف ينبغي أن أتعامل مع غضبي أو لساني؟

 

وأخيراً، الحكمة ليست بالضرورة هي القوة الفكرية. بل على العكس من ذلك، فإن الشخص الواثق من قدراته العقلية هو في خطر أكبر لأن يكون أحمقاً والسبب في ذلك هو أنه حتى أذكى الأشخاص لا يعرفون سوى القليل جداً. قد يعتقد المرء أنه حكيم وبالتالي لا يحتاج إلى أن يسعى في طلب المزيد من المعرفة. لكن الشرط المسبق للحصول على الحكمة، بدلاً من ذلك، هو أن نكون متواضعين وأن نشعر بحاجتنا ومن ثم نطلب الحكمة.

 

إن سفر الأمثال هو سفر عميق وغني بالمعلومات وهو يتعامل مع الكثير من المواضيع. ونظراً لضيق المجال في هذا الربع، من حيث الوقت وعدد الصفحات المسموح بها، كان علينا أن ننتقي ونختار المواضيع التي نغطيها بالدراسة. نحن لا يمكننا تغطية كل المواضيع، مع ذلك فإن كل ما لدينا في هذا السفر هو، في الواقع، جدير بأن ندرسه بروح الصلاة والورع.

 

جاك ب. دوكان هو استاذ اللغة العبرية وتفسير العهد القديم ومدير معهد الدراسات اليهودية المسيحية بمعهد اللاهوت الأدفنتستي بجامعة أندروز. وهو مواطن فرنسي (وُلد في الجزائر) وحاصل على دكتوراه في اللغة العبرية من جامعة ستراسبورغ وشهادة دكتوراه في اللاهوت من جامعة أندروز.

 

هل لديك أسئلة؟

 

جامعة مدرسة السبت لديها الأجوبة! جامعة مدرسة السبت هي عبارة عن مناقشة تليفزيونية

 

مدتها ٢٨ دقيقة لدليل دراسة الكتاب المقدس للكبار. وأثناء هذه المناقشة يتم تناول محتويات كل درس وكذلك تسليط الضوء على بعض الاستراتيجيات التي من شأنها إثراء مدرسة السبت بروح الشركة والتواصل والعمل على تبشير الآخرين ودراسة الكتاب المقدس والقيام بأعمال مرسلية. قادة مدرسة السبت الأعزاء، نرجو ألا يفوتكم هذا البحث الأسبوعي على قناة «

 

Hope Channel»، (www.hopetv.org).



قصص جديدة كل ربع

 

نفس المرسلية العظيمة!

 

تواصل مجلة المرسلية الأدفنتستية [الاختبارات الروحيّة] تقديم المزيد من قصص العمل المرسلي حول العالم. وسنتعرف من خلال هذه الاختبارات الروحية على أشخاص تعرَّفوا على المسيح بفضل أعطيتكم السخية التي تساعد في نشر البشارة وربح النفوس للمسيح. تُستخدم ’الاختبارات الروحيّة‘ في أنشطة مثل مدرسة السبت والكنيسة وصفوف مدرسة السبت، وغيرها.

 

يمكنكم الآن تحميل قصص العمل المرسلي وأخبار العمل مجاناً من على موقعنا الإلكتروني:

 

www.adventistmission.org/dvd

 

الدرس الأول

 

٧٢كانون الأول (ديسمبر)- ٢كانون الثاني (يناير)

 

نداء الحكمة



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أمثال ١ـ ٣؛ تكوين ١: ١؛ خروج ١٩: ١٦و ٢٠: ٢٠؛ أمثال ١١: ٣٠و ١٣: ١٢؛ ١٥: ٤.



آية الحفظ: «مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ، أَمَّا الْجَاهِلُونَ فَيَحْتَقِرُونَ الْحِكْمَةَ وَالأَدَبَ» (أمثال ١: ٧).

 

إن السبب الرئيسي في مأساة الإنسان، من جنة عدن فصاعداً، يكمن في الاختيارات الخاطئة التي يُقدم عليها. «إن الإنسان خسر الكل لأنه آثر الإصغاء إلى المخادع بدلاً من الإصغاء إلى ذلك الذي هو الحق الذي عنده وحده المعرفة والفهم. فبواسطة مزج الشر بالخير ارتبك عقله وتشوش» (روح النبوة، التربية الحقيقة، صفحة ٢٩).

 

إن سفر الأمثال بأكمله يسعى إلى مساعدتنا في اتخاذ اختيارات صحيحة واختيار طريق الله وليس طريق المُخادع. إن الوالدين، وعندما يتحدثون إلى أبنائهم وبناتهم، لا يحذرونهم من الإقدام على الخيارات الخاطئة فحسب لكنهم يشجعونهم على اتخاذ الاختيارات الصحيحة أيضاً. وهذا أمر مهم جداً لأن الاختيارات التي نتخذها هي مسألة حياة أو موت، بكل معنى الكلمة.

 

توضح الأصحاحات الثلاثة الأولى من سفر الأمثال طريقة التعليم هذه. فبعد أن شرح لنا كاتب هذه الأصحاحات الهدف من سفر الأمثال، ألا وهو: «أن تعرف الحكمة» (أمثال ١: ٢)، وبعد أن وضع شعاراً لهذا السفر، ألا وهو: «مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ» (أمثال ١: ٧، قارن أمثال ٩: ١٠)، يتنقل كاتب هذه الأصحاحات بين تحذيرنا من الإصغاء إلى الحماقات وبين حثنا على الاستجابة إلى نداء الحكمة السماوية.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٣كانون الثاني (يناير).

 

الأحد

 

٨٢ كانون الأول( ديسمبر)

 

بدء الحكمة

 

نجد في أمثال ١: ١ـ ٦ أن العنوان « أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ « (أمثال ١: ١) يعلن عن وجود صلة بين الأصحاح الأول من سفر الأمثال وبين ١ملوك ٣: ٥ـ ١٤. فنجد في سفر الملوك (كما في سفر الأمثال) أنه يتم تقديم سليمان على أنه الابن الذي يسعى في طلب الحكمة من الله. وبالإضافة إلى أن كلا الآيتان تشيران إلى سليمان على أنه «ابن داود»، تستخدم كلا الآيتان أيضاً صيغاً كلامية مشتركة: «الفهم»، «الحكمة» و «الدينونة». ولا يؤكد هذا التوازي على أن سليمان هو وراء نظم هذا السفر [بإلهام من الله] فحسب لكنه يظهر أيضاً أن سفر الأمثال يتعامل مع سعي الإنسان في طلب الحكمة من الله.

 

اقرأ أمثال ١: ٧. ما هي الحكمة؟ ما هي «مخافة الرب»؟ كيف يرتبط هذان المفهومان ببعضهما البعض؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يتم تعريف «الحكمة» هنا على أنها اختبار ديني. إنها مرتبطة بمخافة الرب. إن هذا المفهوم الهام للديانة العبرية هو المفتاح لفهم سفر الأمثال. ولا يَرِد هذا المفهوم بشكل متكرر فحسب، لكنه يشكِّل الإطار العام لسفر الأمثال بأكمله (أمثال ١: ٧و ٣١: ٣٠).

 

إن مخافة الرب لا علاقة لها بالخوف الوهمي الذي يشعر به البعض فيما يتعلق بالعقاب الإلهي. بدلاً من ذلك، ينبغي أن تُفهم مخافة الرب على أنها الإدراك الجيد للحضور الشخصي لله في كل وقت وفي كل مكان. إن مخافة الرب هي التي كانت تميِّزُ ردة فعل الناس عند تجلي الله لهم في سيناء (خروج ١٩: ١٦و ٢٠: ٢٠)، كما أنها كانت سبب تكريسهم والتزامهم بأن يكونوا أمناء ومحبين له استجابة لعهده معهم (تثنية ١٠: ١٢).

 

وباختصار، معنى «مخافة الله» هو أن تكون مخلِصاً لله وأن تحبه.

 

أما عبارة « مَخَافَةُ الرَّبِّ رَأْسُ الْمَعْرِفَةِ» فتعني أن الحكمة أساسها هذه «المخافة». وتشير الكلمة العبرية المستخدمة لتعني «بَدْءُ أو رَأْسُ» إلى كلمة «البدء» المستخدمة لتقديم قصة الخلق (تكوين ١: ١). لذلك، فإن أول درس من دروس الحكمة يتعلق بإدراك أن الله هو خالقنا، وبأنه هو الذي يعطينا الحياة والنَفَس، وبأنه حاضر دائماً- وبأنه إله المحبة والعدل والفداء (يوحنا ٣: ١٦؛ مزمور ٨٩: ١٤؛ عبرانيين ٩: ١٢).

 

لقد قيل لنا أن نحب الله ونخافه. كيف يرتبط هذان المفهومان باختبارك الشخصي مع الرب؟

 

الاثنين

 

٩٢كانون الأول (ديسمبر)

 

التربية الحقيقية

 

اقرأ أمثال ١: ٨ـ ١٩. ما هما طريقتا «التربية» المتناقضتين واللتين يتم تقديمهما في هذه الآيات؟ ما هي الرسالة الأساسية هنا، ليس فقط للآباء والأمهات، ولكن لكل شخص يخاف الرب؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن التربية هي، في الأساس، مسالة عائلية؛ والأهل هم أساس التربية الحقيقية. وتسمى التربية في هذه الآيات «تَأْدِيبَ»، بل حتى «شَرِيعَةَ». والكلمة العبرية التي تعني شريعة هي «توراة» بمعنى «اتجاه». لذا، فإنه ينبغي على الآباء والأمهات أن يوجّهوا أبناءهم صوب الاتجاه الصحيح. وفي المقابل، نجد أن النوع الثاني من «التربية» هو نوع غير مُعَرَّفٍ ولم يُعط اسماً. فهو يُعْرَفُ بأنه صوت الْخُطَاة، وهو النوع الذي يؤدي إلى الاتجاه الخاطئ.

 

أيضاً، يتم تكرار عبارة « يَا ابْنِي» عدة مرات للتأكيد على تأديب الوالدين لأبنائهم، لكن لا ينبغي أن تؤخذ هذه الكلمة على أنها إشارة حصرية إلى الذكور دون الإناث من الأبناء. ويتم تعريف كلاً من الوالدَين بوضوح بصيغة المفرد «أَبِيكَ»، «أُمِّكَ» للتأكيد على أنهما ضالعان بصفة شخصية في مسألة تأديب أبنائهما وبناتهما؛ هذا في حين يتم الإشارة إلى الفريق الآخر، الذي ينبغي تجنب السلوك في الطريق معه، بصيغة «الجمع للمجهول» حيث يُشار إليهم بـكلمة «الْخُطَاة».

 

« إن الرب في حكمته قد قرر أن تكون العائلة أعظم العوامل التهذيبية. ففي البيت تبدأ تربية الطفل. وفيه مدرسته الأولى. وهنا إذ يكون أبواه معلمين له عليه أن يتعلم الدروس التي سترشده مدى الحياة .... إن مؤثرات التربية البيتية هي قوة فعالة إن للخير أو للشر.... فإن لم يتربَّ الطفل في البيت تربية صالحة فالشيطان يتولى تربيته بواسطة عوامل يختارها (روح النبوة، البيت الأدفنتستي، صفحة ١٨٢).

 

إن أفضل ما يتكلم عن أهمية وفوائد التربية العائلية هو نتائج هذه التربية. وهذه النتائج هي الصفات الداخلية للشخصية، وهي التي كالحُلي على الرأس وحول العنق. وفي ثقافة الشرق الأوسط، كانت الأطواق والأساور النفيسة تنتقل من الآباء إلى الابناء باعتبارها ميراث ذات قيمة. مع ذلك، فالتربية أكثر أهمية بكثير من الثراء المادي. إن الوقت الذي نقضيه مع أبنائنا ستكون له قيمة أعظم بكثير، بالنسبة لهم، من الوقت الذين نقضيه في أعمالنا. والإشارة إلى العنق والرأس، وهما ما يُشَكِّلان ويشتملان على وجه الشخص، إنما هي إشارة إلى التربية التي تعمل على تشكيل شخصية الإنسان. هذا في حين يتم فقط ذِكْرُ الرِّجْلِين، فيما يتعلق بطريق الحمقى أو الخطاة (أمثال ١: ١٥)، وكما لو أن الابن الذي ضل طريقه قد خسر هويته.

 

كيف يمكننا أن نتعلم مقاومة الإغراءات التي قد تعمل ثقافتنا ومجتمعنا وأصدقائنا، بل وحتى عائلاتنا، على وضعها في طريقنا؟

 

الثلاثاء

 

٠٣كانون الأول (ديسمبر)

 

نداء الحكمة

 

اقرأ أمثال ١: ٢٠و ٢١. كيف يتم تقديم الحكمة هنا؟ ما الذي يُقالُ لنا؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في حين «يكمن» الخطاة و «يختفون» (أمثال ١: ١١و ١٨)، نجد الحكمة «تُنَادِي... تُعْطِي صَوْتَهَا» (أمثال ١: ٢٠)، «تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ» (أمثال ١: ٢١)، و «تُبْدِي كَلاَمَهَا» (أمثال ١: ٢١). يتم هنا تجسيد الحكمة، وهي متاحة للناس جميعاً فِي الشَّوَارِعِ. إنها متوفرة للجميع في الحياة العملية حيث الأنشطة التجارية «فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ». ولا بد لنداء الحكمة من أن يكون عالياً في وسط الضجيج الصاخب وفي ظل الكثير من المنتجات والكثير من الباعة الحاقدين، وذلك لأن الحكمة لن تُسمع في ظل صخب الأصوات الأخرى الكثيرة.

 

اقرأ أمثال ١: ٢٢ـ ٣٢. ما هي نتيجة رفض الإنسان للحكمة؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن رفض الناس للحكمة ليس له علاقة بالحكمة في حد ذاتها، فإن رفض الحكمة يعود لطبيعة وصفات أولئك الذين يرفضونها. ويوصف هؤلاء بأنهم متغطرسون ومزدرون (أمثال ١: ٢٥، قارن مع عد ٣٠)، وكما لو أن لديهم معرفة أفضل. ومعنى هذا في نظرهم هو أن الحكمة هي للسذج والبسطاء. ومع ذلك فإن أولئك الذين يرفضون الحكمة هم ساذجون وجُهَّالُ؛ إنهم حمقى «يُبْغِضُونَ الْعِلْمَ» (١: ٢٢؛ قارن مع عد ٢٩).

 

إن أولئك الذين يرفضون الحكمة سيحصدون ثمر رفضهم. فكونهم قد رفضوا أن يختاروا مخافة الرب فعليهم أن يرضوا بما اختاروا لأنفسهم: وهكذا «يَشْبَعُونَ مِنْ مُؤَامَرَاتِهِمْ» (أمثال ١: ٣١). إننا عندما نرفض الحكمة السماوية غالباً ما ينتهي بنا الأمر إلى سهولة قبولنا الخرافات والأكاذيب التي نبتدعها لأنفسنا، أو قبول تلك الخرافات والأكاذيب التي يبتدعها الآخرون لنا. وبهذه الطريقة نكون قد استبدلنا اللهَ بالأوثان. ومن المفارقات أن أولئك الذين يسْخرون من المؤمنين ويحكمون عليهم بأنهم بسطاء وساذجين، كثيراً ما يقومون بتبني الخرافات على طريقتهم الخاصة ويضعون ثقتهم في الأمور سريعة الزوال وعديمة الجدوى، والتي لا يمكنها تلبية أبسط احتياجات القلب الأساسية.

 

اقرأ أمثال ١: ٣٣. في سياق ما ورد ذكره قبلاً، أي وعد ورجاء مقدَّمين لنا هنا؟ كيف يتجلى هذا الوعد في اختبارنا الشخصي؟

 

الأربعاء

 

١٣كانون الأول (ديسمبر)

 

فائدة الحكمة

 

اقرأ أمثال ٢: ١ـ ٥. ما هي الشروط التي يجب توفرها كي نتمكن من فهم «مخافة الرب»؟ ما هي الخيارات التي يجب علينا إتخاذها في هذه المسألة؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يتم استخدام أداة الشرط «إِنْ» ثلاث مرات، عند الحديث عن المعرفة والحكمة، وفي ذلك إشارة إلى المراحل الثلاثة لعملية المعرفة. فنجد أن الفقرة التي تتحدث عن المرحلة التي تقوم فيها بإمالة أذنك للسمع تُستَهلُ بأداة الشرط «إِنْ»، وهي المرحلة التي تتضمن الإصغاء؛ ومعنى هذا ببساطة هو أن تكون متقبلاً ومهتماً بتلقي كلمات الحكمة (أمثال ٢: ١و ٢). أما « إِنْ « الثانية فتستهل الاستجابة التي تكون أنت فيها نشيطاً وفاعلاً حيث ترفع صوتك طلباً في الحكمة (أمثال ٢: ٣). أما « إِنْ « الثالثة فتستهل مرحلة الانشغال الحماسي في البحث عن الحكمة وكما لو كنت تبحث عن « الْكُنُوزِ» المخفية (أمثال ٢: ٤).

 

اقرأ أمثال ٢: ٦ـ ٩. ما هي الشروط الواجب توافرها لفهم الاسْتِقَامَة؟ ما هو الدور الذي يقوم به الله في مسألة اقتنائنا للحكمة؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لاحظ أن عبارة «الرَّبَّ يُعْطِي»، في عد ٦، هي استجابة لعبارة «تَجِدُ مَعْرِفَةَ اللهِ»، في عد ٥. فالحكمة، مثلها مثل الخلاص، هي عطية من الله. وبقدر ما تصف الفقرة الأولى الجهود البشرية الرامية إلى طلب الحكمة، تصف الفقرة الثانية العمل الإلهي: فالله يعطي الحكمة؛ ويذخر معونة؛ ويحمي ويحفظ طريق الأتقياء.

 

اقرأ أمثال ٢: ١٠ـ ٢٢. ما الذي يحدث عندما تجد الحكمة بيتاً لها في القلب؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن عبارة «إِذَا دَخَلَتِ الْحِكْمَةُ قَلْبَكَ» تمثل المرحلة الختامية من التحوُّل والاهتداء. وعندها لن نستمتع بمعرفة الرب فحسب، بل سيكون ذلك اختباراً مُسِرَّاً لنفوسنا (أمثال ٢: ١٠). وسيتم أيضاً تخليصنا مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ (أمثال ٢: ١٢)، ومن إغواء الشر (أمثال ٢: ١٢)، وسنسلك في طريق البر والصدق (أمثال ٢: ٢٠).

 

اقرأ أمثال ٢: ١٣و ١٧. ما هي أولى خطوات الشر، وإلى أين تؤدي؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

على الرغم من أننا خطاة، إلا أنه ليس علينا الوقوع في الشر. فلا بد وأن أولئك الذين تم تصويرهم على أنهم يسلكون في طريق الشر كانوا في بادئ الأمر يسلكون في الطريق الصحيح. ومن هنا نجد أن الشر هو، في الأساس، الافتقار إلى الأمانة والإخلاص. إن الخطية تبدأ بشكل خفي وبرئ لكن سرعان ما يجد الخاطئ نفسه لا يتصرف بطريقة شريرة فحسب بل ويستمتع بعمل الشر ايضاً.

 

إذا كنت، لا سمح الله، تستمتع بعمل الشر فما الذي يقوله هذا الشيء عنك؟ والأسوأ من ذلك، ماذا لو أنك لم تعد تنظر إلى ما تفعله من شر على أنه شر من الأساس؟

 

الخميس

 

١كانون الثاني يناير

 

لا تنسى!

 

اقرأ أمثال ٣: ٧. ما هي خطورة أن يكون الشخص حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِه؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يؤدي كون الشخص حكيماً في عيني نفسه إلى التصور الواهم مِن قِبل ذلك الشخص بأنه لا يحتاج إلى الله من أجل أن يكون حكيماً. لكن هذه حالة ميؤوس منها. «أَرَأَيْتَ رَجُلاً حَكِيمًا فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ؟ الرَّجَاءُ بِالْجَاهِلِ أَكْثَرُ مِنَ الرَّجَاءِ بِهِ» (أمثال ٢٦: ١٢). ومرة أخرى، نجد أنه يتم وصف الحكمة على أنها التزام ديني (أمثال ٣: ١). فمعنى أن تكون حكيماً هو أن تحفظ وصايا الله (أمثال ٣: ١)، وأن تُظهر «الرحمة والحق» (أمثال ٣: ٣)، وأن «تثق في الرب» أمثال ٣: ٥). تعني الحكمة، ضمناً، أن تكون للإنسان علاقة وثيقة بالله. لاحظ الإشارة المتكررة إلى القلب (أمثال ٣: ١و ٣و ٥) مركز استجابتنا الشخصية لتأثير الله. (وقد وَرَدَ ذِكْر القلب في أمثال ٢: ١٠ بوصفه المكان الذي ينبغي للحكمة أن تدخل إليه).

 

اقرأ أمثال ٣: ١٣ـ ١٨. ما هي المكافأة التي تأتي مع عطية الحكمة؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ترتبط الحكمة بكل مِن الحياة والصحة (أمثال ٣: ٢و ٨و ١٦و ١٨و ٢٢). وأكثر الصور التي توحي بهذه الرابطة، هي استخدام كتبة سفر الأمثال لعبارة «شجرة الحياة» (أمثال ٣: ١٨)، وهو الوعد الذي يتكرر عدة مرات في هذا السفر (أمثال ١١: ٣٠؛ ١٣: ١٢؛ ١٥: ٤). ونجد في هذا التشبيه تلميحاً إلى جنة عدن. لكن هذا الوعد لا يعني أن اقتناء الحكمة سيوفر الحياة الأبدية؛ بل المقصود بدلاً من ذلك هو أن جودة الحياة مع الله، والتي كان أبوانا الأولان يستمتعان بها في عدن يمكن لها أن تُسْتَرَد، إلى حد ما. فنحن يمكننا أن نحصل على بعض المعرفة وبعض اللمحات عن عدن وذلك عندما نعيش مع الله؛ بل والأفضل من ذلك هو أننا نتعلم أن نأمل في الاسترداد الموعود لهذه الْمَمْلَكَةَ المفقودة (انظر دانيال ٧: ١٨).

 

اقرأ أمثال ٣: ١٩و ٢٠ لماذا تُعَدّْ الحاجة إلى الحكمة أمراً غاية في الأهمية؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تبدو الإشارة المفاجئة إلى قصة الخلق غريبة في هذا السياق. مع ذلك، فإن استخدام الحكمة في الخلق يعزز الحجة الواردة في عد ١٨ والتي تربط بين الحكمة وشجرة الحياة. فإذا كان الله قد استخدم الحكمة لخلق السماوات والأرض، إذاً فالحكمة ليست مسألة تافهة. إن نطاق الحكمة كوني وهو يتجاوز حدود وجودنا الأرضي. كما أن الحكمة تتعلق بحياتنا الأبدية كذلك. ويتضح ذلك ضمناً من خلال الإشارة إلى شجرة الحياة التي تذكِّرنا بجنة عدن. كما أننا نجد وجهة النظر هذه متضمنة في الوعد الذي يختتم الفقرة محور دراستنا: «الْحُكَمَاءُ يَرِثُونَ مَجْدًا» (أمثال ٣: ٣٥).

 

الجمعة

 

٢كانون الثاني يناير

 

لمزيد من الدرس

 

أقرأ لروح النبوة الفصل الذي بعنوان «الكنز المخفي» صفحة ٩١ـ ١٠٤ في كتاب المعلم الأعظم؛ واقرأ صفحة ٢٣١- ٢٣٤من الفصل الذي بعنوان «دراسة الفيسيولوجيا» في كتاب التربية الحقيقية.

 

«إن الشباب يحتاجون إلى أن يدركوا الحق العميق الموجود في الحقيقة الكتابية القائلة أن عند الله ’ينبوع الحياة‘ مزمور ٣٦: ٩. فليس هو فقط الموجد لكل شيء ولكنه أيضاً حياة لكل الأحياء. فحياته هي التي نتناولها في إشراق الشمس وفي الهواء النقي البليل وفي الطعام الذي يبني أجسامنا ويسند قوتنا. فبحياته نحن نوجد ساعة بعد ساعة ولحظة بعد أخرى. إن كل هباته تؤول إلى الحياة والصحة والفرح لولا أن الخطيئة قد أفسدتها» (روح النبوة، التربية الحقيقية، صفحة ٢٣٢).

 

«كثيرون يعززون الانطباع بأن التكريس لله هو أمر مضر بالصحة وبالسعادة المفرحة الموجودة في العلاقات الاجتماعية التي للحياة. لكن أولئك الذين يسلكون في طريق الحكمة والقداسة يجدون أن ’التَّقْوَى نَافِعَةٌ لِكُلِّ شَيْءٍ، إِذْ لَهَا مَوْعِدُ الْحَيَاةِ الْحَاضِرَةِ وَالْعَتِيدَةِ‘ ١تيموثاوس ٤: ٨. إنهم أَحْيَاءٌ للتمتع بالملذات الحقيقية للحياة» (روح النبوة، موسوعة الأدفنتست لتفسير الكتاب المقدس، مجلد ٣، صفحة ١١٥٦.

 

أسئلة للنقاش

 

١. ما هو الفرق بين الحكمة والمعرفة؟ كيف يمكن أن يكون لدى الشخص الكثير من المعرفة ولكن ليس لديه حكمة؟ مَن مِنَّا لا يعرف شخصياً، أو يسمع، عن أشخاص لديهم الكثير من المعرفة لكن يبدو أن لا حكمة لديهم؟

 

٢. تمعن أكثر في فكرة «مخافة الرب». فإذا كان» لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ « (١يوحنا ٤: ١٨) فكيف نخاف الله ومع ذلك نحبه؟ كيف يمكننا التوفيق بين مفهومي العدالة والمحبة فيما يتعلق بـ «مخافة الرب»؟

 

٣. لماذا يُعَدُ كون الشخص «حكيماً في عيني نفسه» أمراً خطيراً جداً، خصوصاً عندما نأخذ في الاعتبار مدى فساد القلب البشري ومدى سهولة بحثنا عن مبرر لأي سلوك خطأ نريد تبريره؟ فكر في أشخاص أعطوا مبررات لأسوأ السلوكيات والتصرفات التي قاموا بها. كيف نتأكد مِن أننا لا نفعل الأمور ذاتها؟

 

قصة الأسبوع

 

من «هابمتيوليبز» إلى «أليكناجيك»

 

كانت الحياة صعبة في مدينة هامبتيوليبز في غرب واشنطن خلال فترة الثلاثينات من القرن العشرين. وقد كانت هذه البلدة الواقعة على نهر هامبتيوليبز في شبه جزيرة الأوليمبك مصدر رزق للصيادين التجاريين الذين كانوا يحاولون كسب لقمة العيش.

 

وقد وجدت إحدى العائلات، عائلة مودي، الحياة صعبة للغاية في هامبتيوليبز لذلك قرروا مرافقة شقيق السيدة مودي إلى الاسكا حيث الصيد، وفقاً لما قاله هذا الشقيق، كان أفضل وحيث كانت هناك إمكانية أفضل لجمع المال. وهكذا حزمت الأسرة المكونة من ستة أفراد أمتعتها وقطعت مسافة ٢.٥٠٠ميلا من هامبيتوليبز إلى الحدود الكندية، ثم مروا بكولومبيا البريطانية ويوكون قبل التوجه غرباً إلى بلدة ديلينجهام الحدودية في ألاسكا. ومن ديلينجهام، توجهوا صوب نهر «وود ريفير» ليصلوا في نهاية المطاف إلى الشواطئ المتنائية لبحيرة أليكناجيك.

 

وعلى الرغم من أن كلمة « أليكناجيك» هي كلمة «يوبيكية» تعني «الطريق الخطأ إلى البيت»، إلا أن عائلة مودي قد وجدت مكاناً جيداً لتستقر به بالقرب من البحيرة حيث أمكنهم بناء كوخ خشبي صغير. وقام السيد مودي والابن البكر بأخذ قارب الصيد الكبير إلى خليج بريستول، أكبر مصدر عالمي للحصول على سمك السلمون الأحمر، هذا في حين اهتمت السيدة مودي بالأطفال الصغار الثلاثة في المنزل.

 

للأسف، وبعد بضعة اشهر فقط من استقرار الأسرة في موطنهم الجديد، اصابت مأساة أسرة مودي. فقد غرق الأب والابن الأكبر في نهر ديلينجهام نتيجة تيار جارف ضرب قاربهما. وهكذا تُركت الأم وحيدة لتهتم بابنيها الصغيرين وابنتها الصغيرة أيضاً. وكانت العائلة تتحلى بالإيمان، لذلك واصلت الأم تجميع ابنائها للعبادة معاً، وفي يوم السبت التقت عائلة مود بالعم وأسرته. وأثناء الأسبوع، كانت السيدة مودي تقوم بأعمال الصيد لتحصيل قوت الأسرة. وبمساعدة ابنيها الصغيرين لويد، ١٤ عاماً ورولاند، ١٣ عاماً، تمكنت الأسرة من الصمود. يحكي رولاند عن هذه الذكريات فيقول، «إنَّ أمنا وأختنا الصغيرة قد ساعدانا أنا وأخي كثيراً.»

 

ومن أجل مساعدة أسرتهما في البقاء على قيد الحياة، لم يكن لدى لويد ورولاند وقتاً كافياً للذهاب إلى المدرسة، لأنهما كان يعملان كصيادين تجاريين بالقرب من منزلهما. وبالوقت الذي وصلا فيه إلى مرحلة العشرينات من العمر، كانا بالكاد قد انتهيا من مرحلة التعليم الأساسي. وكان رولاند، الذي كان عمره ٢٠ عاماً، يقوم كل صباح بإعداد الحطب في موقد المدرسة لتدفئة المكان استعداداً لوصول الطلاب إلى المدرسة.

 

وأثناء تلك الفترات الصباحية، تعرّف رولاند على المُدرِّسة الجميلة الشابة، الآنسة جاكي. وبنهاية العام الدراسي، تزوجا وأسسا بيتاً بجانب بحيرة أليكناجيك.

 

(تتمة القصة في الأسبوع القادم)

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت: gro.noissiMsitnevdA.www

 

الدرس الثاني

 

٣ ـ ٩كانون الثاني (يناير)

 

من الأذنين إلى القدمين



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أمثال ٤؛ ١ملوك ٣: ٩؛ متى ١٣: ٤٤؛ أمثال ٥؛ ١كورنثوس ١٠: ١٣؛ أمثال ٦: ١ـ ١٩.

 

آية الحفظ: «مَهِّدْ سَبِيلَ رِجْلِكَ، فَتَثْبُتَ كُلُّ طُرُقِكَ. لاَ تَمِلْ يَمْنَةً وَلاَ يَسْرَةً. بَاعِدْ رِجْلَكَ عَنِ الشَّرِّ» (أمثال ٤: ٢٦و ٢٧).

 

لقد أثبت العِلم أن السمع يؤثر في الطريقة التي نسير بها على اقدامنا، كما أن اتزاننا يتأثر بمدى حُسن سمعنا. لذلك، فإن التأديب أو التعليم ـ أي ما نسمعه- يعد أمراً حاسماً فيما يتعلق بطريقة عيشنا. تقول الآية في أمثال ٤: ٧، أن « الْحِكْمَةُ هِيَ الرَّأْسُ».

 

مع ذلك، فإنه مهما كانت إجادة المعلم في تقديم العِلم، إلاَّ أنه يجب أن يكون التلميذ متنبهاً. أشار أحد المعلمين المصريين القدماء، بأسلوب لا يخلو من بعض السخرية، إلى أن «أُذُن الصبي هي في ظهره؛ لذا فإن الصبي يسمع عندما يتم ضربه». (ونجد في الفن المصري القديم أنه يتم تصوير طالب العلم بشخص له أذنين كبيرتين على ظهره).

 

لا يكفي أن نعرف فقط عن ما هو صواب وما هو خطأ؛ نحن بحاجة إلى نعرف كيف نختار اختياراً صائباً وليس خاطئاً. والتدرّب على اقتناء الحكمة يتكون من الإصغاء إلى التعليم الصحيح واتباع وإطاعة ما تعلمناه، بحيث لا ينتهي بنا الأمر ونحن نسير في الاتجاه الخاطئ.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٠كانون الثاني (يناير).

 

الأحد

 

٤كانون الثاني (يناير)

 

اِسْمَعُوا!

 

اقرأ أمثال ٤. ما هي الحقيقة العملية التي نجدها هنا، وكيف يمكننا تطبيق هذه الحقيقة على حياتنا الخاصة، إذ نسعى لعيش حياة أمانة وإخلاص لله؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن عملية «السمع» تمثِّل الخطوة الأولى في التربية. كان العبرانيون يعتقدون أن أساس الحكمة أو الذكاء لا يوجد في العقل وإنما في الأذنين. هذا يعني ضمناً أنه يجب علينا، وقبل أن نسعى إلى وضع تصوّر ما أو حل مشكلة ما، أن نسمع المشكلة أولاً. وهذا يعني أيضاً أننا بحاجة إلى الإصغاء. فعندما طلب سليمان الحكمة، فهو قد طلب بشكل خاص أن يكون له «قَلْبًا فَهِيمًا» أو «قلباً صاغياً» (١ملوك ٣: ٩، بالترجمة الحرفية للآية).

 

إذن، فأول عمل يقوم به الإنسان من أجل اقتناء الحكمة هو «أن يسمع»، وهو ما يدل على أن الحكمة تأتي من مصدر خارجي (والمصدر في هذه الحالة هو الآباء والأمهات). نحن لا يمكننا اكتشاف الحكمة من قِبل أنفسنا. إن مفهوم الحكمة «التي من صنع الإنسان» هو مفهوم لا وجود له، حيث أن الحكمة مصدرها سماوي. فالحكمة من حيث المبدأ هي شيء نتلقاه وليس شيئاً نشكله بمهاراتنا الخاصة أو نقوم بكشف النقاب عنه من خلال ذكائنا ومنطقنا. إن القدرة على «إيلاء الاهتمام أو حُسن الإصغاء» (وتعني بالعبرية «أن يضع المرء قلبه [أي أن يصغي بكل انتباه] «) تتضمن اشتراك القلب في عملية الانتباه والإصغاء. لذلك فإن البحث عن الحكمة واقتنائها هو ليس أمر نقوم به بكل استخفاف وعدم مبالاة. بل إن القلب الذي هو جوهر الإنسان ومركز المشاعر (وفقاً للفكر العبراني) هو الذي يشارك في البحث عن الحكمة واقتنائها.

 

اقرأ متى ١٣: ٤٤ وإرميا ٢٩: ١٣. ما هي الصلة التي تجدها بين هذه الآيات وبين اقتناء الحكمة كما هو معرب عنه في أمثال ٤؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

تلعب الأحاسيس والمشاعر دوراً حاسماً في أساس وجودنا كبشر، وهكذا فإنه لا يمكن ولا ينبغي تجاهل المشاعر في علاقتنا مع الله. كيف يمكننا معرفة المكان المناسب والقيمة التي لمشاعرنا فيما يتعلق بحياتنا الروحية؟ كيف قامت مشاعرك بتوجيهك نحو الصواب (والخطأ)، وما الذي تعلمته من تلك الاختبارات؟

 

الاثنين

 

٥كانون الثاني (يناير)

 

قم بحماية عائلتك

 

بمجرد أن نقرر السلوك في طريق الحكمة، سنبقى بحاجة إلى توخي الحذر الشديد لأننا سوف نواجه العقبات على طول الطريق (انظر ١بطرس ٥: ٨). وأحد أكبر الأخطار التي نواجهها تتعلق بعائلاتنا، وهي المجال الأعز والأغلى والأكثر حساسية وحميمية في الحياة.

 

اقرأ أمثال ٥. ما هي المخاطر التي ينبغي الاحتراس منها؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن أول هذه الأخطار يتعلق بنا؛ فهو يكمن في كلماتنا. فعلينا مراقبة ألسنتنا والتأكد مِن أن ما نقوله لا ينقل رسالة غير ملائمة أو رسالة مختلطة. يجب أن يكون ما ننطق به متوافقاً مع معرفتنا وينبغي أن يعكس وجهات نظرنا الروحية.

 

ويأتي الخطر الثاني من «المرأة الأخرى» أو «الرجل الآخر» (وعلى الرغم من أن النص يشير إلى أن الخطر يأتي من «الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ»، إلا أنه ينبغي أن تُفهم هذه العبارة على أنها إشارة إلى الجنسين؛ فإنه يمكن للتجربة أن تأتي من رجل أو من امرأة) ممن يتدخلون في الأسرة. فيمكن لهذا الشخص أن يغوي شريك الحياة على أن ينتهك عهود الزواج. ومن منَّا لم يرى، أو يختبر، ما لهذه الخطية من تأثير مدمر على حياة الأسرة والأشخاص؟

 

ووفقاً للنص، فإن أفضل وسيلة لمقاومة هذه التجارب والإغراءات، التي غالباً ما تبدأ بكلمات مغرية، هي الاصغاء إلى كلمات الحكمة. فإننا، ومن خلال الإذعان وإطاعة التعاليم الموحى بها، يمكننا أن نبقى مكترثين بالأمور الضرورية والهامة وهكذا نكون في مأمن من الوقوع في خطية الزنى أو أي تجارب أخرى تأتي في طريقنا.

 

وبطبيعة الحال، لا ينبغي فقط أن نصون أنفسنا من الزنى وإنما يجب أيضاً تجنب الذهاب إلى المكان الذي تقيم فيه «الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ» (أمثال ٥: ١٠)؛ وبالتأكيد، لا ينبغي لنا الاقتراب إِلَى بَابِ بَيْتِهَا (أمثال ٥: ٨).

 

وأخيراً، ربما تكون أفضل حماية ضد الإغراء المتعلق بوقوع الرجل في غرام امرأة أخرى أو وقوع المرأة في غرام رجل آخر هو الآتي: عليك محبة شريك حياتك «وَافْرَحْ [بِزوجة أو زوج] شَبَابِكَ» أمثال ٥: ١٨). وقد ردد كاتب سفر الجامعة صدى هذه النصيحة حين قال: «اِلْتَذَّ عَيْشًا مَعَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْبَبْتَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاةِ بَاطِلِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا تَحْتَ الشَّمْسِ، كُلَّ أَيَّامِ بَاطِلِكَ، لأَنَّ ذلِكَ نَصِيبُكَ فِي الْحَيَاةِ وَفِي تَعَبِكَ الَّذِي تَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ» (جامعة ٩: ٩). كن شاكراً على ما لديك، وعندها لن تنظر إلى شخص آخر.

 

اقرأ ١كورنثوس ٠١: ٣١. مع وضع هذا الوعد في الاعتبار، ما هي الخطوات المحددة والعملية التي قد تحتاج إلى اتخاذها، في الوقت الراهن، من أجل حماية نفسك من المشاعر التي قد تكون مختمرة في داخلك؟

 

الثلاثاء

 

٦كانون الثاني (يناير)

 

اعمل على حماية صداقاتك

 

قال أحدهم ذات مرة: «يا رب، احمني من أصدقائي؛ فأنا يمكنني تولي أمر أعدائي». يعالج سفر الأمثال مسألة الصداقات ويقدم لنا نصائح متعلقة بكيفية المحافظة على أصدقائنا وكذلك، إذا لزم الأمر، كيفية حماية أنفسنا منهم. والكلمة العبرية لـ «صديق» تعني «جار» أيضاً، بمعنى الشخص القريب منا، أو الشخص الذي هو صديق لنا بالفعل أو الذي قد يصبح صديقاً لنا في المستقبل. إن الحكمة الإلهية تقدّر العلاقات البشرية، وهي تناشد أن يكون هناك اهتمام واكتراث واحترام متبادل في هذه العلاقات.

 

اقرأ أمثال ٦: ١ـ ٥. ما هي المشكلة التي يشير إليها سليمان، وما هو الحل؟ ما هو المبدأ الروحي الهام الذي نجده هنا، أيضاً؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وفي حين أن التوراة تحث الناس على مساعدة الفقراء وإقراضهم المال دون تحصيل فوائد (خروج ٢٢: ٢٥)، تحذرنا الحكمة من أن نقدم الدعم المالي المُتَسَرِّع لصديق مديون. فإن واجب الإحسان لا يستبعد واجب العدالة (خروج ٢٣: ٢و ٣). فعلى الرغم من أننا بحاجة إلى التحلي بالكرم والسخاء، عندما نستطيع عمل ذلك، إلا أنه علينا أن نكون حكماء في التأكُّد من أن إحساننا لن يتحول إلى فشل ذريع فيه أذية لمن نقدم له الإحسان (قارن أمثال ٢٢: ٢٧).

 

ومن هنا تأتي المشورة الحكيمة المقدمة لنا في سفر الأمثال. يتعلق التحذير الأول بما ننطق به من كلمات. فمن المهم جداً أن نقيّم الوضع وأن نتأكد من أننا قادرون على مساعدة صديقنا. وإذا كان الأمر كذلك، فعندها فقط يمكننا أن نتكلم ونَعِدْ. في الواقع، قد تعمل قوة علاقتنا بأصدقائنا، أو لحظة من العاطفة والانفعال، على جعلنا نتسرع بالنطق بالتزامات معينة قد نندم عليها فيما بعد.

 

وبغض النظر عن ما لديك من حُسْنِ نِيّة، إلَّا أنه من الأهمية بمكان أن تفكر قبل أن تتصرف، وقبل أن تتعهد بعمل شيء قد لا يمكنك الوفاء به. النقطة الأساسية هي أنه إذا وقعنا في مأزق ما بسبب كلامنا، فعلينا أن نفعل ما بوسعنا لإصلاح الأمر، بما في ذلك إظهار تواضعنا والاعتراف بخطئنا وطلب السماح.

 

كيف نتعلم تحقيق التوازن بين رغبتنا في تحمل أعباء بعضنا البعض (غلاطية ٦: ٢) وبين الكلمات المقدمة لنا في هذا الأصحاح من سفر الأمثال؟

 

الأربعاء

 

٧كانون الثاني (يناير)

 

حماية عملك

 

اقرأ أمثال ٦: ٦ـ ٨. ما الذي يمكننا أن نتعلمه من النمل؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعمل النمل بجدية تفوق جدية البشر (إذ أن ما يستطيع النمل حمله من أوزان، مقارنة بما يتناسب مع وزن أجسامه، يفوق ما يستطيع البشر حمله مقارنة بما يتناسب ووزن أجسادهم). لكن النمل لا يعمل بجدية فحسب لكنه يعمل بشكل مستقل ولا يحتاج إلى مَن يقوم بالإشراف عليه. والسبب الرئيسي وراء العمل الشاق للنمل هو المستقبل، فالنمل «يتوقع» أوقات الشدة (الشتاء) ولهذا يعد نفسه لتلك الأوقات. لذا، فإن النمل يعلمنا حكمة التفكير بشأن المستقبل عند وضعنا للخطط أو انخراطنا في نشاط ما. «هذا سؤال يتطلب من كل أب ومعلم وطالب أن يفكر فيه- صغيراً كان أو كبيراً. لا يوجد مشروع عمل أو خطة حياة يمكن أن يكون سليماً إذا كان يستوعب فقط سني هذه الحياة الحاضرة القصيرة ولا يعد زاداً أو يقوم باستعداد للمستقبل اللانهائي» (روح النبوة، التربية الحقيقية، صفحة ١٦٩).

 

اقرأ أمثال ٦: ٩ـ ١١. ما الذي يمكننا أن نتعلمه من الكسلان؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الكسلان هو مَن يحتاج إلى أن يتعلم من النمل وليس العكس: «اِذْهَبْ إِلَى النَّمْلَةِ أَيُّهَا الْكَسْلاَنُ. تَأَمَّلْ طُرُقَهَا وَكُنْ حَكِيمًا» (أمثال ٦: ٦). فإن الكسالى ينامون في حين يعمل النمل. وفي حين ينتج النمل في موسم الحصاد يستمر الكسالى في طي أياديهم، رمزاً إلى الخمول والتراخي. يتفوق النمل على ذاته من خلال حمله لوزن أثقل من وزن جسمه ومن خلال الاستعداد للمستقبل؛ هذا في حين يعيش الكسالى يومهم ولا ينشغلون سوى بأنفسهم.

 

على الرغم من أنه يتم إدانة الكسل والخمول في هذه الآيات، إلا أنه علينا أن نتذكر أيضاً أن الحياة تتكون من أكثر من مجرد كسب المال. كيف تساعدنا الراحة في يوم السبت على تحقيق التوازن الصحيح بين العمل والراحة؟

 

الخميس

 

٨تشرين الثاني (يناير)

 

إِحْمِ نفسك

 

بعد أن حُذِرنا، في سفر الأمثال، من الشرور المحددة التي تهدد مجالات الحياة الثلاثة ـ عائلاتنا وتعاملاتنا الاجتماعية وأعمالنا- يقدم لنا السِّفر وصفاً للأشرار. وهو عبارة عن هجوم ملئ بالسخرية والمحاسبة النفسية الشديدة. إن قصيدتي الشعر الموجودتين في أمثال ٦: ١٢ـ ١٥ و ١٦ـ ١٩ هما قصيدتان متوازيتان ولهما نفس الإيقاع الشعري والوزن، كما أن القصيدتين تغطيان موضوعين متوازيين كذلك. فإن ما بداخل الإنسان الشرير يتم تصويره على أنه مرتبط بما يتم التفكير فيه في القلب؛ وفي الوقت ذاته، يتجلى كل ما في داخل الإنسان من أفكار من خلال الأعمال الخارجية الظاهرة التي يقوم بها.

 

أقرأ أمثال ٦: ١٤و ١٨ ومتى ١٥: ١٩. ما هي النقطة الهامة التي يتم التأكيد عليها هنا؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

«فإن اغرقتن في تصورات باطلة عاطلة وسمحتن للعقل بأن يفكر في مواضيع نجسة، فأنتن إلى حد ما مذنبات أمام الله كما لو خرجت أفكاركن إلى حيز العمل» (روح النبوة، البيت الأدفنتستي، صفحة ٣٣٤، ترجمة اسحق فرج الله).

 

ما هي التحذيرات المقدمة لنا في أمثال ٦: ١٢ـ ١٩؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الصورة الوصفية المقدمة هنا هي صورة فيها مفارقات. فالشرير الذي يسعى في الشر مثله مثل الكسول الخامل. وقد يبدو موقف كل منهما مختلفاً لكن كلا الموقفين يحملان نفس الدرس. فكلاً من الكسول والساعي إلى الشر لا يسمعان إلا لصوت نفسيهما، ولا يهتم أي منهما بما يقدمه الغير من إرشادات ونصائح. وكلاهما يتبعان حكمتهما وميولهما الخاصة. فالكسالى يبقون نياماً، ولا يحركون أذناً ولا ساقاً؛ أما الأشرار فلا تعمل لديهم سوى أرجلهم وأفواههم. لكن النتيجة واحدة: فإن كلاً من الكسول والشرير الساعي إلى الشر مصيرهما الهلاك.

 

وفي الوقت نفسه، هناك تأثيران للشر: فالشر لا يؤذي الأشخاص الذين أُخْطِئ في حقهم فحسب، لكنه يؤذي المخطئ كذلك. ففي النهاية، سيصدِّق الكذابون كذبهم. ومن الجدير بالذكر أيضاً هو أن المحصلة النهائية للشر هي الشقاق والنزاع، وهو ما يمكن أن يؤثر على المجتمع كذلك. في الواقع، إن الآثار المترتبة عن الخطية نادراً ما تقتصر على الخطاة، فالآخرون يتأثرون، وعادة ما يكون هذا التأثير سلبياً ويؤول إلى الأسوأ.

 

كيف أثرت خطايا الآخرين علي حياتك؟ ما مِن شك في أن تأثيرها كان هائلا. ما هي الدروس التي يمكنك تعلمها من هذا الأمر حول الحاجة إلى توخي الحذر حتى لا تعمل أفعالك وتصرفاتك على أذية الآخرين؟

 

الجمعة

 

٩كانون الثاني (يناير)

 

لمزيد من الدرس

 

اقرأ لروح النبوة صفحة ٥٢٣ـ ٥٢٥ من الفصل الذي بعنوان «الاحتكاك بالآخرين» في كتاب «آفاق عيش أفضل»؛ وصفحة ١٣٦ـ ١٤١ من الفصل الذي بعنوان «أمثال أخرى» في كتاب التربية الحقيقية.

 

«ويجب أن يتعلم تلميذ الكتاب أن يدنو منه بروح المتعلم. علينا أن نفتش صفحاته ليس بحثاً عن برهان يسند آراءنا بل لنعرف ما الذي يقوله الله....

 

«من أهم أسباب العجز العقلي والضعف الخلقي انعدام التركيز.... فبواسطة السيل المنهمر من المطبوعات التي تأتي من دور الطباعة فإن الكبار والصغار يكوِّنون عادة القراءة السطحية السريعة فيفقد العل القوة على التفكير المتصل الناشط» (روح النبوة، التربية الحقيقية، صفحة ٢٢١و ٢٢٢).

 

«إن المساكن التي يبنيها النمل لنفسه تظهر المهارة والمثابرة. فلا يمكن لكل نملة أن تتعامل سوى مع حبة واحدة في كل مرة، لكن من خلال الاجتهاد والمثابرة ينجز النمل العجائب.»

 

«إن إشارة سليمان إلى عمل النمل هي توبيخ لأولئك الذين يضيعون الساعات في الخمول أو في ممارسات تفسد النفس والجسد. يستعد النمل للمواسم المقبلة؛ لكن كثيرين ممن أنعم الله عليهم بقدرات التفكير يفشلون في الاستعداد للحياة المستقبلية الخالدة» (روح النبوة، ارشادات لأولياء الأمور والمعلمين والطلاب، صفحة ١٩٠).

 

أسئلة للنقاش

 

١. أمعن التفكير أكثر في هذه الفكرة المتعلقة بكيف يمكننا مساعدة الآخرين، حتى ولو تطلب ذلك تضحية شخصية من جانبنا. كيف ننظر إلى ما تعلمناه في درس هذا الأسبوع بالمقارنة مع هذه الآية: «لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ» (يوحنا ١٥: ١٣)؟

 

٢. ما هي الدروس الأخرى التي يمكننا استخلاصها من عالم الطبيعة ويمكن أن نطبّقها على حياتنا الخاصة؟ مع ذلك، وبالنظر إلى أن هذا العالم ساقط، لماذا يجب أن نكون حذرين بشأن ما نستخلصه من دروس من عالم الطبيعة؟

 

٣. اقرأ المكرهات الست الوارد ذِكرها في أمثال ٦: ١٦ـ ١٩. لماذا في اعتقادك تعتبر هذه الأمور سيئة للغاية في نظر الله؟

 

قصة الأسبوع

 

مخيم بولاريس: نجمة إرشادية

 

بعد زواجهما، قرر كلاً من رولاند وجاكي مودي البدء في البحث عن طرق للوصول إلى مجتمع سكان ألاسكا الأصليين وتبشيرهم، لذا فقد قررا بناء مدرسة أدفنتستية على ممتلكاتهما بجوار البحيرة. وقد أطلقا على المدرسة اسم «المدرسة المرسلية» وكانت صفوف المدرسة هي الصف الأول وحتى الصف الثامن. وقد سعد كلاً من الطلاب وأولياء الأمور، وكان الطلاب يأتون من أبعد الأماكن للالتحاق بالمدرسة. وقد تم تشييد قسمين داخليين من أجل استيعاب الطلاب والطالبات الملتحقين بالمدرسة. إضافة إلى ذلك، قام مودي بتكوين تجمَّع من الأدفنتست السبتيين وقام ببناء أول كنيسة أدفنتستية هناك.

 

وإذ أخذت المدرسة في النمو، أراد رولاند وجاكي تقديم المزيد لطلابهم، لذلك بدآ في إنشاء مخيم للشبيبة. يقول رولاند، «لم يكن لدينا مكاناً نأخذ فيه الأطفال الصغار للقيام ببعض الأنشطة والألعاب. وكان الأطفال يطلبون الذهاب إلى مكان ما للتنزَه» وقد أطلق على المكان الجديد اسم «مخيم بولاريس أو كامب بولاريس- نسبة للضوء الإرشادي لنجمة الشمال القطبية.

 

اشترى رولاند العديد من المباني المتنقلة القديمة من شركة «كريك كانيري» التي قامت بتصفية تجارتها. وقام رولاند بنقل هذه المباني عبر خليج بريستول إلى أليكناجيك، ثم مسافة ١٢ ميل شمالاً عبر البحيرة حتى وصلت إلى مخيم بولاريس. وبعد ٦٠عاماً، لا تزال هذه المباني المتنقلة تستخدم كل صيف مِن قِبل أطفال غرب ألاسكا.

 

وعلى مدى عقود من الزمان، كان كلاً من جاكي ورولاند يسعدان باستضافة الأطفال ونقلهم عبر البحيرة بواسطة الزوارق إلى المخيم. وكل عام، تقوم كنيسة أليكناجيك في السبت الأخير من المخيم بإعداد وليمة للأطفال ويقطع أعضاء الكنيسة مسافة طويلة في رحلة مدتها ساعة ونصف في البحيرة للذهاب إلى مخيم بولاريس حيث يستمتعون بقضاء سبت خاص مع المخيمين. وبعد رحيل جاكي، تزوج رولاند من بيفرلي، التي ساعدت في استمرار التقليد المتعلق بعقد مخيم بولاريس سنوياً.

 

وعلى مر السنين، اصبح المخيم خدمة تبشيرية حيوية للشبيبة في غرب ألاسكا. وكثير من الأطفال الذين يحضرون المخيم يأتون من عائلات تعاني من الفقر وإدمان الكحول، كما إن التعرض للإساءة أمراً شائعاً في تلك العائلات. ويرى الأطفال أن الذهاب إلى المخيم هو أهم حدث في العام بالنسبة لهم لأنه المكان الذي يمكنهم فيه أن يشعروا أنهم محبوبون ومقبولون ومُعتنى بهم.

 

وفي حين أن رولاند وبيفيرلي قد انتقلا إلى «والا والا» بواشنطن، إلا أن خدمة مخيم بولاريس تتواصل. يمكنك أن تصبح جزءاً من هذه الخدمة الخاصة لأطفال ألاسكا وذلك من خلال مساهماتك في عطاء السبت الثالث عشر لهذا الربع.

 

للتعرف على بعض الأطفال الذين يذهبون إلى مخيم بولاريس، قم بقراءة قصصهم على الموقع التالي: (www.adventistmission.org/resources).

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www

 

الدرس الثالث

 

٠١ـ ٦١كانون الثاني (يناير)

 

مسألة حياة أو موت



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: متى ٥: ٢١ـ ٣٠؛ أمثال ٦: ٢١؛ ٧: ٣؛ أمثال ٦: ٢٣؛ ٧: ٢و ٦: ٢٤و ٦: ٣٠و ٣١؛ أمثال ٧: ٢٦و ٢٧.

 

آية الحفظ: «لأَنَّ الْوَصِيَّةَ مِصْبَاحٌ، وَالشَّرِيعَةَ نُورٌ، وَتَوْبِيخَاتِ الأَدَبِ طَرِيقُ الْحَيَاةِ» (أمثال ٦: ٢٣).

 

تركت الأم ابنيها الاثنين وحدهما في البيت. وقبل مغادرتها البيت لشراء بعض المستلزمات، حذرتهما من أكل الكعكة التي كانت قد خبزتها للتو. وقد هددت الأم بمعاقبتهما إذا هما لم يطيعا أمرها المتعلق بعدم الاقتراب من الكعكة التي أعدتها.

 

وبعد مغادرة الأم للمنزل، لم يتطلب الأمر من الصبيين سوى بضع دقائق فقط ليقررا أنهما سيأكلان الكعكة على أية حال. فكل ما فعله الشقيقان هو أنهما فكرا بشأن هذه المسألة واستنتجا الآتي: «إنها ليست مسألة حياة أو موت. إنَّ أُمنا لن تقتلنا. لذا، دعنا نأكل الكعكة!»

 

مع ذلك، فإن المسألة التي يتحدث عنها المُربِّي في سفر الأمثال هي في الواقع مسألة حياة أو موت. كما أن لغته قوية ونابضة بالحياة. وبالطبع، استخدم المسيح نفسه كلمات حازمة عند حديثه عن أمور تتعلق بالحياة الأبدية والموت (انظر متى ٥: ٢١- ٣٠). ولا عجب في ذلك، فإن مصيرنا الأبدي (وهل من شيء أكثر أهمية من ذلك؟)، يعتمد على الخيارات التي نتخذها في هذه الحياة. لذلك، ينبغي أن نتمعن في الرسالة القوية التي تقدمها هذه الفقرات الكتابية.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٧كانون الثاني (يناير)

 

الأحد

 

١١كانون الثاني (يناير)

 

الشريعة في حياتنا

 

أقرأ أمثال ٦: ٢١ و٧: ٣. كيف لنا أن نفهم الصور الجسدية المستخدمة في هذه الفقرات فيما يتعلق بكيف ينبغي أن نتعامل مع شريعة الله؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كما رأينا في درس سابق، يُعتبر القلب مركزاً للعواطف والأفكار. وعندما يَطلب منا كاتب هذا الأصحاح من سفر الأمثال أن نربط الوصايا على قلوبنا (أمثال ٦: ٢١) فهو يعني أنه علينا أن نكون دائماً على صلة وثيقة بالشريعة. ولا ينبغي أن تكون هناك لحظة نفقد خلالها الاتصال بالوصايا لأن الوصايا تُعرِّفُ الخطية (رومية ٧: ٧). بل ويُصِر الكاتب أيضاً على وجوب أن تُكتب الوصايا على لوح القلب (أمثال ٧: ٣)، تماماً كما كانت الوصايا العشر مكتوبة، مِن قِبل الله، على لَوْحَيِ الْحجر (خروج ٢٤: ١٢).

 

أن تُكتب الوصايا على القلب معناه أنها ليست مجرد مجموعة من القوانين المفروضة علينا. فلا بد وأن تَنْفُذْ الوصايا، أو الشريعة، إلى أعماقنا وإلى خواطرنا الكامنة، وهكذا تكون جزءاً من أعماق ذاتنا. وهكذا يصبح الوعد القائل «الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ» حقيقة واقعة في حياتنا.

 

ومعنى ربط الشريعة حول العنق هو وجوب أن نبقيها قريبة من أنفسنا. كان الناس قديماً يربطون ممتلكاتهم الثمينة حول أعناقهم. إن العنق هو المكان الذي ينتقل الهواء عبره إلى الرئتين ويتيح لنا التنفس والحياة، وتتضح الرابطة التي بين هاتين الكلمتين من خلال الكلمة العبرية «nephesh» أو («نَفْس») التي تشير إلى «الحياة» وهي مشتقة من كلمة تعني «الحنجرة» و «التنفس».

 

ومعنى أن تُربَط الشريعة على الأصابع هو أن توضع الوصايا حيز العمل. وقد ركَّز كاتب الأمثال على الأصابع هنا للإشارة إلى أكثر التصرفات والأعمال حساسية ودقة وخصوصية. فلا ينبغي للشريعة أن تؤثر في الاختيارات الكبرى التي نتخذها فحسب، وإنما ينبغي لها أن تؤثر في الاختيارات الصغيرة كذلك (انظر لوقا ١٦: ١٠).

 

وعلى الرغم من أن ما ورد في هذه الآيات الكتابية كان رمزياً بحتاً، إلّا أنه تجدر الإشارة إلى أن هذه الرموز قد أُخذت بالمعنى الحرفي في التقاليد اليهودية والمسيحية والإسلامية. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال استخدام اليهود للـ «التفلين» أو العِصَابَة التي يضعونها حول الرأس والأصابع، ويضع المسيحيون صلباناً حول أعناقهم، كما يمسك المسلمون (والمسيحيون) بمسبحات بين أصابعهم.

 

يمكن للرموز أن تكون مفيدة، ولكن لماذا يجب علينا أن نكون حذرين من الوقوع في خطأ خلط الرمز بالحقيقة التي يمثلها ويرمز إليها؟

 

الاثنين

 

٢١كانون الثاني (يناير)

 

النور والحياة

 

اقرأ أمثال ٦: ٢٣. كيف ترتبط الشريعة «بالنور»؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في الكتاب المقدس، تُشَبَّهْ كلمة الله أو شريعته بالنور: «سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي» (مزمور ١١٩: ١٠٥). ويربط الفكر العبراني بين «الشريعة» و «النور». فكما يضيء المصباح الطريق الذي نسير فيه، تساعدنا الشريعة على البقاء في المسار الصحيح؛ معنى هذا أن الشريعة تساعدنا على معرفة ما هو الاختيار الصائب عندما يكون علينا القيام باختيارات أخلاقية، حتى وإن عمل المنطق أو المنفعة الشخصية على إغوائنا بتجاهل الشريعة.

 

ما هي الأمثلة التي يمكنك أن تجدها في الكتاب المقدس لأشخاص اختاروا إتباع شريعة الله بالرغم من الأسباب القوية التي كانت تحاول دفعهم إلى عدم القيام بذلك؟ ما الذي يمكننا تعلمه من الطاعة التي أظهرها هؤلاء لله ولشريعته؟ ما هي الحالات، إن وجدت، والتي بدا فيها أن اختيارهم أن يكونوا أمناء كان اختياراً خاطئاً، على الأقل من المنظور البشري؟

 

اقرأ أمثال ٦: ٢٣، وكذلك أمثال ٧: ٢. لماذا ترتبط الشريعة بـ «الحياة»؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

منذ سقوط الجنس البشري في الخطية لم يعد رجاؤنا في الحياة الأبدية متوفراً في الشريعة، بل فقط من خلال الإيمان بيسوع المسيح. مع ذلك، لا تزال إطاعة الشريعة والمبادئ التي تمثلها تلعب دوراً محورياً في حياة الإيمان (أنظر متى ١٩: ١٧؛ رؤيا ١٤: ١٢). نحن نطيع وصايا الله لأنه، وكما قال الله لبني إسرائيل منذ آلاف السنين، «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ» (لاويين ١٨: ٤). ترتبط شريعة الله «بالحياة» لأن الله هو مصدر الحياة. ويمثل هذا المبدأ الحياة الروحية الحقيقية: فنحن نثق في الله وفي وعوده المتعلقة بحياتنا الحالية، تماماً كما نثق في وعوده المتعلقة بحياتنا الأبدية.

 

قال يسوع: « أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ « (يوحنا ٨: ٢١). كيف اختبرت حقيقة هذا الوعد الرائع في مسيرك مع الرب؟

 

الثلاثاء

 

٣١كانون الثاني (يناير)

 

محاربة التجربة

 

وكما رأينا أعلاه، فإن كاتب أمثال ٦: ٢٣، وبإلهام من الروح القدس، يربط بشكل مباشر بين حياة النور وبين شريعة الله. وفي الآية التالية، يقدم الكاتب مثالاً رائعاً حول كيف أن الشريعة، بوصفها نور وحياة، يمكنها أن توفر لنا حماية روحية قوية.

 

ما الذي يتم تحذيرنا بشأنه في أمثال ٦: ٢٤؟ ما هي التحذيرات الضمنية المقدمة لنا، إضافة إلى التحذيرات الواضحة؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن أعظم تجربة تواجه الشخص المتدين، عندما يخطئ، هي إيجاد سبب ديني لتبرير الذنب الذي اقترفه. إن استغلالنا لله لتبرير سلوك سيئ قمنا به لا يعد شكلاً رهيباً من أشكال التجديف فحسب- لكنه أمر مضلل بقوة أيضاً. فإذا ظَنَّ شخص ما أَنَّ «الله معه ويستحسن ما يفعله» فما الذي يمكنك أن تقوله رداً على ذلك؟ وفي الواقع، يمكن لبعض الناس أن يظنوا أن الله معهم ويستحسن ما يفعلونه، حتى في حالات الزنى. فقد يقول أمثال هؤلاء أن الله هو الذي أظهر لهم وجوب القيام بذلك. فإذا كان هذا هو ما يظنونه، فمَن هو أو ماذا يؤكد لهم بأن هذا هو «الله» لهم؟

 

لاحظ أيضاً أن ما يغوي الشخص في «الْغَرِيبَةِ» ليس هو جمالها الجسدي فحسب، بل استخدامها لغة فيها إغراء وإغواء لتجذب الضحية إلى الفخ الذي نصبته. كم هو عدد المرات التي تم فيها اقتياد رجال ونساء إلى مواقف فيها مساومة وتنازل عن المبادئ الأخلاقية من خلال كلمات مخادعة ومُضلِّله، بل ومُصاغة بلغة دينية أحياناً. إن كاتب سفر الأمثال يسعى إلى تحذيرنا من هذا الخداع.

 

إن الشريعة هي الترياق المثالي ضد «الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا». ولا يمكن لشيء أن يساعدنا على مقاومة كلماتها المُغرية، التي قد تبدو كلمات مستقيمة جداً وجذابة، سوى الالتزام بالشريعة وإطاعتها. في الواقع، إن هذه «الْغَرِيبَة» لا تزعم أنها تراك وسيماً فحسب، بل وتزعم أنها تراك حكيماً وذكياً كذلك. بل وقد تزعم أن في إغوائها لك والإيقاع بك في براثن شرورها تلبية لحاجتها الروحية؛ ليس هذا فحسب، بل ومن المفارقات الخطيرة أيضاً هو أننا قد نسعى إلى تبرير الخطية التي نقترفها بحجة «محبتنا لله».

 

فقط فكر في مدى سهولة انسياقنا، حتى بحجة الإيمان، إلى تبرير تصرفاتنا الخاطئة أي نوع كانت، وليس الزنى فقط. لماذا، إذن، يُعَد التزامنا بشريعة الله مصدر حماية حقيقية لنا ضد عقولنا وما قد تأتي به من حيل تخدعنا من خلالها؟

 

الأربعاء

 

٤١كانون الثاني (يناير)

 

«لا تسرق»

 

بعد أن حذر كاتب هذا الأصحاح من سفر الأمثال من الزنى (أمثال ٦: ٢٤ـ ٢٩)، بدأ مباشرة بالحديث عن خطية أخرى: السرقة (عد ٣٠و ٣١). وتُظهر العلاقة بين الوصيتين الخاصتين بكل من (السرقة والزنى) كيف أن إطاعتنا لإحداهما يمكن أن تؤثر على إطاعتنا للوصية الأخرى. إن موقف المساومة والانتقاء والاختيار، فيما يتعلق بشريعة الله، يمكن أن يكون أكثر خطورة من مجرد المعصية التامة للشريعة. «إن أمنع حصون الرذيلة في عالمنا ليست هي الحياة الآثمة التي يحياها الخاطئ المتهتك الخليع أو الإنسان المنبوذ المنحط، ولكنها تلك الحياة التي بالعكس من ذلك تبدو حياة فاضلة محترمة ونبيلة ولكن تتربى فيها خطيئة واحدة ويدمن فيها الإنسان رذيلة واحدة.... فذاك الذي وهو مزود بآراء سامية عن الحياة والحق والكرامة ومع ذلك فهو في إصرار يتعدى وصية واحدة من وصايا شريعة الله المقدسة- هذا الإنسان قد أفسد مواهبه النبيلة حتى لقد صارت طعماً أو شركاً لارتكاب الخطيئة» (روح النبوة، التربية الحقيقية، صفحة ١٧٥).

 

اقرأ أمثال ٦: ٣٠و ٣١. ما الذي تقوله هذه الآيات حول ما ينبغي للشخص الفقير البائس أيضاً أن يقوم به؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الفقر والحاجة لا يبرران السرقة. فالسارق مذنب حتى ولو «سَرِقَ لِيُشْبعَ نَفْسَهُ وَهُوَ جَوْعَانٌ» (عد ٣٠). ولو أنه لا ينبغي الازدراء بالسارق الذي يتضور جوعاً، إلا أن السارق كان لا يزال ملزماً بإعادة سبعة أضعاف ما سرقه. وهذا يبين أنه حتى الحالة اليائسة، التي كان يعاني منها الشخص من الفقر والحاجة، لا تبرر خطيئته كسارق. ومن ناحية أخرى، يُصِّر الكتاب المقدس على التأكيد على أنه من واجبنا تلبية احتياجات الفقراء بحيث لا يشعرون أنهم مجبرون على السرقة من أجل البقاء على قيد الحياة (تثنية ١٥: ٧و ٨).

 

ومن المثير للاهتمام هو أن الفقرة الكتابية، وبعد الانتقال من الحديث عن الزنى إلى الحديث عن السرقة، تعود الآن للحديث عن الزنى (أمثال ٦: ٣٢ـ ٣٥). إن هاتين الآيتين متشابهتان إلى حد ما. ففي كل من السرقة والزنى هناك مَن يأخذ، بصورة غير مشروعة، شيئاً ينتمي لشخص آخر. ومع ذلك هناك فرق حاسم بين السرقة والزنى، وهو أن السرقة تتعلق بفقدان شيء ما؛ أما الزنى فيتعلق بمسألة أخطر من ذلك بكثير. وفي بعض الحالات، يمكن للمرء التعويض عن شيء قام بسرقته؛ أما في حالات الزنى، وخصوصاً عندما يكون الأطفال طرفاً، فإن الضرر يمكن أن يكون أشد بكثير مما لو كان الأمر متعلقاً بالسرقة.

 

« ’لا تزن‘. هذه الوصية لا تنهي فقط عن الأعمال النجسة بل تنهي أيضاً عن الأفكار والرغبات الشهوانية وكذلك الأعمال التي تثيرها.... إن المسيح الذي علمنا عن حقوق شريعة الله البعيدة المدى أعلن أن الفكر الشرير والنظرة الشهوانية كلاهما خطية كالفعل غير المشروع» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ٢٦٧).

 

الخميس

 

٥١كانون الثاني (يناير)

 

التهديد بالموت

 

معظم الناس لا يفكرون في الموت عند اقترافهم للخطية؛ فغالباً ما يكون ذهنهم مشغولاً بأمور أخرى حينها، وعادة ما تكون هذه الأمور هي اللذة الفورية والمتعة التي يحصلون عليها من الخطية. ورغم أن الثقافة الدنيوية قد تمتدح الزنى وغيره من الآثام الأخرى، إلا أن ذلك لا يُجدي نفعاً ولا يبرر ارتكاب الخطية. وفي المقابل، يضع سفر الأمثال الخطية في منظورها الصحيح، وقد ردد بولس صدى هذا المنظور بعد ذلك بسنوات عديدة، حين قال: «لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ» (رومية ٦: ٢٣).

 

اقرأ أمثال ٧: ٢٢و ٢٣. ما الذي يجعل الزاني عرضة لخطر الموت؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يُوصف الشخص الذي «ذَهَبَ وَرَاءَهَا» بأنه شخص فقد شخصيته وإرادته، وبأنه لم يعد يفكر. وتشير الكلمات الواردة في الآية إلى أن هذا الشخص لا يعطي نفسه الوقت للتفكير والتمعّن. وهو يُشبَّه بثور « يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ» ويُشبّه كذلك بالغبي الذي يذهب «قَيْدِ الْقِصَاصِ»، وبطير «يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ». ولا يدرك أي من هؤلاء أن حياتهم مهددة.

 

اقرأ أمثال ٧: ٢٦و ٢٧. ما الذي يجعل المرأة الزانية فتّاكة ومميتة؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

من الممكن أن تكون المرأة المصورة هنا أكثر من «مجرد» زانية. في الواقع، إن هذه المرأة تمثّل القيم المعارضة للحكمة. وقد استخدم سليمان هذا التشبيه ليحذر تلاميذه ضد أي شكل من أشكال الشر. إن المخاطرة هائلة، وذلك لأن هذه المرأة لا تجرح فقط، لكنها تقتل. كما أن قوتها هائلة جداً لدرجة أنها قتلت أقوى الرجال. وبعبارة أخرى، كان هناك آخرون قبلك، أقوى منك، لم يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة وهم بين يديها. واللغة العالمية لهذه الفقرة تشير بوضوح إلى أن كاتب الأمثال هنا إنما يتحدث عن الجنس البشري بشكل عام. (والكلمة العبرية « sheol» أو الْهَاوِيَةِ ، المستخدمة في هذه الفقرة، لا علاقة لها بكلمة «الجحيم» كما يُعْتَقَدُ عادةً؛ بل هي إشارة إلى المكان الذي يوجد فيه الموتى الآن: القبر).

 

والنقطة الهامة المراد التأكيد عليها هنا هي أن الخطية، سواء كانت خطية الزنى أو أي خطية أخرى، تؤدي إلى الهلاك الذي هو عكس الحياة الأبدية التي يريد الله أن نحصل عليها من خلال يسوع المسيح.

 

لا عجب، وكما قلنا في مقدمة درس يوم السبت، أن اللغة المستخدمة هي لغة قوية وحادة، وذلك لأننا نتعامل مع أمور هي أمور حياة أو موت بكل معنى الكلمة.

 

فكر في بعض أشخاص «أقوياء» سقطوا سقوطاً ذريعاً. لماذا ينبغي لأمر سقوطهم أن يجعلك ترتعد خوفاً على نفسك؟ ما هو مصدر حمايتك الوحيدة؟

 

الجمعة

 

٦١كانون الثاني (يناير)

 

لمزيد من الدرس

 

«يقدمُ الشيطانُ للناسِ ممالكَ العالمِ إذا هم خضعوا لسيادتهِ. وكثيرٌ من الناسِ يفعلونَ ذلك ويُضَحُّونَ بالسماء. إنه من الأفضل أن تموت عن أن تخطيء؛ ومن الأفضل أن تحتاج عن أن تحتال؛ ومن الأفضل أن تجوع عن أن تكذب» (روح النبوة، شهادات للكنيسة، مجلد ٤، صفحة ٤٩٥).

 

«إن اختيار المعاناة والفقر والملامة والانفصال عن الأصدقاء هو أفضل من تدنيس النفس بالخطية. يجب أن يكون شعار كل مسيحي هو: ’الموت أفضل من الخزي أو التعدي على شريعة الله.‘ يجب علينا، كأناس يجاهرون بأنهم مصلحون ويصونون أسمى وأطهر حقائق كلمة الله، أن نرفع معيار سمو [أخلاقنا] إلى ما هو أعلى وأسمى مما هو عليه في الوقت الحاضر» (روح النبوة، شهادات للكنيسة، مجلد ٥، صفحة ١٤٧).

 

أسئلة للنقاش

 

١. كيف يمكننا أن نكون جادين بشأن خطورة الخطية دون السقوط في فخ التطرف والتعصُّب؟ في الوقت نفسه، كيف يمكننا أن نكون مطيعين لشريعة الله دون السقوط في فخ التزمت والتقيد الحرفي بالشريعة؟

 

٢. اقرأ خروج ٢٠: ١ـ ١٧. كيف ترتبط كل الوصايا العشر ببعضها البعض؟ وإذا نحن تعدينا على إحدى هذه الوصايا بشكل صريح، لماذا من المرجح أن نتعدى على وصايا أخرى؟ (أقرأ يعقوب ٢: ١١). ما هي الأمثلة التي يمكنك أن تجدها حيث أدى التعدي على وصية واحدة من الوصايا العشر إلى التعدي على غيرها من الوصايا؟

 

٣. أمعن التفكير أكثر في فكرة كيف يمكن للناس استخدام الدين من أجل تبرير تصرفاتهم الخاطئة؟ إنه ليس من الصعب عمل ذلك، خصوصاً إذا كنت تميل إلى التمسك «بالمحبة» باعتبارها المقياس النهائي للصواب والخطأ. فعلى كل حال، انظر إلى كل الأمور السيئة التي تم القيام بها في العالم بحجة «المحبة». كيف إذاً تواصل الشريعة عملها لتكون بمثابة وسيلة لحماية الناس، إما من أنفسهم أو من الآخرين الذين كانوا سيُدْفَعُون إلى الخطيئة لولا وجود الشريعة؟

 

٤. يرجى العودة مرة أخرى إلى السؤال الوارد بنهاية درس يوم الأحد، والذي يتعامل مع مسألة الخلط بين الرموز وبين الحقائق. كيف يمكن أن نفعل ذلك؟ على سبيل المثال، كيف يمكن أن تكون الوثنية هي إحدى طرق الخلط بين هذين الأمرين؟ ما هي التقاليد التي تعد رموزاً للحقائق الروحية، والتي يمكن الخلط بينها وبين الحقائق الروحية ذاتها؟

 

قصة الأسبوع

 

«هذا ليس الدب يوغي!»

 

إنّ باولا، كونها من بلد بورتوريكو الاستوائية، لم تتخيل أبداً انها ستعيش في براري الاسكا. تقول باولا، «إن ألاسكا هي من تلك الأماكن التي لم أفكر أبداً في الذهاب إليها أبداً لأنها بعيدة جداً».

 

لكن عندما جاء الفريق، الذي يعمل في البحث عن متطوعين للعمل في المخيم، إلى جامعة والا والا بولاية واشنطن، قررت باولا التقدم بطلب توظيف. وبالفعل تم توظيفها وسرعان ما وجدت نفسها تعمل عاملة إنقاذ على ضفاف بحيرة أليكناجيك ضمن فريق مخيم بولاريس.

 

تعترف باولا قائلة، «لم يكن الأمر كما كنت أتوقع، فقد كنت أتصور الثلوج والأكواخ فقط، ولكن المكان كان رائعاً وتكسوه الخضرة!»

 

وبالإضافة إلى جمال الطبيعة، اختبرت باولا مفاجآت أخرى. فأثناء عملية توجيه الفريق، تم تحذير الموظفين من أن الدببة تتردد على المخيم. وتستعيد باولا ذكرياتها قائلة، «لقد تلقينا التعليمات بأن تلك الدببة لم تكن مثل الدب ’يوغي‘ تلك الشخصية الكرتونية المحببة لدى الأطفال. ورغم أنه قد تم تحذيرنا إلى أن الكثيرين منا كانوا لا يزالوا يعتقدون أنها مجرد دببة.»

 

وفي أحد الأيام، لاحظت باولا اقتراب دب من المخيم. وعندها أرادت التقاط صورة للدب، لذلك قامت بالإمساك بالكاميرا وتوجهت صوب البحيرة وهي منهمكة في إعداد الكاميراً. وبمجرد أن نظرت إلى أعلى، تجمدت في مكانها، فقد كان يقف قبالتها مباشرة دب أشيب!

 

تقول باولاً، «عندها توقف كل شيء ولم استطع سماع أي شيء. وقد كانت بقية المجموعة داخل المخيم ولم يتمكن أحد من رؤيتي. وقد تجمد الدب في مكانه ايضاً. وكانت الفكرة الوحيدة المستحوذة على ذهني هي: هذا ليس الدب ’يوغي!‘«

 

وفجأة توجه الدب الأشيب نحو حاوية القمامة، وعندها تحركت باولا بسرعة وعادت إلى داخل المخيم. تقول باولا، «إنك لن تعرف مدى سوء الشيء إلا عندما تقابله وجهاً لوجه.» تقول باولا أن العمل في المخيم قد فتح عينيها من عدة نواح. وهي تعترف قائلة، «لقد أدركت أني لم أعد طفلة، وبأني أصبحت مسؤولة عن أطفال بحاجة إلى رعاية واهتمام.»

 

وفي بعض الأحيان كانت باولا تجد صعوبة في وضع الخطوط الفاصلة فيما يتعلق بمسؤوليتها التي تحتم عليها فرض سلطتها على مجموعة الأطفال. تقول باولاً، «عندما كان الأطفال يسيئون التصرف، كنت أحاول التعامل معهم بحكمة بحيث لا أجرح مشاعرهم أو أجعلهم يشعرون أنهم أشخاص غير مرغوب فيهم أو أقل شأناً. وكنت أعمل معهم بطريقة تمكنهم من إدراك أنهم بحاجة إلى التوقف عن نوبات غضبهم والعودة للعب واللهو مع الآخرين.

 

«كان ينبغي وجود قدر معين من الحزم حتى يدركوا معنى المسؤولية والاعتراف بالسلطة وفي الوقت نفسه يشعرون بالارتياح عندما يأتون إليك متى واجهتهم أية مشكلة من المشكلات، خاصة المشكلات الروحية. ففي مخيم بولاريس هناك جانب روحي لكل شيء.»

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www

 

الدرس الرابع

 

٧١ـ ٣٢كانون الثاني (يناير)

 

الحكمة الإلهية



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أمثال ٨: ١ـ ٢١؛ متى ١٦: ٢٦؛ أمثال ٨: ٢٢ـ ٣١؛ تكوين ١: ٣١؛ أمثال ٨: ٣٢ـ ٣٦؛ أمثال ٩: ١ـ ١٨.

 

آية الحفظ: «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ» (أمثال ٨: ٢٢).

 

في هذه المرحلة من سفر الأمثال، تعاود الحكمة الظهور (انظر أمثال ١: ٢٠و ٢١)، ويتضح من الآيات الكتابية لهذا الأسبوع أن الحكمة هي الحق، إنها الحق كما هو موجود في الله الذي هو مصدر وأساس كل الحق. ويتناقض هذا التوكيد «المطلق»، فيما يتعلق بتعريف الحق، مع بعض الأفكار المعاصرة خصوصاً في عالم الغرب حيث يُنظر إلى الحق باعتباره مسألة نسبية ومشروطة وثقافية؛ حيث أن الحق وفقاً لهذا التفكير يختلف من شخص إلى شخص.

 

لكن مفهوم نسبية الحق ليس مفهوماً كتابياً. فإنه يجب أن يكون الحق بالنسبة لك هو نفسه الحق بالنسبة لي، والسبب في ذلك ببساطة هو أن «الحق» شيء كوني. إنه ليس مِلكاً لأي شخص على وجه الخصوص، ولكنه مِلْكٌ للبشرية جمعاء، سواء أدركت البشرية هذا الحق أَمْ لم تدركه.

 

ومن المثير للاهتمام هو أن السؤال الشهير الذي طرحه بيلاطس على يسوع، «مَا هُوَ الْحَقُّ؟» (يوحنا ١٨: ٣٨)، جاء رداً على عبارة المسيح «كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي» (يوحنا ١٨: ٣٧). إن الحق، الحق المطلق، موجود بالفعل، بل ويتحدث إلينا؛ وما يهم بالنسبة لنا هو ما إذا كنا سنسمع لهذا الحق ونطيع ما يقوله أَمْ لا.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢٤كانون الثاني (يناير).

 

الأحد

 

٨١كانون الثاني (يناير)

 

الحكمة تُنَادِي

 

اقرأ أمثال ٨: ١ـ ٢١. ما قيمة الحكمة، وفقاً لهذه الآيات؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الحكمة مهمة جداً حيث يجب أن تصل إلى الجميع. لقد خلق الله كل البشر، وقد مات المسيح من أجل كل واحد منا. لذا فإن الحكمة، أي معرفة الله والخلاص الذي يقدمه، هي لكل كائن بشري.

 

انظر الكلمات المستخدمة لوصف الحضور الصوتي لكل من الحكمة والفهم: «تُنَادِي»، « يُعْطِي صَوْتَهُ»، « تُصَرِّحُ» ، «أُنَادِي»، « افْتِتَاحُ شَفَتَيَّ»، « حَنَكِي»، « شَفَتَيَّ»، « كَلِمَاتِ فَمِي».

 

بغض النظر عن الطريقة التي يفهم بها المرء هذه الاستعارات، إلا أن الواضح هو أن الحكمة يجب أن تُرْسَل وتُبلَّغَ؛ يجب للحكمة أن تُسْمع مِن قِبل جميع مَن هم على استعداد لأن يسمعوا. فكما رأينا في الأسبوع الماضي، الحكمة هي مسألة حياة أو موت.

 

إن الحكمة في الآيات الكتابية أعلاه تتحدث، ٨ مرات، عن صدق كلماتها. ومن المثير للاهتمام هو أن الوصف المقدم عن الحكمة هنا يوازي الوصف المقدم عن الرب في تثنية ٣٢: ٤. وبالطبع، لا ينبغي أن يكون هذا التوازي مستغرباً لأن الله، بوصفه خالق كل الأشياء (انظر يوحنا ١: ١ـ ٣)، هو أساس كل الحق.

 

اقرأ أمثال ٨: ١٠و ١١. ما الذي تقوله هاتان الآيتان عن الحكمة؟

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لقد عاش الكثير من الناس، وما زال كثيرون آخرون، يعيشون في الجهل والحماقة والظلام. وكثيرون يعيشون بلا أمل على الإطلاق، أو هم يعيشون على آمال زائفة. وما يجعل هذه الحالة المحزنة أكثر بؤساً هو أن الحكمة والحق رائعين للغاية، وهما مليئان بالرجاء والوعد بحياة أفضل هنا على هذه الأرض، كما يقدمان الوعد بحياة أبدية في السماء الجديدة والأرض الجديدة، وكل ذلك بفضل ذبيحة المسيح. فكل الثروة التي في العالم لا تعني شيئاً (انظر جامعة ٢: ١١ـ ١٣) مقارنة بمعرفتنا لله.

 

اقرأ متى ١٦: ٢٦ واسأل نفسك عن مدى نجاح حياتك في عكس الحق المصيري والهام الذي لهذه الكلمات.

 

الاثنين

 

٩١كانون الثاني (يناير)

 

الحكمة والخلق

 

اقرأ أمثال ٨: ٢٢ـ ٣١. كيف ترتبط الحكمة بالخلق؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



إن الحكمة في هذه الآيات، مرتبطة بالرب، بشكل مثير للدهشة، بوصفه الخالق. ونجد أن هذه الآيات الشعرية [في اللغة الأصلية التي كتبت بها] تشتمل على العديد من الكلمات التي استخدمت في سرد قصة الخلق في الأصحاحين الأول والثاني من سفر التكوين، بل هي تعكس البنية الأدبية التي تم نظمها حول العناصر الأساسية الثلاثة: السماء والماء والأرض. والقصد من هذا التوازي هو التأكيد على أهمية الحكمة: فإذا كان الله نفسه قد استخدم الحكمة ليخلق، وإذا كانت الحكمة هي أقدم عتاد، أقدم من الكون نفسه، وإذا كانت الحكمة جوهرية لوجود الكون، فإنه ينبغي لنا جميعاً أن نزيد من استخدام الحكمة في كل شيء نقوم به في الحياة.

 

هناك أيضاً تركيز قوي على المصدر الإلهي للحكمة. إن أول كلمة في هذه الأبيات الشعرية هي اَلرَّبُّ ، يهوه؛ يليها كلمة «اقتناني»، أي أن الرب اقتنى الحكمة. وتعطي كلمة «اقتناني» دلالة «الإنجاب» بدلاً من دلالة «اَلْخَلْقِ» كما تظهر في بعض ترجمات الكتاب المقدس الأخرى (انظر تثنية ٣٢: ٦؛ تكوين ٤: ١). والكلمة التالية هي الكلمة التقنية المرتبطة بقصة الخلق الواردة في سفر التكوين وهي «الْبَدْءِ»، والتي نجدها في العدد الأول من الأصحاح الأول من سفر التكوين: «فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ».

 

مع ذلك فإن كلمة «البدء» في أمثال ٨: ٢٢ تستخدم بشكل مختلف، نوعاً ما، عن استخدامها في تكوين ١. ففي تكوين ١: ١ ترتبط كلمة البدء بالخلق نفسه، بينما ترتبط في أمثال ٨: ٢٢ بالله نفسه وبطَرِيقِهِ، الذي يعني طبيعته. وبالتالي، فإن الحكمة هي جزء من طبيعة الله نفسها.

 

فالحكمة، بالتالي، كانت متواجدة في الزمن حتى قبل خلق الكون. فوجود الحكمة في ذلك الوقت الذي كان الله وحده هو الحاضر والموجود إنما يدل على أن الحكمة كانت «مُنْذُ الْقِدَمِ».

 

لذا فالحكمة لا تنشأ فينا بل بالأحرى هي تُعْلَن لنا؛ إنها شيء نتعلمه، شيء يتم تلقينه إيّانا؛ إنها ليس ما ننشئه من داخل أنفسنا. فمن المؤكد أن السير في نورنا نحن كبشر معناه السير في الظلام. يقول لنا الكتاب المقدس أن المسيح «كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ» (يوحنا ١: ٩). ويحتاج كل إنسان إلى هذا النور أيضاً.

 

الثلاثاء

 

٠٢كانون الثاني (يناير)

 

الفرح في الخلق

 

في الأصحاح الأول من سفر التكوين، نرى أن كل خطوة من خطوات الخلق تُختتم بنفس القرار: «وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ» (انظر تكوين ١: ٤و ١٠و ١٢و ١٨و ٢١و ٢٥و ٣١). أما الخطوة الأخيرة (عد ٣١) فتذهب إلى ما هو أبعد من ذلك: «حَسَنٌ جِدًّا». والكلمة العبرية التي تعني «حسن» تحتوى على فكرة التمتع بما يتم القيام بعمله، كما أنها تعني ضمناً وجود علاقة وصِلة بين الله وبين ما يقوم اللهُ بخلقه. وفي نهاية أسبوع الخلق، «استراح» الله ليتمتع تمتعاً تاماً بخليقته (تكوين ٢: ١ـ ٣). ونجد أن الفترة الزمنية التي استغرقتها هذه الراحة، فترة السبت، هي فترة مباركة. وبالطريقة نفسها، تختتم الأبيات الشعرية في أمثال ٨: ٣٠و ٣١ بالحكمة وهي فَرِحَةً بالخلق.

 

اقرأ أمثال ٨: ٣٠و ٣١. لماذا كانت الحكمة فَرِحَةً؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعكسُ فرحُ الحكمة فرحةَ الله عند الخلق. فهذه الفرحة لم تحدث «يومياً» في كل خطوة من خطوات الخلق فحسب، ولكنها كانت أيضاً تتويجاً لعمل الخلق، وذلك عندما اكتمل خلق (الحياة على الأرض).

 

ونجد في أمثال ٨ سبب فرحة الحكمة: «وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ» (عد ٣١). وفي نهاية أسبوع الخلق، في يوم السبت، دخل الله في علاقة مع البشر. أما التطبيق المباشر لهذه الراحة الإلهية والفرحة، بعد الانتهاء من عمل الخلق، فله تأثيرات على الاختبار البشري فيما يتعلق بيوم السبت: «فينبغي للإنسان أن يتبع نمط الخالق وينظر إلى ما انجزه من عمل بفرح وسرور وارتياح ورضا. وبهذا الطريقة لا يفرح الإنسان بخليقة الله فحسب ولكنه يفرح أيضاً بتسلطه على الخليقة وليس استغلاله لها. وهو تسلط يتسم بالإحساس بالمسؤولية نحو الخليقة والاعتناء بها» [(جيرهارد ف. هاسل، في كتاب كينيث أ. ستراند، السبت في الكتاب المقدس والتاريخ) جمعية ريفيو آند هيرالد للنشر، ١٩٨٢)، صفحة ٢٣].

 

اقرأ كولوسي ١: ٥١ـ ٧١و ٢: ٣؛ رؤيا ٣: ٤١ ويوحنا ١: ١ـ ٤١. ماذا تخبرنا هذه الآيات الكتابية عن دور المسيح في الخلق نفسه؟ لماذا يعد دوره كخالق غاية في الأهمية بالنسبة لنا لفهم دوره كفادٍ لنا؟

 

الأربعاء

 

١٢كانون الثاني (يناير)

 

نداء الحكمة

 

تعود الآيات القليلة الأخيرة، من الأصحاح الثامن لسفر الأمثال، إلى الأمور الشخصية وإلى التطبيق العملي لما يعنيه أن تكون لديك الحكمة. ومع ذلك، فإن المعرفة الذهنية بشأن وجود الحكمة قبل الخلق وبشأن وجودها عند الخلق هو بالتأكيد أمر ذات أهمية حقيقية. لكننا نجد في الكتاب المقدس أنه لا بد للحق، عند نقطة ما، أن يتجلى في البشر، وذلك من خلال استجابتنا لما قد أُعطينا إياه في المسيح.

 

اقرأ أمثال ٨: ٣٢ـ ٣٦. ما هي الرسالة الواردة هنا، والتي تعتبر مسألة حياة أو موت؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الكلمة العبرية المترجمة «طُوبَى» تعني «سعيد». وفي هذه الفقرة الكتابية، تأتي كلمة «طوبى» ملحقة باقتراحين اثنين. يصف الاقتراح الأول عملاً ما: «طُوبَى لِلَّذِينَ يَحْفَظُونَ طُرُقِي» (عد ٣٢). ويتم استخدام نفس هذه اللغة في مزمور ١١٩: ١و ٢، فيما يتعلق بالناموس: «طُوبَى لِلْكَامِلِينَ طَرِيقاً السَّالِكِينَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ. طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ.»

 

أما الاقتراح الثاني فيصف موقفاً: «طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَسْمَعُ لِي» (عد ٣٤). وفي كلتا الحالتين، فإن المطلوب مِن قِبل مَن يحصل على هذه السعادة هو أن يبذل جهداً متواصلاً. فلا أن نكون قد اكتشفنا الطريق الصحيح؛ بل علينا أن «نحفظه». ليس كافياً أن نسمع كلمة الله؛ بل علينا أن «نسهر كل يوم»، وعلينا إتباع ما تعلمناه. وكما قال يسوع: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ وَيَحْفَظُونَهُ» (لوقا ١١: ٢٨).

 

«أ هذه هي السعادة المرغوب فيها والتي نجدها في طريق العصيان والتعدي على الناموس الطبيعي والأخلاقي؟ إنَّ حياة المسيح تشير إلى المصدر الحقيقي للسعادة وإلى كيف يمكننا الحصول عليها.... فإذا هم [أي الناس] أرادوا أن يكونوا سعداء حقاً فينبغي لهم أن يسعوا بفرح إلى أن يكونوا متواجدين حيث نداء الواجب، ويجب وأن يقوموا بعمل ما أُوكل إليهم بكل أمانة وإخلاص جاعلين قلوبهم وحياتهم متطابقة مع النمط المثالي» (روح النبوة، حياتي اليوم، صفحة ١٦٢).

 

يمكن للسعادة أن تكون شيئاً بعيد المنال؛ وكلما سعينا جاهدين إلى الحصول عليها كلما بدا بالنسبة لنا من الصعب تحقيق ذلك. لماذا ينبغي أن تكون الأمانة لله، بدلاً من السعي في طلب الحصول على السعادة، على رأس أولوياتنا؟ إضافة إلى ذلك، أي الأمرين هو الأكثر احتمالاً في جلب السعادة (ولماذا): السعي في طلب السعادة، أَمْ طلب ملكوت الله أولاً؟

 

الخميس

 

٢٢كانون الثاني (يناير)

 

إما / أو

 

بإلهام من الله وإتّباع لنداء الحكمة، قام كاتب الأصحاح التاسع من سفر الأمثال بدعوة الناس إلى أن يختاروا بين نمطين اثنين من أنماط الحياة: الحكمة أو الحماقة. إن الأعداد الستة الأولى والأعداد الستة الأخيرة متناظرة وهي تظهر التناقض والتباين بين نمطي الحياة هذين.

 

قارن أمثال ٩: ١ـ ٦ و أمثال ٩: ١٣ـ ١٨. ما هو الفرق بين الحكمة والحماقة؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

  • الحكمة ذات فعالية وكفاءة وقد كانت متضمنة في الخلق. وهناك سبعة أفعال مستخدمة لوصف تصرفات الحكمة عند الخلق (عد ١ـ ٣). فالأعمدة السبعة التي نحتتها تشير إلى أيام الخلق السبعة. أما الحماقة، في المقابل، فتجلس ولا تفعل شيئاً، وهي تتظاهر بأنها شخص ذات شأن بينما في الواقع هي «صَخَّابَةٌ .... وَلاَ تَدْرِي شَيْئًا».

 

  • وعلى الرغم من أن الحكمة والحماقة يناشدان نفس الجمع (لاحظ العددين المتطابقين ٤و ١٦)، إلا أن ما يقدمانه يختلف اختلافاً جوهرياً. تدعو الحكمة ضيوفها إلى أن يأكلوا الخبز ويشربوا الشراب الذي أعدته (عد ٥). أما الحماقة فلا تقدم شيئاً ليؤكل أو ليشرب؛ إنها ببساطة تفتخر بشأن ما تسرقه من طعام وشراب (عد ١٧).

 

  • تدعونا الحكمة إلى التخلي عن الأنانية، وبالتالي تدعونا للعيش. أما الحماقة فهي أكثر تساهلاً؛ وهي لا تتطلب أن نتخلى عن أي شيء، لكن النتيجة هي الموت. وأولئك الذين يتبعون النعمة سيزدهرون؛ فإنهم سوف يسيرون «فِي طَرِيقِ الْفَهْمِ» (عد ٦). وأما أولئك الذين يتبعون الحماقة فيكونون جامدين وهم «لا يعلمون» (عد ١٨).

 

اقرأ أمثال ٩: ٧ـ ٩. كيف يستجيب كل من الرجل الحكيم والرجل الشرير لتعليمات الحكمة؟ ما الذي يجعل الرجل الحكيم أحكم من الرجل الشرير؟

 

إن التحلي بالتواضع هو السبيل إلى الحكمة. فالإنسان الحكيم هو الشخص الذي يقبل التعليم ويستجيب للتعليمات والتوجيهات المعطاة له بذهن مفتوح. تأتي الحكمة إلى مَن يشعر أنه، مثل الطفل، بحاجة إلى أن ينمو. وهذا هو السبب في أن المسيح قال بكل وضوح أنه « إِنْ لَمْ ... تَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (متى ١٨: ٣).

 

الجمعة

 

٣٢كانون الثاني (يناير)

 

لمزيد من الدرس

 

«إن سيد الكون لم ينفرد بعمله الخيِّر، فلقد كان معه في العمل الأقنوم الثاني الذي قدر أهدافه، وشاركه في فرحه بإسعاد خلائقه، ’في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله‘(يوحنا ١: ١و ٢). فالمسيح الكلمة وابن الله الوحيد كان والآب السرمدي واحداً- في الطبيعة والصفات والقصد، وكان هو الكائن الوحيد الذي استطاع أن يطَّلع على كل مشورات الله ومقاصده.... وقد أعلن ابن الله عن نفسه ما جاء في أمثال ٨: ٢٢ـ ٣٠: ’الرب قناني أول طريقه من قبل أعمال منذ القدم. منذ الأزل مسحت... لما رسم أسس الأرض كنت عنده صانعا وكنت كل يوم لذته فرحة دائماً قدامه ‘ (أمثال ٨: ٢٢ـ ٣٠). « (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ١٣و ١٤).

 

أسئلة للنقاش

 

١. لماذا يعد التصديق في قصة الخلق كما وردت في الكتاب المقدس هو الأساس الكتابي للحكمة؟ لماذا تُعد فكرة «النشوء والتطور»، فيما يتعلق بنشأة الحياة على الأرض، مناقضة للكتاب المقدس في كل شيء؟

 

٢. امعن التفكير أكثر في فكرة أن الحكمة الحقيقة هي شيء لا يمكننا أن ننشئه من داخل أنفسنا وإنما يجب أن يُعلن لنا. ما هي بعض الأمثلة الهامة للحق الذي ما كنا لنعرفه لو لم يكن قد أُعلن لنا بواسطة الوحي الإلهي؟ على سبيل المثال، كيف كنا سنعرف عن موت المسيح على الصليب وعن ما يقدمه لنا موته، ما لم يكن قد أُعلن لنا ذلك؟ وماذا عن سبت اليوم السابع والمجيء الثاني للمسيح؟

 

٣. كيف يشهد عمل الله، كما هو معلن عنه في تكوين ١، على حقيقة أن الخير لا يمكن أن يمتزج مع الشر؟ ما هي النتائج المترتبة على إجابتك فيما يتعلق بفكرة أنه بمقدور الإنسان، على سبيل المثال، إدماج وجهة النظر المتعلقة بالنشوء والارتقاء مع قصة الخلق كما هي واردة في سفر التكوين؟

 

٤. كيف تساعدنا معرفة أن الله قد تمتع بعمل الخلق على أن فهم كيف يمكن أن يكون لنا اختباراً أكثر ثراء في حفظنا للسبت؟

 

قصة الأسبوع

 

«أن تكون مستعداً لأي شيء»

 

لم يعرف ترافيس ما الذي يجب عمله مع أحد المخيمين. وعندما كان عمره ١٢ عاماً، كان لوغان أصعب طفل في الفريق وأراد أن يكون مسؤولاً عن كل شخص وكل شيء. وفي إحدى الليالي، قرر لوغان أنه لن يذهب إلى الفراش في الوقت المحدد، ولذلك وضع كلاً من ترافيس وزميله في التوجيه خطة للتعامل مع هذا الموقف.

 

قال الاثنان للوغان، «حسناً، يمكنك البقاء ساهراً بشرط أن تقضي الوقت في قراءة الكتاب المقدس.» وافق لوغان، لكن لم يكن لديه الكتاب المقدس؛ في الواقع، هو لم يقرأ من الكتاب المقدس في حياته. لذلك قام مساعد الموجه بإعطاء الكتاب المقدس الخاص به للوغان على سبيل الاستعارة. وهكذا، وفي ضوء القمر والمصباح اليدوي التقى الصبي بأبطال سفر التكوين للمرة الأولى.

 

وفي صباح اليوم التالي، قال لوغان للموجه، «في الواقع، لقد وجدت أن هناك بعض القصص الرائعة في الكتاب المقدس.» وقد أُعجب بقصة يوسف بشكل خاص وكان لديه العديد من الأسئلة، وقد تساءل عن كيف كان يوسف قادراً على القيام بكل ما قام به.

 

يقول ترافيس متذكراً ما حدث مع لوغان، «وعلى الرغم من أننا كنا لا نزال نواجه صعوبة في التعامل مع لوغان، إلا أننا بدأنا نلحظ بعض التغيير خلال الأسبوع.»

 

معظم الأطفال الذين يأتون إلى مخيم بولاريس لا يعرفون قصص الكتاب المقدس. ويتذكر ترافيس أنه في أحد المخيمات السنوية لم يكن هناك سوى طفل واحد يعرف قصة داود وجليات. يقول ترافيس، «نحن نبشر لأطفال لم يترعرعوا في بيوت مسيحية، وهم لا يقرأون الكتاب المقدس. إن أمر الوصول إلى هؤلاء الأطفال وتبشيرهم يتطلب الكثير من الصلاة... وذلك لكي نعرف كيفية الوصول إليهم وتبشيرهم.»

 

يدرس ترافيس الهندسة الميكانيكية في جامعة «والا والا»، وقد بدأ العمل في المخيم في عام ٢٠١٢. وبالإضافة إلى كونه ناصحاً وموجهاً في المخيم، يقوم ترافيس بتدريس عدد من الصفوف بما في ذلك التزلج وتعليم صنع نماذج للصواريخ.

 

يقول ترافيس، «لقد أعجبني العمل في المخيم لذلك أنا أعود إليه كل صيف. لقد كان ذلك سبب بركة كبيرة لي. وعلاوة على ذلك، تعلمت الكثير عن الثقة بالله وذلك لأنك أثناء العمل في المخيم تختبر مواقف وظروف لا تعرف التعامل معها بحكمتك الشخصية. وعندما تجد أنه حتى الأمور الصعبة قد تحولت لأمور إيجابية فحينها تتعلم الثقة بالله.

 

«أعتقد أنني أتعامل الآن بارتياح أكثر مع أية ظروف تواجهني. فقد تعلمت أن أكون أكثر مرونة وأكثر استعداداً لقبول وتفهُّم آراء الغير والقيام بأي عمل يُطلب مني، وذلك لأنك لا تعرف ما قد يحدث فيما بعد.»

 

*لوغان ليس اسمه الحقيقي.

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت: gro.noissiMsitnevdA.www

 

الدرس الخامس

 

٤٢ـ ٠٣كانون الثاني (يناير)

 

بركات الصِّدِّيقِ



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أمثال ١٠: ١ـ ١٤؛ متى ١٩: ١٩؛ أمثال ١١ـ ١٢؛ يوحنا ٣: ١٦؛ أمثال ١٣.

 

آية الحفظ: «بَرَكَاتٌ عَلَى رَأْسِ الصِّدِّيقِ، أَمَّا فَمُ الأَشْرَارِ فَيَغْشَاهُ ظُلْمٌ» (أمثال ١٠: ٦).

 

إن درس هذا الأسبوع، وكما يوحي العنوان، سيتحدث عن بركات الصِّدِّيقِ. والكلمة العبرية التي تترجم «صِّدِّيق» هي الكلمة الرئيسية في آية الحفظ لهذا الدرس وتظهر كلمة «صِدْق» التي تشتق من هذه الكلمة (والتي يمكن أن تترجم «عَدْلْ») في مقدمة سفر الأمثال بأكمله: « أَمْثَالُ سُلَيْمَانَ ... لِقُبُولِ تَأْدِيبِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَالاسْتِقَامَةِ « (أمثال ١: ١ـ ٣). وما يقوله سفر الأمثال لنا هو أن الحكمة هي بِرٌّ واستقامة، و»الاستقامة» تعني السير وفقاً لوصايا الله- أي أن نسير بإيمان وطاعة لما دعانا الله أن نكون عليه وأن نفعله. إن الاستقامة هي هبة تأتي من الله. وعكس الاستقامة هو الحماقة وعدم الأمانة وقلة الوفاء. إن الحكمة هي عدل، أو بِر واستقامة؛ أما الجهالة فهي خطية وشر- وسنجد في الآيات التي سندرسها أن التناقض والتباين بينهما شديد الوضوح.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٣١كانون الثاني (يناير)

 

الأحد

 

٥٢كانون الثاني (يناير)

 

الاستقامة شاملة

 

اقرأ أمثال ١٠: ١ـ ٧. ما هي المبادئ المتعددة، بشأن الحياة والإيمان، التي يتم الإعلان عنها هنا؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هناك قصة عن رجل كان يجلس في قارب ويقوم بحفر ثقب في قاع القارب أسفل المكان الذي يجلس فيه. وعندما طلب منه الأشخاص الذين معه في القارب أن يتوقف عن عمل ذلك، أجاب قائلاً: «هذا ليس شأنكم. أنا أحفر في المكان الخاص بي!» إن مثل هذا الرد السخيف هو في الغالب الذريعة التي يستخدمها الخاطئ لتبرير سلوكه. «هذه حياتي أنا؛ لا علاقة لكم بالأمر». لكن الحقيقة هي أن كل شيء نفعله، أو لا نفعله، له تأثير على الآخرين وخصوصاً على أولئك الأقرب إلينا؛ فمَن منا لم يتأثر بشكل كبير بنتائج تصرفات الآخرين، سواء كانت جيدة أو سيئة.

 

يتم في الأعداد ٣ـ ٥ من الأصحاح العاشر من سفر الأمثال الحديث عن مبدأ الوحدة بين الحياة الروحية-الأخلاقية وبين الحياة الجسدية-المادية. والفكرة الرئيسية هي أن الشر أو النقص الأخلاقي لا يُجدي نفعاً، حتى وإن كان الإنسان ثرياً؛ والفكرة الأخرى هي أن الاستقامة مجزية دائماً، حتى وإن كان الإنسان فقيراً.

 

وفي عدد ٦و ٧ نجد تعبيراً مسبقاً لما قاله المسيح حول كيف أن الشهوة هي زنى في حد ذاتها، أو كيف أن الكراهية أشبه بالقتل. كما أن إضمار كراهيتنا خلف ستار من الكلمات الرقيقة لا يجدي نفعاً كذلك. فغالباً ما تُفضح أفكارنا الشريرة من خلال لغة جسدنا ونبرة صوتنا. أما أفضل نقطة انطلاق لأن تكون لنا علاقات جيدة مع الآخرين فهي «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ» (لاويين ١٩: ١٨؛ قارن مع متى ١٩: ١٩). وكما تشير الآيات الكتابية هنا أيضاً، فإن ما تبديه من انطباعات يمكن أن يكون له تأثيراً دائماً على الآخرين. وبالمنطق، أليس من الأفضل أن يكون صيتك حسناً بدلاً من أن يكون صيتك سيئاً؟

 

ما هو القرار الهام التي ستتخذه قريباً؟ وإذا لم تكن قد اتخذت قرارك بعد، فكر ملياً في تأثير اختيارك هذا على الآخرين، سواء للخير أو للشر؟

 

الاثنين

 

٦٢كانون الثاني (يناير)

 

فَمُ الصِّدِّيقِ

 

إن الفم (مع مكوناته من شفتين ولسان) هو أهم عضو بالنسبة لسفر الأمثال. وفي هذا السفر، يتم استخدام كلمة «فم» ٥٠ مرة، ويتم استخدام كلمة «شفاه» ٤١ مرة وكلمة «لسان» ١٩ مرة. إن استخدام الفم واللسان والشفتين هو موضوع ذات أهمية قصوى في الأصحاحات ١٠ـ ٢٩ من سفر الأمثال.

 

والسبب في ذلك هو أن ما نتفوه به من كلمات له تأثير قوي، سواء للخير أو للشر. ويمكن للسان أن يكون إما أفضل أو أسوأ عطية أُعطينا إياها. وفكرة استخدام اللسان إما للخير أو للشر هي من أهم الدروس في سفر الأمثال، حيث تقول الآية: «اَلْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ فِي يَدِ اللِّسَانِ» (أمثال ١٨: ٢١).

 

اقرأ أمثال ١٠: ١١ـ ١٤. ما هو التناقض الذي نجده في هذه الآيات بين كيفية حديث الصِّدِّيقِ وكيفية حديث الْغَبِيِّ؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

لاحظ التعبير «يَنْبُوعُ حَيَاةٍ» في عد ١١. إنه إشارة رمزية إلى صفات الحكمة. إن هذا التعبير يستخدم للإشارة إلى الرب (مزمور ٣٦: ٩) الذي هو مصدر الحياة. ويتم استخدام هذا التشبيه نفسه للإشارة إلى المَقْدِس، الذي منه يتدفق ينبوع من المياه (حزقيال ٤٧: ١و ٢). ويستخدم المسيح هذا التعبير المجازي لتوضيح هبة الروح القدس (يوحنا ٤: ١٤). لذلك فإن مقارنة فَم الصِّدِّيقِ بـ «ينبوع الحياة» يرقى إلى الربط بين فَم الصِّدِّيقِ وبين الله نفسه.

 

وما يميز فَم الصِّدِّيقِ هو ارتباطه «بالحياة»، وفي ذلك إشارة إلى العمل الذي ينبغي للسان القيام به، حيث يجب أن يكون الفم قوة للخير، وليس قوة للشر؛ وأن يكون مصدراً للحياة وليس للموت. وما يقال هنا يرد أيضاً في يعقوب ٣: ٢ـ ١٢.

 

لنتذكر أيضاً أن الله، ومن خلال «كلمة قدرته» (عبرانيين ١: ٣) قام بخلق السماوات والأرض. إذن، يجب أن يكون كلامنا للبناء والإبداع وليس للهدم والتدمير

 

فكر في مدى قوة الكلمات. فإنه يمكنك من خلال ما تقوله أن تجعل الناس يشعرون بالثقة في النفس والفرح والرجاء، ويمكنك بكلماتك أيضاً أن تدمرهم وتؤذيهم، وكأنك هاجمت جسدهم مستخدماً يديك أو أداة أخرى لأذيتهم والإضرار بهم. ما مدى حذرك وحرصك في استخدام قوة لسانك؟

 

الثلاثاء

 

٧٢كانون الثاني (يناير)

 

رجاء الصديق

 

«اِسْتِقَامَةُ الْمُسْتَقِيمِينَ تَهْدِيهِمْ، وَاعْوِجَاجُ الْغَادِرِينَ يُخْرِبُهُمْ» (أمثال ١١: ٣). ما هي الأدلة التي لدينا حول حقيقة حدوث ما ورد في هذه الآية؟ ما هي الأمثلة التي رأيتها أو سمعت عنها وفيها تجلت هذه الحقيقة الروحية بوضوح؟ وفي المقابل، ما هي الأمور التي رأيتها وتعني أنه يجب عليك، حتى الآن على الأقل، أن تؤمن بصحة ما تقوله هذه الآية؟

 

اقرأ أمثال ١١. على الرغم من أن هذا الأصحاح يتناول الكثير من الموضوعات، ما هي بعض أعظم البركات التي تكون من نصيب الصِّدِّيقِ مقارنة بما يحدث للشرير؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



إن الإحساس بالمستقبل وبقيمة ما لم يُرَ بعد (انظر ٢كورنثوس ٤: ١٨) يساعد على تحفيز الصِّدِّيقِ على عيش حياة مستقيمة. وبسبب رجاءهم في المستقبل، يتصرف الصِّدِّيقون بتواضع وصدق ورأفة.

 

ومن ناحية أخرى، يعيش الأشرار في الحاضر فقط؛ وهم يهتمون فقط بما يرونه وبالمكافأة الفورية التي يحصلون عليها. وهم يفكرون في أنفسهم قبل التفكير في الآخرين ويلجئون للخداع وسوء المعاملة. على سبيل المثال، قد يحصل مندوبي المبيعات الذين يخدعون ويغشون عملاءهم على مكافأة فورية، وذلك بأن يبيعوا المنتج بسعر أعلى من السعر الأصلي مثلاً؛ لكنهم في نهاية المطاف قد يخسرون عملاءهم وربما تفشل تجارتهم (أمثال ١١: ٣و ١٨).

 

فكر في بعض القرارات التي عليك اتخاذها وفي الكيفية التي تتخذ بها مثل هذه القرارات. ما مدى ما تتضمنه اختياراتك من تخطيط لأمور طويلة الأمد، كالأبدية مثلاً؟

 

الأربعاء

 

٨٢كانون الثاني (يناير)

 

الصِّدِّيقُ والحق

 

اقرأ أمثال ١٢ وركِّز على موضوع الكلمات، خصوصاً في سياق قول الحقيقة أو التحدث بأكاذيب. ما هي الرسالة التي نجدها هنا حول الصِّدق والكذب؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الفيلسوفة «سيسلي بوك» قد أثبتت بصورة مقنعة كيف يمكن للكذب أن يكون ضاراً بالمجتمع. وقد كتبت تقول: «إن المجتمع الذي يكون أفراده غير قادرين على تمييز رسائل الحق من رسائل الضلال سوف ينهار» [الكذب: خيار أخلاقي في الحياة الخاصة والعامة (نيو يورك: مطبوعات البانيتون، ١٩٧٨)، صفحة ١٩]. وأشار أوغسطين كذلك، في مقدمة كتاب سيسلي بوك، إلى أنه «عندما ينهار تقديرنا للحق أو يضعف قليلاً، فستبقى كل الأمور ملتبسة ومشكوك فيها» (الصفحة رقم ١٥ من مقدمة الكتاب المذكور أعلاه).

 

كتبت روح النبوة تقول: «إن شفاه الكذب مكرهة للرب. فهو يعلن قائلاً أن المدينة المقدسة ’ لَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِساً وَكَذِباً. ‘ إذاً، لنتمسك بقول الحقيقة تمسكاً لا يلين. دعونا نجعل قول الصِّدق يصبح جزءاً من حياتنا. إن التلاعب بالحق وتطويعه ليتناسب مع خططنا الأنانية معناه تحطيم الإيمان.... إن كل مَن ينطق بالأكاذيب يبيع نفسه في سوق رخيصة. وقد يبدو أن أكاذيبه تسعفه في حالات الطوارئ، وقد يبدو بالتالي أنه يحرز تقدماً في أعماله ما كان يمكن له إحرازه من خلال التعامل العادل والمقبول؛ لكنه في النهاية يصل إلى المرحلة التي لا يمكنه فيها الثقة بأي أحد. فمثل هذا الشخص لا يثق في كلام الآخرين لأنه هو نفسه مزور ومُزَيِّف» (حياتي اليوم، صفحة ٣٣١).

 

إننا عندما نفكر في قوة الكلمات علينا أن نفكر في كلام الكذب كذلك، وذلك لأن معظم الأكاذيب تُروَّج بواسطة الكلمات. مَنْ مِنَّا لَمْ يَشْعُرْ بالألمِ الشديد والخيانةِ والإحساسِ بالإهانة عندما يُكْذَبُ عليه مِنْ قِبَلِ شَخْصٍ ما أو مجموعةِ أشخاصٍ؟ إن المجتمع الذي يكون فيه الكذب هو القاعدة وليس الاستثناء هو مجتمع تعتريه الفوضى العارمة.

 

كما أن للكذب تأثير خطير على الشخص الذي يكذب أيضاً. فهناك أشخاص معتادون دائماً على قول الكذب لدرجة أن ذلك لا يسبب لهم عناء أو إزعاجاً؛ مع ذلك، فإن كثيرين من الناس يحسون بشعور من الذنب أو الخجل عندما يكذبون. وهذا جيد، لأن ذلك معناه أنهم لا زالوا يستجيبون للروح القدس.

 

مع ذلك، تخيل الخطر الذي يحيق بالشخص الذي يكذب ولا يفكر مرتين قبل الإقدام على ذلك.

 

متى كانت آخر مرة كذبت فيها؟ كيف كان شعورك عندما فعلت ذلك؟

 

الخميس

 

٩٢كانون الثاني (يناير)

 

مجازاة الصديق

 

كما رأينا في سفر الأمثال، تم تقديم الكثير من التعاليم والتوجيهات من خلال التباين بين نوعين من الناس. فنجد أن «الرجل الحكيم يفعل هذا الشيء، بينما يفعل الجاهل ذاك الشيء». وبطبيعة الحال، غالباً ما يكون هناك قليل من الحكمة لدى كل مَن هو جاهل وقليل من الحماقة لدى كل مَن هو حكيم. فباستثناء المسيح، نحن جميعاً خطاة، وجميعنا أَعْوَزَنا «مَجْدُ اللهِ» (رومية ٣: ٢٣). لكن المشجع هو أنه لدينا هذا الوعد الرائع الذي نجده في الآية التالية: فعلى الرغم من أننا خطاة إلَّا أنه، بالإيمان ، يمكننا أن نكون «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية ٣: ٢٤).

 

وفي النهاية، سيكون البشر جميعهم في أحد الفريقين: فسيكون هناك مَن يخلصون، وسيكون هناك من يهلكون.

 

أقرأ يوحنا ٣: ١٦. ما هما الخياران اللذان تواجهما البشرية جمعاء؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أقرأ أمثال ١٣. كيف يباين هذا الأصحاح بين اختبار ومصير كل من الصِّدِّيقِينَ والأَشْرَارِ؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يُقارن الصديقون بالسراج الدائم التوهج بينما يُقارن الأشرار بالسراج الذي يَنْطَفِئُ (أمثال ١٣: ٩). ويتمتع الشخص الحكيم بالثمر الجيد لعمله، بينما يجني الأثيم الشر (عد ٢و ٢٥). ويدوم اسم الصالحين وميراثهم بعد موتهم من خلال البنين وبَنِي الْبَنِينَ (أمثال ١٣: ٢٢)؛ أما الأشرار، بدلاً من ذلك، فيتركون ثراءهم للغرباء، بل وحتى للصِّدِّيقين (أمثال ١٣: ٢٢).

 

النقطة المراد التأكيد عليها هنا هي أن حياة الإيمان وإطاعة الرب هي أفضل من العصيان والحماقة.

 

إضافة إلى الوعد بالحياة الأبدية، ما هي بعض المزايا اليومية والمباشرة التي اختبرتها من خلال عيشك لحياة تتسم بالإيمان في المسيح؟

 

الجمعة

 

٠٣كانون الثاني (يناير)

 

لمزيد من الدرس

 

«فلا يكفي كوننا نؤمن بنظرية الحق، ولا يكفي كوننا نعترف بإيماننا بالمسيح وأن تسجل أسماؤنا في سجلات الكنيسة.... فمهما يكن اعترافنا فهو لا يساوي شيئاً ما لم يظهر المسيح في أعمال البر» (روح النبوة، المعلم الأعظم، صفحة ٣١١و ٣١٢).

 

« إن أعظم خداع للعقل البشري في أيام المسيح كان اعتقاد الناس أن مجرد الموافقة على الحق يُكوّن البر. وفي كل اختبارات الناس تبرهن أن معرفة الحق معرفة نظرية غير كافية لتخليص النفس .... كما أن أشد صفحات التاريخ سواداً مشحونة بأنباء الجرائم التي قد ارتكبها قوم متدينون متعصبون لمبادئهم ....

 

«إن نفس هذا الخطر لا يزال باقيا . فكثيرون يعتبرون أنه أمر مسلم به أنهم مسيحيون لمجرد كونهم يعتنقون عقائد لاهوتية خاصة ، ولكنهم لم يمارسوا الحق في حياتهم العملية .... قد يعترف الناس بإيمانهم بالحق ، و لكن إذا لم يجعلهم الحق مخلصين ومشفقين وطويلي الأناة ، وما لم يجعل تفكيرهم سماويا فإنه يصير لعنة عليهم ، وعن طريق قدوتهم وتأثيرهم يصير لعنة للعالم .

 

«أما البر الذي علم به المسيح فهو جعل القلب والحياة في وفاق مع إرادة الله المعلنة» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٢٨٥و ٢٨٦).

 

أسئلة للنقاش

 

١. ناقش كيف تؤثر قراراتك في الآخرين، سواء للخير أو للشر. لماذا يُعَدْ تأثير قرارتنا على الآخرين حقيقة لا مفر منها في الحياة؟ لقد أُعلنت هذه الحقيقة أول مرة في قصة السقوط، حيث يُلْمَس تأثير اختيار آدم وحواء آنذاك في حياة كل واحد منا. ربما يكون من المغري محاولة قياس كمية الخير أو الشر التي تجلبها قراراتنا، لكن القيام بهذا الأمر محفوف بالمخاطر وذلك لأننا في كثير من الأحيان لا نعرف التأثير الذي لاختياراتنا. لماذا إذن، وفي ضوء الله وناموسه، يجب علينا أن نختار القيام بما هو صحيح بغض النظر عن خوفنا مما قد تكون عليه العواقب؟

 

٢. يقدم سفر الأمثال تمييزاً واضحاً بين الصِّدِّيق والأحمق، ومن خلال ما يرد في السّفر من إرشادات نحن نتعرف على ما هو صواب وما هو خطأ. مع ذلك، لماذا ينبغي أن نكون حذرين جداً عند حكمنا على شخص ما بأنه أحمق وجاهل؟ ومن ناحية أخرى، كم مرة خُدعنا في أشخاص كنا نعتقد أنهم صِّدِّيقون وأبرار؟

 

قصة الأسبوع

 

نور في العالم

 

نمت هيذر في «دلتا جانكشن» وهي بلدة صغيرة في نهاية الطريق السريع لألاسكا. وكطفلة، كانت هيذر تحب الذهاب إلى المخيم كل صيف وهي تحتفظ بدفتر تسجل فيه اختباراتها ونشاطاتها اليومية أثناء المخيم. وكان من بين ما كتبته في السنوات الأولى من ذهابها للمخيم، «وبالطبع كان علينا أن نتعبد، وكان ذلك أمراً غير محبّذ.» لكن مع مرور السنين، اصبحت فترات العبادة أثناء المخيم أمراً ذات أهمية بالنسبة لهيذر. ومن بين مرات العبادة التي كان لها تأثيراً كبيراً على هيذر، كانت تلك المرة التي استخدم فيها الواعظ ومعاونيه شمعة وبالون. تقول هيذر متذكرة تلك هذه الفقرة العبادية، «لقد وضعوا بالوناً فوق شمعة مضاءة وعندها فرقع البالون على الفور. ثم صبوا بعض الماء في بالون آخر ووضعوا البالون فوق الشمعة لكن البالون لم يفرقع! وقد أوضح الواعظ ما حدث قائلاً بأننا مثل البالون وبأن الماء يمثّل المسيح. فإذا كان المسيح بداخلنا فإنه يمنحنا الهدوء والسلام والقوة. فالمسيح مصدر يمكننا الاتكال عليه.»

 

تحاول هيذر الآن تمرير هذه الدروس إلى المخيمين إذ تعمل في مخيم بولاريس. وهي تقول، «الأطفال ليس أدفنتست سبتيين، ولا يأتون من أسر مثالية. وهم غير معتادين على الانضباط أو الترتيب، وليس هناك مَن يهتم لأمرهم ويرعاهم. وفي كثير من الأحيان تجدهم يسيئون التصرف. وأحياناً يبدو وكما لو أنهم يكرهون المخيم، ولكنهم يعادون الرجوع. حتى في ظل صراعتهم الباطنة، هم يدركون أننا نهتم لأمرهم ونبتغي صالحهم.»

 

تعترف هيذر بأن العمل في مخيم بولاروس قد علّمها الصبر. وهي تقول، «إن مهمتي هي أن أوجّه الأطفال إلى الله. لذا فإن الصبر والمرونة هما غاية في الأهمية، والأهم من ذلك هو الثقة بالرب. لقد علمني العمل في المخيم مواجهة الظروف التي ستعترضني في الحياة وكيفية التعامل مع ما يطرأ علينا في الحياة. وقد جعلني أشعر بالامتنان والتقدير نحو أولئك الذين قدموا لي خدماتهم وجعلوني أتحلى بالموقف الذي أتحلى به، وأنا بدوري أريد أن أساعد الآخرين وأن أكون نوراً في العالم.

 

إن مرافق مخيم بولاريس بحاجة إلى تحديث. تقول هيذر، «نحتاج إلى أن تكون هناك حجرات مضادة للدببة.» وبعد أن غادرت عائلة مودي المخيم، أصبح علينا أن نقطع عدة رحلات بالقارب مدة كل واحدة منها ساعة ونصف لإحضار الأطفال إلى المخيم. ونحتاج كذلك إلى تجديد المراحيض وأماكن الاستحمام ونحتاج كذلك إلى تجديد الحمامات الخارجية.

 

ترغب هيذر في تجديد الحمامات والمغاسل البدائية في مخيم بولاريس. وهي تقول، «لقد عشت في ألاسكا طوال حياتي. ويمكنني القول أن مخيم بولاريس هو المكان الأكثر عزلة. لكنه بالتأكيد مكان يمكنك فيه الشعور بأنك قريب جداً من الله. أنا حقاً أحب هذا المكان.»

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www

 

الدرس السادس

 

١٣كانون الثاني (يناير)ـ ٦شباط (فبراير)

 

الطَرِيقُ وَعَاقِبَتُهَا



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أمثال ١٤؛ دانيال ٧: ٢٥؛ مرقس ١٢: ٣٠و ٣١؛ أمثال ١٥: ٣؛ إشعياء ٥: ٢٠؛ أمثال ١٥؛ متى ٢٠: ٢٦ـ ٢٨.

 

آية الحفظ: «تُوجَدُ طَرِيقٌ تَظْهَرُ لِلإِنْسَانِ مُسْتَقِيمَةً، وَعَاقِبَتُهَا طُرُقُ الْمَوْتِ» (أمثال ١٤: ١٢).

 

كما يقول بولس: «إِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ» (١كورنثوس ١٣: ١٢). إننا لا نرى سوى القليل جداً، وما نراه يأتي إلينا بعد أن يكون قد مَرَّ بمصفاة عقولنا. في الواقع، إن عيوننا وآذاننا وكل حواسنا لا تمنحنا سوى نظرة ضيقة ومحدودة لما هو في الكون.

 

ويمكن أن نُخْدَعَ، أيضاً، ليس بشأن العالم الخارجي فحسب ولكن بشأن أنفسنا كذلك. فإنه يمكن لأحلامنا ووجهات نظرنا وآراءنا أن تعطينا صوراً مشوهة بشأن ما نحن عليه حقاً وبشأن مخادعات مضللة.

 

فما الذي يجب علينا القيام به إذن لحماية أنفسنا من هذه الضلالات؟ يقدم لنا سفر الأمثال نصيحة أساسية. نحن لا يجب أن نثق بأنفسنا كما يفعل الأحمق. على العكس من ذلك، يجب أن نثق في الرب الذي يسيطر على مجرى الأحداث حتى وإن بدا أن كل الأمور لا تسير على ما يرام. وباختصار، نحن بحاجة إلى العيش بالإيمان وليس بالعيان، لأن أبصارنا يمكن أن تكون مضللة للغاية بحيث لا تُظهر سوى جزءاً صغيراً مما هو حقيقي، ثم تقودنا إلى ما هو اسوأ، ألا وهو تشويه القليل جداً من الحقائق التي تظهرها لنا.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٧شباط (فبراير).

 

الأحد

 

١شباط (فبراير)

 

ضمانة الْجُهَّالِ

 

اقرأ أمثال ١٤. ما الذي يقوله هذا الأصحاح عن الْجُهَّالِ؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يتكلم الجاهل بتكبِّر واستعلاء (أمثال ١٤: ٣). إن أول ضلالة يعاني منها الجاهل تتعلق «بحديثه المتعالي». وتشير صورة «قَضِيب» المرتبطة بشفاه الجاهل إلى العقوبة التي سينالها في نهاية المطاف. فإن كلمات الجاهل المتعجرفة تؤدي إلى أن يُضربَ على شفتيه وهي نتيجة تبدو مناقضة لما يحدث مع شفتي الحكيم اللتان تُحفظان (انظر أيضاً دانيال ٧: ٨).

 

يسخر الجاهل من الحكمة (أمثال ١٤: ٦ـ ٩). وعلى الرغم من أنه يبدو أن الجاهل يلتمس الحكمة، إلا أن الحقيقة هي أنه لا يؤمن بها كما أنه متشكك منها. ولن يجد الجاهل الحكمة، وذلك لاعتقاده أنه لا توجد حكمة إلا في ذاته. وأكثر ما يخيف في الجاهل هو موقفه تجاه انتهاك الناموس. فما هو الأكثر فتكاً من الاستهزاء بفكرة الخطية والاعتقاد أنه ليس هناك شيء يدعى خطية؟

 

إن الجاهل ساذج (أمثال ١٤: ١٥). ومن المفارقات أنه في حين يسخر الجاهل من أولئك «المثاليين» الذين ما زالوا يؤمنون بقيم الحكمة، نجده قد فقد قدرته على التفكير بشكل عقلاني متوازن فيما يتعلق بما يسمعه، ولذلك هو «يُصَدِّقُ كُلَّ كَلِمَةٍ». والمثير للسخرية هنا هو أن هذا هو حال المجتمع العلماني. فإن الأشخاص المشككين يسخرون من الله ومن الدين ويزعمون أن المعتقدات الدينية هي للأطفال وللمتقدمين في السن، ومع ذلك تجدهم هم أنفسهم يؤمنون ببعض الأمور الأكثر حماقة مثل إيمانهم بأن الحياة على الأرض قد جاءت إلى حيز الوجود عن طريق الصدفة البحتة وحدها.

 

إن الأحمق متسرع (أمثال ١٤: ١٦و ٢٩). وهو لا يمعن التفكير وذلك لاعتقاده أن الحق موجود في داخله هو نفسه. وغالباً ما تكون ردود أفعاله سريعة ومندفعة.

 

والجاهل يظلم الآخرين (أمثال ١٤: ٢١و ٣١). وكثيراً ما تكون آلية القهر والتعصب متملّكة من نفسيته، لذلك تجده غير متسامح مع الآخرين ويعاملهم باحتقار (انظر دانيال ٧: ٢٥؛ ٨: ١١و ١٢).

 

إنه من السهل أن نرى سمات الجهل والحماقة والغباء في الآخرين، ولكن ماذا عن وجود هذه السمات في داخلنا نحن؟ أي من هذه العيوب الشخصية، إن وجدت، تحتاج أنت إلى إدراك وجودها في حياتك ومن ثم تسعى بنعمة الله إلى التغلب عليها؟

 

الاثنين

 

٢شباط (فبراير)

 

مخافة الحكيم

 

اقرأ أمثال ١٤ مرة أخرى. ما الذي يقوله هذا الأصحاح عن الحكيم؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يتحدث الحكيم بتواضع (أمثال ١٤: ٣). ويكبح الحكماء جماح شفاههم. ويكون الدافع وراء تأملهم الصامت هو عدم شعورهم بالثقة الزائدة في النفس والتي تؤدي إلى التعجرف والغطرسة. فالحكيم يرى أنه قد يكون الآخر على حق؛ ولذلك يأخذ الحكيم وقتاً في التفكير المتمعن ودراسة ما لديه من أدلة. ويلتزم الحكماء الصمت أيضاً لأنهم يكونون في حالة إصغاء لما يقوله الآخرون، وهم على استعداد للتعلُّم من الآخرين.

 

يُقَدِّرُ الحكماءُ التعلُّمَ والمعرفةَ (أمثال ١٤: ٦و ١٨). يصعب على الجاهل أن يتعلم لأنه يجد صعوبة في الجلوس عند قدمي مُعلِّم؛ وفي المقابل، من السهل على الحكماء التعلُّمَ بسبب تواضعهم. ولهذا هم يستمتعون باختبار التعلُّم والنمو. أيضاً، إن ما يجعل الحكماء حكماء هو بحثهم عن الحكمة وعن شيء لا يمتلكونه.

 

كما أن الحكماء حريصون ومنتبهون إلى خطواتهم (أمثال ١٤: ١٥). يعرف الحكماء أن الخطية والشر موجودان. وهم لا يثقون في مشاعرهم وآرائهم الشخصية؛ وهم يتحققون من الأمور ويطلبون النصيحة. ومع ذلك يكونون دائماً مهتمين بما يقوله الآخرون لهم؛ ويعملون على فرز الْحَسَنِ من الرديء (١تسالونيكي ٥: ٢١).

 

إن الحكماء رزينون وهادئون (أمثال ١٤: ٢٩و ٣٣). يمكن للحكماء البقاء هادئين ورزينين لأنهم لا يعتمدون على «طرقهم الخاصة»، وإنما يعتمدون على ما هو مِن «فوق» (أمثال ١٤: ١٤). إن إيمان الحكماء في الله هو ما يجعلهم قادرون على الاسترخاء وممارسة ضبط النفس (إشعياء ٣٠: ١٥). إن مخافة الله هي التي تمنحهم الثقة (أمثال ١٤: ٢٦).

 

إن الحكماء رؤوفون ورقيقو الشعور (أمثال ١٤: ٢١و ٣١). إنَّ الوصيتين «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ» و «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ» هما وصيتان مترابطتان (مرقس ١٢: ٣٠و ٣١). فنحن لا يمكننا أن نحب الله وفي الوقت نفسه نعامل الناس معاملة سيئة. إن أعظم تعبير عن إيماننا يتجلى من خلال تعاملنا مع الآخرين، خصوصاً المحتاجين والمعوزين.

 

«نحن لا نعرف كم مِنَّا يتصرفون بناءً على ما يبصرونه وليس بناء على ما يؤمنون به. إننا نصدق في الأمور المنظورة، لكننا لا نقدِّر الوعود الثمينة المعطاة لنا في كلمة الله» (روح النبوة، دعوتنا السامية، صفحة ٥٨). ما معنى أن تتصرف بناء على ما تؤمن به وليس بناء على ما تراه وتبصره؟ كيف يفترض بنا عمل ذلك؟

 

الثلاثاء

 

٣شباط (فبراير)

 

«عَيْنَا الرَّبِّ»

 

«فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَانِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ» (أمثال ١٥: ٣). أي شعور ينتابك عند قراءة هذه الآية، ولماذا؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تتغير لهجة الحديث في الأصحاحين التاليين من سفر الأمثال. فهذان الأصحاحان يتسمان بالطابع اللاهوتي أكثر من الأصحاحات التي سبقتهما. والإشارة إلى الرب في هذين الأصحاحين أكثر من الإشارة إليه في الأصحاحات السابقة. كما أن هذا الأصحاحان يعلنان عن شيء مدهش عن الله وهو أنَّ عينيه «فِي كُلِّ مَكَانٍ» (أمثال ١٥: ٣).

 

إن هذا الإدراك الشديد لحضور الله هو بالضبط ما أطلق عليه بنو إسرائيل قديماً «مخافة الرب». ونجد هذا الوصف نفسه في المزامير: «هُوَذَا عَيْنُ الرَّبِّ عَلَى خَائِفِيهِ الرَّاجِينَ رَحْمَتَهُ» (مزمور ٣٣: ١٨). وبصورة مماثلة، يشير أيوب إلى الله بوصفه مَن ينظر إلى أقاصي الأرض ويرى كل ما يحدث تحت السماوات (أيوب ٢٨: ٢٤). وبسبب هذا، يستدل أيوب إلى أن «مَخَافَةُ الرَّبِّ هِيَ الْحِكْمَةُ» (أيوب ٢٨: ٢٨).

 

ويذكرنا هذا الأصحاح من سفر الأمثال بقدرة الله على أن يرى الصالح والطالح من الأمور، بغض النظر عن مكان وجودها. وكما أدرك سليمان (١ملوك ٣: ٩)، فإن الحكمة الحقيقة هي القدرة على التمييز بين الخير والشر. وعلى المستوى الإنساني، ينبغي لهذا الإدراك أن يساعدنا على أن نتذكر عمل الخير دائماً وأن لا نفعل الشر أبداً لأن الله يرى كل ما نقوم به، حتى وإن لم يرى أي شخص آخر ما نفعله. إننا نخدع أنفسنا إذا نحن اعتقدنا أننا سنفلت من العقاب على ما نرتكبه من شرور لمجرد أننا لم نعاقب بصورة فورية على ما فعلناه. فإننا على المدى البعيد سنحاسب على أعمالنا.

 

لذلك دعونا أن نكون مجتهدين ودؤوبين لأنه «لَيْسَتْ خَلِيقَةٌ غَيْرَ ظَاهِرَةٍ قُدَّامَهُ، بَلْ كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» (عبرانيين ٤: ١٣).

 

اقرأ أمثال ٥١: ٣و إشعياء ٥: ٠٢ وعبرانيين ٥: ٤١. ما هي الرسالة الهامة التي تحملها هذه الآيات إلينا، خصوصاً في عصر تتسم فيه مفاهيم «الخير والشر» بالضبابية وبعدم الوضوح حيث يزعم الناس أن الخير والشر نسبيان أو أنهما مجرد أفكار بشرية ليس لها وجود فعلي بمعزل عن ما نقوله نحن بشأنهما؟ ما هو الخطأ في مثل هذا التفكير بشأن مفهومي الخير والشر، ولماذا يعد التمسك بمثل هذا الرأي أمراً خطيراً جداً؟

 

الأربعاء

 

٤شباط (فبراير)

 

فرح الرب

 

اقرأ أمثال ١٥. لماذا يعتبر الفرح شيئاً ثميناً ومهماً للإنسان؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لا يعدنا الكتاب المقدس بحياة بلا تجارب أو معاناة. فكما قال المسيح نفسه: «يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ» (متى ٦: ٣٤). وتشير الآية في أمثال ١٥: ١٥ إلى أن الشخص الذي يكون قلبه سعيداً، في خضم الأيام الشريرة، يكون في وليمة دائمة. إن الألم والمعاناة والتجارب ستأتي، وفي كثير من الأحيان نحن لا نستطيع السيطرة على توقيت وكيفية حدوثها. أما ما يمكننا السيطرة عليه، إلى حد ما على الأقل، فهو اختيار كيفية استجابتنا لهذه الأمور.

 

اقرأ أمثال ١٥: ١٤و ٢٣. ما هو الدور الذي يقوم به الله في هذا الفرح؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ على الرغم من أن الآيات الكتابية لا تذكر سبب الفرح بوضوح إلّا أن أن التشابه بين عد ١٣ وعد ١٤ يشير إلى أن « اَلْقَلْبُ الْفَرْحَانُ « هو « قَلْبُ الْفَهِيمِ يَطْلُبُ مَعْرِفَةً «. إنه قلب مَن لديه إيماناً ويرى الفداء والخلاص ما بعد المحن المباشرة. وهذا هو السبب في أن الإيمان بالله غاية في الأهمية؛ وهذا هو السبب أيضاً في أهمية أن نعرف لأنفسنا، ومن اختباراتنا الشخصية، حقيقة الله ومحبته. وعندها، يكون بمقدور مَن لديهم المعرفة احتمال التجارب التي تأتي مهما كانت، وذلك لأنهم يعرفون محبة الله لهم.

 

وتأتينا الآية في أمثال ١٥: ٢٣ بفكرة هامة أخرى. فالفرح الذي نحصل عليه من خلال ما نعطيه هو أكثر مما نحصل عليه من خلال ما نتسلمه. إن الكلمة الطيبة التي نشاركها مع الآخرين هي التي تجلب الفرح للمُعطي. مَن مِنَّا لم يختبر البركات التي تأتي من خلال مباركتنا ومراعاتنا للآخرين، سواء بالقول أو بالعمل أو بكليهما معاً؟ وكما رأينا في سفر الأمثال، فإن لكلماتنا قوة وتأثير. فبمقدور كلماتنا أن تعمل خيراً عظيماً أو شراً عظيماً. والجيد في الأمر هو أن الكلمات الطيبة لا تعود بالنفع على مَن تلقّى المعاملة الحسنة فحسب لكنها تعود بالنفع أيضاً على مَن أقدم على معاملة الناس معاملة حسنة.

 

ما مدى معرفتك بمحبة الله؟ ما هي الأمور التي يمكنك القيام بها وتساعدك على أن تفتح قلبك وتتعرف على هذه الحقيقة الهامة المتعلقة بمحبة الله؟ فكر في كم ستكون حياتك أفضل لو أنك عرفت حقيقة هذه المحبة؟

 

الخميس

 

٥شباط (فبراير)

 

سيادة الله

 

نحن جميعاً نحلم ونتمنى حدوث أمور معينة في حياتنا، لذا فإننا نضع الخطط لتحقيق ما نصبو إليه. ومع ذلك، تسير الأمور بشكل مختلف، أحياناً للأفضل وأحياناً للأسوأ. يتحدث الكتاب المقدس عن المسؤولية الملقاة على عاتق الإنسان وعن الحرية الممنوحة له. مع ذلك، يؤكد الكتاب المقدس أيضاً على سيطرة الله على مسار الأحداث (انظر أمثال ٢٠: ٢٤؛ ٢١: ٣١ ودانيال ٢ و٧).

 

ما الذي تقوله الآية في أمثال ١٦: ١؟ كيف لنا أن نفهم هذه الفقرة الكتابية؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نحن نقوم باستعداداتنا ونضع الخطط، لكن الله هو مَن له الكلمة الأخيرة. هذا لا يعني أن استعداداتنا لا قيمة لها. لكن، وفيما يتعلق بحياة الإيمان، إذا نحن اخضعنا خططنا لله فإنه سيعمل على هذه الخطط وتوجيهها (أمثال ١٦: ٩) وسيعمل الله على تثبيت وإنجاح تلك الخطط التي تحظى برضاه (أمثال ١٦: ٣). وعندها، فإنه حتى أعمال أعدائنا ستُستخدم لصالحنا (أمثال ١٦: ٤و ٧).

 

وعلى الرغم من أن هذه ليست أفكاراً سهلة الفهم، خصوصاً عندما نواجه الظروف الصعبة، إلا أنه ينبغي لها أن تمنحنا الراحة والعزاء وتساعدنا على تعلّم الثقة بالله حتى عندما يبدو أن الأمور تسوء بشكل رهيب، وعندما لا تؤول خططنا إلى ما كنا نتمنى أن تؤول إليه. النقطة الأساسية بالنسبة لنا هي أن نتعلم إخضاع الكل لله؛ وإذا نحن فعلنا ذلك، فإنه يمكننا التيقن والتأكد مِن أن الله سيوجّهنا ويرشدنا، حتى في أصعب الأوقات.

 

اقرأ أمثال ١٦: ١٨و ١٩. ما هو الدور الذي يلعبه الطموح في نجاح الإنسان؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالمعتاد، يحذر الكتاب المقدس من الغرور والكبرياء. فعلى كل حال، ما الذي لدينا لنفتخر به كمخلوقات بشرية ساقطة؟ وهل مِن رذيلة تَفوُق رذيلة الكبرياء، الخطية الأصلية، في تعارضها مع الله وطبيعته؟ (انظر حزقيال ٢٨: ١٧). لقد علَّم المسيح بشكل قاطع عن معصية السعي إلى أن يكون الشخص عظيماً وفقاً للمفاهيم الدنيوية وقد شجع تلاميذه على التحلي بالتواضع بدلاً من التعاظم والكبرياء (متى ٢٠: ٢٦ـ ٢٨).

 

اقرأ أمثال ١٦: ٣٣. ما هو دور الصُدفة في نجاح الإنسان؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الكتاب المقدس لا يجعل مجالاً للصدفة؟ فإنه حتى عندما يعتقد الإنسان أن الصدفة تحدد مسار الأحداث، نحن يمكننا الثقة في أن الله لا يزال هو المسيطر.

 

الجمعة

 

٦شباط (فبراير)

 

لمزيد من الدرس

 

«لقد صوَّر الشيطان للناس من البدء المكاسب والمغانم التي يمكن أن تجنى عن طريق العصيان. هكذا خدع الملائكة وهكذا جرب آدم وحواء ليخطئا، وهكذا هو يبعد جماهير غفيرة من الناس عن طريق الطاعة لله. إن طريق العصيان تبدو مقبولة ومرغوباً فيها، ولكن ’عاقبتها طرق الموت‘ (أمثال ١٤: ١٢). طوبى لأولئك الذين بعدما خاطروا بأنفسهم وساروا في هذه الطريق يعرفون هول مرارة ثمار الخطية ويرجعون عنها في الوقت المناسب» (روح النبوة، الآباء والأنبياء، صفحة ٦٤٧ روجع).

 

« لا شيء يؤول بالأكثر إلى ترقية صحّةِ الجسدِ والنفس أكثرَ مما تفعل روحُ الشكر والحمد‏.‏ فهذا واجب لازم كلّ اللزوم لمقاومة الكآبة والأفكار والمشاعر المتبرّمة - وهو واجب لازم كالصلاة‏.‏ إذا كنّا سائحين في طريقنا إلى السماء فكيف نسير كفرقة من النائحين الباكين متأوّهين ومشتكين طول الطريق إلى بيت أبينا؟ إنّ المعترفين بالمسيحيّة الذين يشتكون بلا انقطاع‏،‏ والذين يبدو أنّهم يظنّون أنّ الفرح والسعادة خطيّة‏،‏ ليس عندهم دين حقيقي» (روح النبوة، آفاق عيش أفضل، صفحة ٢٦٢).

 

أسئلة للنقاش

 

١. ناقشوا فكرة أنه ليس لدينا سوى نظرة محدودة للحقيقة. ماذا يعني هذا؟ ما هي الأمور الموجودة والتي نعرف أنها حقيقة واقعة ولكننا لا نستطيع أن نشعر أو نحس بها بأي شكل من الأشكال؟ على سبيل المثال، كم من موجات الراديو (الهاتف الخليوي، برامج القنوات الفضائية، برامج القنوات الإذاعية) موجودة في الهواء من حولك الآن، ومع ذلك أنت لا تستطيع رؤيتها أو سماعها أو الشعور بها على الإطلاق؟ كيف يساعدنا وجود هذه الحقائق على أن ندرك مدى محدودية حواسنا؟ كيف يجب لهذا الفهم أن يساعدنا على إدراك حقيقة الأمور والأشياء الأخرى، كالملائكة مثلاً، التي لا نستطيع رؤيتها؟

 

٢. لماذا من المهم فهم وإدراك حقيقة حرية الإرادة والاختيار لدى البشر، حتى وإن كان الله هو المسيطر على زمام الأمور في نهاية المطاف؟ فعلى الرغم من أن هذين المفهومين يبدوان متناقضين، إلا أنه يتم التعليم بشأن كليهما في الكتاب المقدس. كيف يمكننا إذاً التوفيق بين حرية الإرادة والاختيار لدى الإنسان وبين سيطرة الله على مسار الأحداث والأمور؟

 

قصة الأسبوع

 

«إنهم بحاجة إلى فرصة أخرى أيضاً»

 

عندما انتقل كلاً من بول وكريستي للعيش في حي أقل من مرغوب فيه في منطقة «إلكنز»، بفيرجينيا الغربية، فإنهما لم يعرفا حينها أن بيتهما سيصبح نقطة جذب للشبيبة الباحثين عن الله.

 

يقول بول، «لقد كان تركيزي دائماً هو على الكرازة للشبيبة. لذلك، فإنه عندما أراد أطفال الحي اللعب مع أطفالنا في البيت قلنا لهم، ’حسناً، لكن هناك قواعد:

 

« ’١. الاحترام. فإنكم سوف تعاملون أنفسكم والآخرين باحترام، وكما نرجو عدم السب أو التلفظ بالشتائم.

 

« ’٢. عدم الكذب. فإذا كذب أحدكم فلن يُسمح له بدخول البيت.

 

« ’٣. الأمور المتعلقة بالغذاء والصحة- عدم تعاطي المخدرات، عدم شرب الخمور، وعدم تناول اللحوم النجسة.‘«

 

وبمجرد أن أدرك الشبيبة ما المقصود بالأطعمة الطاهرة والنجسة، حاولوا مشاركة ما تعلموه مع عائلاتهم. يقول بول، عندما يقوم الجد بطبخ جرذ الأرض، يقول له الأولاد، ’لا! نحن لن نأكل ذلك!‘ «

 

وسرعان ما بدأ زوار البيت يتعايشون مع قوانينه وشروطه. يقول بول، «يقضي برايدن كل نهاية أسبوع في بيتنا. فهو يحصل على راحة السبت ويبتعد عن منزله حيث الضجيج والممارسات التي تَعلَّم أنها لا تتوافق مع تعاليم الكتاب المقدس.» وعند عودته إلى البيت، يحاول برايدن قدر الإمكان تجنّب زوج أمه المدمن على الكحول والذي يسيء معاملته.

 

هانتر ووايت هما شابان آخران يقضيان معظم أوقاتهما مع عائلة «براونز» في البيت. ونظراً لظروفهما الصعبة فإنهما يشعران بالأمان مع بول وكريستي اللذين يعتبرهما الشابان بديل أهلهما.

 

يقول بول، «أحاول أن أعامل كل الأولاد وكما لو كانوا أولادي، وذلك لأنهم بحاجة إلى فرصة هم ايضاً.» ويشتمل ذلك توفير الثياب لهم والدراجات وبعض المستلزمات الأخرى. يواصل بول قوله، «وقمت أيضاً بشراء سيارة أكبر يمكنها أن تسع الشبيبة وذلك حتى أقلهم من وإلى المدرسة.»

 

وبإذن من الوالدين، قامت عائلة براون باصطحاب كلاً من برايدن وهانتر إلى نادي الكشافة وإلى الكنيسة، بل وقامت العائلة بإلحاقهما بالمدرسة الأدفنتستية في البلدة وسداد رسومها المدرسية. وللأسف، لم ترغب والدة وايت في السماح لأبنها بالاشتراك مع زملائه في هذه الأنشطة؛ لكن فيما يتعلق ببرايدن وهانتر، فإن اختبارهما كان مغيّراً للحياة.

 

وفي ٢تشرين الثاني (نوفمبر)، ٢٠١٣ اعتمد كلاً من الشابين وابن عائلة براونز بايتون في كنيسة ألكينز السبتية الأدفنتستية.

 

يقول بول، «نعيش هنا منذ ثلاثة أعوام. وتشعر زوجتي أن الرب هو حقاً الذي أتى بنا إلى هذا الحي. ورغم أنه ما كنا لنختار العيش في هذا المكان، لكننا متيقنون من أن الرب هو الذي قادنا إلى العيش هنا.»

 

*لقد تم تغيير كل أسماء أطفال الحي الواردة اسماؤهم في هذه القصة.

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت:gro.noissiMtsitnevdA.www



مراحيض ومغاسل مخيم بولاريس

 

على مدى الخمسين عاماً الماضية، عملت هذه المراحيض والمغاسل الموجودة بمخيم بولاريس على تلبية احتياجات بعض أكثر الأطفال فقراً وبؤساً في الشمال الأقصى بألاسكا. ولكن على الرغم من المرافق البدائية التي تتكون منها هذه المراحيض والمغاسل، يواصل الأطفال الإقبال على مخيم بولاريس، بألاسكا، واصفين الفترة التي يقضونها في المخيم على أنها «أفضل أسبوع في حياتي.»

 

لكن إذا تم تجديد وتحديث مراحيض ومغاسل مخيم بولاريس، فسيحصل المسؤولون عن المخيم على ترخيص يسمح لهم بإقامة مخيمات كرازية عدة أثناء العام، وعدم الاكتفاء بمجرد أسبوع واحد فقط. وأنا وأنت يمكننا المساعدة. من فضلك، خطط من الآن للعطاء بسخاء في السبت الثالث عشر لهذا الربع، أو قم بزيارة موقعنا الآمن على «الويب» لتتمكن من تقديم أعطيتك عبر الإنترنت:

 

(www.adventistmission.org).



تجفيف نهر «ستايكس»

 

كتاب المشاركة لعام ٢٠١٥، بقلم شون بونسترا

 

كتاب المشاركة لعام ٢٠١٥، بقلم شون بونسترا

 

في الأساطير اليونانية، كان نهر «ستايكس» يفصل أرض الأحياء عن الهاوية، أو دار الموتى. لذا فإنه، ووفقاً للأساطير، عندما تموت، يقوم المراكبي بحملك إلى الجانب الآخر من النهر.

 

وفي كتابه « تجفيف نهر ستايكس» يذكر شون بوناسترا بأننا جميعاً سوف نموت. فهل تكفي الأساطير للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالموت، وما وراء الموت؟ أَمْ أنك تريد أن تعرف حقاً ما الذي سيحدث بعد الموت؟

 

إننا نعيش حياة صعبة على هذه الأرض، ومن ثم نموت. هذه هي الحقيقة. لكن هناك رجاء؟ هل تريد معرفة المزيد؟ إن كتاب المشاركة هذا قد كُتب ليمنحك الرجاء وليشرح الأمور الغامضة والملتبسة بشأن الموت والجحيم.

 

يمكنك الحصول على هذا الكتاب من خلال الطُرق الثلاثة التالية:

 

  • محلياً (داخل الولايات المتحدة): دار الأدفنتست للكتب

 

  • هاتفياً: ٦٩٥٥-٧٦٥-٨٠٠-١

 

عبر الإنترنت: AdventistBookCenter.com

 

جمعية المحيط الهادئ للطباعة النشر ®

 

© ٢٠١٤جمعية المحيط الهادئ للطبع والنشر®. يرجى الاتصال بدار الأدفنتست للكتب في كندا بشأن سعر هذا الكتاب في كندا.

 

٤٥٥٩٠٧٣٩

 

الدرس السابع

 

٧ـ ٣١شباط (فبراير)

 

التعامل مع النزاعات والخصومات



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أمثال ١٧؛ ١كورنثوس ١٣: ٥ـ ٧؛ يوحنا ٨: ١ـ ١١؛ أمثال ١٨؛ أمثال ١٩؛ تثنية ٢٤: ١٠ـ ٢٢.

 

آية الحفظ: «لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ» (أمثال ١٧: ١).

 

يستنكر سفر الأمثال، مجدداً، خداع المظاهر. فقد يبدو أن لدينا كل شيء يوفره العالم- الثروة والسلطة والمتعة والشهرة- ومع ذلك نعيش في توتر وتعاسة. بل وحتى من الممكن أن يكون السبب وراء هذا التوتر وهذه التعاسة هو الثروة والمتعة اللتين يسعى الناس بجد للحصول عليهما. وهناك مثل مصري قديم يقول: «أكل الخبز الحاف بقلب مسرور أفضل من الثراء مع كآبة»- ميريام يختهايم، «تعليمات» الأدب المصري القديم: كتاب قراءات، المجلد الثاني، صفحة ١٥٦.

 

ووفقاً لسفر الأمثال، فإن الخطوة الأولى لحل هذه المشكلة هو الاعتراف بما هي أولوياتنا: فإن العلاقات المسالمة هي أكثر أهمية من الثروة والثراء (أمثال ١٧: ١). فليس ما يهم هو ما لدينا من ثراء وإنما ما يهم هو ما نحن عليه في داخل أنفسنا. والنصيحة التي تلي ذلك تساعد على إعادة ترتيب أولوياتنا وتوجيهنا إلى الحصول على سلام داخلي من شأنه أن يضيف إلى سعادتنا.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ١٤شباط (فبراير)

 

الأحد

 

٨شباط(فبراير)

 

الخطية والأصدقاء

 

اقرأ أمثال ١٧: ٩و ١٩: ١١. ما هي النقطة الهامة التي يتم التأكيد عليها في هذه الفقرات الكتابية؟ كيف ينبغي أن نتعامل مع الآخرين مِمَّن يسقطون؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

عندما يخطئ شخص ما، فإنه من المغري نشر القصة وإخبار الآخرين بالأمر. ونقول: هل سمعت عن ما فعله فلان الفلاني؟ وعلى الرغم من أننا قد نتصرف وكما لو أننا نشعر بالفزع إزاء ما حدث، إلا أننا لا نزال نرغب في إخبار الآخرين بشأن ما حدث. وباختصار، إن ما نفعله هو « نميمة» وهو الأمر الذي يتم تحذيرنا منه لأن هذا السلوك سوف يولد الخصومة حتى بين الأصدقاء المقربين. وعلى كل حال، أي صديق أنت لو أنك ذهبت تخبر الجميع بما فعله صديق لك ارتكب ذنباً ما؟

 

بدلاً من ذلك، نحن نُنْصح بأن «نستر» الخطأ. مع ذلك، فإن هذا لا يعني أنه علينا إخفاء وإغفال الخطية المرتكبة أو التصرف الخطأ الذي حدث وكما لو أن شيئاً لم يحدث، وكما لو أن الشخص لم يفعل أي شيء خطأ. إن الخطية التي يتم «سترها» لا تزال موجودة، على الرغم من أنها مستترة. في الواقع، إن الكلمة العبرية التي تعني أن « تَسْتُرَ» في هذه الآية لها الدلالة المحددة التي تشير إلى «المغفرة» (مزمور ٨٥: ٢؛ نحميا ٤: ٥). إن المحبة، وليس النميمة، يجب أن تكون هي رد فعلنا تجاه شخص ما ارتكب خطأ ما.

 

اقرأ أمثال ١٧: ١٧ و١كورنثوس ١٣: ٥ـ ٧. كيف تساعد المحبة على التعامل مع خطأ ارتكبه صديق ما؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إننا لا نحب صديقاً لنا أو شريك حياتنا لأنه كامل. بل إننا نحبهم على الرغم من أخطائهم وعيوبهم. وفقط من خلال المحبة يمكننا أن نتعلم عدم إدانة الآخرين لأننا، بأخطائنا وعيوبنا، يمكن أن نكون مذنبين مثلهم تماماً. بدلاً من ذلك، يمكننا أن نحزن معهم على ما فعلوه ونسعى بكل طريقة ممكنة إلى أن نساعدهم على التعامل مع أخطائهم التي ارتكبوها. فعلى كل حال، ما هو دور الأصدقاء ما لم يكن هو القيام بشيء من هذا القبيل عندما يمر صديق لهم بوقت عصيب؟

 

فكر في أوقات أسأت فيها التصرف بشكل كبير وتم مسامحتك ونُصْحِك ومواساتك. ما الذي عليك فعله من أجل الآخرين، إن كان ذلك ممكناً؟

 

الاثنين

 

٩شباط(فبراير)

 

كن عادلاً!

 

إن المحبة ليست عمياء. فأن «نستر» خطأ شخص ما من خلال محبتنا لا يعني أننا لا نرى الخطية أو أننا لا ننظر إليها على أنها كذلك. إن الكلمة العبرية التي تعني العدل هي «tsedeq» والتي تعني أيضاً «المحبة» و «الصدقة» أو «صُنع المعروف». ونحن لا يمكن أن يكون لدينا رحمة حقيقية ما لم نكن عادلين، ولا يمكننا أن نكون عادلين ما لم يكن لدينا رحمة ومحبة. يجب أن يتلازم هذان المفهومان معاً.

 

على سبيل المثال، لا ينبغي أن تأتي عملية الإحسان إلى الفقراء على حساب العدالة؛ ومن هنا جاءت التوصية بعد محاباة «الْمِسْكِينِ فِي دَعْوَاهُ» (خروج ٢٣: ٣). فإذا كانت المحبة تلزمنا بمساعدة الفقراء، فسيكون من غير المنصف محاباتهم أو الوقوف في صفهم، عندما يكونوا مخطئين، لمجرد أنهم فقراء. ولذلك يجب أن يكون كل من العدل والحق متلازمان مع المحبة والرحمة. إن التوازن الحكيم هو الذي يميز التوراة، أي شريعة الله، التي يتم التعليم بها والتشجيع على مراعاتها في سفر الأمثال.

 

اقرأ أمثال ١٧: ١٠و ١٩: ٢٥. ما الذي تقوله هاتان الآيتان عن الحاجة إلى توبيخ ومواجهة مَن يخطئ؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن حقيقة أن أمثال ١٧: ١٠ تلي مباشرة الدعوة إلى «ستر» الخطأ من خلال المحبة (أمثال ١٧: ٩) هي ليست من قبيل الصدفة. فارتباط «التوبيخ» «بالمحبة» يضع المحبة في المنظور الصحيح، حيث تنطوي الآية على توبيخ شديد.

 

اقرأ يوحنا ٨: ١ـ ١١. كيف تعامل المسيح مع الخطايا الصريحة الواضحة؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

«إن يسوع إذ غفر لهذه المرأة وشجعها على أن تحيا حياة أفضل ظهرت صفاته تتألق في جمال بره الكامل. ففي حين أنه لا يلتمس عذراً للخطية ولا يقلل من الشعور بالذنب فإنه لا يقصد أن يدين بل ان يخلص. كان العالم يضمر لهذه المرأة المخطئة الاحتقار والازدراء أما يسوع فيكلمها بكلام العزاء والرجاء، إن السيد المعصوم يعطف على تلك الخاطئة الضعيفة ويقدم لها يد المعونة. وحين أن الفريسيين المرائين يشتكون عليها يقول هو لها: ’أذهبي ولا تخطئي أيضاً» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٤٣٧).

 

الثلاثاء

 

٠١شباط(فبراير)

 

الكلمات، مرة أخرى

 

اقرأ أمثال ١٨. على الرغم من أن مواضيع مختلفة يتم تقديمها هنا، ركِّز على ما يقوله هذا الأصحاح عن الكلمات. ما هي المفاهيم الهامة التي يتم عرضها هنا فيما يتعلق بما نقوم به أو نقوله؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

مرة أخرى، نحن نواجَه بحقيقة وقوة الكلمات؛ وفي هذه الحالة، نرى كيف أن الحمقى يستعملون أفواههم لهلاك أنفسهم. ونجد أن عد ١٣ يشير إلى شيء غاية في الأهمية والخطورة. فإنه من السهل التكلم قبل الإصغاء بعناية والتمعن فيما يقال لنا. كم هو عدد المرات التي كان يمكننا فيها تجنيب أنفسنا، وآخرين، آلام ونزاعات لا مبرر لها لو أننا كنا قد تعلمنا التفكير باكتراث بشأن ما سمعناه قبل الرد عليه. هناك بالفعل أوقات يكون الصمت فيها هو أفضل ردٍ وجواب.

 

اقرأ أمثال ١٨: ٤. لماذا تعد كلمات الحكيم مثل المياه العميقة؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن تصوير «المياه العميقة» يستخدم بشكل إيجابي في سفر الأمثال ليمثّل الحكمة (أمثال ٢٠: ٥). فإن المياه العميقة تعبّر عن فكرة الهدوء ولكنها تصور أيضاً عمق الشيء وثرائه. فالحكماء ليسوا سطحيين. إنهم يستقون كلماتهم من أعماق أفكارهم وتأملاتهم واختباراتهم الشخصية. مَن مِنا لم يتعجب أحياناً من الأفكار المتعمقة ووجهات النظر الرزينة التي تصدر عن أولئك الذين من الواضح أنهم يمتلكون الحكمة والمعرفة؟

 

اقرأ أمثال ١٨: ٢١. ما الذي تعنيه هذه الآية؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يخبرنا سفر الأمثال، مرة أخرى، بما ينبغي أن نكون على دراية به بالفعل: إنَّ لِكلماتنا قوة، ويمكن لهذه الكلمات أن تكون قوةً من أجل الخير أو من أجل الشر، بل وحتى يمكنها أن تكون قوةً تؤدي إما للحياة أو للموت. لذلك يجب أن نتوخى الحذر فيما يتعلق بكيفية استخدامنا لهذه الأداة القوية المتمثلة فيما ننطق به من كلمات.

 

فكر في وقت تسببت فيه كلمات شخص ما في أذيتك بطريقة رهيبة. ماذا ينبغي لهذا أن يعلمك عن مدى ما للكلمات من قوة وتأثير؟ ماذا ينبغي أن يعلمك ذلك حول مدى ما ينبغي أن تكون عليه من حذر فيما يتعلق بما تتفوه به وتقوله؟

 

الأربعاء

 

١١شباط(فبراير)

 

وجهان للقصة

 

اقرأ أمثال ١٨: ٢. لماذا لا يحتاج الحمقى إلى وقت لتكوين آرائهم؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن الحمقى واثقون جداً من أنفسهم ومتلهفون للتعبير عن آرائهم لدرجة أنهم لا يهتمون بالتعلم من الآخرين. فإن عقولهم المغلقة تتماشى مع أفواههم المفتوحة. وهذا مزيج قاتل. فكم ينبغي أن نكون حذرين جداً حتى لا نجد أنفسنا نفعل الشيء ذاته، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بموضوع نحن مقتنعون أننا «على حق» بشأنه.

 

فعلى كل حال، أ لم يحدث أننا جميعاً، وفي وقت ما، شعرنا بأننا على حق تماماً فيما يتعلق بمسألة ما، ثم وجدنا في وقت لاحق أننا كنا مخطئين؟ هذا لا يعني أنه يجب أن نكون ضعفاء فيما يتعلق بإبداء وجهات نظرنا، بل معناه أننا بحاجة إلى التواضع وإدراك أن لا أحد منا لديه كل الإجابات الصحيحة. بل وحتى عندما يكون لدينا الإجابات الصحيحة، علينا ملاحظة أن الحقيقة هي في كثير من الأحيان أكثر عمقاً عما نتصوره أو ندركه.

 

اقرأ أمثال ١٨: ١٧. ما هي النقطة الهامة المقدمة لنا هنا؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن الله وحده هو الذي لا يحتاج إلى أن يكون هناك «رأي آخر أو قول ثانٍ» يؤكد رأيه أو قوله. والسبب في ذلك هو أن الله بطبيعته على علم بكل شيء لأن عينيه فِي كُلِّ مَكَانٍ (أمثال ١٥: ٣). فالله لديه القدرة على رؤية كل الجوانب المتعلقة بأي مسألة. أما نحن، وعلى النقيض من ذلك، فلدينا نظرة محدودة وضيقة فيما يتعلق بكل شيء عموماً؛ وهي نظرة تميل إلى أن تكون أكثر ضيقاً عندما نكون متشبثين برأي ما وخصوصاً في مسائل نعتقد أنها هامة.

 

ولابد وأننا نعرف الآن أن هناك دائماً وجهين أو أكثر لأي قصة، وبأنه كلما كان لدينا المزيد من المعلومات كلما كان ذلك أفضل لتكوين رأي صائب بشأن موضوع ما.

 

فكر في وقت كنت فيه مقتنعاً بصحة شيء ما تمام الاقتناع، وربما كان ذلك رأياً كنت متمسكاً به طيلة حياتك، ثم لتجد في وقت لاحق أنك كنت على خطأ طيلة حياتك. ماذا ينبغي لهذا الأمر أن يخبرك عن حاجتك إلى أن تكون مستعداً لتقبل إمكانية كونك على خطأ بشأن أمور أنت متحمس لها الآن؟

 

الخميس

 

٢١شباط(فبراير)

 

كن صادقاً

 

كان هناك ملك أراد تعيين وزيراً جديداً ليتولى أعلى منصب في المملكة. ولهذه الغاية، قام الملك بتنظيم مسابقة خاصة للكذب: وقد أراد أن يعرف مَن الذي بمقدوره إطلاق أكبر كذبة. قام كل وزراء الملك بالتقدم للمشاركة في هذه المسابقة، وجاء كل واحد منهم ونطق بأكبر كذبة لديه. لكن الملك لم يكن راضياً؛ فقد بدت أكاذيبهم ضعيفة وقديمة. ثم سأل الملك مستشاره الأقرب إليه، والذي يثق فيه الملك كثيراً، قائلاً: «لماذا لم تتقدم للاشتراك في المسابقة؟»

 

أجاب المستشار قائلاً: «أنا آسف لتخييب أملك يا مولاي، لكنه لا يمكنني أن أشترك في المسابقة.»

 

قال الملك: «ولِم لا؟»

 

فأجاب المستشار: «لأنني لا أكذب أبداً».

 

وعلى الفور قرر الملك تعيين مستشاره لهذا المنصب.

 

إننا، كخطاة، معرضون لأن نكذب بسهولة أكثر مما نعتقد؛ ولهذا السبب نؤكد، مرة أخرى، على وجوب أن نكون حذرين جداً بشأن ما نتلفظ به من كلام.

 

اقرأ أمثال ١٩. على الرغم من أن مواضيعاً كثيرة يتم التعامل معها هنا، ما الذي يقوله هذا الأصحاح عن الكذب؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن سفر الأمثال يشجعنا على التحلّي بمعايير أخلاقية عالية. فإنه من الأفضل أن نبقى فقراء، أو حتى نخسر ترقية، إذا كان علينا أن نكذب من أجل الحصول على المال أو الترقية، أو إن كان علينا التضحية بنزاهتنا مقابل الحصول على ذلك (أمثال ١٩: ١)، وكذلك إذا كان علينا أن نغش، أو إذا كان ذلك يأتي على حساب أمانتنا وإخلاصنا (أمثال ١٩: ٢٢).

 

اقرأ أمثال ١٩: ٩. ما هي المسؤولية الملقاة على عاتق الشاهد؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

إن الكذب، في حد ذاته، هو سيئ بما فيه الكفاية؛ لكن الكذب في المحاكم وتحت القسم هو أمر أسوأ بكثير. في عديد من البلدان، تعتبر شهادة الزور جريمة يعاقب عليها القانون. لذلك يجب على الشاهد أن يعطي شهادة صادقة. وليس من قبيل الصدفة أن تلي الآية المتعلقة بشهادة الزور الإشارة إلى أن «كُلٌّ صَاحِبٌ لِذِي الْعَطَايَا» (أمثال ١٩: ٦) وكذلك الإشارة إلى أن الفقراء مكروهين من قِبل أصدقائهم بل وحتى إخوتهم (أمثال ١٩: ٧). النقطة الأساسية هي أن الشهود لا يجب أن يتأثروا بالرشاوى أو بالوضع الاجتماعي لأولئك الذين يدلي الشهود بشهادتهم عنهم.

 

اقرأ تثنية ٤٢: ٠١ـ ٢٢. ما هو المبدأ الهام الذي يتجلى هنا، وكيف ينبغي لنا تطبيق هذا على أنفسنا وعلى تعاملاتنا مع أولئك الذين هم في احتياج؟

 

الجمعة

 

٣١شباط(فبراير)

 

لمزيد من الدرس

 

«إن روح النميمة ونشر الفضائح والإشاعات هي من إحدى وسائل الشيطان لزرع الفتنة والشقاق من أجل تفرقة الأصدقاء وتقويض إيمان الكثيرين فيما يتعلق بالالتزام بصدق مواقفنا. إن الإخوة والأخوات مستعدون جداً للحديث عن العيوب والأخطاء التي يعتقدون أنها موجودة في الآخرين، وخصوصاً في أولئك الذين يحملون رسائل التأنيب والتحذير المعطاة لهم مِن قِبل الله، دون تردد أو خوف» (روح النبوة، رسائل مختارة، مجلد ٤، صفحة ١٩٥).

 

«إن أبناء هؤلاء المتذمرين يستمعون بآذان مفتوحة ويتلقون سم السخط والاستياء الصادر عن أفواه والديهم. وبالتالي، فإن الآباء والأمهات يغلقون بشكل أعمى السبل التي يمكن من خلالها الوصول إلى قلوب أبنائهم. ما أكثر العائلات الذين يملحون وجبات طعامهم كل يوم بالشك والارتياب! إنهم يشرّحون أخلاق أصدقائهم ويقدمونها كالفاكهة التي تقدم بعد الطعام. إن قطعة ثمينة من الوشاية تدور حول المائدة لتقدم في صددها التعليقات ليس فقط من البالغين بل أيضاً من الأولاد. إن الله يهان في هذا. قال يسوع: ’بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ، فَبِي فَعَلْتُمْ ‘ ولذلك فإن المسيح يهان وتساء معاملته من قبل أولئك الذين يتطاولون على عبيده من البشر» (روح النبوة، رسائل مختارة، مجلد ٤، صفحة ١٩٥).

 

أسئلة للنقاش

 

١. إنه من الصعب دائماً أن نرى أولئك الذين نحبهم ونهتم لأمرهم يرتكبون الأخطاء والذنوب. ومن السهل جداً أن نحاول التستر عليهم. كيف نحقق التوازن الصحيح في حالات من هذا القبيل؟ بالتأكيد، نحن بحاجة إلى إظهار الرحمة والنعمة، مثلما أُظهرت نحونا الرحمة والنعمة عندما أخطأنا- هذا أمر لا جدال عليه. لكن، هل النعمة تعني دائماً، أو على الإطلاق، أنه يمكن للشخص أن يخطئ ومِن ثم يفلت مِن العقاب ولا يواجه نتائج خطئه؟ ما هو إذن المسار الصحيح الذي ينبغي إتباعه في مثل هذه الأحوال؟

 

٢. وكما ورد بدرس هذا الأسبوع، فإن معظم الأمور في الحياة معقدة جداً ولها جوانب عديدة ومختلفة. لذلك، فإنه حتى تلك الأمور التي حدث وأن كنا على صواب بشأنها عادة ما تكون أكثر تعقيداً مما كنا نعتقد أنها عليه. كيف يمكننا أن نتعلم أن نكون منفتحي الذهن وفي الوقت ذاته لا نكون حمقى بشأن هذه الأمور؟

 

٣. ما هي بعض الطرق التي يمكننا من خلالها أن نكذب دون استخدام أية كلمات أو ألفاظ؟

 

قصة الأسبوع

 

يجب على والديك أن يكونا فخورين

 

جداً بك»

 

قال برايدن لصديقه بايتون والدموع تملأ عينيه، «لقد أطلقوا النار على كلبي وقتلوه، هل يمكن أن تتحدث في جنازته!؟»

 

لم يسبق لبايتون البالغ ١٢عاماً من العمر إجراء مراسم جنازة، ولكن نظراً لرغبته في أن يساعد صديقه، وافق أن يفعل ما بوسعه. يقول بايتون، «لقد خططت لكل شيء سنقوم به اثناء عملية دفن الكلب الذي واريناه الثرى في ساحة حديقتنا بعد أن قمنا أنا وبرايدن بحفر قبره. وبعد أن ألقى برايدن قصيدة التأبين، قام الولَدان بوضع الطبق الخاص بالكلب وكذلك طوقه ولعبته إلى جواره في القبر قبل أن يقوما بردم الحفرة.

 

وكان عندما انتقل بايتون وعائلته إلى هذا الحي، صار بايتون صديقاً لبرايدن وتعرف على الصراعات التي كان يواجهها في البيت. يقول بايتون، لقد قلت له بأنني مسيحي وشاركت معتقداتي معه. ثم قال لي برايدن، ’أنا أريد التعرّف على معتقداتك!»

 

بدأ برايدن يقضي المزيد من الوقت في بيت بايتون، وكثيراً ما كان يبيت عنده وخاصة في يوم الجمعة وذلك حتى يتمكن إلى الذهاب إلى الكنيسة مع بايتون والعائلة في اليوم التالي. وبعد فترة وجيزة، أراد ابن عم برايدن الذي يدعى «هانتر» البقاء مع بايتون أيضاً. قال بايتون، «وهكذا أصبحنا ثلاثة في الغرفة.»

 

وإن كانت غرفة باتيون صغيرة إلا أن قلبه كبير. وقد قام بمصادقة صبي آخر يدعى «وايت» كان والده قد انتحر. وقد طُرد وايت من عدة مدارس عامة وهو في الثالثة عشرة من العمر، ولم تعرف أمه ماذا تفعل معه. كان بايتون يقضي الوقت مع وايت، وقدم له الدعوة لحضور نادي الكشافة والذهاب إلى الكنيسة مع الأولاد الآخرين أصدقاء بايتون، لكن والدة وايت لم تسمح له بالانضمام إلى نادي الكشافة أو الذهاب إلى الكنيسة.

 

وخلال السنوات الثلاث التالية، كان بايتون يشارك في كثير من الأحيان إيمانه مع وايت. وفي أحد الأيام، وبعد سماع وايت بأن عائلة بايتون قد تغادر الحي إلى مكان آخر، قام وايت بتسليم بايتون وأخته ورقة مكتوب فيها بعض الكلمات. وقد كان ما كتبه وايت في الورقة مؤثراً جداً لدرجة أن بايتون يحتفظ بهذه الورقة في خزانة الأسرة.

 

وقد كتب وايت ما يلي:

 

«بايتون وستورمي العزيزين،

 

«قبل أن تغادراً، أود أن أشكركما. فعندما جئتما إلى هنا أول مرة، كنت ضالاً الطريق. فقد توقفت عن الذهاب إلى الكنيسة ولم أكن أفكر في العودة. ولكنا عندما أصبحنا أصدقاء، كنت أحاول أن أبدو قاسياً وعنيفاً، لكن في داخلي كنت أريد أن أكون مثلك يا بايتون. وعندما جاءت الأوقات الصعبة وفقدت والدي، كان الحديث إليك مصدر راحة وعزاء لي. لقد عرفت عن الله من خلالك. لقد كنت ولا تزال بطلاً ومصدراً للإلهام ونموذجاً احتذي به. يجب لوالديك أن يكونا فخورين بك لأنك ساعدتني في أن أجد يسوع.»

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www

 

الدرس الثامن

 

٤١ـ ٠٢شباط (فبراير)

 

كلمات من الحكمة



السبت بعد الظهر

 

المراجع الأسبوعية: أمثال ٢٠؛ ١كورنثوس ١٢: ١٤ـ ٢٦؛ إرميا ٩: ٢٣و ٢٤؛ أمثال ٢١؛ متى ٢٥: ٣٥ـ ٤٠؛ أمثال ٢٢.

 

آية الحفظ: «أَكْثَرُ النَّاسِ يُنَادُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِصَلاَحِهِ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَمِينُ فَمَنْ يَجِدُهُ؟» (أمثال ٢٠: ٦).

 

إننا جميعاً، وإلى حد ما (بل وإلى حد كبير في الواقع)، نتاج بيئتنا. وعلى الرغم من أن الوراثة تلعب دوراً كبيراً، إلّا أن القيم التي نتسمك بها تأتينا من خلال ما يحيط بنا – إنها تأتي من بيوتنا وثقافاتنا وما تعلمناه. فمنذ الطفولة، نحن نتأثر بما نراه ونسمعه.

 

للأسف، ليس كل ما نراه وما نسمعه هو الأفضل بالنسبة لنا دائماً؛ فإن العالم من حولنا متدهور، ولا يمكنه سوى أن يؤثر سلباً فينا. ومع ذلك، نحن أُعطينا الوعد بالروح القدس، كما أن لدينا كلمة الله التي توجهنا إلى ما هو أفضل مما يقدمه العالم.

 

سوف ننظر في هذا الأسبوع إلى عدد من الأصحاحات من سفر الأمثال ونبحث في الحقائق العملية التي تظهرها. وإذا تم تبني هذه الحقائق واتباعها في الحياة فستساعدنا في التغلب على سلبية هذا العالم الساقط وتعدِّنا لعالمٍ أفضل.

 

*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم الموافق ٢١ شباط (فبراير).

 

الأحد

 

٥١شباط (فبراير)

 

جميعنا متساوون

 

اقرأ أمثال ٢٠: ١٢. ماذا تعلمنا هذه الآية عن قيمة كافة البشر؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

خلافاً لنظرية «التطور»، والتي تعتبر أننا جميعاً لا شيء سوى كون جاء إلى الوجود من باب الصدفة، يعلمنا الكتاب المقدس أن جميع البشر خلقوا مِن قِبل الله (انظر أيضاً أعمال الرسل ١٧: ٢٦). كما أنه ليس من قبيل الصدفة أن يؤكد توماس جيفرسون على المساواة بين جميع البشر لأنهم «خلقوا» مِن قِبل الله تحديداً. إننا متساوون لأن الله هو الذي خلقنا جميعاً على صورته.

 

لكن، وعلى الرغم من أن الله هو خالقنا جميعاً، إلا أن هذا لا يعني أننا جميعاً متشابهين تشابهاً تاماً دون وجود أية اختلافات في شخصياتنا وطباعنا. فإنه حتى التوائم المتماثلة لا يتصرف كل واحد منهما مثل الآخر. وفي سفر كورنثوس، يتحدث بولس عن اختلافاتنا ويؤكد على أنه لا ينبغي لهذه الاختلافات أن تؤدي إلى شعورنا بالتفوق على بعضنا البعض وإنما يجب، بدلاً من ذلك، أن تساعدنا على أن ندرك حاجتنا إلى بعضنا البعض. « لاَ تَقْدِرُ الْعَيْنُ أَن تَقُولَ لِلْيَدِ:’لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ!‘. أَوِ الرَّأْسُ أَيْضًا لِلرِّجْلَيْنِ:’لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا!‘ « (١كورنثوس ١٢: ٢١).

 

اقرأ أمثال ٢٠: ٩. ما هي الأمور الأخرى التي تجعلنا متساويين؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

نحن جميعاً خطاة. إن الإجابة على السؤال البلاغي الوارد في سفر الأمثال هي «لا أحد»، وهي إجابة تشير إلى الحالة المأساوية والميؤوس منها التي للبشر. إن البشر جميعهم ضعفاء وزائلون، ولا يمكن لكل المال والسلطة في العالم تغيير هذه الحقيقة. مع ذلك، يعلمنا الكتاب المقدس أنه لا ينبغي لحالتنا هذه أن تدفعنا إلى اليأس، وذلك لأن موت المسيح على الصليب وقيامته قد مهدا الطريق لأي إنسان، مهما كان إثمه، أن يحصل على الوعد بالحياة الأبدية. ولا يمكن الحصول على هذه الحياة الأبدية إلا بواسطة الإيمان بالمسيح- وليس بواسطة أعمالنا.

 

«إن لم يكن الإنسان مستحقاً للخلاص بأعماله الصالحة، إذن فلا بد وأن يكون الخلاص هو بالنعمة تماماً، وهو خلاص يتسلمه الإنسان كخاطئ لأنه قَبِل المسيح وآمن به. إن الخلاص هو عطية مجانية بالتمام. كما أن مسألة الخلاص بالإيمان هي أمر لا جدال عليه. فمتى تم إدراك أن استحقاقات الإنسان الخاطئ المتمثلة في أعماله الصالحة لا يمكنها أبداً كسب الحياة الأبدية له، عندها لن يكون هناك أي مجال للجدال بشأن ما إذا كان الخلاص هو بالإيمان بالمسيح أو بالأعمال الصالحة» (روح النبوة، الإيمان والأعمال، صفحة ٢٠).

 

هل حدث وأن وجدت نفسك تشعر بأنك أفضل (أو أقل شأناً) من أشخاص آخرين؟ (لا ينبغي مقارنة نفسك بالآخرين على أي حال.) لكن، إن حدث وشعرت بهذا الشعور، فما الذي ينبغي للصليب أن يقوله لك عن كيف أننا جميعاً متساوون؟

 

الاثنين

 

٦١شباط (فبراير)

 

اختبار الحياة

 

فيما يتعلق بمكافأة الأبرار، تقول الآية في رؤيا ١٤: ١٣، «وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ.» إن المستقبل وحده هو القادر على إظهار القيمة الحقيقة للفرد. ربما يتباهى الناس الآن بثرائهم وبمعرفتهم ومهاراتهم الجسمانية العالية، وربما هم يتسمون بكل هذا حقاً. لكن ما الذي يعنيه ذلك في نظر الله؟ في كثير من الأحيان، نجد أن الميزات والإنجازات والأعمال التي ينظر إليها الناس على أنها مهمة ورائعة، تُثْبِت أنها تافهة وبلا جدوى. فعلى كل حال، أنظر إلى بعض الشخصيات، التي غالباً ما تكون منخرطة في مجالات صناعة الترفيه والتسلية، وهي الشخصيات التي يعشقها مشجعوهم بجنون. إن ما نعمل على تأليهه وعبادته يمثِّل شهادة قوية على مدى سقوطنا وتدني أخلاقنا.

 

أقرأ أمثال ٢٠: ٦ (انظر كذلك إرميا ٩: ٢٣و ٢٤؛ مرقس ٩: ٣٥). ماذا تخبرنا هذه الآيات عن الأمور التي هي ذات قيمة حقيقة في نظر الله؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



إن مجرد القيام بعمل واحد فيه إظهار للمحبة أو للتضحية ليس هو ما يظهر الجودة العالية لعلاقاتنا، وإنما ما يظهر جودة علاقاتنا هو السلسلة الطويلة والمنتظمة من التصرفات الصغيرة التي نقوم بها يوماً بعد يوم بكل مثابرة وثبات. إن الأمور الاعتيادية التي نقوم بها بكل محبة وتواضع، كالاهتمام بشريك الحياة والاعتناء بالوالدين وخاصة في أوقات الشدة والمرض، هي دليل على أن إيمانك حقيقي وصادق. فالأمانة الدائمة أكثر قيمة بكثير من أعمال فيها إظهار للمحبة ولكنها أعمال نادرة الحدوث.

 

ينطبق هذا المبدأ على علاقتنا مع الله كذلك. فالعيش من أجل الله هو أكثر صعوبة وأكثر أهمية من الموت من أجله، وسبب ذلك هو أن العيش يتطلب وقتاً أكثر مما يتطلبه الموت. فإن القديس الذي يعيش لله هو أعظم من الشهيد الذي يموت من أجل الله. بإمكان أي شخص أن يزعم أنه يؤمن بالله ويخدمه؛ السؤال هو: هل هذا الإيمان وهذه الخدمة مستمران ومتواصلان؟ أَمْ، وكما قال المسيح: «الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ» (متى ٢٤: ١٣).

 

كيف يمكنك، من خلال ما تتحلى به من صبر ولطف واستعداد لتلبية احتياجات الآخرين، أن تظهر لشخص ما، لمحة عن صفات المسيح ؟ ما مدى استعدادك للقيام بذلك، أياً كانت التكلفة من جانبك؟

 

الثلاثاء

 

٧١شباط (فبراير)

 

انتظار الرب

 

أقرأ أمثال ٢٠: ١٧و ٢١: ٥. ما هي الدروس العملية التي يمكننا أن نجدها في هاتين الآيتين؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إن الشخص الذي يسرق الخبز يحصل عليه أسرع من الشخص الذي يعمل من أجل شرائه. ومندوبو المبيعات الذي يكذبون من أجل بيع ما لديهم من بضائع رديئة قد يصبحون أثرياء بشكل أسرع من التاجر الأمين (قارن أمثال ٢١: ٥ مع الآية التي تليها). مع ذلك، تقول الآية أن حلاوتهم ستتحول إلى «حصى» وأن الثروات المكتسبة بسرعة سوف تصير فقراً. وتعطي الآية عدداً من الأمثلة لتوضيح دقة هذه الملاحظة:

 

  • الميراث (أمثال ٢٠: ٢١). تأتي الإشارة إلى الميراث الذي قد يتم الحصول عليه بسرعة (وهو ما يعني أن الوالدان لا يزالان على قيد الحياة) بعد الإشارة إلى العقاب الذي يحل بكل « مَنْ سَبَّ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ « (أمثال ٢٠: ٢٠). إن الرابطة بين هذين المثلين لها دلالة هامة. فكما لو أن الابن (أو الابنة) يَسِبُّ والديه ويتمنى موتهما. بل وربما يكون الابن قد تآمر على موت والديه من أجل الحصول على الميراث. وعواقب مثل هذا السلوك مأساوية حقاً: فإن السِراجَ الذي يتمتع به الابن سوف يصبح «ظلاماً دامساً» (عد ٢٠) كما أن الشتائم التي نطق به ضد والديه ستعود بدورها على هذا الابن وذلك لأن «آخِرَتُهُ فَلاَ تُبَارَكُ» (عد ٢١).

 

  • الانتقام (أمثال ٢٠: ٢٢). تخاطب هذه الآية من سفر الأمثال الشخص الذي قد يغوى إلى السعي إلى الانتقام بسبب الشر الذي اُرتكب في حقه. والنصيحة المقدمة لمثل هذا الشخص هي « انْتَظِرِ الرَّبَّ «. عندها فقط ستخلص، وهو ما يعني أنه إذا أنت سعيت للانتقام فستكون بذلك مُقْدِمَاً على مخاطرة كبيرة. تؤكد الآيتان في أمثال ٢٥: ٢١و ٢٢ على التعليمات ذاتها، مستخدمة استعارة مَن يجمع جمر النار على رأس العدو، وهي طقس مصري قديم يُعرب عن التوبة والاهتداء. أما الآية في أمثال ٢٠: ٢٢ فتقدم لك الوعد بأنه إذا أنت أحجمت عن الانتقام فسيتم خلاصك من قبل الرب، وتشير الآية في أمثال ٢٥: ٢١و ٢٢ إلى أنك ستعمل بذلك على خلاص عدوك، وهكذا تغلب الشر بالخير (رومية ١٢: ٢١).

 

كيف يمكنك تعلّم محاكاة صفات المسيح بشكل أوثق فيما يتعلق بمسألة التغلب على الشر بالخير؟ لماذا يعد ذلك مناقضاً جداً لطبيعتنا المتأصلة فينا؟ لماذا يعد الموت عن الذات هو السبيل الوحيد إلى تحقيق هذه الغاية؟

 

الأربعاء

 

٨١شباط (فبراير)

 

الشفقة على الفقراء

 

إن صفات الإنسان لا تقاس بمدى ما يتحلى به من حكمة أو حتى بمدى تكريسه الديني بقدر ما تقاس باستعداد الشخص لمساعدة الفقراء والمحتاجين. إن جمال الصفات لا يتجلى من خلال ما لديك وإنما من خلال تعاملاتك مع الآخرين. فإن ما تقوم به لصالح ونفع «قريبك» هو مقياس شخصيتك. فقد كان السامري الذي أنقذ قريبه أقرب إلى ملكوت الله من الكاهن المتدين (لوقا ١٠: ٢٦ـ ٣٧). وهذا هو ما يؤكد عليه سفر الأمثال.

 

في سبيل الله: إن ما يجب أن يجعل أمر الاهتمام بالغير أولوية في حياتنا له علاقة بالله نفسه، فالله يفضِّل قيامنا بإظهار الرحمة نحو الفقراء على الحماسة الدينية (أمثال ١٩: ١٧و ٢١: ١٣). إن الله ينظر باستحسان إلى إحساسك بالفقراء واهتمامك بهم أكثر من استحسانه لأي من الأعمال التي تقوم بها بدافع التزمت ومحاولة إظهار الورع والتقوى السطحيين. في الواقع، إن الله منخرط بصفة شخصية في هذا العمل المتعلق بإظهار الرحمة نحو الفقراء لدرجة أنه عندما نعطي للفقراء فإن الأمر يبدو وكما لو أننا نعطي الله نفسه (متى ٢٥: ٣٥ـ ٤٠).

 

اقرأ متى ٢٥: ٣٥ـ ٤٠. ماذا تخبرنا هذه الفقرة عن كيف كان المسيح قريباً من المحتاجين ومتحنناً عليهم؟ كيف ينبغي لهذه الحقيقة أن تؤثر في الطريقة التي نتعامل ونتواصل بها مع مثل هؤلاء الناس؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

في سبيل الفقراء: إن السبب الثاني الذي يجب أن يجعل أمر الاهتمام بالآخرين أولوية في حياتنا يكمن في الشخص الفقير نفسه، فالله قد خلق الفقير تماما كما قد خلق الغني (أمثال ٢٢: ٢). إن المساواة بين البشر، استناداً إلى حقيقة أن الله قد خلقهم جميعاً، تجعل الفقراء جديرين بالاهتمام الذي يحظى به الشخص الغني. ينبغي أن نحب إخوتنا وأخواتنا البشر على ما هم عليه: كونهم قد خلقوا على صورة الله.

 

في الوقت نفسه، فكّر في البركات الكثيرة التي تعود عليك من خلال مساعدتك للمحتاجين. إننا أنانيون بالفطرة؛ فنحن نميل بصورة تلقائية إلى النظر إلى أنفسنا على أننا نفوق الآخرين ونسمو عنهم. لذلك فإنه من خلال إعطاء أنفسنا نحن نتعلم الموت عن الذات وعكس صورة المسيح بشكل أفضل، وهل في الحياة ما هو أكثر أهمية وقيمة من ذلك؟

 

كيف تعمل مساعدتك للآخرين على جعلك تشعر بالرضا عن ذاتك أكثر من الرضا الذي تشعر به لو أنك قمت بأمور فيها منفعتك الشخصية فقط دون إبداء أي اهتمام بالآخرين؟

 

الخميس

 

٩١شباط (فبراير)

 

التربية

 

إن الكلمة العبرية التي تعني «التعليم أو التربية» تأتي من الكلمة التي تعني «أن تبني» و «أن تبدأ». نعم، كل هذه المعاني متضمنة في مفهوم التربية لدى العبرانيين: فعندما :نرَبِّي الْوَلَدَ» (أنظر أمثال ٢٢: ٦) فإننا بذلك نبدأ بالبناء ووضع الأساس للمستقبل. لذلك فإن الآباء والأمهات والتربويون مسؤولون عن مستقبل أبنائهم وهو ما يعني ضمناً مستقبل العالم. فإن ما نقوم به مع أولادنا اليوم سوف يؤثر في الأجيال القادمة للمجتمع.

 

اقرأ أمثال ٢٢: ٦. ما الذي يقوله هذا عن أهمية تربية الأطفال بشكل صحيح؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ومما له دلالته، هو أن الكلمة العبرية التي تعني «تربي» هي نفس الكلمة المستخدمة [في اللغة العبرية أيضاً] لتعني «تكريس» الهيكل (١ملوك ٨: ٦٣). إن التربية المبكرة تعني أن نكرّس أطفالنا لله بنفس الطريقة التي كان يُكرس بها الهيكل. إن لذلك تأثير على خلاصنا، فهو تأثير يتجاوز حياتنا الخاصة. «إن الآباء والأمهات قد عُهِد إليهم القيام بهذا العمل العظيم المتعلق بتربية وتدريب أطفالهم للمستقبل، للحياة الأبدية» (روح النبوة، توجيه الطفل، صفحة ٣٨). إن مثل هذه التربية لها تأثير أبدي. ويبدو أن الرسول بولس كان يشير إلى هذه الآية عندما أثنى على تيموثاوس بقوله، « وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ» (٢تيموثاوس ٣: ١٥).

 

اقرأ أمثال ٢٢: ٨و ١٥. ما هي المبادئ التي نجدها هنا؟

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يمكن مقارنة التربية بعمل «الزرع وبذر البذار» فإن مستقبل مجتمعنا وأطفالنا يعتمد على ما قمنا بزراعته. فإذا كانت بذرتنا هي «الإثم»، إذن فتربيتنا التي هي («العصا») ستفشل، وعندها سنحصد البَلِيَّةً (أمثال ٢٢: ٨). فإذا كانت بذرتنا قد لمست قلوب الأطفال (عد ١٥)، فستعمل عصا تأديبنا لهم على إبعاد الحماقة عنهم.

 

نحن في كثير من الأحيان نربي الآخرين (وخاصة الأطفال) من خلال مثالنا. فكر في كونك نموذجاً ومثالاً: ما هو نوع الإرث الذي تتركه فيما يتعلق بهذا المجال؟ ما هي المجالات، إن وجدت، والتي يمكنك فيها التحسين من مثالك وجعله أفضل مما هو عليه الآن؟

 

الجمعة

 

٠٢شباط (فبراير)

 

لمزيد من الدرس

 

«يجب أن يكون الآباء والأمهات نماذج للصدق لأن ذلك هو الدرس اليومي الذي ينبغي ترسيخه في قلب الطفل. يجب للمبدأ المتسقيم أن يحكم الآباء والأمهات في جميع شؤون الحياة، خصوصاً فيما يتعلق بتربية وتدريب أطفالهم.... أيها الآباء والأمهات، لا تكذبوا أبداً سواء بلسانكم أو تصرفاتكم. فإذا كنتم تريدون لأبنائكم أن يكونوا صادقين، كونوا صادقين أنتم أنفسكم» (روح النبوة، توجيه الطفل، صفحة ١٥١).

 

«يبدو أن كثيرا من الآباء والأمهات يميلون إلى الاعتقاد بأنهم إذا هم أطعموا وكسوا صغارهم وربوهم وفقاً لمعايير العالم فسيكونون بذلك قد قاموا بواجبهم. إنهم منشغلون كثيراً بأعمالهم أو متعتهم الشخصية بحيث لا يستطيعون جعل أبنائهم هدفاً لحياتهم. إنهم لا يسعون إلى تدريبهم بحيث يتسنى لهم توظيف مواهبهم لإكرام فاديهم. لم يقل سليمان، ’اخبر الولد عن الطريق الذي ينبغي أن يذهب إليه، فمتى شاخ أيضاً لا يحيد عنه‘، ولكنه قال، ’ رَبِّ الْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لاَ يَحِيدُ عَنْهُ ‘ « (روح النبوة، توجيه الطفل، صفحة ٣٨).

 

أسئلة للنقاش

 

١. أمعن التفكير في الفكرة الواردة بأمثال ٢٢: ٦. لماذا ينبغي أن نكون حذرين بشأن كيفية تطبيق هذا الأمر؟ بمعنى، كثير من الآباء والأمهات قد أحسنوا صنيعاً في تربية أبنائهم، ومع ذلك فقد قام أولئك الأطفال، عندما وصلوا إلى سن الرشد، باتخاذ خيارات خاطئة. لماذا يجب أن لا ننسى أبداً حقيقة حرية الإرادة وحقيقة الصراع العظيم، عند تمعننا في معنى هذه الآية؟

 

٢. انظر مرة أخرى إلى السؤال الأخير الوارد بدرس يوم الأربعاء. ماذا يخبرنا هذا عن أنفسنا فيما يتعلق بأننا نشعر بالرضا عن أنفسنا من خلال مساعدتنا للآخرين، خصوصاً عندما لا نحصل منهم على أي شيء في المقابل؟ ماذا ينبغي لهذه الحقيقة أن تخبرنا عن السبب الذي يجعل الكثيرين من الناس الذين لديهم الكثير من ثروات العالم تعساء وبائسين؟

 

٣. على الرغم من أننا لسنا متساوون من حيث المواهب والتربية والاختبار وما إلى ذلك، إلا أننا متساوون في الشيء الأهم: جميعنا بحاجة إلى الصليب من أجل الخلاص. ماذا يجب أن يعلمنا هذا عن المساواة الأساسية والقيمة التي لجميع البشر؟ والأكثر من ذلك، كيف ينبغي لهذه الحقيقة أن تؤثر في كيفية تعاملنا مع كل الناس؟

 

قصة الأسبوع

 

شهادة برايدن

 

إن بول براون وعائلته هم مصدر بركة حقيقية بالنسبة لي. فمنذ عدة سنوات مضت، عندما جاءوا للعيش هنا، سأل زوج جدتي الساكن الجديد، بول، إذا كان يرغب بأن أقوم أنا بقص حشائش حديقته. ووافق بول على ذلك، وسرعان ما بدأت أواصر الصلة بيني وبين عائلته تزداد، وقد اكتشفت أنهم عائلة لطيفة حقاً. وكان ابنا بول، بايتون وستورمي، متفائلين وودودين للغاية. كما أن أمهما، كريستي، طيبة جداً وهي تساعدني دائماً.

 

وفي أحد الأيام، سالت بايتون عن سبب غيابهما الدائم عن البيت في كل يوم سبت. كما أنني شعرت أنه من الغريب عدم سماحهم لي بالقيام بأية أعمال لهم في السبوت. دعاني بايتون إلى الذهاب معه إلى الكنيسة. وقد راق لي الذهاب إلى الكنيسة، ولكني بعد فترة بدأت أتكاسل. وبعد ذلك بستة أشهر، عاودت الذهاب إلى الكنيسة، وفي هذه المرة واظبت على الذهاب.

 

انضممت إلى نادي الكشافة. وعند خروجنا من مقر الكشافة كنا، بايتون وابن عمي هانتر وأنا، نتحدث عن المدرسة. لم نكن أنا وهانتر نحب المدرسة لأنه كان هناك الكثير من المشاجرات. قال هانتر أنه يتمنى الالتحاق بجامعة مسيحية في يوم ما. فقال بايتون، «لماذا لا تبدأ بالذهاب إلى مدرسة مسيحية؟» وقد وافق أهل هانتر وأهلي على السماح لنا بالالتحاق بمدرسة» هايلاند أدفنتست سكوول» هنا في منقطة إلكنز، وكان المعلمون والموظفون في المدرسة لطفاء حقاً، كما أن التلاميذ ودودون وصدوقون ولا يتشاجرون.

 

وفي أحد الايام، وبينما كنا في طريقنا إلى الكنيسة، قال بايتون أنه يرغب في أن يعتمد. فقلنا له، هانتر وأنا، بأننا نريد نحن أيضاً أن نعتمد معه. لذلك قمنا جميعاً بتلقي دروس في الكتاب المقدس واعتمدنا في ٢تشرين الثاني (نوفمبر)، ٢٠١٣.

 

إن اعضاء الكنيسة هم ألطف أشخاص قابلتهم في حياتي. فإنهم دائماً متواجدون لمساعدتك متى احتجت لمساعدة. كما أن القس، دان، يتمتع بتقديم عظات تلمس القلب وتدفع العقل إلى التفكير. أحب أعضاء الكنيسة كثيراً، فإنهم بمثابة عائلتي الثانية التي كنت أريد الانتماء إليه دائماً.

 

إن فرصة مجيئي إلى هنا والتعرّف على الكنيسة السبتية الأدفنتستة هما مصدر بركة حقيقة بالنسبة لي. أنا الأدفنتستي الوحيد في العائلة. وهم لا يفهمون لماذا لا أقوم بعمل بعض الاشياء التي كنت معتاداً على القيام بها في السابق قبل أن اصبح سبتياً أدفنتستي. ولا يستطيع زوج والدتي فهم سبب عدم تناولي لحم الخنزير، فقد كنت أتناوله طوال حياتي الماضية. وفي بداية الأمر، كان من الصعب عدم تناول لحم الخنزير. لكني سعيد جداً كوني قد تمكنت من عدم تناوله. وقد لاحظت أن تغييراً قد طرأ على وزني وشخصيتي. فمنذ معموديتي تغيرت كل الأمور للأفضل.

 

من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.

 

الموقع على الإنترنت: gro.noissiMtsitnevdA.www

 

الدرس التاسع

 

١٢ـ ٧٢شباط (فبراير)

 

كلام الْحَقِّ