دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الأول 2014 - التَّلْمَذَة

تحميل قوات الدفاع الشعبي  -  دليل دراسة الكتاب المُقدَّس - الربع الأول 2014 - التَّلْمَذَة 

 

١. التلاميذ والكتاب المقدس... ٨٢ كانون الأول (ديسمبر) ٣ كانون الثاني (يناير)


٢. التلمذة من خلال استخدام الرموز والاستعارات... ٠١ كانون الثاني (يناير)


٣. التلمذة والصلاة... ١١-٧١ كانون الثاني (يناير)


٤. العمل على تلمذة الأطفال للمسيح... ٨١-٤٢ كانون الثاني (يناير)


٥. العمل من أجل تلمذة المرضى للمسيح...٥٢-١٣ كانون الثاني (يناير)


٦. العمل على تلمذة «عامة الشعب»... ١-٧ شباط (فبراير)


٧. المسيح والمنبوذين من المجتمع... ٨-٤١ شباط (فبراير)


٨. مع الأثرياء والمشاهير... ٥١-١٢ شباط (فبراير)


٩. العمل على تلمذة ذوي النفوذ... ٢٢-٨٢ شباط (فبراير)


.١. العمل على تلمذة الأمم... ١-٧ آذار (مارس)


١١. العمل على تلمذة القادة الروحيين... ٨-٤١ آذار (مارس)


٢١. الحصَّاد والحصادون... ٥١-١٢ آذار (مارس)


٣١. كلفة التلمذة... ٢٢-٨٢ آذار (مارس)




مقدمة


صانع التلاميذ الأعظم


في البدء خلق الله عالماً كاملاً بلا خطيئة. وكان للبشر امتياز إكرام وعبادة وإتِّباع خالقهم. وقد كان ينبغي أن تستمر الحياة هكذا للأبد.


مع ذلك، فقد أغوى الشيطان أبوينا الأرضيين الأولين وسلب بالتالي البشرية من معناها وغرضها والهدف الأسمى لوجودها. وقد ازداد التمرد فاستشرى في العالم بأسره.


إن ذبيحة المسيح هي رجاؤنا الوحيد. وفداء المسيح لنا يمنحنا الحرية وهو ملاذنا الأوحد الذي يعطي لحياتنا معنى. فقد مُنِحَ البشرُ الخطاة الحرية والمغفرة والفرصة ليُسْتَرَدْوُا إلى حالتهم الأصلية، قبل السقوط في الخطيئة.


يدعو الله المؤمنين، في كل مكان، أن يصبحوا مبشرين بهذه النعمة التي لا مثيل لها وأن يصبحوا سفراء يقدمون هذا الفداء الإلهي إلى أولئك المستعبدين من قِبل الشيطان وأن يدعوهم إلى إتباع وعبادة وتسبيح خالقهم. يجب أن يصبح مثال المسيح في تلمذة الناس هو النموذج الذي يتبعه المؤمنون، عند استجابتهم للمأمورية العظمى المتعلقة بتلمذة الآخرين للمسيح (متى ٨٢: ٩و٠٢). وبالتالي، فإن موضوع درسنا لهذا الربع هو التلمذة. ورغم أن هناك جوانب كثيرة لهذا المصطلح، إلا أننا سننظر في دروس هذا الربع إلى التلمذة بوصفها العملية التي نصبح من خلالها أتباعاً للمسيح فنكون، بالتالي، رابحين للنفوس على نحو أفضل.


والمسيح هو مثال كل مسيحي، لا سيما فيما يتعلق بعمل ربح النفوس. لذلك، فإن إتِّباع مثال المسيح، في تلمذته للآخرين، هو أفضل وسيلة يمكننا من خلالها تلمذة الناس له؟


كيف اجتذب المسيح أتباعه؟ ما الذي يمكننا تعلُّمه من مثال المسيح ومن شأنه أن يمكِّننا من توجيه الآخرين إليه على نحو أكثر فعالية؟ كيف يمكننا إتمام المأمورية العظمى المتعلقة بذهابنا لتلمذة الناس للمسيح؟ كيف ناشد المسيح تلك المجموعات المتنوعة من الناس: الأغنياء والمعوزين، المتدينين وغير المتدينين، ذوي النفوذ السياسي، والضعفاء؟ كيف ظفر المسيح بالقلوب القاسية، وكيف بعث بالأمل في نفوس المنبوذين، وكيف أيقظ، بلطف، قلب الطفل الرقيق في النفوس المتعجرفة، وكيف تخطى الحواجز العرقية والاجتماعية ليصنع له تلاميذاً من بين كل هؤلاء؟ كيف اخترق المسيح حواجز الثروة والقوة، وكيف كشف غطاء التعصب والتزمت للقادة الروحيين المتغطرسين؟ أو، كيف أحيا المسيح الرجاء لدى أولئك الذين كانوا يحاربون المرض العضال؟


هذه ليست مجرد أسئلة للنقاش تشجع علي مشاركة الأفكار؛ بل هي أسئلة محورية جديرة بالدراسة من قِبل المسيحيين الذين يرغبون بتوق في إتِّباع مثال المسيح فيما يتعلق بتوجيه القطيع الضال إلى الراعي المحب.


وقد حثَّ بولس، أيضاً، المؤمنين على إتباع مثاله، كما اتبع هو أيضاً مثال المسيح. إنه من غير المعقول أن يقبل المؤمنون في القرن الحادي والعشرين بمستوى أدنى من ذاك الذي رسَّخه بولس في القرن الميلادي الأول.


وأخيراً، فإن إِتِّبَاعَ المسيح يتجاوز، وإلى حد كبير، النظرة المحدودة التي ترى أن معنى التلمذة هو مجرد العمل على تقويم السلوكيات والعادات السيئة، رغم ما لهذه التغييرات من أهمية. إن الفهم الشامل لمعنى التلمذة يبقى غير مكتمل ما لم يتضمن رغبة شديدة في إِتِّباع المسيح.


ورغبة مُلِحَة كذلك في توجيه الآخرين إلى المسيح. ونقرأ لروح النبوة الآتي: «المتجدد الحقيقي الذي إذا أقبل إلى المسيح تولدت في نفسه الرغبة في المناداة بالصديق الحميم الذي وجده وفي إعلان الحق الذي خلصه وقدسه والذي لا يمكن إخفاؤه في قلبه، لأن الذي قد لبى بر المسيح وامتلأ قلبه من فرح الروح لا يستطيع السكوت عما اختبره بعد أن ذاق وعرف ’ما أطيب الرب‘.... وكذلك يحاول كل متجدد أن يعرض على الناس فضائل المسيح وأن يعرفهم بغنى العالم غير المنظور وهو في ذلك يشتاق اشتياقاً عظيماً إلى أن يرى الجمع فيه ’حمل الله الذي يرفع خطايا العالم‘ « (روح النبوة، طريق الحياة، صفحة ٦٦). وهذا هو موضوع دراستنا لهذا الربع.


وُلِد «دان سوليس» في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية وهو حفيد لأحد المزارعين الذين هاجروا إلى أمريكا. وهو حاصل على شهادات في الدراسات العليا من جامعة أندروز والمعهد الأدفنتستي للاهوت. وقد خدم الكنيسة كقس وكمدير لأحد أقسام الحقول الكنسية وكأستاذ جامعي. تعمل زوجة دان معلمة في مدرسة ابتدائية، وللزوجين ثلاثة أبناء راشدين يخدمون الرب في واشنطن وكاليفورنيا وتينيسي.


هل فاتتك فرصة اجتماعات الصلاة؟


إذا كانت قد فاتتك فرصة الصلاة في السابعة صباحاً أو السابعة مساء ، في كنيستك على مدار العام الماضي ، فإنه لا يزال بإمكانك الانضمام إلى مجموعات المؤمنين حول العالم والذين يُصَّلون في السابعة صباحاً والسابعة مساء، سبعة أيام في الاسبوع، طالبين حضور الروح القدس في عائلاتنا وقادتنا وكنائسنا ومجتمعاتنا. فإذا أنت صليت في أي ساعة من اليوم فإنك ستتحد مع آلاف آخرين ممن يُصَّلون في أماكن تواجدهم حول العالم.


«ينبغي أن تحيط بالعالم سلسلة من المؤمنين المُصلين بحرارة... طالبين حضور الروح القدس»


(ريفيو آند هيرالد، 3 كانون الثاني/يناير، 1907).


انضم إلى اجتماع صلاة لا مثيل له!


من فضلك صلي من أجل الآتي:


  • الـ ٣٦٠ مدينة حول العالم والتي يتم الكرازة إليها من خلال مبادرة «المرسلية إلى المدن»

  • آلاف الأنشطة والفعاليات التي ستتم في داخل هذه المدن وفي المناطقة المحيطة بها

  • كسر معاقل الشيطان وترسيخ علاقات مع المسيح

  • أعضاء وقادة الكنيسة الذين يعملون في هذه المدن

  • الناس الذين سيتم الكرازة إليهم ببشارة الإنجيل

  • حصاد النفوس في المدن التي تم زرع بذور البشارة فيها

  • انتهاء العمل على هذه الأرض، ومجيء المسيح

للحصول على قائمة بأسماء تلك المدن، ولمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة المواقع الإلكترونية التالية:


(www.MissiontotheCities.org) و (www.RevivalandReformation.org/777).


بعد ثمانية أعوام من تاريخ صدورها، لا تزال أقراص الفيديو الرقمية الخاصة بأخبار العمل تُعطى مجاناً!


تتسلم كنيستك، في كل ربع سنة، قرص فيديو رقمي متعلق بعطاء السبت الثالث عشر. ويحتوي القرص على ١١ قصة تتعلق بالعمل المرسلي وقصة أطفال وموسيقى وأشياء كثيرة. وقد تم إنتاج هذا القرص بمهنية كبيرة، وهو مقدم مِن قِبل «مرسلية الأدفنتست».


احصل على نسختك المجانية من على الموقع الالكتروني التالي:


(www.adventistmission.org/dvd)


الدرس الأول


٨٢ كانون الأول (ديسمبر)- ٣ كانون الثاني (يناير)


التلاميذ والكتاب المقدس



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: لوقا ٤: ١ـ٢١؛ متى٢١: ٣ـ ٨ ؛ متى ٥: ٧١ـ٩٣؛ لوقا ٤٢: ٣١ـ٢٣: أعمال ١: ٦١ـ ٠٢.


آية الحفظ: «فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي» (يوحنا ٥: ٩٣).


باستخدام جهاز للكشف عن المعادن، تم شراؤه من سوق لبيع الأشياء العتيقة، اكتشف البريطاني «تيري هربرت» أسلحة وقطعاً أثرية «أنجلو سكسونية» فضية مدفونة أسفل حقل لأحد المزارعين. وقد تخطت القيمة النقدية التقديرية لما قد تم العثور عليه خمسة ملايين دولار أمريكي.


ومثل أي شخص يبحث عن كنز في حقل ترابي أو في الصخور أو في النفايات، يجب أن نكون حريصين على عدم السماح للأمور أن تقف في طريقنا وتجعلنا نفقد الكنز الحقيقي الأسمى: يسوع المسيح. وفي بحثهم عن الثروات الأبدية، قام الفريسيون والصدوقيون، على حد سواء، «بالتنقيب» في الكتابات المقدسة القديمة. ومن المفارقات أن خريطة الكنز الخاصة بهم، الكتاب المقدس، قد أسيء قراءتها بشكل كبير لدرجة أنهم أضاعوا تماماً الكنز المقصود: المسيح.


لقد قام المسيح، بشكل صريح وضمني أيضاً، بإدراج الكتاب المقدس في منهجية التلمذة. إن المسيح هو محور الكتابات النبوية المقدسة، وجميعها تشير إلى المسيح. وأي تفتيش عن شيء سواه يعد فقداناً للهدف. معنى كل هذا هو أن كل مساعينا نحو تلمذة الناس للمسيح يجب أن تكون متمركزة حول المسيح وحول ما فعله من أجلنا.


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.


الأحد


٩٢ ديسمبر (كانون اول)


المسيح والأسفارالمقدسة


لقد كان المسيح، في بشريته، مثالاً يحتذى من قبل كل المؤمنين، من حيث التزامه التام بكل ما جاء في الأسفار المقدسة.


اقرأ لوقا ٤: ١ـ ٢١ و٦١ـ ١٢. ما الذي تشير إليه هذه الفقرات حول موقف المسيح من الكتاب المقدس؟


____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


يُظهر السرد الوارد بشأن تجارب المسيح في البرية أن المسيح، وباقتباسه من الكتاب المقدس، قد ردع كل مواجهة وتجربة شيطانية. ومن غير المرجح أن تكون هناك مخطوطات كتابية كانت بحوزة المسيح خلال فترة الأربعين يوماً التي قضاها في البرية. ويشير هذا بوضوح إلى أن المسيح قد حفظ عن ظهر قلب أجزاء كبيرة من الأسفار المقدسة. وفي حين أن الأجزاء المقدسة التي اقتبسها المسيح في البرية كانت مأخوذة من كتابات موسى، إلا أن المسيح اقتبس في مناسبات أخرى من أجزاء أخرى من الأسفار المقدسة باللغة العبرية (متى ١٢: ٢٤؛ ٢٢: ٤٤). فمن الواضح أن المسيح كانت لديه معرفة واسعة النطاق بالأسفار المقدسة.


لاحظ، مع ذلك، حقيقة إدراك المسيح بأن الأسفار المقدسة هي أكثر من مجرد أداة للتغلب على التجربة وتحقيق القداسة الشخصية. فلقد أدرك المسيح أن الكتابات المقدسة تشير إليه. وخلال زيارته للهيكل المدونة، في لوقا ٤١: ٦١ـ ٠٣، اقتبس من سفر إشعياء ثم أعلن أن هذه الفقرة إنما تشير إليه هو نفسه بوصفه الممسوح لينادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق. وأدرك المسيح أنه إتمام للنبوة المتعلقة بالمسيا. وهكذا فإن المسيح لم يدرك أن الأسفار المقدسة تشير إليه فحسب وإنما، وفي وقت مبكر من خدمته، استخدم الأسفار المقدسة ليوجِّه الآخرين إليه، أيضاً.


على الرغم من أهمية معرفتنا بالكتاب المقدس، إلا أن هذا وحده ليس كافياً. فإن بعضاً من أكبر الأسماء المعروفة من علماء الكتاب المقدس ليسوا مسيحيين مؤمنين. وبالتالي، يتعين علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يمكننا أن نتأكد من أن دراستنا وقراءتنا للكتاب المقدس تساعدنا على أن نحصل على معرفة يسوع وما فعله من أجلنا، بشكل أفضل؟ وبمعنى آخر، كيف يمكننا أن نجعل من دراسة الكتاب المقدس شيئاً يحول حياتنا إلى الأفضل ويجعلنا أتباعاً حقيقيين للمسيح؟


الاثنين


٠٣ ديسمبر (كانون اول)


سلطة الكتاب المقدس


اقرأ الفقرات الكتابية التالية. ماذا تخبرنا عن الطريقة التي نظر بها المسيح إلى الكتاب المقدس؟ متى ٥: ٧١ـ ٠٢؛ ٢١: ٣ـ ٨؛ ٥١: ٣ـ ١١؛ يوحنا ٠١: ٤٣ـ ٧٣؛ ٧١: ٤١ـ ٩١؛ لوقا ٤٢: ٤٤.


_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


إن المسيح، وكلما كان يتناقش مع السلطات الدينية، لم يعتمد أبداً على الفلسفة المجردة، ولا حتى على السلطة الشخصية، إنما كان اعتماده على تعاليم الأسفار المقدسة. وعند تحديده للصواب من الخطأ، كان المسيح يبني حجته على الأساس المتين للأسفار المقدسة. وعندما كان معارضو المسيح يطعنون في صحة معتقداته كان المسيح يوجههم إلى فقرات محددة في الكتب المقدسة. وعند التعامل مع الأمور العملية، كان المسيح يوجه سامعيه إلى الوحي الإلهي. وقد كان المسيح على إدراك بأن مهمته الإلهية كانت إنجاز وتحقيق ما تنبأ عنه الأنبياء في وقت سابق.


قارن بين نظرة المسيح المتسمة بالتوقير للكتاب المقدس وبين الموقف السائد الذي غالباً ما يُظهره حتى أولئك الذين يعترفون بأنهم مسيحيون. فإن طوائف بأكملها وصل بها الأمر إلى الحكم على الكتاب المقدس بأنه مشوق وممتع لكنه لا يرقى، وفقاً لزعمهم، إلى كونه مخطوطات تاريخية يمكن الوثوق بها أساساً. فكل شيء بالنسبة لهؤلاء الناس - مثل الخلق في ستة أيام حرفية وخروج بني إسرائيل من مصر، بل وحتى قيامة المسيح في الجسد (ناهيك عن المجيء الثاني الفعلي الحرفي)- قد تم التشكيك فيها ، بل حتى وصل بهم الأمر إلى النظر إليها على أنها أساطير وخرافات.


ومن هنا فإن مَن يختار أن يكون تلميذاً للمسيح يعرف تماماً ما الذي ينطوي عليه ذلك. يدرك تلاميذ المسيح أن ما يقوله الكتاب المقدس ليس خرافات أو أساطير، وهم على دراية بأن الناس المثقلين بمشاكل حقيقة يحتاجون إلى مُخلِّص حقيقي هو المسيح. وما لم يكن الأمر كذلك، لأصبحت بشارة الإنجيل كنزاً مشوهاً أو عملة نقدية بلاستيكية مطلية بالذهب المغشوش. فقد ينخدع البعض بهذه العملات، عن بُعْدٍ، لكنهم وبمجرد إلقاء نظرة متفحصة سيكتشفون أمرها ويرفضونها. لذلك، فالطريق الوحيد الآمن، عند التعامل مع الكتاب المقدس، هو إتباع مثال المسيح الذي اتسم بإجلال وإكرام وإطاعة الكلمة المقدسة.


إن الموت ليس خرافة، أليس كذلك؟ كما أنه ليس مجرد رمز. إن الموت هو حقيقة من أقسى الحقائق التي نُواجَه بها جميعاً. فكر، إذن، في النتائج المترتبة على أية نظرة للكتاب المقدس تتعامل مع التعاليم الواردة فيه، مثل قيامة المسيح أو مجيئه الثاني، على أنها مجرد رموز أو أساطير أو خرافات. لماذا لا يتوجب علينا بشكل فردي، وككنيسة، أن نسمح لأنفسنا بأن نقع في هذا الفخ الشيطاني؟


الثلاثاء


١٣ ديسمبر (كانون اول)


الكرازة للْجُمُوعِ


لقد جذب المسيح الناس إليه في مختلف الأماكن، بما في ذلك الأماكن العامة. وكان للكلمة المقدسة دوراً بارزاً في إعلانات وتصريحات المسيح للْجُمُوعِ. وقد زخرت عظات المسيح وتعاليمه للْجُمُوعِ بالاقتباسات المباشرة والإشارات إلى الأسفار المقدسة.


اقرأ متى ٥: ٧١ـ ٩٣. بأية طرق تظهر هذه الآيات كيف استخدم المسيح الأسفار المقدسة في خدمته للْجُمُوعِ؟


_____________________________________________________________________________________________________________________________


على ما يبدو أنه، وأثناء وجود المسيح بالجسد على الأرض، كانت علاقة عامة الشعب الإسرائيلي بالكلمة المقدسة علاقة تتسم كثيراً بالطابع القانوني. فقد كانوا يتطلعون إلى الكلمة المقدسة التماسا للقواعد والتوجيهات الأخلاقية. وكان السلوك المستقيم يعتبر وسيلة للحصول على النعيم الأبدي. مع ذلك، فقد ألغى المسيح مفاهيمهم المتسمة بالالتزام الحرفي المتزمت بالشرائع، واستبدلها بديانة أساسها طهارة القلب التي ينجم عنه ضبط النفس.


إن الديانة التي محورها المسيح هي ديانة أساسها تحوُّل بالقلب يؤدي إلى سلوك أخلاقي حميد. ومن المفارقات أن بعضاً من الفريسيين، وبسبب استعجالهم إلى بلوغ الكمال الأخلاقي، قد تغاضوا عن أن تكون لهم علاقة حية مع الله. وقد حدد المسيح نقاط الضعف هذه، وكعلاج لهذه العيوب، أشار المسيح على سامعيه بأن يقبلوه مخلصاً وسيداً. فإن المعايير الأخلاقية ترتقي ولا تتدنى عندما يسكن المسيح بالقلب. وكل ما على المرء أن يفعله هو أن يقرأ الموعظة على الجبل حتى يرى مدى سمو معايير المسيح الأخلاقية.


«لقد وقعت هذه الكلمات على آذان ذلك الجمع المندهش كشيء غريب وجديد. فمثل هذا التعليم كان مناقضاً لكل ما سمعوه من أي كاهن أو معلم. إنهم لا يرون فيه ما يتملق كبرياءهم أو يشبع آمالهم أو طموحهم. ولكن توجد حول هذا المعلم الجديد قوة تجعلهم يقفون مذهولين. إن جمال المحبة الإلهية وعذوبتها تفيض من نفس وجوده كالرائحة العطرة التي تعبق بها الزهرة. . . . فالجميع يشعرون بالفطرة أنه يوجد هنا شخص مطلع على خبايا النفس وأسرارها، ومع ذلك يقترب منهم برقة وحنان» (روح النبوة، المعلم الأعظم، صفحة ٥٣٤).


أن نكون متزمتين ومصدرين للأحكام وديَّانين هو أمر أسهل مما نعتقد، أليس كذلك؟ كيف يمكننا أن نحمي أنفسنا من الإقدام على هذه الممارسات الشائعة؟


الأربعاء


١ يناير (كانون الثاني)


الخدمة الشخصية


كثيرة هي أمثلة خدمة المسيح لجموع الناس. وما يضاهي هذه الخدمة روعة هو لقاءات المسيح الشخصية مع كل من عامة الشعب أو النخبة في المجتمع. وتقدم هذه القصص أفكاراً فريدة من نوعها حول كم كانت الكلمة المقدسة محورية في خدمة المسيح للناس.


اقرأ يوحنا ٣١: ٨١ـ ٠٢ ولوقا ٠١: ٥٢ـ ٨٢؛ ٤٢: ٣١ـ ٢٣. ما هو الدور الذي قامت به الكلمة المقدسة في هذه الفقرات؟ ماذا كان قصد المسيح من الاقتباس من هذه الآيات تحديداً؟ ما الذي نتج عن تعرف هذه المجموعات الصغيرة من الناس على الكتابات المقدسة؟


______________________________________________________________________________________________________________________________


كان المسيح يقتبس من الأسفار المقدسة، بشكل متكرر، عندما كان يتعلق الأمر بدعوة الأشخاص إلى أن يكونوا تلاميذاً له. وهذا يعني بوضوح أن سلطة المسيح ومصداقيته كانتا ترتكزان على الكلمة المقدسة، وليس على مجرد الجاذبية الشخصية التي كان يتميز بها. ويُرى ذلك، بشكل خاص، في الطرق التي بها استخدم المسيح الكلمة المقدسة حين تحاور مع تلميذين، كانا في طريقهما إلى عمواس.


«وإذ ابتدأ من موسى الذي هو أول تاريخ الكتاب المقدس جعل يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب. ولو كان قد عرفهما بنفسه من الأول لكان قلباهما قد شبعاً. وفي ملء فرحهما ما كان يتوقان إلى أي شيء آخر. ولكن كان من اللازم لهما أن يفهما الشهادة المقدمة له في رموز العهد القديم ونبواته. فينبغي أن يثبتا إيمانهما على هذه الأمور. لم يصنع المسيح معجزة لإقناعهما، ولكن عمله الأول كان أن يفسر لهما الكتب. لقد ظنا أن موته كان ضربة قاضية لكل آمالهما وانتظاراتهما. أما الآن فقد أراهما من الأنبياء أن هذا هو أول [أقوى] برهان لتثبيت إيمانهما.


«إن يسوع بتعليمه لهذين التلميذين برهن على أهمية العهد القديم كشاهد لرسالته» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة٣٥٧ و ٤٥٧).


امعن التفكير في لوقا ٤٢: ٢٣، خصوصاً العبارة التي تقول أن “قلبيهما كانا ملتهبين فيهما”. ما الذي يعنيه هذا؟ متى كانت آخر مرة التهب فيها قلبك بداخلك بشأن الحق الذي أُعطينا إياه؟ وإذا كان هذا الشيء لم يحدث منذ فترة طويلة، هل يمكن أن يكون السبب في ذلك هو أن قلبك قد غدا بارداً؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكنك أن تتغير؟


الخميس


٢ يناير (كانون الثاني)


الجيل التالي


من دون شك، وكما رأينا، يضع المسيح تركيزاً مكثفا على الاسفار المقدسة. فلم يحدث أبداً أن شكك المسيح في سلطة أو مصداقية آية كتابية واحدة. ومع ذلك، فإن الناس عبر القرون، وحتى اليوم، يشككون في كلمة الله وفي سلطتها وصحتها ومصداقيتها.


اقرأ متى ٢١: ٥١ـ ١٢؛ مرقس ١: ١ـ ٣؛ أعمال ١: ٦١ـ ٠٢؛ ٣: ٢٢ـ ٤٢؛ ورومية ٠١: ٠١و ١١. ماذا تخبرنا هذه الفقرات الكتابية عن الطرق التي نظر بها المسيحيون الأوائل إلى الكتابات المقدسة؟ ما هي الدروس التي يمكننا استخلاصها منهم لأنفسنا وكيفية تعاملنا مع الكتاب المقدس؟


__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


واصل كتبة الأسفار المقدسة، من المسيحيين الأوائل، الرجوع والإشارة إلى العهد القديم، لإثبات أن المسيح الناصري هو المسيا. وهم بذلك إنما كانوا يقولون أن المسيحية كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإعلان الله عن ذاته من خلال الكتابات العبرية المقدسة.


فالمسيح، نفسه، قد أشار إلى هذه الكتابات المقدسة واحتكم إليها. وها هم التلاميذ الآن يفعلون الشيء ذاته. ومع أن اللجوء إلى الاختبار اًًلشخصي والمعجزات والشهود الآخرين للمسيح كان أمراً هاماً، وكانت له مكانته؛ إلا أنه من الواضح، مع ذلك، أن لا شيء قد حلَّ محل الكتابات المقدسة بوصفها الشاهد الرئيسي للمسيح.


وقد سعى أتباع المسيح الأوائل إلى طلب الإرشاد من الكتاب المقدس فيما يتعلق بمرسلية الكنيسة وممارساتها اليومية وانضباطها الروحي. وقد تم الحد من التكهنات البشرية والتخمين إلى أدنى درجة؛ وأصبح الكتاب المقدس مركزياً. وقد اتضح الاعتداد بالوحي الإلهي المصحوب بالصلاة في مجالس الكنيسة (انظر أعمال ٥١). فقد كانت الكلمة المقدسة تلمس وتطرق كل جانب من جوانب حياة الكنيسة الأولى.


فكم سيكون من الحماقة بالنسبة لنا، خصوصاً في نهاية الزمان، أن يكون لدينا أي موقف مختلف من الكتاب المقدس عن موقف كل هؤلاء؟


كيف نتعلم أن نجعل الكتاب المقدس محور إيماننا، وأن نستخدمه ليوجهنا إلى يسوع؟ ما هي الطرق العملية التي يمكننا من خلالها السماح لتعاليم الكتاب المقدس بأن تؤثر حقاً على طريقة عيشنا وطريقة تعاملنا مع الآخرين؟


________________________________________________________________________________________________________________________


الجمعة


٣ يناير (كانون الثاني)


لمزيد من الدرس


اقرأ لروح النبوة صفحة ٢٢٢ـ ٦٢٢ من الفصل الذي بعنوان «تعليم الكتاب المقدس ودراسته» من كتاب التربية الحقيقية؛ والفصل الذي بعنوان «في الطريق إلى عمواس»، صفحة ٢٥٧ـ ٧٥٧ من كتاب مشتهى الأجيال؛ واقرأ الفصل الذي بعنوان « تسالونيكي»، صفحة٧٨١- ٤٩١ من كتاب أعمال الرسل.


«إن المسيح في خدمته فتح أذهان التلاميذ إلى هذه النبوات.... وبطرس وهو يكرز بالمسيح، اقتبس براهينه من كتب العهد القديم. واستفانوس سار على النهج نفسه. وكذلك التجأ بولس في خدمته إلى أجزاء العهد القديم المنبئة بميلاد المسيح وآلامه وموته وقيامته. فمن شهادة موسى والأنبياء الموحى بها، برهن على أن يسوع الناصري هو المسيا ذاته، وبرهن أيضاً على أنه منذ عهد آدم كان صوت المسيح هو الذي تكلم على أفواه الآباء والأنبياء» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٧٨١).


أسئلة للنقاش


١. ما هي بعض الطرق العملية الي يمكنك من خلالها دمج الكتاب المقدس في روتين حياتك اليومي؟ كيف يمكنك استخدام الكتاب المقدس في شهادتك الشخصية للآخرين؟


٢. لماذا ركز المسيح، عند كرازته للناس، على تفسيرات النصوص الكتابية بدلاً من التركيز على المعجزات والجاذبية الشخصية؟ ما الذي يحدث إذا حلت كل من الموسيقى والرسالة الصحية والوظائف الاجتماعية، أو أي شيء آخر، محل الكتاب المقدس باعتباره أساس لإيماننا؟


٣. ما مدى ما يجب أن يكون عليه اعتماد المسيحيين على الكتاب المقدس اليوم؟ قم بتقييم أهمية الكتاب المقدس في حياة كنيستك فيما يتعلق بوضع الأوليات وتوجيه الموارد والإخلاص للعمل المرسلي؟


٤. امعن التفكير في حقًيقة أنه ليس لدينا أية إشارة في الكتاب المقدس عن قيام أي كاتب من كتبة الأسفار المقدسة بالتشكيك في صحة أو مصداقية أي من فقرات الكتاب المقدس. لماذا ينبغي أن يكون ذلك الأمر هاماً جداً بالنسبة لنا اليوم، في زمن يبدو فيه أن العديد من الناس، بما في ذلك علماء الكتاب المقدس، قد جعلوا من أولياتهم تحدي الحق الوارد بالكتاب المقدس، على كل مستوى؟


2


3


ً


قصة الأسبوع


حلم المزارع هِيْلدو


وصل المزارع هيلدو إلى بلدة هادئة في البرازيل وشكر الرجلَ الذي قام بتوصيله إلى هناك بشاحنته. قام هيلدو بإنزال حقيبة الثياب الصغيرة وصندوق الأعشاب الطبية من الشاحنة ووقف على إحدى جانبي الطريق الترابي. يعيش هيلدو بعيداً عن المدينة لكنه يأتي إليها بضع مرات في السنة ليبيع الأعشاب الطبية متنقلاً من باب إلى باب لمشاركة إيمانه مع أولئك الذين يرغبون في الإصغاء إليه.


كان المزارع هيلدو قد أصبح سبتياً أدفنتستي منذ بضع سنوات؛ وعلى الرغم من أنه لم تكن هناك كنيسة أدفنتستية قريبة إلا أنه حفظ السبت بكل أمانة واحتفظ بالعشور والعطاءات التي كان يقدمها إلى أن يتمكن من الذهاب إلى كنيسة أدفنتستية ويسلم قادتها ما لديه من عشور وأعطية.


وكان هيلدو قد التقى، أثناء زياراته للمدينة، بعشرة أشخاص كانوا إما أدفنتست سبتيين أو يعرفون شيئاً عن الأدفنتست. وقد كان يدعوهم لمقابلته كلما كان في المدينة. وكان هناك رجل وزوجته يمتلكان قاعة إنترنت، وقد عرضا أن يجتمع هيلدو وبقية الأشخاص الآخرين في هذه القاعة ليتمكنوا من مشاهدة برنامج مدرسة السبت وبرامج الكنيسة على الإنترنت. وقد قام هيلدو بتشجيع كل مَن يعرفهم على المجيء إلى هناك.


طلبت المجموعة الصغيرة من المكتب المرسلي أن يقوم بتوفير قسٍ يساعدهم على التنظيم والنمو ليصبحوا كنيسة منظمة. وقد كان أقرب قس من المدينة يقوم برعاية كنيسة واحدة و٣١ مجموعة من المؤمنين تشبه مجموعتهم، لكنه وافق على المجيء إليهم والاجتماع معهم. وقد ساعدهم على تنظيم اجتماعات كرازية وعلمهم كيفية زيارة الناس ومشاركة كلمة الله معهم. وقد أمضت هذه المجموعة الصغيرة أسبوعين في زيارة البيوت ودعوة الناس لحضور الاجتماعات.


وقد شعر المزارع هيلدو بالسعادة الغامرة عندما حضر ٠٥١شخصاً إلى سلسلة الاجتماعات الكرازية واعتمد ٣٣ شخصاً. وقد درب القس المؤمنين على متابعة المهتمين بمعرفة المزيد من الحق وسرعان ما ازداد عدد الحضور بحيث لم يتمكنوا من الاجتماع في منزل واحد يسعهم. وقد قام أولئك المؤمنين، ومن خلال مساعدة الحقل المرسلي لهم، بتأجير قاعة يجتمعون فيها.


وكانت عائلة المؤمنين الجديدة بمثابة حلم قد تحقق بالنسبة للمزارع هيلدو وهو الذي كان يعمل ويصلي ويتوق طويلاً إلى أن تكون هناك كنيسة. وعندما أصبحت الكنيسة حقيقة واقعة، قال هيلدو، «لقد كنت أصلي من أجل إنشاء هذه الكنيسة لمدة ٦١ عاماً».


لم يعش المزارع هيلدو ليرى مجموعة المؤمنين الصغيرة تتعبد في الكنيسة الخاصة بهم، لكن المؤمنين يعملون بجد لجعل حلمه- وحلمهم- حقيقة واقعة. يساعد جزء من عطاء السبت الثالث عشر الذي تم جمعه مؤخراً هذه المجموعة من المؤمنين على شراء أو بناء مركز العبادة البسيط الخاص بهم حتى لا يضطروا إلى ترك المكان كلما ارتفعت قيمة الإيجار. شكراً لكم على مساعدتكم في جعل حلم المزارع هيلدو في أن تكون هناك كنيسة يصبح حقيقة واقعة بعد أن كان الناس يعيشون في ظلام ولا يعرفون الحق.


بعض أعضاء المجموعة التي ساعد المزارع هيلدو في تأسيسها في «روبرفال» بالبرازيل.



من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت


www.AdventistMission.org


الدرس الثاني


٤- ٠١ كانون الثاني (يناير)


التلمذة من خلال استخدام


الرموز والاستعارات



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: ٢صموئيل ٢١: ١ـ ٧؛ إشعياء ٨٢: ٤٢ـ ٨٢؛ متى ٧: ٤٢ـ ٧٢؛ ٣١: ١ـ ٠٣؛ لوقا ٠٢: ٩ـ ٩١.


آية الحفظ: « هذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَال، وَبِدُونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:’سَأَفْتَحُ بِأَمْثَال فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ‘ « (متى ٣١: ٤٣و ٥٣).


إن المسيحية ديانة عقل ومنطق. ولابد للفكر والعقل من أن ينموا ويتوسعا. مع ذلك، فالعقل وحده يُعبِّر عن الشخصية البشرية التامة بشكل غير كافٍ. وعلى عكس «الروبوتات» [الإنسان الآلي] التي تم برمجتها للقيام بعمليات تتطلب العقل والمنطق، فإن الإنسان قادر على المحبة والشعور والألم والبكاء والاهتمام والضحك والتصور. وهكذا عمل المسيح على صياغة الحق الأبدي بطرق تخطت مجرد العقل وحده. لقد تحدث المسيح مستخدماً صوراً ملموسة مستمدة من الحياة اليومية، حتى يصل للناس حيثما وجدوا. وكان بمقدور الأطفال والبالغين أن يفهموا الحقائق المتعمقة التي يتم تقديمها من خلال استخدام أمثلة مغلَّفة في صور واستعارات مجازية.


وفي الوقت نفسه، فإن مفاهيم معقدة مثل التبرير والاستقامة والتقديس قد تم استيعابها بسهولة، وذلك من خلال المهارة الفنية «للمعلم الأعظم» وسرده الرائع للقصص التوضيحية. وبعبارة أخرى، يمكن تعليم المفاهيم، التي غالباً ما يصعب فهمها باللغة العادية، عن طريق استخدام الرموز والاستعارات.


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.


الأحد


٥ يناير (كانون الثاني)


أمثلة العهد القديم


اقرأ ٢صموئيل ٢١: ١ـ ٧؛ إشعياء ٨٢: ٤٢ـ ٨٢؛ إرميا ٣١: ٢١ـ ٤١؛ وحزقيال ٥١: ١ـ ٧. كيف تعمل هذه الأمثال والرموز على توسيع نطاق إدراكنا حول علاقة الله مع البشر؟ أية مواضيع وخلفيات تم استخدامها من قِبل هؤلاء الأنبياء وظهرت في الأمثلة التي استخدمها المسيح في وقت لاحق؟


__________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


يسرد نَاثَانُ، وكما نرى، حكاية رمزية من أجل إخفاء الغرض الحقيقي من زيارته للملك داود. وقد ورَّط داود نفسه بوقوفه موقف المتعدي وفقاً للمثل الذي أعطاه النبي ناثان وهكذا نطق داود بالحكم على نفسه. فباستخدام أداة أدبية (حكاية رمزية) انجز ناثان شيئاً ما كان لينجزه لو استخدم وسيلة أخرى. فاستخدام وسيلة أخرى كان سيسفر عنها مواجهة بين داود وناثان، بل ربما كان سينجم عنها فقدان ناثان لحياته!


وكانت قصة إشعياء الشعرية مستمدة من الخلفية الزراعية المألوفة لسامعيه. وبعد ذلك بقرون لاحقة، كان المسيح سيوظف هذه المعطيات نفسها. وكانت أمثلة إشعياء تعلِّم الناس عن رحمة الله غير المحدودة خلال فترات التأديب التي كانوا يمرون بها. ويبين الأصحاح الثاني عشر من سفر العبرانيين إلى التأديب الإلهي على أنه آداة للتقويم بدلاً من النظر إليه على أنه سلاح للانتقام. إن التأديب الإلهي يعكس مقاصده الرامية إلى الفداء؛ وكان هذا التأديب كافياً للتشجيع على التوبة والانتعاش الروحي والإصلاح. ومع ذلك، فإن العناد والتمرد المتزايدين من قِبل الشعب كان يليهما مزيداً من التأديب ايضاً.


إن مَثَلَ إرميا هو توضيح مخيف للدينونة. فعندما يحبطُ الناسُ غرض الله في خلاصهم وفدائهم، فإنه في النهاية يتركهم للعواقب التي اختاروها. وقد شارك المسيح كذلك مع سامعيه أمثالاً تتعلق بالدينونة. كما استخدم حزقيال رمزاً مختلفاً لنقل رسالة مماثلة.


ما هو الشيء الذي يجعل من سرد القصص وسيلة قوية للتعبير عن الحق؟ ما هي بعض القصص المفضلة لديك، ولماذا تحب هذه القصص؟ تعال بإجابتك إلى الصف يوم السبت القادم؟


الاثنين


٦ يناير (كانون الثاني)


الحكمة المعمارية


اقرأ متى ٧ : ٤٢ـ ٧٢. ما الذي تضيفه هذه الآيات إلى مفهومنا للتلمذة المسيحية؟ لماذا، في اعتقادك، استخدم المسيح هذا المثل من الطبيعة ليعلمنا مثل هذا الحق الحاسم والهام؟


________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


إن المجتمعات العصرية، التي يتقن شعوبها القراءة والكتابة، تأخذ مسألة الإلمام بالقراءة والكتابة كأنها أمر مفروغ منه. مع ذلك، يوجد العديد من المجتمعات الأُمية، حتى في عصرنا الحالي. فإن الإلمام بالقراءة والكتابة، عبر التاريخ القديم للبشرية، كان هو الاستثناء وليس القاعدة. وكان أفراد الطبقات الحاكمة، المتخصصين في القراءة والكتابة (الكتبة)، يحصلون على قوتهم ونفوذهم من خلال براعتهم في القراءة. ولهذا صاغ المسيح رسائله في أشكال وصور يمكن للناس من العامة وغير المتعلمين استيعابها. (وبالطبع يمكن للمستمعين المتعلمين أن يفهموا هذه الرسائل أيضاً).


قبل اختراع «غوتنبرغ» لحروف الطباعة كانت المخطوطات، في معظم الأماكن في العالم، تكتب بخط اليد- وهي عملية تستغرق وقتاً طويلاً. ولهذا كان عدد قليل جداً من الناس هو الذي يمكنه الحصول على مخطوطات من هذا القبيل. لذلك أصبح الاتصال الشفهي من خلال الأساطير والأمثال والوسائل المماثلة هو السبيل لنقل المعلومات.


يقدم الله الخلاص للجنس البشري كله. فهل من المستغرب أن يستخدم المسيح هذه الأشكال من التواصل حتى يصل إلى أكبر عدد من الناس؟ وهكذا أصبحت التقاليد الشفهية، المنقولة من جيل إلى جيل من خلال الحكايات البسيطة، أسلوباً لتداول الأفكار المتعلقة بالفداء.


اقرأ لوقا ٤١: ٧٢ـ ٣٣. ما هي الدروس التي يمكننا استخلاصها من هذه القصص؟ كيف تعمل الاستعارات المستخدمة هنا على تقوية فهمنا لموضوع التلمذة؟


___________________________________________________________________________________________________________________________________________


إن البناء يستلزم إعداداً. كما أنه يتم مراعاة التكلفة التقديرية للبناء قبل فترة طويلة من البناء الفعلي. والتلمذة أيضاً تستلزم وتتضمن إعداداً. كان يمكن لإطعام الجموع بطريقة عجيبة، والشفاء بصورة مذهلة والنجاح الظاهر، أن يجعل مَن كانوا على وشك أن يصبحوا تلاميذ المسيح أن يعتقدوا أن إتِّباع يسوع كان أمراً سهلاً. إلا أن المسيح، مع ذلك، قد شجع مستمعيه على دراسة الصورة كاملة. فإن إنكار الذات والمعاناة والإذلال والرفض كانت تشكل تكلفة باهظة. لاحظ، مرة أخرى، أن المسيح اختار أن ينقل رسالته مستخدماً لغة مجازية، في الوقت الذي كان يمكنه فيه أن يقدم مجرد قائمة للعوائق والخسائر المعينة التي قد يواجهها تلاميذه.


الثلاثاء


٧ يناير (كانون الثاني)


مقارنات زراعية


اقرأ متى ٣١: ١ـ٠٣. ما الذي كان يعلِّمه المسيح للحشود حول التلمذة؟ ما هي الدروس التي يمكن للمسيحيين المعاصرين استخلاصها من هذه الاستعارات المجازية؟


_____________________________________________________________________________________________________________________________


إن مَثَلَ الزارع، الذي سرده المسيح، هو مَثَلٌ مألوف للكثير من القراء. وقد كانت خلفية القصة مألوفة للمجتمع الزراعي، فهو شيء كان بإمكان مستمعي المسيح أن يتعرفوا عليه ويستوعبوه بسهولة. والصلة بين مثال المسيح والتلمذة واضحة. فقد كان الغرض الأساسي للمسيح هو أن يجعل مستمعيه يقيِّمون وضعهم كتلاميذ له. فبدلاً من مواجهة كل فرد بصورة خاصة، تحدث المسيح بأمثال، مقدماً الدعوة لتلاميذه أن يواجهوا أنفسهم. فمن خلال النظر إلى مرآة نفوسهم، كان يمكنهم تقييم ميولهم المادية وإعادة النظر في قدرتهم على المثابرة والتعامل مع ارتباطاتهم الدنيوية واختيار نمط حياة التلمذة الحازمة.


في الوقت نفسه، تترك التلمذة الحقيقية أمر الدينونة (الإدانة) بين يدي المعلم، وليس بين يدي التلميذ. إن الفطنة البشرية غير تامة والمعرفة الإنسانية جزئية. الله وحده هو الذي يمتلك إدراكاً كاملاً لا تشوبه شائبة. ولهذا يحذرنا المسيح من أن الاختراقات الشيطانية قد تحدث، ولهذا لا يمكن لمَن هم تلاميذ للمسيح أن يخضعوا أحكامهم (فطنتهم) ويسلموا عقولهم لأولئك الذين يجاهرون بأنهم مؤمنون، وذلك لأن أولئك المؤمنين قد يكونون زوان وليس حنطة. فكل من المؤمنين الحقيقيين والمزيفين ينموان معاً إلى وقت الحصاد.


«في تعليم المسيح بأمثال يُرى نفس المبدأ كالذي يرى في رسالته إلى العالم. فلكي نتعرف على صفات المسيح الإلهية وحياته اتخذ هو طبيعتنا وحل بيننا. لقد أعلنت الألوهية في البشرية، المجد غير المنظور في الجسم البشري المنظور. فلقد أمكن الناس أن يتعلموا عن المجهول بواسطة المعلوم، فالأمور السماوية أعلنت بواسطة الأشياء الأرضية» (روح النبوة، المعلم الأعظم، صفحة١١)


تحدث المسيح، في مثل الزارع، عن « غُرُور الْغِنَى «. ما الذي كان يتحدث عنه المسيح هنا؟ كيف يمكن «للثروات» أن تُضِل حتى أولئك الذين لا يمتلكونها؟


___________________________________________________________________________________________________________________________


الأربعاء


٨ يناير (كانون الثاني)


الحرب الثورية


كانت خدمة المسيح خدمة ثورية، ولكن من دون أسلحة مألوفة. وقد كانت أدواته، بشكل تام، أكثر قوة من السيوف أو السكاكين. فقد أصبحت كلمات المسيح المغيرة للحياة، والتي كثيراً ما كان يعبِّر عنها بالأمثال والاستعارات، هي أسلحته التي لا تخفى على أحد، في محاربته ضد الشر.


ولقد أخذت خطط المسيح واستراتيجياته العديد من القادة الدينين على حين غرة؛ فقد كان أولئك القادة غير مستعدين لمواجهة تفاعل المسيح الإيجابي مع الحشود. وتضمنت الكثير من أمثال المسيح رسائل كانت تعمل ضد القادة الدينيين. وقد أدرك هؤلاء، وهم على حق، أن تأثيرهم سيتقلص، إلى حد كبير، في الوقت الذي فيه تَنْفَذُ رسالة المسيح إلى قلوب الناس.


اقرأ متى ١٢: ٨٢ـ ٢٣ ولوقا ٤١: ٦١ـ ٤٢؛ ٠٢: ٩ـ ٩١. أية رسائل قوية تأتي من هذه الأمثال؟ وعلى الرغم من أن الأمثال كانت توجَّه، في كثير من الأحيان، إلى أناس محددين، أية مبادئ وردت في هذه الأمثال وتنطبق علينا، بغض النظر عن مَن نكون؟


____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


«إن مثل الكرم لا ينطبق على الأمة اليهودية وحدها. ولكن لنا فيه درساً. فالكنيسة في هذا العصر قد منحها الله ميزات وبركات عظيمة وهو ينتظر نتائج تناسب ذلك كله» (روح النبوة، المعلم الأعظم، صفحة ٢٩٢).


لا شك في أننا قد نلنا بركات عظيمة من قِبل الرب: فنحن قد افتدينا بدم المسيح ووُعِدنا بالخلاص استناداً إلى برِّه (وليس برّنا)، وقد أُعطينا اليقين في الحياة الأبدية وأُعْطِينا الروح القدس- لقد تم تزويدنا بالكثير جداً. مع ذلك، فمن السهل أن ننسى كل ما لدينا أو نعتبره من المُسَلَّمَات أو حتى نسخر منه. وكالكَرَّامين في المَثَلِ، فنحن قد لا ندرك حتى العواقب المترتبة على ما نقوم به. لكن جهلهم لم يبرِّرهم في يوم الدينونة، ولن يبرّرنا جهلنا نحن أيضاً.


كم مرة خُدعت، في الماضي، بشأن حالتك الروحية؟ ما الذي تعلمته من هذه الاختبارات ويمكن أن يساعدك على تجنب ارتكاب نفس الأخطاء مجدداً؟


الخميس


٩ يناير (كانون الثاني)


التراث الإبداعي للمسيح


يبدو أن الحديث بأمثال قد اختفى من الكتاب المقدس، بعد الانتهاء من توثيق خدمة المسيح الأرضية. ما الذي يوضح هذه الظاهرة؟ من المؤكد أن الجزء المتبقي من العهد الجديد يتركز حول بولس. فقد نُسب ٤١سفراً من أسفار العهد الجديد إلى بولس، كما أنَّ حوالي نصف السرد التاريخي الذي أورده لوقا في سفر أعمال الرسل كان يدور، بشكل حصري تقريباً، حول بولس أيضاً. وعلى الرغم من أن بولس لم يستخدم القصص بنفس الطريقة التي استخدم بها المسيح القصص، إلا أن بولس استخدم قدراً معقولاً من الاستعارات والتشبيهات والموارد الإبداعية الأخرى (انظر رومية ٧: ١ـ ٦؛ ١كورنثوس٣: ٠١ـ ٥١؛ ٢كورنثوس ٥: ١-٠١). وعلى الرغم من أن بولس لم يكن سارداً للقصص، إلا أن أحاديثه لم تكن مملة أو تخلو من الحيوية. ورغم أنه من الواضح أن هناك اختلافات بين أسلوبي الوعظ العلنيين لكل من المسيح وبولس، إلا أن كلاً منهما قد أظهر قدراً كبيراً من الإبداع في التعبير والخطابة.


وهناك آخرون من كتبة العهد الجديد ممن أقدموا على التحدث بأمثال، اقتداء بالمسيح. فقد كتب يعقوب أخو المسيح الآتي، «فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ إِلَى مَجْمَعِكُمْ رَجُلٌ بِخَوَاتِمِ ذَهَبٍ» (يعقوب ٢: ٢). ومع ذلك، فإنه لا شقيق المسيح ولا أي تلميذ آخر استخدم القصص بشكل مكثف، مثلما فعل المسيح. لكن التشبيه والرمزية استخدما بكثرة من قبل كتبة أسفار العهد الجديد؛ على سبيل المثال: « لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ « (يعقوب ٣: ٤). « هُوَذَا السُّفُنُ أَيْضًا، [بمعنى انظروا إلى السفن، على سبيل المثال] « (يعقوب٣: ٤). كما اتخذت رؤية بطرس (في الأصحاح العاشر من أعمال الرسل) شكلاً رمزياً. وتُشَكِّلُ القصص والحكايات الرمزية أجزاء كبيرة من سفر الرؤيا. « وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ « (رؤيا ٢١: ٣١).


اختر فقرتين اثنتين من الفقرات التالية وحدد الاستعارات الموجودة بهما. ما هي الرسائل المختلفة الواردة في هذه الآيات؟ ما هي الصور المجازية المستخدمة لنقل الرسالة؟ أعمال٠١: ٩ـ ٦١؛ يعقوب٣: ٣ـ ٢١؛ رؤيا ٢١: ٧ـ ٧١؛ ٨١: ٩ـ ٠٢؛ ٩١: ١١ـ ٦١.


_____________________________________________________________________________________________________________________________


وبغض النظر عن الطريقة التي يتم التعبير بها عن الرسالة، فإن المبدأ لا يزال هو نفسه: فالاستعارات والتشبيهات والأمثال والرموز والنماذج الأخرى من اللغة الإبداعية تمكننا من التواصل بطريقة مفهومة. كان كلٌ من المسيح وتلاميذه يستخدمون المقارنات والتوضيحات، التي تتناسب واختبارات سامعيهم من أجل مساعدتهم على فهم الحق المقدم لهم. وينبغي لنا أن لا نخشى من الحذو حذوهم، كلما استدعت الضرورة ذلك.


الجمعة


٠١ يناير (كانون الثاني)


لمزيد من الدرس


اقرأ لروح النبوة الفصل الذي بعنوان «التعليم بأمثال»، صفحة ١١ـ ٠٢في كتاب المعلم الأعظم.


»لقد رغب المسيح في أن يوقظ التساؤل في قلوب الناس. سعى لتنبيه المهملين وطبع الحق على القلوب. لقد كان التعليم بأمثال أمراً شائعاً، وكان يسترعي الاحترام والانتباه، ليس انتباه اليهود وحسب بل أيضاً الناس من الأمم الأخرى....


«وكانت لدى المسيح أيضاً حقائق ليقدمها إلا أن الشعب لم يكونوا مستعدين لقبولها أو حتى فهمها. فلهذا السبب أيضاً علمهم بأمثال. فإذ قرن تعليمه بمشاهد الحياة أو الاختبار أو الطبيعة استرعى انتباههم وأثر في قلوبهم. وبعد ذلك إذ نظروا إلى الأشياء التي أوضحت تعاليمه تذكروا أقوال المعلم الإلهي....


«وقد حاول يسوع أن يجد طريقاً إلى كل قلب. فإذ استعمل تشابيه متنوعة لم يقدم الحق في وجوهه المختلفة وحسب بل خاطب سامعيه على اختلاف طبيعتهم» (روح النبوة، المعلم الأعظم، صفحة ٤١و ٥١).


أسئلة للنقاش


١. في الصف، شاركوا أجوبتكم على سؤال يوم الأحد. ما الذي يمكنكم تعلمه من قصص بعضكم البعض؟


٢. استخدم المسيح صوراً واستعارات من أمور وأشياء كانت مألوفة جداً لسامعيه. ما الذي يمكنك استخدامه، من ثقافتك الخاصة، ويمكن أن يساعد في توصيل الحقائق الروحية للآخرين؟


٣. على الرغم من أن المسيح استخدم استعارات، من خلفيات معظمها زراعي، إلا أن عدداً كبيراً من المسيحيين الأوائل كانوا من المناطق الحضرية. أية صور «حضرية» يجدها المرء في كتابات بولس، أو في أي من كتابات كتبة العهد الجديد الآخرين؟


٤. فكر في العناصر التي تكوّن قصة جيدة. ما هي تلك العناصر؟ وما هي كيفية عملها؟ كيف يمكننا تعلم استعمال هذه العناصر في شهادتنا للآخرين؟


٥. اقرأ لوقا ٦١: ٩١ـ١٣. ما هو نوع القصة التي استخدمها المسيح هنا؟ ما هي الدروس التي يمكننا استخلاصها من هذه القصة حول استخدام الخيال القصصي في نقل وتوصيل الرسائل الروحية؟


قصة الأسبوع


اختيار «شيبو»


شيبو هي طفلة في العاشرة من العمر تعيش في جنوب زامبيا. ولم يكن أبواها يمارسان أي إيمان. لكن عندما قام الجيران بدعوة شيبو للذهاب إلى الكنيسة معهم، قبلت الدعوة وذهبت. وقد أحبت المعرفة عن الله وكانت تذهب إلى الكنيسة كلما استطاعت عمل ذلك.


لكن والد شيبو غضب عندما علم أن شيبو كانت تذهب إلى كنيسة الأدفنتست السبتيين. قال الأب محذراً، «ابقِ بعيداً عن هذه الكنيسة، وإلا سأعاقبك». لكن شيبو أحبت المسيح وأرادت التعبد له. لذلك كانت تذهب إلى الكنيسة عندما لا يكون أبوها في البيت. وقد علم أبوها بالأمر وعاقبها بقسوة.


لكن عقاب الأب لم يمنعها من الذهاب إلى الكنيسة وتعلُّم المزيد عن يسوع الذي يحبها. وكان أبوها يعاقبها كل أسبوع تقريباً.


وقد سألتها أختها قائلة، «لماذا تواصلين الذهاب إلى الكنيسة على الرغم من معاقبة أبيك لكِ؟»


قالت شيبو موضحة، «إن الله يحبني وأنا أريد أن أكون ابنة له». وفي يوم السبت التالي، ذهبت أخت شيبو معها إلى الكنيسة. وعندما علم الآب أن ابنتيه كانتا في طريقهما إلى الكنيسة قام بتعقبهما وطاردهما حتى وصلتا إلى المنزل وهناك عاقبهما. كانت اخت شيبو تخشى الذهاب إلى الكنيسة عندما يكون والدها في البيت، لكن شيبو كانت تذهب.


وعندما طرحت الأم على شيبو سؤالاً مشابهاً لسؤال الأخت حول سبب مواصلتها الذهاب إلى الكنيسة رغم عقاب أبيها لها، أجابت قائلة، «لقد تعلمت في الكنيسة أن المسيح يحبني وأنا أحب وأعبد المسيح». وفي الأسبوع التالي، ذهبت الأم مع شيبو إلى الكنيسة. لقد أرادت الأم أن تعرف بنفسها ما الذي كان يجذب ابنتها إلى الكنيسة. وقد بدا أن عظة القس كانت تناشد الأم، وهكذا قررت والدة يشبو الذهاب إلى الكنيسة مرة أخرى. وعندما عاد والد شيبو إلى البيت، أخبرت الأم زوجها عن ما سمعته في الكنيسة وقالت له أنها تريد الذهاب إلى هناك مجدداً وقدمت الدعوة له ليرافقها. رفض الأب، لكنه سمح لزوجته وابنتيه بالذهاب. بدأت شيبو في الصلاة إلى الله من أجل أن يساعد أباها على الانضمام إلى الأسرة في الذهاب إلى الكنيسة.


وبعد ذلك ببضعة اسابيع، قامت الأم مجدداً بدعوة زوجها للذهاب إلى الكنيسة معها، وقد ذهب بالفعل، رغم أنه لم يبدو سعيداً. لكنه اعتذر لشيبو بعد انتهاء الخدمة في الكنيسة في ذلك اليوم وواصل الذهاب إلى الكنيسة مع الأسرة. وبعد شهور قليلة، اعتمد والدا شيبو. وقد اصبح الأب يرافق ابنته إلى الكنيسة بعد أن كان يطاردها محاولاً منعها من الذهاب.


تقول شيبو، «لقد ساعدني الله على أن أكون أمينة له حتى عندما كان والدي يعاقبني بسبب ذهابي للكنيسة. لقد ساعدني الله على أن أجذب كل عائلتي إلى المسيح».


إن أمانتنا لله في العبادة والصلاة والعطاء للعمل المرسلي تحدث اختلافاً في حياة الآخرين. شكراً من أجل عطائكم للعمل المرسلي من أجل الكرازة إلى الآخرين.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت


www.AdventistMission.org


الدرس الثالث


١١- ٧١ كانون الثاني (يناير)


التلمذة والصلاة



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: دانيال ٩: ٢ـ ٩١؛ متى ٤١: ٢٢و ٣٢؛ ٦٢: ٦٣؛ يوحنا ٧١: ٦ـ ٦٢ ؛ عبرانيين ٢: ٧١؛ ١بطرس ٤: ٧.


آية الحفظ: « ’وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هؤُلاَءِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكَلاَمِهِمْ، لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي‘ « (يوحنا ٧١: ٠٢و ٢١)


أياً كان ما نقوم به من عمل من أجل ربح النفوس، وأيا كانت البرامج التبشيرية التي نقوم بها، علينا أن نصلي بلجاجة من أجل أولئك الذين نسعى إلى الوصول إليهم وتبشيرهم. هذا أمر محوري بالنسبة لما يعنيه أن تكون مسيحياً، بل ويصبح أمراً محورياً أكثر عندما تكون أنت ممن يقومون بتلمذة الآخرين. وإذا كانت الصلاة المستمرة الحارة هي محور منهجنا الساعي إلى تلمذة الآخرين والإبقاء عليهم في كنائسنا، فإن تغييرات جذرية ستحدث في النفوس.


«ليطالب خدام الإنجيل بوعود الله قائلين: ’أنت وعدتنا قائلاً: «أسألوا تعطوا». لا بد لي من هداية هذه النفس إلى يسوع‘. التمس الصلاة من أجل النفوس التي تعمل من أجلها؛ تعال بأسماء هؤلاء إلى الكنيسة بوصفهم أهدافاً ينبغي التضرع لأجل خلاصها.... اختر إنساناً ثم آخراً [لتبشيره]، ثم اسعى في طلب توجيه الله بصفة يومية، وضَعْ كل شيء قدامه في صلاة جدية، مع العمل في ضوء الحكمة الإلهية» (روح النبوة، الخدمة الطبية، صفحة ٤٤٢و ٥٤٢).


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.


الأحد


٢١ يناير (كانون الثاني)


رحمة اجتازت اختبار الزمن


كثيراً ما تتسم صلاة المرء بالأنانية، حيث يطرح المؤمنون قائمة رغباتهم قدام الرب على أمل الحصول على كل ما طلبوه. وعلى الرغم من أنه قد طُلِبَ منا أن نتقدم بطلباتنا، إلا أن دوافعنا، في بعض الأحيان، لا تكون طاهرة. فعلى كل حال، أليست قلوبنا فاسدة وشريرة ومخادعة؟ لذلك، أفلا يمكن لصلاتنا أن تعكس، أحياناً، الإثم القابع بداخلنا؟


إلا أن الصلاة التشفعية، مع ذلك، تركز على احتياجات شخص آخر، وهكذا تزيل احتمالية الدافع الأناني لدى المُصَلِّي. وعلى مر التاريخ، كانت الصلوات التشفعية هي تعبير عن أسمى ملامح الحوار الروحي بين الإنسان وخالقه. فلأن الصلاة التشفعية غير ملوثة بالرغبة في إرضاء الذات، فإنها تدل على الإيثار والرحمة والتوق الشديد إلى خلاص الآخرين.


اقرأ دانيال ٩: ٢ـ ٩١ ما الذي كان يشكِّل عبئاً ثقيلاً على نفس دانيال، وفقاً لما ورد في هذه الفقرات الكتابية؟ ما هو الدور الذي يقوم به الاعتراف في نطاق الصلاة التشفعية؟ فإنه بحكم تقدم دانيال في السن، لم يكن مرجحاً أنه كان سيستفيد بصفة شخصية من استرداد أورشليم، فماذا كان الدافع، إذن، وراء هذه الصلاة؟


______________________________________________________________


_______________________________________________________________


سبعون عاماً انقضت منذ نطق إرميا بالنبوة التي كان يفكر فيها دانيال. والمرجح، بعد كل هذه السنوات الطويلة، أن يكون أصدقاء دانيال، سواء في السبي أو في أورشليم، قد ماتوا بالفعل. وما كان استرداد أورشليم ليعيد ثروات دانيال الشخصية كذلك. لا شيء في صلاة دانيال يشير إلى اهتمامات أنانية. لقد كانت صلاة النبي الشيخ عبارة عن توسل صادق إلى الله بشأن مستقبل الأمة اليهودية المسبية وتمجيد اسم الرب. لقد سبق طلبات دانيال اعتراف مستفيض. وقد شمل دانيال نفسه ضمن العصاة عندما صلى إلى الرب معترفاً بذنوبه وذنوب الشعب، ولم ينظر إلى نفسه كما لو كان بلا عيب أو ذنب. لقد تحمل دانيال المسؤولية عندما كان يسعى في طلب الاسترداد، من أجل استفادة الآخرين في المقام الأول.


فَكِّر في حياة الصلاة الخاصة بك: ما الذي تصلي من أجله، ولماذا، ومن أجل مَن تصلي؟ ما مدى الموت عن الذات الذي يتجلى في صلاتك؟ كيف يمكنك أن تتعلم أن تكون أقل أنانية في حياة الصلاة الخاصة بك؟ بمعنى، كيف يمكن لصلواتك، حتى تلك التي تصليها من أجل نفسك، أن تكون أقل أنانية؟


الاثنين


٣١ يناير (كانون الثاني)


وقت للصلاة


فقط فكر في طبيعة الصلاة: فها هي كائنات ساقطة آثمة مستحقة للموت تستطيع، على الفور، أن يكون لها اتصال مباشر مع خالق الكون، إلهنا القدوس. وعندما ظَهَرَ اللهُ فِي الْجَسَدِ، في المسيح، شعر هو أيضاً بضرورة الصلاة. وعلى الرغم من أن المسيح لا يقف أمام الآب، نفس موقفنا نحن كخطاة ساقطين، إلا أنه رأى، وهو في الجسد، أنه لا تزال هناك ضرورة لأن يُصلي.


اقرأ متى ٤١: ٢٢و٣٢؛ ٦٢: ٦٣؛ مرقس١: ٥٣ـ ٧٣؛ لوقا ٥: ٥١و ٦١؛ ٦: ٢١و٣١. ما الذي كان يميز حياة الصلاة الخاصة بالمسيح؟ قم بوصف الظروف التي أحاطت بصلاة المسيح. ما هي الدروس التي يمكننا استخلاصها من التفاصيل الخاصة بحياة صلاة المسيح، تفاصيل مثل عدد مرات الصلاة وأماكنها وأوقاتها؟


____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


من المؤكد أن حياة الصلاة الخاصة بالمسيح كانت هي النموذج الذي أشار به على تلاميذه. فقد صلى المسيح في الصباح والمساء، وبعد الوعظ وقبله، وكلما كان ذلك ممكنا. وقد صلى في البساتين وعلى الجبال وفي الأماكن المنعزلة وحيثما كان هناك سكون وهدوء. فإن المسيح، وبعد أن انفصل عن الآب، مكانياً، اتحد معه روحياً من خلال الصلاة. وكانت الصلاة بالنسبة للمسيح هي الشريان الروحي الذي يربطه بالسماء. فهل ينبغي لأتباع المسيح المعاصرين، المُضْعَفِيِنَ بالنزعات الآثمة والمَخْنُوقِيِنَ بهموم الدنيا والمُحْبَطِين بالمفشلات، أن تكون حياة الصلاة الخاصة بهم شيئاً أقل لجاجة مما اتسمت به حياة الصلاة الخاصة بالمسيح؟


«إن الصلاة هي فتح القلب لله كما لو كنا نكلم صديقاً حميماً، وليست هي ضرورية لنعلم الله بما نحن عليه، ولكنها ضرورية لأنها تمكننا نحن من قبول نعمته، إذ أنها لا تنزل الله إلينا ولكنها ترفعنا إليه تعالى» (روح النبوة، طريق الحياة، صفحة ٩٧).


اقرأ مرقس١١: ٢٢ـ ٦٢؛ لوقا ١١: ٣١؛ يوحنا ٤١: ٢١ـ ٤١. كيف لنا أن نفهم الوعود المكتوبة هنا حول الصلاة؟ كيف اختبرت أنت ما قاله المسيح هنا؟ في الوقت نفسه، كيف تعلمت التعامل مع الأمر عندما لم تأت الأمور التي صليت من أجلها بالطريقة التي كنت ترجوها؟


الثلاثاء


٤١ يناير (كانون الثاني)


تعاليم خالدة


تربط الصلاة، بطريقة عجيبة، بين النفوس المحدودة وبين خالقهم السرمدي. إن الصلاة هي رابط روحي. فإن المؤمنين، بارتباطهم بالآب السماوي، يتجاوزون طبيعتهم الأرضية وميولهم الآثمة. ويعمل هذا التغيُّر على فصلهم عن العالم. فإذا استطاع الشيطان أن ينجح في إعادة تشكيل الصلاة الخاصة بنا وجعلها شكلاً من أشكال التركيز على الذات، حينئذ سيسلب الصلاة من قدرتها على تغييرنا، وعندها نكون معرضين للخطر، بشكل كبير، فتحبط بذلك شهادتنا للآخرين وتُعاق.


اقرأ متى ٦: ٧و ٨؛ ٧: ٧ـ ١١؛ ٨١: ٩١و٠٢. ماذا تعلمنا هذه الآيات عن الصلاة؟


____________________________________________________________________________________________________________________________


يثق المؤمن الصادق في قدرة الله على الوفاء بوعوده. لم يحدث أن تهيب الله من طلب تقدم به أي شخص. إن سلطان الله غير محدود وقوته لامثيل لها. يقترب المؤمنون من أبواب السماء وهم واثقين في الرب، وواثقين في أنه سيفعل ما هو الأفضل بالنسبة لنا، حتى وإن كنا لا نستطيع أن نرى ذلك حينها. إن الإيمان هو ليس مجرد الثقة في ما يمكننا رؤيته؛ الإيمان الحقيقي هو الثقة في الله عندما لا يمكننا رؤية النتائج التي نريدها ونتوقعها (عبرانيين ١١: ١ـ ٧). ما من شك في أنه طالما أنك تخدم الرب، وطالما أنك تسير بالإيمان، عليك أن تثق في الله، حتى عندما لا ترى الأمور تسير بالطريقة التي رجوتها، أو حتى صليت من أجلها. فإنه حتى مجرد التصفح السريع للكتاب المقدس سيظهر لك أنك لست وحدك، وبأن الله دائماً بقربك ومستعد لسماع صلاتك والاستجابة لها.


اقرأ متى ٦: ٩ـ ٥١؛ ٦٢: ٩٣. ما الذي تعلِّمه هذه الآيات؟


____________________________________________________________________________________________________________________________


لا ينبغي الخلط بين الثقة والغطرسة أو العجرفة. فالاقتراب من عرش الله بثقة لا ينطوي عليه أي معنى من معاني الاستحقاق. يتميز سلوك المؤمن بكل من الجرأة والتواضع. فقد أعلن المسيح في بستان «جَثْسَيْمَانِي» عن ما كان يفضله هو، لكنه ختم بالقول، « فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ «. فبالإضافة إلى الخضوع التام، تعد الروح المتسامحة دليلاً آخراً على التواضع. فيجب علينا نحن، الذين غُفر لنا كثيراً، أن نفعل الشيء نفسه للآخرين.


هل أنت غاضب من شخص ما وتجد صعوبة في مسامحته؟ ارفع الأمر إلى الرب في الصلاة. صلِ من أجل نفسك كي تتعلم كيف تغفر وتسامح. صلِ من أجل هذا الشخص. في اعتقادك، ما الذي سيحدث مع مرور الوقت؟


الأربعاء


٥١ يناير (كانون الثانى)


محبة أبدية


لقد كان المسيح تجسيداً للكمال؛ بمعنى أن كل كمال الله قد تجلى في المسيح. وبالتالي، هل كان هناك أي شخص أكثر رأفة ورحمة من المسيح؟ مَن كان لديه توقاً يفوق توق المسيح إلى أن يخفف من محن وشدائد الإنسان؟ ولذلك، فإننا نسأل: ماذا كانت علاقة رحمة المسيح وشفاعته بالتلمذة؟


اقرألوقا ٢٢: ١٣و ٢٣ ويوحنا ٧١: ٦ـ ٦٢ (انظر كذلك عبرانيين ٢: ٧١). كيف أثرت معرفة المسيح بالبشر وانتمائه لهم[من خلال تجسده] في صلاته التشفعية؟ ما هي الأهداف الأساسية لصلوات المسيح التشفعية؟


_____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


كان بمقدور المسيح أن يتشفع بجدارة نيابة عن تلاميذه لأنه كان منخرطاً ومشاركاً بشكل فعلي في حياتهم، وكان يفهمهم تماماً وكان يرغب بتوق فيما هو لصالحهم. ولا تتطلب الشفاعة الفعالة اليوم شيئاً أقل. لا بد لمَن يعملون على تلمذة الناس في القرن الحادي والعشرين أن يتخلوا عن الأمور التي تعوقهم عن بناء التواصل مع النفوس الضالة رغبة في اهتدائها. ويجب أن يكون جمع المال وتحقيق الشهرة، أو حتى التفوق العلمي، خاضعاً وتابعاً للهدف الأسمى ألا وهو خلاص النفوس الضالة. هذه حقيقة هامة تغيب بسهولة جداً عن أذهاننا لأننا، في كثير من الأحيان، نعلق في هموم المعيشة وتدبر أمور الحياة اليومية.


لقد كان المسيح دائم التواجد في حياة تلاميذه. فقد زار بيوتهم وتعرَّف على أقربائهم وقضى أوقات الفراغ بصحبة تلاميذه وعمل جنباً إلى جنب معهم. ولم يهمل المسيح أي جانب من جوانب حياتهم. إن عمل تلمذة الآخرين اليوم يتطلب أكثر من مجرد الوعظ والمجادلات العقائدية. إن الصلاة من أجل محن الآخرين، مع وجود الرغبة في التخفيف من حدة تلك المحن، لا تزال هي مقياس الصلاة التشفعية التي تثبت فعالية في تلمذة الآخرين للمسيح.


على الرغم من أن الجملة التالية قد تبدو غريبة، إلا أن فيها الكثير من الحق: «لا يهتم الناس كثيراً بما تعرفه إلى أن يعرفوا مدى اهتمامك بهم».


الخميس


٦١ يناير (كانون الثاني)


الاقتداء بالرحمة الإلهية


إن في تقديمنا الثناء لله اقتداء بمثال المسيح. وقد اقتدى تلاميذ المسيح الأوائل بحياة الصلاة الخاصة بمعلمهم واحتذوا بها. وهم، بطبيعة الحال، قد صلوا من أجل السلامة الشخصية ومن أجل تدبر ضروريات الحياة اليومية ومن أجل الإرشاد الروحي لكل فرد. مع ذلك، أصبحت الصلاة التشفعية عنصراً هاماً من عناصر عملهم الخاص بتلمذة الناس للمسيح..


اقرأ أعمال ١: ٣١و ٤١؛ ١تيموثاوس ٢: ١ـ ٤؛ يعقوب ٥: ٣١ـ ٦١؛ ١يوحنا ٥: ٦١؛ يهوذا ٠٢ـ ٢٢؛ ١بطرس ٤: ٧. ما هو الدور الذي قامت به الصلاة في الكنيسة الأولى؟ ماذا كانت بعض الحالات المحددة التي صلى أعضاء الكنيسة من أجلها؟ ما الذي يمكننا أن نتعلمه من هذه الأمثلة؟


_____________________________________________________________________________________________________________________________


كانت الصلاة المستمرة هي مرساة الكنيسة الأولى. فكلما أُرسل بولس لأغراض تبشيرية، كان يكلف بذلك مزوداً ومصحوباً بالصلاة (أعمال ٣١: ٣؛ ٤١: ٣٢). لقد كانت الصلاة متضمنة في مراسم وداع بعضهم بعضاً (أعمال ٠٢: ٦٣؛ ١٢: ٥). وفي كثير من الأحيان، كانت تتسم صلاتهم بشكل من أشكال الشفاعة. لقد صلوا من أجل قادة الحكومات ومن أجل إخوانهم وأخواتهم المؤمنين. وبصفة عامة، كانوا يصلون من أجل الجميع! وقد تشفع بولس من أجل أبي بوبليوس، مقدم الجزيرة، الذي كان يعاني من الزحار («الدزنتاريا»). وقد تشفع استفانوس لأجل قاتليه، حتى وهو يحتضر من رجمهم له. إنه لا يمكن المبالغة في مدى مركزية الصلاة بالنسبة للمؤمنين الأوائل. يقول الكتاب المقدس أن الصلاة تسر الله لأنه يرغب في خلاص الجميع ويسعى إلى تقدم الحق والنهوض به. لقد تضاعفت الكنيسة الأولى بسرعة وذلك من خلال الصلاة، بالإضافة إلى التعاليم الرسولية والتبشير المتحمس والعجائب الخارقة والشركة المتسمة بالمحبة.


وعلى الرغم من الاضطهاد الشديد، غمرت المسيحية الإمبراطورية الرومانية وقَبِل آلاف الآلاف البشارة. وقد توهجت النفوس التي تم هدايتها، كما لو كانت أنوارا حية، بدءاً من قصر الإمبراطور وصولاً إلى أماكن عديدة مختلفة.


كم من الوقت تقضيه في الصلاة التشفعية؟ فكر في إجابتك. ولكي نضع السؤال في صيغة أفضل نقول: كم من الوقت الإضافي الذي ينبغي أن تقضيه في الصلاة التشفعية لأجل الآخرين؟


الجمعة


٧١ يناير (كانون الثاني)


لمزيد من الدرس


«فمن يحاول إن يقضي الوقت كله في الصلاة لا يلبث أن يهجرها أو يأتيها كمجرد فرض عليه، ذلك أن الإنسان عندما ينتزع نفسه من حياة المجتمع ويتناءى عن الواجب المسيحي ويتهرب من حمل الصليب، تفتر همته ويخمد نشاطه في خدمة سيده وتصير صلاته بدون هدف وبدون باعث وتصبح طلباته مقتصرة على ذاتيته ومحصورة في دائرة أنانيته، فلا يصلي لأجل حاجات البشر عامة أو لأجل تقدم ملكوت الله أو الحصول على قوة لكي يخدم ربه خدمة ناجعة مقبولة» (روح النبوة، طريق الحياة، صفحة ٥٨).


أسئلة للنقاش


١. لماذا يعوق انعدام الصلاة التشفعية نمو الكنيسة؟ وعلى العكس، كيف تعمل حياة الصلاة التشفعية النشطة على تحفيز العمل المتعلق بتلمذة الآخرين للمسيح؟ ما هي أسرار الصلاة التشفعية الفعالة؟ كيف يمكن للمتشفع أن يعرف ما الذي ينبغي أن يصلي بشأنه؟


٢. ما الذي ينبغي على أعضاء الكنيسة عمله، نيابة عن أولئك الذين يصلون هم من أجلهم، ويتخطى التماساتهم الخاصة؟ كيف يمكن للأعضاء بناء علاقات مع الجيران والأقرباء وزملاء العمل، الذين يصلي هؤلاء الأعضاء من أجلهم؟ لماذا ينبغي أن تكون الصلاة الخاصة من أجل الآخرين مصحوبة دائماً بجهود متواصلة لمصادقة أولئك الأشخاص أنفسهم؟


٣. ما هي الخطوات التي ينبغي على مسيحييِّ القرن الحادي والعشرين اتخاذها حتى يختبروا حياة صلاة نشطة وفعالة؟ ما هي العلاقة بين العمل المتعلق بتلمذة الآخرين للمسيح وبين اختبار الحضور الإلهي من خلال الصلاة؟ هل يمكن للصلاة أن تغير أولئك الذين يتم الصلاة من أجلهم، دون أن تغير أولاً أولئك الذين يقومون بالصلاة من أجل الآخرين؟ كيف يمكن لمضمون صلاتنا أن تتبدل لو كان لدينا توق لخلاص النفوس الضالة؟ ما هو التأثير الذي للقداسة الشخصية والصلاة على قدرة مَن يسعى لربح النفوس على مشاركة الحق مع آخرين؟


٤.ما هي الأمور المحددة التي يمكن للمؤمنين عملها لتوسيع نطاق اتصالهم مع أولئك الذين لم يقبلوا المسيح؟ ما الذي يمكن للمسيحيين القيام به لتخطي العلاقات السطحية مع إخوتهم وأخواتهم من البشر، والانخراط في حياتهم للتعرف على احتياجاتهم الخاصة من أجل الصلاة من أجلها؟


قصة الأسبوع


السير بالإيمان


استلقى ريكس في الفراش غير قادر على تحريك رجليه. وقد كانت كلمات الطبيب له بأنه لن يستطيع السير على قدميه مرة أخرى لا تزال عالقة في ذهنه.


تساءل ريكس في نفسه عن ما سيحدث لعائلته بسبب هذه المستجدات. وقد تيقن ريكس من أن عناده هو ما وضعه في هذه الحالة.


وكان عم ريكس، قبل ذلك بعامين، قد عرض عليه سداد مصروفات ابنته المدرسية إذا قام ريكس بإلحاقهما بالمدرسة السبتية الأدفنتستية. وقد وافق ريكس على ذلك. وسرعان ما طلبت الفتاتان حضور مدرسة السبت. وقد ذهبت زوجة ريكس معهم، لكن ريكس قال أن عليه الذهاب إلى العمل.


وكان ريكس يذهب لحضور بعض الاجتماعات في الكنيسة بعد الانتهاء من العمل، وقد اقتنع بأن كنيسة الأدفنتست كانت تعلِّم الحق. لكنه قاوم الدعوة إلى إخضاع حياته لله. وكان يدخن السجائر ويحتسي الخمر، ولم يكن متأكدا مما إذا كان بإمكانه الإقلاع عن هاتين العادتين السيئتين. لكنه وافق على أن يدرس الكتاب المقدس مع أحد المؤمنين ممن يعملون معه أثناء ساعة تناول الغداء.


وعندما أرادت زوجة ريكس أن تعتمد، شجعها على القيام بذلك وقال لها، «ربما أتبعك في يوم ما».


ثم وبعد شهور من دراسة الكتاب المقدس، وافق ريكس على أن يعتمد. وكان يأمل أن تعمل المعمودية على تغييره. لكنها لم تفعل. وقد ظل على ما كان عليه قبلاً ولم يسمح لله بأن يسود على حياته.


ثم غير الحادث كل شيء. لقد حاول ركس حل مشاكله بنفسه. لكن ها هو الآن قد صار عاجزاً. كان راعي الكنيسة والأعضاء يقومون بزيارة ريكس ويشجعونه على الثقة بالله. صلى ريكس طالباً المغفرة؛ ومرة أخرى، أسلم حياته لله. لكنه كان صادقاً وجاداً في هذه المرة. لقد طلب ريكس من الله أن يشفيه ووعد بأنه سيضع إيمانه في الله مهما حدث، وبأنه سيذهب إلى الكنيسة بمجرد أن يكون قادراً على القيام بذلك.


وكان ريكس، أثناء شهور استلقائه على الفراش، يقضي ساعات في الصلاة وقراءة الكتاب المقدس. وإذ نما روحياً، شعر ريكس بأن جسده كان يقوى أكثر. وبعد مرور عام على الحادث، بدأ ريكس يسير على قدميه خطوات قليلة ومترددة. لكن، بعد ذلك بستة أشهر، استطاع السير دون ألم.


حفظ ريكس وعده وبدأ في الذهاب إلى الكنيسة مع أسرته. وقد شكر الله على كل مرحلة من مراحل الشفاء التي اختبرها. وقد وجد عملاً. ولم يكن دخل هذا العمل كبيراً كدخل العمل السابق، لكن ريكس قد لاحظ أن المرتب كان كافياً حتى بعد إعادة العشور لله وتقديم الأعطية في الكنيسة.


يقول ريكس، «إن الحادث الذي سبب لي العجز جلب شفاء لروحي. أنا ممتن كون الله قد استخدم مدرسة الأدفنتست ليساعد أسرتي في الحصول على الخلاص في المسيح».


يعمل عطاؤنا المرسلي على دعم المدارس والعيادات الطبية، والعديد من الخدمات الكرازية الأخري في الهند وحول العالم. شكراً من أجل أعطيتكم للعمل المرسلي.


يعيش ريكس وعائلته في جنوب شرق الهند.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت:


www.AdventistMission.org


الدرس الرابع


٨١ـ ٤٢ كانون الثاني (يناير)


العمل على تلمذة


الأطفال للمسيح



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: مزمور ٧٢١: ٣ـ ٥؛ تثنية ٦: ٦و ٧؛ لوقا ٢: ٠٤ـ ٢٥؛ متى ٨١: ١ـ ٦و ٠١ـ ٤١؛ مرقس ٠١: ٣١ـ ٦١.


آية الحفظ: « ’أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هؤُلاَءِ؟‘ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ’نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا؟‘ « (متى ١٢: ٦١).


في ضوء رغبتنا في تبشير العالم وصنع تلاميذ من كل أمة، علينا أن لا ننسى شريحة كاملة من الناس، وهي الأطفال.


رغم اختلاف نظرة الطوائف المسيحية للأمور المتعلقة بالأطفال والشبيبة، يبدو أن هناك شيئاً واحداً تتفق عليه هذه الطوائف وهو أن معظم المسيحيين قد كرسوا حياتهم للمسيح وهم في سن مبكرة نسبياً. وعدد قليل من المهتدين يأتي من فئة كبار السن. وعلى ما يبدو أن هذه الحقيقة تغيب عن أنظار العديد من الكنائس أثناء وضع مخططاتهم التبشيرية، إذ يكرسون القدر الأكبر من مواردهم لأجل الوصول إلى فئة الأشخاص البالغين. ويبدو أن تلاميذ المسيح الأوائل قد استهانوا بقيمة خدمة الأطفال والكرازة لهم. ولقد رفض المسيح هذا الموقف، وتقبل الأطفال ورحب بهم، بل وأعطاهم الأولوية.


ومن هنا يجب علينا أن نفعل الشيء ذاته.


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.


الأحد


٩١ يناير (كانون الثاني)


ما كان يتمتع به الطفل العبراني من امتيازات


تمتع الأطفال العبرانيون بمعاملة خاصة، مقارنة بغيرهم من الأطفال في البلدان المجاورة. فقد كان تقديم الأطفال كذبيحة لاسترضاء الآلهة أمراً شائعاً في العديد من الثقافات المحيطة بالعبرانيين. ليس هذا فحسب، بل وكانت قيمة الطفل، في تلك الأمم، تقاس غالباً بمدى إنتاجية الطفل في العمل، وليس بالقيمة الذاتية للطفل. وكان الانتفاع من انتاجية الأطفال في العمل هو ما يحدد علاقة الأطفال بعالم الكبار والبالغين. ومن المؤلم أن نلاحظ أن بعضاً من هذه المواقف، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بعمالة الأطفال، لا يزال موجوداً في عالمنا الحالي. حقاً لا بد ليوم الغضب من أن يأتي.


ومن الواضح أن ارتداد الأمة الإسرائيلية قد أثَّر في تقدير الناس للأطفال. فقد تسببت مداعبة «منسى» للسحر وممارسات الديانات الأخرى في أن يقدم بنيه ذبائح لآلهة هذه الديانات (٢أخبار الأيام ٣٣: ٦). ومع ذلك، فقد كان عهد منسى هو الاستثناء وليس القاعدة؛ فإنه في ظل حكم القادة الأكثر ارتباطاً بالرب، كان بنو إسرائيل يقدِّرون ذريتهم من أبناء وبنات.


اقرأ مزمور٧٢١: ٣ـ ٥؛ ٨٢١: ٣ـ ٦؛ إرميا ٧: ١٣؛ تثنية ٦: ٦و ٧. ما الذي تشير إليه هذه الفقرات الكتابية فيما يتعلق بتقدير الله للأطفال؟ كيف يمكن لفهمنا الصحيح للكتاب المقدس أن يؤثر في تعاملاتنا وعلاقاتنا مع الأطفال؟


____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ _


يُظهر التعليم الذي كان يتلقاه الأطفال و «حق البكورية» والعديد من الممارسات الثقافية الأخرى، مدى ما كان عليه الأطفال من أهمية في الثقافة العبرانية القديمة. ولا غرابة في أن المسيح قد رفع من شأن الأطفال إلى أبعاد جديدة، رغم ما كانوا يحظون به بالفعل من مكانة رفيعة، مقارنة بأطفال الثقافات المجاورة لهم. إن الأطفال هم بشر أيضاً، وقد كان موت المسيح لأجل كل شخص بغض النظر عن عمره، هذه نقطة يجب أن لا ننساها أبداً.


من الصعب أن نفكر في أن هناك أشخاصاً بالغين وصل بهم الانحلال والانحطاط الأخلاقي إلى أن يقوموا بأذية الأطفال، بما في ذلك أبنائهم وبناتهم الذين من دمهم ولحمهم. كيف يمكننا، أياً كان الوضع الذي نحن فيه، أن نفعل كل ما في وسعنا كي نحب ونحمي ونرعى الأطفال المتواجدين داخل نطاق مسؤوليتنا؟


الاثنين


٠٢ يناير (كانون الثاني)


«طفولة المسيح»


إن كون المسيح قد عاش مرحلتي الطفولة والبلوغ على الأرض قد يطرح تساؤلات جادة بشأن قدرته على التعامل والتعاطف مع الأطفال. فقد نما المسيح بالطريقة التي ينمو بها جميع الأطفال، دون تخطي أي مرحلة من مراحل النمو والنضوج. لذلك، يتفهم المسيح تحديات سن المراهقة. وقد مَرَّ المسيح بحالات انعدام الأمان المصاحبة لمرحلة الطفولة. وقد واجه تلك التحديات التي يواجهها جميع الأطفال في مجالاتهم ونطاقاتهم الخاصة بهم. وكان اختبار المسيح لمرحلة الطفولة وسيلة أخرى أظهر المخلص من خلالها بشريته الحقيقية وهو في الجسد.


اقرأ لوقا ٢: ٠٤ـ ٢٥. ماذا تعلمنا هذه الآيات حول طفولة المسيح؟


_____________________________________________________________________________________________________________________________


«كان اليهود يعتقدون أن سن الثانية عشرة هي الحد الفاصل بين الصبا والشباب. ففي ختام هذه الفترة من العمر كان الصبي العبراني يسمى ابن الشريعة وابناً لله كذلك. وكانت تعطى له فرص خاصة لتعلُّم الدين. كما كان يطلب منه الاشتراك في الأعياد والفرائض المقدسة. واتباعاً لهذا العرف قام يسوع بزيارة فصحية لأورشليم في صباه» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٢٦).


وفقاً لما ورد في الكتاب المقدس، اكتسب المسيح، في طفولته، حكمة وأُغْدِقَتْ عليه نعمةً. ويمكننا أن نرى، من خلال لقائه مع الْمُعَلِّمِينَ الدينيين، أثناء زيارته للهيكل في عيد الفصح، أن المسيح كانت لديه حكمة دينية وكتابية متعمقة. فلقد أُعجب المعلمون الدينيون آنذاك إعجاباً ملحوظاً بأسئلة المسيح وأجوبته.


ولعل الانضباط الذي اكتسبه المسيح من خلال تعلُّم مهارات النجارة، والرعاية التي أولاها له أبواه المكرسين، والقراءات المنتظمة للأسفار المقدسة، وتفاعله مع سكان أهالي بلدة الناصرة، قد شكل الأساس لمرحلة تنشئته في سنوات عمره المبكرة. ومع ذلك، فقد كان المسيح طفلاً عادياً، كما كنا نحن أيضاً أطفالاً، رغم ما أبداه من تميز ملحوظ في طفولته.


«أما الصبي يسوع فلم يتلق علومه في مدرسة المجمع. ولكن أمه كانت أول معلم بشري له. لقد تعلم عن الأمور السماوية من فمها ومن كتب الأنبياء. وعند ركبتي أمه تعلم نفس ما نطق هو به في مسمع موسى ليقوله لإسرائيل» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٦٥و ٧٥). أمعن التفكير في المعاني المتضمنة في هذه الكلمات. ماذا تعلمنا عن بشرية المسيح؟


الثلاثاء


١٢ يناير (كانون الثاني)


شفاء المسيح للأطفال


اقرأ الفقرات الكتابية التالية: متى ٩: ٨١ـ ٦٢؛ مرقس ٧: ٤٢ـ ٠٣؛ لوقا ٩: ٧٣ـ ٣٤؛ يوحنا ٤: ٦٤ـ ٤٥. من هم هؤلاء الأطفال الذي تم شفاؤهم في هذه القصة؟ ما هي أوجه تشابه الظروف البيئية التي جاء منها هؤلاء الأطفال؟ ما هي بعض الاختلافات التي يمكنك اكتشافها؟ ما هي الدروس التي يمكننا تعلمها من هذه الآيات ويمكن أن تساعدنا اليوم؟


___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________ _


يوجد في كل هذه القصص تشابهاً مذهلاً واحداً وهو أنه، وفي كل حالة من هذه الحالات، جاء آباء أو أمهات هؤلاء الأطفال ملتمسين من المسيح أن يساعد ابناً او ابنةً لهم. وهل من أب أو أم لم يختبر هذا الأمر؟ فأي والد أو والدة لم يشعر بالألم والكرب والخوف التام عندما كان أحد أبنائه مريضاً جداً، أو موشكاً على الموت؟ لا شيء أسواء من هذا الشعور بالنسبة لمن اختبره.


إن يسوع، وهو في الجسد، قد تعاطف مع الوالدين وشفى اطفالهم. لقد شفى المسيح كل طفل جيء به إليه. ولم يُرْسِل أحداً من دون أن يشفيه. وهكذا تجلت بوضوح محبة المسيح، ليس فقط للوالدين وإنما لأطفالهم أيضاً.


وماذا عن الحالات التي فيها يصلى الوالدون ويتوسلون إلى المسيح من أجل شفاء أطفالهم ومع ذلك لا يُشْفَوا؟ وربما ليس هناك اختبار أشد حزناً من دفن الأطفال. فالموت ينبغي أن يكون من نصيب الأجيال الأكبر سناً. إن ما يفجع قلوبنا هو أن نرى الوالدون ينعون ويدفنون أطفالهم. وأثناء هذه الجنازات، يسأل كل الآباء المكروبين:


«ألا ينبغي أن يكون الميت هو أنا؟»


ربما يكون الحداد على الموت الجسدي ورؤية الاضمحلال الروحي متساويين من حيث تأثيرهما الأليم في النَفْسِ. فكم من آباء وأمهات يتعذبون بسبب انغماس أبنائهم وبناتهم في إدمان المخدرات والمواد الإباحية أو اللامبالاة؟ ومهما كان البلاء، علينا أن نتعلم الثقة في الرب وفي صلاحه ومحبته، حتى عندما لا تأتي الأمور بالحسن، كما حدث في قصص الكتاب المقدس المذكورة أعلاه. إن إلن هوايت، الكاتبة المُلْهَمة، قد دفنت ابنين من أبنائها. إن عالمنا عالم قاسٍ؛ مع ذلك، إلهنا إله محبة، وهذه هي الحقيقة التي ينبغي أن نتمسك بها، مهما كانت الظروف والأحوال.


وكانت تعمل بمثابة مُذَكِّرٍ دائمٍ لعهد الله مع الشعب.


الأربعاء


٢٢ يناير (كانون الثاني)


تحذير مخيف


قم بتحليل الفقرات الكتابية التالية: متى ١١: ٥٢و ٦٢؛ ٨١: ١-٦و ٠١- ٤١. أية حقائق، ليس فقط عن الأطفال لكن عن الإيمان بصفة عامة، نتعلمها من خلال هذه القصص؟ فكر في كم كان تحذير المسيح شديدٌ هنا. لماذا يجب أن نرتعد أمام مثل هذا التحذير؟


___________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


هناك صدق حقيقي في الأطفال كثيراً ما أشار إليه المسيح عند حديثه ووصفه للملكوت. فإن كلاً من صدق الأطفال وتواضعهم واعتمادهم على الكبار وبراءاتهم يُصوِّر، بطريقة ما، جوهر الحياة المسيحية. ونحتاج إلى أن يكون إيماننا شبيهاً بالأطفال في بساطتهم وثقتهم.


يحتاج مَن يعملون على تلمذة الآخرين للمسيح، في عصرنا الحالي، إلى تعلُّم درس آخر من الأطفال: فالأطفال لا يتخلون أبداً عن اعتمادهم وتبعيتهم لمَن هم أكبر منهم سناً. وهكذا، فإنه يمكن للأطفال، ومن خلال التربية المناسبة، أن يحملوا معهم ثقتهم البريئة إلى مرحلة الرشد والنضوج. من المؤكد أن الأطفال، وبينما هم ينضجون ويكبرون في العمر، سيستفسرون بشأن الأشياء، مثلما نفعل جميعاً. لكن الإيمان الشبيه بإيمان الأطفال أبداً لا يُعَد رجعياً أو غير عصري. لذا، فإنه يجب علينا كوالدين، أو كبالغين بصفة عامة، أن نعمل كل ما بوسعنا من أجل أن نغرس في الأطفال معرفة الله ومحبته. ولا شيء يمكنه عمل هذا أكثر من إظهار المحبة نحوهم من خلال حياتنا ولطفنا ورأفتنا واهتمامنا. ويمكننا أن نبشر ونعظ بكل ما نريد؛ لكن أفضل طريقة لتلمذة الأطفال، وكما هو الحال مع البالغين، هي أن يروا محبة الله متجلية في حياتنا.


والنقيض الفظيع لذلك هو أن الأعمال الإجرامية ضد الأطفال- خصوصاً أثناء الأنشطة المدعومة من قِبل الكنيسة- يمكنها، عادة، أن تدمر ثقة الطفل في الكنيسة وفي الله كذلك. فويل لأولئك الذين يمارسون مثل هذه الأعمال، وويل كذلك لأولئك الذين يدعمون مثل هؤلاء الجناة. ينبغي للمسيح ولرسالته أن يوقظا فينا إيماناً شبيهاً بذاك الذي للأطفال، حيث الثقة واليقين هما السمتان المميزتان.


ما الذي تقوم به كنيستك، ليس فقط للاهتمام بالأطفال، ولكن للتأكد من أنهم محميون بكل طريقة ممكنة؟ فكر فيما كان المسيح يعنيه بقوله أن ملائكتهم «فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى ٨١: ٠١). لماذا ينبغي لهذا الأمر أن يسبب الرعدة لدى كل شخص يؤذي طفلاً؟


الخميس


٣٢ يناير (كانون الثاني)


لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ


اقرأ مرقس ٠١: ٣١ـ ٦١. كيف عمل تقبل المسيح للأطفال على سهولة تقبله لهم؟ كيف ينبغي أن يُفهم توبيخ المسيح للتلاميذ؟ ما الذي ينبغي أن نستخلصه من هذه القصة لأنفسنا، وعن كيف ينبغي أن نتعامل ونتواصل مع الأطفال؟


____________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


من المؤكد أن نوايا تلاميذ المسيح كانت حسنة، بالرغم من جهلهم. فبمنعهم الأطفال من الاقتراب إلى المسيح إنما كانوا يريدون الحفاظ على وقته الثمين والإبقاء على طاقته للقيام بالأمور «الهامة». لقد أساء التلاميذ كثيراً معرفة ما أراد المسيح لهم أن يعرفوه.


تخيل شعور الأطفال عندما رفضهم التلاميذ. وتخيل شعورهم عندما قبلهم المسيح بشخصه المحب الحنون. لا عجب في أن الأطفال عانقوا المسيح. ولقد قدم المسيح لنا في هذه القصة مثالاً قيِّما فيما يتعلق بالطرق التي يجب أن يُعامَل بها الأطفال من قِبل أولئك الذين يصرحون بأنهم يتلمذون الناس للمسيح.


«رأي يسوع في الأولاد الذين جيء بهم إليه الرجال والنساء الذين سيكونون ورثة نعمته رعايا ملكوته. وبعض منهم كانوا مزمعين أن يموتوا شهداء في سبيله. لقد عرف أن هؤلاء الأولاد سيصغون إلى تعاليمه ويقبلونه فادياً لهم بأسرع مما يفعل الكبار الذين كان كثيرون منهم حكماء في أمور هذه الدنيا ولكنهم كانوا قساة القلوب. وفي تعليمه للصغار نزل إلى مستواهم. فذاك الذي هو جلال السماء لم يترفع عن أن يجيبهم عن أسئلتهم ويبسط لهم تعاليمه الهامة لتناسب أفهامهم الصبيانية، فغرس في عقولهم بذار الحق الذي كان لينمو بعد سنين ويأتي بثمار للحياة الأبدية» (روح النبوة، أعمال الرسل، صفحة ٣٨٤و ٤٨٤).


كم مرة التقينا بأشخاص بالغين يعانون من الكثير من الألم والاضطراب والوجع بسبب أمور حدثت لهم في طفولتهم؟ ماذا ينبغي أن يخبرنا هذا حول كيف ينبغي أن نعامل الأطفال بكل لطف وعناية وخشوع ومحبة؟


الجمعة


٤٢ يناير (كانون الثاني)


لمزيد من الدرس


اقرأ لروح النبوة الفصل الذي بعنوان «يسوع يبارك الأولاد»، صفحة ٢٨٤ـ ٧٨٤؛ في كتاب مشتهى الأجيال وكذلك صفحة ٥٥٥ و ٦٥٥ من الفصل الذي بعنوان «لصوص في الهيكل» في الكتاب نفسه. واقرأ صفحة ٧١٢ـ ٩١٢ من الفصل الذي بعنوان «تعليم الكتاب المقدس ودراسته»، وذلك في كتاب التربية الحقيقية.


«إنه حق ثابت أن الأولاد هم أكثر الناس قبولاً لتعاليم الإنجيل وقلوبهم مفتوحة للتأثيرات الإلهية وقوية لتحتفظ بالدروس التي تقبلها. إن الأولاد الصغار يمكن أن يكونوا مسيحيين ولهم اختبار يتناسب مع أعمارهم. إنهم بحاجة إلى تعلم الأمور الروحية، وعلى الوالدين أن يقدموا لهم كل الفرص والامتيازات حتى يمكن أن تتشكل أخلاقهم على شبه صفات المسيح.


«وعلى الآباء والأمهات أن ينظروا إلى أولادهم كأفراد صغار في أسرة الرب وهم ودائع بين أيديهم ليربوهم ليكونوا أهلاً للسماء. وعلينا أن نعلمهم نفس الدروس التي قد تعلمناها من المسيح على قدر ما تستطيع عقولهم الصغيرة أن تقبل، فنكشف لهم شيئاً فشيئاً عن جمال مبادئ السماء» (روح النبوة، مشتهى الأجيال، صفحة ٤٨٤).


أسئلة للنقاش


١. لماذا، في اعتقادك، يقبل معظم الناس المسيح وهم صغاراً في السن أكثر من قبولهم للمسيح لو أنهم كانوا أكبر سناً؟ يمكن للمشككين أن يجادلوا قائلين أن الناس يقبلون المسيح في صغرهم لأنهم يكونون ساذجين جداً وجاهلين بحيث لا يدركون سخافة ما يُقْدِمُونَ عليه. ومن الناحية الأخرى، هل يمكن أن يكون سبب قبول الناس للمسيح في مرحلة مبكرة من العمر هو أنهم غير متسمين بالقسوة وغير مُفْسَدين بروح التهكم والتشكك التي لدى العديد من البالغين؟ بمعنى أن براءتهم وانفتاحهم يجعلانهم أكثر استجابة لمناشدات الروح القدس. ناقشوا هذه المسألة في الصف.


٢. كيف يمكن تنظيم الكنيسة اليوم بحيث تصبح متشبهة ومتمثلة بالمسيح أكثر من حيث تقبلها للأطفال؟ ماذا يمكن لكل عضو، بصفة فردية، أن يفعله حتى يكون ودوداً نحو الشبيبة الذين قد يرغبون في ارتداء الأزياء الغريبة والاستماع إلى موسيقى صاخبة والتصرف بسلوك غير لائق؟كيف يمكن للكنيسة أن تصبح أكثر نشاطاً وبالتالي تجذب إليها الشبيبة الذين يتسمون بالنشاط والحيوية بطبيعتهم؟


٣. ما هي الخطوات التي يمكن لأعضاء الكنيسة اتخاذها لإعداد أنفسهم للتفاعل مع الشبيبة الذين يُبدون اهتماماً بالأمور الروحية ويرغبون في المعمودية وفي تكريس أنفسهم للمسيح تكريساً مُغَيِّرَاً للحياة؟


٤. أمعن التفكير أكثر في سمات الأطفال التي جعلت المسيح يقول «إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ» (متى ٨١: ٣). ما الذي تعنيه هذه الآية؟ في الوقت نفسه، ما الذي لا تعنيه؟


قصة الأسبوع


أمنية جوناثان


جوناثان صبي هادئ ذات ابتسامة خجولة. يعيش في قرية صغيرة في جنوب المكسيك. وفي أحد الأيام، دعته صديقته «تايا ماريا» إلى الذهاب معها إلى مدرسة السبت. لم يكن جوناثان قد ذهب إلى أي كنيسة من قبل. وقد استشار أمه في الأمر وقالت له أن بإمكانه الذهاب، فأخبر صديقته أنه موافق على الذهاب معها.


وفي يوم السبت، سار كل من جوناثان وتيا ماريا معاً إلى الكنيسة. وقد أحب جوناثان مدرسة السبت، خصوصاً قصة «أخبار العمل» التي تتحدث عن الأطفال من مختلف أنحاء العالم.


وعندما عاد جوناثان إلى البيت أخبر والدته بكل ما تعلمه في الكنيسة. وقد سرد عليها قصص الكتاب المقدس التي سمعها وآية الكتاب المقدس. وقد استمعت أمه إليه باهتمام. لكنها رفضت الذهاب معه إلى الكنيسة عندما طلب جوناثان منها ذلك. وقالت أن لديها أعمالاً تقوم بها إضافة إلى الاهتمام بشقيقه الرضيع. واصل جوناثان تقديم الدعوة لأمه، لكنها واصلت الرفض.


قال جوناثان لأمه متوسلاً، «يا أمي، إن المسيح يريد أن تأتي إلى الكنيسة، وأنا أيضاً اريدك أن تأتي. إن الأطفال الآخرين يجلسون مع آبائهم وأمهاتهم، لكني أكون مضطراً للجلوس وحدي». لكن أمه واصلت رفضها الذهاب.


وعندما أعلن قس الكنيسة عن عقد سلسلة من الاجتماعات الكرازية، اسرع جوناثان إلى البيت ليدعو أمه لتذهب معه. ولدهشته، وافقت الأم على الذهاب. وفي كل ليلة، كان جوناثان وأمه يسيران إلى الاجتماعات معاً. وعندما طلب القس من أولئك الذين يرغبون في اتباع الله بالمعمودية أن يقفوا، وقف جوناثان. قام القس وزوجته بزيارة والدة جوناثان وشرح لها أن ابنها يريد أن يعتمد. لكن الأم قالت أنه ليس بمقدور جوناثان أن يعتمد لأنها هي لم تكن عضوة في الكنيسة.


شعر جوناثان بخيبة أمل، لكنه كان عازماً على إتباع المسيح. وكان في كثير من الأحيان يتحدث إلى أمه عن المسيح ويناشدها كي تعطي قلبها لله.


استرجعت الأم في ذهنها مدى السعادة التي يشعر بها ابنها منذ بدأ في الذهاب إلى الكنيسة. فقد أحب قراءة درس الكتاب المقدس والترانيم. وأرادت أن يكون لها نفس الفرح وبالفعل بدأت في الذهاب إلى الكنيسة مع ابنها.


وفي يوم السبت، دهش جوناثان عندما قالت له أمه أنها ستذهب معه إلى الكنيسة. وقد سارا إلى الكنيسة الصغيرة معاً. وجه جوناثان أمه إلى صف مدرسة السبت الخاص بها. وأثناء خدمة العبادة، كان جوناثان سعيداً كونه لن يجلس وحده.


وعندما أعلن القس عن فريضة معمودية قادمة، طلب جوناثان من أمه مجدداً أن تسمح له بأن يتعمد. وقد وافقت هذه المرة. ثم أخبرت القس أنها تريد هي ايضاً أن تعتمد. واعتمد كل من جوناثان وأمه معاً.


يساعد عطاؤنا المرسلي في تعريف أشخاص مثل جوناثان وأمه بالمسيح. شكراً لكم من أجل مشاركة محبة الله مع الآخرين من خلال أعطيتكم المرسلية.


من إعداد مكتب المرسلية الأدفنتستية للمجمع العام.


الموقع على الإنترنت


www.AdventistMission.org


الدرس الخامس


٥٢ـ ١٣ كانون الثاني (يناير)


العمل من أجل تلمذة


المرضى للمسيح



السبت بعد الظهر


المراجع الأسبوعية: إشعياء ٣٥: ٤؛ متى ٨: ٧١؛ مرقس ٢: ١ـ ٢١؛ فيلبي ٤: ٤ـ ٩؛ ١يوحنا ٤: ٠٢ـ ٢٢؛ يوحنا ١١: ٧٣ـ ٤٤.


آية الحفظ: « فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُل وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ، وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوْا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ، وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلهَ إِسْرَائِيلَ» (متى٥١:٠٣و ١٣).


«إن يسوع في أثناء خدمته كرس لشفاء المرضى وقتاً أطول مما للتعليم. وقد شهدت معجزاته لصدق أقواله، بأنه لم يأت ليُهْلِك بل ليخلِّص. وأينما توجه سبقته أنباء رحمته. وأينما مر كان الناس موضوع رحمته وحنانه، يفرحون متهللين بالصحة ويجربون استخدام قواهم الجديدة التي أعيدت إليهم. وكانت جماهير الناس تتجمع حولهم لتسمع من أفواههم عن أعمال الرب التي عملها. لقد كان صوته بالنسبة لكثيرين أول صوت سمعوه، واسمه أول اسم نطقوا به، ووجهه أول ما وقعت عليه أنظارهم. فلماذا لا يحبون يسوع ويسبحون بحمده؟ فإذ كان يمر في المدن الصغيرة والكبيرة كان يشبه نهر ماء حي يوزع الحياة والفرح» (روح النبوة، آفاق عيش أفضل، صفحة ٥١و ٦١).


*نرجو التعمق في موضوع هذا الدرس استعداداً لمناقشته يوم السبت القادم.


الأحد


٦٢ يناير (كانون الثاني)


المسيا الشافي


اقرأ اقرأ إشعياء ٣٥: ٤؛ متى ٨: ٧١و يوحنا ٩: ١ـ٣ . كيف لنا أن نفهم هذه الآيات؟ ما هي الأسئلة التي تثيرها هذه الفقرات الكتابية؟ أي رجاء تقدمه لنا؟


________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________


كان المرض، في العصور القديمة، يعتبر نتيجة لأعمال آثمة قام بها المريض. (ولا يزال الأمر كذلك حتى في أيامنا، فمن منا لم يتساءل، ولو للحظة، إذا ما كان المرض الذي يعاني منه أو يعاني منه شخص عزيز عليه هو عقاب على خطيئة ما؟) وفي سفر أيوب، أشار أصدقاء أيوب إلى أن المصائب التي ألمت به، والتي اشتملت على مرضه هو شخصياً، كانت ناجمة عن أخطاء خفية ارتكبها أيوب؛ وكان المعنى المتضمن هو أن إثمه، وبطريقة ما، قد تسبب في المحنة التي كان يعاني منها. وبطريقة مماثلة، اعتبر تلاميذ المسيح فقدان البصر عقاباً على إثم اقترفه مَن يعاني مِن العمى. ويشير مثل هذا الزعم إلى أن المرض لم يكن يتطلب تشخيصاً أو علاجاً وإنما كفارة. وقد أشار متى إلى نبوة إشعياء، المتعلقة بالمسيا، والتي تُفيد بأن المسيح كان إتماماً لهذه النبوة وبأنه يمكن إيجاد الشفاء فيه.


وقد تضمنت مختلف التقاليد الوثنية القديمة آلهة للشفاء؛ مع ذلك، فإن أياً من هذه التقاليد لم يُشر إلى أن الآلهة قد شفت عِلَّات الناس وأمراضهم. وهناك تقاليد قديمة أخرى أوجدت تدابير للكفارة البديلة، وذلك من أجل أن يستفيد منها الملوك. فقد كان البديل يُقَدَّم ذبيحة بدلاً من الملك إرضاء للآلهة الغاضبة وتكفيراً عن أخطاء الملك، وهكذا كانت يتم انتقال عقاب الشر من فرد إلى آخر. مع ذلك، لا نجد في أي من تلك التقاليد القديمة أن ملوكاً ماتوا عِوُضَا عن رعاياهم. أما إشعياء، في المقابل، فقد تنبأ عن فادٍ يحمل أمراضنا وأوجاعنا وآثامنا.


هذا هو ما قاله إشعياء، وما أكد عليه متى: فإن ملك السماء قد عانى أوجاع البشر. ومن المثير للاهتمام أن الكلمة المترجمة «أَحْزَان» في إشعياء ٥٣: ٤ تأتي من الكلمة العبرية التي تعني بشكل أساسي «المرض» أو «السقم».


لقد أدرك المسيح أن مرسليته كانت هي التبشير بالخلاص وشفاء منكسري القلوب (لوقا ٤: ٧١ـ ٩١). لقد جذب المسيحُ الكثيرين إليه من خلال القوة التي نبعت من محبته وصفاته. فلقد تبع الآخرون المسيح لأنهم سُروا بوعظه السهل الفهم. وقد أصبح آخرون تلاميذاً بسبب الكيفية التي عامل بها المسيح الفقراء. ومع ذلك، فإن كثيرين قد تبعوه لأنه قد شعر بآلامهم وشفى انكسارهم.


لدى كل واحد منا آلامه وانكساراته. كيف يمكننا تعلّم تلمذة الآخرين للمسيح من خلال التعاطف معهم في آلامهم وأوجاعهم- وهي آلام يمكننا تفهمها جيداً بسبب ما نختبره نحن من ألم وحزن؟


الاثنين


٧٢ يناير (كانون الثاني)


شفاء الجسد


ادرس مرقس٢: ١ـ٢١. ما الذي يمكننا أن نتعلمه حول العلاقة بين المرض البدني والإثم؟ ما هي أيضاً الدروس التي لا ينبغي لنا استخلاصها من هذه القصة؟


_______________________________________________________________


تفصل الفلسفة اليونانية القديمة، وخلافاً للمعتقد الكتابي المتعلق بالكيان البشري، بين كلٍ من بُعْدَيِّ الوجود البشري، ألا وهما البعد الروحي (النفس) والبعد المادي (الجسد). وقد قلل العديد من اليونانيين من أهمية الجسد لأنهم كانوا يعتبرون أن النفس (الروح) البشرية هي الخالدة، وليس الجسد. ولأن الأجساد كانت مؤقتة، تزول مع الوقت، لذا فقد كانت تعتبر، في نظرهم، أقل قيمة من الروح (النفس) الخالدة.


وفي أحد أشهر النصوص الأدبية للعصور القديمة يقول «أفلاطون» عن معلمه «سقراط»، الذي كان على وشك الموت، أنه احتمل كل فساد وشر الجسد. وقال بأن نفس (روح) سقراط الخالدة ستكون عند الموت حرة في القيام بكل الأمور التي أعاقها الجسد من القيام بها.


بالطبع، يعلِّم الكتاب المقدس شيئاً مختلفاً اختلافاً جذرياً عن تعليم أفلاطون. فالأجساد البشرية هي خليقة الله المباشرة؛ فهو الذي خلق أجسادنا وهكذا فإننا قد «امتزنا عجباً» (مزمور ٩٣١: ٤١). فالجسد، علاوة على ذلك، ليس منفصلاً عن النفس (الروح). فإن الجسد والعقل والروح هي مجرد جوانب مختلفة للشخصية البشرية أو الوجود البشري، ولا يوجد أي من هذه الجوانب منفصلاً عن الآخر، كما لو كان كياناً مستقلاً. وبناء على ذلك، فإن كل ما يؤثر في الجسد يؤثر في العقل وفي الروح وهما الجانبان الآخران للشخصية البشرية. لذلك، فإنه في كل مرة كان يشفي المسيح فيها مرضاً جسدياً في شخص ما؛ كان يعمل أيضاً على تحويل الاختبار الجسدي والعقلي والروحي لذلك الإنسان.


إن شفاء المسيح لم يقتصر على الجسد. فقد كان المسيح، على الدوام، يشفي الشخص بأكمله. إن نهج المسيح «الشمولي» في الشفاء يوضح أن الصحة الجسدية لا تنفصل عن الصحة الروحية. فمن خلال شفائه الجسدي للناس أحدث المسيح تأثيراً روحياً فيهم. وقد كان هذا، وإلى حد كبير، هو الغرض الأساسي من الشفاء الذي كان يقدمه. فما جدوى شفاء أناس كانوا سيموتون، على المدى الطويل، ويواجهون الهلاك الأبدي، في نهاية المطاف؟


على الرغم من أن المرض قد يكون نتيجة ممارسات آثمة مباشرة، إلا أن الناس، حتى الرضَّع منهم، في كثير من الأحيان، يصابون بالمرض لا لأي سبب سوى أننا جميعاً ضحايا عالم ساقط. لماذا من المهم جداً وضع هذه الحقيقة المحزنة في الاعتبار، عند سعينا لخدمة أي شخص مريض أو متألم نحبه؟


الثلاثاء


٨٢ يناير (كانون الثاني)


شفاء العقل والجسد


لقد صنع المسيح تلاميذا له من خلال تقديم الشفاء الجسدي والاسترداد العقلي للأشخاص المرضى. كان مرضى المسيح، في كثير من الأحيان، يعانون من أمراض جسدية ونفسية. ولم يكن الشفاء الجسدي، في حد ذاته، هدفاً نهائياً. كان الهدف الأسمى هو التلمذة. بإمكان الشفاء أن يتيح للإنسان عيش عشرين أو خمسين أو ربما خمسة وسبعين عاماً أخرى من الحياة الأرضية التي نعرفها. أما التلمذة الحقيقية فتتيح للإنسان عيش الحياة الأبدية مع المسيح.


لقد توسل الرجل الذي كانت تسكنه الشياطين في لوقا ٨: ٦٢ـ ٩٣أن يرافق يسوع. لكن المسيح، بدلاً من ذلك، كلفه بالكرازة إلى عائلته وسكان بلدته. فقد كان بإمكان هذا الرجل أن يكون شاهداً قوياً للمسيح، بعد أن شُفي بطريقة عجيبة.


أدرس متى ٦: ٩١ـ ٤٣؛ ١بطرس ٥: ٧؛ ٢كورنثوس ٤: ٧ـ ٠١؛ فيلبي ٤: ٤ـ ٩؛ ١يوحنا ٣: ٠٢ـ ٢٢. كيف يمكن للمبادئ الواردة في هذه الآيات أن تخفف من القلق والشعور بالذنب والخزي الذي يشكِّل أساساً للعديد من الأمراض النفسية؟


______________________________________________________________________________________________________________________________


أحياناً، يكون المرض الجسدي نتيجة مؤثرات عقلية. فإن العلاقة بين العقل والجسد، وفقاً للعلوم الطبية، قوية ووثيقة. يؤدي القلق إلى إصابة البعض بمشاكل في المعدة. وتسبب الهموم أرقاً واضطرابات في النوم. ويؤدي الغضب، غير المُسَيطَر عليه، إلى أمراض القلب. لا بد لنا، أثناء تعليم الناس عن مبادئ الصحة العقلية، من تسليط الضوء على أهمية الثقة في الله، الأمر الذي يقودهم، بطبيعة الحال، إلى تكريس أنفسهم للرب بالتمام، وهكذا يصبحون تلاميذاً له.


«لأن لكل يوم أثقاله وهمومه ومحيراته، ولكن حين نجتمع معاً ما أكثر استعدادنا لأن نتحدث عن أتعابنا وتجاربنا، فهذا يتوجس شراً من هنا وذاك يتوقع صعاباً من هناك، وكلنا نعبِّر عن ثقل همنا، فكأني بنا وليس لنا مخلص حبيب شفوق وُجِد في الضيق عوناً شديداً» (روح النبوة، طريق الحياة، صفحة ٠٠١).


وعلى الرغم من أن السير الوثيق مع الرب لا يُعَدُ ضمانة لتمتعنا بصحة جيدة، إلا أنه ليس هناك شك في أن سلام العقل وراحة البال، اللذين يأتيان من معرفة الرب، يمكن أن يكون لهما تأثيراً إيجابياً علينا، حتى على المستوى الجسدي. ما هي بعض الطرق العملية التي يمكننا من خلالها الاستفادة من الدروس التي تعلمناها في درس اليوم وتطبيقها على أنفسنا، خصوصاً إذا كنا عُرضة للقلق؟


الأربعاء


٩٢ يناير (كانون الثاني)


القيامة والحياة


في هذا العالم، وحيث للموت، دائماً، الكلمة الأخيرة، في الوقت الراهن على الأقل، ما هو الرجاء العظيم الذي نجده في هذه الآيات؟ لوقا ٧ : ١١ـ٧١؛ مرقس ٥ :١٢ـ ٣٤؛ يوحنا١١: ٧٣ـ ٤٤.


من الضروري أن يكون لدى الساسة والفنانين والرياضيين شيئاً ليقدموه حتى يكون لديهم مَن يتبعهم ويؤيدهم. يستخدم الساسة البلاغة المعسولة والوعود المدهشة. ويستخدم الفنانون قدراتهم على توليد المشاعر ولمس حياة الجماهير بأعمالهم الفنية. ويُدْهِش الرياضيون العالمَ بمهاراتهم البدنية. وينظر جمهور المتفرجين بغيرةٍ متمنين امتلاك براعة ومهارات من هذا القبيل.


فما الذي يقدمه المسيح؟ تخفيض البطَالة؟ رواتب أكبر؟ منحنا مهارات مدهشة في مناولة الكرة؟ جعلنا نتمتع بصوت عذب؟ منحنا مواهب تمثيلية تثير إعجاب الناس؟ لا، بل بدلاً من ذلك، يقدم المسيح شيئاً لا يمكن لأي شخص آخر في العالم أن يقدمه: الحياة الأبدية في عالم جديد. وهل هناك ما هو أكثر أهمية من ذلك؟


وفي حين تستخف شبكات التسوق التلفزيوني بذكائنا، من خلال عروضها التي لا يمكن أن تكون عروضاً حقيقية من فرط الجودة التي يظهرون بها منتجاتهم، يبدو أن المسيح يتفوق على كل عروضاتهم بوعده الذي يُعد صفقة العمر: حياة أبدية مجانية وبدون نفقات «شحن وتوصيل»! وما من شك في أن المشككين سيسخرون بشأن عرض من هذا القبيل، وهو العرض الذي لم يسبق له مثيل. وسيحاول المنافسون تصنيع منتج مقلد رخيص (فكرة الشيطان المتعلقة بخلود النفس). وسيقوم المشترون المُحْتَمَلُونَ بالتحقق بحذر من هذه المزاعم. ولهذا قدم المسيح ثلاثة براهين معروفة لمواجهة المشككين وفضح المقلِّد وتلبية طلب الباحثين الصادقين عن الحق. فقيامة كل من «ابنة يايروس» «وابن الأرملة» وأخيراً «لعازر» قد برهنت على أن هذا العرض المدهش كان عرضاً حقيقياً. قد يسود المرض والحوادث، في البداية، لكن الحياة الأبدية حتماً ستغلب في النهاية. لن يحدث الشفاء في كل مرة يُلْتَمَسُ فيها الشفاء، لكن الحياة الأبدية قد ضُمِنَت لكل مَن جلعوا المسيح مخلِّصاً لهم.


والشيء نفسه يحدث معنا اليوم. ففي كثير من الأحيان، وكما نعلم جميعاً، لا يأتي الشفاء الذي صلينا من أجله بالطريقة التي أردناها. ويبقى الناس يعانون، ربما لسنوات، من الوهن والضُعف والأمراض المؤلمة، دون شفاء، بل وقد تزداد حالاتهم سوءاً. ويموت آخرون من المرض، على الرغم من صلاتهم، وصلاة الآخرين من أجلهم، طلباً في الشفاء. نحن ليس لدينا إجابات على أسئلة مثل: لماذا يحدث الشفاء في بعض الحالات، ولا يحدث في بعض الحالات الأخرى؟


مع ذلك، فإن ما لدينا هو شيء أفضل بكثير، حتى من الشفاء العجيب، وهذا الشيء هو الوعد بالقيامة إلى حياة أبدية، عندما يأتي المسيح «أَمَّا قِدِّيسُو الْعَلِيِّ فَيَأْخُذُونَ الْمَمْلَكَةَ وَيَمْتَلِكُونَ الْمَمْلَكَةَ إِلَى الأَبَدِ وَإِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ» (دانيال ٧: ٨١).


لماذا يعد هذا الوعد، الوعد بالحياة الأبدية، بالغ الأهمية بالنسبة لنا؟ أين سنكون من دون هذا الوعد؟ وهل سيكون لنا أي رجاء، في أي شيء على الإطلاق، من دون هذا الوعد؟


الخميس


٠٣ يناير (كانون الثاني)


المسيح وخدمة الشفاء


راجع أعمال ٣: ١ـ ٩١؛ ٥: ٢١ـ ٦١؛ ٩: ٦٣ـ ٢٤؛ ٠٢: ٧ـ ٠١؛ ١كورنثوس ٢١: ٧ـ ٩و ٨٢ـ١٣؛ ويعقوب ٥: ـ٣١-٦١. كيف ينبغي للمسيحيين المعاصرين تقييم أهمية خدمة الشفاء بالنسبة لكنيسة العهد الجديد؟


____________________________________________________________________________________________________________________________


لقد شهد تلاميذ القرن الأول، بأنفسهم، إتمام الوعد الذي نطق به المسيح بأنهم سوف يرون «أعظم من هذا « (يوحنا ١: ٠٥؛ قارن يوحنا ٥: ٠٢و ٤١: ٢١). فقد كان كل من الشفاء بمعجزات وقيامة الأموات أمرين مصاحبين للخدمات الكرازية التي قام بها أبرز تلميذين من تلاميذ المسيحية في بداية عهدها: وهذان التلميذان هما بطرس وبولس. وقد برزت أحداث الشفاء هذه بشكل كبير في مرحلة النمو المبكرة للكنيسة. فإن حضور الله الأبدي، الذي كان متمثلاً في الشفاء العجيب، قد أثَّر في الآلاف من القادة الدينين وجعلهم يقبلون يسوع. وفي كثير من الأحيان، كانت الحشود التابعة لأولئك القادة تنهج نهجهم وتتبع يسوع.


وأحياناً كان التلاميذ الجدد يسيئون فهم القصد الإلهي من معجزات الشفاء. فقد حاول «سيمون» شراء هذه القوة الخارقة معلناً بذلك عن دوافعه الأنانية (أعمال ٨: ٩ـ ٢٥). مع ذلك، فقد أدرك الكثيرون أن أهمية هذه المعجزات العجيبة تكمن في حقيقة أنها تكشف عن حضور الله بينهم. لقد أثبتت مظاهر القدرة الإلهية هذه أن الله موجود، وبأنه مستحق للثناء والتسبيح من قِبَلِهم.


وعلى الرغم من أن المسيح كان قد صعد إلى السماء، كانت حشود الناس لا تزال تتبعه من خلال خدمات تلاميذه. لقد واصل التلاميذ المرسلية التي كان المسيح قد بدأها، وكانوا يتممون الرؤية التي شاركها المسيح معهم.


من الواضح أن الصحة كانت مصدر اهتمام متواصل، كما كانت خدمة الشفاء عملاً مستمراً ومتواصلاً لكنيسة المسيح. وقد تم إدراج الشفاء بين المواهب الروحية التي يغدقها المسيح على كنيسته. كما أنه وردت في الكتاب المقدس التعليمات المتعلقة بتقديم خدمة نعمة الله الشافية إلى أولئك الذين يعانون من المرض. وستبقى هذه المواهب، المتعلقة بخدمة الشفاء، مصدر تعضيد للمؤمنين إلى أن يأتي المسيح ثانية، لكن لن تكون هناك حاجة إلى هذه المواهب عند مجيئه ثانية وحضوره الدائم معنا. ويسجل تاريخ الكنيسة تكريس المؤمنين للخدمة الصحية خلال العديد من الفترات الزمنية المختلفة للكنيسة. وبالتأكيد، كان التخفيف من معاناة البشر محفزاً هاماً وراء استخدام موهبة الشفاء. مع ذلك، فقد أيقن آخرون أن الشفاء هو الخطوة الأولى نحو التعرف على بشارة الإنجيل كاملة.


الجمعة


١٣ يناير (كانون الثاني)


لمزيد من الدرس


اقرأ لوقا ٨١: ٥٣ـ ٣٤؛ ٣١: ٠١ـ ٧١؛ ٤١: ١ـ ٦؛ يوحنا ٦: ١و ٢؛ مرقس ٦: ٥ـ ٧؛ ٦: ٤٥ـ ٦٥؛ ٧: ١٣ـ ٧٣؛ ٨: ٢٢ـ ٦٢ ؛ متى ٨: ١ـ ٩١؛ ٢١: ٥١ـ ٣٢. واقرأ لروح النبوة صفحة ٣١ـ ٧١ من الفصل الذي بعنوان «مثالنا» والفصل الذي بعنوان «شفاء النفس»، صفحة ٢٦ـ ٠٨ وذلك من كتاب «آفاق عيش أفضل».


«لقد وجد المفلوج في المسيح الشفاء لكلا النفس والجسد. كان بحاجة إلى شفاء النفس قبلما أمكنه تقدير قيمة صحة الجسد. وقبلما أمكن شفاء مرض الجسد كان ينبغي أن يمنح المسيح للعقل راحة ويطهر النفس من الخطيئة. فينبغي ألا نغفل هذا الدرس. يوجد آلاف من الناس اليوم يتألمون من المرض الجسدي، وهم كالمفلوج يتوقون لسماع هذه الرسالة: ’مغفورة لك خطاياك‘. إن حمل الخطية بما يتبعه من عدم الراحة والرغائب غير القانعة هو أساس أمراضهم. إنهم لا يستطيعون أن يجدوا راحة أو إسعافاً حتى يأتوا إلى شافي النفوس. والسلام الذي لا يمكن أن يمنحه أحد سواه يعيد للعقل نشاطه وقوته، وللجسم صحته ....


أسئلة للنقاش

«وفي بيت المفلوج كان ابتهاج عظيم عندما عاد إلى عائلته حاملاً فراشه بكل سهولة، ذلك الفراش الذي منذ قليل حمل هو عليه من بينهم بتمهل.... وقد صعدت من جوانب ذلك البيت أصوات الحمد والفرح، وتمجد الله في ابنه الذي قد أعاد الرجاء إلى اليائس والقوة إلى المضروب بالمرض. وقد كان هذا الرجل وعائلته مستعدين أن يبذلوا حياتهم لأجل يسوع» (روح النبوة، آفاق عيش أفضل، صفحة ٦٦و٧٦).